-
PDA

عرض كامل الموضوع : ذكريات


شام1989
09/06/2006, 15:41
ذكريات
بسم الله الرّحمن الرّحيم
ماذا دهاك أيّها الكون؟؟ ما الّذي غيّر النّاس من حولي؟؟
أهم الّذين تغيّروا ؟أم أننّي الّتي تغيّرت؟؟
هل هم من اختلفت نظرتهم للحياة؟؟أم أننّي أنا الّتي غيّرت المنظار الّذي كنت أنظر من خلاله فبتّ أرى الكون وقد غيّر حلّته , وصرت أرى ألواناً جديدة لم أكن أراها..
لماذا؟؟ لماذا أرى النّاس حولي يتهافتون على الشّر؟؟أليس الإنسان هو خليفة الله في الأرض؟؟ ألسنا هنا لنعمرها بالحبّ والحياة؟؟
ولكأنّي أنظر حولي والبصر يشخص.. والعيون تدمع..والفؤاد يرتجف..يريد أن يبوح..يريد أن يصرخ في العالم أجمع (كفى ..كفى أيّها العالم..استيقظ من سباتك العميق).
أنظر عن يميني لأرى رجلاً كنت أحسبه أعبد النّاس..أراه كالذّئب..وأرى أسنانه الّتي كنت أحسبها لؤلؤاً منظوماً كالعقد..أراها وكأنّها نيوباً تريد التهام كلّ شيء..تريد ألا تبقي شيئاً للبشرية ..وكأنّها تستبيح دم الجميع..أرى يده الّتي كنت أراها تنطق بالعطف..وتحكي أيّام الكدّ والعمل..أراها وقد برز منها أظافر طويلة بتّ أخالها كالمخالب الّتي تريد أن تنقض على فريستها........
أنظر عن شمالي لأرى آخر كالبحر الهائج ..الّذي يلعب بأمواجه الغاضبة بمركبٍ صغيرٍ على سطحه..فتارةً يرفعه.. وتارةً ينزله..وتارةً يقلبه على رأسه ليرمي كل من فيه في ظلمة البحر الهائج ..دون أن يأبه لا بالزّمان ولا المكان...
أين براءة الطّفولة؟؟أين ما تعلّمناه في صغرنا من الآداب والأخلاق؟؟أهكذا حينما يكبر المرء ينسى قيمه!!ينسى دينه وأخلاقه!!
أين نحن من أمّي الّتي كانت مجرّد أن تهمس في أذني (إنّ الله يراك)ترتعش أطرافي..ويخفق فؤادي..وتسرع عبراتي لتنصب على خدّي الأبيض الّذي خالطته حمرة العافية..
أين نحن من أيّام الطّفولة ,حينما كانت أمّي تعطيني سندويش الزّعتر (عروسة الزّعتر)وتلفّها بورقة الجريدة ثمّ تدسّ بها في كيسٍ من النّايلون الأسود.فآخذها معي إلى المدرسة, وأتركها في الحقيبة حتّى تصبح جافة , ويتسرّب الزّيت منها ,فأتذكر أمّي حينما قالت(لا تعودي بها) فآكلها في غصّة, وأنا أتذكر كلمات أمّي في كلّ لقمةٍ أبتلعها,ثمّ أعود بحقيبتي الّتي ملأها فتات الخبز, وحبّات السّمسم المتناثرة بين الكتب..
لماذا ؟؟؟ لماذا؟؟؟لأجل برّ الوالدين ..يا شباب الإسلام برّ الوالدين...
أين نحن من تلك اللّيرة الّتي أخطأ بها دكّان آخر الشّارع في حيّنا , فعدت بها إلى أمّي وكأنّي سرقت الملايين وأخبرتها بالجريمة النّكراء الّتي ارتكبتها, فردّدت عبارتها الّـتي لا زالت تطنّ في أذني , وتعزف على أوتار قلبي ألحان الذّكريات , تلك الألحان الّتي علّمتنا الحياة..قالت فيها(يا بنيتي كلّ شيءٍ إلا الأمانة)
فأمسكت ببنات خالاتي كلّهم وأخذتهم معي إلى آخر الشّارع لأعيد اللّيرة المفقودة ..فإذا بصاحب الدّكان (الحاج أبو خالد) يعقّب بابتسامةٍ ظريفة , ثمّ يمدّ يده الّتي أتعبتها السّنون إلى كيسٍ كبيرٍ يحتوي على (الكرميلا) ويعطي كلّ واحدٍ منّا نصيبه...
لكنّ دهشتي لم تتوقّف,وبدأت الأسئلة تتصارع في ذهني ..وعدت إلى أمّي وببراءة الطّفولة وإلحاح المتعجّب بادرتها بالسّؤال(غلط معنا بليرة ولما رجعناها قام عطانا بأضعافها كرميلا شلون؟؟!!)
وترتسم على محيّا أمّي ـ الّتي أجهدها العمل في المنزل وخارجه ـ ابتسامة الرّضى ثمّ تقول لي تلك العبارة الّتي علّمتني الأمانة حتّى يومي هذا فتقول (لتتعلّموا الأمانة)...
يا شباب الإسلام الأمانة..الأمانة...
أين نحن من قرصة الشّتاء الباردة..والثّلوج المتراكمة على الأبواب..حينما كنّا نصعد إلى السّطح لنعيش أيّام الشّتاء الباردة بطفولةٍ دافئة دافئة...
نتقاذف من السّطح كرات الثّلج مع أولاد الجيران وأولاد الخالات ..لأرى كرةً كبيرةً كبيرة..تسقط على رأسي..فإذا بأنفي الأصفر يصبح أحمر من شدّة البرد..وإذا بوجهي الّذي أظهر البرد زرقته يتحوّل من الغضب إلى الأحمر,ليدفع بكرةٍ من الثّلج هي أكبر من سابقتها نحو الّتي رمتني , فإذا بها تسقط بعد مترٍ واحدٍ من يدي ..ليضحك الجميع من خيبتي..ومن تلك الرّمية الصّائبة
لماذا؟؟؟ لماذا؟؟ لأجل الطّفولة البريئة ..لأجل تلك البراءة الّتي تربّينا عليها ..ولأجل حبّ النّاس الّذي تعوّدنا أن نمنحه لأهلنا وأولاد خالاتنا وأولاد الجيران ...فلماذا ننسى قيمنا ..لماذا لا نبقى على الحبّ الّذي تربّينا عليه
الحبّ.. أيّها العالم الحبّ...
وأخيراً أين نحن من صاحبة عمري بنت الجيران..الّتي كانت ترافقني إلى المدرسة فإذا بنا نرى تجمّعاتٍ لشبّان على الرّصيف.. فنختار أنا وصاحبتي أن نترك الرّصيف ومن فيه لننزل إلى عرض الشّارع نكابد السّيّارات..فتبادرنا سيّارة بزمّورها المخيف , فنصعد إلى الرّصيف لنرى شبّاناً آخرين , فنعود إلى منتصف الشّارع لتقف ورائنا سيّارة أخرى بزمّورها الّذي يعلو صوته صوت (ماكينة الكبّة لمّا بتشحّط) ونحن نسير ذات اليمين وذات الشّمال.. بمنظرٍ يضحك الرّائي أكثر ممّا يضحك السّامع بمرّاتٍ ومرّات..لماذا ؟؟؟ لأجل العفّة ..يا شباب الأمّة العفّة
إنّ قلبي يصيح يريد أن يبوح عن وجد..ليقول للعالم ..كفى..كفى عبثاً وعد بنا إلى الحياة..
لكن يبقى في ذهني سؤال..لماذا كلّنا نتغيّر عندما نصارع الحياة ونتعامل بالمادّة؟؟لماذا؟؟
والآن لماذا لا يكتب كلّ منّا عن ذكرياته الّتي علّمته قيمةً من القيم؟؟

marioma alghzayala
09/06/2006, 18:04
:cry: :cry: :cry: ....

mazoun
09/06/2006, 18:48
شي حساس و حلو ميرسي

نجوحة
12/06/2006, 15:25
هل هم من اختلفت نظرتهم للحياة؟؟أم أننّي أنا الّتي غيّرت المنظار الّذي كنت أنظر من خلاله فبتّ أرى الكون وقد غيّر حلّته , وصرت أرى ألواناً جديدة لم أكن أراها
معاني جميلة و معبرة
واسئلة يا ريت لو نقدر نجاوب عليها

جاسم66
12/06/2006, 15:52
معاني جميلة و معبرة
واسئلة يا ريت لو نقدر نجاوب عليها
شي حلو عواطف قديمة تستحق الحنين

Kakabouda
12/06/2006, 20:33
شو هالأسى يا شام .

بس قد ما كان الذكرى حلوة بحلوها و بمرها ..
شكراً على طرح الفكرة يا شام :سوريا:

oaddah
07/08/2006, 06:43
شام

مشكورة على الخاطرة الطيبة

ابداع جميل ومميز

شام1989
07/08/2006, 06:45
شام

مشكورة على الخاطرة الطيبة

ابداع جميل ومميز
تسلم
بس شلون نكشت الموضوع؟؟:p
لو ما حاطة تنبيه بريدي كنت ما حسيت

القلب الطيب
07/08/2006, 15:11
شكرا على الكلام الحلو والمعبر

بدنا نشوف كتابات اكتر

:D

منير الجراح
08/08/2006, 18:01
الذكريات لا يمكن ان تمحى يا شام مثل ما قال هاني شاكر
لما خاطب حيبته"تهنا عن كل حاجه الا الذكريات"

المستحيل
08/08/2006, 18:28
- الذكرى عالم نعيشه بلا قصد .
- الذكرى الجميله بساتين خضراء وارفه الظلا
- الذكرى المؤلمه أرض قاحله تُحرقكَ أتربتها .
ـــ هناك فرق بين الذكرى والذكريات .
الذكرى هي أحاسيس ومشاعر تدونك إليها .
أما الذكريات فهي كتابات تدونها إليك او إلى من تحب
بقصد التذكر .
مع كل الحب ,,والشكر ي شام