-
PDA

عرض كامل الموضوع : مجلس " النوّام " في حمص هل استيقظ ..؟!


Godfather
16/05/2005, 17:48
في جلسة عاصفة نواب حمص يستغيثون بالرئيس ويطلبون التحقيق مع محافظ حمص ونواب دمشق ينتقدون الحكومة والإعلام

طالب نواب عن محافظة حمص مجلس الشعب السوري، بتشكيل لجنة تحقيق خاصة للتحقيق مع محافظ حمص اياد غزال، لتهديده بطلب رفع الحصانة عن النائب زهير طراف اتهامه بجرم التحريض.في جلسة وصفها غالبية النواب بأنها مختلفة عن الجلسات السابقة..



ارتفعت حدة لهجة النواب اثناء مخاطبتهم لرئيس الحكومة وللوزراء الحاضرين . فقد صرخ باعلى صوته النائب عن محافظة حمص زهير غنوم : (وابشاراه وابشاراه عيون الشعب كلها امل تتطلع اليك من أجل اصلاح اداري وسياسي واقتصادي شامل. وابشاراه .. الشعب يتطلع اليك بعيون ملؤها الامل لان تنهي الفاسدين والمفسدين والمتسلطين على منافذ القرار هؤلاء الذين تلاعبو بقوت الشعب وامنه وحقوقه".

وكان النائب زهير طراف عرض في مداخلته والتي كانت اقرب إلى قصة ادبية تظلمه من محافظ حمص، وشبّه المحافظة بقدر يغلي، وحين رفع عنه الغطاء، وجد الارامل والفقراء والمحتاجين واصحاب البسطات في هذا القدر وسائر المتضررين من قرارات المحافظ، منوهاً إلى ان محافظ حمص هدد برفع الحصانة عنه لانه وقف إلى جانب هؤلاء الذين يستمد منهم حصانته .الا ان اللغة الادبية والانفعال بالاضافة إلى مقاطعة رئيس المجلس المتكررة حالت دون فهم حقيقة ما تعرض له النائب طراف الذي طالب بالتحقيق مع المحافظ لانه مس بكرامته كمواطن وكعضو في مجلس الشعب. وقال عضو آخر في مجلس الشعب أن المحافظ قال لهم "خلي مجلس الشعب يحصل لكم حقوقكم" ومس بالحكومة حين سألوه لماذا لا تخدموا الاحياء الفقيرة ؟ فأجابهم انا لست ابومنيب. وكان يقصد "محمد ناجي عطري الذي كان محافظ حمص قبل ان يرأس الحكومة"

كما نقل النائب محمد الاسعد في مداخلته وقائع اجتماع محافظ حمص مع اعضاء مجلس الشعب، بهدف مناقشة الامور الخدمية في محافظة حمص، ونقل الاسعد عن لسان المحافظ قوله : (هناك عضو مجلس شعب حضر اجتماع خاص مع المواطنين في حي جورة العرايس وبعض مسؤولي بلدية حمص ومدير الاسكان اريد ان احيله إلى المحاكم الجزائية بجرم التحريض). فرد عليه الاسعد ( ليس من حقك ولاتستطيع ذلك) . عاد المحافظ وقال : (سأمنعه من حضور اي اجتماع في المحافظة) . فرد عليه الاسعد ثانية ليس من حقك ولا (نستطيع ذلك قانوناً ). عاد وقال:( سأطلب إذن رفع الحصانة عن هذا العضو). فقال له النواب:( ليس من حقك ولا تسطيع ذلك) ، وطالب محمد الاسعد بتشكيل لجنة تحقيق خاصة حول هذا الامر (سيما وان عضو مجلس الشعب ممثل للشعب كله).

وحول هذا الاجتماع الذي حضره عدد من النواب منهم خضر الناعم وشحادة ميهوب ومحمود الفدعوس واحمد قشعم وحسان الدروبي وآخرين، افاد الاسعد: (كم كانت المفاجأة كبيرة ان هذا الاجتماع لم يكن له جدول اعمال، ولم يحضره اي من مدراء الدوائر الخدمية في المحافظة، فقد تحدث السيد المحافظ مطولاً عن افكار عامة وانجازات وآراء كثيرة ، ومن هذه الاراء انه سيسلم دفتر مخالفات لكل عضو في مجلس الشعب من اجل تنظيم مخالفات سير للسيارات المخالفة في المحافظة)!!!

وبعد الاستماع الى طلب النواب بخصوص تشكيل لجنة تحقيق خاصة للتحقيق مع محافظ حمص، اقترح رئيس الحكومة محمد ناجي عطري ان يقوم باستدعائه والاستفسار منه حول ما جرى فربما يكون هناك خطا ما ، ومن ثم يرفع تقرير خلال ايام لمجلس الشعب وبعدها يتم التصويت على تشكيل اللجنة، ماجعل احد النواب الحضور يرد عليه (اليوم الخطأ من المحافظ نرجوا ان لا يكون الخطأ القادم من رئيس الحكومة) . فاعترض عليه عطري مؤنباً بالقول انه يحضر الجلسة بصفته نائب في مجلس الشعب لا بصفته رئيس حكومة .

ومن ثم جاءت مداخلة زهير غنوم العاصفة حيث تساءل عما اذا كان تصريح رئيس الحكومة الاسبوع الماضي بتخلي الحكومة عن ابوية الدولة للمواطن تعني تجويع البادية واهمالها ، وعما اذا كان يعني ترك العمال بلا رواتب لعدة اشهر ...إلخ. واضاف إذا كانت الحكومة لا تريد تشغيل الناس لتفسح المجال امام القطاع الخاص للاستثمار وتشغيل المواطنين . كما لم يستثن من غضبه احد الوزراء الذي زاره مع زميل آخر وطلب منهما الانتظار لاكثر من ساعة وربع ، مع ان ذلك الوزير لم يكن لديه احد في المكتب، ويضيف غنوم انه عندما جاء شخصان آخران الى المكتب وهما من المشهورين بالفساد والافساد دخلا فوراً ، وتم صرف غنوم وزميله بعد ساعة وربع من الانتظار بحجة ان الوزير لديه اجتماع هام جداً !!!

وقد اقسم غنوم امام مجلس الشعب ان الشعب كله مع بشار الاسد بشخصه لوحده باسمه الكبير وان الشعب كل الشعب ضد هؤلاء المفسدين الفاسدين ، وخاطب غنوم الرئيس : " سر ياسيادة الرئيس بخطواتك الجريئة والشجاعة والشفافة ،الشعب معك الشعب معك الشعب معك "

وجدير بالذكر ان هذه الجلسة هي الاولى في الدورة الثانية لمجلس الشعب لعام 2005 ، وقد جاءت بعد عطلة شهدت العديد من الاحداث والقضايا التي تشغل السوريين ، ولعل المناخ العام فرض نفسه على مجلس الشعب الذي طالما وصفه السوريون بمجلس النوام ، ليبدو اليوم وكأنه استيقظ على حين غرة ليوجه انتقادات لاذعة لممارسات الحكومة وبالاخص تعاطيها مع الحادثة التي وقعت منذ عدة ايام على اتوستراد المزة، لدى وقوع دبابة على باص طالبات المدرسة الشرعية في داريا، إذ عزت عضوة في مجلس الشعب سبب الحادث إلى الاهمال والتباطوء لاكثر من عشرين عاماً في بناء الجسر القريب من تلك المنطقة، فيما اكد احد النواب انه كان هناك ساعة وقوع الحادث المروع ، وكان يقوم مع غيره ممن تواجد هناك من المواطنين لانتشال المصابين واسعافهم ولاكثر من نصف ساعة لم تحضر سيارة شرطة او نجدة او اسعاف ولا حتى شرطي مرور، وانه حين حضر الصحفيون لنقل وقائع الحادث تم استبعادهم بصلافة، وعلق النائب غسان نحاس من دمشق على ان الاعلام تعاطى مع الخبر بطريقة ضبابية غريبة لا تتناسب مع حجم الحادث والفجيعة، فصورته على انه مجرد حادث اصطدام عادي لقاطرة مع باص مدرسة. متسائلاً ما الضير من الشفافية في نقل حقيقة هذا الحادث المروع واسبابه، والتوضيح للناس ما جرى بدل ان يتركوا نهباً للشكوك والبلبلة، ولماذا الاعتماد فقط على خبر سانا؟، لماذا لا يترك الصحفيون ليمارسوا عملهم الحقيقي ونقل كل شيء بشفافية من ماذا نخاف ؟؟