dimozi
13/02/2008, 20:10
كان كل شيء بيننا يتجه إلى طريق مسدود حينها, و كنت هناك أجلس وحيداً محبطاً مقابل سلحفاتي الحبيبة تشرشل أتغزل بوحدتي و وحدتها.
كنت صغيراً, بل كان كلانا صغيراً, أو اعتقدت ذلك لأواسي ذاتي المتعبة من الحب الأول و فشله.
و كانت الدنيا مقبلة على تفجيرات و تغيرات و أحداث عظام في أسبابها و نتائجها, كما عادة منطقتنا المتأزمة أبداً, و ما أقرب البارحة من اليوم.
و الناس ما يزالون أمامي أزواجا متحابة, تذهب و تجيء .
و يمر العيد الأول, تغير فيه تشرشل حراشف صدفتها ببطء , بنفس البطء الذي أداوي به جراح نفسي من نوبات الحب الطفوليّ المعذب, تكبر به تشرشل قليلاً و يكبر أرقي كثيراً .
و الناس ما يزالون أمامي أزواجا متحابة, تذهب و تجيء و تغير محبيها و عاداتها و كلماتها و نظراتها.
و يمر العيد الثاني, نشيطا سريعا واعدا, أين كنت و أين صرت, و أين كانت غاليتي تشرشل و أين أصبحت, حسناً لن أمعن في الكذب فتشرشل لم تتغير كما فعلتُ في عام, ظلت تخاف حتى ذبابة إن حطت على مسافة مرأى عينها الصغيرة,لتختبئ في صدفتها أمام الخطر المحدق.
أما أنا فكنت أقفز كفأر حقل مرح سعيد, تمر نفس الذكرى عليّ, وحيد أيضاً, و لكني كنت وحيداً هارباً من جمع الزهرات اللواتي هبطن عليّ فجأة, أفرّ من هذه لتأتيني تلك, فما أفرغ من قراع تلك لتعود الأولى ومعها باقة أخرى من الزهر الفواح, فيا ويلي إذا ما شممت و يا ويلي إن تمنعت, و يا ويلي إذا حوصرت من كل الجوانب مكرهاً مع زهرة و الأخرى تتربص بي و بصاحبتها شراً , فكيف أختار بل كيف أقنع جمعهن الغاضب بأن هذا القلب الصغير لا يتسع لأي منهن.
أفما كان أحرى بالذي أرسلهن معاً, بأن يرسلهن فرادى فيريحني و يسهل عليّ و عليهن سوء المصير .
و الناس ما يزالون أمامي أزواجا متحابة, مترافقة تذهب و تجيء و تغير أخلاقها و كلماتها و أغانيها.
و يمر العيد الثالث علي و تشرشل معاً,أدخل فيه معترك الحياة بوجه جديد, أضع أمامي أشباه خطط لحياة لا أعلم ما تخبئ لي بعد من مفاجئات, و لا أعلم كم من الدروس ستعلمني من الصبر إلى التدبر في أمورها و السعي في طرقها المتشعبة الغامضة.
أما حبيبتي تشرشل فهي من تغير هذا العام, تعودت على محيطها في حوضها الزجاجي الذي ما زال يمتد من حولها بكل الجهات مانعا إياها من الفرار من علاقتنا الأبدية المحتومة, أصبحت أكثر وداً و شجاعة, حتى أننا توصلنا معا إلى ما يشبه اللغة المشتركة في المحاورة و التفاهم, فغدت تأكل من يدي و لا ترضى أن ألقي لها عصيها أمامها, فإن لم أضع لها الطعام في فمها لم تأكله و نفرت منه, و مع أنها لم تتعلم بعد النباح أو المواء أو إصدار أي صوت كان يؤنس وحدتي, فإن نشاطها المحموم في السباحة طولا و عرضا في حوضها الصغير عوض بعضا من شوقي لمكالمتها, فغدا النظر إليها نشيطة مرحة من أمتع لحظات يومي حين أطل لألقمها بعض ما تأكل من يسير طعامها المعلب ذي الرائحة الكريهة.
و الناس ما تزال تمر من أمامي أزواجا متحابة, تذهب و تجيء معاً, و تتفنن في صياغة مفاجئاتها و إخفاء أسرار أيامها المتعبة, لتجلب على هذه الدنيا فرح الأزواج في هذا الموسم المقبل.
و أبقى وحيداً مع سلحفاتي الغالية, ككل عام, و بعد أن أيقنت بأن سلحفاتي أنثى, أتسأل هل ستتحول غاليتي إلى أميرة خرافية إذا ما قبلتها على الفم.
تحياتي الخضراء :D
كنت صغيراً, بل كان كلانا صغيراً, أو اعتقدت ذلك لأواسي ذاتي المتعبة من الحب الأول و فشله.
و كانت الدنيا مقبلة على تفجيرات و تغيرات و أحداث عظام في أسبابها و نتائجها, كما عادة منطقتنا المتأزمة أبداً, و ما أقرب البارحة من اليوم.
و الناس ما يزالون أمامي أزواجا متحابة, تذهب و تجيء .
و يمر العيد الأول, تغير فيه تشرشل حراشف صدفتها ببطء , بنفس البطء الذي أداوي به جراح نفسي من نوبات الحب الطفوليّ المعذب, تكبر به تشرشل قليلاً و يكبر أرقي كثيراً .
و الناس ما يزالون أمامي أزواجا متحابة, تذهب و تجيء و تغير محبيها و عاداتها و كلماتها و نظراتها.
و يمر العيد الثاني, نشيطا سريعا واعدا, أين كنت و أين صرت, و أين كانت غاليتي تشرشل و أين أصبحت, حسناً لن أمعن في الكذب فتشرشل لم تتغير كما فعلتُ في عام, ظلت تخاف حتى ذبابة إن حطت على مسافة مرأى عينها الصغيرة,لتختبئ في صدفتها أمام الخطر المحدق.
أما أنا فكنت أقفز كفأر حقل مرح سعيد, تمر نفس الذكرى عليّ, وحيد أيضاً, و لكني كنت وحيداً هارباً من جمع الزهرات اللواتي هبطن عليّ فجأة, أفرّ من هذه لتأتيني تلك, فما أفرغ من قراع تلك لتعود الأولى ومعها باقة أخرى من الزهر الفواح, فيا ويلي إذا ما شممت و يا ويلي إن تمنعت, و يا ويلي إذا حوصرت من كل الجوانب مكرهاً مع زهرة و الأخرى تتربص بي و بصاحبتها شراً , فكيف أختار بل كيف أقنع جمعهن الغاضب بأن هذا القلب الصغير لا يتسع لأي منهن.
أفما كان أحرى بالذي أرسلهن معاً, بأن يرسلهن فرادى فيريحني و يسهل عليّ و عليهن سوء المصير .
و الناس ما يزالون أمامي أزواجا متحابة, مترافقة تذهب و تجيء و تغير أخلاقها و كلماتها و أغانيها.
و يمر العيد الثالث علي و تشرشل معاً,أدخل فيه معترك الحياة بوجه جديد, أضع أمامي أشباه خطط لحياة لا أعلم ما تخبئ لي بعد من مفاجئات, و لا أعلم كم من الدروس ستعلمني من الصبر إلى التدبر في أمورها و السعي في طرقها المتشعبة الغامضة.
أما حبيبتي تشرشل فهي من تغير هذا العام, تعودت على محيطها في حوضها الزجاجي الذي ما زال يمتد من حولها بكل الجهات مانعا إياها من الفرار من علاقتنا الأبدية المحتومة, أصبحت أكثر وداً و شجاعة, حتى أننا توصلنا معا إلى ما يشبه اللغة المشتركة في المحاورة و التفاهم, فغدت تأكل من يدي و لا ترضى أن ألقي لها عصيها أمامها, فإن لم أضع لها الطعام في فمها لم تأكله و نفرت منه, و مع أنها لم تتعلم بعد النباح أو المواء أو إصدار أي صوت كان يؤنس وحدتي, فإن نشاطها المحموم في السباحة طولا و عرضا في حوضها الصغير عوض بعضا من شوقي لمكالمتها, فغدا النظر إليها نشيطة مرحة من أمتع لحظات يومي حين أطل لألقمها بعض ما تأكل من يسير طعامها المعلب ذي الرائحة الكريهة.
و الناس ما تزال تمر من أمامي أزواجا متحابة, تذهب و تجيء معاً, و تتفنن في صياغة مفاجئاتها و إخفاء أسرار أيامها المتعبة, لتجلب على هذه الدنيا فرح الأزواج في هذا الموسم المقبل.
و أبقى وحيداً مع سلحفاتي الغالية, ككل عام, و بعد أن أيقنت بأن سلحفاتي أنثى, أتسأل هل ستتحول غاليتي إلى أميرة خرافية إذا ما قبلتها على الفم.
تحياتي الخضراء :D