-
PDA

عرض كامل الموضوع : الشاعر الجزائري ابن الأبقع محمد


حمبراوي
09/05/2008, 17:09
مقاطـع مـن أوجـاع المتنـبي..

وهذا الزمان الذي باعنا
وذاك العذاب الذي إشترانا
مص من اللباب فلما
بقينا قشورا .. رمانا
قد اعوج ظلي وظلك
يا وطني ..
لأنا بلغنا خريف الهوى
وانحنى جسدانا ..
فسرنا نتابع ظلين في الصمت
والموت يضحك ..
مستهزئا في خطانا
هو الضوء مَن يصنع الظل ..
فلنستترْ .. عن عيون الضياء
لكي لا ترانا
وما الضوء إلا من الشمس
فلنغمس الشمس
في البحر أو ..
فلنصبَّ عليها دمانا
تعبنا من البؤس واليأس
ضقنا بهذي الحياة ..
التي أشربتنا الهوانا
فالأعزُّون مَنْ :
" منعوا من كليبٍ "
ونحن الألى أسلموا
كف "جساس " للقطع
نحن الذين أبحنا حمانا
وعشنا نغلق في
" سورة الفتح " أبوابها
وننيل المفاتيح أيدي سوانا
آه .. يا أمة بعث الله فيها
الورى ثم أضحك منها الورى
شرب الناس خمرتها
وارتمت .. في لهيب الظما ..
تستدر الدنانا
لماذا ... زرعت الزهورْ
بين أودية الموت
بين القبور
وترمين وسط اللظى الأقحوانا
ولِـمْ .. ؟
تنكرين على عاشق أن يغني ..
وتردين
في قلبه المستهام الأمانا
تخيفين هذا الهزار الصغيرْ
تثيرين في عشه الريح
والثلج والزمهريرْ ..
فيفرك ريش الجناحين كيما
يطيرْ
ولكن .. إلى أين يمضي ؟
ودنياه غارقة الخطواتْ
طواها الظلام الذي قدْ طوانا
فكَلَّ الجناحْ
وأضرم في قلبه الدهر
زوبعة من جراحْ
فراحْ
يقاتل بالصمت والصمتُ
في منطق القاهرينْ ..
حيلة اليائسينْ الألى يرحلونَْ ..
إلى ظلمة واغترابٍ
ورجْع نواحْ
آهِ .. يا أمة بعث الله
فيها الورى ..
ثم أضحك منها الورى ..
وكم قد تغني " فتى كِنْدَةٍ "
فيك حتى مضى
شعره يستخف الزمانا
فتى يحمل السيف في الكفِّ
يُشهرُهُ ..
كي يذود عن الحوض ..
عربدة الآبقينْ ..
ويمضي يُلمْلم أعظُمكِ المستغيثةَ
في شهوة الآكلينْ
ليجمعها ..
ثم يكسو العظام بلحم اليقينْ
فتى شردته المسافاتُ
ذات الشمال وذات اليمينْ
غربته كـ.." صالـحْ "
في أمة تتمسح في أرجل العابرينْ
فتى وزعته المسافات ...
فاختصر الأرض واختارَ
بين النجوم المكانا
وأطلق أجنحة الحلم
كيما يجوب بها الأرض ..
آنا فآنا
فتى لم يبعْ
شهوة الأرض ألحانه
أبدا ماهفا للهوى .. ما
أحب الحسانا
وفي فمه الشِّعرُ لكنه عاش
يحضن في قلبه
التاج والصولجانا
يَا .. لَذاك الفتى
ضيعوه
ضيعوا .. كل أنغامه
أسلموه
وحيدا لغربته ..
للأسى والأنينْ
ورغم العدا ..
صعد النجم في سدرة الخالدينْ
ولا عيب فيهِ ..
سوى أنه قال للصم
أسراره ..
ثم حاول .. أن يوقظ الميتينْ
هو مصباح نور
تحدر من ضحكة
الشمس حتى إذا
لامس الأرض
ضيع أنواره
ثم كسَّر بلوره
واختفى
في ظلام السنين

10 جويلية 1995

حمبراوي
09/05/2008, 17:11
أجيء يا كسيرة الجفونْ
تحملني صبابتي
وللسنينْ
دفقه ترعد في دمي
وللهوى هديرْ
أجيء يا رفيقتي
وقد تنفس الخريفُ
في الغصونْ
وأُلْبِست براعمُ الشجرْ
كآبة الأسيرْ
يخاف من طلاسم المصيرْ
أجيء يا رفيقتي
أسير في الدروبْ
سيرة الغريبْ
أجهل الكثيرْ
عن مرابع الصِّبا
ومرتع الغرام والعبيرْ
أسير حاملا مشاعري
والأمس في يديْ
يحثني على المسيرْ
والذكريات كلما مشيتُ
أشرفت تطلُ
من مجاهل الأعماق تستثيرْ
سكون صدريَ القريرْ ...
فكم مضت بنا الأيامُ
كم عدت بنا السنونْ
ورغم سطوة الدهورْ
فحبنا القديمُ
ما يزال يعصر القلوبَ
في عيوننا
ويركب الجنونْ ...
كالشراع غاضبا يدورْ ...
وما تزال دفقة الصبا تفورْ ...
كأنها البركانُ
أو كأنها الرياحُ
زعزعت جوانح السعيرْ ...
أتعلمين ما الذي أضعته هناكْ ...
حيث نُؤينا القديمْ
وحيث بيتنا الذي نسجته من الغصون والصخورْ
أضعت صورتي ...
طفولتي ...
مزقتها مع الدروب مِزعا
زرعتها مع البذورْ ..
فكل ذرة من هذه البطاح والربى
تعيشني أنا ...
وكل زهرةٍ أو صخرةٍ أو نملةٍ أو طائرٍ أو جدولٍ
يُلحُّ في الخريرْ .. أو غيمةٍ في جوها تسيرْ ...
طبعتها أنا بقلبي الصغيرْ
وكل ربوةٍ ونسمةٍ تداعب الأثيرْ ...
تحمل لي في رِحْمها ذكرى التوهج الكبيرْ ...
ذكرى هوى لم تمحه الدهورْ
قد عاش كِلمةً تسبح في البياض راهبا يطيرْ
نحلة تذوب في الزهورْ ...
شاعرا يحفظ حبه الكبيرْ ...
1994