![]() |
فجك العميق
جرحك الوحيد الذي لي ، هل تاجٌ يتكاسر عليه المـلوك ؟ هل نارٌ خجولـةٌ تغرر بالصعاليك وقطاع الطرق وتفضح كبرياء القراصنة ؟ جرحك هدأة الليل ، قلت مرةً إنه واهب العاصفة . هل أنت قبلة العاشق يغتصبها شخصٌ غائب . هل جنة الأقاصي ، لا يذهب إليها شخصٌ إلا وأصيب بموهبـة قلقامش لكي يفقـد صديقـاً . قلت مـرةً عن فحولٍ تتبادل الهجوم وتـؤجج الجرح بنحيبها .. فيما تحـك جنسها بحراشف الجبل تحرسك في نزهة الليل . الآن ، لم يعد النهار كافيـاً و لا الليــل ، ففي كل منعطفٍ أسمع لجرحك صريخاً مثل شبق العناصر وشغف الناسك ، لئـلا يموت قبل الحب . جـرحك المكنون يسمـونه الحصن في شاهق الجبل، هو البعيد المبذول لشهوة الأقاصي قلت مرةً أنه لي ، وكلما وضعت يدي عليك غاصت كأنها ريشة السديم لا تعرف البوصلة جهاتك ولا يطالك المـاء . جـرحك جهةٌ تحـج إليها الجيوش وتتدفق فيها الأنهار ويصاب بالفقد كل باسلٍ يتوهم النصر أو يتوسم الهزيمة . فجـك العميق في العفة مفتـوحٌ مثل أشـداق المغفرة تركـض إليه المخلوقـات مـأخـوذةً بشريعة الغـزو . قيل إنك الصدر الواسع يقبل التوبة ويأخذ إلى الغـواية . قيل كنـز السـلاح . عنـدما يفـر الجسد من نصـالك لا ينجـو من الذبيحة حيث الجـرح الوحـيد المفتوح على آخره ... مثل بهو الجحـيم . قلـت انـه لــي ، جـرحـك الذي تـاج المـلك و وردة الناس ، قلـت لـي وحـدي . هل أنت جرحٌ أم سلـة السناجب أم نيازك مـذعـورةٌ تخدع الليل؟ من أين لك هذا التماهي وهذه التحـولات تذهبـين إلى نـاس العرس فيصابون بالوجل . ها أنت أجمل من يقـول ها أنـا أضعف من يسمـع ... و يصـدق . |
في حضرة المليكة
كنت في حاشية المليكة أرفع ذيل قفطانها إذا مشت، وأعدل وسادة الريش لظهرها إذا استلقت على أريكة. وما إن تنظر إلى دورق النبيذ حتى أسرع ساكباً في القدح شيئاً من الروح. أصف أمامها الأواني لكي تطال أصابعها ما تشتهي، لا أدع الكأس تفرغ، وليس للخبز أن يكون عصياً على لؤلؤها الكريم. هكذا جلست في حاشية المليكة ترى إلي كلما رأيت. ومن بين الجمع تشير لي كي أفتح القصر للجنود ليحملوا هودجها إلى غرفة البرج الأعلى. وما إن يرتفع الهودج برشاقة الهواء، حتى تطل من بين ستائرها المسدلة وتومئ لكي أتقدم الموكب . هكذا تقدمت حاشية المليكة في غرفة البرج الشامخ، تصرف الجميع وتستبقيني وحيداً، وحيداً معها. تنهض من سريرها المترف وتذهب لتحكم رتاج الباب. فرأيت المليكة تفعل شيئاً بنفسها، لا أجمل من مليكةٍ تغلق باباً لتنتخب شخصاً، ولا أجمل من أن تكون أنت هو الشخص . هكذا مع المليكة في مكانٍ تستدير نحو النافذة لترخي الستائر، وتقترب مني واقفاً في سكرة الذهول، أكاد أموت لدورة الدم ، دمٌ يفعل فعل الرعد في الأوردة . تقترب، تقترب، العطر الملكي ينسرب في مسام توشك على التهتك في جسدٍ يستيقظ من سباته .. أو يكاد. تأخذ بيدي وتمشي نحو سريرها الوثير : ( اجلس ) كان الصوت قادماً من الكوكب الأحمر البعيد . جلست . أعني رميت بجسدٍ لم يعد لي سلطانٌ عليه، فوقع في نعومةٍ تحضن مثل الريش. جلست إلى جانبي. وضعت كفها على كتفي. تحسست كمن يوقظ الملائك. وراحت تفك أزرار القميص، ثم استدارت تنظر في ظهري العاري وتمرر أصابعها النحيلة على زغبٍ مذعورٍ. وبدت كمن يقرأ الجسد: ( كل هذي الجراح والندوب والأوسمة ؟ ) ها أنا حاشيةٌ للمليكة .. وحدي . عاري الصدر والظهر والحواس. المليكة تضع يدها على جسدٍ ممتثلٍ أليفٍ مثل ذئبٍ يرتعش لفرط الخجل. تنـقـل يـدها حيثما تشاء ، وتسأل : (من أين .. من أين ؟ ) كيف لـلـغة أن تسعف الشقي في حضرة المليكة . أرفع عيني معتذراً عن الصمت وهي مشغولةٌ عن الجواب. يدها تقرأ جسداً كانت لي سطوةٌ عليه. تبحث عن آثار مدنٍ كانت، كمن يدرس خريطة الكنز . تستدير نحو القناني الصغيرة المصفوفة عند سريرها، تختار واحدةً ،تفتحها، وتسكب في راحتها قطراتٍ تشع وهي تغادر زجاج الدورق، ثم كنت حاشية المليكة وكنت لا أزال . |
السفر
أنتفض أمامه كطفلٍ مخـطوف هل أشغـل هذه الـراحة بذهب القـلب ، بتضـرعاتٍ تـنهـر الدم في الرأس. مـن سيغفـر لي إن أطلقـت غبار الخيـول الوحشيـة في هذا المـدى الفاتن ؟ ليت أحـداً لا يصدق و لا يغفـر . ذاهبٌ ، في رفقـةٍ لها نكهـة الأوج من يقاوم أشداق تنينٍ فاغـرٍ ؟ ليسـت نـزهـةً ، لكأن ما أراه مـن بيـاضٍ هـو الكفـن المنتخـب . هـل أنـا الحرف في الكلمة . ينتابني البرق فأحـلم أخترق الألـق بسربٍ من اللقـالـق الراعـفة يأخذ الوجـل وقت الغابـة ومـكان المـاء وأرشـح أكثر الأعضاء خفاءً لكنيسـة الجسـد . كيف أقول عن ارتعـاشة جسـدٍ في التجربة عن الروح تبكي، وتضطـرب مثل طفـلٍ خالجته الصـاعقـة، يصعد في هودج اللهب مـا الـذي تخشـاه ؟! لست الأول ولن تكـون الأخير . ها أنت في شـهوة السفر مفتـوناً بأجمـل أحلامـك وأكثرها مكراً . تـقـدم ، نعد لك الأعراس والـمراثي نشـد أزرك ونسـنـد خاصـرتك بالسـكاكين . تقدم ، مـا أبهـــــاك وأنـت إلـى الكتـابـة كأنك إلى القتل |
هيأت الكنوز و نامت
تظاهري بالغفلة. تنهض بك هتافات القلب. يداك في سريرة النهر. لأحلامك حرية القميص، وللطبيعة غبطة الماء. تظاهري، ودعي الموجة تكشف ترفك المكنوز. هودجٌ حاربت من أجله الشعوب. وضعتـه ونامت تحت شجرةٍ، قيل إنها نخلة الليل، وقيل إن الكواسر تعرف السر، لكنها تقصر عن ا تظاهري بالغياب وتماهي مثل رماد الغابات : سـاكنٌ ومجنون . ترين الساحرات تـخرج عن رزانتها وتـهجوك بسلالٍ مفعمةٍ بالرغبة. ما عليك إلا أن تعلني المدن المكتظة بمكيدة النوم،لتشهدي الدماء تطفر من الأنياب والمخالب مثل صمت البراكين. تظاهري بالنوم، تستفرد بك الكوابيس كأنك ذاكرة المخبأ، تنتقلين مثل اللون الحائل من خرقةٍ إ هيئي الكنز وتظاهري بالنوم .. ونامي |
وضعت لك المحبة
مصغٍ لك منذ الكتب و أنت لا تقولين شهقت إليك مثل الطفولة، بحاجةٍ لمن يسمع صمتي. أنا سيد الإصغاء احتجت لمن يبادلني الصمت. فتحت شرفةً وملأت رئتي بنعمة الريح، هواءٌ تتقافز فيه الأسماك وتتخلله أعشابٌ وجنياتٌ، تنفست بعمق البحر والغريق. وحيداً كنت مع انتظارك وما اكتفيت. كيف يعجز شخصٌ، يزعم الكتا دخلت القلعة، تغلغلت في غرفة النقوش المزخرفة بموتى مازالوا يحكمون، كنت هناك تفسدين هيبتهم. وحين استدرت خارجاً سمعت ناياً يشبه صوتك يستمهلني، فالتفت لأرى ما لا يـرى وما هو غير موجود. رأيتك هناك، تجلسين في غفلة الأرض، تغزلين ابتسامةً لمديح المراثي. كنت تشبهي وحيدٌ ، وأنت لا تذهبين و لا تأتين. أحسنت الإصغاء ، وأنت لا تقولين الكلام لوحشة القلب. ماذا تريدين مني ؟ وضعت لك المحبة في كل حجرٍ بقلعة الملك. محبة تكسر الليل وتـغوي نهاراً يتأخر، فيما نتمرغ في وردة النوم . بعيدةٌ . تملأين غرفة الليل بطيفك الشريد وتهملين الأحلام شاغرةً بك . وحيداً، أصغيت حتى تجرحت حنجرتي مثل ذئبٍ يفتن الغريب و أنت في ازدهارٍ لا يهدأ كحجرٍ يطير كلما كتبت فيه إسماً يخفيك . يا أبعد من الغابة و أكثر كثافةً من الغيوم . |
يسافر و يسهر
يـؤثث طريقه بأشباحٍ في رهافة الريح. حوذي يغتاظ لضراوة الغبار حول مواقع خيله. ما كان له أن يغفل عن رعشة الغريب. غريبٌ سهر الليل يملأ الأفق أحلاماً ومناديل. بينه وبين الطريق بوصلةٌ ثملةٌ وأسرى مجللون بالبياض. حوذي يسأم لامبالاة الفرس بغرتها الشقراء، وتلويحة 2 أيها الحوذي الأرعن، تعرف غوايةً تتوغل في شراكها. شبحٌ تائهٌ يشخص نحو الأفق المشحون بغبار الطلع. بينك وبين الخيل أكثر من الرفقة وأقل قليلاً من السلالة. معقودٌ في أسمالك الشعر، وترفل في خطر شامل. وصفوا لك جادة الطريق لتبدو لك المجرة، وأنت لا تغادر بهوك المس لم نكن لك المكان . يا حوذينا الجميل، إرفق بنا ولا تذهب أكثر مما فعلت. ليس ثمة سفيرة في انتظار خيولك غير هذه القلوب المرتعشة، تأكل منك الغربة ووحشة الطريق. فأرخ لخيولك قليلاً واصغ لزفيرنا المكتوم. نفوز بك ليلاً واحداً، ونموت |
الغريب
أيها الغريب هذا نهارك المشحون بالعمل والمكتشفات . في أصابعك شهوة الباب أنت الواحد القليل، تتـكاثر كلما دلفت في رواقٍ يأخذك إلى سرادق الجسد، حيث الذخائر يخبئها لك شخصٌ لا تعرفه لا يعرفك وبينكما ألف عرسٍ و ألف جرس بينكما حرية الهواء : عضلةٌ مفتولةٌ في الليل مقتولةٌ في النهار . أيها الغريب تلك الصخرة المشتعلة في الأعالي منذورةٌ لكتفٍ ما شخصٌ للوحشة شخصٌ لقرينها . جسارة الحلم لك ولك احتضان الصخرة أيها الشاحب المشرد الوحيد . |
راهبات في غفلة الكاهن
افتح صندوقك الذهبي، واسكب الجرار على آخرها. دع الأرض تنتشي ببسالة نبيذك سحرٌ سرقته لك راهبات الدير في غفلة الكاهن . أطلق الدنان كل دن من هذا جديرٌ بغيبوبةٍ مكتظةٍ مثل ثدي الثاكل سترى صعيد الأرض مفتوناً بشقائق الغموض وهي تتفصـد من الروح كأنها الدم الخفيف بين الصمت والكلام . افتح بهوك الوثير وانظر إلى السماء كأنها السرادق كأنـك الملك لتدخل هذا الأفق ولتشمخ بحلمك ، تطلقه مثل غرة الفرس، لتمشط جبينك طينة الغيم وتصاب بغابةٍ تحرس الليل . أن تبذل جسدك لمهب الفضة، تمتزج باللثغة المسكرة الطالعة في رائحةٍ مسكونةٍ بموهبة الشمس مــــاءٌ ، ما إن يندفق حتى تصيبه جمرة الكتابة . قـيل إنها تميمة الوحش دمٌ بلا هـــــوادةٍ نـصٌ أن تذهب إليه ، أن تفض ذهبك المختوم ونبيذك المكبوت وتبالغ في الشهوة . اسكب وليكن جسدك القدح و روحـك الخمـرة الشريفة |
وحيدة البحر
دعـوها ، هذه الوحيدة في البحر تأخذنا لجرحهـا الفاتك، وتعطي غرورها بهجة الأشرعـة الوحـيدة في البحر كأن المراكب لا ترى الأفـق إلا موصـولاً بهـا. دعــوها تسـورها شهامة الأسمـاك وتفخر بها الصواري المنـتـورة مثل رسائل الماء . لأجلـها بجـلت زعفـران الأقاصي مدحت الأبيض لينسـاب مثل غنج الساحرات وهـن يخلعن الفتنـة على السفن. آخيـت حجـر المينـاء وصليت لأجلهـا ، الوحيـدة في البحــر تضـرعت أن تظل وحيدةً تكسر الريح وتعيد لموج الهجـوم خيولها الجامحة لتظل وحيدةً مثل حصنٍ . لكنها تبذلت أمام مبعوث السماسرة لــهـت بصـرير المصارف وخـذلت بسالة النوارس متكاسرةً وهي تمسك ذيل فسطانها الأزرق. تلك الوحيـدة في البحـر دعـوها وحـيدةً في البحـر لعـلها في التــرك تـرأف بطفلـها الشارد الوحيـد . 2 وحيـدةٌ في البحـر تنساني وتتذكر المستقبل وتلهـو فيما أبتـكر شهـوة السـفر والمغامـرات لأجلـها، أعـطي دمـي لجـنون المـوج لأجلها، الوحيدة في البحـر لأجلهـا تحـاجـزت في حديدٍ مـترفٍ وفتحـت أعضـائي على النـار لئلا ينتابهـا الغزو ، لئـلا تصـاب بالحجر. لكنهـا رقصـت مثل البجعـة المغـدورة لا البحـر لهـا و لا البحـيرة أقـول لهـا تسمـع و تـرى و لا تقـول . منحتها القلب تمـرغه في طـين الخنادق وتقيس الأصفـاد على مرفقـي وتلهـو منحتها جـسـدي تجـرجره من قتلٍ إلى قـبرٍ إلى مقصـلة وهـا أنا قاب قـوسين من الفـقـد وهى تلهـو بي وحيـد القـلب والجسـد والشفتـين . أحسنـت لها المديح ، لعلها تمنحني الرثاء. ستذكـرني في نسيانها ... وحيـداً شحــذته المعارك وغـرر بـه الـولـع. أخــيراً ، أخـيراً حيث لا يكون الوحيـد موجـوداً وليس في البحر قرصـانٌ تـكاتبـه ليسـعفها بغـارته الأخـيرة .. وحـــيداً في البحــر |
منذ بنات آوى
بنات آوى الجميلات، يجلسن في خديعة البهو، يؤوين الهارب والمشرد والغريب. أطوف بوهج الشهوة وقميص الأخلاط، لتطمئن لصفاتي مليكة الليل. انتظارٌ غامضٌ في عزلة الذهب وخاتمة الأحلام، وليس لليأس أن يدرك أدواتي. فبنات آوى ضالة المفؤودين وجنة الوحيد. قيل إني مبعوث ال وها أنا أحصي الجراء وأداعبها متوهماً أنها انتصاراتي . بنات آوى المتماريات، يتقمصن العفة ويظهرن سكينةً يفزع لها القلب ،لكي يحسن المارة التدلـه بهن. بينهن وبين الحيوان شبهة الدواجن وشهية البذخ. أصابني ما ينتاب الذئب في حضرة المليكة : دهشةٌ في الشرايين، بهجةٌ في غرفة الذاكرة، واستحواذٌ مثل سحرٍ يذهب بالضحية. من الماكث في سرير المشبوقة وهي تذرع المسافة بين النوم والمـلاك، من الصارم باسل الجسد بهي السمت يغزو ويغتر، فيختلط على التائه ماء الأفق بزئبق السراب. وضعت أعضائي في اللذة الضارية وتبذلت للبراثن ظناً أنها الحرير. تقدمت كتيبة الفرسان كي أفوز بوردة المليكة، و طاردني الخالق والمخلوق، حتى وصلت منهك العضل فائض الجزع واضعاً جسدي في شرفة الشنق مكتشفاً أنني لم أذهب طول هذا الليل أبعد من حياةٍ مليئةٍ باللبونات. بنات آوى، وصيفات ذئبة الملوك، بنات آوى بهياتٌ جميلات الطلعة، يدخلن علي ويأوين عندي ويفزعنني ويفطرن قلبي مخد لم يكن إلا أن أصدق ليل السرد ليغمر أخلاطي في توتر القوس، أهجو مغامرة النحل مادحاً زفير العسل . لماذا الآن فقط تفتحون في وجهي الكتب وتندفعون نحوي، كما لو أنني القتيل الوحيد مرتداً في حضرة الدم. تتصاعد الرائحة الزكية من قرمز الروح كلما تدفق وحل المرافعات، تنصبون قضاتكم ومحاكمكم المبجلة، وأكون قد أكملت سخريتي من النطق السامي . لستم أقل توغلاً في الدم . أنا من أعطى جسده لبهجة الكشف، وأعلن ذلك جهراً كأنه يضاهي جنة الأوج، كنتم تنسجون الشراك في عتمة البهو، وتدفعون بأحفادي في ليلٍ مؤثثٍ بالوحشة، حيث القبر لا يتسع لأكثر من فريسةٍ واحدةٍ وجنازةٍ راكضةٍ في سريرها الأخير. فــر بي الشك م الآن تدركون آثار دمي وتطلقون على جثماني نشيد المذلـة. الآن، تسمون لكل صاريةٍ مرفأ، وترشحون أحلامي لحشراتكم النحاسية. الآن . كيف تنقذون مـأتماً بمعدن الذبيحة، تتفادون حريق السفن منتظرةً مرصودةً بكلاب البحر ، تقفز، وتحرس السواحل . قيل لي ذات سفرٍ : نعـلمك الغرق قبل البحر . وكنت أطفر في زئبق الحلم. أرى إلى البحر، أغادره، لأعود إليه بوهم النزهة . مرثاةٌ ماثلةٌ، لست إلا شبحاً تائهاً. كابرت لئلا أبدو في صورة العراف الأعمى. الآن يحلو لكم أن تطرحوا صوت الجبانات. تباهون بالكوابيس والكوارث التي تغرغر بها جسدي الليل كلـه. آن لكم أن تصعدوا بأبصاركم أكثر فأكثر. أطلع من السهوب في قطيعٍ من الوعول معلناً أنها انتقاماتي. أعتزلكم، مثل رعيةٍ تفقد مليكها دون ندم . معلناً أنها انتقاماتي. أعتزلكم، مثل رعيةٍ تفقد مليكها دون ندم . |
سورة التل
للجسد صريخٌ يسمعه المارة بقرب التل. زعترٌ يتقصف تحت حوافر جيادٍ محاصرةٍ بالنيران. تتعثر أقدام الناس وتستيقظ في أكبادهم المواقد. فيبطئ الرجال في عبورهم .لينالوا هياجاً يدخرونه لرماد خامدٍ راكـمته سنواتٌ من وهدة الأمل. تتخفى النساء وراء الأكمات المحيطة بالت جنسٌ له رائحة الطلع. مشى الأحفاد إليه يلوذون من تأود الأرض. مشوا يحملون أمتعةً من خرقٍ وقلاداتٍ من عظم الحيوانات اليابسة وأحشاء طيورٍ منقوعةٍ في رخو القواقع. مشوا، ترشح أطرافهم بالتعاويذ وحشرجات الحروب. جاءوا يصطرعون في شباكٍ منسوجةٍ بولع القناصين . قيل لهم : تستريحون من السعي. فألقوا بأكياسهم المتهرئة لفرط ما شرشتها التضاريس . أحفادٌ وضعوا كواهلهم المتعبة على أصول الأشجار، وراحوا يرسمون هندسة التل، يمنحونه جيوباً سريةً مشمولةً بالكبريت. أقبيةٌ خفرتها يقظة الحيوان، مخلوقاتٌ مشحوذة المخيلة، تطلق أخلاطها في رؤوس الطرائد القادمة من آه كأنه يسمع، كأنه يرى، كان الجنس يتلاطم ويتبركن. والنساء وراء ألأكمات يرقبن شهيق التـل شاهداً لهن . يسحلن مكامنهن الخفية بالكمـأ ونتوءات الحجر آه >أيها التل الفاحش، تتبذل في شرفاتك ذوات الريش وفتوة الفحول وسارقات الزنابق. يا تلـنا، يا مهماز الأرض، أيها الندبة المبجلة في الكتب، أيها الألم، ألم تجد في شهامة الرصاص فسحةً تختبر فيها فصاحة الزعتر والزعفران وبهجة اللغة ونبيذ المعنى. آه منذورٌ لغفلة الوحش وكسل الأساطير. تسمع الوصايا يلهج بها الأسلاف، وترى كيف اهتبل الأحفاد تلك الغفلة وذلك الكسل، وتكاسروا على مداخل البحر آه لست الوعل الوحيد الذي اعوجت قرونه وتحرق وبـره وأصابت القروح أطرافه وإليتيه لفرط العراك. وعولٌ كثيرةٌ تحرس التل. لماذا طاب لكم أن تستفردوا بي، وتتناهبوا دمي وتطأوا جثماني المنتظر. ألم تكن الشرفات مكتظةً بكم وقت كانت جهنم لا تكف عن الدفع بمبعوثيها لشتى المه تارةً لكي نساوم على ماءٍ في النهر أو ماءٍ في القدح وتارةً لكي نمدح الخازوق ونتضرع للضريح . وعولٌ كثيرةٌ تأرجحت في متاهة الحروب المتناسلة لماذا أنا دون القتلى. لا يلتفت التل للهزل الدائر. ينحني على الجميع ويحضنهم بحنانه الوسيع، لئلا يقال إن تلاً وقوراً مثله يسهو عن أطفاله ومريديه. ها هو، في بهجة الجغرافيا، يمد يده في جيبه السرية ليفتح ذاكرة التفاح ِ آه هل أنت هكذا دوماً في الملمات ، تحسن اللهو وتتبادل المرايا مع مريديك حتى الإنتشاء؟ إذن ، ما الذي أبقيت للنادل أيها التل الثمل ؟ لا يحلو لك التهتـك إلا ساعة يتهدج الجسد المرضوض تحت الغزو. ألم أقل إن هناك من يستحق، أكثر مني، الوقوف أمام امتحان الفلك ومشارط النطاسين. فلـم كل هذا الهياج الفاجر يتصاعد مثل نحيب المرأة المشبوقة، في حين يصطرع الغزاة وحرس التل في ضراوة من يتلو صلاة القتلى. أيها التل، ساعدني لكي أتذكر أسماء الذين ابتردوا في نارك، لكي أنسج لكل منهم كوفيةً إذا كان حيـاً وكفناً إذا مـــات . ســاعدني ، فهذا دخانٌ باطشٌ يمنع الخلايا من تبادل الأدوار . |
مديح النيران
باسلون في مديح النيران. كل موجةٍ من الوقت الناصع نسميها رقعة القتال. نغفل عن شاهق الجمر. نتخبط في فضة الذهب. ملطخون بالعناصر وريش الضحايا. كل مخيمٍ يمنحنا أسماله لنطمئن ونثق. والحوافر تبذر قمحها الفاسد في طين الناس. موغلـون في المذبحـة، نتشبث بزهرة الليمـ نرثي ونمدح . لنـا دلالة الحـزن ، والـدم درجٌ لمراراتنا لا النـيران تغسل القميص لا الذئاب تألف الجـب لا البحر يسعـف السفن ولسنا للنسيان . باسلون سـواعدنا رهينـة الكتـب، و لأحفادنـا مـوهبـة الندم . يقـذفوننـا بالأحصـنة فنظن أنها هـدية العذاب الصـديق. أطفالٌ يرفعون أسمالهم في طليعة أصواتنـا. يقتحمـون الطريق الملكيـة، فنشعر بدبيـب الوحـوش في زفيرنا، فيما نرقب صافنـاتٍ عوجتـها الإنتظارات، لم تـزل في هيبـة الغيـاب. باســلون حولـنا جوقةٌ تعزف البراكين كـمن يغـري الجسد بأكـثر النصال رشاقةً و رأفــة. وكلمـا تصـاعد القتـل في مكانٍ ، صار الجسد ملـيـك المجابـهات، سيد التجلي : الجســــــد / حـديدٌ طري تستفرد به دماثة المليكة الجســــــد / حنينٌ يأخذ شكل الحروف الجســــــد / حـبٌ يتلاشى في زئبق الندم الجســــــد / حـالة الـذهب في مديـح النـيران الجســــــد / حيـلة الطـين لئلا ينجو من المــاء الجســــــد / ذبيحة الجســـد |
قضاء
لا أعرف كيف ، أجلس هكذا رأسي قبعة الكون ويداي في جنون لست متعَباً ولا حزيناً أرى البياض أبراج الفوضى ألمَسُ الحِبرَ وراحتي جنةُ الكلام . حرفٌ وتنهمر عليَّ شظايا الغيوم مثل طرائد تقع في الكمين لا أعرف كيف هكذا أبدأ أعطي جسدي لحرير المباغتات أرخي أعضائي لهذيان النيازك و أتبع رنين الملائك وهي تمجّد الغموض . لا أعرف كيف لكنني أبتهل للسّر أن يصطفيني عبداً لحرف ينسج المرايا ويهندس الشكل لبياض طاعن في التحول ربما ينهض القتلى بقمصانهم الباهرة ربما يقرعون أقداحهم ويتبادلون الأنخاب في صباح مسكون بالضجيج عندئذ يفقد النبيذُ جسارته ويحاورني مثل رفيق مبلل بالسفر و أعرف، آنذاك، أنني كنت الحلم وظل الحلم وأنني ماء في مجرة القصيدة . |
ذاكرة
كأنك طفل تهب الموت لتنجو من جسد يرث الأنصال كأن الأطفال يهيمون تغوي الجرحى برهيف الخنجر هل أنت كلام يكفي ؟ رفاقك في طين الله ويرتبكون رفاقك يبكون و أنت تسوق قطيع الهذيان وتمنح يأسك حريات الموتى يجدل حبل كلامك للأعناق كأنَّ رفاق الماضي يمضون كلامك يكفي مثلك أجسادٌ تسأم مجدَ القتل وتبحر نحوك هذا الضوء يؤجج جرح الناس و أنت تَكلمْ شَطَّ الأصحابُ نسوكَ كماضٍ يمضي غطاك الغيمُ تفزع في قمصانك أخبارٌ تهذي مثل قناديل الماء كأنك تَشحَبُ في جسد يقتتل الآن كأنك مثلك تمنح رفقتكَ الخنجرَ كي يختبروك كأنك مثلك تلهو . |
الأنخاب
يسير لا يعبأ ولا يكترث خطواته طريق وفي رأسه شغفُ النار يرى الحسنَ ابن الهيثم هنا يراه ساحر المرايا يَهَبُ الضوءَ و الماءَ مملكةً ويراه مدججاً بالبريق زجاجة في يديه لا يعبأ ولا يكترث وريث الطبيعة يشفّ يخدع الأفق و المرايا ويرسم الماء في الكأس للرأس أن تَسكرَ أن تكسر الكتابة و المرايا في دورة في دوار له الطريق خطيئة الأرض نهرا يراه يفضّض الجثة كي تحسنَ الحلم و الماء زينة المرايا يغادر النهر يلجأ في خندق الضلالة و الضوء هو الحسن ابن الهيثم يغرر بالعين كي لا ترى ما تراه طريق مكنوزة مثل طير يسير لا يعبأ ولا يكترث يرفع الكأس للشمس : هذه نخبكِ أيتها المليكة . |
تـآلف
.. لذلك برى خشب ناعمة و بــرم حبلا لينا وترك ظلهما يسقط في هدوء على الماء ثم استند يشحذ ذاكرته لم ينس شيئا اعتذر لرقبته ملّس عليها بحنان الأعزل وأغمض عينيه لكي يرى تلك الومضة قبل المغادرة . |
مديح
رأيته يلهج بالبيارق جذوره في كهوف الكتب يداه مكفولتان بغدر التوقع يؤرخ لهزائم الحروب ويتذكر المستقبل قبراً قبراً لكنه لا يخلع دروعه يرى البيارق تشغل المدى كغربان فيتهلل ويبتهج يصادف في غمرة يأسه أجنحة و توابيت فيصعد في حبور يرى فزاعات أحلامه تنتخب له الكفن وتعد له المديح فيصاب بالتهّدج. |
خطيئة
أيتها النار يا مليكة الوقت أين أخبئك و الهشيم سيد المكان ؟ |
الساعة بإيدك هلق يا سيدي 06:20 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون