christina
28/05/2005, 19:08
من خلال ما قرأناه وسمعناه عن الباحثين في الاديان نجد ان هناك كُتّاب وباحثين اصابهم الاذى من المتشددين عندما حاولوا دراسة الدين دراسة نقدية. فالكاتب الايراني علي الدشتي سجنه الخميني لمدة ثلاثة سنوات ومات في ظروف غامضة إثر نشر كتابه " ثلاثة وعشرون عاماً 23 Years " الذي انتقد فيه الاسلام. وفي مصر عندما قال الشيخ علي عبد الرزاق الذي كان استاذاً بالجامع الازهر، يجب فصل الدين عن الدولة، قامت الدنيا ولم تقعد حتى تكونت لجنة من العلماء الاسلاميين لمحاكمتة في عام 1925 ، واصدرت حكمها بإدانة عبد الرزاق وفصله من منصبه بالجامع الازهر ومنعه من تقلد أي منصب ديني في البلاد. وحتى الدكتور طه حسين عندما علق على بعض النقاط في القرآن في كتابه " الشعر الجاهلي"، ثارت ثورة المتعصبين حتى طُرد الدكتور طه حسين من جميع مناصبه الحكومية. وفي السودان عندما أنشأ الاستاذ محمود محمد طه حزب " ألاخوان الجمهوريين" وحاول تقليل دور الشريعة في قوانين الدولة، اتهموه بالالحاد وحرقوا كتبه. ولما قال الاستاذ محمود محمد طه انه وصل مرحلةً من العلم جعلت الفرائض العادية كالصلاة لا تنطبق عليه، وهي نفس المقولة التي قالها الصوفيون في القرن الحادي عشر، وجد الاسلاميون فرصتهم سانحة فحكموا عليه بالاعدام وشنقوه عام 1985
وإذا رجعنا الى ما يسمى بالعصر الذهبي للاسلام، وهو عصر الدولة العباسية، وقبله لفترة وجيزه، الدولة الاموية، نجد ان الذين تجرأوا وانتقدوا الاسلام لاقوا نفس المصير الذي لاقاه المتنورون في العصر الحديث. فعندما اعتلى الخليفة المامون العرش، تبني افكار المعتزلة وقال ان القرآن مخلوق، وجعل اجهزة الدولة تُملي هذا الرأي على العلماء. ولكن عندما تولى المتوكل زمام الامور في عام 847 أصدر أوامره بعقاب كل من يقول ان القرآن مخلوق. وسرعان ما أمسك الرجعيون بهذه الذريعة ورموا كل من تجرأ واظهر اي رأي مخالف لهم بالزندقة. وحتى في الدولة الاموية اتهموا المتنورين بالزندقة وقتلوهم. وكان أول من قتلوه بتهمة الزندقة رجل يُدعى جاد بن درهم، قُتل بأمر الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك عام 742 . وكانت جريمة هذا الرجل انه قال ان الله لم يكلم موسى ولم يتخذ ابراهيم خليلاً. وفي عهد الخليفة العباسي المنصور بدأت محاكم التفتيش ضد الزنادقة، وعينوا مفتشاً عاماً كان يُعرف باسم " صاحب الزنادقة". وفي هذه الفترة قتلوا كل من شكوا فيه، وكان من جملة الذين قُتلوا أبن المقفع الذي كان قد انتقد الاسلام ورسوله محمد، وكذلك أبن أبي العوجاء. وكذلك الشاعر بشار بن بُرد الذي قُتل عام 784، وصالح بن عبد القدوس الذي قتُل عام 783. وأبو عيسى محمد بن هارون الوراق نفوه الى الاهواز ومات بها عام 909 . وأخيراً وليس آخراً حسين بن منصور(الحلاج) وقد كان متصوفاً يحب الذات العليا ويكاد يندمج معها من كثرة حبه لها. دعاه هذا الحب الى ان يقول " أنا الحق". وبما أن الحق اسم من اسماء الله الحسنى، أتهموا الحلاج بالزندقة وحكموا عليه بالصلب. وعندما رأى الصليب منصوباً والناس متجمهرة حوله قال، مخاطباً الله: " وهولاء عبيدك الذين اجتمعوا هنا اليوم لقتلي دفاعاً عن دينك وطمعاً في كسب اجرك، أغفر لهم يا ربي واغدق عليهم رحمتك".
والتعصب الديني ليس وقفاً على الاسلام، ففي العام 399 قبل الميلاد عندما كانت أثينا باليونان مركزاً للآلهة اليونانيين الذين سكنوا " ألاكروبوليس"، حكمت محكمةٌ في أثينا على سقراط، أعظم الفلاسفة على ألاطلاق، بأن يشرب السم ويموت لانه لم يؤمن بآلهتهم الذين كانوا يسكرون ويتشاجرون فيما بينهم، تماماً كما كان يفعل الاثينيون أنفسهم. ومات سقراط مسموماً.
وفي القرن السادس عشر بعد الميلاد عمّت اوربا المسيحية موجةٌ من التعصب الكنيسي لم يسبق لها مثيل. وتبارت المدن في إنشاء محاكم التفتيش التي كانت قد ابتدأت في إسبانيا. وفي العام 1553 تمت إدانة طبيب إسباني كان يعمل في سويسرا بالهرطقة. أسم هذا الطبيب هو ميكائيل سرفيتيوس.حكموا عليه بأن يُحرق حياً لأنه رفض ان يؤمن بتعميد الأطفال " ??? Christening " وبالثالوث " الله والابن والروح القدس". ونُفذ الحكم يوم 27 أكتوبر 1553.
وفرنسا التي نقول عنها داعرة، كانت في قبضة محاكم التفتيش كذلك. ولما شعر رجال الكنيسة في فرنسا أن سويسرا قد فازت بجائزة حرق سرفيتيوس، صنعوا تمثالاً لسرفيتيوس وحرقوه حتى لا يفوتهم أجر حرق الملحدين. وقام زعيمهم " ميلانكتون" وخطب فيهم وحمد الله على معاقبة هذا الرجل الملحد وقال إن حرقه يدل على ورع أهل سويسرا. شخص واحد فقط تجرأ على الدفاع عن سرفيتيوس وهو " جوريس البازلي" ولكنه نشر دفاعه تحت أسمٍ مستعار. ولما توفى جوريس واكتشفوا انه هو الذي دافع عن سرفيتيوس، نبشوا قبره واخرجوا جثته وحرقوها عام 1566.
وفي الشام كانت هناك فيلسوفة وثنية أسمها هيبا شيا الاسكندارية كانت تعلم الناس الافلاطونية المحدثة ورفضت تهديدات الاسقف كيرلس لها لتعتنق المسيحية. فسلط الاسقف عليها زبانيته من الرهبان والجنود في جيش الكنيسة، فترصدوا بالفيلسوفة وانتزعوها من عربتها وسحبوها الى كنيسة قيصرون وراحوا يلهون بتجريدها من ملابسها ثم جروها الى الشارع ورجموها بالحجارة فلما اصبحت جثة هامدة مثلوا بها أشنع تمثيل إذ قطعوها إرباً وألقوا بعض أشلائها طعماً للنيران، ودفنوا ما بقى من أشلاء في مكان خرب.
و قد قام علماء المسلمين بحرق المفكرين بحجة الزندقة،
لا نحتاج أن نقول أن عاصفة محاكم التفتيش والتزمت الديني التي اجتاحت اوربا في القرون الوسطى قد ماتت وانقشع غمامها ولم يعد الدين في أوربا فرضاً على الناس ولم يعد رجال الدين فؤوساً مسلطةً على رقاب الناس. ألاوربيون الان يعتقدون أن الدين مسألةٌ شخصية بين الانسان وربه ولا دخل للدولة فيها ولا لرجال الدين في الدولة. وفي المستقبل الذي قد يكون بعيداً ستنقشع غمامةُ التعصب الديني عن الاسلام والمسلمين، ويكتشف المسلمون عقولهم ويبدأون عملية التفكير في الدين ونقد ما لم يكن مسموحاً لهم بنقده. وبذا يتخلصون من العقلية التي سمحت ل "الطلبان" بإرجاع أفغانستان أربعة عشر قرناً للوراء، وانجبت لنا منظمة " القاعدة" التي جعلت حياة المسلمين في أمريكا وأوروبا كحياة المجرمين الذين لا يتجرأون على دخول اي من مطارات العالم خوف الذلة التي يتعرضون لها.
و ايضاً في الاسلام بشكل خاص فالتزمت والتعصب لا يسمح لأحد بنقد الخلفاء الراشدين، دع عنك الرسول او القرآن. وعندما قال الكاتب والاستاذ الجامعي المصري نصر ابو زيد يجب ان يخضع القرآن لدراسات علمية، إتهموه بالزندقة وحكموا عليه ان يُطلّق زوجته. وعندما هرب من مصر، ابتهج الشيخ يوسف البدري الذي قاد الحملة ضده وكتب: نحن لسنا إرهابيين، لم نستعمل رصاص او بنادق لنوقف عدو الاسلام أبو زيد من الاستهزاء بالاسلام. لن يتجرأ أحد بعد اليوم على ألاساءة الى الاسلام.
وفي عام 1992 أُقتيل الصحفي المصري فراج عودة لكتاباته ضد الاخوان المسلمين. وفي عام 1994 طُعن الكاتب نجيب محفوظ لانه كتب " أطفال ٌقبلاوي" وفيه نقد غير مباشر للاسلام. وحتى طه حسين اعتبروه مرتداً لان كتاباته فيها تشكيك في بعض المعتقدات الاسلامية. وقصة سلمان رشدي وفتوة الخميني ضده ليست بعيدة عن الاذهان.
كل هذا حمل المستشرق وليام ميور William Muir ان يكتب عن المسلمين والقرآن: أنهم أشد اعداء الحضارة، والحرية والحقيقة التي عرفها عالم اليوم.
فالرجل الغير مسلم، أي الذمي، لا تُقبل شهادته في المحاكم الاسلامية اذ انه لا يحلف على المصحف، ومن لا يحلف على المصحف لا تقبل شهادته. ويقول احمد بن نقيب المصري: " الشهادة القانونية تقبل فقط من رجل مؤمن، فعدم الايمان أسوأ انواع الفساد".
والانسان الغير مسلم لا يسمح له بممارسة العبادة بحرية في بلاد كالسعودية وايران والكويت، ولا يسمح للمسيحيين ببناء كنائس في هذه البلاد لاعتماد اهل هذه البلاد على حديث ينسب للرسول يقول: " لا يجتمع دينان في جزيرة العرب". ولكن نفس هولاء المسلمين يشترون احسن الاراضي في أوربا وامريكا لبناء المساجد، وعندما بنى الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود مسجداً ضخماً في روما، هللت الصحف المسلمة بالحدث.
وهذا هو الامير سلطان بن عبد العزيز يقول عندما سُئل عن وجود كنائس في المملكة مع كثرة وجود الجنود الاميريكان بها: " من قال هذا الكلام هم أهل الكنائس، ونحن نقول أن وجود كنائس في السعودية لا صحة له سابقاً أو حالياً أو لاحقاً".
والاسلام لا يتسامح حتى مع الاقليات المسلمة في البلاد الاسلامية، فمثلاً في مدينة مزاري الشريف في افغانستان في أغسطس عام 1998 قال المولى مانون نيازي عن قبيلة الحزارة الشيعية: " الحزارة غير مسلمين، يمكنكم قتلهم، فدمهم مباح ولا يمثل قتلهم جريمة" . وقد قتلت حركة الطلبان اعداداً هائلة من الحزارة. وفي المملكة العربية السعودية لا يعترف الوهابيون بالشيعة ويعتبرونهم كفاراً. فهذا هو الشيخ علي خرسان من مؤسسة الدعوة، ومن الداعين للوهابية يقول عن الشيعة: " هولاء الناس كفار لانهم لا يتّبعون السنة المحمدية، ويدعّون ان القرآن غير كامل ويكرهون السنيين".
فلماذا كل هذا التعصب.....................
وإذا رجعنا الى ما يسمى بالعصر الذهبي للاسلام، وهو عصر الدولة العباسية، وقبله لفترة وجيزه، الدولة الاموية، نجد ان الذين تجرأوا وانتقدوا الاسلام لاقوا نفس المصير الذي لاقاه المتنورون في العصر الحديث. فعندما اعتلى الخليفة المامون العرش، تبني افكار المعتزلة وقال ان القرآن مخلوق، وجعل اجهزة الدولة تُملي هذا الرأي على العلماء. ولكن عندما تولى المتوكل زمام الامور في عام 847 أصدر أوامره بعقاب كل من يقول ان القرآن مخلوق. وسرعان ما أمسك الرجعيون بهذه الذريعة ورموا كل من تجرأ واظهر اي رأي مخالف لهم بالزندقة. وحتى في الدولة الاموية اتهموا المتنورين بالزندقة وقتلوهم. وكان أول من قتلوه بتهمة الزندقة رجل يُدعى جاد بن درهم، قُتل بأمر الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك عام 742 . وكانت جريمة هذا الرجل انه قال ان الله لم يكلم موسى ولم يتخذ ابراهيم خليلاً. وفي عهد الخليفة العباسي المنصور بدأت محاكم التفتيش ضد الزنادقة، وعينوا مفتشاً عاماً كان يُعرف باسم " صاحب الزنادقة". وفي هذه الفترة قتلوا كل من شكوا فيه، وكان من جملة الذين قُتلوا أبن المقفع الذي كان قد انتقد الاسلام ورسوله محمد، وكذلك أبن أبي العوجاء. وكذلك الشاعر بشار بن بُرد الذي قُتل عام 784، وصالح بن عبد القدوس الذي قتُل عام 783. وأبو عيسى محمد بن هارون الوراق نفوه الى الاهواز ومات بها عام 909 . وأخيراً وليس آخراً حسين بن منصور(الحلاج) وقد كان متصوفاً يحب الذات العليا ويكاد يندمج معها من كثرة حبه لها. دعاه هذا الحب الى ان يقول " أنا الحق". وبما أن الحق اسم من اسماء الله الحسنى، أتهموا الحلاج بالزندقة وحكموا عليه بالصلب. وعندما رأى الصليب منصوباً والناس متجمهرة حوله قال، مخاطباً الله: " وهولاء عبيدك الذين اجتمعوا هنا اليوم لقتلي دفاعاً عن دينك وطمعاً في كسب اجرك، أغفر لهم يا ربي واغدق عليهم رحمتك".
والتعصب الديني ليس وقفاً على الاسلام، ففي العام 399 قبل الميلاد عندما كانت أثينا باليونان مركزاً للآلهة اليونانيين الذين سكنوا " ألاكروبوليس"، حكمت محكمةٌ في أثينا على سقراط، أعظم الفلاسفة على ألاطلاق، بأن يشرب السم ويموت لانه لم يؤمن بآلهتهم الذين كانوا يسكرون ويتشاجرون فيما بينهم، تماماً كما كان يفعل الاثينيون أنفسهم. ومات سقراط مسموماً.
وفي القرن السادس عشر بعد الميلاد عمّت اوربا المسيحية موجةٌ من التعصب الكنيسي لم يسبق لها مثيل. وتبارت المدن في إنشاء محاكم التفتيش التي كانت قد ابتدأت في إسبانيا. وفي العام 1553 تمت إدانة طبيب إسباني كان يعمل في سويسرا بالهرطقة. أسم هذا الطبيب هو ميكائيل سرفيتيوس.حكموا عليه بأن يُحرق حياً لأنه رفض ان يؤمن بتعميد الأطفال " ??? Christening " وبالثالوث " الله والابن والروح القدس". ونُفذ الحكم يوم 27 أكتوبر 1553.
وفرنسا التي نقول عنها داعرة، كانت في قبضة محاكم التفتيش كذلك. ولما شعر رجال الكنيسة في فرنسا أن سويسرا قد فازت بجائزة حرق سرفيتيوس، صنعوا تمثالاً لسرفيتيوس وحرقوه حتى لا يفوتهم أجر حرق الملحدين. وقام زعيمهم " ميلانكتون" وخطب فيهم وحمد الله على معاقبة هذا الرجل الملحد وقال إن حرقه يدل على ورع أهل سويسرا. شخص واحد فقط تجرأ على الدفاع عن سرفيتيوس وهو " جوريس البازلي" ولكنه نشر دفاعه تحت أسمٍ مستعار. ولما توفى جوريس واكتشفوا انه هو الذي دافع عن سرفيتيوس، نبشوا قبره واخرجوا جثته وحرقوها عام 1566.
وفي الشام كانت هناك فيلسوفة وثنية أسمها هيبا شيا الاسكندارية كانت تعلم الناس الافلاطونية المحدثة ورفضت تهديدات الاسقف كيرلس لها لتعتنق المسيحية. فسلط الاسقف عليها زبانيته من الرهبان والجنود في جيش الكنيسة، فترصدوا بالفيلسوفة وانتزعوها من عربتها وسحبوها الى كنيسة قيصرون وراحوا يلهون بتجريدها من ملابسها ثم جروها الى الشارع ورجموها بالحجارة فلما اصبحت جثة هامدة مثلوا بها أشنع تمثيل إذ قطعوها إرباً وألقوا بعض أشلائها طعماً للنيران، ودفنوا ما بقى من أشلاء في مكان خرب.
و قد قام علماء المسلمين بحرق المفكرين بحجة الزندقة،
لا نحتاج أن نقول أن عاصفة محاكم التفتيش والتزمت الديني التي اجتاحت اوربا في القرون الوسطى قد ماتت وانقشع غمامها ولم يعد الدين في أوربا فرضاً على الناس ولم يعد رجال الدين فؤوساً مسلطةً على رقاب الناس. ألاوربيون الان يعتقدون أن الدين مسألةٌ شخصية بين الانسان وربه ولا دخل للدولة فيها ولا لرجال الدين في الدولة. وفي المستقبل الذي قد يكون بعيداً ستنقشع غمامةُ التعصب الديني عن الاسلام والمسلمين، ويكتشف المسلمون عقولهم ويبدأون عملية التفكير في الدين ونقد ما لم يكن مسموحاً لهم بنقده. وبذا يتخلصون من العقلية التي سمحت ل "الطلبان" بإرجاع أفغانستان أربعة عشر قرناً للوراء، وانجبت لنا منظمة " القاعدة" التي جعلت حياة المسلمين في أمريكا وأوروبا كحياة المجرمين الذين لا يتجرأون على دخول اي من مطارات العالم خوف الذلة التي يتعرضون لها.
و ايضاً في الاسلام بشكل خاص فالتزمت والتعصب لا يسمح لأحد بنقد الخلفاء الراشدين، دع عنك الرسول او القرآن. وعندما قال الكاتب والاستاذ الجامعي المصري نصر ابو زيد يجب ان يخضع القرآن لدراسات علمية، إتهموه بالزندقة وحكموا عليه ان يُطلّق زوجته. وعندما هرب من مصر، ابتهج الشيخ يوسف البدري الذي قاد الحملة ضده وكتب: نحن لسنا إرهابيين، لم نستعمل رصاص او بنادق لنوقف عدو الاسلام أبو زيد من الاستهزاء بالاسلام. لن يتجرأ أحد بعد اليوم على ألاساءة الى الاسلام.
وفي عام 1992 أُقتيل الصحفي المصري فراج عودة لكتاباته ضد الاخوان المسلمين. وفي عام 1994 طُعن الكاتب نجيب محفوظ لانه كتب " أطفال ٌقبلاوي" وفيه نقد غير مباشر للاسلام. وحتى طه حسين اعتبروه مرتداً لان كتاباته فيها تشكيك في بعض المعتقدات الاسلامية. وقصة سلمان رشدي وفتوة الخميني ضده ليست بعيدة عن الاذهان.
كل هذا حمل المستشرق وليام ميور William Muir ان يكتب عن المسلمين والقرآن: أنهم أشد اعداء الحضارة، والحرية والحقيقة التي عرفها عالم اليوم.
فالرجل الغير مسلم، أي الذمي، لا تُقبل شهادته في المحاكم الاسلامية اذ انه لا يحلف على المصحف، ومن لا يحلف على المصحف لا تقبل شهادته. ويقول احمد بن نقيب المصري: " الشهادة القانونية تقبل فقط من رجل مؤمن، فعدم الايمان أسوأ انواع الفساد".
والانسان الغير مسلم لا يسمح له بممارسة العبادة بحرية في بلاد كالسعودية وايران والكويت، ولا يسمح للمسيحيين ببناء كنائس في هذه البلاد لاعتماد اهل هذه البلاد على حديث ينسب للرسول يقول: " لا يجتمع دينان في جزيرة العرب". ولكن نفس هولاء المسلمين يشترون احسن الاراضي في أوربا وامريكا لبناء المساجد، وعندما بنى الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود مسجداً ضخماً في روما، هللت الصحف المسلمة بالحدث.
وهذا هو الامير سلطان بن عبد العزيز يقول عندما سُئل عن وجود كنائس في المملكة مع كثرة وجود الجنود الاميريكان بها: " من قال هذا الكلام هم أهل الكنائس، ونحن نقول أن وجود كنائس في السعودية لا صحة له سابقاً أو حالياً أو لاحقاً".
والاسلام لا يتسامح حتى مع الاقليات المسلمة في البلاد الاسلامية، فمثلاً في مدينة مزاري الشريف في افغانستان في أغسطس عام 1998 قال المولى مانون نيازي عن قبيلة الحزارة الشيعية: " الحزارة غير مسلمين، يمكنكم قتلهم، فدمهم مباح ولا يمثل قتلهم جريمة" . وقد قتلت حركة الطلبان اعداداً هائلة من الحزارة. وفي المملكة العربية السعودية لا يعترف الوهابيون بالشيعة ويعتبرونهم كفاراً. فهذا هو الشيخ علي خرسان من مؤسسة الدعوة، ومن الداعين للوهابية يقول عن الشيعة: " هولاء الناس كفار لانهم لا يتّبعون السنة المحمدية، ويدعّون ان القرآن غير كامل ويكرهون السنيين".
فلماذا كل هذا التعصب.....................