لطالما اُتّهمتُ بجذبِ الحديثِ إلى غير ما هو عليه، دونَ الأخذ بعين الاعتبار تلك الدّعوات التي تنهالُ عليَّ لفعلِ هذا، أسلبيّةً كانت أم إيجابيّة!

واليومَ يا صديقتي "الرّنا" ها أنتِ توجّهين إليَّ واحدةً من مثلها، وترمين رصاصةً عليَّ من وراء متاريس الكتب النحويّة التي احتميتِ خلفها، فكيفَ لي وأنا أعزل دون متراس أن أبقى عارياً أنتظرُ الرّصاصة التالية؟!

فكّرتُ في الكتابةِ إليكِ عبر رسالةٍ خاصّة، لكنّي وجدتُ أنَّ صفحة التّهاني بميلادك تستحقُّ أن تكونَ ميداناً من ميادين حربنا التي لمّا تنتهي بعد :p.

لن أطيلَ عليكِ، بل دعيني أهمسُ في أذنك قاعدةً جديدة عن التنوين:
يُقالُ: مرَّ رجلٌ، ومررتُ برجلٍ، ورأيتُ رجلاً. وتشيرُ أكثر كتب النّحو والقواعد إلى أنَّ تنوينَ الفتحِ يوضعُ على "اللام" في "رجلاً" أسوةً بتنوين الضمّ والكسرِ، وهذا لعمري أسوأ ما اقترفه أساتذتنا ولغويّونا.
المشكة تكمن في تلك الألف المُضافة إلى الكلمة في حال تنوين الفتح. والحقيقة إنَّ القراءة العروضيّة تنيطُ اللثام عن وجهِ هذه المعضلة، فالتنوين عبارة عن حركة وسكون، والنّون السّاكنة تختمُ الكلمة. وهذا هو الحالُ في "رَجُلُن" و"رَجُلِن"، فإذا أردنا أن نسيرَ وفقَ ما اقترحتِ علينا في وضع التنوين ما قبل الألف لقلنا "رَجُلَنْ ا"، وفي العربيّة لا التقاء لساكنين، هذا مع فساد اللفظِ بعدَ تسكين النون وإتباعها بألف سقطتْ دون الحاجة إليها. وما حاجتنا إليها هنا إلا من أجلِ هذا التنوين.

ولهذا يا صديقتي مهما ارتقت الكتبُ التي عنها أخذتِ قاعدة تنوين الفتح هذا، إلا أنّها تبقى مُخالفةً لأهمّ مبادئ العقلِ اللغويّ العربيّ وحسن منطقه في الإملاء واللفظ.
واللهُ أعلم.
:D.

وقبلَ الرّحيل أذكّرك بوضع الهمزة مفتوحةً على ضمير الرّفع المنفصل "أنت". :p:p:p.
وكلّ عام وأنتِ بخير.

لك كل سني وانتي بخيييير يا ابريل:sosweet:

ان شا الله كل ايامك فرح وبسط ياحق....عقبال ماتحققي يلي ببالك :D

لم آخذها عن أيّ كتابٍ، بل جاءَ ذلك من تحليلي الشخصيّ!
وتذكّري أنَّ العقلَ هو سلطان الكتبِ والأفكار.
مع تحيّتي ودعائي لكِ بعمرٍ مديد مليءٍ بالهمزات والشدّات وكلّ أنواع الحروف والحركات :p.
وكلّ عام وأنتِ بخير :D.

أن تتركي الكلامَ قصداً دون تشكيل فهذا يعني أنّك تبحثينَ عن تأويلٍ خاطئ لتوقعين بهِ ضاحكةً، ولو أردتِ فعلاً البيان لما تركتِ شيئاً دون بيان!!! في جميع الأحوالِ عُدتِ لتلقين عليَّ، من جديد، تلك الدّروس التي مللناها، وتلك القواعد التي تملأ كتبَ العربيّة ونحوها وصرفها... إلخ. وأنا أردتُ أن أجذبَك نحو تحليلٍ عقلانيٍّ بعيد عن كلّ مكتوب جامد! لكنّك رفضتِ متذرّعةً بكتابِك الراقي... وعودة من جديد تحملني على أن أخبرَك أنَّ النون الساكنة لفظاً لا خطاً لن تبقيك بعيداً عن وقوع الألف بعدها ساكنةً، وهذا خطأ مبين!!! إذ يكفي وقوع التنوين على الحرف لينفي حاجة الألف التي وضعت لهذا الغرض. ولهذا السبب فهي أحقّ من سابقها بالتنوين، وإن تذرّعتِ بالحجّة العروضيّة فالأولى بكِ وبفقهاء العربيّة حذف الألف لعدم الحاجة إليها بعد، وإلا صار فينا ما يبعثُ على السّخرية من غباء حذف القاعدة وإبقاء توابعها، وهذا لعمري أبشعُ من جمود العربيّة ذاته!!! فأمّا عن الأخطاء الإملائيّة أو النحويّة إن وجدت فلا حاجة إلى البحث عنها في أثناء الحوار، فجوهره أثمن من إضاعته بين هذا وذاك! وأنا لا أفعلُ ذلك إلا عندَ الضّرورة التي تدفعني إلى قراءة خواطر الأصدقاء وأفكارهم النثريّة بعيونٍ أصفى وأسلم! أتركك بسلام.