![]() |
الأصل، الجرأة!
الأصل، الجرأة! رغم نجاحها المشهود له وانتشارها في فترة قياسية، لم يكن لدينا غيرها، سوى تلفزيون الدولة اللبنانية، وقد تناتشته «الجمهوريات اللبنانية للتعايش» تباعاً وتدريجاً، ورغم خرقها في حينه كل المبادئ والمسلّمات والممنوعات التي رست عليها تاريخياً دولتنا، وبتراضي الجميع في سياستها الإعلامية المسماة ــ متوازنة ولغتها المدورة «المتعايشة» مع المواطنين المتعايشين بدورهم معاً ومع ألعوبة التعايش المتلفز والمعيوش وذلك نزولاً عند طلب دولتهم للتعايش منهم بأن يتعايشوا كي نستطيع أن نتعايش مستقبلاً وربما حاضراً، وبالرغم من القرصنة الرسمية العامة على المحلي والعالمي التي بدأت بها بثها بحجة «أنها» وربما انها أيضاً في حالة حرب. فالاستيلاء الممكن على أرشيف «تلفزيون لبنان» ضرورة لإنقاذ الوطن الموحد والمسيحي من الفلسطينيين الغرباء وأحزاب المسلمين واليسار الغرباء أيضاً وكل الغرباء. فكل من ليس مسيحياً صراحة غريب. هذا إن لم يكن بخطورة أنه: غريب وسوري مثلاً. هنا الخوف وهنا يبيت الشيطان الذي حتى وهو يحمي المسيحيين تاريخياً (هذا تمويه وخطة جهنمية) لا يؤمَن جانبه، فهو غريب وسوري، تصوّر، وله أطماع بحمايتهم وبحماية الوحدة اللبنانية على أساس أن مناله البعيد هو إبادتهم واحتلال بلد موحد متماسك. ذلك بعكس جميع أشكال الاستعمار والانتداب المعروفة في تاريخ البشرية، التي من الطبيعي أن تفضل البلاد المجزأة المقسمة على مبدأ فرق تسد. إن هذا الغريب والسوري مختلف تماماً. فهو مؤمن مثلاً بـ: وحّد تسُد. فهو يفضّل أن يحتل بلداً ذا سيادة واستقرار. كي يهينه ويذله. يفضل أن يحتل شعباً مقسماً مفتتاً كي يوحّده ويعاود احتلاله دون متاعب. غريب هذا الغريب والسوري. إن جل ما يعرفه عالم الإعلام العربي والعالمي عن محطة الـ«l.b.c» وبالمختصر الموضوعي والمفيد هو أنها محطة للمسيحيين. مهما حاولت الرقاصات المدعمات بـ«المليون» وبـ«الوادي» وبـ«الأكاديمي» و«ملكة جمال الشبان» أو «ملكهم» وبـ«نهر الفنون» و«كأس النجوم». إن صليباً متدلّياً على صدر مذيعة ـ أستغفر الله العظيم ـ مع بداية نشرة الأخبار يدل على أن المحطة ليست للموضوعيين... والبادي أظلم! (يتبع غداً) عدد الاربعاء ١٤ آذار |
الشغب ـ ملحق
الشغب ـ ملحق كيف تريد ألّا تكون طبيعة قيادة السيارات أيضاً، على هذه الشاكلة في لبنان؟ كيف تريد أن يكون مجموع اجتهادات قانون السير مختلفاً عن الحالي المدهش؟ لمَ النقّ الدائم يا مخايل؟ ما دمت تشهد يومياً على تفاصيل تكاد تصبح عادية مثل أن يردّ النائب وائل أبو فاعور معلّقاً ومصححاً، على الرئيس نبيه برّي؟ أين الباب وأين الطاقة؟ هل هذه هي الديموقراطية؟ أم هي التقدمية الاشتراكية؟ لا أظنّ، إنّه قانون الغاب، مقلوباً. إنها سنّة الحياة الحيوانية، لكن في خيال الصور المتحركة. كأن يقضي سنجابٌ وحيدٌ على وحيدٍ للقرن لشدّة دهائه ونضاله الديموقراطي. كيف تريد أن يكون شكل الصفّ في لبنان أمام محطةٍ للوقود، مستقيماً هادئاً؟ أو أن يتكلّم الناس بالدور عندما يتحادثون فينتبهون الى أنّ الانسان يجب أن يستمع، عندما يتكلّم الآخر؟ والنائبة المقدام نائلة معوّض تقول، قُبيل النصر العظيم بداية شهر آب الماضي، إنها «ربما تقبل بأن يحتفظ حزب الله بسلاحه الى أن يبدأ الحوار الحاسم حول نزعه»؟ وطبعاً: «أن يكون السلاح محصوراً بالجيش اللبناني». هذا الجيش، سيداتي سادتي، الذي يأتمر عموماً بالميجر معوّض، أينما حلّت: في الحكومة، في المنزل، في الشمال أو عند الحلّاق قبل بكركي. وفي حال انشغالها المذهل، خارج البلاد، لاجتماعها و«إيّاهم» بشيراك أو بفارس سعيد، لكن في باريس، تكون الإمرة العسكرية لكريمها: القائد الحالي، ميشال وليس سليمان بل معوّض. وهذا طبيعي، فقيادة القوى المسلحة العامة تعود في النهاية لرئاسة الجمهورية. كيف تريد أن تقنع المواطنين بأن يلتزموا الهدوء، ولو مرّة في حياتهم، كرمى لعيني الله سبحانه، أو أن يخفّفوا الشطارة والكذب ليوم في الشهر، مخافة ربّهم، أو أن يوحّدوا الله يا أخي، كما يدّعون؟ وروجيه إدّه يعود ويصرّح، والنائب المخفي محمد الحجّار، كلّما حبل وليد بك، يُطَرّح؟ كيف تضبط اليافعين عن تقليد المراهقين؟ وعن الإحراق المتواصل لبطاقات الهاتف الخلوي المدفوعة سلفاً، ورئيس حكومتنا الأستاذ فؤاد السنيورة، هذا التكنوقراط اللامع، هذا الوزير السابق العصامي الدؤوب، العلمي الأوروبي في كثير من الأحيان، عاد وذُهل برئاسة الحكومة؟ بل عاد وتُيّم بالسرايا؟ إنهما يخرجان معاً، يسافران معاً أو يعتصمان. إنّ كل ما سبق، يزيد من نشاط المشاغبين، يُخضعهم للعرض والطلب. إنها ظروفهم المثالية للإبداع. فكيف تهدّئ مَلِكهم؟ مَلِك الشغب بالصنوبر. إنه سعيدٌ عادةً يا للأسف ويا للاعوجاج بهذه الألقاب، وربما بهذه المقالة، فما العمل؟ كيف لا يا مخايل؟ وهو يُسَرّ عندما يُمتدح دهاؤه المؤذي دون شكّ؟ عندما يشهّر الصحافي البليغ «سايمور هيرش» باحتياله النادر حتى الاتهام؟ إنه يزهو على الأرجح، لمجرّد أن يذكره الصحافي المتخصّص «روبرت فيسك»، قبل يومين، فيخصّصه بـ«التسلّط الأكثر براعة وعدمية»! ماذا تريد؟ هذا معيار النجاح عند المشاهد. هذه، عادةً، كاريسما الأَوَنطا اليومية عموماً (وخاصة لدى جمهور النساء، ولماذا؟ الله العليم بذلك وبالنساء أنفسهنّ)، فكيف بالأَوَنطا السياسية لسوء الطالع؟ والنازل أيضاً من وإلى البريستول في المختارة. إنّ الشغب يا أعزّائي، مغرٍ بلا شكّ. فكلّنا مارسناه في الصغر وتباهينا به بعضنا بين بعض، بل حاولنا في المناسبة وبواسطته، كسب ودّ الطالبات وجمعهنّ المؤنّث السالم منّا ومن ثقل دمّنا. وأذكر أنّ الأَوَنطا كانت صفةً إضافية عليه ليست إلزامية ولا مكمّلة. كان الشغب يلخّص بطولاتنا والأمجاد. أمّا الشغب اليوم، في الكِبَر، في مواقع المسؤولية والقيادة والقرار، شغبٌ على مستوى بلدٍ ملتهبٍ على الخريطة منذ الـ1975، وفضلاً عن أنه فوق تصوّر العقل لمجرّد استمراره، فيجب أن يَفشل، ونحن هنا حتى... «يُفشل». الإمضاء: شهيدٌ حيّ منذ ما بعد 7 آذار 1988 ـــ الساعة التاسعة والثلث صباحاً ـــ السيارة مفخخة وموقوتة. إنّ للأوَنطا حدوداً، أما للبحث والـ«تحرّي»، فَصِلَة. عدد الخميس ٢٢ آذار |
ملاحظة
ملاحظة اليوم، وبعد انقضاء ما يزيد على نصف قرن على وفاة الرفيق الأعلى جوزيف ستالين والفوهرر أدولف هتلر، أصبح حل أي معضلة يبدأ بتجزئتها. ومن ثم التركيز أولاً على الجزء الأسهل في حين يهمل الباقي فترات من الزمن، فيتفاعل وينتج مشاكل جزئية جديدة. أو قد يتم التركيز على جزء من المعضلة على أنه الكل، فيبقى ما اعتبر ثانوياً، نقطة ساخنة دائمة، قد يستعملها نافذ سياسي لمصلحته ضد خصمه أو يستعملها الاثنان على التوالي، المهم أن كلمة “مجلس الأمن” ترد مراراً في مثل هذه المتاهات التاريخية، وهي هنا ودوماً أغلب الظن مؤسفة، وحيثما وردت أي منذ نشأت. إن فيها شيئاً من الزن على آلة الربابة لحظة بلوغ إعصار كاترينا الشاطئ الأول. إننا نعيش، منذ ضمور الحرب الباردة الأخيرة، حالة من الديموقراطية. للأسف، فهي ديموقراطية للشعوب متزامنة مع تصويت إفرادي على القرار، ويمكن حتى الاستغناء عنه إذا أمعن الرؤساء في استعمال صلاحياتهم الخاصة. *** كلما عاد الأميركيون إلى محور لبنان ـــ فلسطين ـــ سوريا بغية تحقيق نقطة ما، يعودون الى التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. فتسمع حينها يا مخايل، بالإرهاب أو بالمحكمة الدولية. أما بالديموقراطية فبشكل متواصل... هل رأيت عيسى اليوم؟ عدد الاثنين ٢٦ آذار |
أعوذ بالله...
أعوذ بالله... إن التحالف بين تيّار المستقبل (سنّي) والقوّات اللبنانية (ماروني) أسفر، بطبيعة الحال، عن شراكة كاملة نابعة من دمجٍ لعقيدتين: 1ـــــ لا إله إلا الله 2ـــــ الله الوطن العائلة فأصبح شعار الحلف: لا إله إلا الله والوطن والعائلة. هنا، وجب الاستنتاج، وكذلك أخذ العلم والخبر، أن هذا الحلف لا مستقبل له ولا حول ولا قوّات. فالشعار الجديد غير مقبول قوّاتياً. «لا إله إلا الله» لا تُقبل مارونياً سوى في إطار محدود هو: نبذ الطائفية والمسلمين. كما أنه غير مقبول سنّياً، فـ«لا إله إلا الله» لا يضاف إليها حرف واحد ولو كان هذا الحرف جزءاً من كلمَتَي: الوطن وحتى العائلة، حتى لو كان الملائكة أنفسهم. لذا فإن هذا الحلف، أعزّائي، «يُفشَل». عدد الاربعاء ٢٨ آذار |
فوراً أرجوكم!
فوراً أرجوكم! ... لذا يا إخوة، وبعد كل ما مررت عليه من عقائدَ وقناعات، عبر السنين، بعد كل الأخذ والردّ في مواضيع بسيطة جداً في الأساس، إنما سمّوها عن غير رغبة في التحقيق: وجدانية، بعد الشيء وعكسه، بعد الفعل ونقيضه، بعد عهودٍ من السهر المديد، والتأكّد شخصياً من أنواع الفجر على امتداد أشهر السنة، وبعد النهوض باكراً بغية التثبّت من أن الحياة قد تكون عظيمة بهذا الشكل، عدتُ وسلّمت في النهاية: بأنّا للّه وأنّا إليه راجعون. واعترفتُ، وها أنا أكرّر أمامكم أن هذا الاعتراف هو أفضل أنواع المصائر التي يمكن أن نتمنّاها لأنفسنا ولكلّ نفسٍ بشريّة، شريفةً كانت أو دنيئة. وها أنا أعترف أيضاً بالجنّة وبالنار، والأصحّ أنّي أُسلّم معكم جميعاً بذلك. فأنتم أكثرية كبيرة مؤمنة، منتشرة في المعمورة، لها ظروفها التاريخية، لها عاداتها والتربيات المختلفة التي أجمعت، بصعوبةٍ، على بعضٍ من مزايا الخالق والكون. تناقلت تلك القيم عن السّالفين، وبدورها نقلتها لكم. وها أنتم تنقلونها لأحفادكم، وأنا واحدٌ منكم أو منهم، لا فرق، فأنا لن أعاكسكم، أو أعاكس أحداً وحدي في ذلك. لا أنا، ولا ربّما بعض الأفراد «الماديين» والتعساء عموماً. فالمؤمن يَغْلبنا جميعاً بإيمانه بالآخرة، بأملٍ ظاهرٍ عليه، أتمنّى له أن يكون صادقاً، فهو الخسران إن كذب. يغلبنا بأمله في حياةٍ ثانيةٍ فيها كل المعنى المفقود خلال حياته الحالية على الأرض. فبناءً على ما سبق، أعلن لكم، أولاً: أنّكم، الأرجح، على حق، وأنا أؤيّدكم، حتى لو كنّا متفاوتين بنسب الإيمان أو بمعدّل حضوره المستقرّ الدائم. ثانياً: لذا أطلب منكم، بحياة أعزّ أحبائكم، بجاه الله، ومريم البكر والنبي (ص)، وأُحلّفكم ببعضٍ ممّا قد تكنّونه لي من المحبّة العموميّة التي تدعو إليها جميع أديانكم، بما فيها اليهودية، وأطلب منكم: إن كان لديكم شيء، أو بالأحرى أطلب ممّن لديه شيء يحبّ أن يريني إيّاه، فليفعل فوراً، أو لنقُل في أقرب وقت ممكن، أرجوكم. فأنا، لظروف خاصة، غير مستعدّ لأن أنتظر ذلك إلى ما لا نهاية أو إلى ما بعد ولوجي الجنّة أو النّار، لا سمح الله. إذا كان أحدكم يعرف شيئاً عن مستقبل باريس 3، أو مَن تبقّى من المهجّرين، أو عمّا وصل إليه السيد فؤاد بطرس في قانون الانتخاب الموعود الجديد، أو أيّة لمحةٍ مقتضبة عن جدوى الفدرالية، إذا كان ممكناً أن نعرف أين صار التحقيق في «الليبتون» وثكنة مرجعيون، فليقل لي، وعلى هذه الأرض. فأنا، إن كنتُ سأكون في الجنّة يوماً ما، لا أحبّ المفاجآت بطبعي، وهذا طبعي، وطبعي لي، وهو من فضل ربّي، مبدئياً، ولا أعرف الجنّة سابقاً، فقد يكون من الصعب فيها التدخّل أو الاعتراض على القضاء، أو مساءلة الأدلّة الجنائية أو حتّى الدرك. أعطوني فكرة كيف ستكون بيروت بحسب تلفزيون «المستقبل»، مدينة عريقة للمستقبل؟ فوضعها الحالي، كما هو وضع البنك المركزي، لا يوحيان ثقةً مفتوحة لامتناهية. سيأتي وقت حكماً، وهو قبل الآخرة، سيضطّر فيه لبنان ورياض سلامة، أطال الله بعمرهما، للبدء بسداد الديون... ولّا لأ!؟ أخيراً، قولوا لهذه المرأة العظيمة التي تقود سيارتها وحدها، ليل نهار، وتهتمّ يوماً بعد يوم، أكثر فأكثر، بصحّتها وبنضارتها، وهي أينما حلّت تروي وتصرّح أنّ لديها تجاهي شعوراً خاصاً جداً، وأني بالنسبة إليها، غير كل الناس والأصدقاء والأقربين. قولوا لها إن عادت وكلّمتكم بذلك، أن تحدّد ما هو هذا الشعور. أرجوكم قولوا لها: أرجوها. فالوقت يمرّ بسرعة كما دائماً، وهو في لبنان دون قيمة. قولوا لها إنّني لست أكيداً أننا سنلتقي في الجنّة، فأنا مؤمن متدرّج جديد، وما زلت عرضةً للشكّ وللشيطان الرجيم، لعنة الله عليه. وأعرف أن الجنّة، وإن كانت موجودة، فسأكون أنا فيها بلا شك، لكنّها هي لن تكون بالتأكيد. لذا فلتكلّمني في أقرب فرصة إن كان لديها فعلاً تجاهي شيء بهذه الأهمية، وشكراً. عدد الجمعة ٣٠ آذار |
حوار العمر
حوار العمر الحاضر- طيب، سؤال: أليسَ ممكناً أن يكون عندكم في المستقبل، أي شيء آخر، غير السنّي أو الماروني؟ المستقبل- (مستغرباً) من قال لكم ذلك؟ نحن عندما نتكلم عن المستقبل نقصد به مستقبل «اللبناني» دون أي تفرقة. الحاضر- بالضبط، وأنا أتكلم عن هذا «اللبناني» المستقبل- نعم الحاضر- هل يمكن أن يكون هذا «اللبناني» شيئاً غير السنّي أو الماروني على سبيل المثال أو عن طريق الخطأ أو الضيافة مثلا؟ أعني من فترة لأخرى، ليس دوماً، طبعاً. أفهم ان يكون سنياً- مارونيا،ً بلا شك، كما الاستقلال، بطبيعة الحال. المستقبل- (مقاطعاً) لا لا، بالعكس هذا ليس صحيحاً. هذه اشاعات عن المستقبل ليس إلاّ، ونحن المستقبل، ونحن ضدّها بالتأكيد. الحاضر- ضد من؟ المستقبل- (موضحاً) ضد هكذا نوع من الاشاعات المأجورة. إننا مستقبلٌ لكل اللبنانيين بدون استثناء، لكنني أود أن أوءكد هنا: اللبنانيين! وحصراً. أي ليس من هم إيرانيون أو سوريون لا سمح الله، فهمتني؟ آهه، هكذا. نحن، الشيعة أخوة لنا. كيف المسيحيون أخوان لنا؟ الشيعة أيضاً كذلك. الحاضر- أهه... جيد. إذاً قلتَ أنك من المسقبل، أليس كذلك؟ المستقبل- طبعاً. الحاضر- أعرِّفك بنفسي، فكما أنت من المستقبل، أنا الحاضر، لذا تجدني دائماً وبشكل يومي. المستقبل- اهلاً تشرفنا (صمت من اللياقة المشبوهة) الحاضر- أهلاً بك أيضاً. هل تود ان تعرف لِمَ أنا حاضر؟ او لِمَ كلُّ واحدٍ منّا حاضر؟ المستقبل- إنكم طبيعياً حاضرون للمستقبل الحاضر- شكراً، أي حاضرون لكم. فلا تتفاجأوا بشيءٍ وخاصة بنا. المستقبل- ومن قال أننا سنفعل؟ الحاضر- ربما، فأنتم عموماً تتصرفون كأنكم وُجدتم فجأةً دوننا، وأنا هنا أذكِّركَ أنَّ لا مستقبل بدون حاضر. المستقبل- هذا معروف. الحاضر- أرجو ذلك، لذا نحن لسنا حتى متساوين، فنحن من ينجبكم عادةً وانتم أولادنا، نحن من يحملكم حتى تبلغا، فتذكّروا ذلك جيداً، وتفضلوا بالاجابة علينا متى كَلَّمناكُم. المستقبل- ولِمَ لا تَفكون الخيم أولاً؟ الحاضر- إنَّ هذه الخيم منصوبة حالياً، فهي: نَحنُ، وهي: الحاضر. فهل ننصبها اليوم ونَفُكُّها اليوم؟ سَنَفُكُّها يوماً ما في المستقبل!!! المستقبل- أي متى يعني؟ الحاضر- متى تأكدنا أنَّ لنا فيه شيئاً، وهو ليسَ أنتم بمفردكم. صراحةً، نحن نخاف من مستقبلٍ لكم لا مُستَقبَلَ لَهُ، لِذا، الخيم باقية «حاضرا»ً « » « » « » « »... الخ. عدد الاثنين ١ نيسان |
بيان
بيان فلنراجع بعض الشيء أين نحن اليوم. سبق أن قلنا، على أثر استشهاد (*) الرفيق الأعلى جوزف نصري سماحة، في تعبير أولّ حدوُدهُ صفحةٌ في جريدة، كائناً مَن أو ما كانت ــــــ قلنا، رداً على عنوان هذه الزاوية نفسها: «ما العمل؟»، ما معناه: اليوم اكتشفنا ما هو العمل. إنه ليس سوى: العمل نفسه. وقلنا أيضاً: «إلى العمل». هذا هو العمل وقد اهتدينا إليه أخيراً، اليوم. وقلنا أيضاً إن العمل كثير. أعزّائي القرّاء، أنا مَن اختار التصريح بذلك من بين «الرفاق» والزملاء، ولم أكن أصوغ جملةً إنشائية، كما أنه لم يكن تعبيراً انفعالياً. إني فعلاً شعرتُ بالحماسة الكبيرة لمزيد من العمل، لا شيء سوى العمل، وخاصة أن هذا العمل كثير، وكثيف. وربما وللاختصار وقتها، ضمن مقال في جريدة، لم أوضح تفاصيل أكثر من ذلك. إن العمل الصحافي، وعلى الصفحة الأولى، كما أراده بعض من مجموعة الجريدة ــــــ «الأخبار»، ليس أبداً المكان المناسب لطرح تفاصيل هذه المسائل ولا لأيّ من التفاصيل عموماً. إن العمل وكل عمل بالمختصر، تلزمه خطّة للعمل، كما يلزمه فريق للعمل، كما يلزمه مزيدٌ من التفرّغ والانخراط في هذا العمل. وهذا ليس كله مؤمّناً حالياً، ويجب ألّا يبقى الوضع كذلك... إن البلاد ليست، كما يقال، على شفير الهاوية. إنها تاريخياً وجغرافيّاً، كذلك، منذ خُلِقْنَا. إن محل الإقامة: شفير الهاوية. ورقم السجلّ، رغم تغيير «النفوس» والمخاتير لا يتغيّر، وهو في ما خصّني: 59. أعزّائي، اجتماعاتٌ كثيرةٌ بدأت هنا وهنالك، في هذا الخصوص، وهي حتى الآن غير كافية على الإطلاق. وأعدكم أن الشيوعيين (وهي، أي: الشيوعية، كبيرة جداً على مجتمعنا ويجب البدء أساساً بإيضاحها) أوسع وأقوى بكثير مما تظنون. وأكثر من يعي ذلك، هم الرفاق في حزب الله، يا للمفارقة. إن ذلك حاصلٌ فقط لأنهم جدّيون. بالمختصر، إن الأمور ستنتظم تدريجياً أكثر فأكثر، وضغط العناوين اليومية بما يسمّى شعبياً المستجدات علينا، سيخفّ، بل يجب أن يخفّ. فنحن نتكلّم عن صراع «ماضٍ جداً»، أي قديم بقدم تطور المجتمع البشري ومستمر حتى الانهيار الشامل لرأس المال على شكله المعولم الجديد. ملاحظة: إن الشيوعيين في لبنان على سبيل المثال، هم أنفسهم لا يعرفون حجمهم بالضبط، طبعاً فذلك مرتبط بالتفسير النهائي لكلمة الشيوعية. (*) راجع مقالة الأستاذ أنسي الحاج بعنوان: «موتٌ كموتكَ قَتْل». إن جوزف سماحة بالنسبة إلي أيضاً، مات وكأنه استشهاد قسريّ، كأنه اغتيل تدريجياً وبهدوء. عدد الخميس ٥ نيسان |
... واتبعني
... واتبعني عيسى: يا أخي ما القصة؟ أوليس لديكم شيء آخر، أنتم الروم الأرثوذكس، سوى معاكسة الموارنة؟ مخايل: أعوذ بالله مَن قال ذلك؟ عيسى: هذا أمر واقعي يا مخايل، راجع التاريخ في العهود والمراحل المفصليّة، سترى، بل يُخيَّل إليَّ أنكم تنتظرون الموقف الماروني حتى يصدر لتعاكسوه. مخايل: وحّد الله يا عيسى، ها هو عيد الفصح جاء مشتركاً هذا العام وقد عيّدناه معاً، روم وموارنة، ولم يسجّل أيّ حادث يذكر، حتى مصادر قوى الأمن والجيش أقرّت بأنها لم تسجّل ضربة كفّ واحدة، تصوَّر! عيسى: ربّما، لكن كل ذلك في المظهر، أما الباطن فغيره تماماً. الروم باطنيون ولا يظهرون ما يضمرون إلاّ بعد أن يعلن الموارنة موقفاً واضحاً، وقتها فقط تسمع بالروم ويكونون عادة على عكس الموارنة تماماً. مخايل: عيسى، أرجوك افهمني، نحن عادة نحبّ الصواب، لاحظ كيف أن الروم الأرثوذكس نادراً ما يفقدون صوابهم (إشارة من عيسى) لا تقاطعني أرجوك، وبما أن تاريخ «المارونية» في السياسة حافل وهم، بحسب الميثاق، الكلّ بالكلّ. عيسى: أنت تهزأ. مخايل: أبداً، إن الموارنة هم مَن يميّز لبنان، لكن الحاصل يا أخي، أنهم يمضون الوقت، وفي رأيي يضيّعون الفرص لإيجاد الصواب، وبدلاً من أن يجدوه، يجدون عوضاً عنه طرقاً لإضاعته. عيسى: غير صحيح، هذه نظريات أرثوذكسية (قاطعه مخايل): مخايل: دعني أُكمل، وبما أن الأرثوذكس يفضّلون أن يكونوا على صواب، كحال البشر عموماً، فقد تعلّموا مع مرور الزمن الماروني، أن ينتظروا حتى يأخذ الموارنة موقفاً ليأخذوا فوراً، دون جهد أو تفكير، الموقف المعاكس، فيجدوا أنفسهم على صواب. وبما أن «المارونية» مخطئة عموماً، عفواً، تجد الأرثوذكس دائماً على حق. عيسى: ما هذا الكلام؟ مخايل: صدّقني، ليست مسألة تفوّق أو عبقرية، إنها مجرد خبرة اكتسبوها بعد أسابيع على الاستقلال. *** الفرق بيننا وبين «محبّي الحياة ومريديها» الذين يتّهموننا بثقافة الموت وبخشب اللغة والتوابيت المرافقة، وبالاستشهاد والانتحارية، هو أننا اضطررنا لأن نكون انتحاريين وذلك لكسر الميزان المكسور تاريخياً بيننا وبين إسرائيل لمصلحتها. وقد نجحنا، لسوء حظ محبّي الحياة والربيع والربو والثورة البرتقالية التي انتهت البارحة بالضبط في أوكرانيا المُلْهِمَة، بالرغّم من أنها كانت، رحمها الله، أحقّ وأصدق نسبياً من «ثورة الأرز». فلا الأرز برتقالي ولا صحيفة «النهار»، فالديك مُزْرَقٌ كالمستقبل «الأسود السماوي» و«الحكيم» أبيض مثل الثلج، أما جنبلاط فـ«فوشيا». وخليط هذه الألوان، كيفما تغيّرت النسب، لا يعطي البرتقالي، إنه على ما بدا حتى الآن، يعطي مشاريع انتحارية لونها غريب ويضيف إلى العجائب السبع، ومنها أخيراً «البند السابع» نفسه، كمثل الحكومة الموعودة اللبنانية المؤلَّفة بموجبه، والأمم المتحدة هناك ونحن هنا! إن إسرائيل نفسها، اسألوا الإسرائيليين، تفضّل، وباستثناء مشروع دولتها، التعامل مع الانتحاريين على المشاريع الانتحارية. حكمة الأسبوع: إن المشاريع الانتحارية تنتج، سبحان الله، مزيداً من الانتحاريين لصدّها. *** ... بعدها، وقف «سيّدنا» بهدوء، واتّجه صوب صخرةٍ ناتئةٍ مجاورة، واستدار موجّهاً حديثه إلى تلاميذه وبعض الرهبان (لم تذكرهم الأناجيل). سيّدنا: أنتم مِلْحُ الأرض، هل فهمتم؟ الكل: (يهزّون الرؤوس موافقين). سيّدنا: وإن فَسَدَ الملح، فبماذا يُمَلّح؟ راهب: بالثوم يا معلّم! سيّدنا: «سدّ بوزك» واتبعني يا محترم (مشى ثم التفت) وأنتم أيضاً اتبعوني! وعاد سيدنا ودخل الهيكل متشنّجاً واتّجه إلى زاويةٍ حيث التجار اليهود يعيثون فساداً. عدد الجمعة ١٣ نيسان |
«Al Hiwar»
«Al Hiwar» ـــــ 8 آذار: (عربي مَحكي) خِدلَك شَقلِة عا مقابيلي (أي: احملْ معي). ـــــ 14 آذار: (عربي ـــــ أكثرية) ?Keef yeeni (أي: كيف يعني؟ بلغة 8 آذار أو آذار بمجمله عادة). ـــــ 8 آذار: (موضحاً) شقلة شقلة! ـــــ 14 آذار: ?c’est quoi cha’leh (أي: ما هي الشقلة؟) هنا توقف الحوار. كيف يمكن هذا الحوار البسيط ألاّ يتوقف وبالتالي يستمرّ؟ هنا السؤال. يبدو السؤال بسيطاً وربما سخيفاً، إذ إنّ «الشَقلِة» ليست مهمّة وطنية. وإذا افترضنا أنّ «عا مقابيلي» أيضاً غير مهمة لا بل سخيفة، تبقى لدينا كلمة: «خِدلَك»، وهي وحدها لا تعني شيئاً، أو بالعكس قد تلتبس على بعض الناطقين من 14 آذار، لكونها مشتقّة (دون أن يعرفوا معنى مشتقّة، وهذا أيضاً ليس مهمّاً) مشتقّة من فعل: أخَذَ ــــ يُؤخَذُ ــــ لذا ربما فُهمت «خِدلَك»، خطأً، أنها: «خود»، وما أدراك ما هي: «خود». إنها «خُذ» بلغة قريش، بالتالي دار الإفتاء أيضاً، وربما فُهمت بسبب سوابق التفاهم العالي بين فريقي آذار، كشتيمة بذيئة. وهي لا ناقة لها ولا جمل. وهنا أيضاً الناقة لا تُتَرجم. ربما الجمل، لكونه صورة الشرق الدائمة المختَصرة التي روّجها الاستعمار من الميدان حتى الثقافة، منذ بدايات الألفية السابقة حتى اليوم وربما حتى النصر. التحليل طال لكنّه ضروري. فالمشكلة ليست في هذه الجملة من الحوار، المشكلة واقعة مع بدء أيّ حوار، وخاصة، طبعاً، المصيري الوطني العام منه، الملحّ جدّاً. فهلاّ تفضّل بعض حلفاء 14 آذار المتشدّقين عادةً، وخصّصوا شيئاً من وقتهم للترجمة بين بعضهم، قبل الانقضاض على النصف المعطّل وشروط المحكمة الدولية وآخره تسليم بل تنظيم سلاح المقاومة؟ أين شباب الجبل التقدمي الاشتراكي من الترجمة؟ فالعزّ عموماً بالعربي. أين البيك الذي ورّط الجميع بالتجمّع والتحالف ضدنا أوّلاً ومن ثم ضد باقي العرب الممانعين بدءاً بسوريا؟ تَرجِموا لحلفائكم أولاً. إنّ أكثرية أهالي بيروت والسنّة عموماً، يفترض بهم أن يعرفوا ما هي «الشَقلِة» وأين هو «مقابيلي»، فأين هم من الترجمة أيضاً؟ ربما أقليّة شابّة منهم تكثر لغوياً من الـpeace والـ In والـ cool صلّى الله عليه وسلّم، لا تعرف هذه العبارات «المتوحّشة» و«السافلة». لذا فالترجمة هنا مصيرية بالتلازم مع الحوار، وإلا فإنّ انفراط عقد 14 آذار لم يعد بعيداً وبالتالي مَن سنحاور بعد ذلك لا سمح الله؟ أين دريد ياغي؟ أين أنت يا أكرم؟ «حَيلَك عالحلفا!»، أظنّك والجبل تعرفان ما «الحَيل» ولن نضيّع وقتنا بترجمتها لمن لا يعرف ما هي «الشَقلة». أين القحباء لا تترجم؟ فهي عموماً، بالإضافة الى اللغات المحكية، تتقن لغات إضافية إيمائية وأيضاً بالعيون. أين الشاعر المخضرم طليع حمدان؟ أين زغلول الدامور الذي هجّرته «الحركة الوطنية» بهفوة لا تُغتفر ولا نحبّ أن نتذكّرها، لكنها ليست بحاجة، لأنها، بحدّ ذاتها، لا تُنسى. أين «الريّس» سليم دياب الذي يعرف، على الأقلّ، لغات ثلاثاً بالإضافة الى «اليابانية الحصرية» لتعدّد الوكالات التجارية الإنسانية التي يتربّع عليها... ترجموا بعضكم لبعضٍ يا إخوتي ثم ادعوا للحوار. أو أرسلوا أحداً يتكلّم العربية العادية. أجل، إن الرئيس السنيورة بليغ بالعربية وكان من الممكن أن يفي بالغرض لكنّه غير متمرّس بـ«المنطق»، لذا يمكنكم، ولاختصار الوقت، أن تنسوا الترجمة ربما، وتُرسلوا شخصاً الى جانبه منطقيّاً نوعاً ما، حتى نبدأ هذا الحوار. لقد تأخر فعلاً لكنّه لم يزل لدينا بعض الوقت. يعني «يلعن إخت هالشَقلِة»!!! *** بالمحبّة والـ E-mail كِل شي عم نِبنِي بالـ weil عدد الاثنين ١٦ نيسان |
معركة أخرى
معركة أخرى ظننّا في البداية أنّه بارد الأعصاب، فتبيّن مع الوقت أنّه بليد، ليس إلّا. وصار يُفترض بنا، منذ تلك اللحظة، أن نكون باردي الأعصاب كي نتحمّل بلادته. هذا كل ما في الأمر. يبدو الأمر بسيطاً، كلّا إنّه ليس كذلك، فهذا أيضاً نوع من البلادة في الاستنتاج. أعزّائي، إنّه لم يفعل أدنى شيء، حتى. لم يتقصّد حتى إفهامنا بلادته، فهو بليد وقد اكتشفنا ذلك لاحقاً. نحن من ظننّا أنّه بارد الأعصاب، ثمّ عُدنا ودُهشنا لاكتشاف البلادة. نحن من يفعل الشيء وعكسه، نحن من يبدّل في المواقف، وهو ثابتٌ وبليد. نحن المخطئون إذاً، فالوحيد الذي لا يخطئ هو من لا يفعل شيئاً. نحن من حاول أن يحلّل، ويتذاكى ويتعمّق في التفكير الخاطئ. لقد كسب المعركة دون خسائر تُذكَر: إنّ خسائره صفر. يبقى علينا الآن أن نفكّر قبل أن نفكّر، حتى لا نفكّر بشكل خاطئ، هذا إذا أردنا أن نكسب المعركة. عدد الاربعاء ١٨ نيسان |
علميّاً
علميّاً يجب، بعكس كل الولولة، فضلاً عن المناحة الدائمة والمجانيّة أحياناً، الاعتراف بأن أكثر المتضرّرين من أيّ انفجار هو: القنبلة نفسها، أي المنفجر، بالاختصار. فهذا ربّما أفضل إثبات على أن البادي دوماً هو الأظلم، وبالتالي الأكثر انطلاقاً. عدد الجمعة ٢٠ نيسان |
علميا2
علميّاً آخر كلمة في مقال زياد الرحباني يوم الجمعة الفائت كانت في الأصل شيئاً وحوّلها الخطأ المطبعي شيئاً آخر. لذلك نعيد نشر المقال، بالإضافة إلى مقطع آخر مستقل. يجب، بعكس كل الولولة، فضلاً عن المناحة الدائمة والمجانيّة أحياناً، الاعتراف بأن أكثر المتضرّرين من أيّ انفجار هو: القنبلة نفسها، أي المنفجر، بالاختصار. فهذا ربّما أفضل إثبات على أن البادي دوماً هو الأظلم، وبالتالي الأكثر انظلاماً. *** تنظر إلى عينَيْ امرأة معيّنة أحياناً، فتشعر أنّ لديها عيناً ثانيةً داخلً العين الأساسية، لكثرة البُعد، أو العمق في الغموض ضمن نظرتها. والعين الداخلية الثانية أصغرُ طبعاً. وتشعر أيضاً، إن حدث لك ورأيتَ الأستاذ جهاد أزعور، يبتسم مرةً، أنه على الأكيد، وزير المالية. المالية والرعب. عدد الاثنين ٢٣ نيسان |
علميّاً (2)
علميّاً (2) من الخطأ أن يؤخذ المواطن بـ«البروباغندا» (أي التسويق لفكرة) التي تضع دوماً الكميّة في مواجهة النوعيّة. والحديث هنا عن الفكر الرأسمالي وإعلامه على الكوكب. (لسنا إطلاقاً في معرض الحديث عمّا ورد في تاريخنا الماضي القريب عن جدلٍ حول الكميّة والنوعيّة، أرجوكم). إن مواجهة الكميّة بالنوعيّة لدى أصحاب رأس المال، وفكره طبعاً، المتزامنة دوماً مع الترويج لفكرة: أن النوعيّة هي هاجس النظام الرأسمالي لا الكميّة، هي أكبر أكذوبة كلاسيكية ركنت إليها الرأسمالية لإقناع الناس بحسنةٍ ما فيها. في نظامها المدموغ كيفما لطّف وجهه المتوحّش، بالاستغلال الحرّ والمفتوح للإنسان، حتى آخر برهة قبل أن يفطس. هذا الاستغلال الذي لا ينكره رأس المال، بل يلعب على تجميل مفرداته، تارةً بالمبادرة الفرديّة وتقديس الملكيّة الخاصّة، وطوراً بالمنافسة من أجل النوعيّة. وهذا، بحسب الرأسمالية، ما يجعلها أرقى وأكثر إنسانيةً وتطوّراً (!) من الاشتراكية. وإن سلّمنا بوجود واستمرار هكذا جدل، وإذا كان لا بد من خيار، فأنا دوماً مع الكميّة، يا إخوتي، وخاصة أن دعاية الرأسمالية حفظتُها وأول شيء فعلته أني جعلتها لا تنطلي عليّ. إذ ماذا تفعل الرأسمالية المدافعة عن النوعيّة بالكميّة، عادةً، سلعةً كانت أو بشراً؟ هل مرة أهملتها تاريخياً؟ هل مرّت مرّةً عليها مرور الكرام؟ هل تركتْها مرّةً بسلام؟(*) وما موقف الرأسمالية إذا طوّر نظامٌ معيّن (وهو موجود على الأرض) كميّةً من النوعيّة؟ ما المشكلة في ذلك؟ وإن كان فعلاً لا مشكلة في ذلك، إذ إن هذا كان ربّما أحد أهداف الرأسمالية نفسها، زوراً!!، لماذا تعاديه؟ (أي النظام المذكور). أساساً، ما مستقبل النوعيّة إن أصبحت كلّ الكميّة نوعيّة؟ لقد أصبح الشيئان شيئاً واحداً واسمه، أو: «النوعيّة» أو: «الكميّة» أو: «النوعيّة الكميّة» أو: «الكميّة النوعيّة». أظنّ أن الرأسمالية ليست في وارد هذا النوع من الهم، بدليل أنها بشّرت وما زالت، بأنهما شيئان ومتناقضان. وأنها بين الشيئين، تفضّل النوعيّة. أما لماذا تحاول أن تشتريَ أو تبتلعَ أو تُغْرِقَ أو تُحاصِرَ أو تحتلّ (ولكل مقام مقال) كلَّ الكميّة بل الكميّات؟ لا جواب واضحاً في ذلك، لا في الاقتصاد ولا في السياسة ولا في الأخلاق ولا في البورصة ولا في مجلس الأمن، إلى آخره. لماذا هي مضطرّة لإرسال ثلاثين ألف جندي إضافي إلى العراق، مثلاً، إضافة إلى مئة وعشرين ألفاً (مثلاً)، إذا كان جيشها هو عنوانَ النوعيّة، بل خلاصتَها؟ أليست كبيرةً هذه الكميّة؟ أوليست أكبرَ بكثير، وخاصةً إذا كانت كلُّها نوعيّة؟ (وهذه نسبية). إن المشكلة، هنا مثلاً، أنّ القوات الأميركية، تواجهُ مقاومةً نوعيّة، والأسوأ أنها كميّةٌ من المقاومة النوعيّة. والسلام عليكم. * لنا عودة إلى هذه النقطة، وللبحث صلة. (يتبع بعد غد) عدد الاربعاء ٢٥ نسيان |
علميّاً (3)
علميّاً (3) ... وبالعودة الى المقالة السابقة حيث أشرنا الى نقطة أساسية هي: ماذا تفعل الرأسمالية المُدافعة «علناً» عن النوعية، والمقصود: ماذا فعلت تاريخياً بعلاقتها مع الكميّة؟ إنّ مبدأ رأس المال مبنيٌّ أساساً على المُراكمة ← التراكم. أي: تكبير الكميّة مهما كانت النوعية. إن مفهوم الربح، بكل بساطة، هو = الكمية الكبرى من السلعة أو المال. إن السلع نوعيات، أمّا المال فهل له نوعية؟ - كلاّ. قد يكون له نوع بمعنى «العملة» أي: monnaie . لذا يحرص رأس المال على أن تكون كمية الأرباح، نموذجياً، بكلّ العملات. إن المجال الأسهل لاستيعاب مفهوم الكمية والنوعية، هو باب السلعة والسوق. ملاحظة: نتناول هنا مفهوم الكمية والنوعية، من أحد جوانبه الاستنتاجية الفلسفية، ليس إلاّ. إذ أنّه لا يمكننا الدخول في الجانب الاقتصادي منه - أولاً: لأنّ شكل العمود الصحافي هذا، ليس المكان المناسب. ثانياً: لأننا لسنا المتخصصين الموصوفين في هذا الموضوع، خاصة أنه يؤدي حكماً الى مبادئ «الاقتصاد الرأسمالي» وقواعده. وأصغر عبارة مركزية فيه: العرض والطلب، فائض الانتاج، القيمة الزائدة، نسبة المال مقارنة بالعملة، التقسيم الطبقي المعاصر، تَمَركُز رأس المال، تحديد البروليتاريا الجديدة في عهد العولمة الحديث بإذنه تعالى، ألخ... لذا، أَقترح هنا، واذا استمرّت المداخلات على موقع «الأخبار»، ردّاً على مقال «علمياً (2)» على شاكلة ما ورد حتى اليوم، ان نُحكِّم أو نُحيل هذا البحث على دكاترة في الاقتصاد مثل: كمال حمدان أو شربل نحّاس، واذا استدعى الأمر، الوزير السابق الدكتور جورج قرم (لحياديته ربّما). ... إذاً، إن رأس المال يفضّل السيطرة الكاملة والدائمة على الكميّة وحركتها، تصاعدية كانت أم تنازلية. مثل أن يقلّل من الكميّة المعروضة من السلعة X، ليزيد الطلب عليها ← زيادة لاحقة في المبيع. أي أنّ نقصاً في الكميّة (سلعة) = زيادة في الربح (مال). وكلّ ما نتعاطى فيه هنا هو: كميّة. إن حلم رأس المال المرتبط باستمراره وتناميه، هو الامساك بطرفَي الكمّيتَين: كميّة السلعة + كميّة المال (هنا طبعاً). فأين النوعية المزعومة؟ أين شعاراتها والرايات المرفوعة على المجمّعات الضخمة وفوق الطرقات الرئيسية، حتى على المناطيد الطائرة فوق ربوع بلادي؟ إن النوعية المذكورة موجودة أساساً في التسويق الاعلامي- الاعلاني وشعاراته «المثالية» وصور نسائه والأطفال، ناهيك بما تبقّى من الشجر والجبال، أكثر بكثير مما هي في السلع نفسها المتدهورة نوعيّاً يوماً بعد يوم، ولا أحد من «فلاسفة السوق» مهتمٌّ فعلياً بشرحها لجماهير المستهلكين عالمياً. هل لدى رأس المال المُتنافِس، كما هو يريد ويُطالب، وقتٌ او همٌّ او حتى مصلحةٌ في تحسين النوعيّة؟ (خاصة في عصرنا اليوم، وبسبب المنافسة نفسها) (*). اذا كانت الكميّة من الربح ستتأثر، خاصّةً لأسبابٍ حتمية مثل كلفة النوعية ← هبوط في كميّة البيع ← ربح المال = لا يُمكن. هذا خيال علمي يُعرَض بعد منتصف الليل، وهل رأس المال هو الامام عليّ رضي الله عنه، وعن سيّدنا المسيح ليفعلها؟ ليرتكب «حماقة» أن يمزّق معطفه الوحيد الى نصفَين لِيَكسو برداناً لا يملك معطفاً؟ أو ليَعجَب كيف لا يخرج جائعٌ على الناس شاهراً سيفه؟!! إن السيف أساساً، وبحسب رأس المال اليوم، مظهرٌ لا رَيب فيه من الظلاميّة (من أين تأتي؟ رأس المال لا يعرف ولا يفهم فهو يرى فيها عجيبةً كَونيّة). إنّه، حالياً، الارهاب وانتهى الموضوع. عفواً لم ينته الموضوع، ينتهي فقط بعد القضاء الكامل على الارهاب طبعاً (!!) وحتى ذلك الحين، وبما خصّنا، نتابع يوم الأربعاء. إذاً، يتبع. عدد الاثنين ٣٠ نيسان |
والله هالمواضيع ممتازة ولا ارقى بس ياريت تنزلهن موضوع موضوع لانو هاي مجموعة مواضيع يعني لتخلي الناس تقراهن واحد واحد بلكي حبو يناقشو مو من شاني لاني قريتهم من قبل بس مجرد اقتراح وشكرا ماد :D:D |
إعادة برمجة
إعادة برمجة يعزّ علينا، أعزائي القراء، أن نقطع موضوعاً محدّداً بدأنا به، تحت عنوان «علمياً»، عدّة مرات. مرّة لتقديمه، لكونه ليس محلياً أو متابعاً للحدث اليوميّ، ومرّة لطبيعة موقعه غير المثالي في الصفحة الأولى من الجريدة، ومرّة لشكله الذي أشكو منه شخصياً، ألا وهو «العمود»، حيث السطر العادي الواحد يُقسّم إلى ثلاثة سطور وأحياناً أكثر، وهذا ما يؤثر سلباً على موضوع يحتوي على بعض المعادلات التي تحتاج إلى رموز وإشارات هي أقرب إلى العلميّة من السرد. وكل ذلك بالتزامن مع ما «يَعُرُّ» علينا أو يهتِكُ أو يفتِكُ بنا من مواقفَ سياسية في بعضٍ من أيامنا الحالكة، أو لنقل من الأول: بالتزامن مع ما يُنْزَلُ بنا من المواقف، أو عفواً ومن جديد: من صلابةٍ في المواقف الرسمية المسؤولة كلياً ــــــــ حصرياً. والرسمي هنا يعني: «الأكثرية». بالتالي: غير المُمثِّلة للكل. فهي، برأيي إمّا: أكثرية «غيبوبيّة»، أي: لحظيّة ــــــــ عدديّة طارئة، وإمّا: أكثرية آنيّة ممطوطة زمنياً وكأنها معالجة جينيّاً لتتمدّد أشهراً إضافية أكثر من تركيبتها الطبيعية، أو: أكثرية سُبَيْعيّة وبالتالي نتيجة لعملية قيصريّة كنعانيّة سبقها حلفٌ قيصريٌ رباعيّ.....لقد صاموا وعادوا إلى عدوان تموز الماضي بشكل أبشع يا أخي.بالمحصّلة، هذه ليست بمقالة، إنها محاولة لوضعكم معنا في الجوّ. فنحن سنضطر استثنائياً، وفي سبيل أن نتابع موضوعنا الأول حول الكميّة والنوعيّة، دون أن نترك في الوقت نفسه هذه الأكثريّة «تُخَيّلُ وحدها في الساحة»، وضمن إمكانياتنا المحدودة، لأن نغيّر هذا الأسبوع في أيام مقال «ما العمل» الثابتة. وعليه ستكون المقالة لهذا الأسبوع: أيام الخميس والجمعة والسبت، وإلى اللقاء في الغد. عدد الأربعاء ٩ أيار |
حضرات السيدات والسادة، حضرات الساهرين على الأكثرية، حضرات الرفاق المحترمين في حركة الرابع عشر من آذار، تحية وبعد... يؤرّقني شيء ما هو نفسه يومياً، فأنا أتخيّلكم، وقد عدتم يوماً وجلستم إلى طاولة الحوار مع هذه المعارضة، هذه المتوافرة حتى الآن على ما يبدو، وعلى رأسها حزب الله، وقد بدأ الحوار. في ذهنكم طبعاً نقاطٌ كبيرةٌ عالقة، أولاً: المحكمة الدولية والبند السابع، ثانياً: تركيبة الحكومة الوفاقية الجديدة وثلثها المعطّل أو الضامن، أو المرجِّح أو ما يمكن أن تكون قد أصبحت صفته المميِّزة وقتها، الله أعلم، ثالثاً: مصير سلاح المقاومة، ذلك إن تبقّى لكم وقتٌ كافٍ. إن ما يؤرّقني ليس ما سبق، إنه التالي: ترى، هل ستجدون بعد كل ذلك وقتاً لتبحثوا في «ثقافة الموت»؟ أو في «حب الحياة»؟ أو في العنوانين معاً؟ أشعر بأن بتّ النقاط الثلاث الأولى ممكنٌ رغم كل الوقت الذي مرّ عليها وهي معلّقة. إن البحث في «ثقافة الموت» و«حب الحياة» لن يكون سهلاً ولا مزحةً. سيبدو حينها كم أن الإهانة كبيرة، وكيف أن هذه العبارات نَحَتْ منحى الأبديّة ولا طريقَ للعودة عنها ولسوء الحظ. ما يمكن أن أتخيّله هو شيء من اللوم. (حوار) 1 ـــــــ نحن ثقافة للموت يا وليد بك؟ 2 ــــــ لا ليس الموت بمعنى الموت. غازي ــــــ يا إخوان، إن وليد بك لم يقصد حرفياً ما يقول، تكلّم عن حبّ الحياة بمعنى حبّ الحياة عموماً، أي إن شيئاً كالاعتصام لا يشبهه. 1 ــــــ وما هو حُبّ الحياة بالضبط؟ 2 ــــــ إن حبّ الحياة عبارة تقال لتُميّز الأكثرية ربما، ليس إلاّ. 1 ــــــ هلّا حدّدتم لنا ما هو الموت، ومن ثم ما هي الحياة؟ مروان ــــــ هذه مواضيع شائكة، بل فلسفيّة، دعونا منها الآن لضيق الوقت. 2 ــــــ طيّب إذاً فلنناقش ما هي الأكثرية. (ويستمرّ الحوار دون أيّ تقدّم أو تحديد ويتشتّت أكثر فأكثر). لن يكون لذلك مخرج. هي كلمات لا عودة عنها بسهولة، ناهيك بأن الحوار بين «عملاء»، قومٌ منهم للولايات المتحدة وإسرائيل، وقومٌ إيرانيون من ريف دمشق، سيكون، عموماً، حواراً ليس عن لبنان تحديداً. سيكون حواراً عن العراق وفلسطين على الأرجح. ولا مشكلة في النهاية لو «تعايَشَ» الموت والحياة، هذا ما يفعلانه دائماً. إنهما في أسوأ الأحوال يتعايشان كالمسيحيين والمسلمين. عدد الخميس ١٠ أيار |
(وأخيراً)
♦ ♦ ♦ (وأخيراً) ... ونحن أعزّائي، بين «حياتهم» و«الموت في الخشب» على أحرّ من الجمر والجمر نافعٌ للاثنين. وها نحن نردّد دوماً أنّ البادي أظلم. ولقد اتفقت معنا على هذا القول الدولي المأثور، حركتاهما الرابعة عشرة والثامنة (مساءً!) وهذا نادر أعزّائي القرّاء. نادرٌ طبعاً، ففيه اتفاقٌ ما وتامّ بين الحركتين على ثالثٍ غيرهما، دونما اتصالٍ مباشرٍ بينهما: إنّه البادي... إنّه البادي يا أولادي. إتفقتا على البادي وضدّه لأنّه الأظلم وهما موافقتان يا أحفادي. مناخُ الكوكبِ يتغيّر وثلوجُ القطبِ تذوب، وثقبُ الأوزون سيشوي أوروبا الوسطى ولن يتغيّر البادي، من زمانِ أجدادي. نحن نَظلمُ، الكلُّ يَظلمون ويبقى دوماً في القمّة، ونحن في أسفلِ الوادي. إنّه حاقدٌ مجنون، والظلمُ فيه عادي. تُنشِدُ ضدّه فيروز، يَظلمُ يَظلمُ لا يرحم حتى لو ضاع شادي. وهو نازيٌّ سادي. سوليديرُ حزينةٌ والروّاد مشتّتون، يبكي رئيسُ حكومتنا، تأتي صيدا تُسانِدُهُ والشرُّ على البادي بادي يبدو من أوصافه أنه مذكّرٌ، هل هُوَ أحمدي نجادِ؟ كنت أودّ ان أُكمل المقال، لأكشف باقي الأبعادِ لكنّ الوقت يُداهِمُنا والصحيفَةُ قد جهِزَت، وها قد تمّ إبعادي. يتبع ليس غداً، بل في باقي الأعدادِ. عدد الاثنين ١٤ أيار |
سلام على المعرفة
سلام على المعرفة عزيزتي أليكسا (Alexa)، سنحاول أن نهوّن الأمور علينا وعليكم. حين أقول نهوّن، أقصد، نحن مجتمعين في هذه الصحيفة الشابّة المبتدئة، المكروهة والمتحمّسة، الطموحة ككلّ الصحف والشباب عموماً وليس حصراً ولا حاليّاً ربما. أقول مجتمعين، وقد اجتمعنا بالفعل آخر مرّة، يوم الأحد الفائت على 13 أيّار، أي منهُ وأيضاً عَلَيه، والربيع لم يُوَفّق بعدُ كليّاً بنا يا إخوتي. هو ووَبرُه اللامتناهي، المتألّق خاصّة في أجواء بيروت الصابرة عليه وعلى صَحبِه، على ضيفه وصيفِه وأهلِه. اجتمعنا لنهوّن علينا وعليكم بعض أمور جريدتنا المتنوّعة نوعاً ما وما زالت في البداية، والمستمرّة نسبياً رغم فقدانها للرفيق الأعلى سماحة. هذه الجريدة الصادرة، آخر أيّام المغول منتصف صيف 2006، على عيون ومسامع «مجلس هولاكو الأعلى للغزو والسَبي». هذه الصحيفة المكروهة والمحبوبة جدّاً، يا إخوتي. فالصفتان تأتيان في الظرف المختوم نفسه عادةً وبالتساوي. كيف ولماذا بالتساوي ودوماً؟ الله العليم. لذا يكفي أن نعرف: الى أي مدى هي محبوبة في هذه اللحظة من مؤسسة Alexa.com مثلاً للإحصاء، لنعرف بالضبط كم هي مكروهة. إنها «مكروهة» حالياً، نسبة الى غيرها من المواقع على الانترنت، بقدر ما الولايات المتحدة مكروهة في لبنان. في لبنان والمهجر. لذا، هذا فخرٌ لنا. فنحن في هذه اللحظة... ممتاز! ونحن ماضون، الى مزيد من الكره والنجاح بإذنه تعالى. ملاحظة: كنّا قد اجتمعنا كما ذكرنا، وجَلَسنا طبعاً، لنبحث من ضمن ما كان مطروحاً للبحث، موضوع كيفية الاستمرار في موضوع «الكميّة والنوعية» ضمن هذا العمود. وقد ارتأينا بعد البحث والتدقيق أنّ العمود، عمود. وأنّ كلّ موضوعٍ يحتاج الى بعض الإشارات والرموز العلمية ـــــ الحسابية، يكون أوفر حظّاً للوضوح ومن ثم الفهم، بصيغة سطر أطول من سطر العمود. لذا، يُفترض بنا أن ندرس صيغةً أخرى لنشر ما تبقّى من الموضوع المذكور مع إعادة تذكير بمجمل ما سبق. عدد الخميس ١٧ أيار |
فعلاً ما العمل؟
فعلاً ما العمل؟ كيف يمكن أن تعمل مع إنسان لا يحمل ساعة يد؟ ولا ساعة حائط طبعاً، فهي كبيرة على اليد. ولا أيّة ساعة اخرى متدليّة مثلاً من أُذنه أو ملفوفة حول الرقبة من تصميم «غوتشي»، ولا مثبّتة في مناخيره يخرج الكوكو منها كلّ ساعة؟ في أيّة ساعة يأتي إليك؟ أيّة ساعة يتصل بك ليأتي إليك أو يلغي الموعد؟ وبناءً على ساعة مَن يكون في طريقه اليك؟ وإن وصل، فهل يعرف أية ساعة وصل، وكيف يعرف إن هو وصل على الساعة المُتّفق عليها؟ وإن أتى قبل الساعة المذكورة او بعدها، فكيف تقنعه بأنه أتى باكراً أو تأخّر؟ ما الذي يمنعه من أن يقول لك إن ساعتك غير مضبوطة «تماماً» !!!؟ وبمَ سيُجيبك إن سألته: في أيّة ساعة يعتقد أنه سينتهي من هذا الجدل ومن ثم العمل الذي تكفّل بإنجازه؟ في المقابل، كيف تعمل مع إنسان ثانٍ يحمل ساعة يد، وحين تسأله في أيّة ساعة سيأتي؟ يجيبك: لن أتأخّر. يتأخر عن ماذا، عن أيّ، عن أيّة، عن متى؟ إن هذا المواطن الثاني، المواطن عُنوةً عنك وعن الدستور والاستقلال والذي، نكاية بالمجتمع كلّه المدقِّق معه، يحمل ساعة اليد رغماً عنه، يُفترض أن تُشترى منه هذه الساعة وبثمنٍ مُغرٍ، ثم تُهدى الى المواطن الأوّل البوهيمي المؤمن بالنبات ومريم نور وانتصاف الشمس والنهار. فهو يستأهلها أكثر من الثاني. فعلاً أعزّائي، ما العمل مع الأول ومع الثاني؟ ما هذا التعاطي الواثق تجاه الوقت والزمان وبالتالي الأمكنة، ما اسم هذه الجهوزية العجيبة تجاه العمل والإنتاج؟ أعزّائي، أيّها القرّاء، ويا أيّها الرفاق منهم، إنّ كل شعب يعتبر كلمة: «شَغّيل» إهانة هو شعبٌ سينقرض، وقد بدأ بالفعل. لماذا؟ لأنه، لفراغ وقته وإساءة استعماله للوقت، سَيُساق. قد يُشرى، قد يُباع. وسيستخدمه الآخرون حاملو الساعات المخطّطون على عدد الثواني، المهتمون بالفرق بين الرقم 100 والرقم 98،65 مثلاً والذي هو 1،35 // واحد فاصلة خمسة وثلاثون // والذي إن ضُرب برقم 1000 يُصبح 1350 // ألف وثلاثمئة وخمسون // وتغيب الفاصلة التي كانت بين الواحد والخمسة وثلاثين الى غير رجعة ويا للهول! فكيف يا إخوتي إذا ضُربت برقم 10 او 100 ألف، مهما كان نوع أو نوعية هذا الـ1،35 من الفرق؟ أكان: زيادة على معاش أم غرامةً أم ربحاً إضافياً يبدو بسيطاً حتى أنّه لا يُذكر، أم نسبةً للسكّري، أم نسبة علامات أحد أولادكم أم نسبة تهريب في ساعة كهرباء «سنتر الجزيرة»، أو بأسوأ الأحوال وفي الأصول نسبة النموّ الاقتصادي الأزعور ـــــ السنيوري؟... إنّ شعبنا الذي يَمقت العمل بأكثريته الساحقة، وبالتالي فالـ«شَغّيل» إهانة، سيعيش وقتيّاً وبشكل مستمرّ في آنٍ معاً، وفي أيّة ساعة، حَمَلها أم لا، على استيراد اليد العاملة بكثافة ومن كلّ الجنسيات الجاهزة للعمل وسيحتقرها مهما فعلت أو حتى برعت. فهي تعمل والعمل إهانة وهو يكره الإهانة. بل يدعوهم الى الإهانة من خلال العمل. وهو، إن شعر بأنها ليست بكافية، (رغم الساعات الإضافية التي لا يشعر بها لكونه لا يحمل ساعة وإن حملها لا يستعملها إلاّ لتذكير الطبقة الأجنبية العاملة بأنّها تأخّرت خمس دقائق فجراً أو بأنّها أمضت دقيقة إضافية في التهام الساندويش خلال استراحة الظهر) سيُهينها بالكلام أيضاً. هذا الشعب نفسه سيُهاجر باستمرار الى حيث يُمكن له أن يعمل، لكن بالسرّ، في أعمالٍ يعتبرها مُهينةً فوق العادة. لذا قرّر أن يقوم بها بعيداً عن أرض الأجداد، الأرض التي تدمع عيناه عليها وعلى الحمّص. إنه شعبٌ يعاني مشكلة شخصية ثمّ اجتماعية. فكلّ من يعمل في السرّ لا يمكن أن يكون سعيداً كما لا يمكنه أن يعمل بأخلاق. وبالتالي سيكون، إن عَمِل، عاطلاً هذه المرّة، في العمل. فما العمل؟ إنّ هذا المواطن قد وجد جواباً وقتيّاً وبشكل مستمرّ حتى الآن عن هذا السؤال. يكون العمل بأن يكون هو «المعلِّم». وماذا «يعمل» المعلِّم؟ ينتظر تحويل النقود من مواطنيه العاملين بالسرّ في القارّات الخمس. فإن أتى التحويل، اغتنى واستقرّ واشترى «جِيباً» أكبرَ وخرج يدور به ويخلق الازدحام. وإذا كان الازدحام حاصلاً دونه، يشكو منه ومن «الحَيوَنة» الشعبية اللبنانية ومن شرطة سير بيروت ومن هيئة إدارة السير والآليات والمركبات التي توزّع رخص القيادة جِزافاً. وإن، ولسببٍ ما، في شهر كذا، لم يأت هذا التحويل: افتقده طبعاً و«افتقر» ومن ثم فَقِر. وراح يُمضي وقته مُكتئباً في نهر الفنون. وقتها، ينشغل باله على وضع الليرة فيسأل عنها، فيأتيه الجواب المباشر والمزمن: احتياطي الذهب ممتاز ولا خوف عليها، أي الليرة بفضل كذا وكذا... الى آخرها! طبعاً أعزّائي، ما دامت ديون لبنان لا ولن تُسدَّد، سنظلّ مدينين ويظلّ احتياطي الذهب ممتازاً «بشكل أو بآخر». السؤال هنا: ما أو من هما هذان «الشكل» أو «الآخر»؟ عدد الاثنين ٢١ أيار |
الذي عاد (عن سعد الحريري) - على متن طائرة فرنسية ولا تشبه عودة الخميني بشيء... (الذي عاد من منفاه الفرنسي إلى طهران) على متن طائرة فرنسية - كلمات من أحد مقالات زياد الرحباني في جريدة الأخبار من إحدى مقالاته قبل وقف إطلاق النار أثناء حرب تموز الأخيرة....
وشكراً يا madmax الرائع على تحف زياد الفنية بإشرافك... |
اقتباس:
نورت:D |
من يكون؟
من يكون؟ في النهاية، نحن الآن في هذه اللحظة، اذا أردنا أن نتداول بما هو حاصل في الشمال، مضطرون للقول إنَّ معارك شديدة مثلاً تتجدد على محور مخيم نهر البارد بين مواقع الجيش و... من؟ لن يختلف اثنان على أن الطرف الثاني هو: «فتح الإسلام». إن هذه التسمية أو الشعار أصبح بين ليلة وضحاها، موحداً بيننا، بين الأمِّي والذي يتقن العربية. بين الذي يقرأ صحيفة مرة في الربيع ومرة في أواخر الصيف وبين الذي يقرأ يومياً أكثر من صحيفة. بين الضليع بأخبار الاستعمار وعالمه العربي، وبين من لا يهتم إلّّا بحركة اليورو والاسترليني وعلاقتهما الغرامية المتأزمة مع الدولار الأميركي. «فتحُ الاسلام» اليوم، موحداً بين كل المذكورين أعلاه وبين من لا يقرأ ولا يسمع ولا يشاهد حتى إلّا أخبار نوال الزغبي او «ميشو شو» اذا كانت السيدة نوال مسافرة. وقد أجمعنا على أن هؤلاء المتمترسين بإحكام وإمعان داخل المخيم ليسوا تنظيماً أو حتى فصيلاً فلسطينياً، وهذا جيد، فهو يحصر الموضوع. كما أجمعنا على أنهم من جنسيات متعددة غريبة دون أن نراهم، وعلى أنهم يطلقون على أنفسهم اسم «فتح الإسلام»، الشهير!!!! إن في التسمية هذه، درايةً ومتابعة معمقتين لتاريخ المنطقة. أقصد المنطقة المعروفة بالهلال الخصيب (فلسطين ـــــ لبنان ـــــ سوريا). فكلمة «فتح» داخل مخيم فلسطيني، ماذا يمكن أن تعني بربكم! إنها، مهما كان نوع وعمق الالتباس فيها، لن تكون أبداً نوعاً من أنواع الزبدة الدنماركية! إنها فتح يا عالم، إنها قوات العاصفة، إنها، لو تذكرون: «فتح ـــــ لاند» (land). وكلمة الـ«فتح»، في الوقت نفسه مرتبطة بقوة، هنا، بالدين وتحديداً بالدين الاسلامي. لذا، فازدواج المعنى ليس مصادفةً ربيعية، خاصة إذا تَموضَعَ داخل مخيم، وراح يتسلّح. ثم إنه، ضد من يمكن أن يكون تنظيم كهذا، أو بالأحرى، أي إنسان عربي برأي الادارة الاميركية، سوى ضد الاميركيين؟ وهم في ذلك، ربما على حق. أمّا المصادفة الثانية فهي أن الادارة الاميركية تشجع كما شجعت دوماً، ومنذ أول ظهور للإخوان المسلمين في مصر، الحركات الدينية في مقابل الاشتراكية، ومهما كان الثمن. أكانت ناصرية أم بعثية أم ديموقراطية أم استوائية. تشجع ضدها وتتهمها مباشرة بالشيوعية، أي تسرِّع بالنيابة عنها في عملية تطورها نحو آخر مراحلها. وتأتي المصادفة الثالثة، والأكثر نجاحاً وإقبالاً جماهيرياً وهي التقاء فتح الاسلام أو علاقته المباشرة بتنظيم «القاعدة». وهنا كما تعودنا مؤخراً، تكون خاتمة الاحزان... الأميركية. القاعدة يا اخوتي هي اليوم، عدو الكرة الأرضية بامتياز، إنها البعبع الكبير، إنها أكبر بعبع في قصص الاطفال. هذا الذي لا يُقتَل لا بالرصاص ولا بالطيران ولا بالنار ولا بالكهرباء ولا قهراً طبعاً، فكيف بالحياء؟! من يكون أبو جندل؟ من هو بلال المحمود؟ من هم جماعة «فتح الاسلام»؟؟ وماذا ينفع أو يعني أن يتبعوا «القاعدة»؟ فمن هي «القاعدة» أساساً؟ ربما كانت فتح الاسلام فرعاً لها في لبنان بالتحديد، وكنا حتى البارحة نعتقد أننا نتبع، بحسب «القاعدة»، «جند الشام»، لكون القاعدة والجهاد ـــــ بلاد الرافدين، أبعد عنّا باتجاه العراق. كنا وبحسب علمي ربما ممثلين في القاعدة المذكورة بـ«نصرة الشام» أو «عصبة الاسلام». لقد كان تنظيم «أنصار الله» يبدو أكثر تغطية من «فتح الاسلام» المحلي، كما هي الجماعة السلفية الجهادية ـــــ مصر. لكن، وبعد كل ذلك، من هم كل هؤلاء؟ إنهم مجاهدون بلا شك وعدائيون وهذا واضح. لكن الاطار السري المشترك بينهم، لنشاطهم، يجعل الجواب أعقد. من يخترع كل هذه الأسماء؟! هل يخترعونها هم؟ طيب من اخترعهم، هم؟ ولماذا هم يزدادون كل يوم وتزداد معهم الأسماء والفروع إن كانوا فعلاً تابعين كلهم للقاعدة؟ أو ليس توحيد الجهود ضد الامبريالية الاميركية والأوروبية أسهل إن بدأ التوحيد بينهم بالاسم نفسه؟ (لقد نسينا «خليّة هامبورغ»، ربما كانت هي «القاعدة»!) من هو وأين هو أسامة بن لادن؟ لا يمكن أن يكون مختبئاً عند أيمن الظواهري. فأبسط قواعد الاختفاء والتمويه والحيطة هي التفرق. إن الشيء الوحيد الأكيد اليوم، وبعد أحداث 11 أيلول، هو أن برجي التجارة العالميين تعرضا لهجوم رهيب من حيث فاعلية الأداء والتنفيذ، وذلك قبل أن يكون إرهابياً. والشيء الأكيد الثاني هو أن الكاميرا الرئيسية التي صوّرتهما بوضوح، كانت مركزة في هذه الزاوية المثالية للرؤية، منذ أن بوشِرَ بصناعتها. إن الكاميرا هذه رُكِّبَت وجُمعت «في أرضها»، في هذه الزاوية الناجحة لتصوير انهيار البرجين بأفضل حلّة. يُقال، ويُقال في الإعراب فعلٌ مجهول، والإدارة الأميركية ليست مجهولة. إذاً، فالادارة الأميركية هي التي تقول ما يُقال، وهو أنَّ تنظيم القاعدة هو من قام بعملية 11 أيلول. أظن، أعزائي، أننا متى عرفنا من قام فعلاً باقتحام البرجين، ومن هم هؤلاء الذين عُمِّمَت واشتهرت صورهم ربطاً، أمكننا أن نعرف من هي «القاعدة» وبالتالي أين هي، وأين بن لادن وبالتالي كل الباقين. أمَّا الآن وإلى حينه فكل اسم وَرَدَ في هذا المقال: من يكون؟ إن الادارة الاميركية شخصياً، ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي، أين هي بالضبط ومن تكون؟ طبعاً هي لن تحتمل شخصياً، ظروف مخيم نهر البارد المعيشية. عدد الجمعة ٢٥ أيار |
لولا فسحة الأمل
لولا فسحة الأمل القرّاء الذين افتقدوا مقالات زياد في الأيام الأخيرة، يعرفون أن «الغايب عذره معه». لعلكم تنسون أحياناً أنّ هذا المشاكس الذي ينتهر عظماء الجمهوريّة وملوك الطوائف، وسائر العملاء والمقاولين والسماسرة، هو موسيقيّ أحياناً. موسيقي أساساً. موسيقي أولاً وأخيراً. لقد اختفى بغية الإعداد للقاء من نوع آخر. في «الأونيسكو» الليلة أو غداً، ستفهمون السرّ، وتسامحونه. موسيقي قبل كلّ شيء. إنه زياد الحقيقي، مهما قلنا وفعلنا. مهما ردّدنا كلمات أغنياته كأننا نكتشفها للمرّة الأولى، وتندّرنا بحواراته المسرحيّة الساخرة. مهما «فشينا خلقنا» ونحن نقرأ «ما العمل؟» (زاويته لا كتاب لينين)، أو استلقينا على قفانا من الضحك بمجرّد أن يظهر على الشاشة أو يظهر على المسرح. «أحداث حوادث لبنانيّة... طلع لبنان الجديد لحم بعجين»، كما يقول صاحبنا رشيد في «فيلم أميركي طويل» (1980). من كان يتصوّر أن هذا الفيلم «الأميركي» ما زال بعد أكثر من ربع قرن من الدم، في مشاهده الأولى؟. لعلّها اللحظة الأهم في حياة مؤلف موسيقي. الليلة ستقوم أوركسترا عالميّة بتأدية مؤلفاته، وسيكون هنا طبعاً على البيانو. هل تتصوّرون بيروت من دون بيانو زياد الرحباني؟ بيروت هذه الأيام مذعورة، شوارعها تخلو مبكراً، وأهلها خائفون من الأعظم. يأتي زياد ويقول اخرجوا لملاقاتي. بجملة (موسيقية) واحدة يمحو الكابوس. للقتلة يمد إصبعه الوسطى. للآخرين؟ يرسم... فسحة الأمل. بيار أبي صعب عدد الأربعاء ٣٠ أيار |
... في الأصل
في الأصل توضيح: لمرّة واحدة وأخيرة كلّما وردت كلمة: الأميركيون أو الأمريكيون أو الأميركيين أو الأميركان أو حتى الأميركانيين، لا يكون الشعب الأميركي هو المقصود. ولا الأوسترالي طبعاً، إنما هذه الإدارة الأميركية والإدارات التي أوصلت إليها. شكراً. الحزّورة: إذا كان أصل الإنسان سعداناً، وقد سلّمنا بالاثنين، فما هو إذاً أصل الدبّ؟ الجواب: الجواب في العدد المقبل(*) وخاصةً أنّ من المستحيل أن يكون الدبّ سعداناً. ولكنّ هذا يبقى غير مؤكد أيضاً. فلا علمَ أو بَحثَ متفرّغاً لأصل الدبّ بقدر ما هو مهتمٌ بأصل الشاي الأخضر والإنسان، بالتالي السعدان. غريب! ما أصل الدبّ يا ترى؟ ما أصل السعدان أساساً؟ هل هو الدجاجة؟ وهنا لمجرّد لفظ كلمة الدجاجة، سوف تأتي كلمة البيضة الملازمة لها، ومَن قبل، البيضة أم الدجاجة أم السعدان أم السذاجة؟ ما أصل هذا الحديث كلّه؟ إن الحديث يأتي في إطار الاستيضاح، ولمرّة أخيرة وطموحة، حول: ما هو أصل المشكلة بين المسيحيين والمسلمين في لبناننا العزيز؟ إن هاتين الديانتين، مختلطتان في العديد من بقاع العالم، ووضع اختلاطهما ليس مشابهاً لوضعنا إطلاقاً. وإن حصل وراح يتدهور، فأول ما يوصف به، طبعاً: اللبننة. ولماذا؟ الجواب: لأننا المرجعيّة. ففي هذا المجال الزاهي الغنيّ عن التعريف، نحن البيضة والديك والدجاجة، والريّس والبيك والخواجا. فكل خلافات عرقيّة أو دينيّة خارج هذه البلاد تقع، صحيح، لكنها تُحلّ بسرعة مقارنة بنا. لماذا؟ لأن فيها دوماً أكثريةً لطائفةٍ من الاثنتين أو الثلاث، تحسم الموضوع عموماً حرباً أو سلماً خلافاً أو اتفاقاً (وليس اتفاق الطائف طبعاً!!!). لذلك، فعلى الموارنة، والأصحّ، الإخوة الموارنة، أن يوقفوا الهجرة فوراً. ليس لأنّ أصل الإنسان سعدان أو حيوان، وأصل الدبّ مجهول، وأصل السعدان دجاجة. يجب عليهم بأيّ طريقةٍ وفي كل الظروف وقف هذا التذمّر والإحباط والخوف مباشرةً. وإلاّ فالأكثريات المذهبية الأخرى، أو إحداها وحيدةً، ستقضي، وبأمرٍ من الأميركان ــــــ الدببة والخنازير، عليهم. (*) ملاحظة: كان هذا هو العدد المقبل. عدد الجمعة ٨ حزيران |
يعطيك العافية كتيرمنيح بلكي العقول الناشفة ارتوت من بحر ثراء عقل زياد الواعي والمثقف والمتفتح باتم معنى الكلمة
|
الغضب الساطع آتٍ
1 ملف مرفق .
الغضب الساطع آتٍ في الرسم داخل الإطار: شابات وشبّان غاضبون بعد اعتصام المعارضة المتواصل للأسبوع التاسع والعشرين، يحتسون القهوة المرّة ليلاً, في مقهى «ستارباكس»- فردان. غاضبات وغاضبون حتّى تبدأ المحكمة الدولية أولى جلساتها، شرط أن تأخذ بعين الاعتبار قضية مذيعة الأن. بي. أن، كما طلب وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت. ويظهر إلى يسار الصورة شاب يتحدّث عبر جهازه «النوكيا» مع زملاء له في مقهى «ستارباكس»- الأشرفية، للتنسيق. عدد الاثنين ١٨ حزيران |
بين الأمثال
بين الأمثال
يبدو لنا مَثَلٌ لبناني قديم في غاية البساطة والاقناع، لسهولة صياغته لغوياً وسلاسة ايقاعه موسيقياً، وأعني المثل العامّي القائل: «عيش كتير، بتشوف كتير». أي بالفصحى: «عِشْ 52thiran، تَرَ 25thar». هذا، وإن كان أعزائي، هذا المثل صحيحاً، برأيكم وبحسب أهلنا على امتداد الأرياف والأطياف اللبنانية الصميمة، كيف تفسّرون ظاهرة سمير جعجع؟ واحدٌ من اثنين: أو ان المثل لا معنى له سوى الوزن والقافية وفوّار انطلياس، أو أنَّ الدكتور سمير، كلّما عاشَ كلّما «شَبشَب». *** أخبروني فجأةً أنَّ السيد، الاستاذ، سعادة النائب ومعالي الوزير أحمد فتفت، كان يوماً، في طرابلس، في الحزب الشيوعي اللبناني. أولاً: لم أُصدّق اطلاقاً. ثانياً: حينَ ألحّوا لدرجة وصَدّقت، كَرِهتُ حياتي. ثالثاً: المعذرة منه ومنكم. لكِن هل فهمتموني؟ وهل فهمتم الآن، ما معنى البادي أظلم؟ ملاحظة: لم أكره حياتي فقط، فقد كَرهت الحزب الشيوعي أيضاً. وعدت وكَرهت الاتحاد السوفياتي اسبوعاً كاملاً تقريباً. ـــ أَلَمْ تكره الوزير فتفت في كل ذلك؟ ـــ كلا، الوزير، لا! ـــ كيف ذلك؟ ـــ شيءٌ يفوق طاقته، شيءٌ أقوى من امكانياتنا الشخصية. لا ذنبَ للفتفت في ذلك ولا جَمَلْ، فسبحانه في ملكه. *** إنَّ الوضع اللبناني برمَّته لا يُعجِبُ لبنانياً واحداً منّا جميعاً. نُسَلِّمُ جميعاً بذلك رغم اختلاف انتماءاتنا والعقائد والأسباب المُحرِّكة. وهذا الاشمئزاز العام مفهوم جداً، لا حاجة «بْنُوبْ» لِشرح أي من أسبابه أو التفاصيل. فالوضع رغم ضبابيته حيناً وتَعَقُّدِه حيناً آخر، يبقى بعد هذا العمر، غايةً في الاشراق والوضوح. انه جَليٌّ يا أخي، كعين الشمس (كأنَّ للشمس عيوناً، أو كأنه يمكن لنا أن نرى عيوناً في الشمس إن وُجِدَت!). إنه، ورُغمَ الاعتصام والمحكمة الدولية ومزارع شبعا ولبنان وسوريا - فلسطين - اسرائيل - العراق - ورغم تواتر تواصل وتنافر رجال الدين والدنيا والآخرة، ورغم السفارات والتدخل والمواكب، التفجيرات والاغتيالات، الأمن الذاتي والسياحة والهجرة والموسم الزراعي الدامي والخليوي وسعر البنزين وربطة الخبز ووزنها وسعر الحد الأدنى نفسه! وسعر صرف الليرة وصرف العمال والمستخدمين والمتعاقدين (أهونهم)، ورغم اليد العاملة الأجنبية و«فتح الاسلام» و«فتح الانتفاضة»، و«فتح الحسابات» و«فتح المدارس» للمهجرين والتوطين واحتياطي الذهب وبنك المدينة الفاضل والفاضلة. وأخيراً، ورغم بازار الانتخابات الرئاسية المقبلة الذي بدأ، ولَيتَهُ ينتهي فوراً، وبالتالي، المرشحين المتداولة أسماؤهم وجحيم وقرف ورتابة التداول في نِسَب الحظوظ والفولكلور المرافق من «آخر خبر» و«يُقال» والتسريبات و«أسرار الآلهة»، و«أسرار الاليزيه» و«أسرار بكركي»، و«سر الكهنوت» و«كلمات سر السفارات»، ورغم حديث الساعة عن احتمال الحكومتين: خبرٌ واحدٌ أوْحَد مُطمئنٌ وسعيد، على هذا الصعيد، لِلُبنانَ جديد. مهما حصل، وكائناً من كان هذا الرئيس المقبل، لا يمكن، وبأي شكل من الأشكال ومهما تَعقَّدت، أن يكونَ وليد بك جنبلاط، مثلاً. ناموا وأبوابكم مفتوحة. عدد الخميس ٢١ حزيران |
أخبار الأيام الـ7 المقبلة
أخبار الأيام الـ7 المقبلة مقدمة: ... وكوني لستُ إطلاقاً، من المهووسين بـ«الديموقراطية»، ولا طبعاً، بالتفتيش عنها، إن وُجَدت، وَجدت في فكرة التأسيس لصحيفة كهذه وتجمّع الأسماء الذي سيعمل على إصدارها، مكاناً لا بأس به للتعبير، كونهم «ديموقراطيين»، عن الاشتراكية العلمية وشيء من الديكتاتورية بإذنه تعالى. زياد عاصي الرحباني عناوين النشرة: ـــ حزب الله: منذ 1999 مروراً بالتحرير و«Nokia 2100» ــــــ زلماي خليل زاد: من القرار 1559 حتى القرار 1701 وبنده السابع: تجريد حزب الله من السلاح ـــ وليد جنبلاط ومي شدياق: «لمَن يجرؤ فقط»، هذا المساء على «الشاشة الصبيانية للإرسال»... أي في مبنى جعجع حيث «لا يجرؤ الآخرون» ـــ فارس سعيد وتدريبات القاعدة لكوادر تنظيم المردة منذ آذار 2006 وصدْق التنبؤات العالم العربي: ـــ الطيور فوق دبي وزجاج الأبراج وارتفاع الحرارة الأخبار الدولية: ـــــ الجالية الفلبينية والـSunsilk ـــ المافيا الروسية: بوتين، سعد وبهاء الحريري (دبي ــــــ عجمان) حكمة الأسبوع: ـــ فلاديمير إيليتش أوليانوف: الإنسان والنشويات (حل لرغيف الخبز دون الحاجة لأي نضال نقابي أو طلابي) النتائج مضمونة ومذهلة... التعليق السياسي: لم تمر الأيام على «شي فاشل». زياد على حق اليوم كما كان بالأمس. هذا هو المزعج فيه وهذا هو اللامع. جريدة «الأخبار» ستحاول أن تكون مساهمة متواضعة لدرء الفشل عن هذا «الشيء» من أجل حرمان جيل لاحق من استعادة المسرحية، من أجل أن تمرّ الأيام عليها. جوزف سماحة عدد الثلاثاء ٢٦ حزيران |
من النشرة إلى التفاصيل
من النشرة إلى التفاصيل
... وقبل الانتقال كما وعدناكم، الى تصريحات زلماي خليل زاد، السفير الأميركي السابق في العراق، إنّما بصفته السفير الأميركي الجديد لدى الأمم المتحدة، هذه المرّة، وذلك مرّة - دفعة واحدة، بنيّة وفي سبيل أقصى ما هو ممكن من وضوح النوايا الأميركية وتحديد الاختصاص والدور وحصراً للعمالة وتوحيداً للشّر، وفي سبيل تركيز نضال شعوب العالم الثالث والأخير- فرع العروبة والبترول، تركيزاً في الزمان والمكان والأشخاص. بالتالي «تحديده وحصرها» (مبعثرة)، بنيّة تسهيل الانقضاض عليها، أي: هذه الفئة من شعوب العالم. فها أنا مثلاً أجاهر بعلمي وإدراكي لواقعة ترقية المدعو زلماي خليل زاد، من ــــــــ إلى، في فترة قياسية من تاريخ «الحدث اليومي المركّز في هذه البقعة من العالم العربي ومنه الى آسيا الوسطى فشرق آسيا حتى حدود سلسلة جبال تورا بورا، ومنها إلى محور و(بتصرف وdiversity)، القوقاز - جورجيا - اوكرانيا-- إلخ، أي: الرئيس فلاديمير بوتين. سيداتي سادتي، وقبل كل ذلك، جاءنا الآن ما يلي: وردَ، وخاصة من جانب صحيفة «الأخبار»، وعلى امتداد عمر شعار «أحب الحياة»، أي منذ ما يُقارب (± )سبعة أشهر، تركيز سلبي فيه من الهزء والتهكّم والاستخفاف والعدائية والشعور بالرغبة في الفرز على اساس الشعار أي: معه أو ضدّه، كَمُّ، أي وللربط والوصل في الجمل الطويلة كهذه الجارية الآن: ورد كَمٌُّ مِمّا سَبق منذ ما بعد «سيداتي سادتي» --- بداية هذا المقطع. مقطع جديد: أعزَائي القرّاء والمشاهدين (على الانترنت)، اننّا توضيحاً وتعميماً وبشكل نهائي نُحبُّ بالاضافة إلى الحياة، شعار: «أحب الحياة» أو«انا أحب الحياة» أو« ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() نحن الذين لا نحب هذه الحياة بحسب محبيها، نؤكّد أننا نحب الحياة ولكن خلافنا الاساسي، أي الخلاف بين 8 و14 آذار، سبحان الله، هو أننا ( أي 8 آذار! لكن هكذا دَرَج) لا نحب من هم كانوا حتى لحظة اعداد هذه النشرة هم حصراً وافتراءاً محبّي الحياة ودون غيرهم. أو انّهم بحسبهم أو بحسبنا عنهم، الداعون اليها والى حبّها. لا خلاف سوى على أنهم، ليسوا من يُسمح له أو يُقبَل من جانبه حب الحياة. وفي حال استمروا بما هم عليه من الحب الزائف والتَسَلُّط في الحب والحب في الليل خارج الخيم، فسنحب الحياة أكثر ونريهم كيف يكون ذلك ونمنعهم من حبها بعد الآن، علَّهم يذوقون. للاستفسار حول أسباب هذا الموقف غير المحب تماما، يرجى، الاتصال بقسم المحليّات في الصحيفة رقم هاتف: 01759597 ، او اي رقم من أرقام الجريدة المنشورة. وحتى ذلك الحين، نحن نحب «الحياة» لكن نفضل «الاخبار». لا تدعوا الفرصة تفوتكم. نتمنى لكم ليلة هادئة، خاصة واننا جميعاً في هذه اللحظات نحب الحياة في آن معاً. وتصبحون على خير. عدد الجمعة ٢٩ حزيران |
أخبار الأيام الـ7 (تابع)
أخبار الأيام الـ7 (تابع) بالعودة إلى نشرتنا، وفي العناوين: منذ عام 1999، العام الأخير ما قبل التحرير الأول عام 2000، وحداثة استعمال الهاتف النقّال (الخلوي) عسكرياً من قبل «حزب الله»، تحديداً الـ nokia 2100 حتى عملية «الوعد الصادق» _ 12 تموز 2006، ورقم نموذج الخلوي الذي تجلّى ومن دون منازع حول ساحات المواجهة من بنت جبيل الى الخيام مروراً بوادي الحجير. حيث زادَ هذا النموذج من المحمول تألقاً، بعد أن أصبح وخاصة في الحجير، جزءاً من السلاح الأبيض، ذلك جنباً الى جنب الصاروخ المعروف بالكوري susong-po، وهو بالأصل: at-3 sagger الروسي الاختراع منذ أوائل التسعينيات تحت اسم: 9M14 Malyutka، وآخر مقدميه: الايرانيون تحت اسم: رعد. لقد كان sagger من اهم مفاجآت التكنولوجيا العسكرية، هنا حيث يستمع الينا الاسرائيلي بكل اصغاء وشغف ورعب متوازن، كما يستمع غيره، معلّمه أحياناً، خادمه احياناً أخرى، هذا الأميركي الحاكم الطموح، السائر بطموح جامح لم يطلع مواطنيه، إلّا على اليسير اليسير منه. وكأنه مجلة خلاعية أو سرّ من أسرار الكهنوت البروتستانتي، إن وُجد. هذا على فكرة، ما يبرّر شكل الهبل أو الانهبال الأميركي العام امام كل نشرة أخبار غير رسمية _ شرعية _ أميركية أو حتى اعلامية خاصّة _ رسمية غير حرّة _ حرّة ديمقراطية غير أميركية!!!؟؟ لقد كان أمين عام «حزب الله»، «السيد حسن» يَعد بالمفاجأة ثم تأتي. إن الاطفال كلّهم وفي كل أنحاء العالم، يحبون المفاجآت. وقد تبيّن أيضاً اعزائي، أن الراشدين يحبونها أيضاً. لكنه تبيّن أيضاً ولسوء الحظ، أن الاسرائيليين لا يحبونها اطلاقا، وأعني المفاجآت. خاصة ان كانت تكنولوجية، وكيف بها ان كانت تكنولوجية {_ شيعية _ استشهادية؟ انها الكابوس الواعي المُستَيقظ. انها الكابوس النهاري، لا بل والصيفي والمُشمِس والحارق واللامحدود إلاّ بوقف لاطلاق النار، تأخّر كثيراً على اسرائيل قبل أن يأتي. انه كابوس لا ريب فيه ولا لبس فهو: FULL LIGHT. أي وبحسب هولييود: تحت إضاءة كاملة. والأصّح: بإضاءة قصوى. لقد اجتمعت التكنولوجيا الالمانية (بالمناسبة إنَّ الـNokia 2100 وتحديداً النموذج المعروف بـ NHE-4NX هذا الذي غزا أسواقنا منذ 1994 هو من صناعة المانية وليس فنلندياً كما عادَ وأصبح حتى اليوم) لقد اجتمعت باذن الله، وعن غير قصد، صناعات متطورة لدول متعددة بنفس المواصفات، على تأمين هذا «النصر الالهي». الالهي بعنوانه الكبير. فهذا ما يدل أيضاً (وهذا ليس موضوعنا اليوم) على انه، يمكن للنصر الالهي أن يُجَمّع كما أنَّ تجمع العبوات. وأعني هنا أنّه من تجميع صناعات أرضية _ انسانية _ مختلفة ومتطورة لحدود تقارب الأعاجيب أو الإعجاز بحسب لغة الانسان رغم أنها من صنعه. وما المشكلة وأين التضارب؟ إنَّ الانسان من عجينة وطينة ربّه الاله، ذلك بحسب هذا الانسان نفسه أيضاً. نعم لقد صنع هذا النصر ألمان، فنلنديون، كوريون وساهم فيه بعض الايرانيين وبعض العرب وكل جماهير العروبة (وهي متهمة بذلك حتى اشعار آخر). لقد ساهم بعض الروس أيضاً، المعذرة منكم وسلام على رفيقنا بوتين وعلى آله وصحبه وسلّم!!! لقد كان في الواجهة، لبناني جنوبي، شيوعي تارة، مجاهد في «حزب الله» تارة أخرى، يمّر عليه جنوبي من صور، صيادٌ بطباعه، طويل الروح والبال، كالموج الذي يعود ويتكسّر على شاطئها، فيحاول مجدداً وإلى الأبد ولا يتعب. هذا المواطن كان يمرّ على الاثنين ويزيل الفرق. لقد كان نصراً مشتركا إلهياً_ جنوبياً، من خِراج بلدة مروحين بسُنِّييها حتى حديقة الصنائع في الصنائع بسُنِّييها أيضاً مروراً بالضاحية الجنوبية طبعا، المُدَشَّمة_ المُسلَّحة إلى الابد. وتكره الشاي… ملاحظة غير إلهية: بَقيَ من مقالة اليوم مقطع قصير عن مواصفات الـNokia2100 التقنية _ يتبع غداً وإلاَّ ما رح نخلص! عدد الأربعاء ٤ تموز |
إرسال الـ 2100 (تابع)
إرسال الـ 2100 (تابع)
يقول كارل ماركس: إن الثورة البورجوازية على الإقطاع، كما الثورة الرأسمالية على الثورة البورجوازية، ستجلبان معهما، وبشكل طبيعي، السلاح نفسه الذي ستقضي عليهما به، ثورة «الطبقة الأكثرية العاملة». تبدو الجملة بسيطة جداً، أجل، ومَن قال إن حياة الشعوب الاجتماعية أعقد من ذلك؟ كل شيء على هذا المنحى، فعندما تفتح باباً لتدخل، يمكن لأيٍ كان أن يستعمله للخروج. المشكلة لا تكمن في خروج الناس، إن كنتَ تريد استعمال الباب للدخول فقط، المشكلة في مكان آخر، مع أن الموضوع يتعلّق ببابٍ فقط لا غير. إذاً المشكلة في الباب نفسه، ألا وهي: لا يمكن لهذا الباب أو لأي بابٍ غيره أن يبقى مقفلاً، فعند وجود «الحركة» على أنواعها: خروج أو دخول أو الاثنين معاً، إلخ... وعملية فتحه تصبح حتميّة = حتميّة تاريخية. وإن لم تفتحه أنت فسيفتحه أحدٌ آخر. لذا، فأنتَ لستَ لا المهدي المنتظر ولا المسيح الحقيقي، أنتَ = صدفة تاريخية. وقد تشرّفنا بكَ وبمعرفتكَ، أمّا بالنسبة لمواصفات الـNokia 2100، فهي مطابقة للّذي سبق، يعني بالمختصر: أكثر أنواع الإرسال الهاتفي وغيره أمناً، بالتالي، سريّةً، هو: الـ لا إرسال. فكيف يتم الإرسال إذاً؟ إلى الغد. عدد الخميس ٥ تموز |
حلو كتير ماد ..
يعطيك العافية منعود منقراهون شوي شوي . :D |
مادماكس .. شكرا جدا جزيلا !!!
|
اقتباس:
اي قريهون على مهلك مانا مستعجلين :lol: |
اقتباس:
نورت :D |
حـزّورة
حـزّورة ما هي العلاقة بين "السينما الصامتة" ووائل أبو فاعور(*) ؟ لم (ولن) يولد "الفاعور" الاّ الى أن نطقت السينما وأبى أن يحل عليها وعلينا الاّ صوتاً ثم صورة. وأجزم أنه لو وُلِدَ حقبة ولادة السينما الصامتة، لكان الوحيد في الفيلم الذي ينفذ صوته الى المشاهد، صوته المُعّل، المُغَرغِر، أمّا الباقون فيتحركون يفتحون أفواههم لاهثين، ولا نسمع منهم شيئا، الاّالفاعور! فهو يتكلم فوق حركات الآخرين وعنهم، يفيدنا عن أوضاعهم وماذا يقصدون، إنهُ الوحيد القادر على اختراق محدودية "الاختراع المنقوص". ماذا قلت؟... أعوذ بالله، ليس تلميذ العريضي، إنَّ غازي العريضي متكلم موهوب، يتقن فن الخطابة، ثم أن الفاعور تلميذ وليد بك جنبلاط شخصيا، لاحظهما!... هدوء الحبور نفسه، الحكمة نفسها! إن وليد بك مدرسة (في) "الحكمة" و"الرياضي" معاً... وإلاّ فكيف تظن شكلوا معا ثلثي المجلس النيابي؟ التوقيع: أكثرية صامتة المُتوقَّع: إنمّا للصمت حدود (*) شعور أبو فاعور بالمسؤولية عن صمتها. |
بعد العطلة القضائية
بعد العطلة القضائية في قراءة سريعة لحقب غابرة من التاريخ البشري، وبالعودة الى مراجع متعددة ومتفرّقة في نوعيّة تطوّر المجتمع الإنساني وكيفية هذا التطوّر، من مجاهل البدائية حتى ما بعد بدايات القرن المنصرم العشرين، نلاحظ كيف أنّ المرأة كانت الكائن الأكثر تعرّضاً للتغيّرات الجذريّة مقارنة بسائر الكائنات. فلقد تبدّلت علاقتها بالمجتمع ككلّ تبدّلاً دراماتيكياً، وذلك منذ ما قبل رسوّ مفهوم العائلة وتجسّد فكر الملكية المرافق لها، الى ما بعد مرحلة تبلور مبدأ الزواج كإحدى الصيغ الاجتماعية للاستمرار وحماية الذات والمكتسب. لقد كانت للمرأة في البدايات، المدوّنة طبعاً، سلطة أكبر. كانت لها هيبة واحترام. بل إنها لدى بعض الحضارات والأعراق قاربت القدسيّة، وأحياناً السحر. كان لها حضور في الوقت الذي كان فيه الرجل يقوّم بالجهد فقط وأحياناً بالعمر أو حتى العدد. هذا غريب فعلاً. ماذا حصل؟ في رأيكم لماذا عادت هذه البشرية وغيّرت رأيها يا تُرى؟ عدد السبت ٦ تشرين الأول |
بعد العطلة القضائية (أيضاً)
بعد العطلة القضائية (أيضاً) لا يمكن أعزائي، أن توجد العجيبة أو تكون إلاّ خارج ما سيأتي: إنّ هذه المرأة، أو غيرها، التي تغنّي، تنشد أو تقول أشياءَ كـ: «ليتني أستطيع أن أكون ظلّك حبيبي، ليتني غبار يمرّ من بعدك، سأظلّ أنادي حتى لو لم تجبني، ليتك تنظر إليّ خلسة قبل أن أنام لأصبح طيفاً من أطيافك العابرين الأبديين (وهنا تناقض!)... بعدما ابتسمت حبيبي زهّرت على يديّ حقول وانحنى سروٌ وصفصاف...» إنّ هذه المرأة موجودة بلا شكّ. لكنّك إن كنت تعتقد لبرهة واحدة، أنها ممكن أن تحتمل شيئاً من هذا وهي المرأة أو أي امرأة تحبّك وتريد يوماً العيش معك بهذه الصفات أو الظروف، فلا تعتقد ذلك أبداً. إنها أمّك يا حبيبي! إنها أمّك من تنبت على يديها الأشعار والسرو والسهول ومن نبت على لسانها المعسّل المكرّر!! إنّ المرأة التي تريدها عشيقة ورفيقة للعمر، تملك تجاهك مجموعة من المشاعر والتفاصيل، لا تُنظم ولا تُغنّى على الإطلاق حتى إنّ البعض منها يباع في الفرمشيّات. لا عليك، استمع الى الأغاني، هذا أفضل وغيِّر الموضوع. عدد الاثنين - 8 - تشرين الأول |
...في القضائية أيضاً
...في القضائية أيضاً هذا، وبعد انتهاء العطلة القضائية، وبعد مرور عام على صدور صحيفة «الأخبار»، عاد النشاط إلى الجسم القضائي اللبناني وإلى الملفّات العالقة الكثيرة، وخاصة أمام المجلس العدلي، ولنا رجوع إليها. أما اليوم، وللمناسبات المذكورة، فقد ارتأى وزير العدل الدكتور شارل رزق أن ينعش الجسمين القضائي والصحافي معاً، فاستهلّ الموسم بدعوى قدح وذمّ وافتراء وكذب على جريدة «الأخبار» لأنها ذكرت أنّ وزير العدل قد كذب. إنّ المنطق الحقيقي هو منطق القوّة. إنّ منطق القوّة، لذلك، هو المنطق الوحيد. بالتالي هو وحده المنطق القادر على أن يغلب جميع المناطق. والمناطق جمعٌ للمنطقة، أعرف تماماً. وما هَمّ. إنّ منطق القوّة لا يميّز بين المنطق والمنطقة. وهو لن يحيّد منطقة أو يوفّرها. فهل نبحث معه في أكثر من منطقة؟ وفي جمعٍ لها كالمناطق؟ لا مناطق ولا منطقة ولا منطق! وماذا تريدون؟ أين هو المنطق؟ هذا هو المنطق، والمنطق الوحيد، بدليل أنّه لا جمع له. ربّما حاول أحدكم أن يستعمل المثنّى ليقول: منطقان. إن فعل فهو يقصد منطقاً آخر لا وجود له بوجود منطق القوّة لأنّه حكماً: منطق الضعف. والضعف يا إخوتي عدوّ المنطق وغير مرغوب فيه وغير إنساني وغير شعبي وغير وارد. ربما كان موجوداً في منطقة ما من المناطق المذكورة، وبالتالي فقد قضي عليه بسقوطها. فلماذا إذاً تتمسّك به صحيفة كصحيفة «الأخبار»؟ هذا ما يؤرقني ـــــ فمنطقياً، نراكم في المحكمة. |
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 21:44 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون