-
PDA

عرض كامل الموضوع : سنة الافخارستيا


Espaniol
19/02/2005, 18:16
سنة الافخارستيا
لقد اراد قداسة البابا يوحنا بولس الثاني أن يكون هذا العام عام الافخارستيا (تشرين الاول 2004-تشرينالثاني2005) وقد سبق قداسته وأصدر رسالته الرائعة بعنوان "الكنيسة تعيش من الافخارستيا"(17 نيسان2004)وعقد المؤتمر الدولي حول الافخارستيا (المكسيك تشرين الاول2004)
وستكون الافخارستيا موضوع سينودس الاساقفة الكاثوليك (تشرين الاول 2005)وعنوانه "الافخارستيا مصدر وقمة الحياة الكنيسة ورسالتها"
والمحاور الاساسية لسنة الافخارستيا:
1- الاحتفال بيوم الاحد بإتقان ووقار وجمال وإنعاش القداس الإلهي والصلوات الليترجية الأخرى بحيث تعتبر سنة الإفخارستيا هي سنة الليتيرجيا كما قال قداسة البابا
2- الاستعداد الجيد الجدي للمناولة المقدسة .وبخاصة من خلال سر التوبة والمصالحة والاعتراف وأعمال التوبة وإنعاش أفعال الإيمان والرجاء والمحبة.
3- تقوية الروح الجماعية
4- إعلان إيماننا بسر حضور المسيح في مابيننا في الإفخارستيا بممارسات مختلفة
5- الاهتمام بالفقراء بيننا .
عنوان رسالة البابا لاعلان هذا العام "عام الافخارستيا "هو طلب تلميذي عماوس من يسوع "امكث معنا "(لوقا29:24) كن معنا!كن عمانوئيل !ويسوع نفسه يؤكد لنا ان اسمه عمانوئيل.وقبل صعوده قال لتلاميذه "انا معكم وليس احد عليكم "(يو3:16) ونحن بدورنا نقول ليسوع : امكث معنا !كن حاضرا معنا في سر محبتك في المناولة المقدسة بخاصة في سنة الافخارستيا.
الافخارستيا هي قمة الحياة المسيحية والحياة الروحية على مستوى الكنيسة :الجماعات والافراد .الافخارستيا هي الله معنا ونحن مع الله من خلال الاحتفال بالليترجيا الالهية والمناولة المقدسة . ولكن الافخارستيا هي ايضا سر الكنيسة بأسرها .انها سر الجماعة ,انها تنطلق من الجماعة التي تجتمع في يوم الرب لتعيش سر المسيح القائم في جو من الصلاة والاخوة والمحبة والفرح .وهي سر الجماعة خارج الكنيسة أيضا :فهي سر الأخ نلتقي به في القداس يوم الاحد .كما نلاقيه في البيت والشارع والمدرسة والعمل......
الافخارستيا هي سر الاخوة المسيحية انها سر الاخ سر الآخر وإلى هذا تشير عبارة "المسيح في مابيننا !كائن وسيكون".هذا مانقرأه في سفر اعمال الرسل الذي يجمع بين الاحتفال بالافخارستيا والمحبة والمساعدة للفقراء في الجماعة المسيحية الاولى ,كما ورد في الفصلين الثاني والرابع:
"وكان كل شيء مشتركا بينهم .وكانوا يلتقون كل يوم في الهيكل بقلب واحد ويكسرون الخبز (الافخارستيا )ويتناولون الطعام بفرح وبساطة قلب..."وكان لجماعة المؤمنين قلب واحد وروح واحدة"
الإفخارستيا دعوة الى الوحدة داخل الكنيسة الواحدة ومع المؤمنين في الكنائس الأخرى الذين لا نستطيع حتى
الآن أن نشاركهم في المناولة المقدسة . كما قال البابا يوحنا بولس الثاني لنا:"كنيسة قوية ومتماسكة"
نذكر فقرة من رسالة قداسة البابا في إعلان سنة الإفخارستيا يقول فيها:"لا أطلب أن تقام احتفالات غير اعتيادية
في هذه السنة .إن الأمر الأكثر أهمية هو أن تهدف كل المبادرات على أنواعها ,الى انعاش روح التقوى الداخلية الشخصية العميقة في حياة المؤمنين"
الميلاد هو ذكرى عمانوئيل معنا . أما الافخارستيا فهي حقيقة "عمانوئيل "معنا.يسوع هو دائما مع كنيسته في سر القربان المقدس , في الاحتفال بالليتيرجيا الالهية من مشرق الشمس الى مغربها ,وفي العالم كله شرقا وغربا.
إن وجود يسوع في كنيسته هو التأكيد على أن يسوع هو عمانوئيل ,أمس واليوم والى الدهور .عمانوئيل هو يسوع في التاريخ .معنا,في تاريخنا الشخصي الفردي ,كما في تاريخ البشرية في أجيالها .وهذا ماأكده البابا بولس السادس في المجمع الفاتيكاني الثاني في الوثيقة "فرح ورجاء "حول "الكنيسة في عالم اليوم" :"المسيح هو غاية
تاريخ البشرية .إنه النقطة التي تتمحور حولها أشواق التاريخ والحضارة .إنه قلب الجنس البشري . إنه فرح جميع القلوب وكمال تطلعاتهم".
لقد اختبر الرسل كلهم اسم يسوع "عمانوئيل" إذ كان يعيش معهم ,يتجول في فلسطين ويعمل العجائب .كانت حياته تحقيقا لاسمه إذ عاش مع الناس وتردد بينهم .هذه الخبرة الفريدة اختبرها تلميذا عماوس وهما سائران مكتئبين وكان يخاطبهما في الطريق ويشرح لهما عن كل مايختص به .وعاشا هذه الخبرة بعد أن استجاب يسوع لدعوتهما إياه قائلين :"امكث معنا فقد قرب المساء ومال النهار"ودخل بيتهما وتحول هذا البيت الوضيع إلى كنيسة كبيرة منذ القرون الاولى للمسيحية .وفي بيتهما الصغير احتفل يسوع بكسر الخبز وحلا غاب عنهما ...وعرفاه عند كسر الخبز! غاب عنهما ليترك لإيمانهما مكانا مميزا في حياتهما. غاب عنهما ولكنه بقي معنا ومع البشرية ومع الكنيسة ومع المؤمنين في سر الافخارستيا سر القربان المقدس.
يقول قداسة البابا يوحنا بولس الثاني "إن أمثلة القديسين في خبرة السعادة في لقاء الرب يسوع في القربان ماثلة أمامنا .ومريم العذراء هي "امرأة إفخارستية"
وننهي بنشيد جميل من أناشيد عيد الجسد الالهي:
"أعجب العجائب كلها أن يرى الإله بجسد .وأعجب من ذلك كثيرا أن يشاهد على الصليب معلقا.أما مجموع العجائب كافة .فهو وجوده الفائق الإدراك .تحت الأعراض السرية . فحقا أيها المسيح إلهنا .إنك صنعت بهذا السر العظيم ذكرا لعجائبك كله فيا لك من رب رحيم رؤوف .أعطيت ذاتك غذاء لاتقيائك .يذكرون به إلى الدهر ميثاقك .ويتذكرون موتك وآلامك حتى يوم مجيئك المجيد .فهلم بنا .أيها المؤمنون . نتناول قوتنا وحياتنا .ونستقبل ملكناو منقذنا هاتفين :خلص يارب .المكرمين بإيمان حضورك المجيد الموقر".

البطريرك غريغوريوس الثالث
اعطنا يارب جميعا نحن المسيحين ,أن نتألم على انقسامنا ,واجعل من حضورك في القربان المقدس توحيدا لكنيستنا فنكون واحدا معك وبك كما انت واحد ايها الآب والابن والروح القدس ..آمين