أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   الشعر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=18)
-   -   قاسم حداد (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=81759)

verocchio 06/11/2007 01:24

انهيار

دعوه بلا رأفةٍ
خَلّوه ينهار وحيدا
هذا الهيكل المكابر ، ضحية التركات
لتتهاوى أفاريزه العاجية
تحت سنابك العاصفة وبهجة النار
لنرى مكابدته الأخيرة وهو يهذي
ولتكن القبة
- التي تستل بريقها من ضراعة السماء
و تبجح الأعالي -
أقداما لوحل الأزقة
وناقوسا في لهو القطيع.
بلا رأفة ... هذا الهيكل
لانهياره ..
لهدأة السفوح و المستنقعات
لا لهيكل جديد ،
لكن لهندسة الطبيعة وهندمة الفضاء.

verocchio 06/11/2007 01:25

احتفال خاص

قادم من الحديقة
أعطيتها تاريخ الماء
ورأيت العشب يكفّر عن أحفاده.
زرعت بوحشتها حكايات وقصائد
عن أسرى حرب ينتظرون على شرفاتي
كي يكتمل الوقت
وينتشلوا النعناع الهائم في جسدي
كانوا موتى يحتكمون على سجادة أيامي
يفتضون بريدي
ينتهكون
يوارون
وينتظرون.
قبل قليل جئت ،
حديقة داري تكتظ بهم
يصغون إلي مأخوذين بالأخضر الذي يهبّ
مثل غزال يسوّر أعضائي
ويهيئوني للذبح .

verocchio 06/11/2007 01:25

ابتهال

أتضرع لوعل المباغتة
أن يحزم سريري بشراك تهزم النوم
أخاف أن يجتاحني جيش وتستفردني قبيلة المستنقعات
أرغب في حمى تلهب أعضائي دون هوادة
وليس لمدخرات اليقظة أن تحرمني من جحيم المخيلة
أتضرع أن تختلج الدماء
وتفتح لها طريقا نحو القمصان و الوسائد
أتضرع إليه كي يسمعني و يراني .

verocchio 06/11/2007 01:25

تحولات

لم تزل في هديل التآويل تهذي
وعيناك مذهولتان وحولك طين كثير
ترى رفقة يـقبلون
ترى رفقة يـقبلون
وعيناك مأخوذتان .... وتهذي.

verocchio 06/11/2007 01:26

هناك

يتذكر زنزانته ونافذته
مثل عشق ليس للنسيان
يتهدج في قفص الحرية :
يا لهنـــاك
حيث الأفق اللامتناهي يشمل رعاياه بالغيم
كأن الحرية كانت هناك
شاسعة و مشتهاة
يباهي بها الحياة
لم تكن سلطة تطاله و لا يـد عليه
رهيفاً مثل شفرة الوقت
صارماً مثل برقٍ
شاهقاً كشموخ الآلهة
يداه في حرية الخلق
يمنح أحلامه اللغة
يرأف بمخلوقاته ويصطفيها
يــــا لهنــــاك
حرياته القادرة بدأت من هنــــاك
وهنا .. يلزم البحث عن قرائن .

verocchio 06/11/2007 01:26

مساء الحجر

بغتة يستفز الحجر ذاكرة الهدم
فللأزاميل سطوة البريق
وليس أمام النتوءات غير المدائح
غير عجينة الاندياح وعتمة المتاحف
هذا حجر يخلع السواد
و كلما ارتد الحديد
قلت إن للبيت وقتا يتخرّب فيه
ويركض سكانه مثل ثكلى النمور
كلما بدأ القصف أسلمت وجهي لتيه
سيرأف بي
مرة يستعيد الحجر مرة يستعاد
و الأزاميل تنداح مثل المراكب
أيقنت ..للبيت رب يخرّبه في مساء الحجر

verocchio 06/11/2007 01:26

استجواب

ليست لدي أجوبة للريح التي تخلع الباب
لدي شهوات تغرق نفسها في النوم
وفي نسياني يقدر الماء أن يتمرأى
وتقدر الشجرة أن تبرأ من عادة الغصون
وترسل أوراقها في بريد المساء .
أيتها الريح الصبورة
خذي نشارة الباب واذهبي .
لا أجوبة لدي
هنا أرانب مذعورة تهطل في البياض
مثلما تهطل اللذة في الجسد

verocchio 06/11/2007 01:26

المبارزات

و أنت يا مجنون الأحلام
يا مفتدى الصبايا وشقيق الذبيحة
يا جنس التآلفات
و القوي المأخوذ بطبيعة الفتوى
تستوقفُ القوافل في جسارة
وتجرِّدُها من الطريق و الخرائط
ماذا لديك الآن بعد التجربة
ماذا سيبقى في يديك من عجينة المغامرة
و غبطة الأوج
و أي قلعة ستفتديك ،
من سَيَفْهَمُ المبارزات في كتابك الأخير
يا كشيفَ الجُرح و المعصم و المجادلات.
ماذا فعلت بالأرغن ِّ،
منذ لحظة ترفل في الإيقاع
ها أنت مثل ساحل يأتي إليك البحر
تمعن في الملابسات
هل يداك في ذهول الأفق
أم يداك في الهلاك
قل لنا يا أنت ما الذي تراه من هناك ؟

verocchio 06/11/2007 01:27

عن قيس

سأقول عن قيس
عن الهوى يسكن النار
عن شاعرٍ صاغني في هواه
عن اللون والإسم والرائحة
عن الختم والفاتحة
كنت مثل السديم ، استوى في يديه
هداني إليه
برئت من الناس لما بكاني إليهم
زها بي وغنوا الأغاني بأشعاره
فما كان لي أن أقدر هل أشعلني أم طفاني
سأقول عن قيس
عن جنةٍ بين عيني ضاعت
عن هواءٍ أسعف الطير واستخف بنا واصطفانا
عن كلما هم بي تهت فيه
وباهيت كي نحتفي بالمزيج
عن العشق تلتاع فيه الحجاز
ويشغف في ضفتيه الخليج
سأقول عن قيس
عن حزنه القرمزي
عن الليل يتبع خطاه الوئيده
عن الماء لما يقول القصيدة
بكى لي البكاء،
وهيأ لي هودجاً
وانتحى يسأل الوحش عني
كأني به لا يرى في القوافل غير الخيول الشريدة
عن العامري الذي أنكرته القبيلة
عن دمه المستباح
عن السيف لما انتضاه من القلب
واجتاز بي أرض نجدٍ ليهزم كل السلاح
عن اللذة النادرة
عن الوجد والشوق والشهقة الساهرة
عن الخيل تصهل بي في الليالي
والصهد يغسلني في الصباح
و يا قيس يا قيس
كلانا دم ساهر في بقايا القصيدة
جننتني أو جننت ،
كلانا دم ساهر في بقايا القصيدة

verocchio 06/11/2007 01:27

ظهيرة المنتهى

ستأخذنا الأقدام عبر الشِراك
جناة يحملون الجراح والقرائن
ليس بيننا عبدٌ لسيّدٍ أو عبدٌ لعبد
نباهي باقتراف الجريمة
وندفع عار البراءة عنّا .
ستأخذنا الأقدام للمنتهى
على كواهلنا أثر الأصفاد
ويغمرنا فرح القتلى
وهم يذهبون إلى النوم
نسمع الأقدام الذهبية فوق رخام الموتى
وهَتْفِ الطريدة .
نحن منتخب المذبوحين
نحرّض أحلام الناس
نتوشح بقميص الجناة
إلى المنتهى الأقصى .
نعلن :
قتلناه في ظهيرة تخذل الشمس .

verocchio 06/11/2007 01:28

قدّاس

البغال تجر الجثث على مهل
بينما يتهشم الموت في مرآة الفرسان
ثمة أطفال يخشون القذائف
ويسألون القتلى عن الطريق
لكن البغال تحمحم وتمضي مقتحمة الغبار
وأحيانا، حين تنهمر النيازك ،
تسأل أهدافَها وتهرول في نشيج النهر ،
في أنفاس الغابة
على التلال الرصاصية
تنثر الجثث المضيئة
ثم تنحدر في هاوية دليلها
هتافُ شعب مأخوذ باليأس .
على مهل ينحسر الفرسان وتنكسر المرآة

verocchio 06/11/2007 01:28

خطيئة

يَشْغلُ الكتبَ
ويخلّـصها من شريعة التثاؤب
كل نافذة تمحو الشمس من فجيعة الأمم

verocchio 06/11/2007 01:28

الأنصال

يسمع الأصدقاء صرير آلاتهم،
ثمة عطب في سلة الرأس
و الضفادع تنقّ
كل جريمة تسمّى .
وهم محصنون بالإثم
مجبولون على مكيدة الفراغ ،
لهم مخلب في كل عرس
يقفون بين السفينة وثقبها
القصر و منتهاه
السجن ونزيله
الدولة وعارها
الأمل ويأسه
...............
...............
الحانة و الكأس المترعة .

verocchio 06/11/2007 01:29

السهرة

تنام مختلفا مع الطبيعة
ظهرك لتضرعات السهام
وتزعم أن في صمتك ما يكفي من الجنادب
لحبال الذاكرة
الوديان ترسل كائناتها سربا سربا
لتملأ الغرفة وتفسد عليك المكابرة .
هكذا كل مساء
ما إن تبدأ سهرة الخلق
وتشعل الكائنات أعناقها
حتى تفتعل عراكا
وتمضي إلى السرير عاريا من الحلم .

verocchio 06/11/2007 01:29

تقمّصات

يَحارُ
مثل النهر النافر في ماء المرايا
كجنون النرجس المغرور
كل طينة تمنحه الخطوة
كل طائر يأتيه في جنازة
كأنه عاصفة الرؤيا ، يطل:
من أعطى يدي هوية الفقد
ومن هيأني لشهوة الخطايا
يحار
هذا موكب الأسماك حتى صخرة الجنة
هذي غيمة
يحار ، لا يسأل
لكن ناره تسرج أجناسا و تستثني
وتختار من الغابات أشتاتا
و تدعو أرغناً من قصب الهيكل
أعضاء عباءاتٍ
وتلهو في البقايا .
هائما يحتار :
هذي قدحي الأولى ، وهذي خمرة الرؤيا
فهل يعرفني بيت
وهل تفتح لي سجادة كهف الهدايا .

verocchio 06/11/2007 01:30

هذيان

لستُ في نومٍ ولا يقظةٍ
لكن الحلم الفاتن يخطفني
ذات الحلم كل يقظة
كل نوم
كوكبة تدخر النار في عرباتها
وتدفع الأكواخَ كي تتسع الطريق
وكلما وضعت عينيَّ على شئٍ تحوَّلَ
و أخذَ شكلَ البراكين
تطلق المرأة نمورها ورائي
و لا أكاد أن أعرف من الفارس من الفريسة
أرى الأطفال ينبثقون
من شجر يتدافع ، يبذل أنوثته
و النهر في غفلة التدفق
و البراكين تتلاطم مذهولة ورائي
يقودني خيط من الملائك :
هذا لك لا تفتح عينيك ولا تغفو
هكذا لا أنت في نوم و لا يقظة .
و أكاد في جمرة البهجة أضج بالأسئلة
هل الريح سرير أقدامي
هل أنا في رقص
هل التهجّد يأخذ أقدامي إلى الطريق
هل أمشي في جحيم أم جنة
و الأرض فضاء ؟
حلم فاتن وأنا في الأقاصي
بلا نوم و لا يقظة .

verocchio 06/11/2007 01:30

الغابة

هذه الدسيسة
جرس الضريح وتفاحة تفضح الآلهة
لتكن فاكهة الحكمة شهية و حارّة
ليبتهج الطقس بثعالبه
ويضاهي صلافة الصيادين و أفخاخهم
فالغابة تخون الشجرة و تدس في أخبارها
ما من نبي إلا وصلبته في الصنوبر
غابة تسوق القطيع نحو الفأس و النار
لا لغة تدرك الكلام
وليس للماء حرس غير النيازك
مرة بسط الماء مخلوقاته ومنحها تاج الأسئلة .

verocchio 06/11/2007 01:30

البحارة

.. لكن كم من الضمادات ستعوزنا
لنحصي جراح هذه الأرض
وكم من المراكب
لنقنع الماء بيقظة السواحل
وكم زجاجة سترشدنا إلى الذاكرة
و أنت أيتها الهتيكة
ماذا ستطلبين لاستعادة الفضاء وفرقة المغامرين
كان لنا أن نصون احترازنا
و نرأف بذلك الانتظار الشاسع
كان لنا أن نعبئ الحرب في المستنقعات
وننساب في جرأة الموج
ونحشو مدفأة الكوخ بالمبتكرات ومحظيات المخيلة
الآن ينبغي أن نقذف المرساة
ونعد الأرض بغواية جديرة
ونقول للماء : أيها السيد .


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 09:57 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.02882 seconds with 9 queries