نيقولا
03/07/2005, 14:41
ملاحظة : بعد نشر القسم الأول يوم أمس حول الإنجيل وضعت عنواني لمن يرغب في استزادة أو استيضاح من القراء . لكن أحد الأخوة استخدم ذلك لأغراض أخرى ولم تكفه المساحة المتوفرة في " أخوية " فدعاني للإسلام مهدداً متوعداً بما سيفعله الله بي وبغيري ما لم أرتدع عن ضلالي . ورغبة مني في التأكيد على أنني لا أزال مستعداً لمجاوبة من يريد جواباً عما كتبت سواء عبر البريد الألكتروني أو علناً في المنتدى ؛ فإني لم أفتح بريدي للإنتهازيين ولغير الحوار أبداً. وما كتبت هو رأي الكنيسة في مبادرة للتعريف به والنأي عن التفاسير الشخصية غير الملزمة وهذا حقي كعضو , ولا أعتقد أنني في أي مشاركة أسأت عمداً لأحد وإن كنت فعلت فعن غير عمد وعذراً . وأعود فأذكر بأن المنتدى اسمه " حوار " وليس " صراع " للأخ الذي أعتقد أنه يفهم العربية . وشكراً .
تكملة لما بدأت فإن السيد المسيح لم يأت بإنجيل بل علم وقال ما قال ثم دوّن هذا الكلام من بعض الذين كانوا معه ليبقى إرثاً للكنيسة ولحفظ التعاليم من الضياع والتأويل . فمن هؤلاء الروائيين الأربعة ؟
في الحقيقة لا نعلم عنهم إلا ما ذكروه هم عن أنفسهم وبعضهم البعض وما وصل إلينا بالتناقل ودونه آباء الكنيسة على مر العصور فيما يسمى سير القديسين . وهؤلاء الروائيين أربعة :
متى البشير : كاتب البشارة المكونة من ثمانية وعشرين سفراً . وهو أحد الرسل الإثني عشر دعاه يسوع من على مائدة الجباية في كفرناحوم حيث كان عشاراً ( جابي ضرائب ) . اسمه العبري " لاوي بن حلفى " (و معنى اسم متى " عطية الله " وبالعبرانية نثنائيل وباليونانية ثيودوروس ) وقد أشار لوقا البشير إلى الوليمة التي أقامها متى ليسوع حينئذ ودعا إليها أصحابه من العشارين ليسمعوا الرب يسوع وأما متى نفسه فأشار للوليمة ولم ينسبها لنفسه ( تواضعاً ) . ترى أغلب الدراسات أنه كتب قبل خراب الهيكل اليهودي في العام 70 م . يرى البعض أنه كتب أنه كتب في فلسطين بالعبرية بين عامي 42 – 47 م وهو الأكثر ترجيحاً ؛ بينما يرى آخرون أن ذلك تم في أنطاكية وأقدم نسخة متوفرة منه هي باللغة اليونانية . ويتضح من مقارنته لكلام ووقائع حياة يسوع مع ما ورد من كتابات في العهد القديم أنه كتب خصيصاً لليهود الذين تنصروا أو لم يتنصروا بعد ليؤمنوا أن يسوع هو " المسيا المنتظر " وفيه تحققت كافة النبوآت المذكورة . يقال حسب التقليد أن متى بشر في بلاد الشام وفارس ويقول آخرون أنه وصل إلى الحبشة . وتروي بعض الروايات أنه مات شهيداً . والدلائل على وجود هذا الإنجيل تعود للقرن الأول حيث استشهد به القديس أغناطيوس الأنطاكي تلميذ يوحنا الرسول و المعاصر للرسل ( استشهد عام 107 أو 109م ) وبرنابا رفيق بولس في رسالته وغيرهم ...
مرقس البشير : يوناني الجنس يهودي الأبوين, وله اسم يهودي هو يوحنا وآخر روماني هو مرقس , وقد ذكر في سفر الأعمال بهما " يوحنا مرقس " للتفريق عن سواه ممن يحملون اسم يوحنا . دخل المسيحية على يد بطرس الرسول وتبعه إلى روما وألف بدافع من بطرس والمؤمنين هناك بشارته في روما على الأرجح باليونانية . بعد ذلك ذهب إلى مصر حيث بشر فيها و أسس كنيستها في الإسكندرية واستشهد على ما يرجح عام 64 م . ويروي التقليد أنه قريب برنابا رفيق القديس بولس من جهة أمه وقريب القديس بطرس من جهة أبيه . ويعتقد أن أمه من اللواتي خدمن يسوع بأموالهن وفتحت دارتها ليأكل الفصح مع تلاميذه وهناك غسل أقدامهم وفيها حل الروح القدس على التلاميذ بعد الصعود إذ ظلوا يجتمعون بها ( العلية ) . وكان مرقس من السبعين الذين اختارهم يسوع للخدمة والبشارة إلى جانب الإثني عشر تلميذاً , وشهد بذلك العلامة أوريجانوس من القرن الثاني الميلادي . تكاد تجمع الدراسات الكتابية على أنه صاحب أول بشارة ( كتاب ) وأنه المصدر الذي استعان به متى ولوقا في سردهما للبشارة . ولكن هناك من يقول أنه كتب بعد رواية متى . وقد أعيدت رفاته مؤخراً من إيطاليا لتدفن في مصر في الستينات من القرن الماضي وفي إطار احتفال مهيب .
لوقا البشير : لم يكن يهودياً بل طبيباً وثنياً من أنطاكية اهتدى على يد بولس الرسول ورافقه في أسفاره . ألف بشارته باليونانية بعد مرقس ومتى موجهاً من بولس الرسول وأتم كتابه بسفر أعمال الرسل الذي يتحدث معظمه عن أسفار القديس بولس وتبشيره حتى أيامه الأخيرة في روما . يعتقد أنه لم يكن من الرسل السبعين بل تلقى معلوماته بالأخبار من الرسل وخاصة بولس وكذلك مما كتب عن يسوع من روايات متعددة كما يتضح في بداية كتابه . ويقال أنه كان رساماً ورسم أيقونة للعذراء الطاهرة . يعتقد أنه استشهد في إخائية باليونان , شهد لإنجيله في القرون الأولى يوستين الشهيد وإيريناؤس وأوريجينوس وترتليان من أوائل آباء الكنيسة وكذلك خارج إطار الكنيسة المؤرخ اليهودي يوسابيوس القيصري . يصعب تحديد زمن كتابته لكنه يعتقد بأن ذلك كان بين 63 و67 إما في روما أو إخائية .
يوحنا البشير : ابن زبدي وصالومي, صياد سمك من الجليل يعتقد أنه ينحدر من عائلة ثرية نوعاً ما وأمه كانت قريبة مريم العذراء ومن اللواتي اشترين حنوطاً وأتين إلى قبر المخلص فجر القيامة المجيدة, تبع يسوع مع أخيه يعقوب وأحصيا مع الرسل الإثني عشر وحظي من المسيح بمحبة مميزة لدرجة أنه لقب بالحبيب أو بالذي كان يسوع يحبه, ووحده تبع المسيح حتى أقدام الصليب و هناك أئتمنه الرب على العذراء مريم ليرعاها كابن لها . بعد رقاد السيدة العذراء غادر أورشليم كارزاً في آسيا الصغرى وخاصة أفسس وأسر ونفي إلى جزيرة بطمس حيث كتب سفر الرؤيا ثم عاد إلى أفسس وكتب إنجيله ورسائله ليرقد بسلام حوالي العام 100 م وله من العمر ما يناهز الخامسة والتسعين وليكون آخر الرسل الراقدين بسلام الرب . تميزت كتاباته بروحانية فريدة لا مثيل لها تعكس شخصيته الهادئة والوديعة المحببة لقلب المسيح ودعاه اكليمندس الأسكندري بالإنجيل الروحي . ولقبه القديس بولس بأحد أعمدة الكنيسة .
هنا أود أن أشير إلى أني عرضت ما هو أعلاه رداً على تساؤل قد يخطر لدى البعض من الأخوة فيمن هم هؤلاء كتبة الأناجيل والمصادر المعتمدة مسيحية كنسية صرفة. والهدف هو عرض ما تقول به الكنيسة من مصادرها ( السواعي الكبير من منشورات مطرانية بغداد الأرثوذكسية . و شروح العهد الجديد من مؤلفات القمص تادرس يعقوب ملقي من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ) وسأتابع عرض دراسة مقارنة للبشارات الأربعة من نفس المصادر المسيحية لشرح ماهية نظر الكنيسة لكتبها . ولكوني لا أعمد لتبشير وزعزعة إيمان أحد ولا أؤمن بذلك الأسلوب , فإني لا أجد نفسي مدعواً لعرض مصادر أخرى وإطالة الموضوع حالياً ؛ كوني لا أناقش صحة الإنجيل من عدمها و إنما أطرح وجهة نظر الكنيسة شارحاً لها ببساطة للقاريء غير المسيحي من مصادرها نفسها . فالحوار يبدأ بأن تعرف ماذا يقول الآخر عن نفسه ثم يناقش فيما بعد – أن شئنا - في صحة روايته من عدمها في إطار الإحترام وحب المعرفة .
فيما يلي سأقدم أولاً دراسات مقارنة في الروايات الأربعة للإنجيل , وذلك قبل عرض الأناجيل المنحولة " الأبوكريفا " أيضاً والتي لا تعتبرها الكنيسة كتباً مقدسة . والله الموفق .
تكملة لما بدأت فإن السيد المسيح لم يأت بإنجيل بل علم وقال ما قال ثم دوّن هذا الكلام من بعض الذين كانوا معه ليبقى إرثاً للكنيسة ولحفظ التعاليم من الضياع والتأويل . فمن هؤلاء الروائيين الأربعة ؟
في الحقيقة لا نعلم عنهم إلا ما ذكروه هم عن أنفسهم وبعضهم البعض وما وصل إلينا بالتناقل ودونه آباء الكنيسة على مر العصور فيما يسمى سير القديسين . وهؤلاء الروائيين أربعة :
متى البشير : كاتب البشارة المكونة من ثمانية وعشرين سفراً . وهو أحد الرسل الإثني عشر دعاه يسوع من على مائدة الجباية في كفرناحوم حيث كان عشاراً ( جابي ضرائب ) . اسمه العبري " لاوي بن حلفى " (و معنى اسم متى " عطية الله " وبالعبرانية نثنائيل وباليونانية ثيودوروس ) وقد أشار لوقا البشير إلى الوليمة التي أقامها متى ليسوع حينئذ ودعا إليها أصحابه من العشارين ليسمعوا الرب يسوع وأما متى نفسه فأشار للوليمة ولم ينسبها لنفسه ( تواضعاً ) . ترى أغلب الدراسات أنه كتب قبل خراب الهيكل اليهودي في العام 70 م . يرى البعض أنه كتب أنه كتب في فلسطين بالعبرية بين عامي 42 – 47 م وهو الأكثر ترجيحاً ؛ بينما يرى آخرون أن ذلك تم في أنطاكية وأقدم نسخة متوفرة منه هي باللغة اليونانية . ويتضح من مقارنته لكلام ووقائع حياة يسوع مع ما ورد من كتابات في العهد القديم أنه كتب خصيصاً لليهود الذين تنصروا أو لم يتنصروا بعد ليؤمنوا أن يسوع هو " المسيا المنتظر " وفيه تحققت كافة النبوآت المذكورة . يقال حسب التقليد أن متى بشر في بلاد الشام وفارس ويقول آخرون أنه وصل إلى الحبشة . وتروي بعض الروايات أنه مات شهيداً . والدلائل على وجود هذا الإنجيل تعود للقرن الأول حيث استشهد به القديس أغناطيوس الأنطاكي تلميذ يوحنا الرسول و المعاصر للرسل ( استشهد عام 107 أو 109م ) وبرنابا رفيق بولس في رسالته وغيرهم ...
مرقس البشير : يوناني الجنس يهودي الأبوين, وله اسم يهودي هو يوحنا وآخر روماني هو مرقس , وقد ذكر في سفر الأعمال بهما " يوحنا مرقس " للتفريق عن سواه ممن يحملون اسم يوحنا . دخل المسيحية على يد بطرس الرسول وتبعه إلى روما وألف بدافع من بطرس والمؤمنين هناك بشارته في روما على الأرجح باليونانية . بعد ذلك ذهب إلى مصر حيث بشر فيها و أسس كنيستها في الإسكندرية واستشهد على ما يرجح عام 64 م . ويروي التقليد أنه قريب برنابا رفيق القديس بولس من جهة أمه وقريب القديس بطرس من جهة أبيه . ويعتقد أن أمه من اللواتي خدمن يسوع بأموالهن وفتحت دارتها ليأكل الفصح مع تلاميذه وهناك غسل أقدامهم وفيها حل الروح القدس على التلاميذ بعد الصعود إذ ظلوا يجتمعون بها ( العلية ) . وكان مرقس من السبعين الذين اختارهم يسوع للخدمة والبشارة إلى جانب الإثني عشر تلميذاً , وشهد بذلك العلامة أوريجانوس من القرن الثاني الميلادي . تكاد تجمع الدراسات الكتابية على أنه صاحب أول بشارة ( كتاب ) وأنه المصدر الذي استعان به متى ولوقا في سردهما للبشارة . ولكن هناك من يقول أنه كتب بعد رواية متى . وقد أعيدت رفاته مؤخراً من إيطاليا لتدفن في مصر في الستينات من القرن الماضي وفي إطار احتفال مهيب .
لوقا البشير : لم يكن يهودياً بل طبيباً وثنياً من أنطاكية اهتدى على يد بولس الرسول ورافقه في أسفاره . ألف بشارته باليونانية بعد مرقس ومتى موجهاً من بولس الرسول وأتم كتابه بسفر أعمال الرسل الذي يتحدث معظمه عن أسفار القديس بولس وتبشيره حتى أيامه الأخيرة في روما . يعتقد أنه لم يكن من الرسل السبعين بل تلقى معلوماته بالأخبار من الرسل وخاصة بولس وكذلك مما كتب عن يسوع من روايات متعددة كما يتضح في بداية كتابه . ويقال أنه كان رساماً ورسم أيقونة للعذراء الطاهرة . يعتقد أنه استشهد في إخائية باليونان , شهد لإنجيله في القرون الأولى يوستين الشهيد وإيريناؤس وأوريجينوس وترتليان من أوائل آباء الكنيسة وكذلك خارج إطار الكنيسة المؤرخ اليهودي يوسابيوس القيصري . يصعب تحديد زمن كتابته لكنه يعتقد بأن ذلك كان بين 63 و67 إما في روما أو إخائية .
يوحنا البشير : ابن زبدي وصالومي, صياد سمك من الجليل يعتقد أنه ينحدر من عائلة ثرية نوعاً ما وأمه كانت قريبة مريم العذراء ومن اللواتي اشترين حنوطاً وأتين إلى قبر المخلص فجر القيامة المجيدة, تبع يسوع مع أخيه يعقوب وأحصيا مع الرسل الإثني عشر وحظي من المسيح بمحبة مميزة لدرجة أنه لقب بالحبيب أو بالذي كان يسوع يحبه, ووحده تبع المسيح حتى أقدام الصليب و هناك أئتمنه الرب على العذراء مريم ليرعاها كابن لها . بعد رقاد السيدة العذراء غادر أورشليم كارزاً في آسيا الصغرى وخاصة أفسس وأسر ونفي إلى جزيرة بطمس حيث كتب سفر الرؤيا ثم عاد إلى أفسس وكتب إنجيله ورسائله ليرقد بسلام حوالي العام 100 م وله من العمر ما يناهز الخامسة والتسعين وليكون آخر الرسل الراقدين بسلام الرب . تميزت كتاباته بروحانية فريدة لا مثيل لها تعكس شخصيته الهادئة والوديعة المحببة لقلب المسيح ودعاه اكليمندس الأسكندري بالإنجيل الروحي . ولقبه القديس بولس بأحد أعمدة الكنيسة .
هنا أود أن أشير إلى أني عرضت ما هو أعلاه رداً على تساؤل قد يخطر لدى البعض من الأخوة فيمن هم هؤلاء كتبة الأناجيل والمصادر المعتمدة مسيحية كنسية صرفة. والهدف هو عرض ما تقول به الكنيسة من مصادرها ( السواعي الكبير من منشورات مطرانية بغداد الأرثوذكسية . و شروح العهد الجديد من مؤلفات القمص تادرس يعقوب ملقي من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ) وسأتابع عرض دراسة مقارنة للبشارات الأربعة من نفس المصادر المسيحية لشرح ماهية نظر الكنيسة لكتبها . ولكوني لا أعمد لتبشير وزعزعة إيمان أحد ولا أؤمن بذلك الأسلوب , فإني لا أجد نفسي مدعواً لعرض مصادر أخرى وإطالة الموضوع حالياً ؛ كوني لا أناقش صحة الإنجيل من عدمها و إنما أطرح وجهة نظر الكنيسة شارحاً لها ببساطة للقاريء غير المسيحي من مصادرها نفسها . فالحوار يبدأ بأن تعرف ماذا يقول الآخر عن نفسه ثم يناقش فيما بعد – أن شئنا - في صحة روايته من عدمها في إطار الإحترام وحب المعرفة .
فيما يلي سأقدم أولاً دراسات مقارنة في الروايات الأربعة للإنجيل , وذلك قبل عرض الأناجيل المنحولة " الأبوكريفا " أيضاً والتي لا تعتبرها الكنيسة كتباً مقدسة . والله الموفق .