-
PDA

عرض كامل الموضوع : غابرييلا ميسترال


اسبيرانزا
11/01/2008, 15:34
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////


ولدت الشاعرة غابرييلا ميسترال في تشيلي عام 1889. توفيت عام 1965. نالت جائزة نوبل للآداب عام 1945. عاشت حياتها في فقر مدقع، وقيل أنها نالت مرة جائزة تقديرية ولكنها لم تستطع الحضور لتسلم الجائزة لإنها لم تكن تملك ثوباً مناسباً.

عملت مُدرّسة، عانت شقاء الحياة بكل ألوانه. كان الشاعر بابلو نيرودا أحد تلاميذها في المدرسة والذي فاز بجائزة نوبل عام 1971. يقال أنها أخفته في بيتها حين كان ملاحقا كانت من أنصار حرية الرأي والتعبير. بدأت تنشر كتاباتها في الصحف المحلية بتخوف ثم انتشر صوتها وصيتها خارج البلاد. عُينتْ قنصلا في تشيلي بعد تلك المسيرة الشاقة والمعطاءة.

غابرييلا ميسترال أمومة بلا إنجاب، عاشقة حتى آخر عمرها لرجل وحيد مات منتحراً في ظروف غامضة، خصوبة روحية تلد الكون شعرا من عالم الأشياء، بحسية عميقة، ورؤية مرهفة ومثقفة، يختلط فيها عشق الحياة مع اللوعة والقلق الوجودي.

أنجبتْ قصائد، وفي قصائدها أنجبت أطفالاً، رجالاً، أحلاماً ورؤى تخالها أعمق من حقيقة - هذا ما تسكبه قصائدها وكلماتها، خصباً وعميقاً.

كانت خلّاقة في وحدتها، متقدة برغبات الصانعة الحازقة والجزلة، تُسخّر وقائع الحياة والطبيعة لصنع منمنمات شعرية كاشفة وأنيقة، مكسبة إياها أبعاداً وتجليات شاهقة. . .منقول

اسبيرانزا
11/01/2008, 15:35
في قصيدة " أرق" تقول:

شحاذة كنتُ ....مليكة أنا اليوم

وها أنا أرتجف بلا توقف،

وأتساءل طوال الطريق،

ألما تزل معي؟

ألن تذهب ؟

أريد أن أبتسم في الطرقات كلها

وأثق بالناس جميعا ما دمتَ قد جئتَ
(( الأم الحزينة ))

نم يا بني ، نم يا سيدي الصغير
نم دون خوف أو إزعاج
نم برغم أن قلبي لا ينام
ولست مرتاحة

نم نم ، ولا تثر
في الليل ضجةً
أكثر مما تثير ورقة من عشب
وسط العشب
أو أدقُ زغبة

لينم واياك جسدي ورعشتي
ولتنم واياك وساوسي
وتطبق عيناي جفنيهما عليك
ولينم فيك قلبي كله
نم يا بني نم
نم

اسبيرانزا
11/01/2008, 15:36
(( أغنية الدم ))

نم يا دمي الوحيد
نم يا دمي الذي تضاعف
نم يا حياتي المهدهدة
في شعابٍ من دم

نم يا طحلب أحلامي
نم بعد أن صلب عودك
نم علي مذاق اللبن و الدم

لا يزال ولدي بكراً
بحلاوة كل ثمرة
إذ يلمس صدري
رماناً من دم

نم يامن تخفق بدمٍ ليس لك
إنه دمي
وأراك تستسلم للكري
وأنت من لبن و دم

نم أيها البلور الشفاف
الذي نبصر فيه الدم
نم أيها المصباح
الذي ينيرني بدمي

نم يا حبتي الدفينة
وقد برزت في وضح النهار
رايةً يرتفع عندها دمي
ويهوي

إنه يمضي ثم لا يلبث
أن يعود ويجدني
إن له ظلاً
وهذا الظل هو دمي

إن إفتقدني في الليل
فدمي يعيده إلي
وإن إفتقدته
فدمه يعيده إلي

نم يا دمي الوحيد
نم يا دمي الذي تضاعف
نم
نم




أحتاج إلي كلمة بإتساع الصمت
كي تعبر عن دهشتي حيال كل ترف هذا الصخب
حينما قابلتني

اسبيرانزا
11/01/2008, 15:37
(( إحكي لي ))

إحكي لي يا أماه كل ما علمتكِ إياه الأمكِ القديمة

إحكي لي يا أماه كيف يجئ جسده الصغير
وكيف يولد بينما لا يبرح عالقاً بأحشائي

قولي لي يا أماه هل يعثر وحده علي صدري
أم أن عليَّ أن أقدمه له ؟
هبي لي الساعة يا أماه علم المحبة

علميني المداعبات الجديدة التي تفوق مداعبات الزوج

علميني كيف أغسل رأسه الصغير في الأيام القريبة القادمة

علميني كيف ألفه دون أن أؤلمه

علميني يا أماه أغنية المرضع
التي هدهدتني أنتِ علي وقعها
فستجعله يغفو علي لحنها أكثر من سائر الأغاني



لم تكن علي ميعاد مسبق معه
كما هي روعة مفاجأت اللحظات السعيدة
كل ما هناك أنها سمعت صوت طفل يبكي
من بيت خال فأسرعت إليه كي تحضنه
وترضعه من كوثر حنانها

اسبيرانزا
11/01/2008, 15:38
(( الطفل وحيداً ))

سمعته يبكي ، فتوقفت علي منحني طريق
دنوتُ حتي بلغت باب الكوخ
إنه طفل ، العذوبة في عينيه
يرمقني من مهده
فيسكرني حنانٌ عظيم كأنه الخمر

أمه أبطأت ، وهي تلتقط القش
والطفل عند يقظته ، راح يبحث عن الصدر
وبكي
أخذته بين ذراعيَّ
وترنيمة مرتعشة تصعد إلي شفتي

القمر يرنو من خلال النافذة
والطفل يعود للنوم
بينما صدري الغني بحمله
يستحم في الترنيمة العذبة
وهو ينعم بإنتصار غريب

فتحت المرأة باب الكوخ وهي ترتجف
وإذ رأت علي محياي سعادة حقيقة
تركت صغيرها يغفو بين ذراعي


عندما تدمع عيون الورد
ترتجف نبضاتها و يهتز قوس أهدابها
لتحمل أحداقها الماء و النار بدمعة واحدة
تتراقص بحكايا من لهب

اسبيرانزا
11/01/2008, 15:39
(( أقدام صغيرة ))

قدما صبيَّ صغيرتان
أزرقتا من البرد
رباه .. أليس في ميسورنا أن نغطيهما
قدمان مجرحتان بكل ضروب الحصي
مهانتان في الطين والثلج
لم يدر في خَلَدِ الأعمي
أن زهرة وهاجة الضياء
تنبتُ في أثرهما

وحيث تخفق الأنامل الدامية فوق الثري
يورق الزنبق فواح الأريج

فيا من تجوبان الدروب دون إلتواء
إن شجاعتكما علي قدر كمالكما

أيتها القدمان الصغيرتان
أيتها الجوهرتان المعذبتان
أنَّي للعالم أن يمر بكما
دون أن يراكما ؟ !!



كل أطفال العالم أطفالها
فعذوبة الأمومة تتجلي كا أروع ما تكون بين أنفاسها
لذا ما كان لها أن تنساهم

اسبيرانزا
11/01/2008, 15:40
(( أيد صغيرة ))

إيه أيتها الصِّبية الصغيرة
أيتها الأيدي الصغيرة المتسولة
إنك سيدة وديان العالم

إيه أيدي الصِّبية الصغيرة
يا من تمدين نحو الأشجار
الثمار كلها من أجلك
تتلون بلون الذهب

ومن أجلك يتفتقُ شهد العسل
والناس العابرون لا يدركون
عنه شيئاً

إيه أيتها الأيدي الصغيرة البيضاء
وكأنك جُبلتِ من الدقيق الناعم
السنبلة اليانعة
تنحني لتداعبك

أيتها الأيدي الممتدة
أيدي الصِّبية الفقراء
ألا بورك الذين يُنعمونَ عليكِ
ألا بوركوا



بريشة ملهمة مرهفة الإحساس
رسمت حضن الأم بطريقة مبتكرة
قل نظيرها هذا إن لم تكن السباقة إليها
ها هي تدعوكم لمتابعة حفيف جناح النحلة
بقلب زنبقة

اسبيرانزا
12/01/2008, 15:19
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////


في مديح الحجارة
حجارةٌ راكعةٌ، حجارةٌ تَسَّاقطُ في مواكبَ، وتلكَ التي لا ترغبُ في السّقوطِ أبداً، كثيرةَ سأمٍ، مثلَ قلبٍ، تصيرُ.
حجارةٌ تستريحُ على أكتافها كمحاربينَ موتى- مغلقةٌ بصمتٍ نقيٍّ، لا بضماداتٍ، جراحُها.
حجارةٌ تحملُ إيماءَاتٍ متناثرةً كأطفالٍ ضائعينَ: حاجبُ عينٍ على سلسلةِ الجبالِ الوعرةِ، كاحلٌ في مسطبةِ الحجرِ.
حجارةٌ ثقيلةٌ بنومٍ، غنيَّةٌ بأحلامٍ، كَحَبِّ فُلفلٍ يحرسُ روحاً صافيةً. واهناً، نعسانَ، كشجرةٍ حالاتٍ، بوحشيّةٍ يقبضُ الحجرُ على كنزِ الأحلامِ المُطْلَقِ.
حجارةٌ راكعةٌ، حجارةٌ مُتمازِجَةٌ، حجارةٌ تَسَّاقطُ في مواكبَ، وتلكَ التي لا ترغبُ في السّقوطِ أبداً، كثيرةَ سأمٍ، مثلَ قلبٍ، تصيرُ.
منذورةٌ لِعُنِقِ يعقوبَ شاهدةُ القبرِ، كَرَقْمٍ حجرُ الحِدَادِ، بلا خَجَلٍ، وَبلا أيِّ نَدَىً، كَرَقْمٍ، ليسَ إِلاَّ.
ليسَ غير جفنٍ عظيمٍ هُوَ الحجرُ الدّائريُّ، كطاعنٍ في العُمْرِ. القمّةُ المعقوفةُ لجبالِ الأَنْدِيزَ الغامضةِ- تلكَ الشّعلةُ التي لا ترقصُ- تَلَعْثَمَتْ، فجأةً، كَسَارَةَ زوجةِ لُوْطٍ. لَمْ تَشَإِ الأجابةَ حينَ، طفلةً، سألتُهَا، وَإِلى الآنَ لَمَّا تَزَلْ.
حجارةٌ تُومِضُ بالذّهبِ أوْ بالفضّةِ- التي فجأةً نَخَبَهَا النّحاسُ- أَجْفَلَها الاقتحامُ. حجارةٌ أَغْضَبَها لوزٌ مَعدِنِيٌّ كانَ سهاماً مُرَيَّشَةً لا تُرَى.
حجارةٌ راكعةٌ، حجارةٌ مُتمازِجَةٌ، حجارةٌ تركضُ في فيالِقَ أوْ حُشودٍ، ولا تَصِلُ إلى أيِّ مكانٍ.
حجارةُ نهرٍ عتيقٍ، مِنْ شواطِئَ زَلِقَةٍ، كالغرقَى- تحملُ النَّبَاتَ الذّابِلَ ذَاتَهُ الذي، راسخاً، يلتصِقُ بِشَعر الغَرقَى. غيرَ أنْ ثمّةَ حجارةٌ حَانِيَةٌ؛ تستطيعُ لَمْسَ المَسْلُوخِ جِلْدُدُ، دونَ أنْ تجرحَهُ. بِلِسَانٍ كالّذي لِأُمِّهِ تَمُرُّ على جسدهِ ولا تَتْعَبُ.
حجارةُ نهرٍ فَتِيٍّ الحَصَى المَرْسُومُ كَثِمَارٍ. بَلَى، يقدرُ أنْ يُغنِّيْ! مَرَّةً، وأنا في الخامسةِ، وضعتُهُ تحتَ وسادتي فَأَحْدَثَ ضجيجاً كَجَبلٍ من أطفالٍ صغارٍ يختنقونَ، أَوْ عَلَّهُ على الغناءِ تَنَاوَبَ، هُنَا وَهُنَاكَ، في قلبِ أحلامِيْ. كانَ سَيِّدَ النّهرِ: حَصَىً حَانِيَاً، طاعناً في العُمْرِ، جاءَ إلى مِلاءَاتِي وَلَعِبَ مَعِيْ.
بعضُ الحجارةِ لا ترغبُ أنْ تَصِيرَ شواهدَ قبورٍ أوْ ينابيعَ؛ تجتنبُ أَيَّ لَمْسٍ غريبٍ وترفضُ النَّقْشَ المُقْحَمَ كَيْ تَنبعِثَ إيماءاتُهَا، ذاتَ يومٍ، ولُغَتُهَا الفريدةُ.
حجارةٌ خرساءُ، وُهِبَتْ قلوبُهَا شَغَفَاً قد يَتَفَشَّى. لِئَلاّ تُقْلِقَ هَجْعَةَ لَوزِهَا المُتقلِّبِ تظلُّ ساكنةً: من أجلِ ذلكَ، ليسَ إِلا

َّ

التِّين

مُسَّنِيْ: إِنّها نعومةُ السَّاتَانِ الطّاهرِ؛ حينَ تَفتحُنِيْ، يَا لِوردةِ الفُجَاءَةِ! أَنَسِيْتَ عباءَةَ المَلِكِ السّوداءَ التي تحتها توهَّجَتْ حُمْرَةٌ؟
أُزْهِرُ فِيَّ لأَنْعَمَ بتحديقةٍ جُوّانِيَّةٍ، لِسبعةِ أيّامٍ، بِشِقِّ النَّفْسِ.
ثُمَّ، بِنُبْلٍ، وفي عناقٍ طويلٍ لضحكٍ كُنْغُولِيٍّ مَديدٍ، انفتحَ السّاتانُ.
لمْ يعرفِ الشّعراءُ لونَ اللّيلِ ولا التِّينَ الفلسطينيّ. ما نحنُ سوى الزُّرقةَ الأكثرَ عِتَقَاً؛ الزُّرقةَ المُتَّقِدَةَ التي بِغِنَىً تحشدُ نَفْسها لِتَوَهُّجِهَا.
وَإِذْ أَسكبُ أَزهاريَ المعصورةَ في يَدِكَ أَخلقُ مَرْجَاً قزماً لِبهجتكَ؛ أُمطركَ بِشَذَا المرجِ حتّى يغمرَ قدميكَ.
كلاّ. أتركُ الأزهارَ مَعقودةً: تُثيرُنِيْ؛ فَالوردةُ الهاجعةُ تعرفُ إحساسِيَ هذا.
أنا قلبُ وردةِ شارونَ، مجروحةً.
دَعْ تسبيحِيَ يكتمِلُ: آزَرْتُ الإغريقَ فَمَجّدُونِيَ أَقَلَّ مِن "جُوْنُوْ" التي لمْ تَهَبْهُم شيئاً.

اسبيرانزا
12/01/2008, 15:23
(( رعب ))

لا أريد أن تصبح إبنتي
سُنونوة ذات يوم
وأن تحلق عالياً
فلا تحط فوق حصيرتي ،
وأن تنسج عشاً لها في الأحراش
فلا أمشط لها شعرها

لا أريد أن تصبح إبنتي
سُنونوة ذات يوم


لا أريد أن تصبح إبنتي
أميرةً ذات يوم
وهل يمكن لصبية بحذائين ذهبيين ، وبكعبين
أن تمرح بين الحقول ؟
وهل يمكنها أن ترقد معي ليلاً
في سرير واحد ؟

لا أريد أن تصبح إبنتي
أميرة ذات يوم


ولقاء أي شئ ، لا أريد أن تصبح إبنتي
ملكةً ذات يوم
أنذاك سيُجلسونها علي عرش
ولن أجد لي طريقاً إليها
وفي الليل ، بعد هذا ، بالطبع
لن أهزها في مهدها

لا أريد أن تصبح إبنتي
ملكةً ذات يوم


؛؛؛
؛؛
؛