![]() |
كوليت خوري: طموح نزار قباني منعنا من الزواج كوليت خوري كاتبة سورية كبيرة , أقامت الدنيا ولم تقعدها حين فجرت براكين استعباد الأنثى العربية علي صفحات روايتها الأولي أيام معه والتي لاتزال تجد قارئا يبحث عنها كلما أعيد طباعتها, وواصلت خوري في أعمالها المختلفة التغني بمعان الحرية من خلال: رعشة, ليلة واحدة, أنا والمدى, كيان, دمشق بيتي الكبير, ومرصيف, ومعك علي هامش روايتي. وقصة كوليت خوري مع الشاعر العربي الكبير نزار قباني تشبه رعشة اليد في لحظات الحب ولحظات الفراق, فهي تختصر حال الأنثى العربية حين تحب وحين يتخلي عنها الجميع ليتركوها وحيدة في مواجهة الطوفان. ومع ذلك ظلت خوري التي تنتمي إلي إحدى الأسر السورية العريقة مقيمة في دواوين نزار قباني لا تبرحها حتى الآن, وها هي ذكري رحيله الثامنة تمر في صمت يشبه اللحظة العربية الراهنة. الأهرام العربي تجدد الذكري بالحوار مع كوليت خوري التي ارتبطت بعلاقة حب شهيرة مع نزار قباني.. فإلي تفاصيل الحوار. * ريم بطلة أولي رواياتك أيام معه.. هل كانت قيودها التي تمردت عليها من صنع وهمها كفتاة شرقية؟ هي قيود فرضها مجتمعنا علي المرأة, ولاتزال قائمة حتى الآن, فصحيح أن المرأة صارت تعمل من دون أن ينتقدها المجتمع, لكن حتى الآن هناك قيود اجتماعية وأسرية, ودوما هناك نقد من داخل البيئة التي تعيش فيها الفتاة. هناك فتيات يأتين إلي ويقلن لي إن أيام معه كتبت لهن, رغم أن الفارق بينهن وبين الرواية40 سنة, هي عمر صدور الطبعة الأولي. * هل أجهدتك المغامرة العنيفة ذات يوم مثل ريم.. هل كسر قلبك مثل قلبها؟ كل يوم يكسر قلبي, وذلك منذ ولدت وحتى الآن, لأني دائما أبحث عن الأفضل, وفي كل يوم يخيب أملي بطريقة ما, لكنني طموحة في البحث عن الأفضل وأسعى لتحقيقه لي ولمن حولي. * في نهاية أيام معه تقولين إن النار الآكلة خمدت والرجل الذي طالما ودت أن تتلاشي في ظله و تضمحل بين ذراعيه أمسي غريبا عليها وكأنها تراه لأول مرة.. لماذا تبدو الغربة وكأنها مستوطنة في أدب كوليت خوري؟ لأنني صديقة دائمة للغربة, إن لم تبحث عني بحثت عنها لأني أعرف أنها سوف تجئ, عايشتها كفتاة تريد أن تعيش حياتها, وأن تعمل وأن تحقق ذاتها, كانت هناك غربة لأن الأجواء التي عشت فيها في البداية لم تكن تسمح لي بالعمل, كما أنني ولدت وصوتي جميل, ولكم تمنيت أن أصير مطربة, لكن المجتمع لم يسمح لي بأن أغني, وهذه إحدى خيباتي وجزء من دلائل غربتي. إنني أسمح الآن لبنات ابنتي بأن يغنين لأنني في زمن لم يسمح لي بالغناء, منذ ولدت وأنا أعيش في غربة, أحسستها أكثر حين منعت من السفر والدراسة في الخارج, إن وصفي لريم في رواية أيام معه ليس إلا وصفا لكل فتيات مجتمعنا, فحين حاولت أن أعمل اجتمعت الأسرة لإقصائي عن ذلك الأمر. ومن دلائل هذه الغربة أنني كنت مع التقدميين واعتبرت نفسي ضمن الطليعة, فجاءت أحزاب اليسار لتصنفني رجعية, فأصبحت أعيش الغربة غربتين. * كانت ريم تمثل حواء الشرق, وتحتمل الإذلال مغمضة العينين, ثم إذا بكلمة بسيطة تصدمها فجأة فتتمرد, وربما يكون هذا ما أعجب بنت الشاطئ التي كانت متحمسة لإبداعاتك.. فماذا عن علاقتك بها؟ التقيت بنت الشاطئ في سوريا, وذهبت إليها فعانقتني, وقالت لي: أنت موهوبة, وقد انتقدتك حقيقة, وأتمنى أن يفيدك هذا النقد, أحبت بنت الشاطئ رواية أيام معه وأحبتني كثيرا وزرتها في مصر, وأعجبتها بعد ذلك ليلة واحدة, وقالت: يخطئ من يظن أن كوليت لن تستمر في الكتابة, فكوليت خوري طفلة كبيرة لعبتها الحرف, وهي تجيد هذه اللعبة, وبنت الشاطئ أديبة كبيرة وسيدة محترمة, وكان مديحها لي عظيما, لأن الذين مدحوني كانوا قلائل في ذاك الزمان. * روايتك أيام معه صدرت في الخمسينيات, وحققت لك شهرة كبيرة, وكنت في بداية العشرينيات من عمرك.. ما السر في تحقيق هذه الرواية لكل هذه الشهرة؟ المجد لا يأتي من عمل واحد, فلو لم أقدم أعمالا أخري لكان انطفأ مجدي إذا لم أمده بالنار دائما, فقد قالوا وقتها إن كوليت خوري كتبت أيام معه وهي مذكرات خاصة وانتهي الأمر, ولن تستطيع أن تكتب شيئا آخر فجاءت ليلة واحدة وظللت أغذي هذه الشعلة حتى الآن, وقد أحب الناس أيام معه واشتهرت لأن لغتي كانت صافية, فأنا من عشاق اللغة العربية, والأديب الذي لا يتقن العربية ليس أديبا, كما أنني أصوغ لغتي علي طريقتي, فلا أحب الجمل الطويلة, ولا أرد إجهاد القارئ معي, أحب أن يتنفس وهو يقرأني, ولابد أن يكون لدي قارئي وقت لكي يتمتع. * روايتك الثانية ليلة واحدة عبارة عن خطاب تكتبه زوجة إلي زوجها بعد أن تخونه.. ثم تصدمها سيارة وتموت.. كيف استطعت تجسيد حياة كاملة في ليلة واحدة.. ولماذا قتلت البطلة؟ نستطيع أن نكثف عملا كبيرا في ساعة, يقولون إن المرء في لحظات الموت تمر حياته مثل شريط كامل أمامه, فتكثيف القصة في ليلة و احدة شئ بسيط وعادي, لكن سؤالك لماذا جعلتها تموت يحيرني كثيرا, لكني أقول لك إنني بطبعي أكره الخيانة ولا أرضي بأن تخون امرأة زوجها, ولا أن يخون صديق صديقه, أرفض الخيانة تماما, لذا كنت أشفق علي هذه المرأة, وقلت يجب أن تعود إلي زوجها, لكن لا أريد أن أجعل منها خائنة مستمرة في الحياة مع زوجها, كما أنني أري أن المرأة إذا أرادت أن تخون زوجها, فالأفضل لها أن تتركه, لكنها ليست من النوع الذي يستطيع أن يترك الزوج, فهي تعيش في بيت أهلها جبانة ومجبرة علي الزواج, ومن ثم فإنها لا تستطيع أن تبني حياتها من جديد, لذا كان من المستحيل أن تترك زوجها. * لقد خنتك ياسليم. إن الكلمة قذرة, لكنها تهون أمام خيانتي لنفسي إحدى عشرة سنة قضيتها في بيت رجل لا أحبه, هل تريدين أن تذهب كل امرأة شرقية لتقضي ليلة واحدة مع رجل آخر إذا كانت لا تحبه أو حسب تبرير رشا بطلة الرواية للخيانة؟ كتبت هذه الرواية لأقول إن المرأة التي لا تملك حريتها تقع في أول إغراء تصادفه في حياتها, حين كتبت أيام معه كان الجميع يقولون هذه الفتاة لا تعبر عن المرأة الشرقية, هي فتاة متمردة, لكنني أردت أن أوصل إليهم رسالة وهي أن المرأة المتحررة لا تخون زوجها, لكن المرأة غير المتحررة تقع من أول إغراء في المصيدة, وتخون زوجها, المرأة التي يحرمونها من الخروج والاحتكاك بالآخرين ستقع رأسا. المرأة المتحررة لا تخون, في حين أن الأخرى تخون دون أن تدري أنها تخون, فهي تخون نفسها, لذا جاءت ليلة واحدة. * هل المرأة المتحررة الآن لا تخون زوجها؟ لقد مر علي هذه القصة زمان طويل, لكنني أريد أن أوضح من هي المرأة المتحررة المرأة المتحررة هي المسئولة عن نفسها والتي تربح معيشتها, فلا أستطيع أن أفهم أن هناك امرأة متحررة وزوجها أو أبوها أو أخوها ينفق عليها, المتحررة أولا هي المتحررة ماديا, التي تملك المال, وثانيا المثقفة, وثالثا أن تكون مسئولة عن نفسها, فالتحرر مسئولية, وحتى هذه اللحظة هناك نساء يعتبرن أنفسهن متحررات, التحرر شئ والانحلال شئ آخر, المتحررة تقول لا أريد, غير المتحررة تقول نعم لكل شئ, فمثلا يأتي رجل ويدعوها إلي العشاء فتقول نعم, لكن المتحررة تقول لا أريدك, لا أريد أن أخرج معك. * في روايتيك الأوليين تصفين قسوة والد البطلة بشكل تقريري, فوالدها حنون وقاس, لكن دون موقف واحد لها معه يكشف عن هذه القسوة أو هذا الحنان؟ الأب الشرقي دائما يحب بناته, وقاس لا يهتم بأي شئ حتى دراسة البنات, كما كان يحدث وقتها. يتـــبع .. :D |
1 ملف مرفق .
* هل كانت هناك استجابات نقدية تواكب أعمالك الإبداعية؟ لم آخذ حقي من النقد, لكن القراء كرموني, فكتبي مقروءة بشكل كبير وتطبع عدة طبعات, والأجيال الجديدة تقرأني كثيرا, لذا لا يعنيني النقد, فالناقد هو السباح الماهر الذي يدور حول اللآلئ, ويحاول أن يستمد من الإبداع ما يكتبه, ويبقي الإبداع إبداعا رغم أن النقد يفيد في أحيان كثيرة. * لماذا كلما كتبت قصة ثارت ضجة كبيرة حولها وهوجمت؟ لا أعرف لكنني أعتقد أن هناك شيئا في شخصي وفي كتاباتي يثير الآخرين, يثيرهم حبا أو نقمة, هناك شئ لا أعرفه, فحتى مقالاتي في الصحف تحدث نقاشات ومشاكل, والحمد لله علي كل شئ. * وصفك النقاد بأنك تمزقين في رواياتك أستار الحياء وتخرجين عن التقاليد؟ من قال هذا الكلام لم يقرأني, فأنا أؤمن بالروحانيات, والحب عندي روحاني قبل أن يكون جسديا, ورواياتي تحمل تحليلا نفسيا وروحيا, ولا توجد جملة في رواياتي تعبر عن وصف جسدي سئ أبدا, أحيانا أقرأ قصصا لنساء يصفن فيها الجسد العاري فأحس بالخجل, حتى في حياتي العادية, وأنا امرأة خجول, وكنت دوما أدخل في نقاشات وجدل, وكان زكريا تامر يتناقش مع المتناقشين ثم يقول لهم: هل تريدون أن نسكتها؟ إذن قولوا لها: ساقاك جميلتان, فستحمر خجلا وتصمت, وبالفعل كان هذا يحدث معي, لست إباحية, ولا أحب الكتابة الإباحية, كتاباتي تحمل السياسة بين اليمين واليسار, والتقدمي والرجعي, وبها الروحانيات والحب والسعي نحو مجتمع أفضل. * قلت ذات مرة أنا أكتب عن أشياء أعرفها جيدا.. ماذا تعنين بهذه الجملة؟ إخواننا اليساريون الذين لا يعرفون في أي مرحلة نعيش الآن يقولون إنني أصف المجتمع البرجوازي, وبالطبع أصف المجتمع البرجوازي لأنه مجتمعي, وأنا لا أستطيع أن أصف حياة فلاح في الريف إلا إذا ذهبت وعشت هناك, إنني أصف المجتمع الذي عشت فيه وأنتقده لأنني عرفته جيدا, لا أستطيع أن أتصنع وأكتب عن عامل, وأنا لا أعرف كيف يعيش, وهذا هو الصدق في الكتابة. * رجل فارع كالطموح, قوي كالنجاح, قاس كالحرمان, حنون كزرقة النهر, هل هذه مقاييس الرجل بالنسبة لك؟ لقد قلت هذا في كتابي الكلمة الأنثى وكانت مقاييس الرجل بالنسبة لي كذلك, ووصفته أيضا في أيام مع الأيام, وكيف أريده أن يكون؟ شعوري نحو الرجل لم يتغير في أعمالي, الذي يتغير هي الجمل التي أصفه بها. * حدث خلاف كبير بينك وبين المنتج صبحي فرحات علي تجسيد فاتن حمامة وزبيدة ثروت لـ أيام معه؟ كانوا يريدون تقديم الرواية في فيلم, وقد طلبت مني فاتن حمامة ذلك وهي صديقتي وأحبها كثيرا, وعندما سألوها ما رأيك في دمشق؟ قالت أنا أري دمشق من خلال عيون كوليت خوري, وهي امرأة حقيقية, وأراد صبحي فرحات أن يعطي الفيلم لزبيدة ثروت, ثم نشبت أزمات عديدة بين صبحي فرحات وجهات عديدة ولم يتم العمل. * وماذا عن روايتك ومر الصيف؟ أخذتها إقبال بركة وأعدتها كسيناريو ولم ينتجها التليفزيون المصري حتى الآن. * لماذا تراجعت قصصك ورواياتك أمام مقالاتك في الفترة الأخيرة؟ هذا صحيح, لكن السبب هو المرحلة, فالناس ليسوا علي استعداد الآن لقراءة القصص الطويلة, لقد تغير إيقاع الزمن والناس بحاجة لمقالات يعرفون من خلالها ما الذي يحدث في العالم, الإنسان راكد الآن والوقت ضاق بسبب الأحداث السياسية الآنية والحياة اليومية صارت صعبة كثيرا. * كوليت خوري الأديبة أجمل كثيرا وأشهر من كوليت عضوة البرلمان السوري السابقة.. فماذا عن هذه التجربة؟ حين دخلت مجلس الشعب صرت محدودة, لكني دخلته لأسباب أخري, فقد مررنا في سوريا بمراحل صعبة جدا, وكنت أحاول أن أقول إنني هنا لأجل العمل والتضامن لأجل مستقبل سوريا, وما كنت أعبر عنه بالكتابة عبرت عنه بالكلام في مجلس الشعب, لذلك انسحبت بعد دورتين حين وجدت أنني لست في حاجة إلي التعبير, وكانت التجربة مهمة جدا في حياتي, وأكدت لي أن قرائي شئ ملموس حين خرجوا من الخيال وجاءوا وانتخبوني ونجحت دورتين بفضل قرائي. * وماذا عن مذكراتك؟ هناك صحفية مهمة جدا من حلب وهي هناء طيبة سجلت لي مذكراتي وستصدر في كتاب قريبا, ولا يوجد لدي وقت لأكتب مذكراتي. * حبك ياعميقة العينين. تطرف. تصوف. عبادة, حبك مثل الموت والولادة صعب أن يعاد مرتين, أبيات كتبها نزار قباني.. هل هو بطل أيام معه؟ كنت أعيش مع نزار قصة حب ومشروع زواج خططنا له قبل أن أكتب هذه الرواية بعامين, وقد انتهت هذه القصة. * لماذا انتهت؟ أحببت نزار كثيرا لكنه كان يحلم بالسفر والطموح فتخليت عنه فأحبني هو فتركته, ولم يحدث تداخل في نفس الوقت, أحسست أنه لا يعطيني نفس الحب الذي أعطيه إياه, فقلت له إنني مسافرة, وسافرت فأحبني كثيرا وعاد إلي فلم أحبه. * ولماذا تخفين رسائله إليك؟ لا أخفيها, ستصدر في كتاب قريبا, ولم أنشرها في الصحف والمجلات لأنها تستحق النشر في كتاب. * لكن في نفس توقيت سفرك غادر هو الشام؟ سافرت إلي الولايات المتحدة الأمريكية وسافر هو إلي الصين. * سافرت إلي أسبانيا مع زوجك حين كان نزار هناك؟ لا.. تزوجت في فرنسا, وبعد ذلك تركت زوجي هناك, وعدت إلي الشام ولم أذهب إلي أسبانيا, وتعرفت إلي نزار في دمشق وسافرت لأمريكا لأهل زوجي, ثم سافر نزار إلي الصين ثم عدنا معا فترة بعد انفصالي عن زوجي, ثم سافر إلي أسبانيا و التقي بزوجي هناك وصارا صديقين, وكانا يمضيان وقتهما في الحديث عني. وقد التقيت نزار ذات مرة فيما بعد, وبعد أن انفصلت عن زوجي قال لي: كيف تتركين شابا مثل طربون الحبق؟ كيف تتركين هذا الشاب؟ وفيما بعد قابلت زوجي الذي انفصلت عنه فقال لي: كيف تتركين نزار وهو رجل عميق وشاعر عظيم؟ فأصبح زوجي صديقا لنزار وأنا تركت الاثنين. * هل زياد بطل أيام معه هو نزار؟ لا.. لكنها خليط من عديدين, الجيتار والوصف هذا لزوجي عازف الجيتار, زياد في أيام معه هو تشكيلة رجال من نزار وزوجي وآخرين, حوالي أربعة رجال. * ما أقرب قصائد نزار قباني إلي قلبك؟ أحب له كثيرا: أيا أمي.. أيا أمي, أنا الولد الذي أبحر ومازالت بخاطره تعيش عروسة السكر, فكيف فكيف يا أمي غدوت أبا ولم أكبر.. هذا هو نزار قباني. * وما القصيدة التي كتبها لك؟ لم يكتب لي قصيدة واحدة.. كتب دواوين عني. " :lol: " * ما الذي تقولينه الآن عن نزار؟ أقول إنني ذات مرة أحببته ثم توازنت وتركته, ثم أحبني هو فكنت قد أحببت زوجي الثاني فتزوجت وتغير المسار, وبعد رحيله فتحت الخطابات ووجدت الحب يرفرف داخلها كعصفور,27 خطابا كتبها لي ولو كنت قرأت هذه الخطابات حين أرسلها لي لكنت عدت إليه, لأني حين افترقت عنه وأرسل لي خطابات لم أقرأها, وحين مات وقرأتها أنا وزوجي, قال لي زوجي انشريها فرفضت, فهي قطع أدبية جيدة. * هل رأيت كوليت خوري في مسلسل نزار قباني؟ إطلاقا.. وجدت ثلاثا أو أربعا فيهن شئ مني, لقد وزعوني علي عدة نساء. * ما رأيك في المسلسل؟ قبل أن أتحدث عن المسلسل, فأنا ضد أن يعرض أي عمل دون موافقة الورثة, هذا عيب كبير, و عيب علي الدولة أن تعرض مسلسلا دون موافقة الورثة, وعيب علي الدول العربية التي لا تحافظ علي الكنوز التي تحت يديها تحت وهم مقولة سخيفة هي ملكية عامة. عرض مسلسل نزار قباني سابقة خطيرة تهدد كل من حمل قلما في بلادنا وعيب والدولة في النهاية هي المسئولة, وكان يجب أن تمنع هذا العمل, وقد قالوا لابنته هدباء سوف ندفع لك150 ألف دولار, فقالت لهم ولا مليون دولار يعنيني, يعنيني قراءة السيناريو, فقالوا طلبت مليون دولار, وهذا لم يحدث. * وماذا عن المسلسل ونزار نفسه؟ المسلسل بعيد جدا عن نزار قباني, فيه سلبيات وفيه إيجابيات مثل كل مسلسل, لكنه لا يمت إلي نزار قباني بصلة, كما أن هناك قصص حب كانت مختلقة في العمل. * هل ولدت مشاهدته ذكريات داخلك؟ لا.. ولدت نقمة أجري الحديث: سامي كمال الدين الأهرام العربي- 20 مايو 2006 :D:D |
بعض الجمل " بصمات من كلمات " ..
كتير بحبن .. لكوليت ... اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
|
كوليت خوري: رسائلي مع نزار قباني ستبصر النور قريباً اللقاء الذي جمعها قبل أيام بلفيف من رفاق دربها وعشاق أدبها، استعادت الأديبة السورية كوليت خوري عشقها الدمشقي لـ «المدينة التي تسكنني»، وهي تلملم ذكرياتها مع عشاق رحلوا وأصدقاء بقوا رغم أن وجوههم فقدت ألقها مع الزمن. غير أن كوليت أو خولة (اسمها الحقيقي) التي أعادت طباعة مجموعتها الأولى «دمشق بيتي الكبير» أقرت بأن دمشق تغيرت كثيراً، و«أصبحت كبيرة ومبعثرة. كنا عندما نمر في شارع أبي رمانة، نحسّ بعبق الياسمين مع موجة الحر. الآن نشم رائحة المازوت، لكني ما زلت أشعر بأنها بيتي الكبير، لكنه لم يعد مرتبا كما كان». وحول عدم خوضها بما يسمى «الأدب الجريء أو المكشوف»، رغم أن الحب حاضر بشكل مكثف في جميع عطائها الأدبي، قالت خوري: «أنا لا أعترف أن ثمة أدباً مكشوفا وآخر غير مكشوف. هناك أدب ولا أدب، وأنا بطبيعتي امرأة عاطفية، ولكنني أخجل من الحديث عن الأمور الجنسية، والحب بالنسبة لي هو أمر سام، أما الجنس فيأتي تتويجا للحب أي أنه يسمو معه. أي أنني لا أفهم الجنس ميكانيكياً، بمعنى آخر، أنا لست مع الأدب المكشوف ولست ضده. أنا مع الأدب الذي يشبهني». واستعارت خوري عبارة من روايتها «ومر صيف» لتعرّف بها الحب «أنا التي قضيت عمري أختلق روايات الحب، وأتحدث عن الحب، وأصف الحب، وأملأ صفحات كتبي بشتى أنواع الحب، من قال إنني أعرف معنى الحب؟ عيون تندى، قلوب تنزف، أيد تنفرج في صلاة، أبطال يستشهدون، أصدقاء يرحلون، شموس تغيب، حروف تبكي، دموع تزغرد وصفحات تطوى». وحول ورود أسماء لعدد من الشعراء والأدباء كـ«نزار قباني، كمال ناصر، عبد السلام العجيلي وعمر أبو ريشة»، قالت خوري: «هم أصدقاء رحلوا، فكمال ناصر صديق عمر، عرفته منذ سن الـ 14 وهو شاعر وفنان كبير، والعجيلي وأبو ريشة أيضاً. أما نزار قباني فكان صديقاً حميماً جداً، وكنت ذات يوم سأتزوج به، وسأنشر رسائله عما قريب». وعادت خوري، التي كتبت مجموعتها الشعرية الأولى باللغة الفرنسية في عمر الـ16، إلى سرد بعض المقاطع من قصائد بعنوان «اغتراب» تصف فيها شعورها بالغربة في دمشق تقول فيها: «مد لي ذراعيك ولا تسل من أنا/ ...../أنا التراب المحروق وهو غارق في الدماء/ بلادك أنا/أعيش من غير سماء/ مشردة /وحيدة/ بائسة/لا أبغي الهناء/ ولا أطمع بالمنى/ لا تسلني من أنا/ يا رجلا يتنفس في حروفي الغزلية/ أنا المرأة الأزلية/ أنا الباحثة عن الوحشة/ في صدر رجل لا ينحني/ فأين صدرك/ يا وطن الغربة الحقيقية/». وفي ردها عن سؤال سابق أُثير في مقابلة تلفزيونية حول رأيها بمسلسل باب الحارة قالت خوري: «أكرر ما قلته مجدداً: المسلسل عمل جميل، لكنه لا يعكس واقع مدينة دمشق في تلك الفترة. هو يتحدث عن حارة واحدة في دمشق القديمة، ومن الظلم أن نحصر دمشق في هذه الحارة بعاداتها وتقاليدها وصورة المرأة التقليدية وظلم الرجل لها. هذه ليست دمشق «الجوهرة متعددة الألوان». وهذه الحارات لا تمثل دمشق، ورجالها لم يصنعوا الجلاء، بل كانوا للعارضات فقط. أين البرجوازية الدمشقية التي صنعت الجلاء؟ أين حارات باب توما التي عشت بها؟ أنا لم أر في هذا العمل كوليت خوري أو بنات جيلها!» * موقع مرمريتا :D:D |
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
مقتطفات من مجموعتها القصصية "امرأة" .. :D |
رائعة كوليت:sosweet:
شكرا عمجهودكن:D:D متابعــــــــــــــة.... |
أشرفت حلقة بحثنا عن كوليت على النهاية ..
و لكن ما قبل النهاية .. وصف الماغوط كولييت بالتملق و تمسيح الجوخ .. و للأسف ما قدرت ألاقي رأي الماغوط عن كولييت في هذا الصدد أترككم مع مقالة نقد موضوعي "للمـُستقطب" Yass .. :lol: و لنا عودة .. :D |
اقتباس:
بكرا تكون المقالة نازلة.. بكون جبت خوذة و ترس.. مشان القصف يعني :lol: |
عندما يكون الأدب منصة تملّق: كوليت خوري نموذجا
أود قبل كل شي أن أشكر الزميل العزيز بلاك "المؤدلج" على دعوته لي لمشاركته هذه الحلقة من أسبوع و كاتب في مكتبة أخوية العزيزة عن "المدام" خوري. في الحقيقة ترددت كثيرا قبل كتابة هذه المقالة لا لنقص الجرأة و العياذ بالله إنما لأن هذا النوع من النقد لكاتب أو أديب بسبب شخصه ليس مألوفا في نشاطات أسبوع و كاتب, لكن بعد تفكير قررت كتابة المقالة للأسباب التي سأحاول شرحها في السطور التالية.
كنا قد ناقشنا في منبر أخوية الحر علاقة الفن و السياسة و منه تشعب الموضوع إلى مواقف الفنانين السياسية, و كنت قد أشرت إلى أنه لا مانع أبدا في أن يكون لكل منا آراؤه السياسية و الثقافية و الدينية كما يحلو له, و هذه القاعدة تنطبق تماما على كل الفنانين و الأدباء و جميع الشخصيات العامة بلا أدنى تمييز, فشخصيا لا يهمني الموقف السياسي لهذا الفنان أو ذاك و لا أرى أن الموقف السياسي لأي شخص ذو نتاج غير سياسي يمنع أحدا من الالتفات إلى هذا النتاج, لكن أعتقد كذلك أن الشخصيات العامة, لكي يحافظوا على نوع من المصداقية في الكلام و الوضوح في الهوية عليهم أن يكونوا معتدلين في تصريحاتهم و متزنين في مواقفهم, و لو تركوا هذين الأمرين فإنهم يعرضون أنفسهم للنقد كما هو حالة "مدام" خوري. كوليت خوري لمن لا يعلم, حفيدة سيد الديمقراطية السورية, أحد آباء الاستقلال و من صنّاع دستور الحريات النيابية و المدنية في سوريا, الشيخ المبجل فارس بيك الخوري, طيّب الله ثراه و أسكنه فسيح جناته و نصبه على أحد عروش تاريخ الوطن الحبيب. و هي سليلة عائلة دمشقية ذات ذخر وافر من الأدب و الفن و السياسة, يمكننا أن نقول أنها عائلة "بورجوازية" بالاستعمال العربي لهذه الكلمة. الشيخ فارس الخوري, عميد الوحدة الوطنية السورية, تسلّم من ضمن مناصب كثيرة, منصب رئيس الوزراء في آخر عهد رئاسي لفخامة الرئيس شكري القوتلي, و قد كان له رأي معارض للوحدة مع مصر على عكس رئيس الجمهورية, و رغم ذلك فقد استمرا على التعاون و التضامن كما تقتضي زمالة الزعامة الوطنية. و في ذلك العهد كان حزب البعث ناشطا في الشارع السوري و في القبة النيابية, و قد تزعّم قادة البعث حملة شعواء نكراء بشعة ضد الشيخ الخوري, فقد اتهموه بالعمالة و الخيانة و معاداة الوطن و تمرير مصالح الاستعمار و الرجعية و من باقي هذه الديباجة المعروفة, و سيروا المظاهرات الحاشدة ضد الرجل, في ذلك العهد الذي لم تكن فيه سيارات البيجو البيضاء الطويلة معروفة بعد في تراب الوطن, و خلقوا حالة من الخناق السياسي أجبرت فارس بيك على الاستقالة و اللجوء الى بيروت مشيعا بلعنات البعثيين و القوميين و لكن أيضا بأجمل مظاهر الاكبار و التبجيل من قبل شكري القوتلي, الذي لم يمنعه الاختلاف بالرأي من الاعتراف بوطنية فارس الخوري و شجاعته و دوره في بناء الوطن الحبيب. و عاش فارس بيك في بيروت عهد الوحدة السورية المصرية مصحوبا بعائلته ومن ضمنها كوليت. كوليت ربيبة هذه العائلة, و قد ترعرعت و عاشت و تعلمت و تثقفت و حتى نالت مركزا و مكانة اجتماعية و ثقافية و حتى اقتصادية بفضل عائلتها البرجوازية, هذه المكانة التي تستعملها اليوم لتنصب نفسها في جهاز بروباغندا حزب البعث. "مدام" خوري لا توفّر مناسبة لكي تظهر ولائها و وفائها للنظام, و قد لا يكون الأمر معيبا لو لم يكن فيه نوع من التملق الذي أراه واضحا جدا, فهي موالية جدا (حرية شخصية) و تستخدم شهرتها و مكانتها لإعلان هذا الولاء للقاصي و الداني, ولكن هذه الشهرة و المكانة مبنية على أساس عائلة برجوازية و على أساس قرابة لشخص مشهور و هما أمران يناقضان تماما أفكار النظام الذي تتغنى بولائه. تم تعيينها منذ فترة لمستشارة لرئيس الجمهورية للشؤون الثقافية, فكان تعليقها على الخبر مخجلا حتى للنظام الذي عيّنها, فقد قررت "مدام" خوري أن تعيينها تم بناءا على "رغبة قائد الوطن بإنهاء حالة التهميش و العزلة للمسيحيين السوريين و للعائلات الدمشقية العريقة" و بناءا على هذا التعليق تم منعها بشكل أدبي و رقيق من الادلاء بتصريحات صحفية دون مراجعة القيادة السياسية.. لا تعليق! من "الفصول" المعروفة لـ"مدام" خوري أيضا مهرجان النواح و البكاء على غازي كنعان, و لا أرى داعيا للتعريف بمن هو غازي كنعان, و التي لم تترك منبرا دون أن تتباهى بعلاقتهم الوثيقة و لتحكي عن عظمة و شجاعة هذا الشخص العظيم الفذ و تتكلم عن ظروف "انتحاره" بطريقة أثارت حفيظة حتى كبار ضباط الجيش, فأحدهم ببساطة كذّب موقفا تحدثت عنه "مدام" خوري في مكتب الفقيد العزيز.. لعل كوليت خوري لا تتذكر أن غازي كنعان كان أحد البعثيين القياديين الذين سيّروا المظاهرات ضد جدها في حمص و دمشق و نعتوه بأكبر الشتائم و التهم الباطلة. أيضا يمكننا الحديث عن حملتها الشعواء ضد مسلسل "نزار قباني" و موقفها من اذاعة هذا العمل دون موافقة ورثته, و هنا أطرح لنفسي تساؤلا شريرا: هل هذا الموقف من نشر حياة شخصية عامة دون موافقة الورثة نابع عن حرصها على حقوق ورثة عشيقها السابق أم أنه تخوّف من أن يقدم أحدهم على الخطوة ذاتها و يعمل على توثيق و نشر عمل ما عن جدها الراحل؟ ألهذا السبب أعلنت مرارا و تكرارا أن سيرة حياة جدها لن يتم نشرها الا باشراف الدولة؟ هل أكون متحاملا عليها ان اعتقدت انها تفعل ما تفعل لأنها تتذكر سيرة جدها و تتغنى بانتمائها لعائلة فارس الخوري عندما يحلو لها و يناسبها و طبعا قد لا يناسب ولائها أن يتم نشر جولات عديدة من صراع فارس بيك مع القوميين العرب و البعثيين السوريين؟ كموقف أخير من مواقفها أود فقط ادراج جملة قالتها "مدام" خوري على شاشة الفضائية السورية منذ شهور عديدة بمناسبة تجديد البيعة, فقد قالت:" صحيح أن الوطن غالي، لكن قائد هذا الوطن أغلى..". لم اتطرق أبدا للنقد الأدبي لكوليت الخوري لأنني لا أعتقد أنني مؤهل لذلك, و أعيد و أكرر أن موقفي منها ليس نابعا عن موقفها الموالي أبدا, فأغلب كتابي المفضلين هم أدباء لا أوافقهم سياسيا و لا عقائديا, لكن عندما يفعل أحدهم ما تفعله "مدام" خوري فإنني اعتبره استغلالا لتقديس الأديب بقصد التحوّل الى أداة بروباغندا سياسية, و هو ما أعتقد أنه اهانة للأدب قبل كل شي. و....... استروا ما شفتو منّا ا Yass ![]() |
اقتباس:
كنت أرجئ مشاركتي حول موضوع BL@CK حتى تكتمل من ناحية وحتى أفرغ من قراءتها من ناحية أُخرى . ما دفعني للمشاركة الأن هو موضوع له صلة بالمقالة من جهة الفكر والممارسة . لست أحاول أن أفتح موضوع للنقاش هنا "لا أدري إن كان نوقش سابقاً" وهو يستحق النقاش ربما لاحقاً في المنبر الحر أو المكتبة . وضمن هذا السياق أجد مقالة Yass ضرورة مبررة حتى ولو جاءت خارج إطار النقد الأدبي . تحياتي |
عزيزي مون لايت..
شكرا جزيلا على الاهتمام بالمقالة, كما قلت لست مؤهلا للنقد الأدبي, فرغم حبي للأدب و رغم انني أعتقد نفسي قارئا فوق المتوسط بقليل الا انني لا أعتقد انني قادر على النقد الأدبي من حيث أنني لا أمتلك مقومات المعرفة الأدبية و قد لا تتعدى مقدرتي على القول أن الكاتب أو الكتاب الفلاني أعجبني أو لا, و بعض الملاحظات البسيطة (على قد حالي :lol:).. مقالتي كانت محاولة لنقد "ادارة" الموقف السياسي للكاتبة... و لو تقرر توسيع النقاش ليشمل العلاقة بين الأدب و السياسة و "رول" الأديب في الحياة السياسية فسوف اشارك ببالغ السعادة, ان كان في الأقسام الأدبية أو المنبر الحر... تحياتي |
اقتباس:
اقتباس:
شكراً لـ BL@CK على المجهود والتنسيق ولـ yass على المقالة |
جزيل الشكر "للمـُستقطب" ياس ..
فعلا ً وقت وفاة غازي كنعان , فكرت غازي هوي فارس الخوري .. و عم تبكي عليه كل الشكر إلك ياسو على هالإضافة المتميزة لحلقتي بأسبوع و كاتب .. :D:D |
تكتب ُ كولييت خوري الزجل إلى جانب الشعر، وهذا مالا يعرفه عنها كثيرون، وهي تكتب الزجل كهواية، وكذلك كلمات الأغاني..
و هذه إحدى زجلياتها .. : ما بعرف شو هللي صار كيف غمر قلبي المطر ومن السما الحزن انهمر وبكيت ع تمّي الأشعار *** ليش دبلت كل هالزهور وانطفت بعيني الشمس كيف البشرْ صفّى نَحْسْ وانتحر بَبيتي النور؟.. *** وعالحيطان.. وبالهوا كانت مزروعة الوعود وكان الهنا.. عم بيجود مبارح بس.. كنا سوا *** ومدري.. مدري.. شو اللي صار أنت رحت، وغمّ الطقس شو أنت يا حلو.. الشمس؟ أنت الهنا والأشعار :D:D:D |
مؤلفاتها:
1-عشرون عاماً- شعر بالفرنسية- دمشق 1957. 2-أيام معه- رواية بيروت 1959. 3-رعشة- شعر بالفرنسية- دمشق 1960. 4-ليلة واحدة- رواية- بيروت 1960. 5-أنا والمدى- قصص- بيروت 1964. 6-كيان- قصص- بيروت 1966. 7-دمشق بيتي الكبير- قصة- دمشق1969. 8-المرحلة المرة- قصص- دمشق 1960. 9-الكلمة الأنثى- قصص- دمشق 1971. 10-قصتان- قصص- دمشق1975. 11-ومر صيف- رواية- دمشق 1975. 12-أغلى جوهرة في العالم- مسرحية- دمشق 1975. 13-دعوة إلى القنيطرة- قصة- دمشق 1976. 14-أيام مع الأيام- رواية دمشق 1979. 15-أوراق فارس الخوري- اعداد- دمشق 1993. :D:D:D |
كوليت و الأخوية :
و للأسف لا يتوّفر سوى كتاب واحد لـ كوليت في مكتبة أخوية على الرابط الآتي : - ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا - و بعض القصص هنا : - ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا - - ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا - - ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا - و قصيدتها : - ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا - على ألله يجي يوم تنوجد أعمالا الكاملة بأخوية . :D |
و هيك بكون إنتهت حلقة هالأسبوع مع كوليت
عذرا ً لـ سارة أول شي ما كان عندي علم إنها بدها تحكي عن كولييت و عذرا ً لأني تأخرت على الموعد يوم أو يومين بس في مشكلة بالوقت عندي .. و آخر عذرا ً لو حدا شاف ما استوفيت أو ما عطيت حقا لكوليت بهالأسبوع .. بالأخير جزيل الشكر لمرسيل على تنظيم هالتظاهرة الأدبية , و لياسين على إغناء الأسبوع .. و لكل مين تابعنا و لكل مين ما عجبو شغلنا و سبنا .. :lol: :D:D:D |
شكرا ً ل Bl@ck على الحديث عن كوليت .. و شكرا ً ل Yass ع المقالة .. كوليت ليست كاتبتي المفضلة ( يعني في اكتر من حدا بيسبقا ) بس .. بحب جدا ً اسلوبا القصصي .. ورمزيتا بالقصص .. :fheart: رح يبدا أسبوع جديد :pos: بكرة .. أو بعد بكرة بالكتير |
باولو كويلو
|
![]() لمحة سريعة باولو كويلهو روائي و قاص برازيلي باولو كويلهو ، ولد في ريو دي جانيرو عام 1947 ، و قبل أن يعمل بدوام كامل في الكتابة ، كان قد مارس الاخراج المسرحي ، و التمثيل ، و عمل كـ مؤلف غنائي ، و صحفي. و قد كتب كلمات الأغانى للعديد من المغننين البرازيليين أمثال إليس ريجينا ، ريتا لي ، راءول سييكساس ، فيما يزيد عن الستين أغنية. ولعه بالعوالم الروحانية بدء منذ شبابه كـ هيبي ، حينما جال العالم بحثا عن المجتمعات السرية ، و ديانات الشرق . نشر أول كتبه عام 1982 بعنوان " أرشيف الجحيم " ، و الذي لم يلاقي أي نجاح ، و تبعت مصيره أعمال أخرى ، ثم في عام 1986 قام كويلهو بالحج سيرا للقديس جايمس في كومبوستيلا . تلك التي قام بتوثيقها فيما بعد في كتابه " الحج " . في العام التالي نشر كويلهو " الخيميائي " ، و قد كاد الناشر أن يتخلي عنها في البداية ، و لكنها سرعان ما أصبحت أهم الروايات البرازيلية و أكثرها مبيعا بالاضافة إلى انه عضو بمعهد شيمون بيريز للسلام . و مستشار اليونسكو للتبادل الحضاري و الروحي . وعضو الأكاديمية الأدبية البرازيلية أعماله حاج كومبوستيلا الخيميائي بريدا - 1990 فالكيريس "فتيات فالكيري " - 1992 على نهر بيدرا جلست و بكيت - 1994 مكتوب ( مجموعة قصص و أشعار) 1994 إتمامة النصوص الجُمَلية - 1995 الجبل الخامس - 1996 دليل محاربي الضوء - 1997 فيرونيكا تقرر أن تموت - 1998 الشيطان و السيدة بريم - 2000 قصص للآباء و الأبناء و الأحفاد " مجموعة من الحكايات الشعبية " 2001 إحدى عشرة دقيقة - 2003 الزهير - 2005 كالنهر الجاري - 2006 ساحرة بورتوبيلو - 2006 |
الخيميائي
الخيميائي.. واستلهام الأدب البرتغالي للتراث العربي حققت رواية الخيميائي (الكيميائي) للكاتب الروائي البرازيلي باولو كويلو نجاحا عالميا جعل كاتبها من أشهر الكتاب العالميين، ولكن أهم ما يدعو إلى اختيار هذه الرواية لعرضها أنها مستمدة من التراث العربي، وتستلهم الفلسفة العربية الإسلامية في البحث عن السعادة والمغامرة والتفاعل مع الحياة والكون وفهم الناموس العام الذي ينظم ويدير الكائنات والمجرات من أصغرها إلى أعظمها في منظومة موحدة. ![]() اسم الكتاب:الخيميائي "O Alquimista" الطبعة الأولى : 2001 ***************** لص وطفل وكلب في مقدمة الترجمة العربية يبدو كويلو متأثرا بالصوفية الإسلامية ومعجبا بها باعتبارها منهج علم وحياة وفلسفة ويستشهد بالصوفي الذي يدين فيما تعلمه لثلاثة هم لص وطفل وكلب. أما اللص فقد وجد الصوفي في الشارع بعد عودته من الصحراء في منتصف الليل وكان قد أودع مفتاح بيته عند الجيران ولم يشأ أن يوقظهم في الليل ففتح له اللص الباب فاستضافه الصوفي في بيته شهرا وكان يخرج كل ليلة إلى عمله وكان في كثير من الأيام لا يغنم شيئا ولكنه كان رجلا سعيدا راضيا لا ييأس ويقول دائما لم أوفق بشيء هذا المساء ولكني سأحاول غدا. ” الرواية مستمدة من التراث العربي، وتستلهم الفلسفة العربية الإسلامية في البحث عن السعادة والمغامرة والتفاعل مع الحياة والكون وفهم الناموس العام الذي ينظم ويدير الكائنات والمجرات من أصغرها إلى أعظمها في منظومة موحدة ” وأما الطفل فكان معتكفا في المسجد في الليل وقد أشعل شمعة وخشي المتصوف أن يشعل الطفل النار فقال له: لم تكن هذه الشمعة مشتعلة فقل لي من أين أتيت بالنار؟ فأطفأ الولد الشمعة وقال: فأخبرني ياسيدي أين ذهبت النار؟ وأما الكلب فقد جاء إلى النهر ليشرب فشاهد في الماء كلبا آخر (الصورة) فتراجع وجعل ينبح ثم تقدم مرة أخرى للماء بحذر وبطء ولكنه وجد الكلب المنافس مرة أخرى، وفي النهاية ألقى الكلب بنفسه في الماء متحديا الكلب (الصورة) واختفى غريمه وشرب. ويقول كويلو إن الثقافة العربية كانت ترافقه معظم أيام حياته تبين له أمورا لم يستطع العالم الذي يعيش فيه أن يفقه معناها. وفي مقدمته للرواية يورد أسطورة نرسيس الذي تنتسب إليه زهرة النرجس، فقد كان نرسيس يذهب إلى البحيرة كل يوم ليتأمل جمال وجهه، وكان مفتونا بصورته إلى درجة أنه سقط في البحيرة وغرق وفي المكان الذي سقط فيه نبتت زهرة سميت نرسيس (نرجس) وعندما جاءت ربات الغابة إلى البحيرة وجدنها تحولت إلى دموع، ولم يدهشهن هذا فلابد أن البحيرة حزنت كثيرا على نرسيس الجميل الذي كان يأتي إليها كل يوم، ولكن البحيرة قالت إنها لم تلاحظ أبدا أن نرسيس جميل لأنها كانت دائما مشغولة عندما ينحني على ضفافها بتأمل نفسها في عينيه فلا ترى إلا جمالها الخاص. تدور الرواية حول فتى أندلسي "سانتياغو" تعلم في المدرسة وأحب له والده أن يعمل كاهنا، ولكنه اختار أن يرعى الغنم اعتقادا منه أن ذلك يجعله يسافر ويتحرك في الأرض ويتعلم أكثر ويعرف أناسا وأصدقاء جددا، وكان يقضي وقته أثناء الرعي في قراءة الكتب، كان يلجأ إلى كنيسة مهجورة نبتت فيها شجرة جميز فيترك الغنم ترعى هناك أو يؤويها إلى مبنى الكنيسة ويجلس تحت شجرة الجميز يقرأ أوينام أويتأمل ويناجي نفسه والكون، ويذهب أحيانا إلى مدينة طريف ليبيع بعض أغنامه أو أصوافها، وفي المدينة تعرف على ابنة التاجر الذي كان يبيعه الصوف وتحدثا سويا، وشعر برغبة كبيرة في البقاء في المدينة ليظل قريبا من الفتاة. لكل إنسان أسطورته يرى الفتى في المنام حلما تكرر مرتين جعله يهتم بتفسيره، فقد رأى نفسه مع نعاجه حين جاء إليه طفل وأمسك بيده وأخذه إلى أهرامات مصر وأراه مكانا محددا في الأهرام، وقال له ستجد هناك كنزا، فذهب إلى عجوز غجرية في المدينة وحدثها عن حلمه لتفسره، قالت له العجوز إن الأحلام هي لغة الرب فإذا كانت بلغة الناس استطعت تفسيرها ولكن إذا كانت بلغة روحك فلا أحد سواك يستطيع تفسيره، وقالت له إن حلمك يصعب تفسيره، يجب أن تذهب كما طلب منك الطفل ولن آخذ منك الآن مقابل تفسير الحلم ولكن إذا وجدت الكنز أريد أن تدفع لي عشره، وطلبت منه أن يقسم على ذلك. وفي المدينة يلتقي سانتياغو برجل عربي عجوز قال له إن اسمه ملكي صادق، ووجد أن هذا الرجل يعرف حلمه ويعرف كثيرا من أسراره وخصوصياته التي لا يعرفها أحد سواه، وطلب منه أن يعطيه عشر قطيعه من الأغنام مقابل أن يعلمه كيف يبلغ مكان الكنز المخبوء، ويبيع الفتى سانتياغو خرافه ويعطي الشيخ ما طلبه، ولكنه لم يقدم له مقابل ذلك سوى نصيحة عامة "يجب أن تقرأ الإشارات التي تساعدك على معرفة طريقك" وانتزع من صدرية ذهبية معلقة في رقبته حجرين كريمين يدعى أحدهما أوريم والآخر توميم وقال له يمكن أن تسألهما إذا احتجت وحاول أن تتخذ قراراتك بنفسك، لقد أعطيتني ستة خراف لأني أخبرتك عن أشياء تعرفها ولكني ساعدتك على اتخاذ قرار. اتبع حلمك سافر سانتياغو إلى طنجة وتعرض هناك للسرقة وصار في المدينة غريبا لا يملك شيئا، وعرض على صاحب محل لبيع أدوات زجاجية أن ينظف له متجره مقابل طعامه فقال له التاجر: لن تحتاج لذلك حتى تأكل فيجب علينا أن نطعم الغريب والجائع دون مقابل، ولكنه يوافق على تشغيله في المحل مقابل عمولة، ويعمل الفتى ويكسب في عام واحد ما يكفي لشراء قطيع من الغنم يفوق قطيعه الأول بمقدار الضعف، ويفكر في العودة إلى الأندلس ليفتح دكانا في طريف ويتزوج ابنة التاجر التي أحبها، ولكنه يلتقي رجلا انجليزيا سافر منذ عشر سنوات ليتعلم الكيمياء ويريد أن يسافر إلى مصر ليقابل كيميائيا عربيا يقيم في واحة الفيوم استطاع أن يحضر إكسير الحياة الذي يطيل العمر ويحمي من المرض وأن يكتشف حجر الفلاسفة الذي يحول المعادن إلى ذهب، وأقنع سانتياغو بمرافقته إلى مصر لعله يجد كنزه، واشتريا جملين لينضما إلى قافلة كبيرة متجهة إلى مصر. تعبر القافلة الصحراء ويتعلم سانتياغو أشياء كثيرة، ويتعرف في الليالي عندما يستريح الرجال ويتحلقون حول النار على أشخاص حكماء وشجعان، وتتوطد علاقته بالإنجليزي وإن لم يحب كتبه التي كان يطيل تأملها، وتتحدث عن الزئبق والأملاح. مكث سانتياغو في واحة الفيوم فترة طويلة بسبب حروب طاحنة تدور في المنطقة بين القبائل جعلت طريق القوافل خطرة ومستحيلة، ولأنه يتقن اللغة العربية فقد استعان به الإنجليزي للبحث عن الكيميائي المقيم في الواحة وفي أثناء البحث تعرف على فتاة اسمها فاطمة وأحبها وقرر أن يبقى في الواحة ليعيش معها. ” يبدو كويلو متأثرا بالصوفية الإسلامية ومعجبا بها باعتبارها منهج علم وحياة وفلسفة ويستشهد بالصوفي الذي يدين فيما تعلمه لثلاثة هم لص وطفل وكلب روح الكون تدل الإشارات سانتياغو على أن المحاربين سيهاجمون الواحة ويذهب إلى زعيم الواحة ويخبره برؤياه، ويتشاور زعماء الواحة طويلا، وأخيرا يتحدث إليه الزعيم قائلا إنهم يصدقونه لأنه قبل ألفي عام جاء إلى مصر فتى مثلك اسمه يوسف استطاع بتفسيره لحلم الملك أن ينقذ مصر من المجاعة، وبالفعل يهاجم خمسمائة محارب الواحة ولكن أهلها الذين كان من بينهم ألفا فارس محارب كانوا مستعدين لهم فأوقعوهم في كمين وقتلوهم جميعا، وكافأ الزعيم سانتياغو بخمسين قطعة ذهبية وبتعيينه مستشارا. ويأتي الكيميائي إلى سانتياغو ويتعارفان ويتحدثان طويلا وينصحه بالسفر إلى الأهرام ويتبع حلمه، ولكن الفتى كان يفضل البقاء في الفيوم والزواج من فاطمة والعمل مع الزعيم، فيقول له الكيميائي: إذا لم تتبع حلمك فسوف تفقد أسرارك ولن تظل مستشارا، وتصبح مجرد تاجر في الواحة، ويعتذر سانتياغو بالحرب الدائرة، فيبدي الكيميائي استعداده لمرافقته ومساعدته في الوصول فهو يعرف كما أخبره طرق الصحراء. ويعترضهم في الطريق محاربون أشداء ملثمون، ويفتشونهما ويجدان مع سانتياغو كمية من الذهب ومع الكيميائي زجاجة تحتوي على سائل أصفر وقطعة زجاجية كأنها بيضة فيسألون الكيميائي فيجيبهما: هذا السائل هو إكسير الحياة الذي يطيل العمر ويحمي من المرض وهذا حجر الفلاسفة الذي يحول المعادن إلى ذهب، فيضحك الرجال كثيرا ويضحك معهم سانتياغو والكيميائي ثم يخلون سبيلهما، فيسأل سانتياغو رفيقه: كيف تخبرهما عن هذا السر العظيم؟ فقال له: لكي أريك قانونا بسيطا من قوانين الكون: عندما نجد أعظم كنوز الدنيا فقد لانتبينها لأننا لا نؤمن بوجودها. وتعترضهما مجموعة أخرى من المقاتلين وتلاحظ أنهما مرا بمعسكر أعدائهما دون أن يعترضوهما فيقررون أنهما جاسوسان للأعداء، ويقررون قتلهما، ولكن الكيميائي يقنعهم بإطلاق سراحهما مقابل الذهب الذي يحمله سانتياغو وبعد أن يريهما قدرة الفتى الخارقة على التحول إلى رياح عاصفة، ثم يصلان إلى الجيزة وينزلان عند راهب قبطي، وهناك يستريحان ويحول الكيميائي كمية من الرصاص إلى ذهب، وضع الرصاص في قدر وسخنه على النار طويلا ثم مزجه بجزء من حجر الفلاسفة لا يزيد على شعرة وتحول الرصاص إلى ذهب وتركه يبرد ثم قسمه إلى أربعة أجزاء أعطى الأول للراهب والثاني لسانتياغو وأخذ الجزء الثالث وأودع الرابع لدى الراهب ليعطيه إلى سانتياغو إذا احتاج إليه. ويمضى سانتياغو إلى الأهرام وتبهره بعظمتها وتناسقها، ويتبع الإشارات حتى يهتدي إلى المكان الذي يجب أن يحفر فيه، ويمضى الليل طوله يحفر، وفي الصباح يمر به فرسان ملثمون فيفتشونه ويسألوه ماذا تخبئ ويقتادونه إلى خيمة القائد، ويحدثه بقصته، فيضحك الفارس طويلا، ويقول له هل جئت من إسبانيا وأمضيت سنة تعمل، وسرت في الصحراء من المغرب إلى مصر وتعرضت للسلب مرتين، وكدت تقتل مرات عدة من أجل حلم، لقد حلمت مرتين أن ثمة كنزا في كنيسة مهجورة في قرية إسبانية مدفون تحت شجرة جميز نبتت في أرض الكنيسة يأوي إليها رعاة الغنم لكني لم أتبع حلمي، فلست غبيا إلى هذا الحد لكي أجتاز الصحراء الهائلة لأجل حلم رأيته مرتين، وتركه الفارس وانصرف، وفهم الفتى سانتياغو الإشارة، وعرف أن الملك العجوز والكيميائي والفارس الملثم هم شخص واحد، وأنه ترك له الذهب عند الراهب ليعود إلى إسبانيا، وضحك الراهب عندما رآه يعود من جديد وسأل أما كان يمكنك أن تجنبني ذلك كله، وسمع الريح تجيبه: ولكن لو أخبرتك لما شاهدت الأهرام. ورجع إلى قريته واستخرج الكنز، كان صندوقا مليئا بقطع ذهبية قديمة وأحجار كريمة وأقنعة ذهبية وتماثيل مرصعة بالماس ومخلفات غزو نسيته البلاد منذ زمن بعيد، لقد وجده في قريته تحت شجرة الجميز كما أخبره الفارس، وهبت ريح شرقية قادمة من أفريقيا لا تحمل رائحة الصحراء ولا التهديد بالغزو، ولكن تحمل أرج عطر يذكره جيدا حين ودع فاطمة في منتصف الليل قبل أن يسافر مغادرا، فابتسم وقال: ها أنذا يا فاطمة، إنني قادم. |
فيرونيكا تقرر أن تموت
![]() ما الذي يدفع بواحدنا إلى التفكير بالموت والتخطيط له رغم إدراكنا أنّنا بذلك نتحدّى إرادةَ الربّ وكلّ المفاهيم الاجتماعية والدينية، ونجلبُ الحزنَ والألم لأقرب الناس إلينا؟ قد تكون دوافع عدّة تدعو الواحد ليقرّر أن يضعَ حدّا لحياته. أحدها: الشعور بالوحدة والانقطاع عن الجميع. وثانيها: انحسار الأفق العقلي إلى درجة كبيرة وخطيرة. وثالثها: الهرب من مواجهة صعبة غير واثق من نتائجها، تكون النهاية بالنسبة له في علاقته بالحياة ومَن فيها. ورابعها: حبّ المغامرة والبطولة والتجربة بدخول العالم المجهول، عالم ما بعد الموت، الذي كثيرا ما يُثيره في ما يُخفي من أسرار. يُعالج باولو كويلو في روايته "فرونيكا قرّرت أن تموت" العلاقة المتشعبة التي تربط الانسان بالحياة، ويقف عند لحظة الانكسار عندما يصل الواحد إلى قرار صارم ونهائي أنّه لن يستطيع الاستمرار أكثر. وهو يفعل ذلك من خلال تناوله لعدّة شخصيات مختلفة التقت في مكان واحد" مركز الأمراض العقلية" مما سمح لها بالتعارف والتحدّث والتأثّر. وقصّته هذه لم تأته فكرتها عفو الخاطر، وإن كان موضوعها يُراوده ويشدّه ويستدعيه بين حين وآخر. فقد كانت بنت صدفة إذ كان يجلس وصديقة سلوفانية اسمها فرونيكا في مطعم جزائري في باريس عندما روت له هذه الصديقة ما سمعته من والدها الطبيب من قصة فتاة تدعى فارونيكا عالجها في مستشفى للأمراض العقلية كان يُديره. ويخبرنا باولو كويليو أنّ ما شدّه لقصة فرونيكا المريضة أنه هو أيضا كان والداه قد أدخلاه، رغما عنه، ثلاث مرات في سنوات عمره الأولى للمعالجة في مستشفى للأمراض العقلية لأنّ تصرفاته لم ترق لهما. ولهذا شدّته قصة فارونيكا ووجدها المتنفس الذي يبوح عبره بأسراره وهمومه، كما أنه أحسّ بالتعاطف الإنساني مع شخصيات روايته لأنهم ذكّروه بمُعاناته وأعادوه إلى أيام خوال كان مثلهم نزيل مستشفى للأمراض العقلية. الشخصيّة الأولى والمركزية في القصة هي فرونيكا الفتاة التي عانت من العلاقات السيئة بين والديها منذ الصغر. ورغم الحبّ الذي أحاطاها به إلا أن خلافاتهما طغت وقرّرا الافتراق مما دفع بفرونيكا لمواجهتهما بكل عواطفها الجيّاشة واستطاعت أن تقنع والدها بالبقاء في البيت رغم ما يعنيه ذلك من عذاب لكلا الوالدين. عملت في مكتبة عامة واستأجرت لها غرفة في أحد الأديرة، وحلمت أن تعطيها الحياة زوجا قنوعا تعيش معه بطمأنينة في بيت بسيط. وألزمت نفسها في علاقاتها مع الرجال أن تمنح الواحد قليلا من السعادة لا أكثر ولا أقلّ ممّا هو اللازم فقط. لم تغضب على انسان لأن الغضب كما اعتقدت يحتاج إلى ردّ الفعل لمحاربة العدو ولتحمّل نتائج لا نتوقعها مُسبقا. وبعد أن حققت معظمَ ما أرادت من الحياة وصلت إلى قناعة أنّه لم تعُد لحياتها أيّةُ قيمة لأنّ كلّ أيامها أصبحت متشابهة مكرّرة لا جديد فيها، وإذا تابعت حياتها ستأخذ بعد أيام الشباب بالتدهور إلى حالة العَجز والأمراض واختفاء الأصدقاء وزيادة الأمراض والعُزلة والعذاب. وسبب ثان لقرارها أنّها قرأت الصحف وشاهدت البرامج التلفزيونية وتابعت كلّ ما يجري في العالم واقتنعت أنّ كلّ ما في العالم معطوب ولا تستطيع أن تُغيّر الموجود أو تُصلحه. ولهذا قرّرت أن تضع حدّا لحياتها وتموت لتخوضَ تجربة الموت، التجربة الأخيرة في حياتها. لقد حاولت أن تتخيّل مغامرات الموت ولم تصل لنتيجة. كثيرا ما كانت تتساءَل عن حقيقة وجود الربّ، خاصّة وأنّ أمّها كانت تُكرّر على مسامعها أنّ الرب يعرف ماضي الانسان وحاضرَه ومستقبله، وإذا كان كذلك فالله هو الذي أوجدها في هذا العالم بمَعرفة سابقة أنّها ستضع حدّا لحياتها ولن يُفاجَأ بذلك، وكان بإمكانه أن يتجاوزَها ولا يوجِدُها. اختارت فرونيكا الموت بتناول حبوب النوم. لكنها بعد ساعات وجدت نفسَها في مستشفى للأمراض النفسية تخضعُ للعلاج وللقيود الصارمة التي تفرضُها إدارةُ المستشفى. تعرّفت فرونيكا خلال الفُسحات الممنوحة للمرضى، وما بين جَلسة علاج وأخرى، على بعض النُزلاء وأقامت معهم علاقات مُتمايزة. كانت زدكا في أوّل حياتها شابة جميلة وقعت في غرام شاب لم يُبادلها الحب، لكنها أصرّت على أن تجعله يُحبّها ويتزوجها فتتبّعتْ أخبارَه ولحقت به للضفة الثانية من المحيط وبذّرت أموالها عبثا حتى يئست وعادت إلى بلادها سلوفانيا وعملت على استعادة حياتها الطبيعية . وبالفعل نجحت في إيجاد عمل ومقابلة شاب أحبّها وتزوجته وأنجبا أولادا. الحرب التي انفجرت بسبب قرار سلوفانيا الانفصال عن يوغسلافيا استدعته للقتال، ولكنه بعد انتهاء القتال عاد إلى بيته وأسرته. عادت الحرب وانفجرت بين كرواتيا وصربيا وانتشرت أخبار أعمال الصرب الوحشية فتضايقت زدكا، كصربيّة، من تشويه سمعة شعبها وكتبت المقالات التي تُدافع فيها وترفض الاتهامات. لكن حدث أن مرّت يوما أمام تمثال شاعر سلوفانيا العظيم واستعادت قصة حبّه ليوليا التي رآها صدفة في الكنيسة وسَبته من النظرة الأولى، لكنه لم يستطع الاقتراب منها، فخصّص لها أجمل أشعاره التي يُرددها الناس حتى اليوم. وتساءلت زدكا : وماذا كان حدث لو أن هذا الشاعر غامر بكل قوته من أجل الفوز بمحبوبته؟ وشعرت زدكا بخفقة قويّة في قلبها، وعادت إلى البيت لتستغرق في حالة نفسية صعبة وسؤال واحد يعذبها : هل هي أيضا صمدت وغامرت بما فيه الكفاية للفوز بحبيبها؟ هكذا تحوّلت حياة زدكا وأفراد بيتها إلى حياة لا تُطاق. وبدأت في عملية بحث مرهقة وراء محبوبها البعيد. فصرفت الأموال وهاتفت العشرات، وفكّرت بالسفر للبحث عنه عبر المحيط في أمريكا. كل هذا يحدث وزوجها لا يدري بما يجري في بيته. وبعد فشلها استولت عليها حالة نفسية صعبة جعلت الطبيب يقرّر نقلها إلى مستشفى الأمراض العقلية حيث التقت بفرونيكا. الشخصية الثانية كانت ميري محامية ناجحة تعمل في مكتب محامين مشهور، متزوجة ولها أولاد. كانت تحضر فيلما سينمائيا حول حالة الفقر في بلاد السلفادور عندما داهمتها أفكار غريبة: لماذا لا تترك عملها الروتيني وتكرّس سنوات عمرها الباقية للخدمة في جمعية خيرية تمدّ يدَ المساعدة للمحتاجين؟. الحروب كانت منتشرة في الكثير من مناطق العالم مثل سلفادور حيث الأولاد يعانون من الفقر والجوع وتضطر الفتيات للعمل في الدعارة لكسب لقمة العيش. قررت ميري أن تُفاتح زوجَها بما تفكّر حالَ عودتهما للبيت. لكنها فجأة شعرت برعشة في قلبها وثم بألم أخذ يزداد ويشتد، فقررت ترك القاعة بهدوء. خرجت وزوجها وشعرت للحظات أنّها ستفقد الحياة، فسارع زوجها بإيقاف سيارة أجرة نقلتهما إلى البيت بعد رفض ميري التوجه للمستشفى. في الغد ذهبت للعمل، وفي جلسة لها مع زميل لها صارحته برغبتها في ترك العمل والتفرّغ للأعمال الخيرية. وعاد قلبها ليفزعها وهي وحيدة في مكتبها. وفي البيت صارحت زوجَها بما حدثَ لها واتّفقا على إجراء الفُحوصات الطبية. غابت شهرا عن العمل عاوَدتها دقاتُ القلب والأوجاعُ والمخاوفُ حتى انتهى بها الأمر ودخلت مستشفى الأمراض العقلية لتلتقي بفرونيكا وزدكا والآخرين. الشخصية الثالثة أدوارد كان هو الشخصية المهمة المهمة، وهو ابن سفير يوغسلافيا في البرازيل . لم يجد سعادته في عاصمة البرازيل، فكان وهو في السابعة عشرة من عمره يومها يقضي وقته في الدراسة، لا أصدقاء له ولا اهتمامات، مما أقلق أمّه وجعلها تخاف على مستقبل ابنها الذي كانت تريده أن يتابعَ خطى والده في سلك الخارجية. ثم كان وأحضر ادوارد معه للبيت فتاة برازيلية مما أفرح والديه وطمأنهما على ابنهما، لكن جلساته مع الفتاة وتعاطيهما الأرجيلة أثار شكوك والدته في تصرفاته وخافت أن يكون ابنها متورطا في إدمان المخدرات. ثم صارح أدوار والديه برغبته في شراء دراجة ولما شعر بعدم استجابة والديه ومحاولة والده توجيهه في الطريق الأمثل التي يعتقدها غضب أدوارد ودخل غرفتَه وقضى الساعات مع الأرجيلة حتى أرغمَ والديه على شراء الدّراجَة. وبينما كان في طريقه إلى فتاته فقدَ السيطرة على مقود القيادة وسقط مما سبب له عُطلا قويّا أقعده في المستشفى فترة طويلة فيها قرأ كتابا يروي حياة أشخاص كانت لهم أحلامهم ورؤاهم التي تحقّقت أمثال السيّد المسيح وداروين وفرويد وكولومبوس وماركس . وحياة قديسين وكثيرين من الذين انطلقوا وراء أحلامهم كي يحققوها. هؤلاء لم يدعوا الحياة تمرّ هباء. لقد تصدوا لكل المُعَوّقات وتمرّدوا على كل المفاهيم الاجتماعية وانطلقوا ليُجسّدوا أحلامَهم في الواقع. ومثلهم أراد أدوارد أن يكون، واختار طريقَه، وانطلق ليُحققَ الحلمَ بأن يكون قدّيسا، واختار تعليمَ فنّ الرّسم، فصادق الرسّامين والفنانين الذين باتوا يزورونه ويُسامرونه كل ليلة، وتحولت غرفته إلى استوديو كبيرة. فشلت كل محاولات والديه لثنيه عن طريقه هذه، ودافع أدوارد عن تعلقه بالرسم والفن. لكنه ضعف أخيرا أمام إلحاح والده وتوسلاته ووعده بالعمل برغبته والانصياع لنصائحه. فرح والداه بهذا التحوّل الكبير وظنّا أنهما استعادا ابنهما من ضياعه الذي كان مؤكدا. لكن ادوار كان قد فقد السيطرة على نفسه، فلا هو نجح في أن يكون الابن الذي أراده والداه، ولم ينجح في أن يستعيد حلمه الذي قرّر التنازل عنه. ولم تمض خمسة شهور حتى كان يُعاني من انفصام في شخصيته ممّا دفع بوالده، الذي عاد إلى سلوفانيا بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت في يوغوسلافيا، إلى إدخاله لمستشفى الأمراض العقلية حيث تعرّف هناك على ميري وفرونيكا ونزلاء المستشفى كلهم. مستشفى الأمراض العقلية (فيليت) هو المكان الذي جمع بين شخصيات الرواية وكان مسرح الكثير من الأحداث. وكويلو يثبت لنا أن لا مكان مقطوع عن المحيط والعالم الذي يحيط به، ولا إنسان، حتى المقيم في مستشفى الأمراض العقلية، يكون معزولا عن عالمه الخارجي والناس الذين يُعايشونه في الداخل وهؤلاء الذين في الخارج. فالتفاعل المتبادل قائم، ومهما علت الجدران وعُزلت الأمكنة تظلّ الأفكارُ المُحلّقة والأحلامُ الكبيرة أقوى، وإرادةُ الإنسان قادرة على تجاوز كلّ الحواجز ومُواصلة سَعيها لتحقيق الهدف الذي تُريد. فقد كان حضور فرونيكا للمستشفى هو العامل الذي أخرج نزلاءَ المستشفى وعامليه من روتين نظام يومهم الذي اعتادوه، وكسَرَ نمطَ التفكير الذي سَيطر على عقولهم. يتبع .......:D |
شخصيات رواية كويلو استطاعت من بداية ظهور كلّ منها أنْ تكتسبَ وُدّ ومَحبّة وانحيازَ القارئ ، فكل منها تمتاز برؤاها وخاصيّتها وجاذبيتها وتناميها ومركزيّتها وتأثيرها وتأثّرها، شخصيات ليست مُجردة ومُمَوضعَة، وإنما هي شخصيات من لحم ودم تُحبّ وتكرهُ، تتألم وتصبر، تبكي وتضحكُ تحقدُ وتُسامح. شخصيات مثقّفة متعلمة، تطرحُ وتُعالج القضايا الاجتماعيّة والسياسيّة والفكريّة والدينيّة، وتُعطي للقارئ الكثيرَ من المعلومات ، منها التي يعرفُها والكثير من التي لا يعرفُها. حتى طبيب المستشفى لم يُبقه كويلو في إطاره المهني وإنّما منحه الحريّةَ في أن ينطلقَ ليتصرّفَ كما يريد وليكشفَ عن مَشاعره تجاه مَرضاه والناس الذين عرَفهم. وتَركَ الممرضة تخرجُ عن وظيفتها المُحدّدة وتتفاعلُ مع فرونيكا في الكثير من المواقف وأن تحثّها وأدوارد على الخروج والتنزه في الحديقة بعيدا عن جوّ المستشفى الخانق. حتى الزمن الذي كان يترصّد فرونيكا ويُحدّدُ لها الأيامَ والساعات التي بقيت لها في الحياة، ويضغط على أعصاب الكثير من الشخصيات وتترصده، استحال، رغم ما كان مجرّد ذكره يُثيرُ من فزَع وخوف وتَردّد ليكون الأنيسَ المُتواري الذي لا يُزعجُ العاشقَين في خلواتهما، والغائبَ الذي يجعلُ الخائفين منه ينسَونَه حتى أنه يتنازل عن إلحاحه السابق وتَدقيقه في اليوم والساعة، ويقف ليتركَ العاشقين فرونيكا وأدوارد يعيشان بحبّ دون أيّ إزعاج |
بعض التعليقات على الرواية
«بأسلوب سهل ممتع، ساخر مدهش، ترى پاولو كويلو يسبر أغوار العادات والجنون والمعاني. وبفضل تملُّكه الأدبي وفطنته الفلسفية، تبلغ هذه الرواية ذروة العظمة عبر السهولة. إنه لإنجاز رائع حقاً»! لو مارينوف، مؤلف «أفلاطون وليس پروزاك» *** «پاولو كويلو يؤلّف كتباً تسحر ألباب الناس» Neue Zuricher Zeitung (سويسرا) *** «كانت رواية «الخيميائي» العالمية حجر الزاوية لشهرة كويلو؛ وجاءت «فيرونيكا تقرّر أن تموت» لتُدَعِّمه» Time out (لندن) *** «ما وُلِدت «فيرونيكا تقرّر أن تموت» إلا لِيَكبر معها پاولو كويلو الأسطورة» La Pressa (الأرجنتين) |
Break In تشخيص ظاهرة باولو كويلو ![]() يشكل باولو كويلو ظاهرة أدبية غريبة. في فترة زمنية قصيرة نسبياً كتب حوالى عشر روايات. حظيت هذه الروايات بإقبال كبير في العالم وترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة. خلال عقد من الزمن تحول باولو كويلو من متسكع إلى مليونير يتربع على إمبراطورية مالية لا حدود لها. هو واحد من قلة نادرة من الكتاب ممن تحولوا، بالكتابة وحدها، من الفقر إلى الثراء الفاحش. مثله في ذلك مثل الكاتبة البريطانية رولينغ مؤلفة سلسلة هاري بوتر. ولكن نقاد الأدب، والوسط الأدبي الجاد في شكل عام، لا ينظرون إلى تجربة كويلو الكتابية بعين الرضا. كثيرون يعتبرونه كاتباً تبسيطياً فجاً تشكو كتابته من الضحالة والنزعة التبشيرية. بل إن البعض يتهمه بارتكاب الأخطاء اللغوية التي تكشف عن ضعف قدراته في الكتابة. فالكتابة، والحال هذه، ليست فناً بل مجرد وسيلة للترويج لأفكار ساذجة تدغدغ المشاعر البسيطة لناس عاديين يجدون في الحكايات التي يؤلفها الكاتب سبيلاً للعزاء. ولكن كويلو بالنسبة له البساطة برأيه هي قمة الجمال. وهو لا يريد أن يطارد البلاغة والزخرفة والتعقيد بل أن يكتب كما لو كان الذين سيقرأونه أطفالاً أقبلوا على الحياة لتوِّهم. الروايات التي يكتبها كويلو تغرف من حياته. إنها جوانب من سيرته الذاتية. والحال أن سيرته الذاتية تشكل، في نفسها، رواية مدهشة. هذه السيرة يرويها الكاتب بالتفصيل للصحافي الإسباني خوان آرياس، الذي يكتب لصحيفة الباييس. عقد آرياس مقابلة طويلة مع باولو كويلو ونشرها بالعنوان الموحي: اعترافات حاج. باولو كويلو هو الحاج الذي كان مفتوناً بالكتابة منذ وعى. في لحظة حماسة غريبة استقل الباص من ريو دي جانيرو وذهب إلى بيونس إيريس، في الأرجنتين، لمقابلة خورخي لويس بورخيس. وحين قابله وقف أمامه صامتاً. لم ينبس بكلمة واحدة. ثم عاد أدراجه. كان، منذ البدء، جذرياً، يذهب إلى الحد الأقصى من الأشياء: فوضوي، هيبي، ماركسي، غيفاري. وحين عجزت هذه الأشياء عن إشباع فضوله دخل في أزمة مع نفسه. غاص في متاهات الهلوسة والسحر والسفر والجنس والمخدرات. وهو في كل ذلك كان يستجيب لصوت داخلي يدعوه إلى التمرد. أدخله أهله إلى مصح عقلي. وهم برروا صنيعهم بالقول أنه "هائج ويترك أثراً مدمراً على الآخرين". رواية "فيرونيكا تقرر أن تموت" تروي هذه التجربة المرعبة التي مرّ بها كويلو. هرب من المصح وسافر مع صديقته إلى الولايات المتحدة وهو مفلس. بعد عودته اختطفته مجموعة من العسكريين فأدخل السجن الانفرادي وعذب. أدت تجربة السجن إلى خلخلة كل قناعاته وأجبرته على مراجعة نفسه. بدأ يميل شيئاً فشيئاً إلى الدين وصار الإيمان يتسرب إلى نفسه. تسلق الجبال مع مجموعة من المؤمنين للوصول إلى كنيسة. كان هذا نوعاً من التطهر. عن هذه التجربة كتب نصاً طويلاً سماه "الحج" أو "يوميات كاهن". هو يرى أن القديسين والقديسات أشخاص يتمتعون بعواطف وميول جارفة. ولولا الدين الذي يصعّد تلك العواطف ويفرغها بطريقة آمنة، فإن هؤلاء الناس ينتهون مجرمين أو عاهرات. ولكن انحيازه الديني يتلبس شكلاً خاصاً. الدرب الروحي يكون بحثاً عن الخلاص الفردي وليس ذوباناً في مرشد أو غورو أعلى. هناك رغبة في خلق فسحة واسعة لقيمة التسامح وتهذيب النفس حيث يصير الإصغاء إلى الآخر وهو ينتقدنا سبباً للمتعة وليس للانزعاج. هناك مكان للجميع ولكل شيء: للأفكار، للأديان، للنظريات. ليس من شيء نافل إلا في نظر المتغطرسين. الثروة تقوم في التعدد والاختلاف. يمكن المرء أن يكون مسيحياً أو مسلماً أو بوذياً أو ملحداً أو غنوصياً. ليس من حق أحد أن يتدخل في أعماق أي فرد. الأصوليون الذين يسعون في فرض تصورهم الخاص على الآخرين هم محض فاشيين. وفي نظر باولو كويلو فإن الأصولية تمثل الجهل بالدين في أشد أشكاله ضراوة. الأصولية هي قلة الإيمان بالعكس مما يلوح للوهلة الأولى. وصل باولو كويلو بنفسه إلى نقطة بات فيها كل شيء في الوجود مصدر دهشة وصار كل شيء في الحياة معقولاً. لو قال له أحدهم ان ثمة أحصنة تطير فلن يتردد في تقبل الأمر كحقيقة. في رأيه أن ثمة متعة خفية في ما حولنا يترتب أن نعرف كيف نعثر عليها. المتعة هي كل ما نقوم به بحماسة ورغبة حتى ولو انطوى ذلك على تعب أو عذاب. المنطق وحده عاجز عن إرضاء فضولنا. هناك مسحة رقيقة مخصصة للغموض والسحر والهلوسة. الخيال هو الذي يفلح في حمل كل ذلك على جناحيه وهو يفلح، أيضاً، في تفكيك اللغة السرية التي تتواصل بها العناصر الأثيرية. كل تأرجح في هذه العناصر ينطوي على رسالة. ما نصادفه في يومنا هو عبارة عن شفرة تحتاج إلى تفكيك وقراءة. تلك هي لغة البشائر التي هي ألفباء روحية يطورها الشخص ليصير قادراً على التواصل مع الكون والله. الحال أن باولو كويلو انتسب إلى فرقة تمارس السحر والشعوذة (السحـر الأسـود)، وهـو وصل إلى مرتبة مرشد أو غورو (ماغوس). كان يمكن هذا الانخراط أن يقوده إلى عالم آخر مختلف كلياً عما هو عليه الآن. لقد أنقذته الكتابة. عبر الكتابة أراد كويلو أن يصعّد الرغبات الجارفة التي تشتعل في داخله. أراد أيضاً أن تكون الكتابة وسيلة للاتصال بالآخرين. هو بهذا يـفسر البساطة التي تهيمن على نصوصه. البساطة طريق قصير للوصول إلى كل الناس. وهو يريد أن يبلغ رسالته كمرشد، ماغوس، إلى الناس. تكمن قناعته في أن الناس يتقاسمون في ما بينهم رؤى وأفكاراً وميولاً مشتركة. الناس فلاسفة. لكل شخص فلسفته. يحب باولو كويلو أن يشبّه ما يكتبه بفحوى قصة كتبها بورخيس بعنوان "ألف". في القصة ثمة شخص سائر يتمشى، يتخبط، ولكنه ينتهي بالدخول إلى نقطة يستطيع أن يرى بعدها كل شيء في آن واحد: كل الناس، كل الغابات، كل الأنهار، الكون كله. الخيميائي، بطل الرواية التي تحمل الاسم ذاته، يعرف كل شيء. غير أن كويلو لا يريد أن يكون رسولاً. ليست لديه رغبة في القيام بدور المخلص. هو يروي الوقائع التي حصلت في حياته وردود الفعل التي بدرت منه إزاءها. غايته أن يدون هذه الأشياء. أن يرويها في قالب يجمع حبكة حكائية وسرداً خفيفاً وحكمة عتيقة. لا يؤمن كويلو برسالة جماعية من شأنها أن تقود البشر بالقسطاس. هو يؤمن بالطفرات الفردية، بالمبادرات التي تأتي من الشخص ككائن فريد لا شبيه له. وفي رأيه أن الحرية القصوى للفرد تقوم في تمتعه بإمكان ترجمة ذاته خارج الحدود الجماعية، أي خارج الدين أو القومية أو الحزب أو المؤسسة. حرية الفرد هي السبيل الوحيد لإزالة العوائق أمام طاقات الخـلق. تبدو روايات باولو كويلو، والحال هذه، أشبه بأطروحات فكرية تسعى إلى القفز عن حدود الحكاية. إنها مجموعة من الحوادث والإشارات والخواطر والتأملات، معروضة في قالب قصصي ومسرودة في نثر خفيف. الغاية أن يقرأ الجميع: أن يقرأوا ويتمتعوا ويتلقوا رسائل خفيفة من بين السطور. |
Break Out ![]() تحتل رواية ( حاج كومبوستيلا ) مكانه مميّزه بين روايات كويلو؛ وذلك لأن من خلالها يستطيع القراء أن يفهموا باقي أعماله بشكل أفضل, هذه الرواية تقدّم لنا الفلسفة الأولية والأساسية التي ينظر من خلالها كويلو للحياة ككل؛ وتقدم لنا أيضاً الرحلة التي أسفرت عنها هذه الفلسفة الروحانية, البسيطة, الخلابة, والتي تجلّت بعد ذلك في كل رواياته. الشيء الآخر الذي يميّز هذه الرواية هو أنها تحمل قدراً حقيقياً من حياة كويلو كما لم تحمله أي رواية أخرى له؛ بل إنه في هذه الرواية هو شخصية الرواية الرئيسية. في ليلة الثاني من يناير من عام 1986, وفوق قمم جبال ( سيرا دومار ) الموجودة في الجنوب الغربي للبرازيل بموازاة المحيط الأطلسي, تبدأ أحداث هذه الرواية. فوق تلك الجبال كانت تجري طقوس ترقية كويلو إلى رتبة جديدة ضمن أخوية اسمها رام ( RAM ) والتي كان عضواً فيها منذ عشر سنوات. ورام – كما يقول كويلو عبر موقعه على الإنترنت - هي أخوية مسيحية أسُست عام 1942, غرضها الأساسي هو دراسة اللغة الرمزية للعالم, وأسمها هو اختصار لـ (regnum, agnus, mundi) وتعنى ( الصرامة, الحب, الرحمة ). في أخوية رام يكون لكل عضو سيف خاص برتبته, وتنصّ تعاليم الأخوية أنه أثناء طقوس ترقية أحد الأعضاء يجب أن يَدفن سيفه القديم, ومن ثم يُعطى السيف الجديد الخاص برتبته الجديدة. أثناء مراسم ترقية كويلو, جثى على الأرض أمام الجميع ودفن سيفه القديم, ومن ثم رفع يده لمعلمه كي يستلم السيف الجديد, لكن ما أن لمس الغمد, حتى تقدم معلمه خطوة للأمام وداس أصابعه بقسوة وأبعد السيف عنه, وقال له أنه لا يستحق السيف الجديد ولن يستعيد السيف القديم؛ لأنه متعجرف, ويعتقد أن طريق الأخوية هي طريق لناس معيّنين مختارين, بينما هي طريق للجميع. تنتهي المراسم بهذا الفشل الذريع لكويلو, وبعد نهايتها تجئ له زوجته, والتي كانت موجودة أثناء ذلك, وتقول له أن المعلم قال لها أنه سوف يخبئ السيف, الذي كان من المفروض أن يناله, على طريق قديم قروسطي في أسبانيا, وأن على كويلو أن يقطع هذا الطريق بحثا عنه, واسم هذا الطريق هو ( مار يعقوب ). بعد سبعة أشهر, وبعد كثير من التردد, قرّر كويلو أن سوف يقطع طريق مار يعقوب بحثاً عن سيفه. يسافر بعدها من البرازيل لجنوب فرنسا, ويلتقي هناك ( بتروس ) وهو اسم مستعار لعضو آخر في جمعية رام, والذي يصير دليلاً ومرشداً لكويلو في هذا الطريق الذي يمتد من جنوب فرنسا وحتى شمال غرب أسبانيا بمسافة تتجاوز السبعمائة كيلو متر. وتبدأ رحلة البحث عن السيف, وفي أثناء هذه الرحلة, يكتشف كويلو, من خلال الطريق الذي يعبره, ومن خلال مرشده بتروس, معاني جديدة رائعة وملهمة للحياة وللموت وللحب وللزواج وللورع وللامتثال وللجنون وللتواضع وللانتصار وللشجاعة .. وغيرها الكثير .. يكتشف باولو هذه المعاني بطريقة ذات تسلسل منطقي جذاب وكأن رحلة سفره ما هي إلا رحلة حياة مصغره؛ في هذه الرواية نرى كويلو, وعلى عكس باقي رواياته, يأخذ دور التلميذ. يتعلّم كويلو أيضاً من خلال مرشده العديد من تمارين أخوية رام, وهي عبارة عن تمارين بسيطة ذات طابع تأملي, والغاية من هذه التمارين هي تعزيز قوة حدس المتدرب. يقول المرشد بتروس عن هذه التمارين بأنها بسيطة لدرجة أن الناس الذين ألفوا تعقيد الحياة لن يولوها اهتماماً. وقد وصف باولو هذه التمارين بالتفصيل في هذه الرواية, وسوف يجد القارئ أن بعض هذه التمارين جدير بالممارسة فعلاً. فلسفة كويلو, وفلسفة هذا العمل, تنصّ على أن كل ما هو خارق واستثنائي موجود في طريق الناس العاديين؛ لا فائدة من أن يبحث أحدهم عن أسرار لا يعرفها الباقين, أو أن يدعي أنه ينتمي لنخبة المجتمع, أو يتظاهر أنه يمثّل الطبقة المثقفة دون الدهماء, أو أن يحاول أن يتقمّص دور الصفي أو النبيل أو الخاص؛ لأن ما نعتقد أننا نملكه وحدنا لا قيمة له ما لم نتقاسمه مع سائر البشر. ************************************ مقتبسات من كتاب "حاج كومبوستيلا" كتاب "حاج كومبوستيلا" يمثل باكورة اعمال باولو كويلو ويروي قصة سعي روحي مميز على طريق مار يعقوب في اسبانيا. ينطلق الراوي في مسيرة طويلة بحثا عن سيفه الذي فقده لحظة كان يقدم اليه, اشترط عليه معلمه لاسترداده ان يقوم بالحج على طريق قديمة يعبرها حجاج القرون الوسطى , واعتبرت مزارا من اهم المزارات الدينية في الغرب. في الطريق يقوم المرشد بتروس بتلقين الراوي "باولو" تمارين وطقوس "رام" (جمعية روحانية قديمة) وهي ممارسات بسيطة بسيطة تساعد الانسان على اكتشاف طريق خاصة به, وتمده بالطاقة والشجاعة معمقة حدسه الشخصي الذي يصله بالحقيقة... هذه المعلومات من غلاف الكتاب.. ****** "حيث يكون قلبكم, هناك يكون كنزكم, كان يشير الى هذا بالضبط . فحيثما ترغب برؤية وجه الله تره" " الله ليس انتقاما, الله محبة وعقابه الوحيد يقوم على ارغام من عرقل عمل الحب باعادة البناء" (الحب الاخوي والانساني) "لو كنت انطق بالسنة الملائكة, ولو كانت لي النبؤة, وكان لي الايمات كله حتى انقل الجبال, ولم تكن فيّ المحبة, فلست بشيء" "الاشياء لا تدوم كثيرا في هذه الحياة" "كذلك فان التلميذ لا يستطيع ابدا تقليد خطوات مرشده. لكل منهما طريقته في رؤية الحياة, وفي مواجهة المصاعب وتحقيق انتصارات , التعليم هو ان تظهر للاخر ما هو قادر عليه والتعلم هو جعل هذا ممكنا" "نحن نخلق بانفسنا مفهوم الزمن" |
![]() في بحثنا عن الحياة عن التغيير عن السعادة نكتشف أننا نبحث عن الحب. هذا ما أكده باولو في رحلة بحثه المثيرة عن ملائكته فهو متيقن أنها في مكان ما في الصحراء وستدله عليها فتيات فالكيري اللواتي يعرفن كيفية الاتصال بتلك الملائكة, هؤلاء الفتيات ربما من الخيال, ربما كانوا فعلا موجودين لكن ما يعرفه عنهن أنهن بحسب الأسطورة حوريات قصر وتان, وهن رسل الآلهة كن يقدن الأبطال الى حتفهم ثم الى الجنة ليجدهن بعد البحث في أحد الفنادق فتيات ساحرات منبوذات من أهل القرية يمتطين الدراجات النارية يصلين بطريقة خاصة ولدى رئيستهن فالهالا السر الأكبر سر الاتصال بالملائكة والذي له شروط على كل من يبحث عن ملاكه أن ينقذها وهكذا يعمل باولو بطل الرواية مع زوجته كريس على تنفيذ الشروط للاتصال مع ملائكتهما وينجحان وليأتي صوت يقول: اعلم أيها الانسان أنك بوجودك في هذا العالم الكبير الصغير يستوقفك ذلك الساحر ليبهجك أو يحزنك باخبارك أنك لست وحدك مع بني جنسك تمتلك العالم ولست وحدك من تغير مصيرك إنما معك ملائكة يحرسون معك الطريق يرشدونك أو يضلوك لتكتشف وأنت في خضم الحياة أن معك ملائكة كل يوم فعندما تتأخر عن موعد, عندما تنسى شيئا بالمنزل, عندما تتوقف بمكان دون أن تدري لماذا, إنما هذا من فعل ملاكك الذي قد ينقذك من خطر ما أو يغير مسيرك باتجاه معين بأن يستوقفك بطريقته ويرشدك, في رواية فتيات فالكيري لقاء الملائكة عمل الكاتب باولو كويلهو على نبش تلك الزاوية من الروح التي ننساها بالرغم من أنها محور التغيير في الحياة وهي التي ستساعدنا على النمو وفهم النجوم والمعجزات تلك الزاوية المتمثلة بالحب القادر على انتزاع الضعف الموجود في كل منا, القادر على تحريرنا من أي أسر لروحنا أو جسدنا أو عقلنا, ذلك الأسر الذي يلخصه مدرب الفيلة بأنه يستند بقدرته على السيطرة على الفيلة الضخمة بأنها أسيرة ماضيها الذي تخاف مواجهته وهكذا الانسان عندما يبقى أسيرا للماضي ومخاوفه لا بد أن يؤسر في كل مرة إذا لم يحاول المواجهة والتحدي والتغيير وكل ذلك يحدث بوجود المحبة والايمان بقوة الروح وقدرتها على المستحيل. باولو كويلهو الباحث دوما عن الروح في كل رواياته (فيرونيكا تقرر أن تموت, الخيميائي, حاج كومبوستيلا الخ..) نجد أنه في هذه الرواية رغم اختلافها إنما يبحث فيها أيضا عن الروح بطريقة ما في كل الرواية بل في كل كلمة منها فتيات فالكيري توصل كل قارىء الى طريق ما لكنها في النهاية تجمع الكل في نهاية واحدة هي الحب. يتبع........ |
على نهر بيدرا جلست و بكيت
![]() رواية لا يمكن لي ان اتكلم عنها كثيراً لأنها لم تكن اكثر من مجرد مذكرات قام بكتابتها كويلو اسلوب باولو كويلو دائما يحمل بين طياته شيء ما.. شيء قد يراه البعض مهما و قد يراه اخرون بلا اهمية ... بالنسبة الي ، هناك شيء واحد لا زال يطن في اذني منذ قرات القصة و هو " الآخر " او " الاخرى" ذلك الصراع الذي ينشب داخل الانسان ، صراع بين الحاضر ، الماضي و المستقبل.. صراع بين ما اكون و ما يمكن ان اكون... ذلك الحبل الذي لا ينفك يسحبك الى الماضي او الى الاستقرار و الركود ، و الحبل الاخر الذي لا ينفك يسحبك الى افاق اخرى ، قد تكون لم تلج بابها يوما ، و قد تكون مختلفة ... قد يكون فيها تحقيق الحلم.. و قد يكون فيها ضياعه... هذا ما شدني فيها... |
Break In
رجعت و معي مقالة لباولو كويليو بجريدة The Guardian اقتباس:
|
وهي من جريدة البيان
اقتباس:
|
اقتباس:
الترجمة ... اقتباس:
|
![]() حقيقةً أحترت كيف ابدأ الحديث عنها .. ولكن كي لا يظلم كاتبها في مضمونها ومقصده في فصولها .. يتوجب علينا عدم مقارنتها مع ( الخيميائي ) و ( فيرونيكا تقرر أن تموت ) .. فلكل كتاب طريقة واسلوب ومعنى يختلف عن الآخر فباولو لا يشبه نفسه ولا يكرر ذاته في أي منها ..! وهذا بحد ذاته يعد إبداع كتابي روائي فريد ، لا يمتلكه كل الكتاب والروائين .. ( .. إحدى عشر دقيقة .. ) من عنوانها إلى منتهاها تعد موضوعاً حساساً / مُخجلاً.. فـَإحدى عشر دقيقة – تلخِّص عملية الخلق وتواصُل الحياة الإنسانية .. هذا الأمر قد يحدث للقارئ صدمة بسبب التجرد من كل تكليف في الوصف .. لكنها لن تدعه بذات الفكرة يستمر ، فسرعان ما ستأخذه حياة بطلتها ( ماريا ) .. أكثر من التفاصيل المشروحة بلا تقطيع ، وأعمق بكثير من كونها فتاة ( عاهرة ) .. قصتها بدأت كأي فتاة طفلة ، فمراهقة تعيش سيكيولوجية التغير في جسدها وتطورت بأسباب لـِ عاهرة لمدة عام وفق قوانين لا تتعداها كي لا تقع في الحب .. تأخذنا ماري بحديثها مع صديقاتها لمواقف عدة بين الرفض والقبول خصوصاً من حذرتها قائلة : ( الجنس كالمخدرات ، من يدمنه لا يتركه ) ..!! ماري رأت في نفسها التميز لعدة أسباب تجدها بين تفاصيل الرواية فهي لا تذكر بل تستشعر من قصتها .. رزنامتها لها حضور في حساب أيامها وشهورها في عام ( العهرنة ) وعندما بقي 3 أسابيع من هذه الأيام أرادتها أن تصبح أكثر ، لماذا لطالما انها أرادتها أن تنتهي سابقاً ..!!؟ لم يترك الراوي الأمر معلقاً ، ولكني انا من ستتركه معلقاً للقارئ كي لا تحرق عليه التفاصيل .. الخلاصة... رغم أن موضوع الرواية ( فاحش ) بلا شك ، إلا أن لغة الكاتب نفسها غاية في النظافة .. يحاول باولو في روايته أن يصل بنا إلى هذه الخلاصة ،أن ( اللذة عبر الألم والألم عبر اللذة ) بـِ وعي دقيق وعميق للجسد والروح ومتطلباتهما في ظروف بسيطة و معقدة ومتباينة في الحياة .. يحاول بسرده أن يستخرج مكامن الرغبات في الأنفس البشرية لا الإشباع العابر ..! بمعنى كيف يفكِّرون في باطنهم، وكيف يحسون ويتفاعلون مع الحياة الواقعية وتفاصيلها .. بصورة أعمق من متاهات التفكير والتنفيذ ، وكيف تنبني طبقات النفسية في لحظات الفرح والحزن، اللذة والكدر.. وهذا بدوره، يكشف أدق التفاصيل المميِّزة للشخصيات وبنائها النفسي الداخلي لا الظاهر للأعين بصورة مجردة ..!! |
![]() اقتباس:
اقتباس:
|
لقاء صحفي مع كويلو
لقاء صحفي مع كويلو
على تظهير غلاف "الخيميائي" (طبعة هاربر تورش، 2002) يكتب الكاتب الياباني كينزابورو اوي، الحائز على جائزة نوبل للادب، الجملة الثاقبة التالية: "يعرف باولو كويلو سر الخيمياء الادبية". وفي هذا القول الكثير من الحقيقة، اذ استطاع الكاتب كويلو خلال فترة قصيرة نسبيا ان يفرض نفسه على الساحة الادبية العالمية، وان يغدو كاتبا مقروءا على نحو واسع، وان تترجم اعماله الى لغات عديدة جدا، والاهم من هذا كله ان تحظى كتاباته بملايين القرّاء والمعجبين في انحاء العالم وان تجد صدى في نفوس قارئيه. فهناك عدد لا يستهان به من قرّاء كويلو الذين شغفوا بعالمه، بالذات كتابيه الاولين، لا يزالون تحت تأثير عالم هذا الكاتب "الحكواتي" البارع، كما ان قسما من القرّاء تغيّرت حيواتهم بفعل التفاعل مع كتابة وعوالم هذا الكاتب الذي تطرح اعماله اسئلة كثيرة واحيانا تستفز متلقيها. يتبع ....... |
ولد باولو كويلو سنة 1947 في "ريو دي جانيرو"، وقبل ان ينصرف الى كتابة الادب كان انسانا هيبيا ومؤلف اغان لاشهر نجوم البرازيل، وكتب للمسرح، وعمل في شركة اسطوانات، ودفع به اهله غير مرة الى المصحة النفسية لاعتقادهم انه مصاب بلوثة عقلية، وشارك في الحركات السياسية اليسارية في بلاده واعتقل وسافر كثيرا. وفي كل هذه الحياة الحافلة التي عاشها كان حلم الكتابة يراوده ويستحثه على ان يكتب ويعطي الكاتب الذي فيه الفرصة اللائقة من اجل الانطلاق والعيش والحياة والتطور .
|
سنة 1986 حج كويلو الى مزار القديس يعقوب ، المزار الاسباني القديم ، وبعدها كتب كتابه الاول عن هذه التجربة اسماه "حاج كومبوستيلا" ، ثم عمل بعدها بسنة على كتابة كتابه الاشهر "الخيميائي" الذي كرّسه واحدا من اكثر كتّاب العالم شهرة وقرّاء . وتتالت اعماله الاخرى التي فرضته كاتبا شعبيا واسع الانتشار ، فاصدر :"فيرونيكا تقرّر ان تموت" و"على نهر بييدرا هناك جلست فبكيت" و"الشيطان والآنسة بريم" و "الجبل الخامس" و"مكتوب" و"احدى عشرة دقيقة" و"الزهير" . وغيرها من الكتب الاخرى .
|
س: في كتبك التي قرأتها تتحدث على نحو مباشر او غير مباشر عن الله. ايوجد عندك تعريف او تصوّر شخصي عما يكونه الله، او من المحتمل ان يكونه؟ هل لك ان تتوسّع في شرح هذا الامر؟ وما الذي تعنيه بروح العالم؟
ج: في بداية حياتي اردت ان احصل على اجوبة لكل شيء، لكني الآن ادرك انه ليس بوسعي ان احصل على هذه الاجوبة. اعرف فقط اني حي وان هناك شيئا يظهر ذاته جليا في حياتي، وهذا هو الله. أومن ايمانا قويا ان كل ما نراه، كل شيء موجود قدامنا ليس الا الجزء المرئي الظاهر فقط من الواقع. لكن هناك جزءا غير مرئي تسيطر عليه العواطف والانفعالات والمشاعر. هذا هو مفهومنا او ما ندركه عن العالم، لكن الله كائن – على حد تعبير وليم بليك – في حبة رمل وفي زهرة. هذه الطاقة موجودة في كل مكان. وبرغم ذلك، انه لمهمّ جدا ان نميّز بين الدين والروحانية. انا كاثوليكي، لذا فان الدين بالنسبة لي هو طريقة لأن يكون لنا مجموعة قواعد ونظم وعبادة جماعية مع اشخاص يشتركون في الاسرار المقدسة عينها. لكن كل الاديان، في النهاية، تسعى الى الاشارة والدلالة الى ذات النور المشترك بينها جميعا. واحيانا يكون بين النور وبيننا الكثير من القواعد والقوانين. بعض من هذه القواعد مهم، والبعض الآخر منها يجب الا يعمينا والا يضعف من كثافة هذا النور الذي هو روح العالم. س: على نحو ما انت حاجّ. اما زلت ذلك الحاجّ الذي كنته ذات مرة؟ وماذا يعني لك ان تكون حاجّا او مسافرا في رحلة كما فعلت ذات مرة وربما لا زلت تفعل؟ وبعدها ان تتشارك هذه التجربة الغنية مع الآخرين بالكتابة عنها؟ ج: انا كاتب حاجّ. لقد سافرت دائما وكثيرا، وقابلت اناسا من مختلف الخلفيات وتعلّمت الكثير من الطرق والاساليب للاقتراب من الروحانية. ليست للروحانية اية علاقة فيما اذا كنت مؤمنا بالله ام غير مؤمن: انها ليست الا طريقة لفهم الحياة. وعن طريق تساؤلاتي توصلّت الى قناعة مؤداها ان على الانسان ان يقوم بتحقيق اسطورته الشخصية. ما هي الاسطورة الشخصية؟ انها السبب التي تجعلنا نشطين ومفعمين بالحياة. وفي حالتي، كانت هذه الاسطورة هي ان اشارك واتقاسم افكاري مع الآخرين من خلال الكتابة. |
لدينا احلام ليست هي بالضرورة تلك الاحلام التي يريدها لنا اباؤنا او المجتمع. لذا علينا التخلّص من فكرة تحقيق ما يتوقع الناس منا ان نقوم به، وبدلا من ذلك ان نبدأ العمل على ما نتوقع نحن من حياتنا. ان الرسالة في رواية "فيرونيكا تقرّر ان تموت" هي التالية: تجرّأ على ان تكون مختلفا. انت فريد من نوعك، وعليك ان تقبل ما انت عليه من فرادة، بدلا من ان تقوم بمحاولة اعادة استنساخ اقدار الاشخاص الآخرين او انماط حياتهم. الجنون هو ان تتصرّف على مثال شخص ليس ما هو انت عليه او تكونه. الحالة الطبيعية هي ان تكون قادرا على ان تعبّر عن مشاعرك. (وفي حال توقفك عن الخوف من مشاركة حقيقة ما يدور في قلبك، فانك تغدو انسانا حرّا). وبدءا من اللحظة التي لا تخاف فيها ان تشارك حقيقة قلبك وما يدور فيه، فانك تغدو انسانا حرّا. \
س: لقد تأثرت جدا في اول كتبك المسمى (حاج كومبوستيلا)، الى درجة اني قرأته ثلاث مرات. اذكر ان قراءتي الاولى للحج تزامنت مع قراءتي لواحد من افضل الكتب النفسية ( (The road less traveled لمؤلفه ام. سكوت بك، ولمفاجأتي السارة اني بعد سنين وجدت تعليقا من هذا الدكتور مدونّا على غلاف كتاب "الخيميائي" (النسخة الانجليزية). على أي حال، لقد حاولت في عاصمتين اوروبيتين كذا مرة في حفل لتوقيع كتبك ان اقابلك لمحاورتك عن كتابك (حاج كومبوستيلا)، الا ان طوابير القرّاء التي كانت في انتظارك لتوقيع كتبك كانت تجعلني اتراجع واعود الى البيت "خائبا من نفسي"، فيما اسئلة كثيرة تتردد وتضج في رأسي. بصراحة كنت اريد ان احاورك عن كتابك (حاج كومبوستيلا) فقط. اذ عندما قرأت هذا الكتاب الاوتوبيوغرافي الذي هزّني من الاعماق كنت دائما اتساءل: ما هو او اين الخط الدقيق بين العمل الروائي (الخيالي)، واللاخيالي أي الواقعي في هذا العمل الجميل ؟ وهل كانت هذه الرحلة او الحج عبارة عن تقدّم عظيم ومفاجىء في حياتك؟ ج: رواية (حاج كومبوستيلا) بالاساس هي قصتي. لقد كتبت عن رحلتي الحقيقية، عن قصتي الصادقة. في كتبي الاخرى، استعمل واستغل حياتي كمجاز واستعارة، وليس هناك بين كتبي الاخرى ما هو اوتوبيوغرافي كما في كتابي الاول. ولكن كي اجيبك عن سؤالك ايهما كان الاكثر اهمية في حياتي، الطريق ام الكتاب؟ ما استطيع قوله: كلا الأمرين. ففي الحج بدا لي واضحا وعلى نحو متزايد اني لم اكن سعيدا وانه يتوجب عليّ ان افعل شيئا حيال هذا الامر – وان اتوقف عن اختلاق الاعذار. لقد ادركت انه لا يتوجب عليّ ان اخوض سلسلة من التجارب المعقدة لكي احقّق هدفي. كل ما عليك فقط فعله هو ان تنظر فقط الى الجبل وان تحصل على صلة مع الله، لا ينبغي ان تفهم الجبل لكي تشعر بذلك. في البداية، بعدما عدت من الرحلة، كنت اعيش حالة من الهبوط المفاجئ. ووجدت صعوبة كبيرة في العودة الى حياتي الطبيعية والتأقلم معها. كنت نافد الصبر برما وذلك لرغبتي في تغيير حياتي بسرعة شديدة. بيد ان التغييرات تحدث عندما تكون مستعدا. لقد اخذني بضعة اشهر لادرك ان ما عليّ التركيز عليه هو كتابة كتاب فقط، بدلا من القيام بادوار ومهام مختلفة كما كنت افعل في السابق. كانت رحلة الحج هي موضوعي. وحالما شرعت في الامر خطوت اولى خطواتي صوب حلمي. السفر في رحلة حج هو من عمل على اعادة ايقاظ ذلك الوعي فيّ، لكنك لست مجبرا على السير في طريق سانتياغو لكي تحصل على الفوائد. فالحياة ذاتها هي عبارة عن رحلة حج . اذ كل يوم يختلف عن الآخر، وبامكانك يوميا ان تحظى بلحظة ساحرة، غير اننا لا نرى الفرص السانحة لنا ، وذلك لاننا نفكر: "آه، هذا ممل، فانا مسافر الى مكان عملي". لكننا كلنا في حالة من السفر والحج شئنا ام ابينا ذلك. والغاية، او الهدف اذا شئت، او السانتياغو الحقيقي، هو الموت. عليك ان تعمل على الاستفادة قدر ما تستطيع من الرحلة، اذ – في النهاية – لا تملك شيئا سوى الرحلة. انه ليس مهمّا ما تجمعه بلغة الثراء المادي، لانك على أي حال ستموت. اذن، لماذا لا تعيش؟ عندما تدرك انه بمقدورك ان تكون شجاعا، وهذا هو اول شرط من شروط البحث الروحي – عليك ان تجازف. |
س: في "الخيميائي" نتوصل الى النتيجة التالية : الرحلة ذاتها هي اكثر اهمية من الكنز. وهذا يقودنا الى التفكير بان هذه الرحلة هي رحلة روحية من اجل تحقيق الذات. وهذا يستفزنا لان نكون انفسنا وان نرفض تكييف ذواتنا واعمالنا وفقا لافكار وتوقعات الآخرين منا Conformity، اذ ان هذا التكيّف قاد فيرونيكا في رواية (فيرونيكا تقرّر ان تموت) الى ان تحاول الانتحار، ثم توضع في مستشفى للامراض العقلية. هل امتلاكنا الشجاعة، ومن ثم المجازفة هما مهمّتنا وهدفنا في هذه الحياة، وذلك لئلا "نموت"؟
ج: كل حلم يحتوي على كوابيس عديدة. اعتقد اننا نعرف هذا الامر من بداية حياتنا. عندما نقوم باداء اشياء مفروضة علينا من المجتمع، فاننا نخاف ان نؤذي ونضايق الاشخاص الآخرين، وعندها نبدأ بالتخلّي عن احلامنا. وبعد فترة من الزمن، ننساها تقريبا. وهذا ما يجعلنا اشخاصا اشقياء تعساء. اذا لم تسلك او لم تقض حياتك من اجل احلامك، اذا لم تحارب من اجل احلامك، كل هذا يجعلك انسانا تعيسا. انا مثال حي على ما اقول. ما من احد يفكر على نحو واقعي انك تستطيع العيش من الادب في البرازيل. لقد واجهت صعوبات شتى. عندما كنت شابا، قام والداي بعمل يائس من اعمال الحب، لاهتمامهما بي وقلقهما على وضعي، قاما بارسالي الى مؤسسة عقلية، ظنا منهما اني مجنون لاني اريد ان اكون كاتبا. على أي حال، لقد كنت مقتنعا غاية الاقتناع بما اريد ان اكون. لا يكفي ان تعرف حقيقة احلامك. انه لامر غير صحي ان تعيش مع حقيقة انك تحمل احلامك جواك فقط. عليك ان تفكر بالاجراءات والتدابير لاظهار احلامك وان تكون شجاعا بما فيه الكفاية لتدفع ثمن تحقيقها. بمعنى ما، لقد اجلّت انا احلامي عندما اقتضاني سنين طويلة لان اكتب كتابي الاول – كتاب رحلة. ثمة اوقات لا تنجح فيها بتحقيق امر تؤمن به. هذه المرحلة هي ما يطلق عليها الكابوس. فبعد كتابتي "الخيميائي" ما وجدت ناشرا. عندها شعرت باذى. اذا ما اوذيت بشأن امر لا يعني لك باستطاعتك عندئذ ان تنحي بسببه باللائمة على أي كان. بيد انه لأمر معقّد جدا ودقيق ان تؤذى بسبب شيء يعني الكثير لك. عندها تصاب بالتشويش، لمعرفتك ان الحلم موجود هناك. ولن يتركك الحلم طالما انت على قيد الحياة. وعندما تموت، ثمة طفل في داخلك، سيسألك، لماذا لم تتبعني؟ وعليك ان تشرح له سبب تخلّفك. لهذا، من الافضل ان تجازف، ان تؤذى، ان تسير عبر كابوس ما لكي تحقّق احلامك. س: تتحدث في "الخيميائي" و"حاج كومبوستيلا" عن "العلامات" او (الاشارات). كيف لنا ان نفهم هذه العلامات؟ واما زلت تبحث عن علامات؟ ج: العلامات او الاشارات هي اللغة الخاصة بك التي بواسطتها يتكلّم الله معك. فعلاماتي هي لست علاماتك. انها على هذه الدرجة من الغرابة، لكنها لغة فردية جدا ترشدك الى قدرك الخاص بك. انها ليست منطقية. انها تتكلّم الى قلبك مباشرة. الطريقة الوحيدة التي تستطيع من خلالها ان تتعلّم اية لغة هي من خلال ارتكابك الاخطاء. لقد ارتكبت اخطائي، لكني عندها فقط بدأت اتواصل مع العلامات والاشارات التي توجهّني وترشدني. اومن ان هذه العلامات هي صوت الله الصامت الذي يقودني الى الاماكن والمطارح التي ينبغي لي ان اكون فيها. س: من خلال قراءتنا لاعمالك نستطيع ان نلمس بوضوح تأثير الثقافة والادب العربيين على ادبك. فتأثير "الف ليلة وليلة" حاضر وبقوة في في عملك المدهش "الخيميائي". ما رأيك بالثقافة والادب العربيين؟ ج: ليس في "الخيميائي" فقط. فانا احمل واكن اعجابا عميقا بالثقافة العربية. واكتب الآن زاوية اسبوعية في جرائد ومداخل ومجلات متعددة في العالم، احاول فيها ان اتقاسم فيها مع مختلف القرّاء قصصا من ثقافات مختلفة. ولا يصعب عليك ان تجد في هذه الزاوية قصصا من الثقافة العربية، خصوصا وانكم رواة وحكواتيون مدهشون ورائعون، اذ انكم غالبا ما تشاركون وتقتسمون قيمكم ورؤاكم عبر نتاجكم الادبي والشعري. وصحيح جدا اني كطفل، تركت "الف ليلة وليلة" عليّ تأثيرا قويا جدا. وفي فترة لاحقة من حياتي، اثرّ فيّ ادب جبران خليل جبران تأثيرا كبيرا وقويا، لدرجة اني قمت باعداد تعديل لاحد كتبه "رسائل حب من نبي"، والى يومنا هذا ما زلت اعتبر كتاب "النبي" كأحد الكتب الحاسمة في حياتي وعملي. س: "لو تمنيت بصدق شيئا ما ، فان العالم كله يتآمر كي يحققه". هذا هو الشعار او الموتيف الجميل الذي يتكرّر هو وصداه في عملك "الخيميائي"، وفي كتب اخرى من كتبك. هذا الموتيف عميق جدا ومشجّع ومقنع واستثنائي الى حد كبير جدا. ماذا لديك لتقوله حول هذا الموتيف الباهر؟ ج: اذا سعيت وناضلت من اجل احلامك كما حدث في "الخيميائي"، فانك تتمتّع بكل خطوة تقوم بها، وتكون حقا قريبا مما يريده الله لك ان تكون. لكن اذا كان هذا هاجسا، فانك لن تصل الى هدفك فحسب، بل ستكون حياتك مليئة بالقلق. كانت هناك فترة من حياتي اردت فيها ان احقّق احلامي. لكني بدلا من كتابة كتاب، كنت افكر كيف "اكون كاتبا"، الى ان ادركت ان هذا التوجه هو توجه خطأ لتحقيق اسطورتي الشخصية. كما كانت لدي ايضا هواجسي الشخصية الاخرى، لكوني منسحق القلب، ولعدم قدرتي على التفكير بأي شيء آخر عدا الانسانة التي احب، لكنها لم تبادلني حبا بحب. عندما تسعى الى تحقيق حلمك بتصميم واصرار، وليس بالهواجس، عندها يتآمر الكون لكي يساعدك، لانك عندئذ تكون قادرا على قراءة العلامات والاستمتاع بالرحلة. س: ما هي الرسالة التي اردت نقلها الى القارىء في روايتك "احدى عشرة دقيقة"؟ ج: يصوّر هذا الكتاب كيف افهم الجنس، وجهة نظري الخاصة عن الجنس. الجنس طاقة كبيرة جدا باستطاعتها ان تحوّل الناس بالكامل. عزمت على كتابة رواية كهذه منذ زمن بعيد، لكن بالعودة الى الوراء كل ما اردت وصفه هو الجانب العجائبي "المقدّس" من الجنسية. غير اني، في ما بعد، ادركت ان الجانب المظلم من الجنس لا يمكن ان يهمل. فكلا الجانبين هما ما يجعلان من الجنس كتجربة حب وتوحّد وانسجام: تجربة الهية. س: ماذا يعني الأدب لك؟ ج: كتابتي موجزة ومختصرة ومباشرة، وهذا يجب الا يعتبر خطأ انها كتابة سطحية. اعتبر ان جزء من الحالة الانسانية تستدعي المشاركة في المعتقدات بافضل طريقة، وخلال رحلة حجي الى مزار القديس يعقوب في عام 1986 توصلّت الى استنتاج مفاده ان معظم تعاليم ودروس الحياة الاساسية والاكثر جوهرية تكمن في ابسط الاشياء. أي قيمة للتواصل اذا لم نحاول ان نجعل من انفسنا اكثر فهما ووضوحا ومشاركة؟ انها قضية توجّه من الحياة: اما لك ان تكون جزءا من الحياة وان تقتسم روحك مع الآخرين، او ان تغلق نفسك اغلاقا تاما وتدريجيا تنسحب من الحياة. شخصيا، اختار الحياة ومحاربي النور الذين يتواجدون في كل مكان والذين يلهمونني. ربما كان اولئك الاشخاص عبارة عن سائق تاكسي، او كان شخصا تقابله مصادفة في الحافلة: اذا كنت يقظا ومتنبّها الى العلامات والاشارات – فان هذا الشخص، حتى لو لم تره/ ترها ثانية، فانه سيمنحك المقدار الصحيح والكافي لتأخذ القرارات التي تؤجلّها. لذا، كل ما نحتاجه هو ان نكون متنبّهين الى العلامات، ومنفتحين للناس، وعلى الاستعداد لاقتسام ارواحنا والشراكة. س: بعد قراءة كتبك يشعر القارئ بتفاؤل اكثر وسعادة وامل. وحتى ان الشر في (الشيطان والآنسة بريم) لا ينتصر كليا في نهاية الرواية. من المؤكد انك على اطلاع على حالة ومعاناة الشعب الفلسطيني. ماذا تقول لهم؟ ج: لا اومن بالرسائل. في هذا الشأن استطيع القول ان هناك شيئا واحدا اثمنّه عاليا في الانسان: ربما كانت عندك مخاوفك، ربما كانت هناك لحظات من الشكوك، لكنك لا تستطيع ابدا ان تكون جبانا. عليك ان تواجه مخاوفك، يجب ان تتغلّب على لحظات شكك، ويجب ان تؤمن انه اذا تطلّعت وبحثت، فان هناك حلولا. لو تمنيت بصدق شيئا ما، فان العالم كله يتآمر كي يحققه، حتى لو اقتضى تحقيقه سنين او عقودا. لكن لكي تفعل ذلك يجب ان تكون شجاعا.. شجاعا بما فيه الكفاية لان تحارب من اجل اشياء تعني الكثير لك انت. ولا تعني الشيء الكثير للآخرين، بل تعني الكثير لك انت. انتهى اللقاء الصحفي .......... حوار : رياض بيدس |
شكرا ً
متابعين .. ولا خلصنا ؟ :? |
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 20:55 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون