-
PDA

عرض كامل الموضوع : عندما تكون وزيراً في بلدي


aaahmed
02/02/2008, 13:27
كان أسعد يوم في حياتي كلها يوم اتصلوا بي ليخبروني أنهم عينوني وزيراَ في الحكومة الجديدة
لكن بصراحة أن أصبح وزيراَ نتيجة طبيعية لما قدمته من خدمات جليلة للنظام عدا ما أقوم به من تزلف متملق ودفاع شرس ومحموم عنه و...و.....و....والقائمة تطول.
اليوم أول يوم لي في هذا المنصب الذي هو أعلى ما يتمناه إنسان طموح
أدخل مبنى الوزارة مباركات وتهاني وتمنيات و نفاق و محاباة...تماماَ كما كنت أفعل في الأيام الخوالي
ماذا .....مثلما كنت أفعل...إذاَ هم يتمنون مثلما كنت أتمنى....آه ومن هنا بدأت معاناتي فكلهم يريدون الكرسي الذي أجلس عليه أي أنهم ينتظرون مني عثرة أو زلة أو ما شابه.
و بدأ دفاعي المحموم عن هذا المنصب فازداد تملقي لمن هو أعلى بالطبع وكذلك لمن هو أدنى ولا تستغربوا ذلك فماذا لو أسأت إلى أحدهم و أصبح لاحقاَ في مكاني طبعاَ سيسيء إلي كما أسأت إليه.
وكما تعلمون أنهم يعطون الوزير الجديد مسكناَ خاصاَ بالوزارة وفي هذا المنزل لا بل القصر كانت هناك شجرة خضراء يانعة أمام شرفتي أحببت هذه الشجرة وتعلقت بها .
وفي أحد الصباحات المشحونة بالقلق مما سيأتي نظرت إلى شجرتي لفت انتباهي وجود ورقة متفتحة حديثاّ لا أعرف لماذا خطر على بالي أن أقول هذه أنا عندما رأيت نسمات الهواء تعبث بها أحسست أن حالنا واحد فصرت كلما أستيقظ أطمئن على ورقتي الصغيرة بل بصراحة أنا أطمئن على نفسي .
وكالعادة استيقظت مبكراَ لأمارس رياضة الجري التي أحب ألقيت فتحت باب الشرفة و ألقيت نظرة على الشجرة وهممت بالمغادرة لكن لحظة عدت ودققت النظر فلم أجدها ...ليست هنا...لقد وقعت...فاضطربت وهجت لكن قلت لنفسي لا بأس إنها مجرد ورقة ولا يعني ذلك شيئاّ فهذا هو الخريف .
لم أخرج للجري بل جريت إلى مكتبي لكن الوجوه مكفهرة و لم يتهافت الجميع إلى حمل الحقيبة ولم يلق أحدهم تحية الصباح ولا حتى مدير مكتبي دخلت المكتب بسرعة لأطمئن على نفسي و أؤكد للجميع أني شجرة توت معمرة ...جلست على الكرسي وهممت أن أقرع الجرس على مدير مكتبي ليحضروا لي القهوة لكن لفت انتباهي وجود ظرف فتحته فإذا بي أجد كتاب إقالتي لم أتمالك نفسي صرخت على الوغد الذي يجلس في الخارج فلم يأتي
ذهبت لأعرف لماذا
رفض استقبالي في البداية لكن بسب إلحاحي وافق على استقبالي وعلى الفور وبدون تلك العبارات الجوفاء التي كنت ألقيها عند قدميه صرخت لماذا ...؟
كان الجواب بمنتهى البساطة لقد وجدنا من يتزلف أكثر منك.
هكذا تملق عشرين سنة يذهب بهذه السهولة.
أخليت المنزل مثلما طلبوا مني وعدت إلى منزلي القديم صحيح انه لا يقارن بذلك المنزل لكن على الأقل ليس في منزلي شجرة الآن.....

كان أسعد يوم في حياتي كلها يوم اتصلوا بي ليخبروني أنهم عينوني وزيراَ في الحكومة الجديدة
لكن بصراحة أن أصبح وزيراَ نتيجة طبيعية لما قدمته من خدمات جليلة للنظام عدا ما أقوم به من تزلف متملق ودفاع شرس ومحموم عنه و...و.....و....والقائمة تطول.
اليوم أول يوم لي في هذا المنصب الذي هو أعلى ما يتمناه إنسان طموح
أدخل مبنى الوزارة مباركات وتهاني وتمنيات و نفاق و محاباة...تماماَ كما كنت أفعل في الأيام الخوالي
ماذا .....مثلما كنت أفعل...إذاَ هم يتمنون مثلما كنت أتمنى....آه ومن هنا بدأت معاناتي فكلهم يريدون الكرسي الذي أجلس عليه أي أنهم ينتظرون مني عثرة أو زلة أو ما شابه.
و بدأ دفاعي المحموم عن هذا المنصب فازداد تملقي لمن هو أعلى بالطبع وكذلك لمن هو أدنى ولا تستغربوا ذلك فماذا لو أسأت إلى أحدهم و أصبح لاحقاَ في مكاني طبعاَ سيسيء إلي كما أسأت إليه.
وكما تعلمون أنهم يعطون الوزير الجديد مسكناَ خاصاَ بالوزارة وفي هذا المنزل لا بل القصر كانت هناك شجرة خضراء يانعة أمام شرفتي أحببت هذه الشجرة وتعلقت بها .
وفي أحد الصباحات المشحونة بالقلق مما سيأتي نظرت إلى شجرتي لفت انتباهي وجود ورقة متفتحة حديثاّ لا أعرف لماذا خطر على بالي أن أقول هذه أنا عندما رأيت نسمات الهواء تعبث بها أحسست أن حالنا واحد فصرت كلما أستيقظ أطمئن على ورقتي الصغيرة بل بصراحة أنا أطمئن على نفسي .
وكالعادة استيقظت مبكراَ لأمارس رياضة الجري التي أحب ألقيت فتحت باب الشرفة و ألقيت نظرة على الشجرة وهممت بالمغادرة لكن لحظة عدت ودققت النظر فلم أجدها ...ليست هنا...لقد وقعت...فاضطربت وهجت لكن قلت لنفسي لا بأس إنها مجرد ورقة ولا يعني ذلك شيئاّ فهذا هو الخريف .
لم أخرج للجري بل جريت إلى مكتبي لكن الوجوه مكفهرة و لم يتهافت الجميع إلى حمل الحقيبة ولم يلق أحدهم تحية الصباح ولا حتى مدير مكتبي دخلت المكتب بسرعة لأطمئن على نفسي و أؤكد للجميع أني شجرة توت معمرة ...جلست على الكرسي وهممت أن أقرع الجرس على مدير مكتبي ليحضروا لي القهوة لكن لفت انتباهي وجود ظرف فتحته فإذا بي أجد كتاب إقالتي لم أتمالك نفسي صرخت على الوغد الذي يجلس في الخارج فلم يأتي
ذهبت لأعرف لماذا
رفض استقبالي في البداية لكن بسب إلحاحي وافق على استقبالي وعلى الفور وبدون تلك العبارات الجوفاء التي كنت ألقيها عند قدميه صرخت لماذا ...؟
كان الجواب بمنتهى البساطة لقد وجدنا من يتزلف أكثر منك.
هكذا تملق عشرين سنة يذهب بهذه السهولة.
أخليت المنزل مثلما طلبوا مني وعدت إلى منزلي القديم صحيح انه لا يقارن بذلك المنزل لكن على الأقل ليس في منزلي شجرة الآن.....