HashtNasht
11/05/2005, 06:01
يخبرنا الموروث الديني أن الكعبة هي بيت الله الحرام وأنها أول بيت وضع للناس وأن بناءها كان على يد أبي الأنبياء إبرهيم وابنه إسماعيل.. قداسة الكعبة هي مما لا ينكره مسلم فهي بدون خلاف أقدس بقعة على وجه الأرض، تساوي أو تفوق في ذلك مسجد الرسول في المدينة، والمسجد الأقصى في القدس.
لاشك أيضاً في أن هذه البقعة اكتسبت قداستها قبل بعثة محمد كما أسلفنا وكما هو مشهور ومثبت بنص القرآن من دفاع الله عليها عندما حاول أبرهة الحبشي هدمها في ما يعرف بعام الفيل والذي تكاد تتفق الروايات انه نفس العام الذي ولد فيه الرسول.
وإذ أن حادثة الفيل وأصحابه هي موضوعنا هذا المقال فاني أرى من المناسب أن أورد هنا ما ذكره ابن اسحق شيخ رواة السيرة وهو يحدثنا عن هذه القصة:
كان أبرهة بن الصباح عاملا للنجاشي ملك الحبشة على اليمن فرأى الناس يتجهزون أيام الموسم إلى مكة - شرفها الله - فبنى كنيسة بصنعاء . وكتب إلى النجاشي "إني بنيت لك كنيسة لم يبن مثلها، ولست منتهيا حتى أصرف إليها حج العرب" فسمع به رجل من بني كنانة فدخلها ليلاً فلطخ قبلتها بالعذرة فقال أبرهة من الذي اجترأ على هذا ؟ قيل رجل من أهل ذلك البيت سمع بالذي قلت فحلف أبرهة ليسيرن إلى الكعبة حتى يهدمها وكتب إلى النجاشي يخبره بذلك فسأله أن يبعث إليه بفيله وكان له فيل يقال له محمود لم ير مثله عظما وجسما وقوة فبعث به إليه فخرج أبرهة سائرا إلى مكة فسمعت العرب بذلك فأعظموه ورأوا جهاده حقا عليهم.
فخرج ملك من ملوك اليمن ، يقال له ذو نفر فقاتله فهزمه أبرهة وأخذه أسيرا، فقال أيها الملك فاستبقني خيرا لك، فاستبقاه وأوثقه.
وكان أبرهة رجلا حليما. فسار حتى إذا دنا من بلاد خثعم خرج إليه نفيل بن حبيب الخثعمي، ومن اجتمع إليه من قبائل العرب فقاتلوهم فهزمهم أبرهة فأخذ نفيلا، فقال له أيها الملك إنني دليلك بأرض العرب، وهاتان يداي على قومي بالسمع والطاعة فاستبقني خيرا لك فاستبقاه وخرج معه يدله على الطريق (انتهى كلام بن إسحق).
ويمضي ابن إسحق في رواية القصة التي نعرفها جميعاً والتي تنتهي بإرسال الطير الأبابيل، وتنتهي بتفرق جيش أبرهة ورجوع من نجا منهم إلى بلده مذموماً مدحوراً. ومن المحير أن أدبيات العرب لم تتحدث عن هذه الواقعة العظيمة بما ينبغي لحدث بهذه الأهمية كما تحدثوا مثلاً عن حرب البسوس، والتي هي أقل في الأهمية بما لا يقاس.
وقد حدث هذا عام مولد الرسول أي قبل أربعين سنة من بعثته، وعليه فإن الديانة المسيحية كانت حتى ذلك التاريخ هي آخر رسالة سماوية، وان من أراد أن يعبد الله فلا بد له من اعتناقها. وحتى لو سلمنا بأن المسيحية كانت قد حُرّفَتْ في ذلك الوقت فانها وإن لم تكن ما ارتضاه الله لعباده، فإنها ليست شراً من عبادة الأصنام والتي هي شرك بواح.
يؤكد هذا المذهب قول القرآن (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى)، فهذه الآية تقرير لمبدأ أن بعض الكفر أهون من بعض، وأن أصحاب الديانات السماوية الأخرى هم أقرب للمسلم من الملحدين وعباد النار والشمس والبقر وغيرها.
فمما قدمنا نرى أن أبرهة كان مسيحياً وانه أراد التوجه لهدم الكعبة التي يخبرنا المؤرخون أنها كانت تؤوي ثلاثمائة وستون صنماً تعبد من دون الله، وينحر لها ويطاف حولها وهذا كله حريٌ بأن يغضب الله إذ ان الشرك عند الله هو أكبر الكبائر والتي لا يغفرها ويغفر ما دونها لمن يشاء. فماذا يتوقع قارئنا العزيز من الله أن يفعل؟ لاريب أنك تأمل أن الله سيؤيد أبرهة المؤمن في سعيه لخسف هذا البيت الذي يُشْرَكُ فيه بالله بكرةً وعشياً وأنه سينصر دينه (وهو المسيحية في ذلك التوقيت لأن محمد لم يولد بعد) وأنه سَيُرِي هؤلاء المشركين أن أصنامهم لن تغني عنهم شيئاً.
ولكن الله اختار عكس ذلك، فبدلاً من أن ينصر أتباعه المؤمنين ويخذل أعدائه المشركين ويهدم الأصنام، اختار أن ينصر الأصنام ويهزم جيش المؤمنين ويرسل عليهم طيراً أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، لتجعلهم كعصف مأكول، جزاءً وفاقاً لخروجهم لنصرته، وانتصاراً لدينه وكنيسته التي لطخها الأعرابي بالغائط.
وحتى اذا كان أبرهة على ديانة شركية قد تبرأ الله منها، فلا أقل من أن يقف الله على الحياد في معركة بين قوى الشرك، فلماذا اختار جانب الأصنام اذن؟
قارن هذا بموقف الله من الحجاج بن يوسف، الذي هدم الكعبة بالمنجنيق وانظر من كان بداخلها: عبد الله بن الزبير بن العوام ابن حواري رسول الله، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، ذات النطاقين، وطائفة من خيار الصحابة والتابعين، ولم يكن فيها صنم واحد، ويرفع فيها الأذان وتقام فيها الصلوات ومع ذلك: ترك الله الحجاج يهدمها على رؤوس من فيها ولم يتدخل لحمايتها، فأين يقف الله في صراع الشرك والتوحيد؟.
==========================================
منقول بتقنية كوبي بيست
المصدر ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// 182fcef
لاشك أيضاً في أن هذه البقعة اكتسبت قداستها قبل بعثة محمد كما أسلفنا وكما هو مشهور ومثبت بنص القرآن من دفاع الله عليها عندما حاول أبرهة الحبشي هدمها في ما يعرف بعام الفيل والذي تكاد تتفق الروايات انه نفس العام الذي ولد فيه الرسول.
وإذ أن حادثة الفيل وأصحابه هي موضوعنا هذا المقال فاني أرى من المناسب أن أورد هنا ما ذكره ابن اسحق شيخ رواة السيرة وهو يحدثنا عن هذه القصة:
كان أبرهة بن الصباح عاملا للنجاشي ملك الحبشة على اليمن فرأى الناس يتجهزون أيام الموسم إلى مكة - شرفها الله - فبنى كنيسة بصنعاء . وكتب إلى النجاشي "إني بنيت لك كنيسة لم يبن مثلها، ولست منتهيا حتى أصرف إليها حج العرب" فسمع به رجل من بني كنانة فدخلها ليلاً فلطخ قبلتها بالعذرة فقال أبرهة من الذي اجترأ على هذا ؟ قيل رجل من أهل ذلك البيت سمع بالذي قلت فحلف أبرهة ليسيرن إلى الكعبة حتى يهدمها وكتب إلى النجاشي يخبره بذلك فسأله أن يبعث إليه بفيله وكان له فيل يقال له محمود لم ير مثله عظما وجسما وقوة فبعث به إليه فخرج أبرهة سائرا إلى مكة فسمعت العرب بذلك فأعظموه ورأوا جهاده حقا عليهم.
فخرج ملك من ملوك اليمن ، يقال له ذو نفر فقاتله فهزمه أبرهة وأخذه أسيرا، فقال أيها الملك فاستبقني خيرا لك، فاستبقاه وأوثقه.
وكان أبرهة رجلا حليما. فسار حتى إذا دنا من بلاد خثعم خرج إليه نفيل بن حبيب الخثعمي، ومن اجتمع إليه من قبائل العرب فقاتلوهم فهزمهم أبرهة فأخذ نفيلا، فقال له أيها الملك إنني دليلك بأرض العرب، وهاتان يداي على قومي بالسمع والطاعة فاستبقني خيرا لك فاستبقاه وخرج معه يدله على الطريق (انتهى كلام بن إسحق).
ويمضي ابن إسحق في رواية القصة التي نعرفها جميعاً والتي تنتهي بإرسال الطير الأبابيل، وتنتهي بتفرق جيش أبرهة ورجوع من نجا منهم إلى بلده مذموماً مدحوراً. ومن المحير أن أدبيات العرب لم تتحدث عن هذه الواقعة العظيمة بما ينبغي لحدث بهذه الأهمية كما تحدثوا مثلاً عن حرب البسوس، والتي هي أقل في الأهمية بما لا يقاس.
وقد حدث هذا عام مولد الرسول أي قبل أربعين سنة من بعثته، وعليه فإن الديانة المسيحية كانت حتى ذلك التاريخ هي آخر رسالة سماوية، وان من أراد أن يعبد الله فلا بد له من اعتناقها. وحتى لو سلمنا بأن المسيحية كانت قد حُرّفَتْ في ذلك الوقت فانها وإن لم تكن ما ارتضاه الله لعباده، فإنها ليست شراً من عبادة الأصنام والتي هي شرك بواح.
يؤكد هذا المذهب قول القرآن (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى)، فهذه الآية تقرير لمبدأ أن بعض الكفر أهون من بعض، وأن أصحاب الديانات السماوية الأخرى هم أقرب للمسلم من الملحدين وعباد النار والشمس والبقر وغيرها.
فمما قدمنا نرى أن أبرهة كان مسيحياً وانه أراد التوجه لهدم الكعبة التي يخبرنا المؤرخون أنها كانت تؤوي ثلاثمائة وستون صنماً تعبد من دون الله، وينحر لها ويطاف حولها وهذا كله حريٌ بأن يغضب الله إذ ان الشرك عند الله هو أكبر الكبائر والتي لا يغفرها ويغفر ما دونها لمن يشاء. فماذا يتوقع قارئنا العزيز من الله أن يفعل؟ لاريب أنك تأمل أن الله سيؤيد أبرهة المؤمن في سعيه لخسف هذا البيت الذي يُشْرَكُ فيه بالله بكرةً وعشياً وأنه سينصر دينه (وهو المسيحية في ذلك التوقيت لأن محمد لم يولد بعد) وأنه سَيُرِي هؤلاء المشركين أن أصنامهم لن تغني عنهم شيئاً.
ولكن الله اختار عكس ذلك، فبدلاً من أن ينصر أتباعه المؤمنين ويخذل أعدائه المشركين ويهدم الأصنام، اختار أن ينصر الأصنام ويهزم جيش المؤمنين ويرسل عليهم طيراً أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، لتجعلهم كعصف مأكول، جزاءً وفاقاً لخروجهم لنصرته، وانتصاراً لدينه وكنيسته التي لطخها الأعرابي بالغائط.
وحتى اذا كان أبرهة على ديانة شركية قد تبرأ الله منها، فلا أقل من أن يقف الله على الحياد في معركة بين قوى الشرك، فلماذا اختار جانب الأصنام اذن؟
قارن هذا بموقف الله من الحجاج بن يوسف، الذي هدم الكعبة بالمنجنيق وانظر من كان بداخلها: عبد الله بن الزبير بن العوام ابن حواري رسول الله، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، ذات النطاقين، وطائفة من خيار الصحابة والتابعين، ولم يكن فيها صنم واحد، ويرفع فيها الأذان وتقام فيها الصلوات ومع ذلك: ترك الله الحجاج يهدمها على رؤوس من فيها ولم يتدخل لحمايتها، فأين يقف الله في صراع الشرك والتوحيد؟.
==========================================
منقول بتقنية كوبي بيست
المصدر ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// 182fcef