الدموع المترنحة..

[أبو عبسي]

وقال لي جدي الشرقي القديم..
حذار من منازلة الذئب الجريح..
و أنا ذئب جريح..فمن يجرؤ على منازلتي..
أتوه في غابات العالم المظلمة..
و جرحي ينير لي دربي..
جرحي لا يندمل..
و دربي لا ينتهي..

و اتأمل ذات يوم..
أن تصبح حياتي بسيطة كمقطوعة موسيقا صيفية..
أو وردة..
أو دمعة..
و ما أزال إلى الآن..
كالغريق المتعلق بقطعة خشب ما..
غريق معلق في وسط المحيط الهادر..
غريق سئم حياته على خشبة إنقاذه الأخيرة..
لا يجرؤ على أن يفلتها..
لا يتحمل أن يظل معلقا بها..
فماذا يفعل...

أحلم بشيء ..لا أعرف ذلك الشيء..
أحلم بحياة..لا أعرف..
أحلم بغد يتفوق على البارحة..
و لكن لا البارحة و لا غدا ..و لا اليوم..لا شيء يغنيني عن نفسي..
لا شيء كحلم إنسان يجلس في العراء..
يتأمل النجوم و الصخور و كل شيئ..
و لا شيء سوى أنا و الليل..
لا نهار بعد اليوم ..فالنهار صنع للضعفاء..صنع للجبناء..
أنا..أنما ضعيف و جبان..و لكنني مغامر..
و ما الحياة إلا لحظة..
و اللحظة اقضيها و أنا أموت ببطىء..أو أعيش بسرعة..


و أقول لا للمرة الألف..
أن أجلس على صخرة اليأس ..لا..
أن أموت واقفا خير من أن أعيش جالسا..
أشتاق إلى حزن أو فرح ولى..
أقبل أمواج البحر من أهدابها..
و أضم الأفق إلى صدري..

و الآن هل يعقل يا إلهي..
أن أموت أنا..أنا..من أمضيت عمري
بالبكاء و النحيب..أن أموت في بحر من الورود الحمراء..
لا ..أنا لست عاشقا ..لست مناضلا..
لست عصاميا..لست صاحب مبدأ..
أنا إنسان..عابر سبيل..شخص غريب الأطوار..
شخص أحب و قاتل و ناضل كي يكون غريب الأطوار..
لطالما أردت يا أمي أن أكون زنبقة سوداء بين ورود بيضاء..
فلم أتمكن سوى أن أكون وردة بيضاء ..على قبر جندي مجهول..كان اسمه..أنا..