![]() |
فاكهة
في هذا البرد البرد البرد الباردْ احتاجكِ يا تنوريَ البعيد حنانك - حيث تعجز كل مدافىء العالم - وحده كفيل باعطائي المودّة الدافئة أيتها البرتقالة الملتهبة دوري حولي دوري دوري يا فاكهتي غطيني في ليل البرد ببرقك باهِي بي بستان البهجة رُدي ردي ردي هذا الثلج الوحشيّ عن الوله الساهر في قلبي . |
في الهواء
... فدخلت دخلت وصرت جميع الأوقات معا وشعرت بأني بدء لم يبدأ صرت النطفة صرت جنينا طفلا والرجل الكهل الشائخ صرت كأني لم أولد بعد وليس لموتي وعد دخلت وكان الوهج الفضي ثقيلا يتمطى وكأني في الفضة أمشي زمن الخطوة لا قبل له ولا بعد لم أعرف أين وأين وأين وأين دخلت أنا في الخطوة في فضة حلم وعيوني موغلة في التحديق الفضة غامرة غائمة كالغبش البدئي سديم أتلفت هذا الكون غريب هذا الكون غريب والفضة سيدة الوقت دخلت كأني أدخل في التكوين الفضة طائرة في الريح المتثاقل صرت كأني أبحث عن نفسي وكأني أبحث صرت كأني همت فمدت يدها أخذت بيدي أطراف أصابعها كالريش النائم كانت ريشا جاءت لمست أطراف يدي أخذ ت بيدي قالت هات يديك تعال تعال أريك المحتمل القادم هات يديك أريك أريك أريك أ شك ل في عينيك الأشياء تعال أريك الحلم وسر الحلم تعال تعال أريك المدهش هات فجئت وكنت الطفل الكهل وكنت الشيء اللي ن والسائل والمتكو ن كنت ولم أعرف كيف وأين وكانت تأخذني وتعال أريك فجئت دخلت وكانت تعرفني لكني أجهل كنت جنينا طفلا رجلا لا أعرف أين وكانت تعرف أني كنت ...وجئت |
في النار
تعالي أريك أمانيك تصير أريك خيالا كنت تراه تحلم كنت ومن أين كيف لا أذكر أني كنت رأيت ولا أذكر أني كنت ولا أذكر أني لا اذكر لا هات تعال أريك المعجن الشئ المكنون أريك الشئ الساكن المسكون بتوق البدء أريك جنون العقل ولا تسأل كيف ستنظر لكن لا تسأل هذي الفضة عن أسماء الرؤيا غامضة لا تسأل كيف دخلت ستعرق كيف وقفت وكنت كأني في الحلم كأني حلم الفضة حلي وبطيئا همت وكالسابح في الرئبق صرت أرى ورأيت الشئ وكان جميلا كانت تمسك أطراف يدي ويدي ترتعش الآن للمس الريش النائم خائفة و الشئ جميل صرت أرى وعرفت بأني أقف الآن بوهج الفضة هذي فضة أيامي الأولى حين دخلت دخلت النار |
في التراب
وقفتُ فهذي الأرض الرخوة لا تحملني وقفتُ الأرض الرخوة ترخي تربتها وتسوخ تسوخ تسوخ وتهملني من يمشي فوق الرخو بلا خوفٍ قال تعال ستمشي من غير مخاف فوق الرخو وفوق الماء ستمشي أنت الشيء الموغل في المعجز والمدهش أنت الشيء الشارد من شبح الأشكال المألوفة تمشي فوق الرخو تقدم فتململت تقدم فتلفت أخذت بيدي تعال تعال الجزء الرخو من الأرض بلاد هجرتها الشمس فطل عليها أنظر فتقدمت حملت الخطوة من كبدي ووضعت الخطوة في كبدي وتقدمت صار الرخو قوياً صار الرخو صخورا تحت القدمين العاريتين ومد الرخو يديه تثاقل قال تعال أنقذني هات الشمس تكلم عني باركني بالدم تجيء الشمس تحيل الطمي السائل صلبا هات أصهرني حولني جلمودا ترتاح حوافر خيل الشمس عليه أخبطني بالقدمين الضاريتين أصير أنظر فرأيت الأفق الرخو يخر على قدمي يصلي يركع يتضرع ماذا ما هذا كدت أردت ولا تسأل أدخل في رخو الكون دخلت وكان الريش النائم يسعفني في الوقت يهدهد أسئلتي ويحرضها ويعارضها الريش النائم لا يسهو لا يهملني فمددت يدي ملأت الكف برخو الأرض وصافحت الجزء الرخو من الكون فضج الفرح الخالق في أوردة الأرض سمعت الفرح المخلوق كفى فكففت فتحت الكف تعال تعال. |
كيف .. ؟!
كيف تسنى لك ذلك ؟! تلبسين أجمل فساتينك وتذهبين السهرة مع سواي كيف تسنى لك أن تضعي عقدك الزمردي الأحمر الوحيد وتدعينه يتأرجح بعنف في الرقص ؟! كيف تسنى لخصرك اللبني أن يستريح .. في قوس ذراعٍ أخرى ؟! كيف تسنى لي أن أحتمل الحضور في تلك السهرة .. التي تشبه قدّاسي ؟! كيف . تسنى لك .. كيف يا لك من عذراء لا تعرف الخجل آه يا حبيبتي معذرة لقد كان ذلك حلماً .. فحسب . |
قميص القهوة
تلبسين القهوة ، وتقولين لي : إنتصرْ ! أتوجه الى الغابات تهرب أستدير الى البحار تضطرب أجتاز المدن والقرى وأصل إليك استبسل أدفع فنجاني وأسمع قهقهة القهوة في القميص الزاهي كالزمرد أصير جنوناً في فنجان وأنت تتصنعين الصمود وفي لذة الهجم ، أتذوق الزبد اللبني الغامر وأنتصر حيث تتلاطم استغاثات القهوة في النضوج. |
في الماء
يا فضة أيامي الأولى هـــــــاتي أخذت بيدي ويدي تتكون في يدها كالطيف وحد السيف تعال أباهي بك أيام الليل أريك الوهم أسمي فيك الحلم الآتي كنت تريد وتحلم تهجس كنت متى لا أذكر أني كنت أريد وأحلم أهجس لا أذكر أني كنت لا أذكر أني لا أذكر هذا الريش الناعم هذي الفضة لم تفهمني فأنا ما كنت هنا ما كنت هناك الآن أصير و أعرف أدخل فدخلت كان الماء جميلا كان كأن الماء أنا وكأني أعرفه فاجأت الماء وفاجأني ولهجت بحبٍ قبلني أنت تعال تعال تعبت من النطرة كيف تأخر فيك الوقت تعال دنوت وشيء في قلبي كالريش النائم يصحو فاحتفل الماء وشرع لي أبواب القلب دخلت دخلت دخلت وكان الماء جميلا كان بلادا تعشق زوار الحب وجهز لي مائدة القلب شهقت فقال الريش الناهض قال جلست وكان عشاء الماء يموج فقال الريش الهائم هذا الدم الثاني يعرفك الآن أتذكر من أين من أين سأذكر هذا الماء اللاهج أعرفه من أين سأذكر هذا الماء الشامخ يفهمني فأنا من أين وكيف تعال يقول السر إليك تعال يقول الماء دنوت فمال علي الماء وقال غسلت القلب هو الفردوس يقول وكدت أتيه الماء يحط يديه على كتفي والماء يقول سمعت سمعت سمعت سمعت قال كفى فصرخت الماء أنا وأنا عطش فتعال كفى وبكيت الشيء الحلو الراكض في جسدي يصطخب الآن كفى وتعال تعال رأيت الماء بكى كالماء وعلمني فبكيت بكيت ولهج القلب يضج مشيت وسر الماء معي أخذت بيدي وسر الماء العاشق في رئتي ارتاح وقال أراك رأيت يدي في الدم وماء الدم فهمت . **** |
أن تأتي
أنامُ وأنتظركِ أصحو وأنتظرك أتحدث وأنتظرك أكتب وأنتظر أعيش حياتي .. وأنتظرك ولأنك احتمالٌ دائم في معطف الوقت أعرف أن انتظارك حلو ويجعل ريش قلبي زاهياً لكن الأحلى والأكثر زهواً هو أن تكوني هنا |
الموت في الحياة
كغزالٍ كنتُ أتطاير في الحدائق أغمس ريشتي في بنفسج عينيك .. وأكتب لم يكن للشعر موعد من أهداب أصابعك تبدأ كل المواعيد وفي صهيل الغيوم الضائعة على صدرك تتحول نمنماتي الى رسائل وحينما أدخل كضوء في ظلامك .. تفرح الغابات والمرتفعات والجبال حتى السماء تشرع في هطلها فتسيل الوديان وتتحدث الجداول ومن الصعب عندئذ أن نعرف هل هو موت أم حياة ... |
انظروا
انظروا انه ينتفض كالمقتول الذي لم يمتْ انظروا .. إنه يُحبْ كالشمس التي توزع المرايا وأنتِ هلاّ فتحتِ نافذتك يوماً ورشقتِ هذا الواقف - كغصن الأرض - بوردة ؟ هلاّ صرت شمساً تُوزِّعْ قبل أن أصير ذلك المقتول .. الذي يموتْ ؟ أنظروا .. انها لا تفعل شيئاً أنظروا .. انني لا أستطيع أن أموت |
نظل أطفالاً
أجلسُ في حرير الوحشة وأتذكرُ كيف كنتِ تغزلين لأطفالنا أفراحاً وأغطية وضحكات وشرفات تطل على الغبطة وأتمنى لو أنني أعود طفلاً وأجيء لأتمتع بكل تلك الأشياء التي تغزلينها أتذكر وأتمنى وأنا جالس في حرير الوحشة ترى أليس بامكانك ولو لمرة واحدة أن تغزلي مواعيد لنا ؟ نحن أطفالٌ أيضاً ألم يصادف أن رأيت أطفالاً في منتصف العمر ؟! . |
ألْهُنا والْهُناك
الحبيب هنا والحبيبة هناك لا مختصمان ولم يفرّق بينهما الغضب فقط منزل الحبيبة يطل على البحر وزنزانة الحبيب تقبع في الصحراء الشمس التي تدفئهما واحدة والليل الذي يجلد لياليهما واحدْ سرير الحبيبة ثلجة في صقيع الشتاء وفراش الحبيب جمرة في تنور الصيف هي هنا وهو هناك تعذّبها انتظارات لا تُحصى وتلعب به هواجس وهموم كثيرة لا يشكيان لا يسأمان لا يتعبان فقط يواصلان الحب هي هنا وهو هناك. |
قراءة
أفتحُ كفكِ وأقرأ لا أؤمن بذلك .. لكنني أؤمن بك لذلك أقرأ في صفحة كفك .. آه يا لها من عوالم لا تُصدّق هنا .. حيث جذر الخنصر أرى المقعد الأسود الذي يسهر بي .. ويثير غضبك وهناك .. هناك حيث تتقاطع طرق عديدة اكتشف شجيرة النارنج .. تجلس تحتها فراشات صديقة .. زرقاء تتناول حليباً بالقهوة ثم تنام وفي بؤرة الكف أراني عاري الصدر تمسك برقبتي طفلة جميلة ترتدي لباس البحر وعند محطة السبابة تنتصب سرادقات كثيرة لا أستطيع الحدس بها ! هل للحزن هي أم للفرح من السرادقات يخرج عصفوران يرعشهما البرد يختبئان في كتفي أغلق كفك العصفوران مازالا على كتفي .. وأنا مؤمن بك . |
الجحيم الحميم
شتاء وصحراء و وحدة شجيرة الصبّار .. هناك ليل وسكون والجميع يهبطون في آبار النوم العميقة .. ذات الأحلام وأنا وحدي هائم في غابات الليل مهلهل الأطراف أُهَجْهِجُ كالنورس الضائع المنتوف لا أهجع حروف وكلمات وشظايا خيالات وومض فوق الوسادة الرفاق يتنقلون من حلمٍ لم ينته الى حلم لم يبدأ وأنا لا أهجع كالموجة المجنونة المتأرجحة .. في قدم مارد طائش ولا أهجع يختلط الفردوس بالجحيم في لهج صريخي ولا أهجع وفي الصباح حين يستيقظ الرفاق يجدون في فراشي جسداً مريضاً وقصيدة نشيطة . |
زهرة الطرقات
كل طرق العالم تأخذني إلى ياقوتة عينيك الصّهدُ الذي يتفصّد من جبين الكلمة وهي تولد اللثغة الحلوة في غناء راعٍ على كتف سهلٍ بعيد النحيب الذي تجهش به الشجرة متضرعة لفأس حطابٍ بردان القبلة الأخيرة في وداع عاشقين لم يلتقيا بعد النهدة الصاعدة من ظلامات العُمق في جسدٍ فتيٍّ يتعرف على الحب السري فاكهة الموسم الدائم في نهر النضوج تكمنين لي في منحنيات كل الطرق ولم أكتشف بعد طريقاً لا تنتهي إليك . |
لماذا
.. وأقفُ كالمذهول هكذا أستعدُّ للقائك كما لو أنه امتحان صعب أهندسُ جملاً وموضوعات وأردد كلمات مصاغةً من لغاتٍ كثيرة وأحسِبُ الخطوات التي سيطلع فيها بستانٌ فسيح إلى أن أصلك واللحظات التي ستمسك يدي بيدك وترتاح فيها واللجهة الليّنة البطولية المتضرعة المهيبة العاشقة الصديقة التي سأخاطبك بها وفي لحظة اللقاء اندفع إليك بكل بسالة لكنني أمامك .. أقف مذهولاً .. هكذا. |
اللهث
لهثُ . كالسهم خلف الهدف ألهث . كالحقيبة في الأسفار ألهث . كحرف في نهاية الكلمة ألهث . كالكبرياء في الكواكب ألهث . كالبكاء المتعب أقول لكِ كلمة الحب قبل فوات الأوان وأنتِ تلعبين بي وبلَهثي وبالوقت الذي يلهثُ معي هل تسمعين أيتها الغرور اللاهث : أنتِ قلبي . |
مأدبة البحر
. فجاءنا بكل أسماكه وأعشابه وقواقعه وأمواجه وكثير كثير من الملح وكان العشاء جاهزاً هل جرّب أحدكم أن يدعو البحر على العشاء ؟! كان عليّ أن أفعل ذلك فقد كانت حبيبتي تحب البحر إلى درجة الغيرة وفي غمرة الغضب وعدتني انها ستقلع عن البحر اذا دعوته على العشاء لمرّة واحدة فقط .. فجاءنا بكامل حلّـته فتحوَّلتْ الدار إلى سواحلْ وكنت أتجرع غيرتي قدحاً قدحاً فيما كان البحر يعلّم حبيبتي العوم وهي تفتعل الغرق في كل مرة وقبل أن يتفجر الجحيم في رأسي جاء من يطرق الباب : - على البحر أن يذهب لأن السفن معطلة عن السفر واسترحتُ في وداع البحر عند الباب قال : ( عشاءكم طيب ومُغر ) وذهبْ وحين دخلت إلى حبيبتي أسأل عن وعدها لي وجدتها قد أقلعتْ ولكن في البحر . |
من التهدّج
أتكيءُ على كتف الوجد خارجاً من التهدّج أعلن لك يا حبيبتي : أن الموت لا يقتل العشاق كنت أسمعهم يقولون لكنني الآن عائش في التجربة أترك أعضائي المتعبة على كتف الباب وأقرأ هسهسةَ السكوت هذا صمتي الذي يسبق عاصفتي فإن لم تطلي أيتها الحبيبة المغرورة على العاشق الذي في عذوبة العذاب فسوف يطلع ماردٌ من هذا الجسد الصغير جداً كما لو كان قمقماً . |
لا أنحني
أقف عارياً في ثلج الريح وحيداً كحرف الألف ولا أنحني أتمرد على كل الآلهة ولا أنحني أخرج من نارٍ وأدخل في نار ولا أنحني أعتقد بالتقاء النقيض بالنقيض ولا أنحني أمتزجُ بالرماد ولا أنحني لسواك. |
خميس العصافير
كان ذلك خميس العصافير حيث اتخذتْ تلك الطيور اللذيذة قميصَ أحد الرفاق موعداً لها وتذكرتكِ لأن عصافير كثيرة كانت تتناول طعامها من أصابعك وأنت في النوم وحين تنهضين تنهض معك العصافير كالملائك الصغيرة حول عروس وأذكر أنك صادقتِ طيوراً ذات ألوان مختلفة في تلك الحديقة الصغيرة التي تمنينا كثيراً لو أنها توجد في دارنا . |
الهديل .. الهديل
الهديل وحده يعرف كم أنت غنية بالرحيل مسكونة برهبة الغربة الهديل وحده قال لي " لقد غامرت بحياتك حين وقعت في غرامٍ كهذا " والهديل وحده علّمني بطرقاتك السرية وأعطاني كلمات السر التي تفتح لي بوابات الرهبة والرغبة والغربة والهديل وحده تركني وحدي . |
من حيث بدأنا
بدأ هكذا من حيث تبدأ الأقدام ولكننا لا نصير إلى ما تصير إليه لطرقاتِ دموعنا همهماتٌ تختلف لمنحنيات انتظارنا نكهة الأحمر وإيقاع الأخضر نتمشي أصابعنا في المناديل نكتب عصافير كثيرة على قلوب الذين أحبوا ونزرع أقواساً قزحية في محطات الذين لم يحبوا بعد نلمس أحجار الطريق ونحوّلها زمرداً وحين يغفوا عشيق في كتف العشق ندفعه فيقع في الشغف وبعد ذلك لا يهدأ له ليل ولا تسعه النهارات من حيث بدأنا سيبدأ الآخرون لكنهم لن يصلوا إلى ما حيث سنصل . |
قيامة
مرة - أذكرُ - من سنوات طويلة قلتُ : ( أحبك ) ومن ساعتها - تذكرين ؟! قامتْ القائمة ولم تقعد بعدْ |
أنت كلماتي
أنا لا أستطيع أن لا أكتب عنك ليس بوسعي أن أتفادى الكتابة فيك أنا حين أكتب عن الأشجار والسفن والعمل والأصابع أن تغيبي عن كلماتي لأنك أنت كلماتي هل بوسع الكلمات أن تكتب بدون الكلمات .؟؟؟ |
أنت الموسيقى وأنا الرقص
كالرقص المتمرد في السهول الرِهراهة أتموّجُ وأنتِ موسيقاي ينداحُ معي الزرع وتنهضُ الزوبعة وتَنْهَدُ الحَلمةُ الراهقةُ في خطواتي أمشي ليس على الأرضْ أطيرُ ليس في الهواءْ فأنا الرقصُ وأنتِ موسيقاي |
قولي
ماذا ستقولين للصَدَفات المنتظرات على وسادتك في الصباح حين تستيقظ .. ولا ماء حولها ؟! ماذا ستقولين للنورس الهائم في فراشك حين يخرج من الغفوة .. ولا ريح تحت جناحيه ؟! ماذا ستقولين للموجة الناهدة في لحافك حين تفتح عينيها .. ولا سواحل هناك ؟! ماذا ستقولين لهم وأنا الماء والريح والسواحل ؟! |
النوم الناعم
يطيبُ لي كثيراً أن أتركها تنام قبلي وأُسندُ رأسي .. وأتأملْ أظل أتأملها .. هكذا كشيء غير موجود ... هنا تتنفس بهدوء منتظم كوردة تعبس أحياناً كثيرة ويحق لها ذلك لأنها لم تعبس أبداً في يقظتها أحياناً .. يتراكض حول وجهها ملائك في شكل سنونوات زيتية أحياناً .. تُحدِثُ أصواتاً بأنفاسها .. إيقاعاً كالأطفال وفي احدى المرات رأيت يدها تمتد لتصطدم بحافة السرير واذا بتاجاتٍ كثيرة تتناثر .. من جرح السرير وحين تضج وهي في النوم .. .. لا أعرف النوم هل تعرفين أنك تنامين بكشلٍ جميل .. يا حبيبتي ؟! |
أيامي معك
أفتحُ كل الحقائب المنتظرة على رفوفي أفرش ذكرياتي .. وأبدأ كل هذه الأشياء أيامي أيامي معك من المنديل الى معطف المطر ترتبط بك ذكريات حية .. كأنها الآن وأعتقد أن أياماً جديدة تولد .. مع الدخول في الآن الماضي أياماً جديدة تدخل في : الآن القادم . |
اثنان في واحد
يتمشيان .. اثنان في واحد والأخضر يرافقهما يتقافز من شجرة إلى أخرى كالطائر الشقيّ يسرعان فيسرع يبطئان فيبطىء يضحكان الاثنان في واحد يجلسان مقعدٌ واحدٌ يسعهما والأخضر لا يجلس لا يسعه الفسيح فقط يضع خدّه على الغصن ينظرُ و ينتظرْ تكلَّمَ الاثنان في واحد : ( تعال نسأل هذا الأخضر الفضولي .. ماذا يريد !؟ ) اقتربا .. فقال : ( أنا أخضر .. فقط خذاني ) فواصلا سيرهما في جيوبهما الشجر والعشب والاحتمالات التي تنضج يتمشيان اثنان في واحدْ |
المدن تخلع الحداد
تدفَّقي .. تدفَّقي هكذا مثل النبيذ الذي يُؤرِّخْ هكذا مثل غابات البُنِ المزدحمة بالرغبة هكذا كالشلال الذي يشبه الشوقْ تدفَّقي في الضحك .. فالموسيقى جائعةٌ إليك وسيركض إليك الشجرُ والوحش والنهر والقوافلْ استغرقي في الضحك .. هكذا .. هكذا أيضاً وأيضاً فإن المدينة تخلع حِدادها إذا ما ضحكتِ تدفِّقي أكثر تنهضُ المدنُ جميعها من الحزن . |
تلك اللحظة
كأنني عائد إليك بعد قليل كأنني لن أعود أبداً غادرتك في ذلك الصباح الذاهل كأنني حملتك معي .. هنا وكأن ( هنا ) هو كل العالم كأنكِ رعشتِ بين أصابعي كذبح العصفور وكأننا لم نُخلق إلا في تلك اللحظة. |
من قال
ربما ، لكن الغيوم التي أيقظتني صباح هذا اليوم كانت قادمة من ناحيتك لأنها أغرقت وسادتي بقرنفلات كثيرة وسوّرَتْ نوافذ زنزانتي .. بعصافير المطر الشقية العصافير التي لا تهيدأ والتي لها تغريدٌ يتصل بالليل من هناك وبالنهار من هنا ربما ، لكن القطرة التي انتظرتني وأنا خارج من الغسل قالت لي أن الأخضر يزدهر عندك وجَسَّتْ أصابعي لأتأكد من أن النبض الصاهل في دروبك الولهي لم يهدأ بل ازداد عنفواناً ربما ، لكن الوقت الذي أضع فيه فوطتي فوق حبل الشمس كان كافياً لكي أفتح نافذة في جبهة السحابة .. وأطل عليك ربما كانت المسافة التي تفصلنا شاسعة لكن .. مَنْ قال اننا بعيدين عن بعضنا ؟! |
خيط الشجن
هل أنتَ هكذا أيها الشجن المُسيطر ؟! تُوقِظُ العاشق من أجمل راحاته لتُدخله في أمل متاعبه هل أنت هكذا تمزج العاشق بالهواء وترسم به ماء الوله المتقافز في القلب ؟ أيها الشجن إصهرني بلقاءٍ واحد لقاء واحد أيها الشجن لقاء عميق كالنوم في الطفل وسيع كالأفق في الحلم رهيف كالشيء الذي يَرجُّ ويرجفُ كالخفقِ في القلب أيها الشجن إنذرني خيطاً في قميصك . |
حزن المطر
هذا الشتاء الذي يرتدي معاطفه الرمادية ويجيء أحبه كثيراً لكنه بجلب لقلبي الحزن المألوف لا أكون كئيباً ولكني أحزَنْ لأن الشتاء دون كل الفصول يجعلكِ هاجساً لجوجاً في ذاكرتي يجعلك ذاكرتي ذاتها ويكفي أن تدق ساعة المطر وتبلل كتف الزنزانة لكي تتفجر الذكريات الذكريات التي تحطك في روحي كالوهج الشرس تتفجر كدموع الطفل الذي تركوه وحيداً وذهبوا وشتاء هذا العام سيكون حزيناً أكثر ليس لأنك مازلت في طرف المسافات وأنا في الطرف الآخر ليس لأن السفن لا تبحر في الصحراء ليس لأن المطر يموج بي كاللهفة ليس لأن الرسائل .. ولكن لأنك سوف تنتظرين في احدى الليالي المغسولة بالشوق ولأنني لن أجيء في هذا الشتاء . |
عذوبة
عذابك عذب فاعذريني اعذريني .. اذا كابرتُ ولم أتضرع أما أنتِ فاعتقدي بقدرتي على الاحتمال إلى أن أستشهدْ ويومها ستقولين : ( ما أجمل المكابرة ) وحين تلتقين بعاشقٍ سواي يستعذبُ عذابك .. مثلي وأكثر ستقولين : ( ما أقبح التضرع ). |
الفندق المجاورة
مرة .. ضحك الحزن مني لكثرة الغرف التي استأجرتها في بيته ضحك .. ضحك حتى استلقى على قفاه ساعتها انحسرَ ثوبه عن أنهارٍ هادرةٍ من الدموع وحين اعتدلَ وجدني أقف على باب الفندق المجاور فقد كان حزن جديد .. ينشر صريخة في قلبي |
سفينة الماء
سنوات من لبن الحُرقة وخبز التوقع حبالكِ مقذوفةٌ نحوي لكنها لا تصل وفي مائدة الانبهار يتوفر كل شيء كل شيء .. عدا الماء سنوات الماء الغائب تسوّر مائدتي وتعطش معي السهول والساحات والسفن حبالك مقذوفة نحوي لكنها لا تصل إيه .. يا سفينة الماء أنا ميناؤك |
سيدة القلب
يا سيدة قلبي تأمَّلي جيداً بأعذاري لم أحمل في جيبي مفتاحاً ولا أفهم في الاقفال فقط أعرف أنني أحب ذلك الغصن الناري الذي يطل من شرفتك وان خفقة قلبي التالية متوقفة على ابتسامة تلك الوردة المتعلقة في أعلى الغصن هناك حيث تقفين وبالتحديد .. تلك الوردة التي تجاور صدرك من ناحية اليسار |
الأعلى
في السرير الذي أعلى من الغيم كان النوم لا يأتينا النوم قصير القامة ونحن في الشهق الشاهق في السرير الأعلى حيث منبت المطر وحيث لا نوم كنا نصنع الأطفال كما يحلو لنا نرسمهم .. نلوّنهم .. نكسيهم .. نعرّيهم فوق السرير الذي أعلى من الأشياء نعلمهم المشي فيتدافعون كالسكارى من الخمرة التي أحلى من المطر في السرير الأعلى حيث لا يطالنا النوم القصير القامة نُخلَقُ ونَخلِقُ ونتفرج على المطر .. من هناك . |
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 01:36 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون