soryaya
30/01/2006, 15:39
نقلا عن الحوار المتمدن - العدد: 1446 - 2006 / 1 / 30 (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
كنت أتألم جدا كلما حدث اعتداء ارهابي ديني ضد الأقلية الدينية المسيحية ببلدي – مصر - ولكنني لم أكتب معبرا عن ألمي واستنكاري لما يحدث بشكل مباشر طوال أكثر من مائة مقالة نشرت لي علي مدار الشهور السبع الماضية منذ بدأت أنشر بالصحف الالكترونية .. واعتبرت كتاباتي ضد الارهاب الديني ( الاسلامي بشكل محدد وواضح وصريح .. ) تحمل ضمنيا ألمي واستنكاري لما يحدث من ارهاب يوجه عام من الارهابيين الاسلاماويين ضد أية ديانة أخري ، أ قلية كانت أم غير ذلك وبأي مكان ..
ولكن عندما زاد كيل الاجرام بشكل لم يعد يطاق أو يحتمل كان المقال السابق هو أول مقال مباشر أكتبه احتجاجا واستنكارا لما يحدث للأقباط المسيحيين من قتل وحرق وخطف واغتصاب وليس مجرد اضطهاد .. فكلمة اضطهاد كلمة لا تعبر عن صور القتلي وصور البيوت و أشجار النخيل المحترقة التي نشاهدها في الفضائيات وكذلك صورة الراهبة المسكينة التي ارتمت في الأرض بعد أن طعنها بالسكين فارس اسلامي ينتمي الي ديانة نبي الرحمة عليه الصلوات والتسليمات كلها ، ووحده فقط دون شريك له في الصلوات واتسليمات (!)، وصور دموع الفجيعة في عيون أم تم خطف ابنتيها القاصرتين بزعم أنهما قد أحبتا عقيدة نبي العرب وأسلمتا وتزوجتا ( قاصرتان .. لا عرف ولا قانون يقر ذلك سوي عرف وقانون حبيب العادلي وحسني مبارك ومحمد سيد طنطاوي وقبلهم : محمد أفندي صلعم)
وسبب تجنبي للكتابة المباشرة من قبل لاستنكار جرائم قتل المسيحيين وحرق ونهب ممتلكاتهم واغتصاب بناتهم يرجع الي أنني سبق أن أصدرت كتابا بالقاهرة في عام 1997 بعنوان " مذكرات مسلم " كتبت فيه مذكراتي – كمسلم بالولادة - مذ كنت طفلا صغيرا وحتي صرت رجلا كبيرا .. .. ورويت فيه جرائم واضطهادات ارتكبت في حق الأقباط المسيحيين عرفتها مذ صغري ، بشمال وجنوب مصر وكيف أن تلك الأعمال لم تتوقف لأنها لا تجد لها رادعا أبدا ولا مستنكرا أو منددا ( حقيقيا ) منذ عشرات مضت من السنين لذا فهي لا تتوقف ..
وكذلك أصدرت قبل ذاك الكتاب ، كتابا آخر عام 1996 عبارة عن نقد للشيخ الشعراوي ، وأحاديثه التليفزيونية التي تثير الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وتزرع الضغينة والبغضاء بينهم – طبقا لشريعة الاسلام طبعا -.. و لكن لم تحاسبني سلطات الأمن ولم تبدأ في التربص بي الا : عندما كتبت أعارض اعادة مبايعة مبارك لفترة رئاسية أخري عام 1999 ، كتاب " لا أحب البيعة " وطالبت فيه بالديموقراطية وتداول السلطة ، وطلبت من مبارك عدم ترشيح نفسه مرة أخري للرئاسة .. هنا فقط بدأوا في البحث عني للقبض علي و تحويلي للمحاكمة بتهمة أخري – كعادة جهاز الأمن عندما يريد التنكيل بمعارض سياسي للنظام فانه يدبر له قضية أخري تماما غير مسألة معارضته السياسية للنظام ..
وبالفعل .. بعد انتهاء مسرحية مبايعة مبارك لفترة رئاسية جديدة عام 1999 ، كان جهاز الأمن يعد لي المكيدة .. و كنت قد أصدرت كتابا آخر هو " ارتعاشات تنويرية .. ودعوة لعهد تنويري جديد " أول عام 2000 فانتهزوا الفرصة وقبضوا علي وحولوني للمحاكمة بتهمة ازدراء الأديان ( الأديان كلها !! هكذا قالوا وهكذا كانوا حريصين علي هذا التعبير الشامل وغير الصحيح ) .
وقد ركزوا في تحقيقهم معي بالمباحث وبالنيابة الأمنية علي ما جاء بكتبي من صور اضطهاد وقتل الأقباط المسيحيين .. وكان لديهم اعتقاد كبير بأن لي علاقة بأقباط المهجر وأنهم هم الذين يمولون عملية طبع كتبي التي كنت أطبعها علي نفقتي ( من عملي بالتجارة الذي كان يدر علي دخلا يساعدني علي ذلك ) حاولوا تأكيد تصورهم هذا باستماتة غريبة ولم يصدقوا أنني أطبع كتبي علي نفقتي وأقدمها هدايا بدون مقابل ( معروف أن محمد فريد بك – الزعيم الوطني صرف أملاكه علي قضية كان يؤمن بها ، وهي استقلال مصر ، ويوسف بك وهبي ) أنفق ميراثه علي ما كان يحبه ويؤمن به " فن المسرح ".. ، وآسيا وماري كويني ، رائدتا السينما ، كانتا تقترضان من البنوك وتعجزان عن السداد فيتم الحجز عليهما .. في سبيل فن السينما الذي تحبانه .. ، وكذلك هناك رواد في الصحافة كانوا يفعلون نفس الشيء أيضا ، يجازفون ويخسرون ويفلسون ويتعبون في سبيل حبهم للصحافة ) .. كنت في التحقيق معي أذكر لهم تلك الأمثلة وأسألهم : اذن ما هو موطن العجب في أن يعمل كاتب مثلي في التجارة لكي يطبع كتبه ويقدمها هدايا بلا مقابل ..؟!! .. ولكن بالطبع هؤلاء لا يمكن أن يفهموا ذلك..لذا أصدروا أمرا للبنوك بتجميد أرصدتي ، وتزويدهم ببيان حركة الأرصدة ، أي مصدرها من أين يأتي وكانت مفاجأة لهم عندما اتضح أن أرصدتني بالبنوك اجماليها هو مبلغ 350 فقط ثلاثمائة وخمسون جنيها مصريا – وليس حتي جنيها استرلينيا ..- ! وببنك واحد -بالطبع - لا بنوك .. فكانت نتيجة مخيبة لآمالهم !! الا أنهم لم يكفوا عن سؤالي : لماذ لم تهاجم المسيحية كما هاجمت الاسلام وانتقدته ؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخري فان بعض الاخوة المسيحيين ظن أنني ما دمت قد انتقدت الاسلام فلابد وأن لي ميولا ناحية المسيحية ، أو مهيأ تماما – علي الأقل - لاعتناقها لكونهم
لمسوا تعاطفا مني مع المسيحيين في الكتابين السابق ذكرهما .. وفي الحقيقة أن تعاطفي كان مع مظلوم وحسب ، وتحاملي كان ضد ظالم وحسب.. ، ولكني لم أقصد مجاملة أحد ولا أسعي لمنازلة أو معاداة أحد .. وانما كرها للظلم وحبا للرحمة للحق وللرحمة ..
وكانت نتيجة تلك التجربة أنني صرت أتجنب التعبير عن حزني وألمي واستنكاري لكل اعتداء يحدث للمسيحيين في مصر بشكل مباشر .. لكي لا يفهمني أحد بشكل غير صحيح ، من طرف أو آخر ..
كنت أتألم جدا كلما حدث اعتداء ارهابي ديني ضد الأقلية الدينية المسيحية ببلدي – مصر - ولكنني لم أكتب معبرا عن ألمي واستنكاري لما يحدث بشكل مباشر طوال أكثر من مائة مقالة نشرت لي علي مدار الشهور السبع الماضية منذ بدأت أنشر بالصحف الالكترونية .. واعتبرت كتاباتي ضد الارهاب الديني ( الاسلامي بشكل محدد وواضح وصريح .. ) تحمل ضمنيا ألمي واستنكاري لما يحدث من ارهاب يوجه عام من الارهابيين الاسلاماويين ضد أية ديانة أخري ، أ قلية كانت أم غير ذلك وبأي مكان ..
ولكن عندما زاد كيل الاجرام بشكل لم يعد يطاق أو يحتمل كان المقال السابق هو أول مقال مباشر أكتبه احتجاجا واستنكارا لما يحدث للأقباط المسيحيين من قتل وحرق وخطف واغتصاب وليس مجرد اضطهاد .. فكلمة اضطهاد كلمة لا تعبر عن صور القتلي وصور البيوت و أشجار النخيل المحترقة التي نشاهدها في الفضائيات وكذلك صورة الراهبة المسكينة التي ارتمت في الأرض بعد أن طعنها بالسكين فارس اسلامي ينتمي الي ديانة نبي الرحمة عليه الصلوات والتسليمات كلها ، ووحده فقط دون شريك له في الصلوات واتسليمات (!)، وصور دموع الفجيعة في عيون أم تم خطف ابنتيها القاصرتين بزعم أنهما قد أحبتا عقيدة نبي العرب وأسلمتا وتزوجتا ( قاصرتان .. لا عرف ولا قانون يقر ذلك سوي عرف وقانون حبيب العادلي وحسني مبارك ومحمد سيد طنطاوي وقبلهم : محمد أفندي صلعم)
وسبب تجنبي للكتابة المباشرة من قبل لاستنكار جرائم قتل المسيحيين وحرق ونهب ممتلكاتهم واغتصاب بناتهم يرجع الي أنني سبق أن أصدرت كتابا بالقاهرة في عام 1997 بعنوان " مذكرات مسلم " كتبت فيه مذكراتي – كمسلم بالولادة - مذ كنت طفلا صغيرا وحتي صرت رجلا كبيرا .. .. ورويت فيه جرائم واضطهادات ارتكبت في حق الأقباط المسيحيين عرفتها مذ صغري ، بشمال وجنوب مصر وكيف أن تلك الأعمال لم تتوقف لأنها لا تجد لها رادعا أبدا ولا مستنكرا أو منددا ( حقيقيا ) منذ عشرات مضت من السنين لذا فهي لا تتوقف ..
وكذلك أصدرت قبل ذاك الكتاب ، كتابا آخر عام 1996 عبارة عن نقد للشيخ الشعراوي ، وأحاديثه التليفزيونية التي تثير الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وتزرع الضغينة والبغضاء بينهم – طبقا لشريعة الاسلام طبعا -.. و لكن لم تحاسبني سلطات الأمن ولم تبدأ في التربص بي الا : عندما كتبت أعارض اعادة مبايعة مبارك لفترة رئاسية أخري عام 1999 ، كتاب " لا أحب البيعة " وطالبت فيه بالديموقراطية وتداول السلطة ، وطلبت من مبارك عدم ترشيح نفسه مرة أخري للرئاسة .. هنا فقط بدأوا في البحث عني للقبض علي و تحويلي للمحاكمة بتهمة أخري – كعادة جهاز الأمن عندما يريد التنكيل بمعارض سياسي للنظام فانه يدبر له قضية أخري تماما غير مسألة معارضته السياسية للنظام ..
وبالفعل .. بعد انتهاء مسرحية مبايعة مبارك لفترة رئاسية جديدة عام 1999 ، كان جهاز الأمن يعد لي المكيدة .. و كنت قد أصدرت كتابا آخر هو " ارتعاشات تنويرية .. ودعوة لعهد تنويري جديد " أول عام 2000 فانتهزوا الفرصة وقبضوا علي وحولوني للمحاكمة بتهمة ازدراء الأديان ( الأديان كلها !! هكذا قالوا وهكذا كانوا حريصين علي هذا التعبير الشامل وغير الصحيح ) .
وقد ركزوا في تحقيقهم معي بالمباحث وبالنيابة الأمنية علي ما جاء بكتبي من صور اضطهاد وقتل الأقباط المسيحيين .. وكان لديهم اعتقاد كبير بأن لي علاقة بأقباط المهجر وأنهم هم الذين يمولون عملية طبع كتبي التي كنت أطبعها علي نفقتي ( من عملي بالتجارة الذي كان يدر علي دخلا يساعدني علي ذلك ) حاولوا تأكيد تصورهم هذا باستماتة غريبة ولم يصدقوا أنني أطبع كتبي علي نفقتي وأقدمها هدايا بدون مقابل ( معروف أن محمد فريد بك – الزعيم الوطني صرف أملاكه علي قضية كان يؤمن بها ، وهي استقلال مصر ، ويوسف بك وهبي ) أنفق ميراثه علي ما كان يحبه ويؤمن به " فن المسرح ".. ، وآسيا وماري كويني ، رائدتا السينما ، كانتا تقترضان من البنوك وتعجزان عن السداد فيتم الحجز عليهما .. في سبيل فن السينما الذي تحبانه .. ، وكذلك هناك رواد في الصحافة كانوا يفعلون نفس الشيء أيضا ، يجازفون ويخسرون ويفلسون ويتعبون في سبيل حبهم للصحافة ) .. كنت في التحقيق معي أذكر لهم تلك الأمثلة وأسألهم : اذن ما هو موطن العجب في أن يعمل كاتب مثلي في التجارة لكي يطبع كتبه ويقدمها هدايا بلا مقابل ..؟!! .. ولكن بالطبع هؤلاء لا يمكن أن يفهموا ذلك..لذا أصدروا أمرا للبنوك بتجميد أرصدتي ، وتزويدهم ببيان حركة الأرصدة ، أي مصدرها من أين يأتي وكانت مفاجأة لهم عندما اتضح أن أرصدتني بالبنوك اجماليها هو مبلغ 350 فقط ثلاثمائة وخمسون جنيها مصريا – وليس حتي جنيها استرلينيا ..- ! وببنك واحد -بالطبع - لا بنوك .. فكانت نتيجة مخيبة لآمالهم !! الا أنهم لم يكفوا عن سؤالي : لماذ لم تهاجم المسيحية كما هاجمت الاسلام وانتقدته ؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخري فان بعض الاخوة المسيحيين ظن أنني ما دمت قد انتقدت الاسلام فلابد وأن لي ميولا ناحية المسيحية ، أو مهيأ تماما – علي الأقل - لاعتناقها لكونهم
لمسوا تعاطفا مني مع المسيحيين في الكتابين السابق ذكرهما .. وفي الحقيقة أن تعاطفي كان مع مظلوم وحسب ، وتحاملي كان ضد ظالم وحسب.. ، ولكني لم أقصد مجاملة أحد ولا أسعي لمنازلة أو معاداة أحد .. وانما كرها للظلم وحبا للرحمة للحق وللرحمة ..
وكانت نتيجة تلك التجربة أنني صرت أتجنب التعبير عن حزني وألمي واستنكاري لكل اعتداء يحدث للمسيحيين في مصر بشكل مباشر .. لكي لا يفهمني أحد بشكل غير صحيح ، من طرف أو آخر ..