![]() |
مبدع هالصبي :D
|
اقتباس:
|
اقتباس:
|
شكرا اسبرنزا على الاختيار الرائع
وأنا بحب اشعار تميم جدا وشكر مره تانى |
يليق به تاج الكلمة
كما يليق بك طوقٌ من الياسمين |
بيان عسكري
بيان عسكري إذا ارتاح الطغاة إلى الهوانِ فذكرهم بأن الموتَ دانِ ومن صُدَفٍ بقاءُ المرءِ حَيَّاً على مرِّ الدَّقائقِ والثواني وجثةِ طِفْلَةٍ بممرِّ مَشْفَىً لها في العمر سبعٌ أو ثمانِ على بَرْدِ البلاطِ بلا سريرٍ وإلا تحتَ أنقاضِ المباني كأنَّكِ قُلْتِ لي يا بنتُ شيئاً عزيزاً لا يُفَسَّر باللسانِ عن الدنيا وما فيها وعني وعن معنى المخافةِ والأمانِ فَدَيْتُكِ آيةً نَزَلَتْ حَدِيثاًَ بخيطِ دَمٍ عَلَى حَدَقٍ حِسَانِ فنادِ المانعينَ الخبزَ عنها ومن سَمَحُوا بِهِ بَعْدَ الأوانِ وَهَنِّئْهُم بِفِرْعَوْنٍ سَمِينٍ كَثَيرِ الجيشِ مَعمورِ المغاني له لا للبرايا النيلُ يجري له البستانُ والثَمَرُ الدَّواني وَقُل لمفرِّقِ البَحرَيْنِ مهما حَجَرْتَ عليهما فَسَيَرْجِعَانِ وإن راهنتَ أن الثَأر يُنسى فإنَّكَ سوفَ تخسرُ في الرِّهانِ نحاصَرُ من أخٍ أو من عدوٍّ سَنَغْلِبُ، وحدَنا، وَسَيَنْدَمَانِ سَنَغْلِبُ والذي جَعَلَ المنايا بها أَنَفٌ مِنَ الرََّجُلِ الجبانِ بَقِيَّةُ كُلِّ سَيْفٍ، كَثَّرَتْنا مَنَايانا على مَرِّ الزَّمَانِ كأن الموت قابلة عجوز تزور القوم من آنٍ لآنِ نموتُ فيكثرُ الأشرافُ فينا وتختلطُ التعازي بالتهاني كأنَّ الموتَ للأشرافِ أمٌّ مُشَبَّهَةُ القَسَاوَةِ بالحنانِ لذلك ليس يُذكَرُ في المراثي كثيراً وهو يُذكَرُ في الأغاني سَنَغْلِبُ والذي رَفَعَ الضحايا مِنَ الأنقاضِ رأساً للجنانِ رماديِّونَ كالأنقاضِ شُعْثٌ تحدَّدُهم خُيوطٌ الأرْجُوَانِ يَدٌ لِيَدٍ تُسَلِّمُهم فَتَبْدُو سَماءُ اللهِ تَحمِلُها يدانِ يدٌ لِيَدٍ كَمِعراجٍ طَوِيلٍ إلى بابِ الكريمِ المستعانِ يَدٌ لِيَدٍ، وَتَحتَ القَصْفِ، فَاْقْرَأْ هنالكَ ما تشاءُ من المعاني صلاةُ جَمَاعَةٍ في شِبْرِ أَرضٍٍ وطائرةٍ تُحَوِّم في المكانِ تنادي ذلك الجَمْعَ المصلِّي لكَ الوَيْلاتُ ما لَكَ لا تراني فَيُمْعِنُ في تَجَاهُلِها فَتَرمِي قَنَابِلَها فَتَغْرَقُ في الدُّخانِ وَتُقْلِعُ عَنْ تَشَهُّدِ مَنْ يُصَلِّي وَعَنْ شَرَفٍ جَدِيدٍ في الأَذَانِ نقاتلهم على عَطَشٍ وجُوعٍ وخذلان الأقاصي والأداني نقاتلهم وَظُلْمُ بني أبينا نُعانِيه كَأَنَّا لا نُعاني نُقَاتِلُهم كَأَنَّ اليَوْمَ يَوْمٌ وَحِيدٌ ما لَهُ في الدهر ثَانِ بِأَيْدِينا لهذا اللَّيْلِ صُبْحٌ وشَمْسٌ لا تَفِرُّ مِنَ البَنَانِ يقولون في نشرة العاشرةْ إن جيشاً يحاصر غزة والقاهرةْ يقولون طائرة قصفت منزلاً وسط منطقة عامرةْ فأضيف أنا لن يمر زمان طويل على الحاضرينْ لكي يَرَوُا المسلمين وأهل الكرامة من كل دينْ يعيدون عيسى المسيح إلى الناصرةْ والنبي إلى القدس، يهدي البراق فواكه من زرعنا ويطوقه بدمشقٍ من الياسمينْ يقولون جيش يهاجم غزة من محورينْ يقولون تجري المعارك بين رضيع ودبابتينْ فأقول أنا سوف تجري المعارك في كل صدر وفي كل عينْ وقد تقصف المدفعية في وجه ربك ما تدعي من كذبْ ويقول العدو لنا فليكن ما يكونْ فنقول له، فليكن ما يجبْ بياناتنا العسكرية مكتوبة في الجبينْ لم تكن حكمة أيها الموت أن تقتربْ لم تكن حكمة أن تحاصرنا كل هذي السنينْ لم تكن حكمة أن ترابط بالقرب منا إلى هذه الدرجةْ قد رأيناك حتى حفظنا ملامح وجهكَ عاداتِ أكلكَ أوقاتَ نومكَ حالاتِك العصبيةَ شهواتِ قلبكَ حتى مواضع ضعفكَ، نعرفها أيها الموت فاحذرْ ولا تطمئن لأنك أحصيتنا نحن يا موت أكثرْ ونحن هنا، بعد ستين عاماً من الغزو، تبقى قناديلنا مسرجةْ بعد الفي سنةْ من ذهاب المسيح إلى الثالث الإبتدائي في أرضنا، قد عرفناك يا موت معرفة تتعبُكْ أيها الموت نيتنا معلنة إننا نغلبُكْ وإن قتلونا هنا أجمعينْ أيها الموت خف أنت، نحن هنا، لم نعد خائفين. تميم البرغوثي 3 كانون الثاني يناير 2009 منقول من موقع تميم البرغوثي |
نفسي الفداء لكل منتصر حزين
نفسي الفداء لكل منتصر حزين نفسي الفداء لكل منتصر حزين قتل الذين يحبهم، إذ كان يحمي الآخرين يحمي بشبرٍ تحت أخمصه اتزان العقل معنى العدل في الدنيا على إطلاقه يحمي البرايا أجمعين حتى مماليك البلاد القاعدين والحرب واعظة تنادينا لقد سلم المقاتل والذين بدورهم قتلوا نعم هذا قضاء الله لكن ربما سلموا إذا كان الجميع مقاتلين نفسي فداء للرجال ملثمين إذ يطلقون سلاحهم مثل الدعاء يطير من أدنى لأعلى مثل تاريخ هنا يملي فيتلى حاصرونا كيفما شئتم فإن الخبز والتاريخ يصنع هاهنا تحت الحصار نفسي فداء للشموس تسير في الأنفاق تحت الأرض من دار لدار حيث الصباح غدا يهرب من يد ليد بديلاً عن صباح خربته طائرات الظالمين نفسي فداء للسماء قنابل الفسفور تملؤها كشعر الغول ألف جديلة بيضاء نحو الأرض تسعى والسماء تريد أن تنقض كالمبنى القديم فنرفع الأيدي لنعدل ميلها، وتكاد أن تنهار لولا ما توفر من أكف الطيبين يا أهل غزة ما عليكم بعدها والله لولاكم لما بقيت سماء ما تظل العالمين نفسي الفداء لعرق زيتون من البلد الأمين أضحى يقلص ظله، كالشيخ يجمع ثوبه لو صادفته بِرْكَةٌ في الدرب حتى لا يمر مجند من تحته ويقول إن كسرته دبابتهم في زحفها نحو المدينة: "لا يهم، على الأقل فإنهم لن يستظلوا بي وتلك نبوءة قد كان يفهمها الغزاة من القرون السابقين هذي بلاد الشام كيف تقوم فيها دولة ربت عدواتها مع الزيتون يا حمقى ولكن عذركم معكم فأنتم بعدُ ما زلتم غزاة محدثين قسماً بشيبي لن يطول يقاؤكم فالظل يأنف أن تمروا تحته والأرض تأنف أن تمروا فوقها والله سماكم قديماً في بلادي عابرين" نفسي فداء للرجال المسعفين المنحنين على الركام ولم يكونوا منحنين الراكضين إلى المنازل باحثين عن الأنين حيث الأنين علامة الأحياء يصبح نادراً حيث الحياة تصير حقاً لا مجازاً خاتماً في التُرْبِ تظهرُ، يرهفون السمعَ رغمَ القصفِ، تخفى مرةً أخرى وتظهرُ، يرفعون الردمَ، لا أحدٌ هنا، تبدو يدٌ أو ما يشابهها هناكَ، ويخرجون الجسمَ رغم تشابه الألوانِ بين الرمل والإنسانِ كالذكرى من النسيانِ كالمعنى من الهذيانِ تطلع أمةٌ وكأنما هي فكرة منسيةٌ يا دهر فلتتذكر الموتى، هنالك سبعة في الطابق الثاني ثمانية بباب الدار، أربعة من الأطفال ماتت أمهم وبقوا لأيام بلا ماء ولا مأوى ولا صوت، ولا جدوى فقل للموت، يا هذا استعد فإنهم والله لن يأتوك أطفالاً، ولكن كالشيوخ تجارباً ومرارة حضر دفاعك فالقضاة مضرجين بحكمهم قدموا عليك مسائلين وهناك وجه بينهم يأتي عليه هالة رملية، طفل يصيح بموته قم وانفض الأنقاض عني ولتعني، أن أقول لقاتلي الغضبان مني إنني قد مت حقاً، لا مجازاً، غير أني لم يزل لي منبر فوق الأكف وخطبة لا تنتهي يا دولة قامت على أجسادنا لا تطمئني واعلمي ما تفعلين ولتقرئي يوم القيامة واضحاً في أوجه المستشهدين نفسي الفداء لأسرةٍ جمع الجنود رجالها ونساءها في غرفة، قالوا لهم، أنتم هنا في مأمن من شرنا ومضوا، ليأمر ضابط منهم بقصف البيت عن بعدٍ ويأمر بعدها جرافتين بأن يسوَى ما تبقَّى بالتراب، لعل طفلاً لم يمت في الضرية الأولى ويأمر بعد ذلك أن تسير مجنزرات الجيش في بطء على جثث الجميع يريد أن يتأكد الجندي أن القوم موتى ربما قاموا، يحدث نفسه في الليل يرجع مرة أخرى لنفس البيت، يقصفه، ويقنع نفسه، ماتوا، بكل طريقة ماتوا، ويسأل نفسه، لكن ألم أقتلهمو من قبل، من ستين عاماً، نفس هذا القتل، نفس مراحل التنفيذ، لست أظنهم ماتوا، ويطلب طلعة أخرى من الطيران تنصره على الموتى ويرفع شارة للنصر مبتسماً إلى العدسات منسحباً، سعيداً أن طفلاً من أولئك لم يقم من تحت أنقاض المباني كي يكدره ويسأل نفسه في الليل، ما زال احتمالاً قائماً أن يرجعوا فيضيء ليلته بانواع القنابل، سائلا قطع الظلام عن الركام وأهله ماذا ترين وتسمعين فتجيبه لم ألق إلا قاتلاً قلقاً، وقتلى هادئين نفسي فداء للصغار الساهرين عطشاًَ وجوعاً من حصار الأقربين الآكلين الشاربين المالكين النيل والوادي وما والاهما ملك اليمين الشائبين الصابغين رؤوسهم فمعمرين من أين يأتيكم شعور أنكم سَتُعَمّرُون إلى الأبدْ ثقة لعمري لم أجدها في أحدْ عيشوا كما شئتم ليوم أو لغدْ لكنني صدقاً أقول لكم فقط من أجل منظركم، وهيبتكم إذا سرتم غدا في شاشة التلفاز سيروا صاغرين نفسي فداء للصغار النائمين بممر مستشفى على برد البلاط بلا سرير، خمسةً أو ستةً متجاورين في صوف بطانية فيها الدماء مكفنين قل للعدو، أراك أحمق ما تزالْ، فالآن فاوضهم على ما شئت واطلب منهمو وقف القتالْ يا قائد النفر الغزاة إلى الجديلة أو إلى العين الكحيلة من سنين أدري بأنك لا تخاف الطفل حياً إنما أدعوك صدقاً، أن تخاف من الصغار الميتين تميم البرغوثي 20 كانون الثاني، يناير2009 منقول من موقع تميم البرغوثي الرسمي |
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 05:20 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون