-
PDA

عرض كامل الموضوع : موجز بسيط عن الامام علي, سيد السيف و القلم كرم الله وجهه


s1_daoud
29/01/2006, 20:28
نسبه:
هو علي بن أبي طالب ــ واسمه عبد مناف ــ، بن عبد المطلب ــ واسمه شيبة الحمد ــ، بن هاشم ــ واسمه عمرو ــ، بن عبد مناف ــ واسمه المغيرة ــ، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، (ابن كعب)، بن لؤي، بن غالب.
مولده:
ولد يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة.
أمه:
فاطمة بنت أسد بن هاشم. وهي أول هاشمية تزوجها هاشمي، وهي أم سائر ولد أبي طالب.
كنيته:
يكنى أبا الحسن وأبا الحسين، وكان الحسن في حياة رسول الله ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ يدعوه أبا الحسين، والحسين يدعوه أبا الحسن، ويدعوان رسول الله ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ أباهما. فلما توفي النبي ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ دعوا علياً أباهما.
وكان يكنى بأبي تراب، كناه بها رسول الله ــ ص ــ، وذلك لما رآه ساجداً معفراً وجهه في التراب، وكان يعفر خديه وهو ساجد. وكانت هذه الكنية أحب كناه إليه لكون النبي ــ ص ــ كناه بها.
لقبه:
المرتضى، وحيدره، وأمير المؤمنين، والأنزع البطين، والأصلع، والوصي؛ وفي رواية ابن حنبل في مسنده وأبي نعيم في حلية الأولياء قال رسول الله ــ ص ــ:
"هذا يعسوب المؤمنين وقائد الغر المحجَّلين".
واليعسوب ذكر النحل وأميرها.
بوَّابه:
سلمان الفارسي ــ رضوان الله تعالى عليه ــ.
صفاته:
روي (عن مصادر مختلفة) أنه دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال له: صف لي علياً.
قال: اعفني.
قال: لتصفنَّه.
قال:
أما إذا كان لا بد من وصفه فإنه كان ــ والله ــ بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجَّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل ووحشته.
وكان غزير الدمعة، طويل الفكرة، يقلِّب كفَّه، ويخاطب نفسه. يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب.
وكان فينا كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، ويأتينا إذا دعوناه، وينبئنا إذا استنبأناه؛ ونحن ــ والله ــ مع تقريبه إيانا وقربه منَّا لا نكاد نكلِّمه هيبةً له. فإن تبسَّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم.
يعظم أهل الدين، ويقرِّب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله. وأشهد وقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليلُ سدوله، وغارت نجومه، قابضاً على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين. فكأني أسمعه الآن وهو يقول:
"يا ربنا، يا ربنا".
يتضرع إليه. ثم يقول:
"يا دنيا، غرِّي غيري، إليَّ تعرَّضتِ، أمْ إليَّ تشوَّفتِ. هيهات، هيهات، قد بتتك ثلاثاً لا رجعة فيها، فعمركِ قصير، وخطركِ كبير، وعيشكِ حقير. آهٍ، آهٍ، من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق".
فبكى معاوية، ووكفت دموعُه على لحيته ما يملكها، وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء. وقال:
رحم الله أبا الحسن، كان ــ والله ــ كذلك، فكيف حزنُكَ عليه يا ضرار؟
قال: حزن مَن ذُبح ولدُها بحجرها فهي لا ترقأ عبرتها، ولا يسكن حزنها. ثم خرج.(انتهى)
ومن صفته أنه كان شديد الساعد واليد، وإذا مشى للحرب هرول. ثابت الجنان، قوي، شجاع، منصور على مَن لاقاه.
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة:
كان أمير المؤمنين ــ عليه السلام ــ ذا أخلاق متضادة، منها ما ذكره الرضي وهو موضع التعجب، لأن الغالب على أهل الشجاعة والجرأة أن يكونوا ذوي قلوب قاسية، وفتك، وتمرد؛ والغالب على أهل الزهد والاشتغال بالمواعظ أن يكونوا ذوي رقة ولين، وهاتان حالتان متضادتان، وقد اجتمعا له ــ عليه السلام ــ. ومنها أن الغالب على شرفاء الناس، ومَن هو من أهل بيت السيادة والرياسة، الكبرُ والتيه. وكان أمير المؤمنين ــ ع ــ لا يشك عدوٌّ ولا صديق أنه أشرف خلق الله نسباً بعد النبي ــ ص ــ، وقد حصل له من غير شرف النسب جهات كثيرة متعددة، ومع ذلك كان أشد الناس تواضعاً لصغير وكبير، وألينهم عريكة، وأبعدهم عن كِبر في زمان خلافته وقبلها؛ لم تغيره الأمرة، ولا أحالت خلقه الرياسة، وكيف ولم يزل رئيساً أميراً.
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي في تاريخه المعروف بالمنتظم:
تذاكروا عند أبي عبد الله أحمد بن حنبل خلافةَ أبي بكر وعلي فأكثروا، فرفع رأسه إليهم وقال:
قد أكثرتم، إن علياً لم تزنه الخلافة ولكنه زانها.
وقال الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني في كتابه حلية الأولياء في ترجمته:
علي بن أبي طالب: سيد القوم، محب المشهود، ومحبوب المعبود، باب مدينة العلم والعلوم، ورأس المخاطبات، ومستنبط الإشارات، راية المهتدين، ونور المطيعين، وولي المتقين، وإمام العادلين؛ أقدمهم إجابةً وإيماناً، وأقومهم قضيةً وإيقاناً، وأعظمهم حلماً، وأوفرهم علماً؛ علي ابن أبي طالب ــ كرم الله وجهه ــ قدوة المتقين، وزينة العارفين، المنبئ عن حقائق التوحيد، صاحب القلب العقول واللسان السؤول والأذن الواعي، فقأ عيون الفتن فدفع الناكثين ووضع القاسطين ودفع المارقين.
قال (أبو إسحاق) النظّام: علي بن أبي طالب محنة على المتكلم، إنْ وفَّاه حقه غلا، وإنْ بخسه حقه أساء، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن صعبة المرتقى إلا على الحاذق الدَّين.
علمه:
فإنْ نظرنا إلى علمه وجدناه العالِمَ الربانيَّ الذي يقول على ملأ من الناس: "سلوني قبل أن تفقدوني". ومَن ذا الذي يجرؤ من الناس أن يقول هذا الكلام فوق المنبر على حشد من ألوف الخلق، وما يؤمنه أن يسأله سائل عن مسألة لا يكون عنده جوابها فيُخْجِله فيها إلا أن يكون مؤيَّداً بتأييد إلهي، لا يغيب عنه جواب مسألة مهما دقت وأشكلتْ.
شجاعته:
وإذا نظرنا إلى شجاعته، وقد ضربتْ بها الأمثال، وجدناه وقد باشر الحرب وعمره عشرون سنة، أو فوقها بقليل، وقد أنسى ذكر مَن كان قبله، ومحا اسم مَن يأتي بعده، ووجدنا تفوَّقه فيها على جميع الخلق، ملحقاً بالضروريات، يقبح بالإنسان إطالةُ الكلام فيه، وإكثار الشواهد عليه، ومقاماته في الحرب تضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة. وكفى في ذلك أنه ما فرَّ في موطن قط، ولا ارتاع من كتيبة، ولا بارز أحداً إلا قتله، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت إلى ثانية، وكانت ضرباته وتراً، إذا علا قدَّ، وإذا اعترض قطَّ، ولا دُعي إلى مبارزة فنكلَ.
وظهرتْ شجاعته البالغة لمَّا سار بالفواطم بعد الهجرة جهاراً من مكة وليس معه إلا ابن أم أيمن وأبو واقد الليثي، وهما لا يغنيان شيئاً، فلحقه ثمانية فرسان من قريش أمامهم جناحُ مولى حرب بن أمية فأهوى إليه جناحُ بالسيف وهو فارس وعليٌّ راجل فحاد عليُّ عن ضربته وضربه لما انحنى على كتفه فقطعه نصفين حتى وصلت الضربة إلى قربوس فرسه، وانهزم الباقون.
وفي يوم بدر قَتَل الوليدَ بن عتبة، وقتل جماعةً من صناديد المشركين، حتى روي أنه قتل نصف المقتولين أو أزيد من النصف بواحد، وقتل باقي المسلمين مع الملائكة المسوَّمين النصف الثاني.
وفي يوم أُحد قتل أصحاب اللواء جميعهم على أصح الروايات، وحامى عن النبي ــ ص ــ، وكلما أقبل إليه قوم ندبه النبي إليهم فيفرقهم ويقتل فيهم، حتى عجب منه جبرائيل وقال: يا رسول الله، إن هذه للمواساة؛ ونادى: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا عليٌّ.
وغير ذلك من المشهور كما في وقعة الخندق ويوم خيبر وغزوة حنين. (وسيأتي الحديث عن بعضها لاحقاً)
حلمه:
وإذا نظرنا إلى حلمه وصفحه وجدناه أحلم الناس، وكفانا لإثبات بلوغه أعلى درجة الحلم حلمه عن أهل الجَمَلِ عموماً، وعن مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير خصوصاً.
(أما عدله وزهده فلا طاقة لنا إلى الإتيان ببعض بدائعهما في هذا الموقع، وقد اشتهر مولانا بفضائله وسجاياه وأخلاقه وكرائمه، وأكتفي بهذه الإشارة في هذا الخصوص)
جوده وسخاؤه:
وإذا نظرنا إلى جوده وسخائه وجدناه أسخى من السحاب الهاطل، لا يُبارى في ذلك، ولا يُماثَل.
قال الشعبي: كان أسخى الناس.
وقال عدوه معاوية: لو مَلَكَ بيتاً من تبرٍ وبيتاً من تبنٍ لأنفق تبره قبل تبنه.
وكان يُكنِّس بيوت الأموال ويصلي فيها (فارغةً) ويقول:
" يا صفراء، ويا بيضاء، غُرِّي غيري " .
ولم يخلِّفْ ميراثاً، وكانت الدنيا كلها بيده عدا الشام، ولم يعمل بآية النجوى غيره. (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدِّموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر)
وأعتق ألف عبدٍ من كسب يده، ولم يقل لسائل "لا" قط.(1)



قال عباس محمود العقاد في كتابه عبقرية الإمام:
ولد علي في داخل الكعبة، وكرَّم الله وجهه عن السجود لأصنامها، فكأنما كان ميلاده ثمة إيذاناً بعهد جديد للكعبة والعبادة فيها. بل قد ولد مسلماً على التحقيق إذا نحن نظرنا إلى ميلاد العقيدة والروح، لأنه فتح عينيه على الإسلام، وعرف العبادة في صلاة محمد وزوجه الطاهرة قبل أن يعرفها من صلاة أبيه وأمه. لقد ملأ الدين الجديد قلباً لم ينازعه فيه منازع من عقيدة سابقة، ولم يخالطه شوب يكدر صفاءه، فبحق ما يقال: أن علياً كان المسلم الخالص على سجيته المثلى، وأن الدين الجديد لم يعرف قط أحداً أصدق إسلاماً ولا أعمق نفاذاً منه. ومهما كان الحال فلم يتردد أحد في سبقه إلى الإسلام والإيمان برسالة محمد بن عبد الله إلا بعض مَن أعمى التعصُّبُ قلوبَهم، فقالوا بأنه كان أصغرهم سناً في حساب الأعوام والشهور.(2)

s1_daoud
29/01/2006, 20:29
وقال المؤرخ الشهير ابن الأثير في ترجمة علي أمير المؤمنين:
آخى رسولُ الله ــ ص ــ علياً مرتين، فإن رسول الله آخى بين المهاجرين، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بعد الهجرة، وقال لعلي في كل واحدة منهما: أنت أخي في الدنيا والآخرة.
سئل محمد بن كعب القرظي عن أول مَن أسلم: علي أو أبو بكر؟ قال: سبحان الله! عليّ أولهما إسلاماً، وإنما اشتبه على الناس لأن علياً أخفى إسلامه عن أبي طالب، وأسلم أبو بكر وأظهر إسلامه. (ويقول ابن الأثير، وكذلك هو موجود في سيرة ابن هشام): وعلي بن أبي طالب هو أول مَن آمن برسول الله.
وأجمع أهل التاريخ والسند على أن علي شهد بدراً وغيرها من المشاهد، وأنه لم يشهد غزوة تبوك لا غير، لأن رسول الله ــ ص ــ خَلَفَهُ على أهله.
وقال سعد: لقد رأيته ــ يعني علياً ــ يخطر(3) بالسيف هام المشركين، ويقول:
"سَنَحْنَحَ الليلُ كأني جِنِّي"(4).
وكان سعيد بن عبادة صاحب راية رسول الله ــ ص ــ في المواطن كلها، فإذا كان وقت القتال أخذها علي بن أبي طالب.
عن عبد الله بن بُرَيدة، عن أبيه: لما كان يوم خيبر أخذ أبو بكر اللواء، فلما كان من الغد أخذه عمر ــ وقيل محمد بن مسلمة ــ فقال رسول الله ــ ص ــ: "لأدفعنَّ لوائي إلى رجل لم يرجع حتى يفتح الله عليه". فصلى رسول الله ــ ص ــ صلاة الغداة، ثم دعا باللواء، فدعا علياً وهو يشتكي عينيه، فمسحهما، ثم دفع إليه اللواء ففتح. قال: فسمعتُ عبد الله بن بُرَيدة يقول: حدثني أبي أنه كان صاحب مرحب ــ يعني علياً ــ.
عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوَّذ من معضلةٍ ليس لها أبو حسنٍ.
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل عنه إلى غيره.
عن علي بن جزء قال: سمعتُ أبا مريم السلولي يقول: سمعتُ عمارَ بنَ ياسر يقول: سمعتُ رسول الله ــ ص ــ يقول لعلي بن أبي طالب: "يا علي، إن الله ــ عز وجل ــ قد زيَّنك بزينة لم يتزيَّن العباد بزينة أحب إليه منها: الزهد في الدنيا، فجعلك لا تنال من الدنيا شيئاً، ولا تنال الدنيا منك شيئاً؛ ووهب لك حُبَّ المساكين، ورضوا بك إماماً، ورضيتَ بهم أتباعاً، فطوبى لمَن أحبك وصدق فيك، وويل لمَن أبغضك وكذب عليك؛ فأما الذين أحبوك وصدقوا فيك فهم جيرانك في دارك، ورفقاؤك في قصرك، وأما الذين أبغضوك وكذبوا عليك فحق على الله أن يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة".
وبالإسناد إلى أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المفسِّر قال: رأيتُ في بعض الكتب أن رسول الله ــ ص ــ لما أراد الهجرة، خلَّف علي بن أبي طالب بمكة لقضاء دُيونه، وردّ الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بداره أن ينام على فراشه، وقال له: "اتشح ببردي الحضرمي الأخضر فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه، إن شاء الله تعالى" . ففعل ذلك، فأوحى الله إلى جبريل وميكائيل ــ ع ــ: أني آخيتُ بينكما، وجعلتُ عمْرَ أحدكما أطول من عمْرِ الآخَرِ فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختارا كلاهما الحياة، فأوحى الله ــ عز وجل ــ إليهما: أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب؟! آخيتُ بينه وبين نبيي محمد فبات على فراشه، يفديه بنفسه، ويؤثره بالحياة، اهبطا الأرض فاحفظاه من عدوه. فنزلا، فكان جبريل عند رأس عليٍّ، وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي: بَخٍ بخ! مَن مثلك يا ابن أبي طالب يباهي اللهُ ــ عزَّ وجلَّ ــ به الملائكةَ؟! فأنزل اللهُ ــ عزَّ وجلَّ ــ على رسوله، وهو متوجّه إلى المدينة، في شأن علي: "ومن الناس مَن يشري نفسه ابتغاءَ مرضاتِ الله".
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: أمر معاويةُ سعداً فقال: ما يمنعك أن تسُبَّ أبا تراب؟ قال: أما ما ذكرتُ ثلاثاً قالهنّ رسولُ الله ــ ص ــ فلن أسبّه، لأن يكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من حُمر النعم، سمعتُ رسولَ الله ــ ص ــ يقول لعلي و(قد) خَلَفَه في بعض مغازيه(5)، فقال له عليٌّ: يا رسول الله، تخلِّفُني مع النساء والصبيان؟! فقال له رسول الله ــ ص ــ: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي؟ وسمعتُه يقول له يوم خيبر: لأعطين الرايةَ رجلاً يُحِبُّ اللهَ ورسولَهُ، ويجبّه اللهُ ورسولُه. قال: فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي علياً. فأتاه وبه رَمَدٌ، فبصق في عينيه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه. وأُنزلتْ هذه الآيةُ: "فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم". (حين) دعا رسول الله ــ ص ــ علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً(6).
عن عدي بن ثابت، عن زرّ بن حُبَيش، عن علي قال: "عهد إليَّ النبي ــ ص ــ أن لا يحبك إلا مؤمن ولا يُبْغِضك إلا منافق"(7).
عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نعرف المنافقين ــ نحن معاشر الأنصار ــ ببغضهم علي بن أبي طالب(8).
وقال علي بن أبي طالب: "الدنيا جيفة، فمَن أراد منها شيئاً فليصبر على مخالطة الكلاب"(9).


جالتْ خيولُ فوارسَ من قريش بهم في السبخة بين الخندق وسَلْع، وخرج علي بن أبي طالب في نفر من المسلمين فأخذوا عليهم الثغرة، وكان عمرو بن عبد وَدّ قد خرج مُعْلِمَاً(10)، فقال له علي: يا عمرو، إنك عاهدتَ أن لا يدعوك رجل من قريش إلى خصلتين إلا أخذتَ إحداهما؟ قال: أجل. قال له عليّ: فإني أدعوك إلى الله والإسلام. قال: لا حاجة لي بذلك. قال علي: فإني أدعوك إلى النزال. قال: ما أحب أن أقتلك. قال علي: ولكني أحب أن أقتلك. فحمي عمرو عند ذلك فنزل عن فرسه وعقره، ثم أقبل على عليّ، فتجاولا، وقتله عليّ، وخرجت خيلهم منهزمة، وقُتل مع عمرو رجلان، قتل عليّ أحدهما وأصاب آخر سهم فمات منه بمكة(11).
أتى عليُّ بن أبي طالب خيبرَ فأشرف عليه رجل من يهود فقال: مَن أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب. فقال اليهودي: غُلبتم يا معشر يهود. وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر يماني قد نقبه مثل البيضة على رأسه وهو يقول:
قد علمتْ خيبرُ أني مرحبُ شاكي السلاح بطلٌ مجرَّبُ
فقال عليّ:
أنا الذي سمَّتني أمّي حيدرهْ أكيلكم بالسيف كيلَ السندَرَهْ
ليثٌ بغاباتٍ شديدٌ قسورهْ
فاختلفا ضربتين، فبدره عليّ فضربه فقدَّ الحَجَفة(12) والمغفر ورأسه حتى وقع في الأرض؛ وأخذ المدينة(13).
قال أبو رافع مولى رسول الله ــ ص ــ: خرجنا مع عليّ حين بعثه رسول الله برايته إلى خيبر، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله، فقاتلهم فضربه يهودي فطرح ترسه من يده فتناول علي باباً كان عند الحصن فتترَّس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله على يديه، ثم ألقاه من يده؛ فلقد رأيتني في نفر سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه(14). وكان فتحها في صفر.(15)



جاء في البداية والنهاية لابن كثير (16) قوله:
فصلٌ في ذِكْرِ شيءٍ من سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب العادلة، وطريقته الفاضلة، ومواعظه وقضاياه الفاصلة، وخطبه الكاملة، وحكمه التي هي إلى القلوب واصلة (وننقل منه حاجتنا في هذا الموضع):
عن صالح بياع الأكسية، عن جدته قالت: رأيتُ علياً اشترى تمراً بدرهم فحمله في ملحفته، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، ألا نحمله عنك؟ فقال: أبو العيال أحقُّ بحمله.
وعن أبي هاشم، عن زادان قال: كان علي يمشي في الأسواق وحده وهو خليفة، يُرشد الضالَّ، ويُعين الضعيف، ويمرُّ بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ: " تلك الدار الآخرةُ نجعلها للذين لا يريدون عُلُوَّاً في الأرض ولا فساداً " . ثم يقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة وأهل القدرة من أهل الأموال ومن سائر الناس.
وقال يحيى بن معين عن علي بن الجعد، عن الحسن بن صالح قال: تذاكروا الزّهادَ عند عمر ابن عبد العزيز فقال قائلون: فلان. وقال قائلون: فلان. فقال عمر بن عبد العزيز: أزهد الناس في الدنيا عليّ بن أبي طالب.
قال هشام بن حسان: بينا نحن عند الحسن البصري إذ أقبل رجل من الأزارقة فقال: يا أبا سعيد ما تقول في علي بن أبي طالب؟ قال: فاحمرَّتْ وجنتا الحسن (البصري) وقال: رحم اللهُ علياً، إن علياً كان سهماً لله صائباً في أعدائه، وكان في محلة العلم أشرفها وأقربها إلى رسول الله ــ ص ــ، وكان رهباني هذه الأمة.
وقال هشام عن سيار، عن عمار قال: حدَّث رجلٌ عليَّ بن أبي طالب بحديث فكذبه فما قام حتى عمي.(17)



قال ابن منظور صاحب معجم "لسان العرب" الشهير:
سُئل بعض عن السلف عن علي بن أبي طالب فقال: كان ديان هذه الأمة.(18)



ولله در المتنبي حين قال:
وتركتُ مـدحي للـوصي تـعـمـداً إذ كــان نــوراً مـســتـطــيــلاً شــــامــلاً
وإذا استطال الشيء قام بنفسه وصفاتُ ضوء الشمس تذهب باطلاً



أعده وجمعه الفقير لله تعالى: أبو النور ــ حمص. ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
2002

المراجع والحواشي:
1 أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات، ط5، المجلد الثاني.
2 سيرة الأئمة الاثني عشر، هاشم معروف الحسني، دار الشريف الرضي، ط4، مج1، ص149.
3 يرفع ويضع.
4 أيْ: لا أنام الليلَ، فأنا متيقظ أبداً.
5 غزوة تبوك.
6 انظر تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب علي بن أبي طالب، الحديث /3808/. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، صحيح من هذا الوجه. (غريب أيْ: قليل الورود. صحيح من هذا الوجه أيْ: صحيح باعتبار أنه حسن. والحديث مشهور ولا يحتاج لتزكية أحد، وإنما نقلنا ما نقلناه للاطلاع والفائدة)
7 تحفة الأحوذي، الحديث /3819/. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: أخرجه مسلم.
8 اللفظ للترمذي.
9 أسد الغابة، ابن الأثير، المجلد الرابع، ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
10 به علامة ليعرف بها.
11 يقول ابن كثير الدمشقي في كتابه البداية والنهاية: شهد علي بن أبي طالب يوم الخندق فقتل يومئذ فارسَ العربِ وأحدَ شجعانهم المشاهير، عمرو بن عبد ود العامري. [المجلد الخامس، ص318]
12 الترس.
13 يقول ابن الأثير بعد ذكره لبعض من قال ـ جهلاً أو تزويراً ـ أن الذي قتل مرحب هو غير الإمام علي: إن الذي قتل مرحباً وأخذ الحصن علي بن أبي طالب؛ وهو الأشهر والأصح. [الكامل في التاريخ، مج2، ص219] (والمرجع هو أهم مرجع تاريخي معتمد لتلك الحقب عند الأطراف عامة)
14 انظر أيضاً سيرة ابن هشام، فتح خيبر. والبداية والنهاية لابن كثير، مج5، ص318.
15 الكامل في التاريخ، ابن الأثير، المجلد الثاني.
16 ابن كثير هو الحافظ أبو الفداء الدمشقي المتوفي سنة774هـ. معروف بعدائه الشديد للشيعة وتكذيب أحاديثهم. انظر بعض قوله عنهم في كتابه البداية والنهاية، مج5، ص319.
17 البداية والنهاية، ابن كثير، دار الفكر، ط2، تحقيق يوسف الشيخ محمد البقاعي، مج5.
18 لسان العرب، دين: الديان


منقول

صياد الطيور
30/01/2006, 02:43
مشكور كتير كتير كتير يا سليمان ..
موضوع جبار يا غالي

والأمام علي من عظماء المسلمين والعرب ...

لاوديسا
30/01/2006, 11:02
انا الذي سمتني امي حيدرة ... ضرغام آجام وليث قسورة
عبل الذراعين شديد لبقصرة ... كليث غابات كريه المنظرة
على الاعادي مثل ريح صرصرة ... اكيلكم بالسيف كيل السندرة
اضربكم ضربا يبين الفقرة ... واترك القرن بقاع جزرة
اضرب بالسيف رقاب الكفرة .. ضرب غلام ماجد حزورة
من يترك الحق يقوم صغره ... اقتل منهم سبعة او عشرة
فكلهم اهل فسوق وفجرة

شكرا كتير على هالمعلومات عن الامام علي كرم الله وجهه
تحياتي

قلب المثنى
30/01/2006, 12:04
كوكب سطع من فاطمة أُمنا .......أحنا الحسينين من نسل المكرم علي

شكراً كتير عالموضوع أخي سليمان والله يعطيك ألف عافية

صياد الطيور
30/01/2006, 12:07
اضربكم ضربا يبين الفقرة ... واترك القرن بقاع جزرة
اضرب بالسيف رقاب الكفرة .. ضرب غلام ماجد حزورة
من يترك الحق يقوم صغره ... اقتل منهم سبعة او عشرة
فكلهم اهل فسوق وفجرة


تحياتي ألك يا بنت الأصل :سوريا: ;-)

لاوديسا
30/01/2006, 13:29
الله يحييك يا صياد ويسلمك :سوريا:

المستحيل
30/01/2006, 13:35
مشكور على هل الموضوع المهم كتير وعلي من العشرة المبشرين بالجنة كرم الله وجهه

s1_daoud
31/01/2006, 13:31
صياد
بنت االلاذقية
قلب المثنى
المستحيل

مشكورين على تعقيبكن

MR.SAMO
31/01/2006, 13:45
صياد
بنت االلاذقية
قلب المثنى
المستحيل

مشكورين على تعقيبكن
ومشكر انت على موضوعك الحلو
انا من اشد المعجبين بالامام علي
تحياتي

s1_daoud
31/01/2006, 13:54
ومشكر انت على موضوعك الحلو
انا من اشد المعجبين بالامام علي
تحياتي



صرنا تنين

اخي

مع الشكر

صياد الطيور
31/01/2006, 14:07
صرلنا ثلاثة ...

MR.SAMO
31/01/2006, 14:13
صرلنا ثلاثة ...
على عيني انت ياصياد :clap: :clap: :clap:

السورية المشتاقة
04/02/2006, 22:16
علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ابن عم الرسول و رابع الخلفاء الراشدين ...

(يا علي حبك بالروح :hart: ) شكرا عالموضوع :سوريا:

silin
05/02/2006, 00:01
الامام علي عليه السلام


انا بموت فيه


شكرا على الموضوع الرائئئئئئئئئئع

hammoooza
05/02/2006, 00:18
مشكور على هل الموضوع المهم كتير وعلي من العشرة المبشرين بالجنة كرم الله وجهه

مع تحياتي بس أنا ما بؤمن بالعشرة المبشرين بالجنة :سوريا:

يا اخي دبحوا بعض وبتقلي كلن معهم حق ورح يفوتوا عالجنة :jakoush: :jakoush:


يا علي حبك بالروح انتا تأمر وانا طيعك :sosweet: :sosweet: .. ولو عطيوني كنوز الكون صدق والله ما بيعك :(

"أمفلّج ثغرك ام جوهر .... ورحيق رضا بك ام سكّر
قد قال لثغرك صانعه....... انا اعطيناك الكوثر" يـــــا علي :hart: :hart: :hart:

toocoolfriend
06/02/2006, 00:21
علي عليه السلام
صهر النبي وأول الخلفاء الهادين المهديين. المسلوب حقه وبيعته.
بعدين شو عشرة ما عشرة مبشرين بالجنة. في منهن قتلوا بعض وبتقلي بالجنة. والله شغلة

spam
30/08/2006, 15:44
أحب النبى -صلى الله عليه وسلم -الذى أعطاه ربه الكوثر ثم أبو بكر أفضل البشر بعد الأنبياء والمرسلين ثم عمر بن الخطاب - رضوان الله عليه-ثم عثمان وعلى وكافة صحابة رسول الله وخاصة (العشرة المبشرين بالجنة) رضوان الله عليهم أجمعين


قال على بن أبى طالب رضى الله عنه(...يأتى بعدنا أقوام يدعون محبتنا وهم كاذبون وآيتهم أنهم يسبون أبو بكر وعمر..




سأل ابن الحنفية عليا رضى الله عنه وقال (من أفضل الناس بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم؟؟ .فقال: أبو بكر . فقال ثم من؟؟ فقال: عمر بن الخطاب..فقال له وأنت يا أبى؟؟فقال :إنما أنا واحد من المسلمين )
)

شوط ياقمر
04/11/2006, 02:40
شكراااااااااا شريك . ذبحتني

Alshami
04/11/2006, 12:50
علي أبن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه

من لا يحب هذا الرجل العظيم

هذا الرجل الرائع

هذا الرجل الحكيم بكل تصرفاته

أبو علي
15/11/2006, 03:21
مشكور على هل مبادرة الحلوة يا أحلى شب
( قل للكآبة أن تنجلي بحب حيدرة الولي فإذا بليت بمصيبة إهتف ونادي يا علي) يا علي

أسير التشرد
15/11/2006, 05:17
مشكور على هل مبادرة الحلوة يا أحلى شب
( قل للكآبة أن تنجلي بحب حيدرة الولي فإذا بليت بمصيبة إهتف ونادي يا علي) يا علي
لا فُض فوك يا ابو علي ... نعم الكلام اللي ذكرتو ...:D

COSTA
26/11/2006, 01:12
بتمنى من الشباب الاحترام بين بعض
وعدم الاساءة
وهاد موضوع تاريخي
يللي عندو حقائق تاريخية يكتبها ويثبتها بمصادر

pleasurable
17/05/2007, 23:47
[quote=spam;4341