![]() |
اقتباس:
|
عنجد شي بجنن .. يعني ما بعرف شو بدي قول .. ما في كلمات تعبر عن روعة هي الجمل و هي الكلمات المكتوبة !!! روعة
ميرسي كتير كتير |
شي حلو... :D :D
|
في البيت..محمود درويش...قصيدة صغيرة
في البيت أجلس,لا حزيناً لا سعيداً
لا أنا أو لا أحد صحف مبعثرة, وورد المزهرية لا يذكرني بمن قطفته لي,فاليوم عطلتنا عن الذكرى وعطلة كل شيء..إنه يوم الأحد يوم نرتب فيه مطبخنا, وغرفة نومنا, كل على حدة,ونسمع نشرة الأخبار هادئة,فلا حرب تشن على بلد الإمبراطور السعيد يداعب اليوم الكلاب ويشرب الشمبانيا في ملتقى نهدين من عاج...ويسبح في الزبد الإمبراطور الوحيد اليوم في قيلولة مثلي ومثلك, لا يفكر بالقيامة...فهي ملك يمينه, هي والحقيقة والأبد! كسل خفيف الوزن يطهو قهوتي والهال يصهل في الهواء و في الجسد وكأني وحدي, أنا هو أو أنا الثاني رآني, و اطمأن على نهاري وابتعد يوم الأحد هو أول الأيام في التوراة,لكن الزمان يغير العادات:إذ يرتاح رب الحرب في يوم الأحد في البيت أجلس لا سعيداً لا حزيناً بين بين, ولا أبالي عن علمت بأنني حقاً أنا ....أو لا أحد! |
محمود درويش....(فكر بغيرك)....
فكِّر بغيرك
وأنت تعد فطورك، فكر يغيرك (لا تنس قوت الحمام) وأنت تخوض حروبك، فكر بغيرك (لا تنس من يطلبون السلام) وأنت تسدد فاتورة الماء، فكر بغيرك (من يرضعون الغمام) وأنت تعود إلى البيت، بيتك، فكر بغيرك (لا تنس شعب الخيام) وأنت تنام وتُحصي الكواكب، فكر بغيرك (ثمة من لم يجد حيزا للمنام) وأنت تحرر نفسك بالاستعارات، فكر بغيرك (من فقدوا حقهم في الكلام) وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكر بنفسك (قل: ليتني شمعة في الظلام) |
حلو كتييييريسلمو هالايدين يا مزوقة......
|
رائعة مشكورة رائعة ومن اجمل ماغ كتابات :D
|
محمود درويش.........تنسى كأنك لم تكن..
تنسى كأنك لم تكن
تنسى كمصرع طائر ككنيسة مهجورة تنسى كحب عابر وكوردة في الليل تنسى... أنا للطريق هناك من سبقت خطاه خطاي من أملى رؤاه على رؤاي هناك من غسل الكلام على كيفيته ليدخل في الحكاية أو يضيء لمن سيأتي بعده أثرا ًغنائياً فحسب تنسى كأنك لم تكن شخصاً ولا نصاً وتنسى........ امشي على هدي البصيرة ربما أعطي الحكاية سيرة شخصية...فالمفردات تسوسني و أسوسها... أنا شكلها وهي التجلي الحر لكن فيك ما سأقول..... يسبقني غدٌ ماض ٍ.... أنا ملك الصدى لا عرش لي إلا الهواء والطريق و الطريقة ربما نسي الكواكب نطق شيء ما أحرك فيه ذاكرة وحساً تنسى كأنك لم تكن خبراً ولا أثراً..وتنسى أنا للطريق... هناك من تمشي خطاه على خطاي ومن سيتبعني إلى رؤاي من سيقول شعراً في مديح حدائق المنفى أمام البيت حرٌ من عبادة أمس حرٌ من كناياتي ومن لغتي.... وأشهد أنني حي وحر حين أقول. |
أعراس ........ محمود درويش
أعراس عاشق يأتي من الحرب إلى يوم الزفاف يرتدي بدلته الأولى ويدخل حلبة الرقص حصاناً من حماس وقرنفل وعلى حبل الزغاريد يلاقي فاطمة وتغنّي لهما كل أشجار المنافي ومناديل الحداد الناعمة. ذبّل العاشق عينيه وأعطى يده السمراء للحنّاء والقطن النسائيّ المقدس وعلى سقف الزغاريد تجيء الطائرات طائرات طائرات تخطف العاشق من حضن الفراشة ومناديل الحداد وتغنّي الفتيات: قد تزوّجت تزوجت جميع الفتيات يا محمّد ! وقضيت الليلة الأولى على قرميد حيفا يا محمد ! يا أمير العاشقين يا محمد ! وتزوّجت الدوالي وسياج الياسمين يا محمد ! وتزوّجت السلالم يا محمد ! وتقاوم يا محمد ! وتزوّجت البلاد يا محمد ! يا محمد ! |
يعني بصراحة الشعراء بهالزمن أكثر من محلات النت .. بس للأسف ولدوا في عصر محمود درويش
شكراً أخ فيديل كاسترو |
بما انو محمود درويش موزعين قصائدو بكل الأقسام ماشاء الله
قلت بعمل خير وبرمي بالبحر ( مو لمحمود درويش للخير :? ) أي المهم ... جمعت كل قصائد محمود ... بهالموضوع بتمنى تثتبوه ... وتحية لعاشق من فلسطين ما بعرفك ...بس بقلك الله يحميك :cry: :D |
لك و الله انت مافي منك يا مرسيل.......:king: :king:
الله يعطيك العافية ..:D و يديمك ذخر لهالمنتدى |
تم التثبيت :D
شكرا ساره و مرسيل :D |
أنو .... أخ ... بس
اقتباس:
|
كتابة على ضوء بندقية شولميت انتظرت صاحبها في مدخل البار ، من الناحية الأخرى يمر العاشقون، و نجوم السينما يبتسمون. ألف إعلان يقول: نحن لن نخرج من خارطة الأجداد ، لن نترك شبرا واحدا للاجئين شولميت انكسرت في ساعة الحائط ، عشرون دقيقة وقفت، و انتظرت صاحبها في مدخل البار، و ما جاء إليها. قال في مكتوبه أمس: "لقد أحرزت، يا شولا و ساما و إجازة إحجزي مقعدنا السابق في البار أنا عطشان يا شولا، لكأس وشفه قد تنازلت عن الموت الذي يورثني المجد لكي أحبو كطفل فوق رمل الأرصفة و لكي أرقص في البار". من الناحية الأخرى ، يمر الأصدقاء عرفوا شولا على شاطيء عكا قبل عامين ،و كانوا يأكلون الذرة الصفراء.. كانوا مسرعين كعصافير المساء.. شولميت انكسرت في ساعة الحائط، خمسين دقيقة وقفت ،و انتظرت صاحبها شولميت استنشقت رائحة الخروب من بدلته كان يأتي، آخر الأسبوع كالطفل إليها يتباهى بمدى الشوق الذي يحمله قال لها: صحراء سيناء أضافت سببا يجعله يسقط كالعصفور في بلور نهديها و قال: ليتني أمتد كالشمس و كالرمل على جسمك ، نصفي قاتل و النصف مقتول، وزهر البرتقال جيد في البيت و النزهة، و العيد الذي أطلبه من فخدك الشائع في لحمي.. مميت في ميادين القتال!.. و أحسست كفه تفترس الخصر فصاحت: لست في الجبهة.. قال: مهنتي! قالت له: لكنني صاحبتك قال: من يحترف القتل هناك يقتل الحب هنا. وارتمي في حضنها اللاهث موسيقي، و غىّ لغيوم فوق أشجار أريحا.. يا أريحا! أنت في الحلم وفي اليقظة ضدّان، و في الحلم و في اليقظة حاربت هناك و أنا بينهما مزّقت توراتي و عذبت المسيحا.. يا أريحا! أوقفي شمسك.إنّا قادمون نوقف الريح على حد السكاكين، إذا شئنا، و ندعوك إلى مائدة القائد، إنا قادمون.. و أحسّت يده تشرب كفّيها. و قال عندما كان الندى يغسل وجهين بعيدين عن الضوء: أنا المقتول و القاتل لكنّ الجريدة و طقوس الاحتفال تقتضي أن أسجن الكذبة في الصدر، و في عينيك، يا شول،ا و أن أمسح رشّاشي بمسحوق عقيدة! أغمضي عينيك لن أقوى على رؤية عشرين ضحية فيهما، تستيقظ الآن، و قد كنت بعيدة لم أفكّربك.. لم أخجل من الصمت الذي يولد في ظل العيون العسلّية . و أصول الحرب لن تسمح أن أعشق إلا البندقيّة!.. سألته شولميت: و متى نخرج من هذا الحصار ؟ قال، و الغيمة في حنجرته: أي أنواع الحصار؟ فأجاب: في صباح الغد تمضي . و أنا أشرح للجيران أن الوهلة الأولى خداع للبصر.. نحن لا ندفع هذا العرق الأحمر.. هذا الدم لا ندفعه. من أجل أن يزداد هذا الوطن الضاري حجر قال: إن الوقت مجنون. و لم يلتئم الليلة جسمانا دعيني . أذب الآن بجسم الكستنا و الياسمين أنت_يا سيدي_ فاكهتي الأولى. و ناما.. و بكى في فرح الجسمي.ن في عيدعما لون القمر شولميت استسلمت للذكريات كل روّاد المقاهي و الملاهي شبعوا رقصا و في الناحية الأخرى، تدوخ الفتيات بين أحضان الشباب المتعبي.ن و على لائحة الإعلان يحتد وزير الأمن: لن نرجع شبرا واحدا للاجئين .. و الفدائيون مجتثون، منذ الآن لن يخمش جنديّ و من مات على تربة هذا الوطن الغالي له الرحمة و المجد.. ورايات الوطن! شولميت اكتشفت أنّ أغاني الحرب لا توصل القلب و النجوى إلى صاحبها نحن في المذياع أبطال و في التابوت أطفال و في البيت صور .. _ليتهم لم يكتبوا أسماءنا في الصفحة الأولى، فلن يولد حي من خبر.. _وعدوا موتك بالخلد بتمثال رخام وعدوا موتك بالمجد و لكن رجال الجنرال سوف ينسونك في كل رخام و سينسونك في كل احتفال.. شولميت اكتشفت أن أغاني الحرب لا توصل صمت القلب و النجوى إلى صاحبها فجأة عادت بها الذكرى إلى لذّتها الأولى، إلى دنيا غريبة صدقّت ما قال محمود لها قبل سنين _كان محمود صديقا طيب القلب خجولا كان، لا يطلب منها غير أن تفهم أنّ اللاجئين أمة تشعر بالبرد ، و بالشوق إلى أرض سليبة و حبيبا صار فيما بعد، لكنّ الشبابيك التي يفتحها في آخر الليل.. رهيبة كان لا يغضبها، لكنه كان يقول كلمات توقع المنطق في الفخّ، إذا سرّت إلى آخرها ضقت ذرعا بالأساطير التي تعبدها و تمزّقت، حياء، من نواطير الحقول.. صدقّت ما قال محمود لها قبل سنين عندما عانقها، في المرة الأولى، بكت من لذة الحب.. و من جيرانها كل قومياتنا قشرة موز، فكرت يوما على ساعده، و أتى سيمون يحميها من الحب القديم و من الكفر بقوميتها. كان محمود سجينا يومها كانت" الرملة" فردوسا له.. كانت جحيم.. كانت الرقصة تغريها بأن تهلك في الإيقاع. أن تنعس فيما بعد في صدر رحيم سكر الإيقاع. كانت وحدها في البار لا يعرفها إلا الندم . و أتى سيمون يدعوها إلى الرقص فلّبت كان جنديا وسيم كان يحميها من الوحدة في البار، و يحميها من الحب القديم و من الكفر بقوميتها.. شولميت انتظرت صاحبها في مدخل البار القديم شولميت انكسرت في ساعة الحائط ساعات.. و ضاعت في شريط الأزمنة شولميت انتظرت سيمون_ لا بأس إذن فليأت محمود.. أنا أنتظر الليلة عشرين سنة كل أزهارك كانت دعوة للانتظار ويداك الآن تلتفان حولي مثل نهرين من الحنطة و الشوك. و عيناك حصار و أنا أمتد من مدخل هذا البار حتى علم الدولة، حقلا من شفاه دموية أين سيمون و محمود؟ من الناحية الأخرى زهور حجريّة. و يمر الحارس الليلي . و الإسفلت ليل آخر يشرب أضواء المصابيح، و لا تلمع إلا بندقيّة.. |
في الانتظار في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة: ربما نسيت حقيبتها الصغيرة في القطار، فضاع عنواني وضاع الهاتف المحمول، فانقطعت شهيتها وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ نحو الجنوب كي تزور الشمس، واتصلت ولكن لم تجدني في الصباح، فقد خرجت لاشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتين من النبيذ وربما اختلفت مع الزوج القديم على شئون الذكريات، فأقسمت ألا ترى رجلاً يُهددُها بصُنع الذكريات وربما اصطدمت بتاكسي في الطريق إلي، فانطفأت كواكب في مجرتها. وما زالت تُعالج بالمهدئ والنعاس وربما نظرت الى المرآة قبل خروجها من نفسها، وتحسست أجاصتين كبيرتين تُموجان حريرها، فتنهدت وترددت: هل يستحق أنوثتي أحد سواي وربما عبرت، مصادفة، بِحُب سابق لم تشف منه، فرافقته إلى العشاء وربما ماتت، فان الموت يعشق فجأة، مثلي، وإن الموت، مثلي، لا يحب الانتظار |
يوم أحد أزرق
تجلس المرأة في أغنيتي تغزل الصوف ، تصبّ الشاي ، و الشبّاك مفتوح على الأيّام و البحر بعيد ... ترتدي الأزرق في يوم الأحد ، تتسلّى بالمجلات و عادات الشعوب ، تقرأ الشعر الرومنتيكي ، تستلقي على الكرسي ، و الشبّاك مفتوح على الأيّام ، و البحر بعيد . تسمع الصوت الذي لا تنتظر . تفتح الباب ، ترى خطوة إنسان يسافر . تغلق الباب ، ترى صورته . تسألها : هل أنتحر ؟ تنتقي موزات ، ترتاح مع الأرض السماويّة ، و الشبّاك مفتوح على الأيّام و البحر بعيد . ...و التقينا ، ووضعت البحر في صحن خزف ، و اختفت أغنيتي أنت ، لا أغنيتي و القلب مفتوح على الأيّام ، و البحر سعيد .... |
هكذا قالت الشجرة المهملة.........
خارج الطقس ، أو داخل الغابة الواسعة وطني. هل تحسّ العصافير أنّي لها وطن ... أو سفر ؟ إنّني أنتظر ... في خريف الغصون القصير أو ربيع الجذور الطويل زمني. هل تحسّ الغزالة أنّي لها جسد ... أو ثمر ؟ إنّني أنتظر ... في المساء الذي يتنزّه بين العيون أزرقا ، أخضرا ، أو ذهب بدني هل يحسّ المحبّون أنّي لهم شرفة ... أو قمر ؟ إنّني أنتظر ... في الجفاف الذي يكسر الريح هل يعرف الفقراء أنّني منبع الريح ؟ هل يشعرون بأنّي لهم خنجر ... أو مطر ؟ أنّني أنتظر ... خارج الطقس ، أو داخل الغابة الواسعة كان يهملني من أحب و لكنّني لن أودّع أغصاني الضائعة في رخام الشجر إنّني أنتظر ... |
لمساء اخر.........
كلّ خوخ الأرض ينمو في جسد و تكون الكلمة و تكون الرغبة المحتدمه سقط الظلّ عليها لا أحد لا أحد ... و تغنّي وحدها في طريق العربات المهملة كل شيء عندها لقب للسنبلة و تغنّي وحدها : البحيرات كثيره و هي النهر الوحيد . قصّتي كانت قصيرة و هي النهر الوحيد سأراها في الشتاء عنما تقتلني و ستبكي و ستضحك عنما تقتلني و أراها في الشتاء . انّني أذكر أو لا أذكر العمر تبخّر في محطات القطارات و في خطوتها . كان شيئا يشبه الحبّ هواء يتكسّر بين وجهين غريبين ، و موجا يتحجّر بين صدرين قريبين ، و لا أذكرها ... و تغنّي وحدها لمساء آخر هذا المساء و أنادي وردها تذهب الأرض هباء حين تبكي وحدها . كلماتي كلمات للشبابيك سماء للعصافير فضاء للخطى درب و للنهر مصبّ و أنا للذكريات . كلماتي كلمات و هي الأولى . أنا الأول كنّا . لم نكن جاء الشتاء دون أن تقتلني ... دون أن تبكي و تضحك . كلمات كلمات |
وانا كلماتي بتصمت لما شوف هيك موضوع رائع
:D :D |
في يدي غيمة أسرجوا الخيل، لا يعرفون لماذا، ولكنّهم أسرجوا الخيل في السهل ... كان المكان معدًّا لمولده: تلّةً من رياحين أجداده تتلفّت شرقًا وغربًا. وزيتونةً قرب زيتونةٍ في المصاحف تعلي سطوح اللغة... ودخانًا من اللازورد يؤثّث هذا النهار لمسألةٍ لا تخصّ سوى الله. آذار طفل الشهور المدلّل. آذار يندف قطنًا على شجر اللوز. آذار يؤلم خبّيزةً لفناء الكنيسة. آذار أرضٌ لليل السّنونو، ولامرأةٍ تستعدّ لصرختها في البراري... وتمتدّ في شجر السنديان. يولد الآن طفلٌ، وصرخته، في شقوق المكان افترقنا على درج البيت. كانوا يقولون: في صرختي حذرٌ لا يلائم طيش النباتات، في صرختي مطرٌ; هل أسأت إلى إخوتي عندما قلت إني رأيت ملائكةً يلعبون مع الذئب في باحة الدار? لا أتذكّر أسماءهم. ولا أتذكّر أيضًا طريقتهم في الكلام... وفي خفّة الطيران أصدقائي يرفّون ليلاً، ولا يتركون خلفهم أثرًا. هل أقول لأمّي الحقيقة: لي إخوةٌ آخرون إخوةٌ يضعون على شرفتي قمرًا إخوةٌ ينسجون بإبرتهم معطف الآقحوان أسرجوا الخيل، لا يعرفون لماذا، ولكنهم أسرجوا الخيل في آخر الليل ... سبع سنابل تكفي لمائدة الصيف. سبع سنابل بين يديّ. وفي كل سنبلةٍ ينبت الحقل حقلاً من القمح. كان أبي يسحب الماء من بئره ويقول له: لا تجفّ. ويأخذني من يدي لأرى كيف أكبر كالفرفحينة... أمشي على حافّة البئر: لي قمران واحدٌ في الأعالي وآخر في الماء يسبح... لي قمران واثقين، كأسلافهم، من صواب الشرائع... سكّوا حديد السيوف محاريث. لن يصلح السيف ما أفسد الصّيف - قالوا. وصلّوا طويلاً. وغنّوا مدائحهم للطبيعة... لكنهم أسرجوا الخيل، كي يرقصوا رقصة الخيل، في فضّة الليل... تجرحني غيمةٌ في يدي: لا أريد من الأرض أكثر من هذه الأرض: رائحة الهال والقشّ بين أبي والحصان. في يدي غيمةٌ جرحتني. ولكنني لا أريد من الشمس أكثر من حبّة البرتقال وأكثر من ذهبٍ سال من كلمات الأذان أسرجوا الخيل، لا يعرفون لماذا، ولكنهم أسرجوا الخيل في آخر الليل، وانتظروا شبحًا طالعًا من شقوق المكان... |
تعاليم حورية فكّرت يومًا بالرحيل، فحطّ حسّونٌ على يدها ونام. وكان يكفي أن أداعب غصن داليةٍ على عجلٍ... لتدرك أنّ كأس نبيذي امتلأت. ويكفي أن أنام مبكّرًا لترى منامي واضحًا، فتطيل ليلتها لتحرسه... ويكفي أن تجيء رسالةٌ منّي لتعرف أنّ عنواني تغيّر، فوق قارعة السجون، وأنّ أيّامي تحوّم حولها... وحيالها أمّي تعدّ أصابعي العشرين عن بعدٍ. تمشّطني بخصلة شعرها الذهبيّ. تبحث في ثيابي الداخليّة عن نساءٍ أجنبيّاتٍ، وترفو جوريي المقطوع. لم أكبر على يدها كما شئنا: أنا وهي، افترقنا عند منحدر الرّخام... ولوّحت سحبٌ لنا، ولماعزٍ يرث المكان. وأنشأ المنفى لنا لغتين: دارجةً... ليفهمها الحمام ويحفظ الذكرى، وفصحى... كي أفسّر للظلال ظلالها! ما زلت حيًّا في خضمّك. لم تقولي ما تقول الأمّ للولد المريض. مرضت من قمر النحاس على خيام البدو. هل تتذكرين طريق هجرتنا إلى لبنان، حيث نسيتني ونسيت كيس الخبز [كان الخبز قمحيًّا]. ولم أصرخ لئلاّ أوقظ الحرّاس. حطّتني على كتفيك رائحة الندى. يا ظبيةً فقدت هناك كناسها وغزالها... لا وقت حولك للكلام العاطفيّ. عجنت بالحبق الظهيرة كلّها. وخبزت للسّمّاق عرف الديك. أعرف ما يخرّب قلبك المثقوب بالطاووس، منذ طردت ثانيةً من الفردوس. عالمنا تغيّر كلّه، فتغيّرت أصواتنا. حتّى التحيّة بيننا وقعت كزرّ الثوب فوق الرمل، لم تسمع صدًى. قولي: صباح الخير! قولي أيّ شيء لي لتمنحني الحياة دلالها. هي أخت هاجر. أختها من أمّها. تبكي مع النايات موتى لم يموتوا. لا مقابر حول خيمتها لتعرف كيف تنفتح السماء، ولا ترى الصحراء خلف أصابعي لترى حديقتها على وجه السراب، فيركض الزّمن القديم بها إلى عبثٍ ضروريٍّ: أبوها طار مثل الشركسيّ على حصان العرس. أمّا أمّها فلقد أعدّت، دون أن تبكي، لزوجة زوجها حنّاءها، وتفحّصت خلخالها... لا نلتقي إلاّ وداعًا عند مفترق الحديث. تقول لي مثلاً: تزوّج أيّة امرأة من الغرباء، أجمل من بنات الحيّ. لكن، لا تصدّق أيّة امرأة سواي. ولا تصدّق ذكرياتك دائمًا. لا تحترق لتضيء أمّك، تلك مهنتها الجميلة. لا تحنّ إلى مواعيد الندى. كن واقعيًّا كالسماء. ولا تحنّ إلى عباءة جدّك السوداء، أو رشوات جدّتك الكثيرة، وانطلق كالمهر في الدنيا. وكن من أنت حيث تكون. واحمل عبء قلبك وحده... وارجع إذا اتّسعت بلادك للبلاد وغيّرت أحوالها... أمّي تضيء نجوم كنعان الأخيرة، حول مرآتي، وترمي، في قصيدتي الأخيرة، شالها! . |
نشيد ما
عسل شفاهك ، واليدان كأسا خمور .. للآخرين .. *** الدوح مروحة و حرش السنديان مشط صغير للآخرين .. و حرير صدرك و الندى و الأقحوان فرش وثير للآخرين *** و أنا على أسوارك السوداء ساهد عطش الرمال أنا .. وأعصاب المواقد ! من يوصد الأبواب دوني ؟ أي طاغية و مارد !! سأحب شهدك رغم أن الشهد يسكب في كؤوس الآخرين يا نحلة ما قبلت إلا شفاه الياسمين ! |
حالة واحدة لبحار كثيرة
إلتقينا قبل هذا الوقت في هذا المكان ورمينا حجرا في الماء، مرّ السمك الأزرق عادت موجتان و تموّجنا . يدي تحبو على العطر الخريفيّ ، ستمشين قليلا و سترمين يدي للسنديان قلت : لا يشبهك الموج . و لا عمري ... تمدّدت على كيس من الغيم وشقّ السمك الأزرق صدري و نفاني في جهات الشعر ، و الموت دعاني لأموت الآن بين الماء و النار و كانت لا ترني إن عينيها تنامان تنامان ... سأرمي عرقي للعشب ، لن أنسى قميصي في خلاياك ، و لن أنسى الثواني ، و سأعطيك انطباعا عاطفيّا ... لم تقل شيئا سترمي إلى الأسماك و الأشواك ، عيناها تنامان تنامان ... سبقنا حلمنا الآتي ، سنمشي في اتجاه الرمل صيّادين مقهورين يا سيّدتي ! هل نستطيع الآن أن نرمي بجسمينا إلى القطّة يا سيّدتي ! نحن صديقان . و نام السمك الأزرق في الموج و أعطينا الأغاني سرّها ، فاتّضح الليل ، أنا شاهدت هذا السر من قبل و لا أرغب في العودة ، لا أرغب في العودة ، لا أطلب من قلبك غير الخفقان . كيف يبقى الحلم حلما كيف يبقى الحلم حلما و قديما ، شرّدتني نظرتان و التقينا قبل هذا اليوم في هذا المكان |
شتاء ريتا وهذه الأزهار أكبر من سريري فافتح لها الشباك كي يتعطر الليل الجميل ضع ههنا قمراً على الكرسيّ ضع فوق البحيرة حول منديلي ليرتفع النخيل أعلى وأعلى هل لبست سواي ؟ هل سكنتك إمرأةٌ لتجهش كلما التفّت على جذعي فروعك ؟ حكّ لي قدمي وحكّ دمي لنعرف ما تخلفه العواصف والسّيول منّي ومنك ... تنام ريتا في حديقة جسمها توت السياج على أظافرها يضيء الملح في جسدي . أ حبّك . نام عصفوران تحت يديّ... نامت موجة القمح النبيل على تنفسها البطيء و وردة حمراء نامت في الممر ونام ليل لا يطول والبحر نام أمام نافذتي على إيقاع ريتا يعلو ويهبط في أشعة صدرها العاري فنامي بيني وبينك لا تغطي عتمة الذهب العميقة بيننا نامي يداً حول الصدى ويداً تبعثر عزلة الغابات نامي بين القميص الفستقي ومقعد الليمون نامي فرساً على رايات ليلة عرسها ... هدأ الصهيل هدأت خلايا النحل في دمنا فهل كانت هنا ريتا وهل كنا معا ؟ ... ريتا سترحل بعد ساعاتٍ وتترك ظلها زنزانةٌ بيضاء . أين سنلتقي ؟ سألت يديها ، فالتفتّ إلى البعيد البحر خلف الباب ، والصحراء خلف البحر قبلني على شفتي قالت . قلت : يا ريتا أأرحل من جديد مادام لي عنبٌ وذاكرةٌ ، وتتركني الفصول بين الإشارة والعبارة هاجسا ً ؟ ماذا تقول ؟ لا شيء يا ريتا ، أقلد فارساً في أغنية عن لعنة الحب المحاصر بالمرايا ... عنّي ؟ وعن حلمين فوق وسادةٍ يتقاطعان ويهربان فواحدٌ يستل سكيناً وآخر يودع الناي الوصايا لا أدرك المعنى ، تقول و لا أنا ، لغتي شظايا كغياب إمرأةٍ عن المعنى ، وتنتحر الخيول في آخر الميدان ... ريتا تحتسي شاي الصباح وتقشر التفاحة الأولى بعشر زنابقٍ وتقول لي : لا تقرأ الآن الجريدة ، فالطبول هي الطبول والحرب ليست مهنتي . وأنا أنا . هل أنت أنت ؟ أنا هو هو من رآك غزالةً ترمي لآلئها عليه هو من رأى شهواته تجري وراءك كالغدير هو من رآنا تائهين توحدا فوق السرير وتباعدا كتحية الغرباء في الميناء يأخذنا الرحيل في ريحه ورقاً أمام فنادق الغرباء مثل رسائلٍ قرئت على عجل أتأخذني معك ؟ فأكون خاتم قلبك الحافي ، أتأخذني معك فأكون ثوبك في بلاد أنجبتك ... لتصرعك وأكون تابوتا من النعناع يحمل مصرعك وتكون لي حياً وميتاً ضاع يا ريتا الدليل والحب مثل الموت وعدٌ لا يرد .. ولا يزول ... ريتا تعدّ لي النهار حجلاً تجمع حول كعب حذائها العالي : صباح الخير يا ريتا وغيماً أزرقاً للياسمينة تحت إبطيها : صباح الخير يا ريتا وفاكهةً لضوء الفجر: يا ريتا صباح الخير يا ريتا أعيديني إلى جسدي لتهدأ لحظةً إبر الصنوبر في دمي المهجور بعدك . كلما عانقت برج العاج فرت من يديّ يمامتان .. قالت : سأرجع عندما تتبدل الأيام والأحلام يا ريتا طويل هذا الشتاء ، ونحن نحن فلا تقولي ما أقول أنا هي هي من رأتك معلقاً فوق السياج ، فأنزلتك وضمدتك وبدمعها غسلتك ، انتشرت بسوسنها عليك ومررت بين سيوف اخوتها ولعنة أمها وأنا هي هل أنت أنت ؟ .. تقوم ريتا عن ركبتي تزور زينتها ، وتربط شعرها بفراشةٍ فضيةٍ . ذيل الحصان يداعب النمش المبعثر كرذاذ ضوءٍ فوق الرخام الأنثوي تعيد ريتا زر القميص إلى القميص الخردلي ... أأنت لي ؟ لك ، لو تركت الباب مفتوحاً على ماضيّ ، لي ماضٍ أراه الآن يولد في غيابك من صرير الوقت في مفتاح هذا الباب لي ماض أراه الآن يجلس قربنا كالطاولة لي رغوة الصابون والعسل المملح والندى والزنجبيل ولك الأيائل ،إن أردت ، لك الأيائل والسهول ولك الأغاني ،إن أردت، لك الأغاني والذهول إني ولدت لكي أحبك فرساً ترقّص غابةً ، وتشق في المرجان غيابك وولدت سيدةً لسيدها ، فخذني كي أصبك خمراً نهائياً لأشفي منك فيك ، وهات قلبك إني ولدت لكي أحبك وتركت أمي في المزامير القديمة تلعن الدنيا وشعبك ووجدت حراس المدينة يطعمون النار حبك وإني ولدت لكي أحبك ريتا تكسر جوز أيامي ، فتتسع الحقول لي هذه الأرض الصغيرة في غرفة في شارعٍ في الطابق الأرضي من مبنى على جبلٍ يطل على هواء البحر . لي قمرٌ نبيذيٌ ولي حجر صقيل لي حصة من مشهد الموج المسافر في الغيوم ، وحصة من سفر تكوين البداية و سفر أيوب ، ومن عيد الحصاد وحصة مما ملكت ، وحصة من خبز أمي لي حصة من سوسن الوديان في أشعار عشاق قدامى لي حصة من حكمة العشاق : يعشق وجه قاتله القتيل لو تعبرين النهر يا ريتا وأين النهر ، قالت ... قلت فيك وفيّ نهرٌ واحد وأنا أسيل دماً وذاكرةً أسيل لم يترك الحراس لي باباً لأدخل فاتكأت على الأفق ونظرت تحت نظرت فوق نظرت حول فلم أجد أفقاً لأنظر ، لم أجد في الضوء إلا نظرتي ترتد نحوي . قلت عودي مرةً أخرى إلي ، فقد أرى أحداً يحاول أن يرى أفقاً يرممه رسول برسالة من لفظتين صغيرتين : أنا ، وأنت فرحٌ صغيرٌ في سريرٍ ضيقٍ ... فرحٌ ضئيل لم يقتلونا بعد ، يا ريتا ، ويا ريتا .. ثقيل هذا الشتاء وبارد ... ريتا تغني وحدها لبريد غربتها الشمالي البعيد : تركت أمي وحدها قرب البحيرة وحدها ، تبكي طفولتي البعيدة بعدها في كل أمسية تنام ضفيرتي الصغيرة عندها أمي ، كسرت طفولتي وخرجت إمرأةً تربّي نهدها بفم الحبيب . تدور ريتا حول ريتا وحدها : لا أرض للجسدين في جسد ، ولا منفى لمنفى في هذه الغرف الصغيرة ، والخروج هو الدخول عبثا نغني بين هاويتين ، فلنرحل ليتضح السبيل لا أستطيع ، ولا أنا ، كانت تقول ولا تقول وتهدئ الأفراس في دمها : أمن أرض بعيدة تأتي السنونو ، يا غريب ويا حبيب ، إلى حديقتك الوحيدة ؟ خذني إلى أرض البعيدة خذني إلى الأرض البعيدة ، أجهشت ريتا : طويل هذا الشتاء وكسرت خزف النهار على حديد النافذة وضعت مسدسها الصغير على مسودة القصيدة ورمت جواربها على الكرسي فانكسر الهديل ومضت إلى المجهول حافيةً ، وأدركني الرحيل |
1 ملف مرفق .
اسمحولي اجمع كل شي حاطينو
ونزلن بملف مرفق بشان يكون في سهوله بقراءة الموضوع طبعا يتبع .... الملف التاني بكره بنحطو |
1 ملف مرفق .
وهي مجموعه اعمال محمود درويش يلي حاطينها بتكتمل هون
|
الجدارية(الجزء الاول) هذا هُوَ اسمُكَ قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى . ولم أَحلُمْ بأني كنتُ أَحلُمُ . كُلُّ شيءٍ واقعيٌّ . كُنْتُ أَعلَمُ أَنني أُلْقي بنفسي جانباً… وأَطيرُ . سوف أكونُ ما سأَصيرُ في الفَلَك الأَخيرِ . وكُلُّ شيء أَبيضُ ، البحرُ المُعَلَّقُ فوق سقف غمامةٍ بيضاءَ . والَّلا شيء أَبيضُ في سماء المُطْلَق البيضاءِ . كُنْتُ ، ولم أَكُنْ . فأنا وحيدٌ في نواحي هذه الأَبديَّة البيضاء . جئتُ قُبَيْل ميعادي فلم يَظْهَرْ ملاكٌ واحدٌ ليقول لي : (( ماذا فعلتَ ، هناك ، في الدنيا ؟ )) ولم أَسمع هُتَافَ الطيِّبينَ ، ولا أَنينَ الخاطئينَ ، أَنا وحيدٌ في البياض ، أَنا وحيدُ … لاشيء يُوجِعُني على باب القيامةِ . لا الزمانُ ولا العواطفُ . لا أُحِسُّ بخفَّةِ الأشياء أَو ثِقَلِ الهواجس . لم أَجد أَحداً لأسأل : أَين (( أَيْني )) الآن ؟ أَين مدينةُ الموتى ، وأَين أَنا ؟ فلا عَدَمٌ هنا في اللا هنا … في اللازمان ، ولا وُجُودُ وكأنني قد متُّ قبل الآن … أَعرفُ هذه الرؤيا ، وأَعرفُ أَنني أَمضي إلى ما لَسْتُ أَعرفُ . رُبَّما ما زلتُ حيّاً في مكانٍ ما، وأَعرفُ ما أُريدُ … سأصيرُ يوماً ما أُريدُ سأَصيرُ يوماً فكرةً . لا سَيْفَ يحملُها إلى الأرضِ اليبابِ ، ولا كتابَ … كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصَدَّعَ من تَفَتُّح عُشْبَةٍ ، لا القُوَّةُ انتصرتْ ولا العَدْلُ الشريدُ سأَصير يوماً ما أُريدُ سأصير يوماً طائراً ، وأَسُلُّ من عَدَمي وجودي . كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ اقتربتُ من الحقيقةِ ، وانبعثتُ من الرمادِ . أَنا حوارُ الحالمين ، عَزَفْتُ عن جَسَدي وعن نفسي لأُكْمِلَ رحلتي الأولى إلى المعنى ، فأَحْرَقَني وغاب . أَنا الغيابُ . أَنا السماويُّ الطريدُ . سأَصير يوماً ما أُريدُ سأَصير يوماً كرمةً ، فَلْيَعْتَصِرني الصيفُ منذ الآن ، وليشربْ نبيذي العابرون على ثُرَيَّات المكان السُكَّريِّ ! أَنا الرسالةُ والرسولُ أَنا العناوينُ الصغيرةُ والبريدُ سأَصير يوماً ما أُريدُ هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في مَمَرِّ بياضها . هذا هُوَ اسمُكَ ، فاحفظِ اسْمَكَ جَيِّداً ! لا تختلفْ مَعَهُ على حَرْفٍ ولا تَعْبَأْ براياتِ القبائلِ ، كُنْ صديقاً لاسمك الأُفُقِيِّ جَرِّبْهُ مع الأحياء والموتى ودَرِّبْهُ على النُطْق الصحيح برفقة الغرباء واكتُبْهُ على إحدى صُخُور الكهف ، يااسمي : سوف تكبَرُ حين أَكبَرُ سوف تحمِلُني وأَحملُكَ الغريبُ أَخُ الغريب سنأخُذُ الأُنثى بحرف العِلَّة المنذور للنايات يا اسمي: أَين نحن الآن ؟ قل : ما الآن ، ما الغَدُ ؟ ما الزمانُ وما المكانُ وما القديمُ وما الجديدُ ؟ سنكون يوماً ما نريدُ لا الرحلةُ ابتدأتْ ، ولا الدربُ انتهى لم يَبْلُغِ الحكماءُ غربتَهُمْ كما لم يَبْلُغ الغرباءُ حكمتَهمْ ولم نعرف من الأزهار غيرَ شقائقِ النعمانِ ، فلنذهب إلى أَعلى الجداريات : أَرضُ قصيدتي خضراءُ ، عاليةُ ، كلامُ الله عند الفجر أَرضُ قصيدتي وأَنا البعيدُ أَنا البعيدُ في كُلِّ ريحٍ تَعْبَثُ امرأةٌ بشاعرها - خُذِ الجهةَ التي أَهديتني الجهةَ التي انكَسَرتْ ، وهاتِ أُنوثتي ، لم يَبْقَ لي إلاّ التَأمُّلُ في تجاعيد البُحَيْرَة . خُذْ غدي عنِّي وهاتِ الأمس ، واتركنا معاً لا شيءَ ، بعدَكَ ، سوف يرحَلُ أَو يَعُودُ - وخُذي القصيدةَ إن أَردتِ فليس لي فيها سواكِ خُذي (( أَنا )) كِ . سأُكْملُ المنفى بما تركَتْ يداكِ من الرسائل لليمامِ . فأيُّنا منا (( أَنا )) لأكون آخرَها ؟ ستسقطُ نجمةٌ بين الكتابة والكلامِ وتَنْشُرُ الذكرى خواطرها : وُلِدْنا في زمان السيف والمزمار بين التين والصُبَّار . كان الموتُ أَبطأَ . كان أَوْضَح . كان هُدْنَةَ عابرين على مَصَبِّ النهر . أَما الآن ، فالزرُّ الإلكترونيُّ يعمل وَحْدَهُ . لا قاتلٌ يُصْغي إلى قتلى . ولا يتلو وصيَّتَهُ شهيدُ من أَيِّ ريح جئتِ ؟ قولي ما اسمُ جُرْحِكِ أَعرفِ الطُرُقَ التي سنضيع فيها مَرّتيْنِ ! وكُلُّ نَبْضٍ فيكِ يُوجعُني ، ويُرْجِعُني إلى زَمَنٍ خرافيّ . ويوجعني دمي والملحُ يوجعني … ويوجعني الوريدُ في الجرّة المكسورةِ انتحبتْ نساءُ الساحل السوريّ من طول المسافةِ ، واحترقْنَ بشمس آبَ . رأيتُهنَّ على طريق النبع قبل ولادتي . وسمعتُ صَوْتَ الماء في الفخّار يبكيهنّ : عُدْنَ إلى السحابة يرجعِ الزَمَنُ الرغيدُ قال الصدى : لاشيء يرجعُ غيرُ ماضي الأقوياء على مِسلاَّت المدى … [ ذهبيّةٌٌ آثارُهُمْ ذهبيّةٌٌ ] ورسائلِ الضعفاءِ للغَدِ ، أَعْطِنا خُبْزَ الكفاف ، وحاضراً أَقوى . فليس لنا التقمُّصُ والحُلُولُ ولا الخُلُودُ قال الصدى : وتعبتُ من أَملي العُضَال . تعبتُ من شَرَك الجماليّات : ماذا بعد بابلَ؟ كُلَّما اتَّضَحَ الطريقُ إلى السماء ، وأَسْفَرَ المجهولُ عن هَدَفٍ نهائيّ تَفَشَّى النثرُ في الصلوات ، وانكسر النشيدُ خضراءُ ، أَرضُ قصيدتي خضراءُ عالية ٌ… تُطِلُّ عليَّ من بطحاء هاويتي … غريبٌ أَنتَ في معناك . يكفي أَن تكون هناك ، وحدك ، كي تصيرَ قبيلةً… غَنَّيْتُ كي أَزِنَ المدى المهدُورَ في وَجَع الحمامةِ ، لا لأَشْرَحَ ما يقولُ اللهُ للإنسان ، لَسْتُ أَنا النبيَّ لأَدَّعي وَحْياً وأُعْلِنَ أَنَّ هاويتي صُعُودُ وأَنا الغريب بكُلِّ ما أُوتيتُ من لُغَتي . ولو أخضعتُ عاطفتي بحرف الضاد ، تخضعني بحرف الياء عاطفتي ، وللكلمات وَهيَ بعيدةٌ أَرضٌ تُجاوِرُ كوكباً أَعلى . وللكلمات وَهيَ قريبةٌ منفى . ولا يكفي الكتابُ لكي أَقول : وجدتُ نفسي حاضراً مِلْءَ الغياب . وكُلَّما فَتَّشْتُ عن نفسي وجدتُ الآخرين . وكُلَّما فتَّشْتُ عَنْهُمْ لم أَجد فيهم سوى نَفسي الغريبةِ ، هل أَنا الفَرْدُ الحُشُودُ ؟ يتبع |
الجدارية (تتمة) وأَنا الغريبُ . تَعِبْتُ من ” درب الحليب ” إلى الحبيب . تعبتُ من صِفَتي . يَضيقُ الشَّكْلُ . يَتّسعُ الكلامُ . أُفيضُ عن حاجات مفردتي . وأَنْظُرُ نحو نفسي في المرايا : هل أَنا هُوَ ؟ هل أُؤدِّي جَيِّداً دَوْرِي من الفصل الأخيرِ ؟ وهل قرأتُ المسرحيَّةَ قبل هذا العرض ، أَم فُرِضَتْ عليَّ ؟ وهل أَنا هُوَ من يؤدِّي الدَّوْرَ أَمْ أَنَّ الضحيَّة غَيَّرتْ أَقوالها لتعيش ما بعد الحداثة ، بعدما انْحَرَفَ المؤلّفُ عن سياق النصِّ وانصرَفَ المُمَثّلُ والشهودُ ؟ وجلستُ خلف الباب أَنظُرُ : هل أَنا هُوَ ؟ هذه لُغَتي . وهذا الصوت وَخْزُ دمي ولكن المؤلِّف آخَرٌ… أَنا لستُ مني إن أَتيتُ ولم أَصِلْ أَنا لستُ منِّي إن نَطَقْتُ ولم أَقُلْ أَنا مَنْ تَقُولُ له الحُروفُ الغامضاتُ : اكتُبْ تَكُنْ ! واقرأْ تَجِدْ ! وإذا أردْتَ القَوْلَ فافعلْ ، يَتَّحِدْ ضدَّاكَ في المعنى … وباطِنُكَ الشفيفُ هُوَ القصيدُ بَحَّارَةٌ حولي ، ولا ميناء أَفرغني الهباءُ من الإشارةِ والعبارةِ ، لم أَجد وقتاً لأعرف أَين مَنْزِلَتي ، الهُنَيْهةَ ، بين مَنْزِلَتَيْنِ . لم أَسأل سؤالي ، بعد ، عن غَبَش التشابُهِ بين بابَيْنِ : الخروج أم الدخول … ولم أَجِدْ موتاً لأقْتَنِصَ الحياةَ . ولم أَجِدْ صوتاً لأَصرخَ : أَيُّها الزَمَنُ السريعُ ! خَطَفْتَني مما تقولُ لي الحروفُ الغامضاتُ : ألواقعيُّ هو الخياليُّ الأَكيدُ يا أيها الزَمَنُ الذي لم ينتظِرْ … لم يَنْتَظِرْ أَحداً تأخَّر عن ولادتِهِ ، دَعِ الماضي جديداً ، فَهْوَ ذكراكَ الوحيدةُ بيننا ، أيَّامَ كنا أَصدقاءك ، لا ضحايا مركباتك . واترُكِ الماضي كما هُوَ ، لا يُقَادُ ولا يَقُودُ ورأيتُ ما يتذكَّرُ الموتى وما ينسون … هُمْ لا يكبرون ويقرأون الوَقْتَ في ساعات أيديهمْ . وَهُمْ لايشعرون بموتنا أَبداً ولا بحياتهِمْ . لا شيءَ ممَّا كُنْتُ أو سأكونُ . تنحلُّ الضمائرُ كُلُّها . ” هو ” في ” أنا ” في ” أَنت ” . لا كُلٌّ ولاجُزْءٌ . ولا حيٌّ يقول لميِّتٍ : كُنِّي ! .. وتنحلُّ العناصرُ والمشاعرُ . لا أَرى جَسَدي هُنَاكَ ، ولا أُحسُّ بعنفوان الموت ، أَو بحياتيَ الأُولى . كأنِّي لَسْتُ منّي . مَنْ أَنا ؟ أَأَنا الفقيدُ أَم الوليدُ ؟ الوقْتُ صِفْرٌ . لم أُفكِّر بالولادة حين طار الموتُ بي نحو السديم ، فلم أكُن حَيّاً ولا مَيْتاً، ولا عَدَمٌ هناك ، ولا وُجُودُ تقولُ مُمَرِّضتي : أَنتَ أَحسَنُ حالا ً. وتحقُنُني بالمُخَدِّر : كُنْ هادئاً وجديراً بما سوف تحلُمُ عما قليل … رأيتُ طبيبي الفرنسيَّ يفتح زنزانتي ويضربني بالعصا يُعَاونُهُ اثنانِ من شُرْطة الضاحيةْ رأيتُ أَبي عائداً من الحجِّ ، مُغمىً عليه مُصَاباً بضربة شمسٍ حجازيّة يقول لرفِّ ملائكةٍ حَوْلَهُ : أَطفئوني ! … رأيتُ شباباً مغاربةً يلعبون الكُرَةْ ويرمونني بالحجارة : عُدْ بالعبارةِ واترُكْ لنا أُمَّنا يا أَبانا الذي أخطَأَ المقبرةْ ! رأيت ” ريني شار ” يجلس مع ” هيدغر ” على بُعْدِ مترين منِّي ، رأيتهما يشربان النبيذَ ولا يبحثان عن الشعر … كان الحوار شُعَاعاً وكان غدٌ عابرٌ ينتظرْ رأيتُ رفاقي الثلاثَةَ ينتحبونَ وَهُمْ يَخيطونَ لي كَفَناً بخُيوطِ الذَّهَبْ رأيت المعريَّ يطرد نُقَّادَهُ من قصيدتِهِ : لستُ أَعمى لأُبْصِرَ ما تبصرونْ ، فإنَّ البصيرةَ نورٌ يؤدِّي إلى عَدَمٍ …. أَو جُنُونْ رأيتُ بلاداً تعانقُني بأَيدٍ صَبَاحيّة : كُنْ جديراً برائحة الخبز . كُنْ لائقا ً بزهور الرصيفْ فما زال تَنُّورُ أُمِّكَ مشتعلاً ، والتحيَّةُ ساخنةً كالرغيفْ ! خضراءُ ، أَرضُ قصيدتي خضراءُ . نهرٌ واحدٌ يكفي لأهمس للفراشة : آهِ ، يا أُختي ، ونَهْرٌ واحدٌ يكفي لإغواءِ الأساطير القديمة بالبقاء على جناح الصَّقْر ، وَهْوَ يُبَدِّلُ الراياتِ والقممَ البعيدةَ ، حيث أَنشأتِ الجيوشُ ممالِكَ النسيان لي . لاشَعْبَ أَصْغَرُ من قصيدته . ولكنَّ السلاحَ يُوَسِّعُ الكلمات للموتى وللأحياء فيها ، والحُرُوفَ تُلَمِّعُ السيفَ المُعَلَّقَ في حزام الفجر ، والصحراء تنقُصُ بالأغاني ، أَو تزيدُ لاعُمْرَ يكفي كي أَشُدَّ نهايتي لبدايتي أَخَذَ الرُّعَاةُ حكايتي وتَوَغَّلُوا في العشب فوق مفاتن الأنقاض ، وانتصروا على النسيان بالأَبواق والسَّجَع المشاع ، وأَورثوني بُحَّةَ الذكرى على حَجَرِ الوداع ، ولم يعودوا … رَعَويَّةٌ أَيَّامنا رَعَويَّةٌ بين القبيلة والمدينة ، لم أَجد لَيْلاً خُصُوصِيّاً لهودجِكِ المُكَلَّلِ بالسراب ، وقلتِ لي : ما حاجتي لاسمي بدونكَ ؟ نادني ، فأنا خلقتُكَ عندما سَمَّيْتَني ، وقتلتَني حين امتلكتَ الاسمَ … كيف قتلتَني ؟ وأَنا غريبةُ كُلِّ هذا الليل ، أَدْخِلْني إلى غابات شهوتك ، احتضنِّي واعْتَصِرْني ، واسفُك العَسَلَ الزفافيَّ النقيَّ على قفير النحل . بعثرني بما ملكتْ يداك من الرياح ولُمَّني . فالليل يُسْلِمُ روحَهُ لك يا غريبُ ، ولن تراني نجمةٌ إلاّ وتعرف أَنَّ عائلتي ستقتلني بماء اللازوردِ ، فهاتِني ليكونَ لي - وأَنا أُحطِّمُ جَرَّتي بيديَّ - حاضِريَ السعيدُ - هل قُلْتَ لي شيئاً يُغَيِّر لي سبيلي ؟ - لم أَقُلْ . كانت حياتي خارجي أَنا مَنْ يُحَدِّثُ نفسَهُ : وَقَعَتْ مُعَلَّقتي الأَخيرةُ عن نخيلي وأَنا المُسَافِرُ داخلي وأَنا المُحَاصَرُ بالثنائياتِ ، لكنَّ الحياة جديرَةٌ بغموضها وبطائرِ الدوريِّ … لم أُولَدْ لأَعرفَ أَنني سأموتُ ، بل لأُحبَّ محتوياتِ ظلِّ اللهِ يأخُذُني الجمالُ إلى الجميلِ وأُحبُّ حُبَّك ، هكذا متحرراً من ذاتِهِ وصفاتِهِ وأِنا بديلي … أَنا من يُحَدِّثُ نَفْسَهُ : مِنْ أَصغر الأشياءِ تُولَدُ أكبرُ الأفكار والإيقاعُ لا يأتي من الكلمات ، بل مِنْ وحدة الجَسَدَيْنِ في ليلٍ طويلٍ … أَنا مَنْ يحدِّثُ نَفْسَهُ ويروِّضُ الذكرى … أَأَنتِ أَنا ؟ وثالثُنا يرفرف بيننا ” لا تَنْسَيَاني دائماً ” يا مَوْتَنا ! خُذْنَا إليكَ على طريقتنا ، فقد نتعلَّمُ الإشراق … لا شَمْسٌ ولا قَمَرٌ عليَّ تركتُ ظلِّي عالقاً بغصون عَوْسَجَةٍ فخفَّ بِيَ المكانُ وطار بي روحي الشَّرُودُ أَنا مَنْ يحدِّثُ نفسَهُ : يا بنتُ : ما فَعَلَتْ بكِ الأشواقُ ؟ إن الريح تصقُلُنا وتحملنا كرائحة الخريفِ ، نضجتِ يا امرأتي على عُكَّازَتيَّ ، بوسعك الآن الذهابُ على ” طريق دمشق ” واثقةً من الرؤيا . مَلاَكٌ حارسٌ وحمامتان ترفرفان على بقيَّة عمرنا ، والأرضُ عيدُ … يتبع |
شعر رائع
وكلمات يندى لها الجبين وليس غريبا عن شاعرنا العظيم محمود درويش سلمت أناملك سرسورة على عنائك ومجهودك في ما تقدمين |
هلا...و شكراع مرورك...
|
شكرا ميمو.........:D
|
بالفعل كلااام رائع ومتل ما قيل مش غريب عن شاعرنا العظيم
محمود درويش بالنسبة الي الحياة بمصاعبها و لذتها بحلوها ومرها محمود بالنسبة الي القضية و الارض و المستقبل شكرا سرسورة:ss: :ss: |
اقتباس:
|
بفضل مسيرة محمود درويش الشعرية العملاقة تقف اليوم اللغة مطواعة أمامه كي يكتب ما يريد
محمود درويش أرسى مفهوما كبيرا في الشعر العربي الحديث وهو المشروع الشعري - لا أتحدث عن الرسالة الشعرية - وقد كان مشروعه أن يكتب ملحمة فلسطين في محنتها . لا أدري هل تحقق المشروع ولكن في أعمال درويش تأريخ دقيق لكل تفاصيل القضية الفلسطينية. |
اقتباس:
ما قدرت اقرأ الديوان ، لأن لم انزله معي مشفّر.. وش الحل؟! |
انو بعتقد مو هون محل الخبر بس لازم نزلو هون ليتسجل بتاريخ اخوية
اكيد كتير منكم سمعو بعودة الشاعر الكبير محمود درويش الليله الماضية والتقى بأمسية شعرية مع كتيرين من عشاق الارض والحرية والكلمة كانت الامسية بمدينة حيفا بعد غياب 37 عام عن خبز امه وقهوة امة ولمدة ساعتين القى درويش عدد من قصلئدة مثل كزهر اللوز او ابعد لماذا تركت الحصان وحيدا .. ورافقو عزف على العود من الاخوين وسام وسمير جبران وكان الختام بـ احن إلى خبز امي وعاد الشاعر الكبير لتستقبلو امو بعمر يقارب التسعين بلحظة انسانية اثارت عواطف الجميع - ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا - |
اثناء البحبشة لقيت قصيدة محمود درويش "ريتا" مترجمة للغة الانجليزية :shock:
Between Rita and my eyes there is a rifle And whoever knows Rita kneels and prays To the divinity in those honey-colored eyes And I kissed Rita When she was young And I remember how she approached And how my arm covered the loveliest of braids And I remember Rita The way a sparrow remembers its stream Oh, Rita Between us there are a million sparrows and images And many a rendezvous Fired at by a rifle Rita's name was a feast in my mouth Rita's body was a wedding in my blood And I was lost in Rita for two years And for two years she slept on my arm And we made promises Over the most beautiful of cups And we burned in the wine of our lips And we were born again Ah, Rita! What before this rifle could have turned my eyes from yours Except a nap or two or honey-colored clouds? Once upon a time Oh, the silence of dusk In the morning my moon migrated to a far place Towards those honey-colored eyes And the city swept away all the singers And Rita Between Rita and my eyes — A rifle :shock: يعني اكيد مو بتناسق العربي .. بس حتى بالانجليزي بتحسها بتحمل معاني مؤثرة |
شكرا عالوضوع
|
أثر الفراشة محمود درويش
أثر الفراشة محمود درويش البنتُ / الصرخة على شاطئ البحر بنتٌ. وللبنت أَهلٌ وللأهل بيتٌ. وللبيت نافذتان وبابْ... وفي البحر بارجةٌ تتسلَّى بصيدِ المُشاة على شاطئ البحر: أربعةٌ، خمسةٌ، سبعةٌ يسقطون على الرمل، والبنتُ تنجو قليلاً لأن يداً من ضباب يداً ما إلهيةً أسعفتها، فنادت: أَبي يا أَبي! قُم لنرجع، فالبحر ليس لأمثالنا! لم يُجِبْها أبوها المُسجَّى على ظلهِ في مهب الغياب دمٌ في النخيل، دمٌ في السحاب يطير بها الصوتُ أعلى وأَبعد من شاطئ البحر. تصرخ في ليل برّية، لا صدى للصدى. فتصير هي الصرخةَ الأبديةَ في خبرٍ عاجلٍ، لم يعد خبراً عاجلاً عندما عادت الطائرات لتقصف بيتاً بنافذتين وباب! ليتني حجر لا أَحنُّ الى أيِّ شيءٍ فلا أَمسِ يمضي، ولا الغَدُ يأتي ولا حاضري يتقدمُ أو يتراجعُ لا شيء يحدث لي! ليتني حجرٌ – قلتُ – يا ليتني حجرٌ ما ليصقُلَني الماءُ أخضرُّ، أصفرُّ... أُوضَعُ في حُجْرةٍ مثل منحوتةٍ، أو تمارينَ في النحت... أو مادةً لانبثاق الضروريِّ من عبث اللاضروريِّ... يا ليتني حجرٌ كي أَحنَّ الى أيِّ شيء! مَكرُ المجاز مجازاً أقول: انتصرتُ مجازاً أقول: خسرتُ... ويمتدُّ وادٍ سحيقٌ أمامي وأَمتدُّ في ما تبقى من السنديانْ... وثمَّة زيتونتان تَلُمّانني من جهاتٍ ثلاثٍ ويحملني طائرانْ الى الجهة الخاليةْ من الأوج والهاويةْ لئلاَّ أقول: انتصرتُ لئلاَّ أقول: خسرتُ الرهانْ! لون أصفر أزهارٌ صفراء توسِّع ضوء الغرفة. تنظر إليّ أكثر مما أنظر اليها. هي أولى رسائل الربيع. أهْدَتنِيها سيِّدةٌ لا تشغلها الحرب عن قراءة ما تبقَّى لنا من طبيعة متقشفة. أغبطها على التركيز الذي يحملها الى ما هو أبعد من حياتنا المهلهلة... أغبطها على تطريز الوقت بإبرة وخيط أَصفر مقطوع من الشمس غير المحتلة. أُحدِّق الى الأزهار الصفراء، وأُحسّ بأنها تضيئني وتذيب عتمتي، فأخفّ وأشفّ وأجاريها في تبادل الشفافية. ويُغويني مجاز التأويل: الأصفر هو لونُ الصوت المبحوح الذي تسمعه الحاسة السادسة. صوت مُحايدُ النَّبرِ، صوت عبّاد الشمس الذي لا يغيِّرُ دِينَه. وإذا كان للغيرة – لونِهِ من فائدة، فهي أن ننظر الى ما حولنا بفروسية الخاسر، وأن نتعلم التركيز على تصحيح أخطائنا في مسابقاتٍ شريفة! ليت الفتى شجرة ألشجرة أخت الشجرة، أو جارتها الطيّبة. الكبيرة تحنو على الصغيرة، وتُمدُّها بما ينقصها من ظلّ. والطويلة تحنو على القصيرة، وترسل اليها طائراً يؤنسها في الليل. لا شجرة تسطو على ثمرة شجرة أخرى، وإن كانت عاقراً لا تسخر منها. ولم تقتل شجرةٌ شجرةً ولم تقلِّد حَطّاباً. حين صارت زورقاً تعلَّمت السباحة. وحين صارت باباً واصلت المحافظة على الأسرار. وحين صارت مقعداً لم تنسَ سماءها السابقة. وحين صارت طاولة عَلَّمت الشاعر أن لا يكون حطاباً. الشجرة مَغْفَرةٌ وسهَرٌ. لا تنام ولا تحلم. لكنها تُؤتمنُ على أسرار الحالمين، تقف على ساقها في الليل والنهار. تقف احتراماً للعابرين وللسماء. الشجرة صلاة واقفة. تبتهل الى فوق. وحين تنحني قليلاً للعاصفة، تنحني بجلال راهبة وتتطلع الى فوق... الى فوق. وقديماً قال الشاعر: «ليت الفتى حجر». وليته قال: ليت الفتى شجرة! غريبان يرنو الى أَعلى فيبصر نجمةً ترنو إليهْ! يرنو الى الوادي فيبصر قبرَهُ يرنو إليهْ يرنو الى امرأةٍ، تعذِّبُهُ وتعجبُهُ ولا ترنو اليه يرنو الى مرآتِهِ فيرى غريباً مثله يرنو إليهْ! ماذا... لماذا كلُّ هذا؟ يُسَلِّي نفسه، وهو يمشي وحيداً، بحديث قصير مع نفسه. كلمات لا تعني شيئاً، ولا تريد أن تعني شيئاً: «ماذا؟ لماذا كل هذا؟» لم يقصد أن يتذمر أو يسأل، أو يحكَّ اللفظة باللفظة لتقدح إيقاعاً يساعده على المشي بخفَّةِ شاب. لكن ذلك ما حدث. كلما كرَّر: ماذا... لماذا كل هذا؟ أحسَّ بأنه في صحبة صديق يعاونه على حمل الطريق. نظر إليه المارة بلا مبالاة. لم يظن أحد أنه مجنون. ظنّوه شاعراً حالماً هائماً يتلقّى وحياً مفاجئاً من شيطان. أما هو، فلم يَتَّهم نفسه بما يسيء اليها. ولا يدري لماذا فكَّر بجنكيزخان. ربما لأنه رأى حصاناً بلا سرج يسبح في الهواء، فوق بناية مُهَدَّمة في بطن الوادي. واصل المشي على إيقاع واحد: «ماذا... لماذا كل هذا؟» وقبل أن يصل الى نهاية الطريق الذي يسير عليه كل مساء، رأى عجوزاً ينتحي شجرة أكاليبتوس، يسند على جذعها عصاه، يفك أزرار سرواله بيد مرتجفة، ويبوّل وهو يقول: ماذا... لماذا كل هذا؟. لم تكتف الفتيات الطالعات من الوادي بالضحك على العجوز، بل رمينه بحبَّات فستق أخضر! ما أنا إلاّ هو بعيداً، وراء خطاه ذئابٌ تعضُّ شعاع القمرْ بعيداً، أمام خطاه نجوم تضيء أَعالي الشجرْ وفي القرب منه دمٌ نازفٌ من عروق الحجرْ لذلك، يمشي ويمشي ويمشي الى أن يذوب تماماً ويشربه الظلّ عند نهاية هذا السفرْ وما أنا إلاّ هُوَ وما هو إلاّ أنا في اختلاف الصّوَرْ! يرى نفسه غائباً أنا هنا منذ عشر سنوات. وفي هذا المساء، أجلس في الحديقة الصغيرة على كرسيّ من البلاستيك، وأنظر الى المكان منتشياً بالحجر الأحمر. أَعُدُّ الدرجات المؤدية الى غرفتي على الطابق الثاني. إحدى عشرة درجة. الى اليمين شجرةُ تين كبيرة تُظَلِّل شجيرات خوخ. والى اليسار كنيسةٌ لوثريَّة. وعلى جانب الدرج الحجري بئر مهجورة ودلو صدئ وأزهار غير مرويَّة تمتصّ حبيبات من حليب أوَّل الليل. أنا هنا، مع أربعين شخصاً، لمشاهدة مسرحية قليلة الكلام عن منع التجوُّل، ينتشر أبطالها المنسيّون في الحديقة وعلى الدرج والشرفة الواسعة. مسرحية مرتجلة، أو قيد التأليف، كحياتنا. أسترق النظر الى نافذة غرفتي المفتوحة وأتساءل: هل أنا هناك؟ ويعجبني أن أدحرج السؤال على الدرج، وأدرجه في سليقة المسرحية: في الفصل الأخير، سيبقى كل شيء على حاله... شجرةُ التين في الحديقة. الكنيسةُ اللوثرية في الجهة المقابلة. يوم الأحد في مكانه من الرُزنامة. والبئر المهجورة والدلو الصدئ. أما أنا، فلن أكون في غرفتي ولا في الحديقة. هكذا يقتضي النص: لا بد من غائب للتخفيف من حمولة المكان! قال: أَنا خائف خافَ. وقال بصوت عالٍ: أنا خائف. كانت النوافذ مُحْكَمَةَ الإغلاق، فارتفع الصدى واتّسع: أنا خائف. صمتَ، لكن الجدران ردَّدت: أنا خائف. الباب والمقاعد والمناضد والستائر والبُسُط والكتب والشموع والأقلام واللوحات قالت كُلُّها: أنا خائف. خاف صوت الخوف فصرخ: كفى! لكن الصدى لم يردِّد: كفى! خاف المكوث في البيت فخرج الى الشارع. رأى شجرة حَوْرٍ، مكسورة فخاف النظر اليها لسبب لا يعرفه. مرت سيارة عسكرية مسرعة، فخاف المشي على الشارع. وخاف العودة الى البيت لكنه عاد مضطراً. خاف أن يكون قد نسي المفتاح في الداخل، وحين وجده في جيبه اطمأنّ. خاف أن يكون تيار الكهرباء قد انقطع. ضغط على زر الكهرباء في ممر الدرج، فأضاء، فاطمأنّ. خاف أن يتزحلق على الدرج فينكسر حوضه، ولم يحدث ذلك فاطمأنّ. وضع المفتاح في قفل الباب وخاف ألا ينفتح، لكنه انفتح فاطمأن. دخل الى البيت، وخاف أن يكون قد نسي نفسه على المقعد خائفاً. وحين تأكد أنه هو من دخل لا سواه، وقف أمام المرآة، وحين تعرَّف الى وجهه في المرآة اطمأنّ. أِصغى الى الصمت، فلم يسمع شيئاً يقول: أنا خائف، فاطمأنّ. ولسببٍ ما غامض... لم يعد خائفاً! شخص يطارد نفسه كما لو كنتَ غيرك سادراً، لم تنتظر أحداً مشيتَ على الرصيف مشيتُ خلفك حائراً لو كنتَ أنت أنا لقلتُ لكَ: انتظرني عند قارعة الغروب ولم تقل: لو كنتَ أنتَ أنا لما احتاج الغريب الى الغريب. ألشمس تضحك للتلال. ونحن نضحك للنساء العابرات. ولم تقل إحدى النساء: هناك شخص ما يُكَلِّم نفسه... لم تنتظر أحداً مشيتَ على رصيفك سادراً ومشيتُ خلفك حائراً. والشمسُ غابت خلفنا... ودَنوْتَ مني خطوةً أو خطوتين فلم تجدني واقفاً أو ماشياً ودَنوتُ منك فلم أجدك... أكنتُ وحدي دون أن أدري بأني كنت وحدي؟ لم تقل إحدى النساء: هناك شخصٌ ما يطارد نفسَهُ! لم أحلم متنبّهاً الى ما يتساقط من أَحلامي، أَمنع عطشي من الإسراف في طلب الماء من السراب. أَعترفُ بأني تعبت من طول الحلم الذي يعيدني إلى أوَّله وإلى آخري، دون أن نلتقي في أيِّ صباح. «سأصنع أحلامي من كفاف يومي لأتجنَّب الخيبة». فليس الحلم أن ترى ما لا يُرى، على وتيرة المُشتَهى، بل هو أن لا تعلم أنك تحلم. لكن، عليك أن تعرف كيف تصحو. فاليقظة هي نهوض الواقعي من الخياليّ مُنَقَّحاً، وعودةُ الشِعر سالماً من سماءِ لُغةٍ متعالية الى أرض لا تشبه صورتها. هل في وسعي أن أختار أحلامي، لئلا أحلم بما لا يتحقّق، كأن أكون شخصاً آخر... يحلم بأنه يرى الفرق بين حيّ يرى نفسه ميتاً، وبين ميت يرى نفسه حيّاً؟ ها أَنذا حيّ، وحين لا أحلم أَقول: «لم أحلم، فلم أَخسر شيئاً؟! خيالي... كلب صيد وفيّ على الطريق إلى لا هدف، يُبَلِّلني رذاذ ناعم، سقطتْ عليَّ من الغيم تُفَّاحةٌ لا تشبه تفاحة نيوتن. مددتُ يدي لألتقطها فلم تجدها يدي ولم تَرَها عيناي. حدَّقتُ إلى الغيوم، فرأيتُ نُتَفاً من القطن تسوقها الريح شمالاً، بعيداً عن خزانات الماء الرابضة على سطوح البنايات. وتدفَّق الضوءُ الصافي على إسفلت يَتَّسع ويضحك من قلَّة المشاة والسيارات... وربما من خطواتي الزائغة. تساءلتُ: أَين التفاحة التي سقطت عليَّ؟ لعلَّ خيالي الذي استقلَّ عني هو الذي اختطفها وهرب. قلت: أَتبعه الى البيت الذي نسكنه معاً في غرفتين متجاورتين. هناك، وجدت على الطاولة ورقة كُتِبَ عليها، بحبر أَخضر، سطر واحد: «تفاحة سقطت عليَّ من الغيوم»، فعلمت أَن خيالي كلب صيد وفيّ! على قلبي مشيت على قلبي مشيتُ، كأنَّ قلبي طريقٌ، أو رصيفٌ، أو هواءُ فقال القلبُ: أتعبَنِي التماهي مع الأشياء، وانكسر الفضاءُ وأَتعبني سؤالُكَ: أين نمضي ولا أرضٌ هنا... ولا سماءُ وأنتَ تطيعني... مُرني بشيء وصوِّبني لأفعل ما تشاءُ فقلتُ له: نسيتُكَ مذ مشينا وأَنت تَعِلَّتي، وأنا النداءُ تمرَّدْ ما استطعت عليَّ، واركُضْ فليس وراءنا إلاَّ الوراءُ! اغتيال يغتالني النُقَّاد أَحياناً: يريدون القصيدةَ ذاتَها والاستعارة ذاتها... فإذا مَشَيتُ على طريقٍ جانبيّ شارداً قالوا: لقد خان الطريقَ وإن عثرتُ على بلاغة عُشبَةٍ قالوا: تخلَّى عن عناد السنديان وإن رأيتُ الورد أصفرَ في الربيع تساءلوا: أَين الدمُ الوطنيُّ في أوراقهِ؟ وإذا كتبتُ: هي الفراشةُ أُختيَ الصغرى على باب الحديقةِ حرَّكوا المعنى بملعقة الحساء وإن هَمَستُ: الأمُّ أمٌّ، حين تثكل طفلها تذوي وتيبس كالعصا قالوا: تزغرد في جنازته وترقُصُ فالجنازة عُرْسُهُ... وإذا نظرتُ الى السماء لكي أَرى ما لا يُرَى قالوا: تَعَالى الشعرُ عن أَغراضه... يغتالني النُقّادُ أَحياناً وأَنجو من قراءتهم، وأشكرهم على سوء التفاهم ثم أَبحثُ عن قصيدتيَ الجديدةْ! شال حرير |
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 17:23 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون