-
PDA

عرض كامل الموضوع : الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية


maro18
01/05/2006, 05:32
موضوع : الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية
المؤلف : روجيه جارودى
الناشر: دار الغد العربى القاهرة
تاريخ النشر للطبعة العربية : ابريل 1996


يطرح روجيه جارودى فى مقدمة الجزء الأول من الكتاب أشكال الأساطير اللاهوتية التى قامت عليها دولة إسرائيل مركزا على أسطورة الأرض الموعودة وأسطورة الشعب المختار وأسطورة التطهير العرقى .
ووصف أسطورة الأرض الموعوده بأنها ذريعة للاستعمار الدموى الذى مارسته إسرائيل تحت شعار دينى وقال إن الأسطورة لا أساس دينى لها باعتراف الحاخام (آلمر برجر) الرئيس السابق لرابطة من اجل اليهود كما يؤكد على نفس النتيجه البير دى بورى أستاذ العهد القديم فى كلية اللاهوت البروتستنتينية فى جنيف ووثق ادلته فى رسالته للدكتوراه حول الوعد الإلهى والخرافة الشعائرية فى أدبيات يعقوب وخلص فيها إلى أن تفسير الوعد الإلهى بمعناه الكلاسيكى (الذى تروج له إسرائيل) جاء لإضفاء الشرعية على غزو فلسطين وإحتلال الأرض بالقوة وبعد مناقشة مطوله للأسطورة يؤكد جارودى على أن الوعد الإلهى الموهوم يستغل سياسياً ويتحول إلى صك من صكوك الملكية لخدمة أغراض غير توارتية.
وحول أسطورة الشعب المختار يرصد جارودى القراءة المتطرفة للصهيونية السياسية التى تسعى لإرساء عقيده التميز بدون أساس تاريخى الأسطورة تؤكد أن الله ميز اليهود وحدهم بالعهد القديم لكن التوراة ذاتها لا تؤكد هذا الزعم وان من كتب التوراه ذاتها (يهوى وايلوحى) لم يكن أى منهما وحدانيا فقد كانا يناديان فقط بتفوق الاله العبرانى على سائر الآلهة كما جاء فى سفر الخروج وأضافت ترجمة مجمع الكنائس حاشية جاء فيها ((منذ زمن بعيد كان الاعتقاد سائدا فى إسرائيل بوجود آلهة أجانب )
وعن أسطورة التطهير العرقى يرى جارودى أن هذه الأسطورة تم تلميعها بعد اقتباسها من سفر يشوع لإضفاء شرعية على سياسة التطهير العرقى فى فلسطين أو ما يسمونه الإبادة المقدسة وجعلها تكراراً لما فعله الأنبياء وكأنه أمر إلهى.
ويلجأ جارودى هنا إلى علم الآثار ليؤكد أن الحفائر الاثرية برهنت على أن الإسرائيليين الذين وصلوا فى نهاية القرآن الثالث عشر قبل الميلاد لم يستطيعوا الإستيلاء على أريحا لأنها كانت غير مأهولة ولهذا فمن المستحيل ربط تدمير أريحا بدخول الإسرائيليين – كما يدعون – وهكذا الحال مع باقى مدن الأسطورة التى إذا تم تفريغها من الكذب ستتحول إلى أداة لإدانة سياسات التطهير العرقى فى دير ياسين وصبرا وشاتيلا والحرم الإبراهيمى

maro18
01/05/2006, 05:34
ويتناول الجزء الثانى من الكتاب مناقشة أساطير القرن العشرين الأربعة وهى :
معاداة الصهيونية للفاشية . ومحاكمة نورمبرج . والهولوكوست . وأرض بلا شعب.
ويؤكد أثناء مناقشته لأسطورة معاداة الفاشية: أن حقائق التاريخ الحديث تكذب هذه الأسطورة . فقد دعا اسحق شامير إلى التحالف مع هتلر والنازية ضد بريطانيا عام 1941 وتعاونت مع الجماعة الصهيونية فى ألمانيا على الرغم من اقليتها مع هتلر وقاموا بخطوات مشبوهه لعرقلة الكفاح ضد الفاشية بهدف انشاء دولة يهودية فى فلسطين وقد قبضت السلطات البريطانية على شامير عام 1941 بتهمتى الإرهاب والتعاون مع العدو النازى .
أما عن أسطورة محاكمات نورمبرج التى بدأت فى 8 اغسطس 1945 فيقول جارودى:
أن إجراءات هذه المحاكمة أثارت اعتراضات كثيرة فى صفوف القانونيين الأمريكيين .
وفيما يتعلق بأسطورة الستة ملايين من ضحايا الهولوكوست والتى تحولت إلى وسيلة للابتزاز وتحويل إسرائيل الضحية إلى دولة فوق القانون الدولى فإن هذا الرقم لا يستند إلا لشهادتين فقط أدلى بهما أثنان من ضباط الأمن النازيين وهو أمر يدفع إلى الشك ويشير إلى أنه لا يوجد دليل حاسم على إبادة هتلر لليهود كما أنه لا ترد كلمة الإبادة فى خطاب جرونج الموجه إلى هيدريش بشان الحل النهائى للمسألة اليهودية ولم يتوصل احد إلى آية آثار لجثث الضحايا أو سلاح الإبادة المستخدم وهو غرف الغاز. بالإضافة إلى أن الحرب الثانية قتلت 50 مليوناً منهم 17 مليون سوفيتى و 9 ملايين من الألمان وبالتالى فالقتل والإبادة لم يستهدفا اليهود فقط.
وينتهى الجزء الثانى بمناقشة أسطورة أرض بلا شعب ويقول إنها تمثل نقطة الإرتكاز فى الايدلوجية الصهونية وتقوم على أساس وهمى أن فلسطين أرض خالية من السكان على مر التاريخ ولم تقم بها دولة على الإطلاق وإن الرب حفظها خالية لهم وتلك دعوى تبرز اغتصاب الأرض وقتل أصحابها.

maro18
01/05/2006, 05:37
ويخصص جارودى الجزء الثالث لمناقشة الاستخدام السياسى للأسطورة ويوضح أن هذه الأساطير ساعدت على إنشاء مجموعات قوية من جماعات الضغط اللوبى فىالولايات المتحدة وتمكنت بفضل الدعاية المنظمة من توجية السياسيين وتعبئة الرأى العام لصالح دولة إسرائيل وبموجب هذه الأساطير توجه إسرائيل الدولة أصوات 6 ملايين ناخب يهودى فى أمريكا بشكل حاسم لخدمة مصالحها ويتكرر ذلك فى فرنسا وباقى دول اوروبا بالإضافة إلى إستغلال وسائل الإعلام لشحن الجمهور معنويا والتلاعب بالرأى العام الدولى .
بعد نشر الكتاب تعرض جارودى لحملة قاسية من أجهزة الإعلام فى فرنسا وغيرها من الدول الغربية وأعيد توجيه الإتهام الذى وجه إليه من قبل تهمة معاداة السامية وكان جارودى قد تعرض لحملة مماثلة عام 1983 عندما ندد بالعدوان الإسرائيلى على لبنان وقدم لمحاكمة فى 11 مارس 1983 بتهمة معاداة السامية والتحريض على الحقد العنصرى والإساءه المعنوية لليهود وحصل على البراءة فى 21 مارس من نفس الشهر.
وبعد نشر كتاب الأساطير تجددت الإهامات بعنف وأقامت 15 جمعية صهيونية دعوى قضائية ضد المؤلف واتهمته فى عريضة الدعوى بالتحريض علىالكراهية العنصرية والتحريض على أعمال العنف ضد اليهود وإنكار الجرائم التى ارتكبت ضد الإنسانية وإشترك فى إقامة الدعوى جمعيات قوية مثل" الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية والمعاداة للسامية" "والحركة المناهضة للعنصرية من اجل الصداقه بين الشعوب "

maro18
01/05/2006, 05:43
كتاب روجيه جارودى (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) فيه عريضة الإتهام وحيثيات الحكم بإدانة الصهيونية وإسرائيل وقد إستند المفكر فى مائتى صفحة على مائتى كتاب فى عريضة الإتهام وحكم الإدانة ويقول أن الأساطير اساس السياسة الإسرائيلية وهى لاهوتية قديمة وأساطير عصرية للقرن العشرين ويفضح هذا الكتاب القديم والجديد بالحقائق والوثائق .
ومن الأساطير القديمة التى تروجها الصهيونية أسطورة الوعد فى سفر التكوين وأسطورة الشعب المختار فى سفر الخروج وأسطورة التطهير العرقى أو أسطورة يشوع وفى القرن العشرين أسطورة (أرض بلا شعب لشعب بلا بلاد) وأسطورة إبادة اليهود الجماعية أو الهولوكوست وعدالة المحاكمات نورمبرج ويقف جارودى بالمرصاد لهذه الأساطير القديمة والحديثة ليكشف منابع العقيدة الصهيونية وأكاذيب السياسة الإسرائيلية ويقول أنه يبتعد تماما عن الحط من قدر آى ديانة أو طائفة أو الدعوة إلى الحقد عليها واضطهادها ولكنه يريد أن يكشف الحقائق بالوثائق.
ويقول جارودى إن الايديولوجيه الصهيونية تستند إلى افتراض وهمى شديد البساطة لأنها تستند إلى سفر التكوين (15/18-21) الذى يقول عن فكرة (الوعد):
فى ذلك اليوم عقد الرب مع ابراهيم عهداً بقوله: لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى الهند الكبير، نهر الفرات)
وقد صرح مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق فى اوسلو 12 ديسمبر 1978 كما نشرت جريدة دافارLلقد وعدنا بهذه الأرض ولنا حق فيها)
وقال بيجن من قبل فى كتابه العصيان 1950 ص 335 :
أن أرض إسرائيل الكبرى ستعود إلى شعب إسرائيل كلها وإلى الأبد.
ويقول ناثان وينستوك فى كتاب (الصهيونية ضد إسرائيل ) عام 1969 ص 315:
لو الغينا مفاهيم الشعب المختار والأرض الموعودة لانهارت الصهيونية من أساسها.
ويقول جارودى .
وهكذا ومنذ البداية تضع دولة إسرائيل نفسها فوق كل قانون دولى مع حين فرضت على الأمم المتحدة فى 11 مايو 1949 بارادة امريكيه لم تقبل عضوا الا بثلاثة شروط هى: عدم المساس بوضع مدينة القدس ، والسماح للعرب الفلسطنيين بالعودة إلى ديارهم ،واحترام الحدود التى وضعها قرار التقسيم .
والوى الأساطير اللاهوتية ما جاء فى سفر التكوين (15-18) "لنسلك أعط هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير.. نهر الفرات" وقد قال موشى دايان للجيروز اليم ويست 20 اغسطس 1967 إذا كنا نملك التوارة وإذا كنا نعتبر انفسنا شعب التوارة فمن الواجب علينا أن نمتلك جميع الأراضى التوراتية وفى 25 فبراير 1994 قتل الدكتور باروخ جولد شتاين العرب وهم يصلون فى الحرم الابراهيمى وفى 4 نوفمبر 1995 اغتال ايجال عامير اسحاق رابين بأمر من الرب ومن جماعتة المسلحة التى تنادى بإعدام كل من يفرط فى الأرض الموعودة فى يهودا والسامرة أو الضفة الغربية ويسلمها للعرب

maro18
01/05/2006, 05:45
كيف تواطأ زعماء الصهاينة الألمان مع النازية

وبعد أن انتهى روجيه جارودى فى الجزء الأول من كتاب (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية ) بمحاولة تفنيد الأساطير المستوحاة من الدين اليهودى والتى استند اليها المتطرفون فى الحركة الصهيونية لإنشاء دولة إسرائيل يسعى فى الجزء الثانى وهو بعنوان "أساطير القرن العشرين" إلى كشف بعض الحقائق الخاصة باضطهاد النازية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
ويستهل جارودى الجزء الثانى وهو أطول اجزاء الكتاب مؤكدا أنه عندما اندلعت الحرب ضد هتلر فإن الغالبية العظمى من المنظمات اليهودية وقفت إلى جانب الحلفاء كما أن غالبية زعماء اليهود ومن بينهم حايم وايزمان جهروا بموقفهم المساند للحلفاء ضد ألمانيا النازية ويستثنى المؤلف الجماعة الصهيونية فى ألمانيا التى اتخذت من 1933 إلى 1941 سياسة متواطئة مع هتلر وكانت السلطات النازية فى نفس الوقت الذى تضطهد فيه اليهود تتحاور مع الزعماء الصهاينة الألمان. ويوضح جارودى أن إتهام التواطؤ مع النازية لا ينصب على الغالبية العظمى من اليهود بل إن بعضهم لم ينتظر الحرب العالمية لمكافحة الفاشية فتطوع خلال الحرب الاسبانية من 1936 إلى 1939 لمناهضة النظام الفاشى.
وينشر المؤلف اجزاء من خطاب بعث به رئيس الوكاله اليهودية آنذاك حاييم وايزمان إلى رئيس الوزراء البريطانى شامبرلين بتاريخ 5 سبتمبر 1939 يؤكد له فيه أن يهود العالم يقفون مع بريطانيا وعلى استعداد لوضع كل امكانياتهم تحت تصرفها من اجل مواجهة النازية .
ويقول جارودى إن هذا الخطاب كان بمثابة إعلان حرب من اليهود ضد ألمانيا واتخذت السلطات النازية هذا الموقف ذريعة لوضع اليهود الألمان فى معسكرات الاعتقال كما وضعت الولايات المتحدة مواطنيها المنحدرين من اصل يابانى فى السجون عندما شنت اليابان عدوانها على امريكا فى ديسمبر 1941.
ويفرق جارودى بين جموع اليهود الذين تعرضوا للظلم والاضطهاد على يد النازية والزعماء الصهاينة الذين كرسوا جهودهم فى هذه المرحلة من أجل التخطيط لإنشاء دولة يهودية فى فلسطين ويستشهد المؤلف بخطاب للزعيم الصهيونى دافيد بن جوريون ألقاه فى 7 ديسمبر 1938(لو كنت اعلم أنه من الممكن انقاذ كل اطفال ألمانيا باحضارهم إلى انجلترا أو انقاذ نصفهم فقط بنقلهم إلى إسرائيل الكبرى فإننى سأختار الحل الثانى لأنه ليس علينا أن نحرص على حياة هؤلاء الأطفال فحسب وإنما أيضاً على تاريخ شعب إسرائيل.
ويبرز جارودى تقييم توم سيجيف فى كتابه" المليون السابع" حيث يقول ((لم يكن إنقاذ حياة يهود أوروبا على رأس أولويات طبقة زعماء الحركة الصهيونية لقد كانت الأهمية القصوى فى نظرهم هى العمل على تأسيس دولة)).
ويشير المؤلف إلى أن العدو الرئيسى بالنسبة للزعماء الصهاينة كان ذوبان اليهود فى المجتمعات التى يقيمون فى كنفها وكانت هذه النظرية تلتقى حسبما يقول جارودى مع الفكر العنصرى النازى الذى يقوم على أساس نقاء الدم ولهذا السبب فقط كانت نقطة التقاء بين زعماء النازية الذين يريدون تطهير أوروبا من اليهود وقادة الحركة الصهيونية الذين يحلمون بنقل جماعى ليهود أوروبا إلى فلسطين لإنشاء دولة إسرائيل.
ويستند جارودى فى كتابه إلى عشرات المصادر لتأييد أرائة من بينها مقتطفات من خطابات وكتب ومذكات وتصريحات من كل الأطراف.ويؤكد الكتاب أن الزعماء الصهاينه لعبوا درواً فى كسر الحصار الذى كانت تسعى إلى فرضه على ألمانيا النازية كل القوى المعادية لهتلر ويروى أن التعاون الإقتصادى بين الصهيونية والنازية بدا منذ عام 1933 بإنشاء شركة بتل ابيب اطلق عليها اسم "هعفرا" وأخرى ببرلين تحت اسم "بالترو" وكان اليهود الراغبين فى الهجره من ألمانيا يسددون مبلغا من المال لا يقل عن 1000 جنيه استرلينى وكان التجار اليهود يشترون بضائع ألمانيه بهذه المبالغ يتم تصديرها إلى فلسطين مما يتيح لدافعى هذه المبالغ استردادها عند وصولهم إلى فلسطين ويؤكد جارودى أن بعضا من رؤساء وزراء إسرائيل اللاحقين شاركوا فى هذه العملية ومن بينهم بن جوريون وجولدا مائير وليفى اشكول وموشى شاريت.
ويقول جارودى إن سياسة التواطؤ مع ألمانيا وصلت إلى ذروتها على يد أكثر المجموعات الصهيونية تطرفا وهى مجموعة "ليحى" التى كان يقودها إبراهام شتيرن وكان من زعمائها اسحق شامير عندما دعت عام 1941 إلى التحالف مع ألمانيا النازية ضد بريطانيا.
ويشير الكتاب إلى وثيقه بتوقيع شامير وشتيرن سلمت إلى سفارة ألمانيا بانقره فى نفس الفتره التى وطئت فيها قوات روميل أرض مصر قبل هزيمتها فى العلمين وتدعو هذه الوثيقه إلى التعاون بين مجموعه "ليحى" وألمانيا النازية ويروى المؤلف أن المفاوضات بين الطرفين قد توقفت عندما القت قوات الحلفاء القبض على مندوب اشتيرن وشامير ثم ألقت القوات البريطانية القبض على اسحق شامير فى ديسمبر 1941 لاتهامه بالإرهاب والتعاون مع العدو النازى.

maro18
01/05/2006, 05:47
ويركز جارودى على فكرة التفريق بين جموع اليهود التى عانت من إضطهاد النازية وزعماء الحركة الصهيونية الذين كانوا يستهدفون إنشاء دولة يهودية وليس إنقاذ حياة اليهود المعرضين للخطر بفعل الاضطهاد ويؤكد الكتاب أن الحركة الصهيوينة كانت تسعى إلى حث اليهود بكل الوسائل على الهجرة إلى فلسطين ومن هذا المنطلق قامت مجموعة الهجانة التى كان يتزعمها بن جوريون بتفجير سفينة فرنسية عليها يهود كانت متجهة إلى جزر موريشيوس مما أدى إلى مصرع 252 يهودياً حسب جارودى.
ويقول المؤلف : إن هدف بن جوريون كان هجرة 4 ملايين يهودى إلى إسرائيل من 1951 إلى 1961 لكن العدد الفعلى الذى وصل إلى إسرائيل كان 800 الف فى حين أن غالبية اليهود أى 75% منهم هاجروا من وسط أوروبا إلى الإتحاد السوفيتى.
أساطير نورمبرج

ويفرد المؤلف بعد ذلك فصلا طويلا لعله الفصل الرئيسى فى هذا الكتاب وكان السبب المباشر فى الضجة الكبيرة التى أثارها ولم تهدأ بعد وقد إختار جارودى لهذا الفصل عنوان أسطورة عدالة نورمبرج ويتناول فيه المحاكمات الشهيره التى جرت بمدينة نورمبرج الألمانية على اثر انتهاء الحرب العالمية الثانية لمحاكمة مجرمى الحرب النازيين الذين بقوا على قيد الحياه بعد انتحار هتلر وجوبلز ويبدأ جارودى الفصل بتصنيف الجرائم كما وضعها قرار انشاء المحكمة العسكرية الدولية هى:
أولاً: جرائم ضد السلام وتتعلق بتحديد مسئولية إندلاع الحرب.
ثانيا: جرائم الحرب وتخص خرق قوانين وأعراف الحروب .
ثالثا : جرائم ضد الإنسانية وتتعلق بالجرائم المقترفة ضد المدنيين.
ويعلق جارودى على محكمة نورمبرج بأنها لم تكن محكمة دولية حيث لم تمثل إلا المنتصرين فى الحرب وبالتالى فإن الجرائم الوحيدة التى تولت بحثها هى الجرائم التى اقترفتها القوى المهزومه ويستند المؤلف إلى كلمات المدعى العام الأمريكى روبورت جاكسون الذى قال خلال رئاستة لجلسة 26 يوليو 1946 " إن هذه المحكمة تمثل استمراراً للجهود الحربية التى بذلها الحلفاء خلال الحرب."
ويذكر جارودى بأن اتفاقية فرساى التى فرضت على ألمانيا بعدانتهاء الحرب العالميه الأولى كانت تشكل إجحافاً كبيراً على الشعب الألمانى لدرجة أن الإقتصادى البريطانى الشهير كينز كتب عام 1919:
بسبب هذه الاتفاقية ستقوم حرب عالمية جديدة بعد عشرين عاماً ويعطى جارودى ارقاماً تدل على أن صعود الحزب النازى المتطرف بزعامة هتلر فى الانتخابات كان مقترنا بزياجة عدد العاطلين وتفاقم الازمة الاقتصادية فى ألمانيا فى العشرينات وبداية الثلاثينات.
ويعد الكتاب التصريحات العنصرية المعادية لليهود التى تخص على التخلص منها وقتلهم على لسان هتلر ورئيس الجستابو هملر لكن جارودى يعطى فى المقابل تصريحات من جانب الحلفاء لا تقل عنفا وتنادى بقتل الألمان والقضاء على ألمانيا ومحوها من الخريطه ويخرج من هذه الأمثلة على عنف المواجهة بين الحلفاء وألمانيا بقوله إن تشرشل وستالين وترومان لم يقفوا فى قفص الإتهام كمجرمى حرب على الرغم من الفظائع التى ارتكبها الحلفاء ضد ألمانيا ومنها مذبحة كاتين التى اقترفها السوفيت وتدمير مدينة درسدن الألمانية على رأس سكانها المدنيين ومصرع 200 الف مدنى تحت ضربات الطيران البريطانى والأمريكى وأخيراً القاء قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناجازاكى بأوامر من الرئيس الأمريكى الاسبق تورمان ومصرع 300 الف يابانى تحت انقاض المدينتين.

maro18
01/05/2006, 05:52
وينتقل المؤلف بعد ذلك إلى أكثر نقاط الكتاب حساسية وهى مصرع 6 ملايين يهودىضحايا للعنصرية النازية ويصف جارودى هذا الرقم الذى اعتمدتة محكمة نومبرج كرقم رسمى بأنه مجاف للحقيقة وإنه استخدم لتبرير الإنتهاكات إسرائيل فى فلسطين والشرق الأوسط ووضع دولة إسرائيل فوق كل القوانين الدوليه .
ويقول المؤلف أن رقم 6 ملايين يهودى قتيل يستند على شهادتين لإثنين من ضباط الأمن النازيين يقول فيها الأول إن ادولف ايخمان الذى اختطفته إسرائيل من الارجنتين وأعدمته فى بداية الستينات صرح له بأن عدد اليهود القتلى فى معسكرات الاعتقال وصل إلى نحو 4 ملايين كما أن هناك 2 مليون ماتوا بوسائل أخرى أما الشهادة الثانية فهى لضابط آخر نقل عن ايخمان قوله بأن الشعور بتحمله مصرع 5 ملايين إنسان هو مصدر سرور بالنسبه له .
ويشكك جارودى فى الشهادتين اللتين تقومان على دليل علمى ولا يمكن التاكد من صحتهما.
الحل النهائى

وعن تعبير "الحل النهائى" الذى اعتبرته محكمة نومبرج مرادفا للتصفية الجسدية الجماعية والنهائية لليهود يقول جارودى:
إنه لا توجد وثيقة واحدة أو نص مكتوب يؤكد هذا التفسير لتغيير الحل النهائى ويقول الكتاب إنه جرى بحث شاق عن أمر مكتوب من هتلر بإبادة اليهود لكنه لم يتم العثور على أى أثر لمثل هذا الأمر سواء من هتلر شخصيا أو من زعماء الحركه النازية ويقول جارودى :
إن أقرب تفسير لكل الإشارات التى تضمنتها الوثائق النازية من الحل النهائى هو تفريغ اوروبا من اليهود وطردهم إلى مكان ناء خارج القارة الاوروبية وكان هناك اقتراح بأن يتم تجميعهم فى جزيرة مدغشقر التى كانت تابعه لفرنسا آنذاك.
وينشر جارودى خطاباً موجها من المارشال جورنج وكان الرجل الثانى بعد هتلر إلى احد كبار المسئولين الألمان آنذاك ويدعى هايدريش ويعطيه فيها تعليمات بإتخاذ الاجراءات والتدابير الملموسة والمادية لتحقيق الحل النهائى بالنسبة للمسألة اليهودية.
ويشرح جارودى هذه الجملة بأنها تعليمات من جورنج بتطبيق سياسة طرد كل المناطق التى كانت واقعة انذاك تحت سيطرة الجيوش النازية ويقول جارودى إن أى تفسير آخر خاصة تفسير أن الحل النهائى هو إبادة كل اليهود ما هو إلا محاولة لفرض تفسير خاص من أجل استثماره سياسياً.
ويقول المؤلف: أن جورنج اعترض خلال جلسة 20 مارس 1946 من محاكمات نومبرج على ترجمتة تعبير له من "الحل الشامل" إلى التصفية النهائية وقد أقر رئيس الجلسة القاضى جاكسون بالخطأ فى هذه الترجمة والتى تغير المعنى الكامل لتعليمات جورنج.
ويتعرض الكتاب بعد ذلك لمؤتمر "وانسى" الذى عقد فى برلين يوم 20 يناير 1942 حول المسألة اليهودية وورد فيها تعبير (الحل النهائى) أكثر من مره ويؤكد جارودى هذا أيضاً أن تعبير (الحل النهائى) لم يكن يعنى قتل اليهود وانما ترحليهم إلى الشرق واستخدامهم للعمل هناك وتقول الوثيقه الصادره عن مؤتمر وانسى إنه خلال الحل النهائى يتم ترحيل اليهود إلى الشرق ويتم تفريق الرجال من النساء وذلك لإستخدامهم فى الأعمال الكبرى وبناء الطرق وتقول الوثيقة أن أعداداً كبيرة منهم ستموت خلال عملية النقل والعمل وان الذين سيبقون على قيد الحياة هم العناصر الأقوى والأصلح طبقا لقانون الانتقاء الطبيعى
وعلى الرغم من بشاعة هذا الموقف فإنه لا يتحدث عن القتل الجماعى المدبر واستخدام غرف الغاز لتصفية اليهود كما قيل بعد ذلك .
الشهادات
ويفرد جارودى بابا لتفنيد الشهادات التى استخدمتها محكمة نورمبرج والمؤرخون الرسميون بعد ذلك لتأكيد الهولوكوست وهو تعبير مستوحى من الدين اليهودى ويعنى الابادة الشاملة ويورد المؤلف شهادة لأحد الجلادين بمعسكر دافاو تعوزها الجدية والدقة ثم يطعن فى شهادة الزعيم النازى رودلف هيس والذى كان قائدا لمعسكراوشفتز وهى شهادة أدلى بها يوم 15 ابريل 1946 ثم تراجع عنها بعد ذلك على أساس أنها أنتزعت منه القوة.
ويقوم الكتاب بتحليل سريع لمحاكمة اوشفتز التى جرت بمدينة فرانكفورت من ديسمبر 1963 إلى اغسطس 1965 ويقول إن المتهم الرئيسى بها وكان آخر قائد لمعسكر اوشفتز يدعى ريتشارد باير رفض تماما الاعتراف بوجود غرف الغاز بهذا المعسكر ويضيف الكتاب إن باير وجد مقتولا بزنزانته فى يوليو 1963 فى ظروف غامضه.
ويفند جارودى بعد ذلك تقرير جرشتين وهو ضابط نازى أدلى بإعترافات رفضت محكمة نورمبرج الأخذ بها فى جلسة 30 يناير 1946 على اساس عدم جديتها فجرشينى يقول مثلا أنه رأى بعينيه من 700 إلى 800 شخص مكدسين فى غرفة مساحتها 25 مترا مربعا بأحد المعسكرات النازية اى أنه كان يوجد أكثر من 28 شخصا فى المتر المربع الواحد !!
لكن هذا التقرير استخدم بعد ذلك لاثبات وجود غرف الغاز فى معسكرات الاعتقال النازية ومن أشهر الشهادات على الإباده الجماعية لليهود كتاب شهير بعنوان (يوميات آن فرانك) وهى فتاة يهودية كانت معتقله باحد المعسكرات ويقول جارودى أنه عندما وجد النسخه المكتوبه بخط اليد على احد معامل البوليس الجنائى الألمانى فيما بعد اتضح أن جزء كبير من اليوميات كتب بقلم جاف وهو قلم لم يكن معروفا قبل عام 1951 فى حين أن آن فرانك ماتت عام 1945.

Fares
15/06/2007, 03:18
شكراً مارو ع التقديم الرائع للكتاب....
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
:D:D

butterfly
20/03/2008, 11:50
تم رفع الكتاب على موقع خارجي لحين حل مشكلة المرفقات
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////