-
PDA

عرض كامل الموضوع : كل شيء لا مسه التغير و التطور،


بديع
30/06/2005, 06:09
كل شيء لا مسه التغير و التطور، و وبالمقابل طال التقدم و التدهور و التهور أمورا أخرى كثيرة، و نشب بأظافره ليزرع مفاهيم خاطئه و استخفافا بسلوكيات و لا مبالاته في التعامل
ووصل الحد إن بعض البشر يتلاعبون بالمشاعر و الأحاسيس و يعتبرون إن الحب عمله مزيفه ووجه آخر للخداع ولا فرق بين المراهقة و الحب بين الصدق و الكذب،بين الإخلاص و الخيانة
وقد تتعدى المشاعر عند البعض ثواني أو ساعات أو أياما أو حتى الأشهر فلا فرق فالنهاية منتظره يعرفها من يقوم بكل قوته التي يمتلكها و بكل إتقانه المتمرس فيه بالعزف على الوتر،ظنا منه إن كل الأوتار تتشابه،ولا يعلم إن هناك أوتار ضعيفة وأخرا تزداد صلابة مع مرور الأيام
لهذا الحد يصل استهتار،و تستقبل الطيبة،و يشبع الفضول حسب الفصول؟فلكل موسم وقته الخاص به،ينتهي بانتهاء الفصل و الدخول في الآخر بمنتهى السهولة

هل أتحسر على ما مضى ابكي على الإطلال أم على الأحلام،أم على الواقع أم على سلوكيات خاطئه؟أم ابكي على أيامي التي بدأت تتآكل بفعل عوامل ألتعريه؟إن الحياة لن تنتهي،و لن يعيش القلب بجراحه طوال عمره،و لن يتبلد إحساسي و لن يذرف الدموع فقد دربت جوارحي و كياني على ما هو كائن
و ها هي الحياة تسير بين شقاء و سعادة،بين الألم و الأمل و النجاح و الفشل تتذبذب بين هبوط و صعود و مد و جزر و شروق و غروب
عزيزتي عشت معاناة في جوانب مختلفة و ما وجدت أسوء من ظلم الأحباء و الأقرباء،و ما ذقت أمر من الأضرار الأذية التي يكنها البعض بسبب الغير ه و الحسد و الحقد
لماذا تغيرت القلوب تبدلت الوجوه؟ماذا حدت كي يذل الكريم و يعز ألئيم؟ماذا حدث للعقول حتى تحب المنافق و تكره المخلص تثق بالخائن و تخون الأمين تعشق الظاهر و تغفل الباطن تصدق الكاذب و تتصدى للصادق تتقرب بمن لها مصلحه معهم و تتجاهل من له حاجه لديها؟
لماذا نجد في طريقنا من يرفعنا إلى الأعلى و بعدها يهوي بنا إلى القاع؟و لماذا نسمع أصوات الليل و نهارا تأبى إن تفارقنا و فجئه تختفي من حياتنا؟و لماذا ندفع الثمن غاليا لأخطاء ارتكبناها من دون قصد، أو حتى ارتكبها غيرنا في حقنا؟
لذا لن أقول بعد ألان عودي يا أيامي الضائعة من جديد لأنها لن تعود و لن أقول عودي يا سعادتي و يا أحلامي التي كنت اخطط لها لن أقول عودي يا أمالي ،فلن تستطيع العودة أي من مشاعري و أحاسيسي و عواطفي و أحلامي و أمنياتي
لن تعود ضحكتي ولا بسمتي و تفاؤلي و لن أعود أنا كما كنت بعد أن بات الأمان و الإخلاص و الصدق و الوفاء و العدل و الرحمة و الصداقة و حسن الظن و الاحترام معاني ابحث عنها و التمسها من الماضي

و أخيرا أنا لا اطمع إن يعود الماضي و لا أن يتغير خط سيري الذي قدره الله لي و لكن كل ما أتمناه إن تعود لي راحت بالي فلست طامع بأكثر من ذالك فكل منا في هذه الحياة لا يأخذ غير نصيبه و أنا أخذت نصيبي و رضيت به و استسلمت له
وفي أول قرار حاسم بيني و بين نفسي صممت أن اسبح في أفكاري و أن ادفن مؤقتا كل همومي و أحزاني و سأحاول للمرة المليون أن اخرج كل ما في أعماقي لأعيش بكيان جديد.
صحيح باني لم اعتقد يوما أن فاقد الشيء لا يعطيه لأني كنت عكس ذالك فانا افرغ كل ما افتقده من أمان و عاطفة و حنان على من حولي و أجد متعتي أن امنح غيري مشاعر عجزت عن امتلاكها يوما أغدقت بدون تفكير و تعذبت بدون كلام كانت تأتي عليه لحظات تكاد ضلوعي تنفجر من شدت الصبر و أصبحت اشعر بان عواطفي قد ماتت و مشاعري تجمدت و أحاسيسي تحجرت و أمالي و طموحي و شبابي كل تلك الأمور أصبحت بالنسبة لي أدوات و ليست معاني سمعت عنها في الماضي البعيد و كأنها جزء بعيد عني و بعيد أنا عنها كم عذبتني و عذبتها ألمتني و ألمتها عاتبتني و عاتبتها .
و كنت مصره على أن المحروم أكثر عطاء من غيره فهو يعوض بعطائه عن حرمانه و يسد النقص الذي يتطلبه و لكن بعد فوات الأوان و بعد مده طويلة و سنوات طويلة مللت من العطاء مللت من التضحية اشعر كأني كنت أقوم بتمثيل دور ليس في عالمنا .
و نظرت إلى نفسي ووجدت باني أصبحت بقايا رجل أو نصف رجل استعذب عذابي و أهوى وحدتي و اعشق حزني الذي أصبحت هذه الدنيا جزءا منه.

ووصلت إلى قمة الإحباط بعد أن فقدت قدرتي على إسعاد نفسي أو حتى الوصول إلى ثمار زرعتها بكدي و تعبي معها تلاشت طموحاتي و أحلامي ووجدت آن كل تنازلاني و معاناتي ذهبت أدراج الرياح فلكل يعيش و يقول الهم نفسي و الطوفان من بعدي و يقول هل من مزيد و الوضع الطبيعي أن أقول أنا أيضا الهم نفسي فلماذا أعيش ما بقي من عمري و أنا أصر على العطاء ذي الاتجاه الواحد.

هذا هو قراري التوقف عن العطاء لأني بذلت مجهودا كبيرا لأعيش بقلب و عقل و تفكير جديد و لم انجح و ها أنا أعود إلى قواعدي كما أنا بقلبي و عقلي سأعود إلى الروتين و الملل إلى عدم الحب و التضحية و الوحشة القاسية سأعود و امضغ أحزاني و اسكن اللامي كما تعودت دائما.