أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   اللاهوت المسيحي المعاصر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=30)
-   -   سفر نشيد الانشاد (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=10665)

ramrom 02/09/2005 00:19

العروس تشارك عريسها :



" استيقظى يا ريح الشمال ، وتعالى يا ريح الجنوب ، هبى على جنتى ، فتقطر أطيابها . لينزل حبيبى إلى جنته ، ويأكل ثمره النفيس " نش 4 : 16
فى حفل العرس مدح العريس عروسه ، ودعاها لتخرج معه خارج المحلة ، تشارك آلامه وصلبه ، وتتطيب بالمر فتدفن معه ، لكى تقوم معه حاملة أغراس كثيرة ومتنوعة ، هى من عمل قيامته فيها . والآن تخاطبه العروس وتطلب أن تهب على جنتها ريح الشمال المملوؤة بردا وريح الجنوب الحار ... حتى تقطر أطيابها فينزل إليها عريسها وينعم بثماره فيها ... فماذا تعنى العروس بريح الشمال وريح الجنوب ؟
كلمة ريح فى اليونانية هى بذاتها كلمة " روح " ... لعل العروس هنا تطلب من عريسها أن يبعث إليها بروحه القدوس الذى يلاحقها من كل جانب ، فيعطيها الثمر المتكاثر الذى يفرح به العريس .
تشير الريح أيضا إلى التجارب ، فإن هبت على النفس تجارب شمالية أى هاجت الخطية ضدها ، أو تجارب يمينية كأن يثور البر الذاتى فيها .... ففى هذا كله يسندها الرب لا ليحفظها من التجارب فحسب بل يخرج منها ثمارا يفرح بها العريس ! إنه كشمشون الذى أخرج من الأكل أكلا ، ووجد فى الجافى حلاوة ! .



---------------------
انتهى الاصحاح الرابع الرب يباركم وصلوات العذراء والقديسين ترافقكم
:hart:

ramrom 08/09/2005 03:05

الاصحاح الخامس

1 قد دخلت جنتي يا اختي العروس.قطفت مري مع طيبي.اكلت شهدي مع عسلي.شربت خمري مع لبني.كلوا ايها الاصحاب اشربوا واسكروا ايها الاحباء2 انا نائمة وقلبي مستيقظ.صوت حبيبي قارعا.افتحي لي يا اختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لان راسي امتلأ من الطل وقصصي من ندى الليل3 قد خلعت ثوبي فكيف البسه.قد غسلت رجليّ فكيف اوسخهما.4 حبيبي مدّ يده من الكوّة فانّت عليه احشائي.5 قمت لافتح لحبيبي ويداي تقطران مرّا واصابعي مر قاطر على مقبض القفل.6 فتحت لحبيبي لكن حبيبي تحول وعبر.نفسي خرجت عندما ادبر.طلبته فما وجدته دعوته فما اجابني.7 وجدني الحرس الطائف في المدينة.ضربوني جرحوني.حفظة الاسوار رفعوا ازاري عني.8 احلفكنّ يا بنات اورشليم ان وجدتنّ حبيبي ان تخبرنه باني مريضة حبا9 ما حبيبك من حبيب ايتها الجميلة بين النساء ما حبيبك من حبيب حتى تحلفينا هكذا10 حبيبي ابيض واحمر.معلم بين ربوة.11 راسه ذهب ابريز.قصصه مسترسلة حالكة كالغراب.12 عيناه كالحمام على مجاري المياه مغسولتان باللبن جالستان في وقبيهما.13 خداه كخميلة الطيب واتلام رياحين ذكية.شفتاه سوسن تقطران مرا مائعا.14 يداه حلقتان من ذهب مرصعتان بالزبرجد.بطنه عاج ابيض مغلف بالياقوت الازرق.15 ساقاه عمودا رخام مؤسسان على قاعدتين من ابريز.طلعته كلبنان.فتى كالارز.16 حلقه حلاوة وكله مشتهيات.هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات اورشليم


-------------------------------

ramrom 08/09/2005 03:11

ما أن دعت الكنيسة عريسها للنزول إليها ليأكل من جنته التى فى داخلها ، المملوءة من أغراس روحه القدوس ، والمرتوية من ينبوع المعمودية المقدس ، حتى استجاب لدعوتها فورا بغير تردد ، قائلا

1 قد دخلت جنتي يا اختي العروس.قطفت مري مع طيبي.اكلت شهدي مع عسلي.شربت خمري مع لبني.كلوا ايها الاصحاب اشربوا واسكروا ايها الاحباء

لقد أسرع بالنزول إلى جنته بغير تردد ، لأن الدعوة هنا جاءت مطابقة لمشيئته ، فوجدت استجابة سريعة فى عينى الله ، لقد دعته للنزول إلى جنته ، التى يشتهى أن ينزل إليها على الدوام ، فإن كان الرب منذ الأزل قد أعد أحداث الخلاص حتى صارت موضوع لذته وسروره بالرغم مما حملته من خزى وآلام وموت كقول الرسول بولس " من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا بالخزى " عب 12 : 3 ، فإن عروسه تدعوه أن ينزل إلى نفس البستان الذى دخله ليلة آلامه، وإلى ذاك الذى فيه وضع جسده فى القبر ، تدعوه أن يراها وهى تكمل نقائص شدائده فى جسمها ( كو 1 : 24 ) ، أى تشاركه آلامه وصلبه ودفنه ، لهذا لا يتردد الرب فى قوله " قطفت مرى مع أطايبى " .... وكأن أحداث الخلاص صارت حية وممتدة فى حياة أولاده !

ويرى الأب روفينوس أن الجنة هنا ليست إلا الموضع الذى صلب فيه الرب ، حيث يعلن الحكيم أن العريس يشرب الخمر ممتزجا بالمر ، الذى قدم للرب فى لحظات صلبه . فى داخلنا يأكل شهده وعسله ، وكأنه قد دخل أرض الموعد التى تفيض لبنا وعسلا ، يأكل ذات النوعين من الطعام : " الشهد والعسل " اللذين أكل منهما مع تلاميذه بعد قيامته مبرهنا بطرق كثيرة أنه حى قائم من الأموات يبقى عاملا وسط كنيسته . يجد كل ما فى قلبنا حلو وشهى كالشهد والعسل . يشرب أيضا خمره أى حبه الذى سكبه فينا بروحه القدوس ، مع لبنه غير الغاش أى النقاوة والطهارة .

ولكن من هم الأصحاب والأحباء ؟ إنهم السمائيون الذين يفرحون بخاطىء واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون إلى توبة ( لو 15 : 7 ) ، هؤلاء يدخلون مع الرب القلب لا ليملكوا بل كجند للملك السماوى ، أصدقاء للعريس ، قائلين مع القديس يوحنا المعمدان : " من له العروس فهو العريس ، وأما صديق العريس الذى يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس " يو 3 : 29

+ القلب هو قصر المسيح ، فيه يدخل الملك لكى يستريح ، ومعه الملائكة وأرواح القديسين ، هناك يقطن ويتمشى فى داخله ويقيم مملكته !
إذن افتحوا أبوابكم للمسيح كى يدخل فيكم ،
افتحوا أبواب الطهارة ، أبواب الشجاعة ، أبواب الحكمة ،
صدقوا رسالة الملائكة : أرفعوا أبوابكم الدهرية ليدخل ملك المجد ، رب الصباؤوت ( الجنود



------------------------
:hart: :hart:

ramrom 08/09/2005 03:18

2 انا نائمة وقلبي مستيقظ.صوت حبيبي قارعا.افتحي لي يا اختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لان راسي امتلأ من الطل وقصصي من ندى الليل3 قد خلعت ثوبي فكيف البسه.قد غسلت رجليّ فكيف اوسخهما


يا لها  من صورة دقيقة للمعاملات المتبادلة بين الله والأنسان ، فقد عاش الأنسان زمانا طويلا وهو مسترخى ومهملا خلاصه بالرغم من كل الأمكانيات التى قدمها له الله ليكون متيقظا ، لقد أراد الله أن يجعله أبنا للنور والنهار ، لكن الأنسان أصر أن يحول زمان غربته كله ليلا يقضيه نائما حتى وإن كان قلبه متيقظا . 
لقد أعطى الله للبشرية الناموس الطبيعى  ييقظ قلوبهم حتى أنهم بلا عذر ، وأعطاهم الناموس المكتوب ، لكنهم إذ أخطأوا فى الناموس فبالناموس سقطوا تحت الدينونة .وأرسل الله أنبياءه ، لكن ماذا فعلت البشرية بهم ؟ يقول الرب نفسه : " يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها ، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا ! ؟ ( مت 23 : 37 )

وأخيرا " صوت حبيبى قارعا " .... نزل " كلمة الله " نفسه إلى الأنسان يقرع باب قلبه ... يقف أمام النفس يرجوها أن تفتح له ، نزل شمس البر ودخل زماننا الذى جعلناه ليلا ، لكى يضىء علينا نحن الجالسين فى الظلمة وظلال الموت ، فنقوم من غفلتنا ! . لعل الحديث هنا خاص بالنفس التى دعت المسيا عريسها لها ، لكنها عادت فاسترخت فى حبه ...
صوت الحبيب هنا يعاتب فى رقة ، فلا يجرح مشاعر القلب ، بل يشجع عروسه فيدعوها أخته وخليلته وحمامته وكاملته ...
أما تكراره السؤال " افتحى ، افتحى لى .... " فربما يوضح الدعوة المتكررة للبشرية فى العهدين ، القديم والجديد ، فإن الله لم يتغير ، ولا دعوته قد تغيرت ، إذ يطلب أن ينفتح له القلب ويقبله .
وفى تكراره الدعوة أيضا اعلان عن كمال حرية النفس ، فهو الخالق والسيد والملك لكنه لا يقتحم النفس اقتحاما ، إنما يتوسل إليها أن تفتح له ..... أخيرا يتوسل إليها بكونه " حامل الآلام والأحزان " من أجلها ، إذ يقول لها :
" لأن رأسى امتلأ من الطل ، وقصصى من ندى الليل " ( نش 5 : 2 )

إن كنت قد جعلتى زمانك ليلا بلا نهار ، فصارت حياتك نوما ، فإنى بالحب أقتحم الزمن وأدخل إلى هذا الليل لا لأنام بل لأحمل أهوال الليل عنك ، بالفعل دخل السيد البستان ليلا ، ونام تلاميذه ولم يقدروا أن يسهروا معه ساعة واحدة ( متى 26 : 40 ) ، أما هو فكان يدخل إلى العمق يتسلم كأس الألم حتى يشربه عن البشرية كلها ... فى البستان كان " يحزن
ويكتئب " ( متى 26 : 37 ) . كان يصرخ : نفسى حزينة جدا حتى الموت " ، وكانت قطرات العرق تتصبب كالدم !!
إنه يناجيها ويطلب أن تفتح له من أجل ما أحتمله بسببها فى تللك الليلة العاصفة الممطرة ، أما هى فقدمت اعتذارات بشرية غير لائقة ، وتحدثت بغير اكتراث ، فلم تدعوه ربها أو سيدها ، ولا حتى نادته بأسمه ، ولا ذكرت أحد ألقابه ، بل قالت :
" قد خلعت ثوبى فكيف ألبسه ؟ ! قد غسلت رجلى فكيف أوسخها ؟ ! نش 5 : 3

يا لها من حجج واهية ، تقدمها النفس فى فتورها الروحى ... اعتذار لعدم فتح القلب لذاك الذى تعلم عنه تماما أنه يحبها ، أنها صورة للأنسان وقد ضن على نفسه أن يتحمل يسيرا من التعب لأجل تحقيق اللقاء مع السيد المسيح بالرغم من الكثير الذى دفعه السيد !!

إن كانت قد خلعت ثوبها ، فالسيد المسيح نفسه هو الثوب الأبدى الذى يسترنا ، كقول الرسول بولس " قد لبستم المسيح " غل 3 : 27 . .... السيد المسيح يعطيها روحه لكى تلبسه ، كسر حياة فيها ،
إن كانت قد غسلت رجليها ، فلتعلم أن القارع على الباب هو سيدها الذى يتمنطق ويغسل أقدام عروسه ، هى غسلتهما بمياة برها الذاتى لكى يستريح ضميرها إلى حين ، لكن إذ تمتد يدى الرب لغسل قدميها يصير لها راحة فى ملكوته الأبدى ، لهذا قال الرب لبطرس الرسول : " إن كنت لا أغسلك فليس لك معى نصيب " ( يو 13 : 8 )

إذن فلنقم من سرير " الأنا " أو " الذات البشرية " ونتقدم لعريسنا الذى يسترنا بدمه ويلبسنا روحه القدوس ، كما يغسل حياتنا حياتنا الداخلية فنحيا مقدسين له .


==========================

:hart: :hart:

ramrom 08/09/2005 03:22

إن كانت النفس لا تقدر أن تنصت إلى صوت من أحبها الذى أعلن بطرق متنوعة ، فقد بقى أن يمد يده المجروحة على الصليب إلى داخل ذهنها فترى آثار جراحات الحب التى احتملها من أجله ، فتئن أحشاؤها عليه ، قائلة :


4حبيبى مد يده من الكوة ، فأنت عليه أحشائى ، قمت لأفتح لحبيبى ، ويداى تقطران مرا ، وأصابعى مر قاطر على مقبض القفل "

إذ ضاقت الدنيا فى وجه التلاميذ بسبب الخوف أغلقوا الأبواب وأقاموا المتاريس ولم يعلموا أن الأبواب المغلقة لن تمنع الرب المجروح عنهم أن يدخل إليهم ليريهم يديه وجنبه فيفرحون ( يو 20 : 20 ) ، لقد فتح كوة داخلية فى قلوبهم ليتلامسوا مع جراحات محبته ، وهكذا يمد الرب يده المجروحة خلال الكوة ليكتشف مؤمنوه سر محبته فتئن أحشاؤهم عليه ، أقول أن هذه الكوة ليست إلا جنب الرب وجراحاته ، من خلالها يمد الرب يد محبته فنكشف أحشاءه الداخلية الملتهبة حبا ، فتئن أحشاؤنا نحن أيضا ... أحبنا أولا لذا نحن أيضا نحبه .
لقد تمتعت العروس بيد الرب التى حلت فى وسطها ، فأدركت سر صليبه ، فتحطم قساوة قلبها الحجرى ، وقامت لتفتح لحبيبها ، لقد صرخت مع الأبن الأصغر " أقوم وأذهب إلى أبى " لو 15 ، أعلنت شوقها لمن أحبها بالرجوع إليه خلال التوبة الصادقة والدموع المرة والتنهدات الخاصة ، لذا قالت :

" يداى تقطران مرا وأصابعى مر قاطر على مقبض القفل " .

يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص أن المر يشير إلى " الموت الذى ماته المسيح عنا " ، فقد تلامسنا معه بالتوبة وقبلنا أن نموت معه ، لكى تفتح أمامنا الأبواب الدهرية .



===================
:hart:

ramrom 08/09/2005 03:26

6 فتحت لحبيبي لكن حبيبي تحول وعبر.نفسي خرجت عندما ادبر.طلبته فما وجدته دعوته فما اجابني.7 وجدني الحرس الطائف في المدينة.ضربوني جرحوني.حفظة الاسوار رفعوا ازاري عني.8 احلفكنّ يا بنات اورشليم ان وجدتنّ حبيبي ان تخبرنه باني مريضة حبا9 ما حبيبك من حبيب ايتها الجميلة بين النساء ما حبيبك من حبيب حتى تحلفينا هكذا

لقد قامت تفتح لعريسها بعد طول رقاد ، لكن عريسها كان قد تركها وعبر ، لماذا فعل هكذا ؟ أنه يؤدب الأنسان لتأخره فى الأستجابة ، وفى تأديبه يبدو كما لو أنه قد تركنا  إلى حين .... هذا الترك فى ذاته يعتبر علامة اهتمام الله بنا  : أنه يتركنا فترة قصيرة لكى نتنبه إلى ضعف قلوبنا ، عندئذ ندرك أنه ما كان لنا من نقاوة قلب قبلا إنما هو عطية مجانية من قبل الأفتقاد الألهى عندما يتركنا ينكشف فى داخلنا هدفنا القلبى ونشاطنا فى الصلاة باحثين عن الروح القدس ، أى يكون بمثابة امتحان لنا فى المثابرة والرسوخ العقلى والغيرة الحقيقية .

من هم الحرس الطائف فى المدينة سوى جماعة اليهود وقادتها ، المسئولين عن حفظ كلمة الله ، كان يليق بهم أن يكونوا خداما للكلمة وكارزين بالمسيا المخلص ، لكنهم صاروا يمسكون الكنيسة ويضربونها ويجرحونها ، أمام هذه الأهانات ، لا ينحرف المؤمن عن نظره نحو عريسه ، بل بالعكس يؤكد للمضايقين أنه مجروح بمحبة هذا العريس السماوى ، قائلا : " احلفكن يا بنات أورشليم .... أن وجدتن حبيبى أن تخبرنه بأنى مجروحة حبا " .

عندما ينزع الفتور عن النفس البشرية ، ليس فقط تدرك عودتها إلى الأحضان الأبوية فى المسيح يسوع ، لكنها تشهد لقوة هذا العمل حتى أمام غير المؤمنين ، الذين يتساءلون ، قائلين :
" ما حبيبك من حبيب ، أيتها الجميلة بين النساء !
ما حبيبك من حبيب حتى تحلفينا هكذا ! "
إنك جميلة ، ولا ينقصك شىء ، فمن هو هذا الحبيب الذى تنشغلين به ؟

لعل فى هذا السؤال نبوة عن قبول اليهود للسيد المسيح فى أواخر الأيام ، فإنه يأتى يوم يدرك فيه اليهود أنهم يخطئون إذ يطلبون مملكة أرضية ومطامع زمنية ، لكن الحاجة إلى خلاص أبدى وتذوق لمحبة الله السماوية !

---------------------------
:hart:

Syria Man 08/09/2005 03:26

رمروم
لأن حبي لك فوق مستوى الكلام
قررت أن أسكت والسلام
يعني بدي أحكي بس ماني عرفان من وين بدي بلش
شكراً الك يا غالية
الروح القدس ينور دربك
:D :D :D :D

ramrom 08/09/2005 03:30

إذ يكتشف العالم فى العروس حبها لعريسها ويدركون فاعلية هذا الحب فى حياتها الداخلية وانعكاساته على ملامحها ومشاعرها وتصرفاتها ، يتسائل عن هذا العريس الفريد ، وهنا تشهد العروس لعريسها لا بالكلام بل بالحياة التى تعيشها ، فإنها تعرفه تماما وتلمسه متحدة به ، يدخل بها إلى معرفة الأب غير المنظور

10 حبيبي ابيض واحمر.معلم بين ربوة

ما أعذب هذا المخلص العريس ففيه اجتمع اللونان : الأبيض والأحمر ، كل منهما يوضح الآخر ويكمله ، فهو أبيض ، لكنه ليس بالأبيض الشاحب الذى بلا حياة كحنانيا رئيس الكهنة الذى قال عنه الرسول بولس : " سيضربك الله أيها الحائط المبيض ، أفأنت جالس تحكم على حسب الناموس وأنت تأمر بضربى مخالفا للناموس " ( أع 23 : 3 ) ، فبمخالفته للوصية والناموس صار فى حكم الموت بلا حياة ، فقد دمه علامة الحياة ، وصار شاحبا كالأموات ،
أما مخلص الكنيسة ففى بياضه يحمل احمرار دائما علامة كمال القوة والحياة والحيوية ، كذلك لا يحمل المخلص احمرار احمرار منفردا عن البياض وإلا كان فى ذلك إشارة إلى القتل وسفك الدم كما جاء فى سفر الرؤيا ( رؤ 6 : 4 ) ،
وكما وصفت الخطية أنها كالقرمز وحمراء كالدودى ( أش 1 : 18 ) ، ولكنه هو " الآتى من آدم بثياب حمر من بصرة هذا البهى بملابسه ... المتكلم بالبر العظيم للخلاص " ( أش 63 : 1 ) .

لقد جاءت كلمة " أبيض " هنا بمعنى " بهى " ، إذ هو شمس البر الذى أضاء علينا نحن الجالسين فى الظلمة ، ليدخل بنا بواسطة روحه القدوس إلى كمال نور معرفة الآب .. حملنا فيه خلال بهائه فى استحقاقات دمه ( الأحمر ) لنكون فى حضن الآب نتعرف على كمال أسراره ، هكذا يمتزج بهاؤه بعمله الخلاصى ، أى بياضه بأحمراره ، حتى نحمل انعكاسات بهائه فينا بدخولنا إلى أبيه .
لقد تحدث الكتاب المقدس عن ظهورات كثيرة للملائكة لكنه لم يتعرض لوصف ثيابهم ، أما فى أحداث القيامة والصعود فقد أكد لنا الكتاب أن الملائكة قد ظهرت بثياب بيضاء ، من أجلنا ظهرت ، لكى نعرف أننا خلال قيامة الرب وصعوده نغتسل فنبيض أكثر من الثلج ( مز 50 ) ، إن كانت خطايانا كالقرمز – فقد دفنت فى القبر – وأقامنا الرب كالثلج ( أش 1 : 18 ) ، لهذا يقول دانيال النبى " تتطهرون فتبيضون " ( 11 : 35 ) .

هكذا ترى الكنيسة عريسها فتفرح ببهائه وتبتهج بدمه .... أما العدو الشيطان فيرتعب أمام بهاء المخلص ويخاف من دم صليبه ، لهذا تقول الكنيسة :
علم بين ربوة "

صار معروفا للناس وللشياطين ، تعرفه الكنيسة بكونه " قائم راية للشعوب " ( أش 11 : 10 ) أرتفع على الصليب فجذب البشرية إليه ليسكب بهاءه عليها ويقدسها بالدم ، وتعرفه الشياطين فتصرخ " أنزل من على الصليب " لأنه حطم مملكتهم وأشهرهم جهارا ، ظافرا بهم ( كو 2 : 15 ) ...



---------------------------
:hart:

ramrom 08/09/2005 03:33

11 رأسه ذهب أبريز ، قصبة مسترسلة ، حالكة كالغراب

إن كان الذهب يشير إلى الحياة السماوية فإن " الذهب الخالص " يشير إلى لاهوته ، إذ فيه " يحل ملء اللاهوت جسديا " ( كو 2 : 9 ) ، لقد أقامه الأب رأسا للكنيسة " الذى منه كل الجسد بمفاصل وربط " ( كو 2 : 19 ) ، إذ هو وحده كأبن الله وكلمته يقدر أن يدخل بالجسد كله إلى السماء ، إن كان الرأس سماويا ، فالجسد لا يقدر أن يعيش إلا على مستوى سماوى ما دام متحدا بالرأس ، هذا هو سر حبها لعريسها ، أنه يدخل بها إلى السموات أى إلى أحضان أبيه ، خلال اتحادها به .
أما شعره المحيط بالكنيسة المسترسل إنما هم جماعة القديسين الذين بمثابة شعر الرب لا تسقط منه واحدة بدون إذن أبيه .. هم يعيشون به . لهذا لا تظهر فيه شعرة بيضاء بل كله " أسود حالك كالغراب " ، لا يشيخ مؤمن بل يتجدد كالنسر شبابه .
هذا هو عمل الروح القدس ، الذى يهب الشركة بين الأعضاء وارأس ، فتبقى الأعضاء فى كمال قوتها خلال الرأس الذى لا يضعف مطلقا .


12عيناه كالحمام على مجاري المياه مغسولتان باللبن جالستان في وقبيهما

مع أنه الملك المرهب الذى يخيف الأعداء ، عيناه كلهيب نار ( رؤ 1 : 14 ) فاحصة لدقائق الأمور وخفياتها ، لكنه إذ يظهر لمؤمنيه يرون عينيه كالحمام البسيط الوديع المملوء يراءة عيناه كعينى الحمامة " أطهر من أن تنظرا الشر " ( حب 1 : 13 ) .
إن المياة تشير إلى الشعوب الكثيرة المتعددة التى جاءت إلى الله خلال المعمودية ، بهذا فإن الحديث عن عينيه كالحمام على مجارى المياة إنما يشير إلى تجسد الرب وإعلان بدء جيل جديد مقدس خلال عماده .
أما جلوسهما فى وقبيهما أى استقرارهما فى موضعهما إنما يشير إلى رعاية الله لكنيسته وأولاده ، يركز نظره الإلهى على كل عضو ، ولا يحول عنه عينيه حتى يدخل به شركة الأمجاد .



13خداه كخميلة الطيب واتلام رياحين ذكية.شفتاه سوسن تقطران مرا مائعا

خدا السيد المسيح اللذان يشيران إلى طلعته قد تعرضا للهزء والأحتقار كما جاء على لسان أشعياء النبى : " بذلت ظهرى للضاربين وخدى للناتفين ، وجهى لم أستر عن العار والخزى " ( أش 50 : 6 ) ..... هذا الوجه الذى لم يحوله الرب عن بصاق الأشرار ( مت 27 : 3 ) ، تراه الكنيسة يحمل دلائل الحب الباذل فتشبهه بخميلة طيب أى مجموعة من الشجيرات المتشابكة التى تفيح رائحتها طيبا ، وباقات رياحين زكية ، تشتمها النفس رائحة حياة .
شفتاه سوسن تقطران مرا مائعا

يشير السوسن إلى المجد الملوكى ، إذ يتحدث عنه الرب قائلا : " ولا سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها " ( مت 6 : 29 ) ، فشفتا السيد المسيح تعلنان تعاليم مجيدة ، أو بمعنى آخر تقدم كلمة الحياة القادرة أن تدخل بالمؤمن إلى الحياة المجيدة الأبدية ، لهذا يقول عنه المرتل : " انسكبت النعمة على شفتيه " ( مز 45 : 2 ) .
هاتان الشفتان تحملان رائحة طيب عطرة تقطر كالمر ، وقد وصف الأنجيليون الكلمات الخارجة منهما هكذا : " لم يتكلم إنسان مثل هذا قط " ( يو 7 : 47 ) ، " كان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه ويقولون " أليس هذا أبن يوسف ؟ " لو 4 : 22
أما وصفهما بأنهما يقطران مرا ممتزجا بالميعة إنما يعنى أن كلماته ممتزجة بالدخول إلى مرارة آلامه والدفن معه إذ كفن بالميعة ..... كل من يسمعه يشتهى الدخول معه فى شركة آلامه والموت معه ، يفيض المر من جسده ، ويملأ نفوس من قبلوه ، وهذا رمز واضح عن إماتة الجسد .


========================
:hart:

ramrom 08/09/2005 03:37

14 يداه حلقتان من ذهب مرصعتان بالزبرجد.بطنه عاج ابيض مغلف بالياقوت الازرق 15 ساقاه عمودا رخام مؤسسان على قاعدتين من ابريز.طلعته كلبنان.فتى كالارز


تشير " الحلقة " أو " الدائرة " إلى الأبدية ، لأن ليس لها نقطة بداية ولا نقطة نهاية ، يداه أبديتان ، تشبعان النفس والجسد معا إلى الأبد ، أما كونهما من ذهب فإشارة إلى سمتهما السماوية ... فهو يمسك بعروسه ويدخل يدها فى يده السماوية ليسكب عمله فيها فتحمل قوته وامكانياته السماوية ، لتعبر معه إلى السماء .

بطنه عاج ابيض مغلف بالياقوت الازرق 15 ساقاه عمودا رخام مؤسسان على قاعدتين من ابريز.طلعته كلبنان.فتى كالارز

تشير البطن أو الأحشاء إلى مشاعر الله العميقة المملوءة حبا وحنانا ، هذا الحنان كالعاج الأبيض ، ذلك لأن العاج يأتى كثمر للألم إذ ينزع من الفيل خلال آلامه حتى الموت ، وأما كون أحشاؤه مغلقة بالياقوت الأزرق وهو لون سماوى ، إنما ليعلن أن حبه ليس أرضيا مؤقتا بل سماوى أبدى ، وتشير الساقان إلى القدرة على السير بثبات ، وأما الذهب أو الأبريز فيشير إلى الطبيعة السماوية ، وكأن من يتحد بالعريس إنما يقدر أن يسير به فى حركة مستمرة نحو السماء ...
أما طلعته كلبنان ، فإن وجه يسوع بما يحمله من بشاشة وحنان يفرح النفس التى تريد أن تعيش فى الحياة الزوجية الروحية مع الكلمة الإلهى ، إنه أبرع جمالا من بنى البشر .... أما سر جماله فيكمن فى كونه " فتى كالأرز " ، المعروف بطوله الشامخ مع استقامته ورائحته الذكية .... هكذا يظهر السيد المسيح للنفس كالفتى الذى لا يشيخ قط



16 حلقه حلاوة وكله مشتهيات ، هذا حبيبى وهذا خليلى يا بنات أورشليم "

سر حلاوة كلماته أنها تحمل قوة وسلطانا ، فلا يعطى مجرد مجرد وصايا أو نصائح وإرشادات أو تحذيرات ، لكنه يعطى مع الكلمة قوة التنفيذ ، فترتفع الوصية بالأنسان ليدخل إلى معرفة أسرار السموات ، وتنطلق النفس من مجد إلى مجد ، تحمل باستمرار سر قوة جديدة لا تنتهى ،،،
أخيرا إذ تشعر العروس بعجز اللغة عن وصف عريسها تقول : " كله مشتهيات : هذا هو حبيبها الصديق الذى تطلبه وتسعى إليه ...... إنه مشبع لها ، فيه تجد كل حبها وإليه كل اشتياقها " ! .


--------------------------------
انتهى الاصحاح الخامس
سلام الرب يكون مع الجميع
:hart:

ramrom 08/09/2005 03:40

سيريا مان
الرب يباركك
وشكرا لمرورك ومتابعتك
يمكن عم اتأخر شوي بالكتابة وشرح السفر
بس تحملوني ما بقى كثير

سلام الرب يكون معكم
وصلوات العذرا ترافقكم
:sosweet: :sosweet:

Syria Man 08/09/2005 09:06

اقتباس:

سيريا مان
الرب يباركك
وشكرا لمرورك ومتابعتك
يمكن عم اتأخر شوي بالكتابة وشرح السفر
بس تحملوني ما بقى كثير

سلام الرب يكون معكم
وصلوات العذرا ترافقكم
:D :D :D :D :D


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 22:23 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.03608 seconds with 10 queries