-
PDA

عرض كامل الموضوع : لمحة عن أبو العلاء المعري


Tears_Castle
19/02/2006, 00:06
هو ابو العلاء احمد بن عبد الله بن سليمان بن داود بن المطهر يقول عنه ياقوت 162/1، ”كان غزير الفضل، شائع الذكر، وافر العلم، غاية في الفهم، عالماً باللغة... ولد بمعرة النعمان سنة/ 363هـ، واعتل علة الجدري التي ذهب فيها بصره/ 367هـ وقال الشعر وهو ابن احدى عشرة سنة..“
وكان له في آبائه واعمامه فضلاء وقضاة وشعراء منهم:




سليمان بن احمد جده قاضي ”المعرة“، وابو المجد محمد بن عبد الله اخو ابي العلاء، وكان شاعراً، كرس اكثر شعره في الزهد.
قدم ابو العلاء بغداد سنة / 368هـ واقام بها سنة وسبعة اشهر ثم رجع الى بلده حتى مات سنة/ 449 في ايام الخليفة القائم.
مواقف مع ابي العلاء
امتاز المعري بسرعة البديهة، وحدة الخاطر، فكان يتلقى المواقف ويديرها بعقلانية تنم عن علم غزير، واردت في كلامي هذا استعراض بعضِ من تلك المواقف اراد له مناوؤه من ورائها ايقاعه في دائرة الجهل وكان ذلك الجهل منهم بعينه ورد ابو العلاء بغداد قاصداً ابا الحسن علي بن عيسى الربعي، ليقرأ عليه، فلما دخل اليه قال علي بن عيسى:”ليصعد الاصطبل “ فخرج مغضباً ولم يعد اليه. والاصطبل في لغة اهل الشام الاعمى، ولعلها معربة.
ـ ودخل مرة على المرتضى ابي القاسم فعثر برجل، فقال: من هذا الكلب؟ فقال المعري: ”الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً، وسمعه المرتضى فاستدناه واختبره فوجده عالماً مشبعاً بالفطنة والذكاء فاقبل عليه اقبالاً كبيراً.
كان ابو العلاء يتعصب للمتنبي ويفضله على ”بشار“ ومن بعده مثل: ابي نواس وابي تمام، وكان المرتضى يبغض المتنبي ويتعصب عليه، فجرى يوماً بحضرته ذكر المتنبي فتنقصه المرتضى وجعل يتتبع عيوبه فقال المعري: لو لم يكن للمتنبي من الشعر الا قوله: ”لك يا منازل في القلوب منازل “
لكفاه فضلاً، فغضب المرتضى وامر فسحب برجله واخرج من مجلسه، وقال لمن بحضرته: اتدرون اي شيء اراد الاعمى بذكر هذه القصيدة، فان للمتنبي ما هو اجود منها لم يذكرها؟!فقيل: النقيب السيد اعرف، فقال اراد قوله في هذه القصيدة واذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل..ولما رجع المعري الى ”المعرة “ لزم بيته، وسمى نفسه ”رهين المحبسين“ يعني: حبس نفسه في المنزل، وحبسه عن النظر الى الدنيا بالعمى.
مرض يوماً فوصف له الطبيب اكل الفروج، فلما جيء به لمسه بيده فقال:”استضعفوك فوصفوك، هلا وصفوا شبل الاسد؟! وحدت ”غرس النعمة ابو الحسن الصابي “ انه بقي خمساً واربعين سنة لا يأكل اللحم، ولا البيض، ويحرم ايلام الحيوان، ويقتصر على ما تنبت الارض، ويلبس خشن الثياب، ويظهر دوام الصوم.
لقيه رجل فسأله: لم لا تأكل اللحم؟ فأجابه: ارحم الحيوان.قال: فما تقول في السباع التي لا طعام لها الا لحم الحيوان، فان كان لذلك خالق فما انت بأرق منه، وان كانت الطبائع المحدثة لذلك، فمانت بأحذق منها، ولا اتقن عملاً فسكت.قال ابن الجوزي نقلاً عن ابن زكريا، انه قال: قال لي المعري:ما الذي تعتقد؟ فقلت في نفسي: ”اليوم اقف على اعتقاده“ فقلت له:ما انا الا شاكٍ فقال وببديهية عفوية: وهكذا شيخك.ويقول القاضي ابو يوسف، عبد السلام القزويني، قال لي المعري: لم اهج احداً قط. فقلت له: صدقت، الا الانبياء عليهم السلام، فتغير لونه...
ورغم كل ذلك يظل المعري زاهداً حيث يقول:
ضحكنا وكان الضحك منا سفاهةً
وحق لسكان البسيطة ان يبكوا
يحطمنا صرف الزمان كأننا
زجاج ولكن لايعاد له سبك
وقال في رثاء الحسين بن علي، عليهما السلام
رأس ابن بنت محمد ووصيته للمسلمين على قناة يرفع
والمسلمون لمنظر ولمشهدٍ لا جازع فيهم ولا متفجع
ويقول ياقوت: والناس مختلفون في ابي العلاء فمنهم من يقول كان زنديقا ومنهم من يقول زاهدا متعبدا ياخذ نفسه بالرياضة والخشونة و الاعراض عن اعراض الدنيا...“.
وحدث ابو زكريا انه لما مات المعري انشد على قبره اربعة وثمانون شاعراً.