-
دخول

عرض كامل الموضوع : شهادة غير المسلمين في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم


المسلم
11/05/2005, 23:04
1- لومارتان : *
"إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية
والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن
أيا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في
عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا
الإمبراطوريات. فلم يجنوا إلا أمجادا بالية لم تلبث أن تحطمت بين
ظهرانَيْهم. لكن هذا الرجل محمد (صلى الله عليه وسلم) لم يقد الجيوش
ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط،
وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ. ليس هذا
فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات
الباطلة.

لقد صبر النبي وتجلد حتى نال النصر من الله كان طموح النبي (صلى الله عليه وسلم) موجها بالكلية إلى هدف واحد، فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك. حتى صلاة النبي الدائمة ومناجاته لربه
ووفاته (صلى الله عليه وسلم) وانتصاره حتى بعد موته، كل ذلك لا يدل على الغش والخداع بل يدل على اليقين الصادق الذي أعطى النبي الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين: الإيمان بوحدانية الله،
والإيمان بمخالفته تعالى للحوادث. فالشق الأول يبين صفة الله (ألا وهي الوحدانية)، بينما الآخر يوضح ما لا يتصف به الله تعالى (وهو المادية والمماثلة للحوادث). لتحقيق الأول كان لا بد من القضاء على الآلهة المدعاة من دون الله بالسيف، أما الثاني فقد تطلّب ترسيخ العقيدة بالكلمة (بالحكمة والموعظة الحسنة).
هذا هو محمد (صلى الله عليه وسلم) الفيلسوف، الخطيب، النبي، المشرع، المحارب، قاهر الأهواء، مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقة، بلا أنصاب ولا أزلام. هو المؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض، وإمبراطورية روحانية واحدة. هذا هو محمد (صلى الله عليه وسلم). بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية، أود أن أتساءل: هل هناك من هو أعظم من النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)؟
من كتاب "تاريخ تركيا"، باريس، 1854، الجزء 11، صفحة 276-277

2- مونتجومري: *
إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدا وقائدا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه. فافتراض أن محمدا مدع افتراض يثير مشاكل أكثر ولا يحلها. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فعل بمحمد.
مونتجومرى وات، من كتاب "محمد في مكة"، 1953، صفحة 52

أخوتي كانت هذه آراء بعض غير المسلمين في رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
لقد قالو هذا عندما تجردوا من أهوائهم ونسوا التحزب والتعصب لدين الأجداد
فليفعل كل غير المسلمين هذا وسيجدون أنهم يقتنعون لا محالة بالإسلام

janus
13/05/2005, 02:24
هل افهم من حديثك ان لومارتان ومنتغمري اعتنقوا الاسلام؟ بحسب علمي انهم بقوا على دينهم وجل ما في الامر انهم اعجبوا بشخصية الرسول. وهذا امر مفهوم فمما لا شك فيه انه من الشخصيات التي تركت بصماتها على التاريخ وقد كان الرسول قائدا محنكا ورجل دولة عظيم. بل انني اذهب الى ابعد مما قاله هذان الشخصان واقول انني احترم الاسلام واوافق معه في بعض الامور لكن هذا لا يعني انني اومن به فانا لا اوافق على امور اخرى في الاسلام ولهذا لا افهم كيف تربط بين احترام الاسلام ورسوله واعتناق الاسلام الذي يحدث فقط ان امن الشخص بكل قلبه بالاسلام.

ملحوظة: ان اسم هذا القسم هو حوار الاديان لذا (برايي المتواضع) المواضيع فيه يحب ان تكون ذات علاقة بحوار الاديان - قد اكون مخطئا، والله اعلم، ويكون هدف قسم حوار الاديان امر لا علاقة له بحوار الاديان لكنني مصر على موقفي -. يحز على قلبي ان ارى كل هذا الجدل العقيم بين المسلمون والمسيحيون في امور لا طائل منها. لا اظن ان هدف هذا القسم هو اقناع احد الاطراف اعتناق دين الاخر بل هو محاولة للحوار وتقريب وجهات النظر بين الديانات المختلفة وقد يتشاءم البعض ويكتفون بالجزم ان هدف هذا القسم هو تعريف كل طرف على دين الاخر بحيث تقل الافكار المسبقة والخاطئة عن الطرف الاخر.
شخصيا لا اومن ان ابراز محاجات اكل الدهر عليها وشرب قبل الف عام سيقنع احدا بتغيير دينه وخصوصا تلك المواضيع التي يكتبها ربع النسخ واللصق الذين لا يكلفون انفسهم عتاء قراءة ما ينسخون ويكتفون في القاء شعارات معلوكة في اجاباتهم. واود ان استمحيك عذرا يا اخ مسلم فانا استطرد هنا ولا اقصدك شخصيا.
ان قوام الدين (اي دين) هو الايمان وان كان الايمان وحده لا يكفي لكنه شرط ضروري لاكتمال دين اي انسان. والايمان ليس بحاجة الى البراهين فمعنى الايمان هو ان يؤمن الانسان بشيئ ويصدفه بكل قلبه دونما اي تشكيك ودون ان يحتاج الى اي برهان. الايمان يجب ان يكون مطلقا والا لم يكن ايمانا.
لذا فان كل الروايات عن المعجزات وكل النبوؤات التي تحققت (كما يزعم البعض) لا تكفي لجعل الانسان يؤمن بدين معين لكنها قد تؤجج ايمان المؤمن كما انها لن تحمل اي انسان على تغيير دينه وينطبق هذا المبدأ على اعجاز القران كما ينطبق على المعجزات التي فام بها المسيح وتلاميذه من بعده. واود ان اذكر ان لكل الديانات حتى الوثنية منها روايات تؤكد على عظمة الدين وصحته وتذكر لنا كتب التاريخ ايات عظيمة قام بها كهنة هذا الدين او ذاك فهل نعتنق هذه الديانات؟ طبعا لا. كما ان كل محاولة لاظهار التناقض بدين معين لم تقنع اصحاب الدين اذ ان الدين قوامه الايمان ولا يمكن مقارعة المؤمن بالحجة اذ انه مؤمن؛ فلا كسوف الشمس اقنع عبدتها بخطأ دينهم ولم يرتد من عبد التمر من اجدادنا عن دينه حتى بعد ان قاموا باكل الالهة التي صنعوها من التمر عندما اجتاحت المجاعة ديارهم.
لذا ارى ان نبتعد عن هذه المحاولات للتبشير ب"الدين الحق" (مهما كان) اذ انها لن تغير شيئا بل قد تعتبر استفزازا في بعض الاحيان (رغم ان كاتبيها ربما لم يقصدوا ذلك) ومن المفضل ان نتحاور حوارا راقيا (بعيدا عن ازقة الابتذال الوعرة) وان اقتنع احد بوجهة نظر الاخر فمن حقه تغيير دينه اما ما يحدث الان من دعاوى قوامها شعارات رنانة جوفاء فانها لا ولن تؤثر في احد.