-
PDA

عرض كامل الموضوع : أشعار و قصائد / د. محمود السيد الدغيم - جرجناز jarjanaz


الدغيم
05/12/2004, 01:21
الجمال والحب
شعر ، د. محمود السيد الدغيم
جرجناز – معرة النعمان – إدلب - سوريا
لندن : الاثنين 22/ 11/ 2004م

أَفْضَىْ لَنَاْ نُوْرُ الصَّبَاْحِ، وَأَخْبَرَاْ
عَنْ قِصَّةٍ فِيْهَا الْغَرَاْمُ تَحَيَّرَاْ

لَمَّاْ رَأَتْ شَمْسُ الصَّبَاْحِ صَبِيَّةً
أَبْهَىْ مِنَ الْبَدْرِ الْمُدَوَّرِ مَنْظَرَاْ

لَمَّتْ جَدَاْئِلَهَاْ، وَأَخْفَتْ وَجْهَهَاْ
وَالنُّوْرُ فِيْ وَضَحِ(1) الظَّهِيْرَةِ أَزْهَرَاْ

فَاسْتَغْرَبَ الْوَرْدُ الْجَمِيْلُ فِعَاْلَهَاْ
وَاسْتَنْكَرَتْ طَيْرُ الْخَمَاْئِلِ(2) مَاْ جَرَىْ

فَأَفَاْدَ نُوْرُ النُّوْرِ أَنَّ قَضِيَّةً
تَمْتَدُّ مَاْ بَيْنَ الثُّرَيَّاْ(3) وَالثَّرَىْ

شَمْسٌ تَغَاْرُ، وَنَجْمَةٌ تَلْهُوْ ، وَمَاْ
مِنْ حُلْوَةٍ إِلاَّ وَتُسْكِرُ سُكَّرَاْ

وَالشَّهْدُ(4) يَقْطُرُ مِنْ شِفَاْهِ عَرَاْئِسٍ
جَاْدَتْ، فَحَيَّاْهَا الْجَمَاْلُ، وَكَبَّرَاْ

وَالْحُسْنُ يَقْتَاْدُ الْقُلُوْبَ بِسِحْرِهِ
مَبْهُوْرَةً(5)، أَمَّا الْعُيُوْنُ، فَلاْ تَرَىْ

إِلاَّ الْجَمَاْلَ لأَنَّهَاْ مَسْحُوْرَةٌ
بِالأَبْيَضِ الْفِضِّيِّ مَاْزَجَ أَحْمَرَاْ

فَاغْرَوْرَقَتْ(6) بِدُمُوْعِهَاْ، وَتَكَسَّرَتْ
أَجْفَاْنُهَاْ؛ لَمَّا الْغَرَاْمُ تَكَسَّرَاْ

وَاللَّيْلُ أَمْسَىْ – لِلرِّيَاْضِ(7) – سِتَاْرَةً
وَالْغَيْمُ أَصْبَحَ - لِلْحَدَاْئِقِ(8)- مِئْزَرَاْ(9)

فَتَسَتَّرَ الرَّوْضُ النَّضِيْرُ(10)، وَأَسْفَرَتْ
قِمَمٌ(11) بِهَاْ طَيْفُ(12) الْجَمَاْلِ تَبَخْتَرَاْ(13)

وَاسْتَيْقَظَتْ أَبْهَى الطُّيُوْرِ، وَلَحَّنَتْ
أَلْحَاْنَهَاْ، وَتَرَنَّمَتْ لَمَّاْ سَرَىْ

طَيْفُ الْغَرَاْمِ، وَأَشْرَقَتْ أَنْوَاْرُهُ
وَالْقَلْبُ - بِالْعِشْقِ الْعَفِيْفِ - تَزَنَّرَاْ(14)

وَبَدَاْ ضِيَاْءُ الْحُسْنِ فِيْ لَيْلِ الْهَوَىْ
وَالْحُبُّ - مِنْ ثَمَرِ الْفَضَاْئِلِ - أَثْمَرَاْ

وَتَعَاْنَقَ الأَحْبَاْبُ فِيْ فَجْرِ الْمُنَىْ
وَالْحُبُّ - فِيْ بَحْرِ الْمَحَبَّةِ - أَبْحَرَاْ

فَتَحَدَّثَ الْعِشْقُ الْمُظَلَّلُ بِاللَّمَىْ(15)
وَالصُّبْحُ عَنْ سُوْقِ(16) الْحَقَاْئِقِ شَمَّرَاْ

وَرَوَى الرُّوَاْةُ رِوَاْيَةً مَوْثُوْقَةً
حُفِظَتْ زَمَاْناً كَيْ تُذَاْعَ، وَتُنْشَرَاْ

مَضْمُوْنُهَاْ: أَنَّ الْجَمَاْلَ مُعَزَّزٌ
وَمُقَدَّمٌ، مَهْمَا اخْتَفَىْ، وَتَأَخَّرَاْ

وَالْحُسْنُ لَيْسَ بِضَاْعَةً مَعْرُوْضَةً
حَتَّىْ تُسَعَّرَ بِالنُّقُوْدِ، وَتُشْتَرَىْ

هُوَ جَوْهَرٌ - يَسْمُوْ سُمُوًّا ظَاْهِرًا
- فَرْدٌ فَرِيْدٌ، لاْ يُشَاْبِهُ آخَرَاْ(17)

أَسَرَ الْغَرَاْمَ، وَزَجَّهُ فِيْ قُمْقُمٍ(18)
مِنْ غَيْرِ حَرْبٍ، وَاسْتَمَرَّ مُظَفَّرَاْ

وَالْعِشْقُ مِنْ صُنْعِ الْجَمَاْلِ، وَجُوْدِهِ(19)
وَقَبُوْلُهُ سَرَّ الْقُلُوْبَ، وَأَسْهَرَاْ

وَسَلاْمَةُ الْعُشَّاْقِ فِي اسْتِسْلاْمِهِمْ
كَيْ لاْ يَعُوْدُوْا فِي الْغَرَاْمِ الْقَهْقَرَىْ(20)

أَسْفَاْرُهُمْ(21) تُتْلَىْ، وَتُحْفَظُ، وَالْهَوَىْ
كَالصُّبْحِ فِيْ لَيْلِ الْمَحَبَّةِ أَسْفَرَاْ

فَتَنَفَّسَ - الصُّعَدَاْءَ - كُلُّ مُتَيَّمٍ(22)
وَبِفَضْلِ أَنْوَاْرِ الْمَحَبَّةِ أَبْصَرَاْ

وَبَدَتْ وُرُوْدُ الْحُبِّ مِنْ أَكْمَاْمِهَاْ(23)
وَتَرَاْقَصَتْ أَغْصَاْنُ عُشَاْقِ الْوَرَىْ

وَبَدَتْ بُدُوْرُ الْحُبِّ؛ بَعْدَ غِيَاْبِهَاْ
وَأَتَىْ الْغَرَاْمُ إِلَى الْغَرَاْمِ مُبَشِّرَاْ

فَهَتَفْتُ: إِنَّ الْحُبَّ يَبْقَىْ مَرْجِعاً(24)
وَمُوَجِّهاً لِلْعَاْشِقِيْنَ، وَمَصْدَرَاْ(25)

وَالْحُبُّ يَبْقَىْ بِالْجَمَاْلِ مُعَلَّقاً
حَتَّىْ يَجُوْدَ عَلَى الْقُلُوْبَ، وَيُشْهَرَاْ

يَضَعُ الْقُلُوْبَ عَلَى الْقُلُوْبِ بِحُنْكَةٍ(26)
وَيَزُوْرُهَاْ مَهْمَاْ نَأَىْ، أَوْ هُجِّرَاْ

وَيُرَوِّضُ الْعُشَّاْقَ فِيْ بَحْرِ الْهَوَىْ
وَيُصَيِّرُ الذِّئْبَ الْمُعَاْنِدَ(27) جُؤْذُرَاْ(28)

وَيُغَيِّرُ الْحَاْلاْتِ فِيْ أَحْوَاْلِهِمْ
فَكَأَنَّهُ قَدَرٌ عَلَيْهِمْ قُدِّرَاْ

يُعْطِي الضِّعَاْفَ شَجَاْعَةً؛ وَبَلاْغَةً
وَفَصَاْحَةً؛ وَتَسَلُّطاً؛ وَتَجَبُّرَاْ

فَتَرَى الْحِسَاْنَ يَصُلْنَ(29) دُوْنَ تَرَدُّدٍ
وَالظَّبْيُ يَصْرَعُ - بِالْغَرَاْمِ - غَضَنْفَرَاْ(30)

وَالْحُسْنُ لَوْ زَاْرَ الصَّحَاْرَىْ أَمْرَجَتْ(31)
وَالْحُبُّ لَوْ مَسَّ السَّحَاْبَ لأَمْطَرَاْ

وَأَعَاْدَ لِلشَّيْخِ الْعَلِيْلِ شَبَاْبَهُ
مِنْ بَعْدِ مَاْ أَفْنَى الشَّبَاْبَ؛ وَعَمَّرَاْ

فَرَمَى الْعَصَاْةَ، وَرَاْمَ ظَبْياً شَاْرِداً
قَبْلَ الْغُرُوْبِ إِلَى التَّلاْقِيْ بَكَّرَاْ

وَمَشَىْ يُعَلِّلُ نَفْسَهُ، فَلَعَلَّهُ
يَصْطَاْدُ خَوْداً(32)، أَوْ يُغَاْزِلُ مُعْصِرَاْ(33)

وَيَعِيْشُ بَيْنَ الْحُسْنِ وَالْحُبِّ الَّذِيْ
أَخَذَ الْقُلُوْبَ أَسِيْرَةً؛ وَتَغَيَّرَاْ

إِنَّ الْجَمَاْلَ مَعَ الْمَحَبَّةِ نِعْمَةٌ
أَوْ نِقْمَةٌ تَفْرِي الشَّبَاْبَ الأَخْضَرَاْ

وَالْعَاْشِقُ الْوَلْهَاْنُ يَقْصِدُ حَتْفَهُ
بِجُنُوْنِهِ حَتَّىْ نَرَىْ مَاْ قُدِّرَاْ

هذه القصيدة من البحر الكامل

الهوامش

1: الوَضَحُ: بياضُ الصبح، والقمرُ، والبَرَصُ والغرةُ، والتحجيلُ في القوائم، وغير ذلك من الأَلوان، والعرب تسمي النهار: الوَضَّاحَ، والليلَ: الدُّهْمانَ; وبِكْرُ الوَضَّاحِ: صلاةُ الغَداة, وثِنْيُ دُهْمانَ: العِشاءُ الآخرة.
والوَضَحُ: بياض غالب في أَلوان الشاء، قد فشا في جميع جسدها, والجمع أَوضاح وفي التهذيب: في الصدر والظهر والوجه, يقال له: تَوْضيح شديد, وقد تَوَضَّح ويقال: بالفرس وَضَحٌ إِذا كانت به شِيَةٌ, وقد يكنى به عن البَرَصِ, ومنه قيل لِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ: الوَضَّاحُ. وقد وَضَحَ الشيءُ يَضِحُ وُضُوحاً و وضَحَةً و ضِحَةً و اتَّضَحَ أَي بان, وهو واضح، و وَضَّاح و أَوضَحَ، و تَوَضَّح: ظهر.
والوَضَحُ: البياضُ من كل شيء; ومنه حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "صوموا من الوَضَح إِلى الوَضَحِ" أَي من الضَّوء إِلى الضوء; وقيل: من الهلال إِلى الهلال; قال ابن الأَثير: وهو الوجه، لأَن سياق الحديث يدل عليه, وتمامه: "فإِن خَفِيَ عليكم فأَتِمُّوا العِدَّة ثلاثين يوماً"; وفي الحديث: "غَيِّرُوا الوَضَحَ" أَي: الشَّيْب، يعني اخْضِبُوه. والواضحةُ: الأَسْنانُ التي تبدو عند الضحك. ورجل وَضَّاحٌ حَسَنُ الوجه أَبيضُ بَسَّامٌ . و الوَضَّاحُ الرجلُ الأَبيضُ اللون الحَسَنُه. و أَوضَحَ الرجلُ والمرأَة: وُلِدَ لَهما أَولادٌ وُضَّحٌ بيضٌ.
وقال ثعلب: هو منكَ أَدنى واضحةٍ، إِذا وَضَحَ لك، وظهر حتى كأَنه مُبْيَضُّ. ورجل واضحُ الحَسَبِ، ووَضَّاحُه : ظاهره نَقِيُّه مبيضه, على المثل. ودرهم وَضَحٌ: نَقِيّ أَبيض , على النسب . والوَضَحُ : الدِّرْهم الصحيح . و الأَوضاحُ حَلْيٌ من الدراهم الصحاح، و الواضِحة: من الشِّجاج: التي تُبْدي وَضَحَ العظم، و المُوضِحةُ من الشِّجاج: التي بلغت العظم فأَوضَحَتْ عنه; وقيل: هي التي تَقْشِر الجلدةَ التي بين اللحم والعظم، أَو تشقها حتى يبدو وَضَحُ العظم, وهي التي يكون فيها القصاص خاصة, لأَنه ليس من الشجاج شيء له حدَّ ينتهي إِليه سواها, وأَما غيرها من الشجاج ففيها ديتها, وجمع المُوضِحة: المَواضِح، والتي فُرِضَ فيها خمس من الإِبل: هي ما كان منها في الرأْس والوجه, فأَما المُوضِحة في غيرهما ففيها الحكومة, ويقال للنَّعَم: وَضِيحةٌ و وَضائِح، والوَضَحُ: اللبنُ، والوَضَحُ: حَلْيٌ من فضة, والجمع أَوضاح, سميت بذلك لبياضها, واحدها وَضَح، وقيل : الوَضَحُ :الخَلْخالُ, فَخَصَّ. و الوُضَّحُ: الكواكبُ الخُنَّسُ إِذا اجتمعت مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل; قال الليث: إِذا اجتمعت الكواكب الخنس مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل سُمِّين جميعاً الوُضَّحَ.

2 : الخامِل الخَفِيُّ الساقط الذي لا نَباهة له. يقال: هو خامل الذِّكْرِ والصوتِ, خَمَل يَخْمُل خُمولاً و أَخْمَله الله، والقول الخامل: الخَفِيض.
والخَمِيلة : المُنْهَبَط الغامض من الرّمْل, وقيل: الخَمِيلة مَفْرَج بين هَبْطة وصلابة وهي مَكْرَمة للنبات, وقيل: الخَمِيلة رمل ينبت الشجر, وقيل: هي مُسْتَرَقُّ الرَّمْلة حيث يذهب مُعْظَمها ويبقى شيء من لَيِّنها. و الخَمِيلة الشجر الكثير المجتمع الملتفُّ الذي لا يرى فيه الشيء إِذا وقع في وَسَطه, وقيل: الخَمِيلة كل موضع كثر فيه الشجر حيثما كان. والخَمِيلة: الأَرض السَّهْلة التي تُنْبِت, شُبِّه نَبْتها بخَمْل القَطِيفة. ويقال: الخَمِيلة مَنْقَعة ماء ومَنْبِت شجر, ولا تكون الخَمِيلة إِلا في وَطِيءٍ من الأَرض. و الخَمْل و الخَمَالة و الخَمِيلة ريش النَّعام, والجمع الخَمِيل و الخَمْلة و الخِمْلة والخَمِيلة : القَطِيفة.

ويقال لريش النَّعام خَمْل. والخَمِيل: القَطِيفة ذات الخَمْل، والخَمْلة: ثوب مُخْمَل من صوف كالكساء ونحوه له خَمْل والخَمْل: الطِّنْفِسة، والخَمِيل: الثِّياب المُخْمَلة.
قال الفراء: الخِمْلة: باطن أَمر الرجل, يقال: فلان كريم الخِمْلة، ولئيم الخِمْلة. و الخَمَلة: السَّفِلة من الناس, واحدهم: خامل، و خَمَلَ البُسْرَ: وضعه في الجِرَار ونحوها ليَلِين. والخَمِيل, بغير هاء: ما لان من الطعام, يعني الثريد.

3 : الثَّرْوَة: كثرة العَدَد من الناس والمال. يقال: ثَرْوة رجالٍ وثَرْوة مالٍ، وثَرِيّاً أَي: كثيراً؛ ومنه سمي الرجل: ثَرْوانَ، والمرأَة: ثُرَيَّا، وهو تصغير ثَرْوى، و الثَّرى: التراب النَّدِيٌّ, وقيل هو التراب الذي إِذا بُلَّ يَصِرْ طيناً لازباً. والثَّرَى: ما تحت الأَرض, وتثنيته: ثَرَيانِ و ثَرَوانِ, والجمع: أَثْراء، و ثَرىً مَثْرِيٌّ، بالغوا بلفظ المفعول كما بالغوا بلفظ الفاعل ؛ قال ابن سيدة: وإِنما قلنا هذا لأَنه لا فعل له، فنحمل مَثْرِيَّه عليه. وثَرِيَتِ الأَرضُ ثَرىً, فهي ثَرِيَّةٌ نَدِيَتْ ولانَتْ بعد الجُدُوبة واليُبْس, وأَثْرَتْ: كثُرَ ثَراها. وأَثْرَى المطر: بلَّ الثَّرَى.
أَرض ثَرِيَّةٌ: إِذا اعتدل ثَراها, فإِذا أَردت أَنها اعْتَقَدَت ثَرىً قلت: أَثْرَتْ. وأَرض ثَرِيَّة و ثَرْياء أَي ذات ثَرَىً ونَدىً. و ثَرَّى فلان الترابَ والسَّويقَ إِذا بَلَّه. ويقال: ثَرِّ هذا المكانَ، ثم قِفْ عليه أَي بُلَّهُ. وأَرض مُثْرِيَةٌ: إِذا لم يجِفَّ ترابُها
والعرب تقول : شَهْرٌ ثرَى، وشهرٌ ترَى، وشهرٌ مَرْعى، وشهرٌ اسْتَوى.
أَي: تمطر أَوّلاً، ثم يَطْلُعُ النبات فتراه، ثم يَطول فترعاه النَّعَم , وهو في المحكم , فأَمّا قولهم: ثَرَى فهو أَوّل ما يكون المطر فيرسخ في الأَرض. وتبتلُّ التُّربة وتَلين، فهذا معنى قولهم ثرى, والمعنى: شَهْرٌ ذو ثَرىً, فحذفوا المضاف, وقولهم: وشهر ترى، أَي: أَن النبت يُنْقَف فيه حتى ترى رؤوسه, فأَرادوا شهراً ترى فيه رؤوس النبات فحذفوا, وهو من باب كُلَّه لم أَصنع, وأَما قولهم: مرعى، فهو إِذا طال بقدر ما يمكن النَّعَم أَن ترعاه، ثم يستوي النبات ويَكْتَهِل في الرابع، فذلك وجه قولهم استوى.
وفلان قريب الثَّرَى: أَي الخير. و الثَّرْوانُ الغَزِير, وبه سمي الرجل: ثَرْوان، والمرأَة: ثُرَيَّا, وهي تصغير ثَرْوَى.
و الثُّرَيَّا من الكواكب, سميت لغزارة نَوْئها, وقيل: سميت بذلك لكثرة كواكبها مع صغر مَرْآتها , فكأَنها كثيرة العدد بالإِضافة إِلى ضيق المحل, لا يتكلم به إِلا مصغراً, وهو تصغير على جهة التكبير، والثُّريا: النجم المعروف. ويقال: إِن خلال أَنجم الثُّريا الظاهرة كواكب خفية كثيرة العدد، والثَّرْوةُ: ليلة يلتقي القمر والثُّرَيَّا. والثُّرَيَّا من السُّرُج: على التشبيه بالثُّريا من النجوم. والثُّريَّا: اسم امرأَة من أُميّة الصغرى شَبَّب بها عمر بن أَبي ربيعة. والثُّرَيّا: ماء معروف. وأَبو ثَرْوان رجل من رواة الشعر.

4: الشَّهْدُ و الشُّهْد: العَسَل ما دام لم يُعْصَرْ من شمَعِه، واحدته شَهْدَة؛ و شُهْدَة؛ ويُكَسَّر على الشِّهادِ، وقيل: الشَّهْدُ والشُّهْدُ و الشَّهْدَة: العَسَلُ ما كان. و أَشْهَدَ الرجُل: بَلَغَ؛ عن ثعلب. وأَشْهَدَ: اشْقَرَّ واخْضَرَّ مِئْزَرُه. وأَشْهَدَ الغلام: أَمْذَى وأدرك، والمَذْيُ: عُسَيْلَةٌ، وأَشْهَدت الجاريةُ: إِذا حاضَتْ وأَدْركتْ.

5 : البُهْرُ: ما اتسع من الأَرض. و البُهْرَةُ: الأَرضُ السَّهْلَةُ, وقيل: هي الأَرض الواسعة بين الأَجْبُلِ. و بُهْرَةُ الوادي: سَرارَتُه وخيره. وبُهْرَةُ كل شيء: وسطُه. وبُهْرَةُ الليل والوادي والفرس: وسطه. وابْهارَّ النهارُ: وذلك حين ترتفع الشمس. و ابْهارَّ الليلُ و ابْهِيراراً: إِذا انتصف; وقيل : ابْهارَّ: تراكبت ظلمته, وقيل: ابْهارَّ: ذهبت عامّته وأَكثره وبقي نحو من ثلثه. وابْهارَّ علينا: أَي طال. و تَبَهَّرَتِ السحابةُ: أَضاءت.

و البُهْرُ: الغلبة. و بَهَرَهُ يَبْهَرُهُ بَهْراً: قَهَرَهُ وعلاه وغلبه. وبَهَرَتْ فُلانةُ النساء: غلبتهن حُسْناً. وبَهَرَ القمرُ النجومَ بُهُوراً: غَمَرَها بضوئه; وهي ليلة البُهْرِ.
والثلاث البُهْرُ: التي يغلب فيها ضوءُ القمر النجومَ, وهي الليلة السابعة والثامنة والتاسعة. يقال: قمر باهر: إِذا علا الكواكبُ ضَوؤه، وغلب ضوؤُه ضوأَها، وفي الحديث: "صلاة الضحى: إِذا بَهَرَت الشَّمسُ الأَرضَ" أَي: غلبها نورها وضوْؤُها. ويقال لليالي البيض: بُهْرٌ: جمع باهر، ويقال: بُهَرٌ، بوزن ظُلَمٍ بُهْرَةٍ، كل ذلك من كلام العرب.
وأَما البَهِيرَةُ من النساء، فهي: السيدة الشريفة. وبَهَرَ الرجلُ: بَرَعَ; و بَهْراً له، أَي: تَعْساً وغَلَبَةً; وبَهَرَهُم الله بَهْراً: كَرَبَهُم ; عن ابن الأَعرابي . وبَهْراً لَهُ أَي: عَجَباً. و أَبْهَرَ: إِذا جاء بالعَجَبِ. ابن الأَعرابي: البَهْرُ: الغلبة. والبَهْرُ: المَلْءُ, والبَهْرُ: البُعْدُ, والبَهْرُ: المباعدة من الخير, والبَهْرُ: الخَيْبَةُ, والبَهْرُ: الفَخْرُ. وأَبْهَرَ: إِذا تلوّن في أَخلاقه دَمًّاثَةً مَرّةً، وخُبْثاً أُخْرى.
والعرب تقول: الأَزواج ثلاثة: زوجُ مَهْرٍ, وزوجُ بَهْرٍ، وزوج دَهْرٍ.
فأَما زوج مهرٍ: فرجل لا شرف، له فهو يُسنْي المهرَ ليرغب فيه. أَو يؤخذ منه المهر
وأَما زوج بهر: فالشريف وإِن قل ماله تتزوجه المرأَة لتفخر به.
زووج دهر: كفؤها، أَو يُعدّ لنوائب الدهر. وقيل: يَبْهَرُ العيون بحسنه.

6 : الغَرَقُ: الرُّسُوب في الماء. ويشبّه الذي ركبه الدَّيْن وغمرَتْه البَلايا، يقال: رجل غَرِق و غَريق وقد غَرِقَ غَرَقاً وهو غارِقٌ؛ ويقال: فلانة تَغْتَرِقُ نظر الناس أَي: تَشْغَلُهم بالنظر إِليها عن النظر إِلى غيرها بحسنها.
واغْرَوْرَقَت عيناه بالدُّموع: امتلأتا، زاد في التهذيب: ولم تَفِيضا، وقال : كذلك قال ابن السكيت. وفي الحديث: فلما رآهم رسول الله، احمرَّ وجهه، واغْرَوْرَقَت عيناه، أَي: غَرِقتا بالدموع، وهو افْعَوْعَلَت من الغَرَق. و الغُرْقة بالضم : القليل من اللبن قدْر القدح، وقيل: هي الشَّرْبة من اللبن، والجمع غُرَق.

7: الرَّوْضةُ: الأَرض ذات الخُضْرةِ. والرَّوْضةُ: البُسْتانُ الحَسَنُ; عن ثعلب. والرَّوْضةُ: الموضِع يجتمع إِليه الماء يَكْثُر نَبْتُه، ولا يقال في موضع الشجر روضة، وقيل: الروضة عُشْب وماء، ولا تَكُونُ رَوْضةً إِلا بماء معها، أَو إِلى جنبها.
وقال أَبو زيد الكِلابيّ: الروضة: القاعُ يُنْبِتُ السِّدْر، وهي تكون كَسَعةِ بَغْدادَ. والرَّوْضةُ أَيضاً: من البَقْل والعُشْب، وقيل: الروضةُ: قاعٌ فيه جَراثِيمُ ورَوابٍ، سَهْلةٌ صِغار في سَرارِ الأَرض، يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ، وأَصْغَرُ الرِّياضِ مائةُ ذِراع.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "بَيْن قَبْرِي ومِنْبرِي رَوْضةٌ من رياضِ الجنة". معناه: أَنه مَن أَقام بهذا الموضع، فكأَنه أَقام في رَوْضةٍ من رِياضِ الجنة، يُرَغِّب في ذلك ، والجمع من ذلك كله: رَوْضاتٌ و رِياضٌ و رَوْضٌ و رِيضانٌ، صارت الواو ياء في رياضٍ للكسرة قبلها، وقال ابن سيده: وعندي أَن ريضاناً ليس بجمع رَوْضَة إِنما هو رَوْض الذي هو جمع رَوْضة، لأَن لفظ روض، وإِن كان جمعاً، قد طابق وزنَ ثَوْر، وهم ممّا قد يجمعون الجَمْعَ إِذا طابَق وزْنُ الواحِد جَمْعَ الواحد، وقد يكون جمعَ رَوْضةٍ على طرح الزائد الذي هو الهاء. و أَرْوَضَتِ الأَرضُ وأَراضَتْ: أُلبِسَها النباتُ. و أَراضَها اللّه: جَعَلَها رِياضاً، وروَّضها السيْلُ: جعلها رَوضة.
وأَرْضٌ مُسْتَرْوِضةٌ: تنبت نباتاً جيّداً، أَو اسْتَوَى بَقْلُها. و المُسْتَرْوِضُ من النبات: الذي قد تَناهَى في عِظَمِه وطُوله. و رَوَّضْتُ القَراحَ: جَعَلْتُها رَوْضةً. وأَراضَ هذا المكانُ وأَرْوِضَ: إِذا كَثُرَتْ رِياضُه. و أَراضَ الوادي و اسْتراضَ أَي: استْتَنْقَعَ فيه الماء، وكذلك أَراضَ الحوْضُ; ومنه قولهم: شربوا حتى أَراضُوا أَي: رَووا فنَقَعُوا بالرّيّ. وأَتانا بإِناءٍ يُرِيضُ كذا وكذا نفْساً. قال ابن بري: يقال: أَراض اللّه البلاد جعلها رياضاً. وَرَوْضَةُ الحَوْض: قَدْرُ ما يَغَطِّي أَرْضَه من الماء.
واستراضَ الوادِي: اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ. وكأَنّ الروضة سميت رَوْضَةً لاسْتِراضةِ الماء فيها،

و الرَّوْضُ: نَحْوٌ من نصف القِرْبة ماء. وأَراضَهم : أَرْواهُم بعضَ الرّيّ. ويقال: في المَزادةِ: روضةٌ من الماء، كقولك: فيها شَوْلٌ من الماء، وفي الحوض رَوْضةٌ من الماء: إِذا غَطَّى الماء أَسفَلَه وأَرْضَه، وهي الرَّوْضةُ و الرِّيضةُ و الأَرِيضةُ و الإِراضةُ و المُسْتَرِيضةُ.

وقَصِيدةٌ رَيِّضةُ القوافي: إِذا كانت صَعْبة لم تَقْتَضِبْ قَوافِيها الشُّعراءُ. وأَمرٌ رَيِّضٌ: إِذا لم يُحْكَمْ تدبيرُه. قال أَبو منصور: رِياضُ الصَّمّانِ والحَزْنِ في البادية: أَماكن مطمئنة مستوية يَسْتَرِيضُ فيها ماء السماء، فتُنْبِتُ ضُروباً من العُشْب، ولا يُسْرِعُ إِليها الهَيْج والذُّبُول، فإِذا كانت الرِّياضُ في أَعالي البِراقِ والقِفافِ: فهي السُّلْقانُ، واحدها سَلَقٌ، وإِذا كانت في الوَطاءاتِ: فهي رياضٌ ، ورُبَّ رَوْضةٍ فيها حَرَجاتٌ من السِّدْر البَرِّيّ، وربما كانت الروْضةُ مِيلاً في ميل، فإِذا عَرُضَتْ جدّاً فهي: قِيعانٌ، واحدها قاعٌ. وكل ما يجتمع في الإِخاذِ والمَساكاتِ والتَّناهي، فهو رَوْضةٌ. وفلان يُراوِضُ فلاناً على أَمر كذا أَي يُدارِيهِ لِيُدْخِلَه فيه. والرَّيِّضُ من الدوابِّ والإِبل: ضدُّ الذَّلُولِ ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء.

8 : حدَقَ به الشيءُ و أَحدقَ: اسْتَدارَ; وكل شيء اسْتَدار بشيء وأَحاطَ به، فقد أَحدَقَ به. وتقول: عليه شامةٌ سوداء قد أحدقَ بها بياض. قال الأَخطل:
المُنْعِمُون بنُو حَرْبٍ، وقد حَدَقَتْ
بيَ المَنِيّةُ ، واسْتَبْطأْتُ أَنصارِي
و الحَدِيقة من الرِّياض: كلُّ أَرض استدارت، وأَحدق بها حاجزٌ، أو أَرض مرتفعة; قال عنترة:
جادَتْ عليها كلُّ بِكْرٍ حُرًةٍ
فتَرَكْنَ كلَّ حَديقةٍ كالدِّرْهمِ
وقيل: الحَدِيقةُ: كل أَرض ذات شجر مُثمر ونخل، وقيل: الحديقةُ: البُسْتانُ والحائط، وخص بعضهم به الجَنةَ من النخل والعنب;
وقيل : الحَدِيقةُ: حُفرة تكون في الوادي تَحْبِسُ الماء، وكلُّ وَطِيءٍ يَحْبس الماء في الوادي وإِن لم يكن الماء في بطنه، فهو حديقةٌ. والحدِيقةُ : أَعْمقُ من الغَديِر. والحديقةُ: القِطعة من الزرع، وكله في معنى الاستدارة.
والحدائقُ: البَساتين والشجر الملتف. و حدِيقُ الرَّوْضِ: ما أَعشب منه والتَفَّ. يقال: رَوْضة بني فلان ما هي إلا حديقة ما يجوز فيها شيء. وقد أَحدقت الرَّوْضةُ عُشْباً، وإذا لم يكن فيها عشب فهي رَوْضة.
و الحَدَقةُ: السواد المستدير وسط العين، وقيل: هي في الظاهر سواد العين، وفي الباطن خَرَزَتها. قال الجوهري: حدَقةُ العين سوادها الأَعظم، والجمع: حَدَقٌ وأَحداقٌ وحِداقٌ. وقال غيره: السواد الأَعظم في العين هو الحدقة، والأَصغر هو الناظر، وفيه إنسان العين، وإنما الناظر كالمِرآة إذا استقبلتها رأيتَ فيها شخصك. و الحَدَقُ: الباذِنْجانُ، واحدتها حَدَقة، شبّه بحدَق المَها. وقيل: الحذَقُ: الباذنجان ، بالذال المنقوطة، ويقال للباذنجان: الحدق والمَغْد.

9 : أَزَرَ به الشيءُ: أَحاطَ. والإِزارُ: معروف. والإِزار: المِلْحَفَة, يذكر ويؤنث; قال أَبو ذؤيب الهذلي:
تَبَرَّأُ مِنْ دَمِ القَتيلِ وبَزِّه
وقَدْ عَلِقَتْ دَمَ القَتِيل إِزارُها
كانوا إِذا قتل رجلٌ رجلاً، قيل: دم فلان في ثوب فلان، أَي: هو قتله, والجمع آزِرَةٌ، مثل حِمار وأَحْمِرة, وأُزُر مثل: حمار وحُمُر. و الإِزارَةُ: الإِزار,كما قالوا للوِساد: وسادَة.
والإِزْرُ و المِئْزَرُ و المِئْزَرَةُ: الإِزارُ; وفي حديث الاعتكاف : "كان إِذا دخل العشرُ الأَواخرُ، أَيقظ أَهله، وشَدَّ المئْزَرَ". المئزَرُ: الإِزار , وكنى بشدّهِ عن اعتزال النساء, وقيل: أَراد تشميره للعبادة.
يقال : شَدَدْتُ لهذا الأَمر مِئْزَري، أَي: تشمرت له; وقد ائْتَزَرَ به، و تأَزَّرَ وائْتَزَرَ فلانٌ إزْرةً حسنةً، و تأَزَّرَ لبس المئزر, وهو مثل الجِلْسَةٍ والرِّكْبَةِ, ويجوز أَن تقول: اتَّزَرَ بالمئزر أَيضًا فيمن يدغم الهمزة في التاء, كما تقول: اتَّمَنْتُهُ, والأَصل: ائْتَمَنْتُهُ. ويقال : أَزَّرْتهُ تأْزيرًا فَتَأَزَّرَ. ونصره نَصْرًا مُؤَزَّرًا، أَي: بالغًا شديدًا. يقال : أَزَرَهُ و آزَرَهُ: أَعانه وأَسعده , من الأَزْر : القُوَّةِ والشِّدّة ; ومنه حديث أَبي بكر الصديق أَنه قال للأَنصار يوم السَّقِيفَةِ : لقد نَصَرْتُم، و آزَرْتُمْ، وآسَيْتُمْ.
وجمعُ الإِزارِ: أُزُرٌ، وأَزَرْتُ فلانًا: إِذا أَلبسته إِزارًا، فَتَأَزَّرَ تَأَزُّرًا.
وفي الحديث: قال الله تعالى: "العَظَمَة إِزاري، والكِبْرياء ردائي". ضرب بهما مثلاً في انفراده بصفة العظمة والكبرياء، أَي: ليسا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازًا كالرحمة والكرم وغيرهما, وشَبَّهَهُما بالإِزار والرداء لأَن المتصف بهما يشتملانه كما يشتمل الرداءُ الإِنسان, وأَنه لا يشاركه في إِزاره وردائه أَحدٌ, فكذلك لا ينبغي أَن يشاركه اللهَ تعالى في هذين الوصفين أَحدٌ. ومنه الحديث الآخر: "تَأَزَّرَ بالعَظَمَةِ، وتَردّى بالكبرياء، وتسربل بالعز". وفيه: ما أَسْفَلَ من الكعبين من الإِزارِ فَفِي النار، أَي: ما دونه من قدَم صاحبه في النار، عقوبةً له, أَو على أَن هذا الفعل معدود في أَفعال أَهل النار; ومنه الحديث: "إِزْرَةُ المؤمن إلى نصف الساق، ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين الإِزرة" والإِزرة، بالكسر: الحالة وهيئة الائتزار;

والأُزْرُ: مَعْقِدُ الإِزارِ, وقيل: الإِزار كُلُّ ما واراك وسَتَرك. وقال القائل: داري: إِزاري. والإِزارُ: العَفافُ , على المثل; وفلان عفيف المِئْزَر، وعفيف الإِزارِ: إِذا وصف بالعفة عما يحرم عليه من النساء, ويكنى بالإِزار عن النفس وعن المرأَة.
وقول القائل: فِدىً لك , من أَخي ثقة , إِزاري. أَي: أَهلي ونفسي; وقيل: يريد بالإِزار ههنا المرأَة.

10 : النَّضْرة: النَّعْمة والعَيْش والغِنىُ، وقيل: الحُسْن والرَّوْنَق؛ وقد نَضَر الشجرُ، والورقُ، والوَجهُ، واللونُ، وكل شيء يَنْضُر نَضْرًا و نَضْرة و نَضارة و نُضُورًاُ و نَضِر و نَضُرُ، فهو ناضِر و نَضِير و نَضِرٌ، أَي: حَسَنُ، والأُنثى: نَضِرَة، و أَنْضَر: كنَضَر. و نَضَره الله، و نَضَّره و أَنْضَره، ونَضَر اللهُ وجهه يَنْضُره نَضْرة أَي: حَسَّن. ونَضَر وجهه يتعدى ولا يتعدى. ويقال : نَضُرُ بالضمُ نَضَارةُ، وفيه لغة ثالثة: نَضِرُ بالكسر؛ حكاها أَبو عبيد. ويقال: نَضَّر الله وجههُ، بالتشديدُ، وأَنْضَر الله وجهه بمعنى واحد. وإِذا قلت: نَضَر الله امرأً، يعني: نَعَّمَه، ومَنْضُور: لا يكون إِلا من نَضَرهُ، بالتخفيف.

وأَنَضَر النَّبْتُ: نَضَر ورَقُه. وغلام نَضِير: ناعمُ، والأُنثى: نَضِيرة. ويقال: غلام غَضُّ نَضِير، وجارية غَضَّة نَضِيرة. وقد أَنْضَر الشجرُ: إِذا اخضرَّ ورقهُ، وربما صار النَّضْر نعتًاُ يقال: شيء نَضْر ونَضِير وناضِر. والنَّاضِر: الأَخضر الشديدُ الخضرة. يقال: أَخضر ناضِر كما يقال: أَبيض ناصِع، وأَصفرُ فاقِعُ، وقد يبالغ بالناضِر في كل لون. يقال: أَحمر ناضِر؛ وأَخضر ناضِر معناه: ناعِم. والناضِر في جميع الأَلوان: أَبيض ناضِر، وأَحمر ناضِر، ومعناه: الناعم الذي له بَرِيق في صَفائه. و النَّضِيرُ و النُّضار و الأَنْضَر: اسم الذهب، والفضةُ، وقد غلب على الذهبُ، وهو النَّضْر، وجمعه: نِضار و أَنْضُر. و النَّضْرة: السَّبِيكة من الذهب. وذهب نُضَار: صار ههنا نعتًا. و نُضارة كلِّ شيء: خالِصُه. والنُّضَار: الخالص من كل شيء.

و النَّضْر أَبو قُرَيْشُ وهو النَّضْر بن كِنانة بن خُزَيمة بن مُدْرِكة بنِ إِلياس بنِ مُضَر، ومَن لم يَلِدْه النَّضْر فليس من قريش.
والنُّضَار: الأَثْلُ، وقيل: هو ما كان عِدْيًا على غير ماءُ وقيل: هو الطويل منه المُسْتقيم الغُصونُ، وقيل: هو ما نبت منه في الجبلُ وهو أَفضله؛ والنُّضار: أَجود الخشب للآنية لأَنه يُعمل منه ما رَقَّ من الأَقداح واتَّسع وما غَلُظ ولا يحتمله من الخشب غيره. ومِنْبر سيدِنا رسول اللهُ صلي الله عليه وسلمُ نُضار. وقدَح نُضارٌ: اتُّخِذ من نُضار الخشبُ، وقيل: هو يُتخذ من أَثْل وَرْسِيّ اللَّونُ، يُضافُ ولا يُضافُ، يكون بالغَوْرِ. والغَرَب و النُّضار: ضَرْبان من الشجر تُعمل منهما الأَقداح. وقال الليث: النُّضار الخالص: من جَوْهَرِ التِّبر والخشبُ، وجمعه أَنْضُر.

11 : يقال: شد الفرسُ على الحِجْر فَتَقَمَّمها، أَي: تَسَنَّمها. وجاء القَومُ القِمَّة أي: جميعاً, دخلت الأَلف واللام فيه كما دخلت في الجَمَّاء الغَفير.
والقِمّةُ: أعلى الرأْسِ، وأَعلى كلِّ شيء. وقِمَّةُ النخلة: رأْسها. و تَقَمَّمها: ارتقى فيها حتى يبلغ رأسَها. وقِمَّةُ كل شيء: أَعلاه ووسطه. و تَقْمِيم النجم: أَن يتوسط السماء، فتراه على قِمَّة الرأس. والقِمَّة, بالكسر: القامةُ; وهو حَسن القِمَّة أَي: اللِّبْسةِ والشخص والهيئة, وقيل: القِمّة: شَخْص الإنسان ما دام قائماً, وقيل: ما دام راكباً. ويقال: فلان حَسَنُ القامةِ و القِمّةِ و القُومِيّةِ بمعنى. والقِمَّةُ أيضاً: وسط الرأْس. والقِمّة: رأْس الإنسان.

والقِمّة والقُمامةُ جماعة القَوْم. و تَقَمَّمَ الفرَسُ الحِجْرَ: علاها. و القَمْقامُ، والقُماقِمُ من الرجال: السيّد الكثير الخير، الواسع الفضل. ويقال: سيد قُماقِمٌ, بالضم, لكثرة خيره; ووقع في قَمْقام من الأَمر، أي: وقع في أَمر عظيم كبير. و القَمْقامُ: الماء الكثير. وقَمْقام البحر: مُعْظَمه لاجتماع مائه, وقيل: هو البحر كله, والبحر: القَمْقام أَيضاً.

12 : طيف، يقال: طَيْفُ الخيال: مجيئه في النوم; وطافَ الخَيالُ يَطِيفُ طَيْفاً و مطَافاً: أَلَمَّ في النوم. و الطَّيْفُ و الطِّيفُ: الخَيالُ نفسُه. والطَّيْفُ: المَسّ من الشيطان. وطَيفٌ من الشيطان، كقولهم: لَمَم من الشيطان; وأَصل الطيف: الجنون، ثم استعْمل في الغضب، ومَسِّ الشيطان. يقال: طاف يَطيف و يَطُوفُ طَيْفاً و طَوْفاً فهو طائف, ثم سمي بالمصدر; ومنه طيف الخيال: الذي يراه النائم. و الطِّيافُ: سَوادُ الليل.

13 : البَخْتَرَةُ و التَّبَخْتُرُ: مِشْيَةٌ حَسَنَةٌ; وقد بَخْتَرَ و تَبَخْتَرَ، وفلانٌ يمشي البَخْتَرِيَّةَ، وفلان يَتَبَخْتَرُ في مِشْيَتِهِ، ويَتَبَخْتَى; وفي حديث الحجاج لما أُدخل عليه يزيد بن المُهَلَّبِ أَسيراً فقال الحجاج:
جَمِيلُ المُحَيَّا بَخْتَرِيٌّ إِذا مَشَى
فقال يزيد:
وفي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكِبَينِ شِناقُ
البَخْتَريُّ المُتَبَخْتِرُ في مَشْيهِ, وهي مِشْيَةُ المتكبر المعجب بنفسه. ورجل بِخْتِيرٌ و بَخْتَرِيٌّ: صاحبُ تَبَخْتُرٍ وقيل: حَسَنُ المشي والجسم, والأُنثى بَخْتَرِيَّة، والبَخْتَريُّ من الإِبل: الذي يَتَبَخْتَرُ أَي: يختال.
14 : زَنَرَ القِرْبَةَ والإِناء: ملأَه. و تَزَنَّرَ الشيءُ: دَقَّ. و الزُّنَّارُ، والزُّنَّارَةُ: الحزام، ويشدّه على وسطه, و الزُّنَّيْرُ: لغة فيه; وامرأَة مُزَنَّرَةٌ: طويلة عظيمة الجسم. وفي النوادر: زَنَّرَ فلان عينَه إِليَّ: إِذا شدَّ نظره إِليه. والزَّنانِيرُ: ذُبابٌ صِغَار تكون في الحُشُوشِ, واحدها: زُنَّارٌ و زُنَّيْرٌ، و الزَّنانِيرُ: الحَصَى الصِّغارُ.

15 : لَمَاْ لَمْواً: أَخذ الشيءَ بأَجمعه. و أَلْمى على الشيء: ذهَب به; واللُّمةُ الجَماعة من الناس. وقيل اللُّمةُ من الرجال: ما بين الثلاثة إلى العشرة. واللُّمة: الأُسْوة. ويقال: لك فيه لُمةٌ أَي أُسْوة. واللُّمةُ : المثل يكون في الرجال والنساء, يقال : تزوّج فلان لُمَتَه من النساء أَي مثله. واللُّماتُ المُتَوافِقُون من الرجال. يقال : أَنتَ لي لُمةٌ، وأَنا لَكَ لُمةٌ, واللُّمَى: الأَتْراب.
واللُّمْيُ على فُعْلٍ: جماعة لَمْياء, مثل العُمْي جمع عَمْياء: الشِّفاهُ السود.
واللَّمَى, مقصور: سُمْرة الشفَتين واللِّثاتِ يُسْتحسن, وقيل: شَرْبة سَوادٍ, وقد لَمِيَ لَمًى، ويَلْمِي لُمِيّاً: إِذا اسودَّت شفته. و اللُّمَى بالضم: لغة في اللَّمَى.
ورجل أَلْمَى، وامرأَة لَمْياء، وشَفَةٌ لَمْياء: بَيِّنَةُ اللَّمَى. وقيل: اللَّمْياء من الشِّفاهِ: اللطِيفةُ القليلةُ الدم, وكذلك اللِّثةُ اللَّمْياء: القليلة اللحم.
وقال بعضهم: الأَلَمى: البارد الرِّيق, والتُمِيَ لونُه: مثل التُمِعَ, قال: وربما هُمِز. وظِلٌّ أَلْمَى: كثيفٌ أَسودُ; وشجرة لَمْياء الظل: خضراء كثيفة الورق; وشجر أَلمَى الظِّلال: من الخُضرة المائلة إِلى السواد، تشبيهاً باللَّمى الذي يُعمل في الشفة، واللِّثة من خُضرة أَو زُرْقة أَو سواد.

16 : سوق: السَّوق معروف. وساقَ الإبلَ وغيرَها يَسُوقها سَوْقاً و سِياقاً وهو سائقٌ و سَوَّاق شدِّد للمبالغة; وسَوَّقَها كساقَها; وساقَ فلانٌ من امرأته أي: أعطاها مهرها. والسِّياق المهر.


ويقال : فلان في السِّياق أي في النَّزْع. ويقال: رأيت فلاناً بالسَّوْق أي: بالموت، يُساق سوقاً، وإنه نَفْسه لتُساق. والسِّياق: نزع الروح.
والسُّوق: موضع البياعات التي يُتعامل فيها, تذكر وتؤنث. والجمع: أسواق، والسُّوقة لغة فيه. و تَسَوَّق القومُ: إذا باعوا واشتَروا.
و سُوقُ القتالِ والحربِ و سوقَتُه: حَوْمتُه, وقد قيل: إن ذلك مِنْ سَوْقِ الناس إليها.

الساقُ: لكل شجرة ودابة وطائر وإنسان. والساقُ: ساقُ القدم. والساقُ من الإنسان: ما بين الركبة والقدم, ومن الخيل والبغال والحمير والإبل: ما فوق الوَظِيف, ومن البقر والغنم والظباء: ما فوق الكُراع; قال مجنون ليلى:
فَعَيْناكِ عَيْناها, وجِيدُك جِيدُها
ولكنّ عَظْمَ السَّاقِ منكِ رَقيقُ
وامرأة سوْقاء: تارَّةُ الساقين، ذات شعر. و الأَسْوَق: الطويل عَظْمِ الساقِ, والمصدر: السَّوَق. وقال الجوهري: امرأة سَوْقاء: حسنَة الساقِ. والأَسْوَقُ: الطويل الساقين;

في قوله تعالى: [يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ] إنما يريد به: شدة الأمر، كقولهم: قامت الحربُ على ساق, ولسنا ندفع مع ذلك أَنَ الساق إذا أُريدت بها الشدة فإنما هي مشبَّهة بالساق هي التي تعلو القدم, وأَنه إنما قيل ذلك لأن الساقَ هذه الحاملة للجُمْلة والمُنْهِضَةُ لها، فذُكِرت هنا لذلك تشبيهاً وتشنيعاً، وقد يكون يُكْشَفُ عن ساقٍ لأن الناس يَكِشفون عن ساقِهم ويُشَمِّرون للهرب عند شدَّة الأَمر; ويقال للأَمر الشديد: ساقٌ، لأن الإنسان إذا دَهَمَتْه شِدّة شَمّر لها عن ساقَيْه, ثم قيل للأَمر الشديد: ساقٌ.

وأَما قوله تعالى: [فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ] فالسُّوق: جمع ساقٍ، مثل دارٍ ودُورٍ ; الجوهري، و سِيقانٌ و أَسْوقٌ.
وفي الحديث: "لا يسْتَخرجُ كنْزَ الكعبة إلا ذو السُّوَيْقَتَيْنِ" هما تصغير الساق، وهي مؤنثة، فلذلك ظهرت التاء في تصغيرها, وإنما صَغَّر الساقين لأن الغالب على سُوق الحبشة الدقَّة والحُموشة.
و ساقُ الشجرةِ: جِذْعُها, وقيل ما بين أَصلها إلى مُشَعّب أَفنانها, وجمع ذلك كله: أَسْوُقٌ و أَسْؤُقٌ و سُوُوق و سؤوق و سُوْق و سُوُق الأَخيرة نادرة, توهموا ضمة السين على الواو،

و سَوَّقَ النَّبتُ : صار له ساقٌ; وساقَه: أَصابَ ساقَه. وسُقْتُه: أصبت ساقَه. و السَّوَقُ: حُسْن الساقِ وغلظها, و سَوِق سَوَقاً، وهو أَسْوَقُ.
والسُّوقة :بمنزلة الرعية التي تَسُوسُها الملوك, سُمُّوا سُوقة: لأن الملوك يسوقونهم فينساقون لهم, يقال للواحد: سُوقة، وللجماعة: سُوقة. والسُّوقة خلاف المَلِك, يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث والمذكر; وربما جمع على سُوَق

17 : ومعنى آخَرُ: شيءٌ غيرُ الأَوّلِ; وقولُهُم: لا أَفْعلهُ أُخْرَى الليالي، أَي: أَبدًا, وأُخْرَى المنونِ أَي: آخِرَ الدهرِ; وأُخَرُ: جمع أُخْرَى، وأُخْرَى: تأْنيثُ آخَرَ، وهو غيرُ مصروفٍ، أي: اسم ممنوع من الصرف.

18 : القُمْقُمُ: الجَرَّة. والقُمْقُم: ضرب من الأَواني. والقُمْقُمُ: ما يُسْتَقى به من نحاس, والقُمقم: ما يسخن فيه الماء، وهو من نحاس وغيره, ويكون ضيّق الرأْس, والقُمْقُم: الحُلْقوم.
وفي المثل: على هذا دارَ القُمْقُم، أي: إلى هذا صار معنى الخبر, يُضرب للرجل إذا كان خبيراً بالأَمر, وكذلك قولهم: على يَديَّ دارَ الحديثُ, والجمع: قَماقِمُ. والقِمْقِم: البُسْر اليابس, بالكسر, وقيل: هو ما يبس من البُسر إذا سقط اخضرّ ولانَ.

19 : الجَوْد: مصدرٌ، والمطر الغزير، أو ما لا مطر فوقه، وهو جمع جائد، وقد يأْتِي وصفًا فيُقال: هاجت لنا سماءٌ جَوْدٌ، ومُطِرنا مطرًا جَوْدًا، والْجُود: إفادة ما ينبغي، لا لِعوضٍ، وهو صفةٌ ذاتيَّةٌ للجوَّاد، ولا يُسْتَحَقُّ بالاستحقاق ولا بالسؤال، والكرم مسبوقٌ باستحقاق السائل والسؤال منه.
والجَيِّدُ: ككَيِّس: ضِدُّ الرَّدِيءِ، والجمع: جِيادٌ وجِياداتٌ وجَيائِدُ، وجادَ يَجُودُ جُودَةً وجَوْدَةً: صارَ جَيِّداً، وأجادَهُ غيرُهُ وأجْوَدَهُ. وجادَ وأجادَ: أتَى بالجَيِّدِ، فهو مِجْوادٌ, واسْتَجادَهُ: وجَدَهُ أو طَلَبَه جَيِّداً.
والْجُود: السخاءِ، والجَوادُ: السَّخِيُّ والسَّخِيَّةُ والجمع: أجْوادٌ وأجاوِدُ وجُوُدٌ، كقُذُلٍ، وجُوَدَاءُ، وقد جادَ جُوداً، واسْتَجادَه: طَلَبَ جُودَهُ، فأَجادَه دِرْهَماً: أعطاهُ إياهُ
وفَرَسٌ جَوادٌ: بَيِّنُ الجُودَة بالضم رائِعٌ، والجمع: جِيادٌ، وقَد جادَ في عَدْوِهِ جُودَةً وجَوْدَةً وجَوَّدَ وأجْوَدَ، واسْتَجادَ: الفَرَسَ طَلَبَه جَوَاداً، والجَوْدُ: المَطَرُ الغَزيرُ، جمعُ جائِدٍ وهاجَتْ سَماءٌ جَوْدٌ، ومَطَرتانِ جَوْدانِ، وجِيدَتِ الأرضُ وأُجيدَتْ فهي مَجُودةٌ، وجادتِ العيْنُ جَوْداً وجُؤُداً: كثُرَ دَمْعُها، وجاد بنَفْسهِ: قَاربَ أن يَقضِيَ، وحتْفٌ مُجيدٌ: حاضرٌ. والْجُوْدُ، بالضم: الجُوعُ.
ويقال: جوّد في عدوه تجويداً، و جَاد المطر جَوْداً، وَبَلَ فهو جَائد، والجمع جَوْد، مثل صاحب وصَحْب، وجادهم المطر يَجُودهم جَوْداً، ومطرٌ جَوْد بَيِّنُ الجَوْد غزيز، وقيل : الجود من المطر: الذي لا مطر فوقه البتة، وأَجاده: قتله. وجاد بنفسه عند الموت، يَجُودُ جَوْداً، و جووداً قارب أَن يِقْضِيَ; ويقال: هو يجود بنفسه إِذا كان في السياق، والعرب تقول: هو يَجُود بنفسه ، معناه يسوق بنفسه.

20 : القَهْقَرُ و القَهْقَرُّ بتشديد الراء: الحجر الأَمْلَسُ الأَسود الصُّلْبُ, والقَهْقَرة: الصَّخْرة الضخمة, وجمعها أَيضاً قَهْقَرٌ.
والقَهْقَرَى: الرجوع إِلى خلف, فإِذا قلت: رَجَعْتُ القَهْقَرَى، فكأَنك قلت: رجعت الرجوعَ الذي يعرف بهذا الاسم، لأَن القَهْقَرَى ضرب من الرجوع; و قَهْقَر الرجلُ في مِشْيَته: فعل ذلك. و تَقَهْقَر: تَراجَعَ على قفاه. ويقال : رجع فلانٌ القَهْقَرَى. والرجل يُقَهْقِرُ في مِشْيَته: إِذا تَراجَعَ على قفاه قَهْقَرة.
والقَهْقَرَى : مصدر قَهْقَرَ: إِذا رجع على عقبيه. وإِذا ثَنَّيْتَ القَهْقَرَى والخَوْزَلى ثَنَّيْتَه بإِسقاط الياء فقلت: القَهْقَرانِ والخَوْزَلانِ, استثقالاً للياء مع أَلف التثنية، وياء التثنية, والقَهْقَرَى: الإرتداد. وقيل: إِنه من باب القَهْرِ.

21 : سَفَرَ البيتَ وغيره يَسْفِرُه سَفْراً: كنسه. والمِسْفَرَةُ: المِكْنَسَةُ, وأَصله الكشف. وقد سَفَرَه: كَشَطَه . وسَفَرَت الريحُ الغَيْمَ عن وجه السماء سَفراً فانْسَفَرَ: فَرَّقَتْه فتفرق، وكشطته عن وجه السماء.
و السَّفَرُ: خِلافُ الحَضَرِ , وهو مشتق من ذلك لما فيه من الذهاب والمجيء كما تذهب الريح بالسفير من الورق وتجيء, والجمع: أَسفار. ورَجُلٌ سافرٌ: ذو سَفَرٍ, وليس على الفِعْل لأَنه لم يُرَ له فِعْلٌ; وقومٌ سافِرَةٌ و سَفْرٌ و أَسْفَارٌ و سُفَّارٌ، وقد يكون السَّفْرُ للواحد.
و المُسافِرُ كالسَّافِر،. وتُتُبّعَتْ أَسْفَارُهم بالحجارة; يعني المُسافِرَ منهم, يقول: رُمُوا بالحجارة حيث كانوا، يقال: رجل سَفْرٌ، وقوم سَفْرٌ, ثم أَسافر: جمع الجمع، وكثرت السَّافِرَةُ بموضع كذا أَي: المسافرون، والسَّفْر: جمع سافر كما يقال: شارب وشَرْبٌ, ويقال: رجل سافِرٌ وسَفْرٌ أَيضاً. والسَّفَرُ: قطع المسافة, والجمع الأَسفار، و المِسْفَرُ: الكثير الأَسفار القويُّ عليها.
و السِّفْرُ: بالكسر: الكتاب, وقيل: هو الكتاب الكبير, والجمع: أَسْفارٌ، والسَّفَرَةُ: الكَتَبَةُ, واحدهم: سافِرٌ، وهو بالنَّبَطِيَّةِ: سافرا. وسَفَرْتُ الكتابَ أَسْفِرُهُ سَفْراً. وقوله تعالى: [كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا]. الأَسفار: الكتب الكبار، واحدها سِفْرٌ، أَعْلَمَ اللهُ تعالى: أَن اليهود مَثَلُهم في تركهم استعمالَ التوراة وما فيها، كَمَثَلِ الحمارُ يُحْمَل عليه الكتب, وهو لا يعرف ما فيها ولا يعيها. والسَّفَرَةُ : كَتَبَة الملائكة الذين يحصون الأَعمال. و السافِرُ في الأَصل: الكاتب , سمي به لأَنه يبين الشيء ويوضحه.

22 : التَّيْمُ: أَن يَسْتَعْبده الهَوَى، وقد تامَه؛ ومنه تَيْمُ الله: وهو ذَهابُ العقل من الهَوى، ورجل مُتَيَّم. وقيل: التَّيم: ذهاب العقل وفساده؛ و مُتَيَّم: أَي مُعَبَّد مُذَلَّل. و تيَّمَه الحبُّ: إِذا اسْتولى عليه. قال الأَصمعي: تَيَّمَتْ فلانةُ فلاناً تُتَيِّمهُ، و تامَتْه تَتِيمُه تَيْماً: فهو مُتَيَّم بالنساء، و مَتِيمٌ بهنَّ. وقيل: المُتَيَّم: المُضَلَّل؛ ومنه قيل للفَلاة تَيْماء، لأَنه يُضَلُّ فيها. وأَرض تَيْماءُ: مُضِلَّة مُهْلِكة، وقيل: وقال الأَصمعي: التَّيْماء: التي لا ماء بها من الأَرَضِين ، ونحو ذلك. وتامَ: إِذا عَشِق، و تامَ: إِذا تَخَلَّى من الناس. و التَّيم: العبد ، وتَيمُ الله منه، كما تقولُ عبد الله.

23 : كمم، الكُمُّ: كمُّ القَمِيص، والكُمُّ من الثوب: مَدْخَل اليد ومَخْرَجُها, والجمع أَكْمام لا يكسَّر على غير ذلك, وقيل في جمعه: كِمَمة مثل حُبٍّ وحِبَبةٍ. و أَكَمَّ القَميص: جعل له كُمَّين. وكُمُّ السبُع: غِشاء مَخالِبه. والكُمُّ: للطَّلْعِ. وقد كُمِّتِ النَّخلة, على صيغة ما لم يسم فاعله, كَمّاً و كُمُوماً، وكُمُّ كل نَوْر: وِعاؤه, والجمع أَكْمام و أَكامِيم، وهو الكِمام، وجمعه: أَكِمَّةٌ. والكُمُّ: كُمُّ الطلع, ولكل شجرة مُثمرة كُمٌّ, وهو بُرْعُومته. وكِمامُ العُذوق: التي تجعل عليها, واحدها كُمٌّ. والكُمَّةُ: كلُّ ظَرْف غطيَّت به شيئاً وأَلْبسته إياه فصار له كالغِلاف, ومن ذلك أَكمام الزرع: غُلُفها التي يَخرج منها. وأَكمامُ النخلة: ما غَطى جُمّارَها من السَّعَف والليف والجِذْع. وكلُّ ما أَخرجته النخلة فهو ذو أَكمام, فالطَّلْعة كُمُّها قشرها, ومن هذا قيل للقَلَنْسُوة كُمَّة، لأنها تُغَطِّي الرأْس, ومن هذا كُمّا القميص لأنهما يغطيان اليدين; و الكِمّ بالكسر, والكِمامة: وِعاءُ الطلع وغِطاءُ النَّور, والجمع كِمام وأَكِمَّة وأَكمام.

24 : المَرْجع : الرّجُوع، ومحل الرجوع، وهو في الأصْل: أُسفل الكتف، وما: ما يرجَع إليه في علم أو أدبٍ من عالِم أوكتاب؛ والجمع: مراجِع.
ورَجَع يَرْجِع رَجْعاً، و رُجُوعاً و رُجْعَى و رُجْعاناً و مَرْجِعاً و مَرْجِعةً: انصرف. والمَرجِع: مصدر على فُعْلى; وفي القرآن الكريم: [إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا] أَي: رُجُوعكم; وهذا فيما جاء من المصادر التي من فَعَلَ يَفْعِل على مَفْعِل، بالكسر، ولا يجوز أَن يكون ههنا اسمَ المكان لأَنه قد تعدَّى بإِلى، وانتصبت عنه الحالُ، واسم المكان لا يتعدَّى بحرف ولا تنتصب عنه الحال إِلا أَنّ جُملة الباب في فَعَلَ يَفْعِل أَن يكون المصدر على مَفْعَل، بفتح العين. و راجَع الشيءَ ورَجع إِليه; ورَجَعْته أَرْجِعه رَجْعاً و مَرْجِعاً و مَرْجَعاً و أَرْجَعْتُه في لغة هذيل.
ورَجْعُ الجَوابِ ورَجْع الرَّشْقِ في الرَّمْي: ما يَرُدُّ عليه. و الرَّواجِعُ: الرِّياح المُخْتلِفَةُ لمَجِيئها وذَهابها. والرَّجْعُ و الرُّجْعَى و الرُّجْعان و المَرْجُوعَةُ و المَرْجُوعُ: جواب الرسالة; و رُجْعان الكتاب: جَوابه. يقال: رجَع إِليَّ الجوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً ورُجْعاناً. ويقال: ما كان من مَرْجُوعِ أَمر فلان عليك أَي من مَردُوده وجَوابه. ورجَع إِلى فلان من مَرْجوعِه كذا : يعني رَدّه الجواب. ومتاع مُرْجِعٌ : له مَرْجُوع.

25 : المَصْدَرُ: ما يصْدُر عنه الشيْءُ؛ والشمسُ هي مَصْدر النّور في النهار. والمصدر: موضع الصُّدور؛ ومصدر الأخبار، ومصدر الطَّاقةِ. والمصدر في اللغة العربية: هو كلمة تدلّ على الحدث من غير زمان؛ مثل كلمة خروج: هي مصدر. والمَصادِرُ: هي الأصول من المؤلَّفات الّتي يُرجَعُ إليها مثل مصادر الشعر الجاهلي. المصادر والمراجع بالنسبة إلى دراسةٍ ما هي: البِيبلُيوغَرَافيَا والجمع: مصادِرُ.
و التَّصَدُّر: نصْب الصَّدْر في الجُلوس. وصَدَّر كتابه: جعل له صَدْراً; و صَدَّره في المجلس فتصدَّر، وتصدَّر الفرسُ وصَدَّر, كلاهما: تقدَّم الخيلَ بِصَدره.
يقال: صَدَرَ القوم عن المكان أَي: رَجَعُوا عنه, وصَدَرُوا إِلى المكان صاروا إِليه; والوارِدُ: الجائِي, و الصَّادِرُ المنصرف، والمَصْدَرُ: أَصل الكلمة التي تَصْدُرُ عنها صَوادِرُ الأَفعال, وتفسيره: أَن المصادر كانت أَول الكلام, كقولك: الذّهاب والسَّمْع والحِفْظ, وإِنما صَدَرَتِ الأَفعال عنها, فيقال: ذهب ذهاباً، وسمِع سَمْعاً وسَمَاعاً، وحَفِظ حِفْظاً.

26 : الحَنَكُ من الإنسان والدابة: باطن أَعلى الفم من داخل، وقيل: هو الأَسفل في طرف مقدّم اللَّحيْين من أَسفلهما، والجمع أَحْناك لا يكسّر على غير ذلك. وقيل: الحَنَكُ: الأَسفل، والفَقْمُ: الأَعلى من الفم، والحَنَكان: الأَعلى والأسفل ، فإذا فصلوهما لم يكادوا يقولون للأَعْلى حَنَك.
و حَنَّكَ الدابة: دلَكَ حَنَكَها فأَدماه. و المِحْنَكُ و الحِناكُ: الخيط الذي يُحنََّك به. والتَّحْنِيك: أَن تمضغ التمر، ثم تدلُكه بحَنَك الصبي داخل فمه; يقال منه : حَنَكْتُه و حَنَّكْتُه فهو مَحْنوك و مُحَنَّك.
وحَنَكَ الدابةَ يَحنِكها و يَحْنُكها: جعل الرَّسَنَ في فيها من غير أَن يشتق من الحنك; واسْتَحْنك الرجلُ: قوي أَكله واشتد بعد ضعف وقلة،

والتَّحَنُّك: التَّلَحِّي، وهو أَن تدير العمامة من تحت الحَنَك. والحُنْكةُ: السِّنّ والتجربة والبصر بالأُمور. وحَنَكَتْه التّجارِبُ والسِّنّ حَنْكاً و حَنكاً وأَحْنَكَتْه وحَنَّكَتْه، واحْتَنَكَتْهُ: هَذَّبته، وقيل ذلك أَوان نبات سن العقل، والاسم: الحُنْكة و الحُنْك و الحِنْك.
وحَنّكَته السِّنُّ: إذا نبت أَسنانه التي تسمى أَسنان العقل، وحَنّكتْه السنُّ: إذا أَحكمتْه التجارِبُ والأُمور، فهو مْحَنَّك و مُحْنَك، والجمع هم: أَهل الحُنْك و الحِنْك والحُنْكة، أَي: أَهل السن والتجارِبِ. واحْتَنك الرجلُ أي: استحكم. وحَنَّكَتْك الأُمور أَي: راضتك وهذبتك، يقال بالتخفيف والتشديد، وأَصله من حَنَكَ الفَرس يَحْنُكه: إذا جعل في حَنَكه الأَسفل حبلاً يقوده به. ورجل مُحْتَنَك و حَنيك: مُجَرَّب كأَنه على حُنِّك وإِن لم يستعمل. وحَنَكْتُ الشيءَ: فهمته وأَحكمته. ورجل حُنُك، وامرأَة حُنُكة: إذا كانا لبيبين عاقلين ورجل مُحَنَّك: وهو الذي لا يُسْتَقَلّ منه شيء مما قد عضته الأُمور. و المُحْتَنَك: الرجل المتناهي عقله وسنه. والحُنُك: العقلاء جمع حَنِيك. يقال: رجل مَحْنوك و حَنِيك و مُحْتَنَك و مُحَنَّك: إذا كان عاقلاً. والحَنيك: الشيخ;

و الحَنَكَةُ: الرَّابِيةُ المشرفة من القُفّ. يقال: أَشرف على هاتِيك الحنَكة، وهي نحو الفَلَكَةِ في الغلظ. والحَنَكُ: آكامٌ صغار مرتفعة كرفعة الدار المرتفعة، وفي حجارتها رخاوة وبياض كالكَدَّان. والحُنْكة و الحِناك: الخشبة التي تضم الغَراضِيف، وقيل: هي القِدَّةُ التي تضم غراضيف الرحْل.

27 : العنيدُ: المُعْرِضُ عن طاعة الله تعالى. وعَنَدَ الرجلُ يَعْنُد عَنْداً و عُنُوداً و عَنَداً: عتا وطَغَا وجاوزَ قَدْرَه. ورجل عَنِيدٌ عانِدٌ, وهو من التجبُّرِ. والعَنُودُ و العَنِيدُ: بمعنىً وهما فَعِيلٌ وفَعُولٌ بمعنى فاعل أَو مُفاعَل. و عنَدَ عن الحق وعن الطريق يَعْنُدُ و يَعْنِدُ: مالَ. والمُعانَدَةُ و العِنادُ: أَن يَعْرِفَ الرجلُ الشيء فيأْباه ويميل عنه.
قال ابن منظور في لسان العرب: وكان كفر أَبي طالب مُعاندة لأَنه عرف وأَقرَّ وأَنِفَ أَن يقال: تَبِعَ ابن أَخيه, فصار بذلك كافراً. و عانَدَ مُعانَدَةً أَي: خالف وردَّ الحقَّ وهو يعرفه, فهو عَنِيدٌ و عانِدٌ.
والمُعانِدُ هو: المُعارِضُ بالخلاف لا بالوِفاقِ, وهذا الذي تعرفه العوام, وقد يكون العِنادُ: معارضةً لغير الخلاف, و أَعْنَدَ الرجلُ: عارَضَ بالخلاف. و أَعْنَدَ: عارَض بالاتفاق. و عانَدَ البعيرُ خِطامَه: عارضَه. و عانَدَه معانَدَةً و عِناداً: عارَضَه.

28 : جَذَرَ الشيءَ يَجْذُرُه جَذْراً: قطعه واستأْصله. و جَذْرُ كل شيء: أَصلُه. و الجَذْرُ: أَصل اللسان، وأَصل كل شيء.
و الجُؤْذُرُ والجُوذَرُ: ولد البقرة الوحشية، والجمع: جآذِرُ. وبقرة مُجْذِرٌ: ذات جُؤْذَر; وجمع تكسيره على جَواذِرَ، فإِن كان ذلك فَجُؤْذُر فُؤْعُلٌ، وجُؤْذَرٌ فُؤْعَلٌ. ويكون جُوذُرٌ وجُوذَرٌ مخففاً من ذلك تخفيفاً بدلياً أَو لغة فيه. وحكى ابن جني أَن جَوْذَراً على مثال كَوْثَرٍ لغة في جُوذَرٍ، وهذا مما يشهد له أَيضاً بالزيادة لأَن الواو ثانِيةً لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة. و الجَيْذَرُ: لغة في الجَوْذَرِ. قال ابن سيده: وعندي أَن الجَيْذَرَ والجَوْذَر عربيان، والجُؤْذُر والجُؤْذَر فارسيان.

29 : صالَ على قِرْنِه صَوْلاً و صِيالاً و صُؤُولاً و صَوَلاناً و صالاً و مَصالةً: سَطا; والصَّؤُول من الرجال: الذي يَضْرب الناسَ ويَتَطاول عليهم; و صالَ عليه: إِذا اسْتطال. و صالَ عليه: وَثَبَ. صَوْلاً وصَوْلةً. يقال: رُبَّ قَوْلٍ أَشَدّ من صَوْل. والمُصاوَلَةُ المُواثَبة, وكذلك الصِّيالُ و الصِّيالة، ويَتَصاولانِ أَي: يَتَواثَبانِ. والصَّولة: الوَثْبة.

30 : الغَضْفَرُ: الجافي الغليظ، والغَضَنْفرُ: الغليظ المُتَغَضِّن؛ وأُذُنٌ غضَنْفَرةٌ: غليظة كثيرة الشعر؛ وهي التي غلظت وكثر لحمها. وأَسد غَضَنْفَر: غليظ الخَلْقِ مُتَغَضِّنه. ورجل غَضَنْفَرٌ: إذا كان غليظاً أَو غليظ الجثّة، وأَصله: الغَضْفَر، والنون زائدة. وفي نوادر الأَعراب: بِرْذَوْنٌ نَغْضَلٌ وغَضَنْفَرٌ، وقد غَضْفَرَ وقَنْدَلَ: إِذا ثَقُل.

31 : أمرجت: المَرْجُ: الفضاء، وقيل: المَرْجُ: أَرضٌ ذاتُ كَلإٍ تَرْعَى فيها الدوابُّ؛ وقيل: أَرضٌ واسعةٌ فيها نبت كثير تَمْرُجُ فيها الدوابُّ، والجمع: مُروجٌ.
وفي الصحاح: المَرْجُ: الموضع الذي تَرعى فيه الدوابُّ. و مَرَجَ الدابَّةَ يَمْرُجُها: إِذا أَرسلَها تَرعى في المرج. و أَمْرَجَها: تركها تذهب حيث شاءت، وقيل: مرج دابته: خَلاَّها، وأَمْرَجَها: رَعاها. وإِبلٌ مَرَجٌ: إِذا كانت لا راعي لها وهي ترعى. ودابة مَرَجٌ، لا يثنى ولا يجمع.
و المَرَجُ بالتحريك: مصدر قولك مَرِجَ الخاتم في إِصْبَعِي مَرَجاً: أَي قَلِقَ، ومَرَجَ، والكسر أَعلى مثل جَرِجَ؛ ومَرِجَ السهمُ ، كذلك.
وأَمْرَجَه الدم: إِذا أَقْلَقَه حتى يسقط. وسهم مَرِيجٌ: قَلِقٌ . و المَرِيجُ: المُلْتَوي الأَعْوَجُ. ومَرِجَ الأَمرُ مَرَجاً فهو مارِجٌ ومَرِيجٌ: الْتَبَسَ واخْتلَط. وكذلك مَرَجُ العُهُودِ: اضْطِرابُها وقِلَّةُ الوفاء بها؛ وأَصل المَرَجِ: القَلَقُ. وأَمْرٌ مَرِيجٌ أَي: مختلِطٌ. وغُصْن مَرِيجٌ: مُلْتَوٍ مُشْتبك، وأَمْرَجَ عَهْدَهُ: لم يَفِ به. ومَرِجَ الناسُ: اختلطوا. ومَرِجَتْ أَماناتُ الناس: فسدت، ومنه الهَرْجُ و المَرْجُ ويقال : إِنما يسكن المَرْجُ لأَجل الهَرْجِ، ازْدِواجاً للكلام. والمَرَجُ: الفِتْنَةُ المُشْكِلةُ.
ورجل مَرّاجٌ: يَزيدُ في الحديثِ؛ وقد مَرَجَ الكَذِبَ يَمْرُجُه مَرْجاً. وأَمْرَجَتِ الناقةُ، وهي مُمْرِجٌ: إِذا أَلْقَتْ ولَدَها بعدما صارَ غِرْساً ودَماً.

32 : الخَوْدُ: الفتاة الحسنة الخَلق الشابة ما لم تصر نَصَفاً; وقيل: الجارية الناعمة, والجمع: خَوْدات و خُود بضم الخاء, مثل رمح لَدْن ورِماح لُدْن، ولا فعل له. والتَّخْويد: سرعة السير,

33 : العَصْر و العِصْر و العُصْر و العُصُر: الدهر. والجمع: أَعْصُرٌ وأَعْصار وعُصْرٌ وعُصورٌ؛ والعَصْران: الليل والنهار. والعَصْر الليلة. والعَصْر اليوم.
والمُعْصِر: التي بَلَغَتْ عَصْرَ شبابها وأَدركت, وقيل : أَول ما أَدركت وحاضت, يقال: أَعْصَرَت كأَنها دخلت عصر شبابها؛ والجمع: مَعاصِرُ و مَعاصِيرُ؛ ويقال: هي التي قاربت الحيض لأَنّ الإِعصارَ في الجارية كالمُراهَقة في الغُلام, وقيل: المُعْصِرُ: هي التي راهقت العِشْرِين, وقيل : المُعْصِر: ساعة تَطْمِث، أَي تحيض لأَنها تُحْبَسُ في البيت, يجعل لها عَصَراً، وقد عَصَّرَت و أَعْصَرَت، ويقال: أَعْصَرَت الجارية وأَشْهَدَت وتَوضَّأَت: إِذا أَدْرَكَت. فهي مُعْصِرٌ: بلغت عُصْرةَ شبابِها وإِدْراكِها؛ بلغت عَصْرَها وعُصورَها؛ وعَصَرَ العِنَبَ ونحوَه: مما له دُهْن أَو شراب أَو عسل يَعْصِرُه عَصْراً فهو مَعْصُور وعَصِير، و اعْتَصَرَه: استخرج ما فيه, وقيل: عَصَرَه: وَليَ عَصْرَ ذلك بنفسه, واعْتَصَره إِذا عُصِرَ له خاصة, واعْتَصَر عَصِيراً اتخذه, وقد انْعَصَر وتَعَصَّر، وعُصارةُ الشيء وعُصارهُ، وعَصِيرُه: ما تحلَّب منه إِذا عَصَرْته؛ و المُعْصِرات: السحاب فيها المطر, وقيل: المُعْصِر السحابة التي قد آن لها أَن تصُبّ؛ وجارية مُعْصِرٌ منه. وقال الفراء: السحابة المُعْصِر: التي تتحلَّب بالمطر، ولمَّا تجتمع مثل الجارية المُعْصِر قد كادت تحيض ولمّا تَحِضْ, وقال قوم: إِن المُعْصِرات: الرِّياحُ ذوات الأَعاصِير.

عاشق من فلسطين
05/12/2004, 14:34
حلوة كتير بس نازعها بالهوامش ....وأنا برأيي ماكان في داعي لشرح الكلمات والصور ...خلي كل واحد يفهمها بطريقتو لأنو رح يحبها أو يكرها بالطريقة اللي رح يفهمها فيها ....ونصيحتي بعمرك لا تشرح قصيدة لحدا لأنو أحلى شي بالشعر تنوعو ومخاطبتو لعدة أبعاد ..
فالقصيدة بتعني للشاعر شي وللكل قارئ شي وأنت لما بتشرح معنى القصيدة بتقيد القارئ ....
وبالنهاية هي نصيحة وممكن تاخود فيها وممكن لا ...
لأنو كل واحد الو وجهة نظر..والقصيدة حلوة كتير...يسلم أيديك

Hus
05/12/2004, 21:13
قصيدة رائعة دكتور ..
حلوي بجد وحلوي كتير وانا فعلا مبسوط انو لسا بعد في شعراء على دراي عالية باللغة العربية .. ولسا بيعرفو للبحور وبيكتبو على اساسها ..
شكرا كتييير :D :D

الدغيم
05/12/2004, 22:03
حلوة كتير بس نازعها بالهوامش ....وأنا برأيي ماكان في داعي لشرح الكلمات والصور ...خلي كل واحد يفهمها بطريقتو لأنو رح يحبها أو يكرها بالطريقة اللي رح يفهمها فيها ....ونصيحتي بعمرك لا تشرح قصيدة لحدا لأنو أحلى شي بالشعر تنوعو ومخاطبتو لعدة أبعاد ..
فالقصيدة بتعني للشاعر شي وللكل قارئ شي وأنت لما بتشرح معنى القصيدة بتقيد القارئ ....
وبالنهاية هي نصيحة وممكن تاخود فيها وممكن لا ...
لأنو كل واحد الو وجهة نظر..والقصيدة حلوة كتير...يسلم أيديك

تحية طيبة
أشكرك على ملاحظاتك، كما أشكرك على قراءة الموضوع، ولك أزكى تحياتي

الدغيم
05/12/2004, 22:06
قصيدة رائعة دكتور ..
حلوي بجد وحلوي كتير وانا فعلا مبسوط انو لسا بعد في شعراء على دراي عالية باللغة العربية .. ولسا بيعرفو للبحور وبيكتبو على اساسها ..
شكرا كتييير :D :D

تحية طيبة
وأنا أشكرك أكثر، وأطمئنك أن الدنيا مازالت بخير، واللغة محفوظة، وبحور الشعر غير آسنة
ولك أزكى تحياتي

الدغيم
06/12/2004, 15:32
aloha i am so s: aloha i am so s:
تحية طيبة
لقد تم تعديل أحد أبيات القصيدة، فأصبح على الشكل التالي

وَالْحُسْنُ لَوْ رَفَسَ الْبِحَاْرَ لَسُجِّرَتْ(31)
وَالْحُبُّ لَوْ لَمَسَّ السَّحَاْبَ لأَمْطَرَاْ

31 : سَجَرَه يَسْجُرُه سَجْراً و سُجوراً و سَجَّرَه: ملأَه. وسَجَرْتُ النهَرَ: ملأْتُه. وقوله تعالى: [وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ] سورة التكوير، الآية:6، أَي: فاضت، وأَفضى بعضها إِلى بعض، فصارت بحراً واحداً، ومُلِئَت ناراً. وقوله تعالى: [وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ] سورة الطور، الآية:6، المسجورُ بالنار أَي: مملوء. وقد سَكَرْتُ الإِناء وسَجَرْته: إِذا ملأْته; وقال الزجاج: قرئ: سُجِّرت وسُجِرَت , ومعنى سُجِّرَت: فُجِّرَت, وسُجِرَت: مُلِئَتْ; وقيل: بحر مسجورٌ، ومفجورٌ. ويقال: سَجَّرْ هذا الماءَ أَي: فَجّرْه حيث تُرِيدُ. وسُجِرَت الثِّماد. سَجْراً: مُلِئت من المطر وكذلك الماءُ، سُجْرَة، والجمع: سُجَر، ومنه البحر المسجور، و الساجر: الموضع الذي يمرّ به السيل فيملؤه, على النسب, أَو يكون فاعلاً في معنى مفعول, والساجر: السيل الذي يملأ كل شيء. وسَجَرْت الماء في حلقه: صببته; والساجر: الموضع الذي يأْتي عليه السيل فيملؤه، وبئر سَجْرٌ: ممتلئة، والمَسْجُورُ: الفارغ من كل ما تقدم, ضِدٌّ; فالمسجور: يكون المَمْلُوءَ، ويكون: الذي ليس فيه شيء. والسَّجْرُ: إيقادك في التَّنُّور، تَسْجُرُه بالوَقُود سَجْراً. و السَّجُورُ: اسم الحَطَب. و سَجَرَ التَّنُّورَ: يَسْجُرُه سَجْراً أَوقده وأَحماه، والسَّجُورُ: ما أُوقِدَ به. وشَعْرٌ مُنْسَجِرٌ وَ مَسْجُورٌ: مسترسل; واللؤلؤُ المَسْجُورُ: المنظومُ المسترسل; وشعر مُسَجَّرٌ: مُرَجَّلٌ. وسَجَرَ الشيءَ سَجْراً: أَرسله, و المُسَجَّرُ الشعَر: المُرْسَل; ولؤلؤة مَسْجُورَةٌ: كثيرة الماء.
قال الأَصمعي: إِذا حنَّت الناقة فَطَرِبَتْ في إِثر ولدها قيل: سَجَرَت الناقةُ، تَسْجُرُ سُجوراً وسَجْراً ومَدَّتْ حنينها. وقد يستعمل السَّجْرُ في صَوْتِ الرَّعْدِ. والساجِرُ والمَسْجُورُ الساكن.
و الساجُورُ: القِلادةُ أَو الخشبة التي توضع في عنق الكلب. وسَجَرَ الكلبَ والرجلَ يَسْجُرُه سَجْراً: وضع الساجُورَ في عنقه; ويقال: كلبٌ مُسَوْجَرٌ: أَي مُقَيَّداً مغلولاً. وكلب مَسْجُورٌ: في عنقه ساجورٌ. وعين سَجْراءُ بَيِّنَةُ السَّجَرِ: إِذا خالط بياضها حمرة، وبعضهم يقول: إِذا خالطت الحمرة الزرقة فهي أَيضاً سَجْراءُ، وقيل: هي كُدْرَة في باطن العين من ترك الكحل.

aloha i am so s:

عاشق من فلسطين
07/12/2004, 19:11
تحية طيبة
أشكرك على ملاحظاتك، كما أشكرك على قراءة الموضوع، ولك أزكى تحياتي

على راسي وشكرا" الك على روحك الرياضية
وأحلى تحية

الدغيم
08/12/2004, 16:17
تحية طيبة
أشكرك على ملاحظاتك، كما أشكرك على قراءة الموضوع، ولك أزكى تحياتي

على راسي وشكرا" الك على روحك الرياضية
وأحلى تحية

وأنا أشكرك، وأهلا وسهلا بك

راجيا من الله الحرية لفلسطين والفلسطينيين، وكل أرض يحتلها الغاصبون

الدغيم
13/12/2004, 00:13
:aah:
قصيدة اليوم العالمي لحقوق الإنسان
شعر، د. محمود السيد الدغيم
لندن: الجمعة 10 / 12 / 2004م

هَضَمُوْا(1) حُقُوْقَكَ أَيُّهَا الإِنْسَاْنُ
وَلأَكْلِ لَحْمِكَ سُنَّتِ الأَسْنَاْنُ

فَبَكَتْ عَلَيْكَ كَرَاْمَةٌ مَهْدُوْرَةٌ
وَبَكَىْ عَلَيْكَ الْقَوْسُ، وَالْمِيْزَاْنُ

بَكَتِ الشَّجَاْعَةُ، وَالْعَدَاْلَةُ، وَالتُّقَىْ
وَالْخَيْرُ، وَالإِخْلاْصُ، وَالإِيْمَاْنُ

وَبَكَتْ عَلَيْكَ الْقُدْسُ مِنْ أَحْزَاْنِهَاْ
وَبَكَىْ الْعِرَاْقُ عَلَيْكَ وَالشِّيْشَاْنُ

وَبَكَىْ عَلَيْكَ النَّجْمُ، وَالْبَدْرُ الَّذِيْ
نَاْحَتْ لأَجْلِ نُوَاْحِهِ الْجِيْرَاْنُ

وَبَكَتْ عَلَيْكَ الطَّيْرُ فِيْ أَعْشَاْشِهَاْ
وَتَرَنَّحَتْ لِبُكَاْئِهَا الأَغْصَاْنُ

وَبَكَىْ عَلَيْكَ الصَّخْرُ، رُغْمَ صَلاْبَةٍ
وَتَعَكَّرَتْ مِنْ حُزْنِهَا الْبُلْدَاْنُ

وَبَكَىْ عَلَىْ مَاْ ضَاْعَ مِنْكَ مُكَاْفِحٌ
وَتَأَلَّمَ النُّبَلاْءُ، وَالشُّجْعَاْنُ

وَرَعِيَّةٌ مَنْكُوْبَةٌ، مَظْلُوْمَةٌ
كُبْرَىْ؛ تَشِيْبُ لِذُلِّهَا الْوِلْدَاْنُ

ذُلَّتْ، وَذَلَّتْهَاْ عَسَاْكِرُ طُغْمَةٍ
مَلْعُوْنَةٍ، فَتَضَعْضَعَتْ أَرْكَاْنُ

وَهَوَتْ صُرُوْحُ الْعَدْلِ بَعْدَ سِيَاْدَةٍ
زَاْلَتْ، وَخَاْنَ عُهُوْدَهَا الْغِلْمَاْنُ

هُمْ عَسْكَرٌ، وَنُفُوْسُهُمْ أَمَّاْرَةٌ
بِالسُّوْءِ، وَالْحَمْقَىْ لَهُمْ أَعْوَاْنُ

مِنْ مَعْشَرِ الأَوْغَاْدِ فِيْ أَوْطَاْنِهِمْ
سَلْبُ الْحُقُوْقِ لِرَهْطِهِمْ عُنْوَاْنُ

وَشِعَاْرُهُمْ: إِنَّ الْحُقُوْقَ غَنِيْمَةٌ
وَبِلاْدُهُمْ لِلُصُوْصِهِمْ مَيْدَاْنُ

سَرَقُوْا مِنَ الأَطْفَاْلِ أَحْلَىْ بَسْمَةٍ
وَتَكَاْثَرَتْ مِنْ سُوْئِهِمْ أَضْغَاْنُ

فَفِعَاْلُهُمْ صَاْرَتْ دَلِيْلَ خِيَاْنَةٍ
فِعْلُ اللُّصُوْصِ عَلَى الأَذَىْ بُرْهَاْنُ

سَلْبٌ، وَنَهْبٌ حَسْبَمَاْ يَحْلُوْ لَهُمْ
وَكِرَاْمُنَاْ - لِلِئَاْمِهِمْ - عُبْدَاْنُ

مَذْمُوْمَةٌ أَفْعَاْلُهُمْ، مَرْذُوْلَةٌ
أَقْوَاْلُهُمْ، وَالْعُرْفُ، وَالْوِجْدَاْنُ

ذَلُّوْا الْعِبَاْدَ، وَهَرَّبُوْا أَرْزَاْقَهُمْ
فَتَكَاْثَرَ الإِجْحَاْفُ، وَالْخُسْرَاْنُ

وَتَسَلْطَنَ الْفَقْرُ الْمُذِلُّ لأَهْلِهِ
فِيْ عَهْدِهِمْ، وَتَهَاْفَتَ السُّلْطَاْنُ

والْعَسْكَرُ الأَذْنَاْبُ خَاْنُوْا دُوْنَ مَاْ
سَبَبٍ، فَدَاْسَتْ أَرْضَنَا الْغِيْلاْنُ

وَتَضَعْضَعَ الأَمْنُ الْمُزَيَّفُ، وَارْتَخَتْ
أَيْدِي الْحُمَاْةِ، وَأَسْفَرَ الْعُدْوَاْنُ

وَتَرَاْجَعَتْ كُلُّ الْفَضَاْئِلِ، وَانْطَلَتْ
حِيَلٌ، وَفَاْزَ الْخَـِبُّ(2)، والشَّيْطَاْنُ

وَتَحَوَّلَ الشَّعْبُ الْفَقِيْرِ مَرَاْكِباً
رَكِبَتْ عَلَىْ ضُعَفَاْئِهِ الرُّكْبَاْنُ

فَلِكُلِّ مَنْ سَفَكَ الدِّمَاْءَ مَرَاْكِبٌ
وَلِكُلِّ مَنْ هَدَمَ الْبُنَىْ(3) نِيْشَاْنُ(4)

وَلِكُلِّ صُعْلُوْكٍ(5) صَفِيْقٍ(6) صَفْقَةٌ
طُرِقَتْ لَهَا الطُّرُقَاْتُ، وَالشُّطْآنُ

حَتَّىْ تُهَرَّبَ مِنْ مَخَاْزِنِ أَهْلِهَاْ
وَيَحُوْزَهَا السِّمْسَاْرُ، وَالْقُرْصَاْنُ(7)

وَيَضِيْعَ حَقُّ الصَّاْبِرِيْنَ عَلَى الأَذَىْ
وَالصَّاْبِرَاْتِ، فَكُلُّهُمْ سِيَّاْنُ

حَيْثُ الرِّجَاْلُ غَنِيْمَةٌ، وَنِسَاْؤُهُمْ
غُنْمٌ(8) وَمَحْصُوْلُ النِّفَاْقِ هَوَاْنُ

وَحُثَاْلَةُ الأَقْوَاْمِ؛ قَاْمَتْ ضِدَّنَاْ
وَتَبَاْطَأَ الأَحْبَاْبُ وَالْخُلاْنُ

فَإِذَاْ بِأَصْحَاْبِ الْحُقُوْقِ أَذِلَّةٌ
تَعْدُوْا عَلَىْ أَوْطَاْنِهِمْ ذُؤْبَاْنُ(9)

وَتُهِيْنُ سُكَّاْنَ الْبِلاْدِ لأَنَّهُمْ
لاْنُوْا، فَصَاْلَ الْخَاْئِنُ الْخَوَّاْنُ

وَتَقَهْقَرُوْا، وَتَمَرْمَرُوْا(10)، وَتَهَجَّرُوْا
وَطَوَىْ جَمِيْعَ حُقُوْقِهِمْ نِسْيَاْنُ

إِذْ أَنَّ تَحْقِيْقَ الْحُقُوْقِ مُهِمَّةٌ
عُظْمَىْ يُجَسِّدُ كُنْهَهَا(11) الْعِصْيَاْنِ

فَاعْصِ الْعُصَاْةَ، وَلاْ تَخَفْ عُدْوَاْنَهُمْ
وَاجْهَرْ بِرَأْيِكَ، أَيُّهَا الإِنْسَاْنُ

هذه القصيدة من البحر الكامل
الهوامش

1 : هضَم الدواءُ الطعامَ يَهْضِمُه هَضْماً: نَهَكَه. و الهَضّامُ و الهَضُوم و الهاضُومُ كلُّ دَواءٍ هَضَمَ طعاماً.
وهَضَمَه يَهْضِمُه هَضْماً و اهْتَضَمه و تهَضَّمَه: ظَلمه وغصَبه وقهرَه، والاسم: الهَضِيمةُ، ورجل هَضِيمٌ ومُهْتَضَمٌ: مَظْلومٌ. وهضَمَه حقَّه هَضْماً: نقصَه. وهَضَم له من حقِّه يَهْضِمُ هَضْماً: تركَ له منه شيئاً عن طِيبةِ نَفْسٍ. يقال: هَضَمْت له من حَظِّي طائفةً: أَي تركتُه. ويقال : هَضَم له من حظِّه: إذا كسَر له منه. المُتَهَضَّمُ و الهَضِيمُ جميعاً: المظلومُ. و الهَضِيمةُ: أَن يَتَهَضَّمَك القومُ شيئاً أَي يظلموك. وهضَم الشيءَ يَهْضِمُه هَضْماً، فهو مَهْضومٌ وهَضِيمٌ: كسَره. والهَضَّامُ: المُنْفِقُ لِمالِه، وهو الهَضُوم أَيضاً، والجمع هُضُمٌ.

2 : الخَبَبُ: ضَرْبٌ من العَدْوِ; وقيل: هو مِثْلُ الرَّمَلِ; وقيل: هو أَن يَنْقُل الفَرَسُ أَيامِنَه جميعاً, وأَياسِرَه جميعاً; وقيل: هو أَن يُراوِحَ بين يديهِ ورجليهِ, وقيل: الخَبَب السُّرْعَة; وقد خَبَّت الدَّابَّة تَخُبُّ بالضَّمِّ، خَبّاً وخَبَباً خَبِيباً واخْتَبَّتْ.
و الخِبُّ: الخِدَاعُ والخُبْثُ والغِشُّ, ورجلٌ مُخابٌّ: مُدْغِلٌ, كأَنه على خابَّ، ورجلٌ خَبٌّ و خِبٌّ: خَدَّاع جُرْبُزٌ, خَبيثٌ مُنْكَرٌ, وهو الخِبُّ والخَبُّ.
والأُنثى : خَبَّة، وقد خَبَّ يَخَبُّ خِبّاً, وهو بَيِّنُ الخِبِّ، وقد خَبِبْتَ يا رجُلُ تَخَبُّ خِبّاً, مثلُ عَلِمْتَ تَعْلمِ عِلْماً، والخَبَبُ: الخُبْثُ. وقيل: الخَبَب: مصدَر خَبَّ يَخُبُّ: إذا عَدَا. وفي الحديث النبوي: "لا يدخُلُ الجنَّةَ خَبٌّ ولا خائنٌ" الخَبُّ , بالفتْح: الخَدَّاعُ وهو الجُرْبُزُ الذي يَسْعَى بينَ الناسِ بالفَساد; ورجلٌ خَبٌّ وامرأَةٌ خَبَّةٌ، وقد تُكْسَرُ خاؤُه, فأَمـَّا المصدر: فبالكسر لا غير. والتَّخبِيبُ: إفْسادُ الرجُل عَبْداً أَو أَمَةً لغيرهِ. وفي الحديث النبوي: "الـمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ , والكافِرُ خَِبٌّ لَئيمٌ".

3 : بَنَا في الشرف يَبْنُو. وعلى هذا تُؤُوِّلَ قول الحطيئة:
أُولَئِكَ قومٌ إنْ بَنَوا أَحْسنُوا البُنا
قال ابن سيده: قالوا إنه جمعُ بُنوَة أَو بِنْوَة. والعرب تقول: الرِّفْقُ بُنَيُّ الحِلْمِ، أَي مثله . و البَنْيُ نَقيضُ الهَدْم, بَنى البَنَّاءُ البِناءَ بَنْياً، و بِنَاءً و بِنًى مقصور, و بُنياناً و بِنْيَةً و بِنايةً و ابتَناه و بَنَّاه.
و البِنْيَةُ و البُنْيَةُ ما بَنَيْتَهُ, وهو البِنَى والبُنَى وأَنشد الفارسي عن أَبي الحسن:
أُولئك قومٌ , إن بَنَوْا أَحْسَنُوا البُنى ,
وإن عاهَدُوا أَوْفَوْا , وإن عَقَدُوا شَدُّوا
ويروى : أَحْسَنُوا البِنَى; قال أَبو إسحق: إنما أَراد بالبِنى: جمع بِنْيَةٍ وإن أَراد البِناءَ الذي هو ممدود جاز قصره في الشعر, وقد تكون البِنايةُ في الشَّرَف, والفعل كالفعل. والبِنى: الأَبْنِيةُ من المَدَر أَو الصوف, وكذلك البِنى من الكَرَم.
وقال الجوهري: والبُنَى, بالضم مقصور, مثل البِنَى . يقال : بُنْيَةٌ وبُنًى وبِنْيَةٌ وبِنًى بكسر الباء مقصور, مثل جِزْيةٍ وجِزًى, وفلان صحيح البِنْيةِ أَي الفِطْرة.

4 : نيشان : كلمة تركية تعني: وسام، والجمع: نياشين: أوسـمة: والكلمة متداولة في الدول العربية، فهنالك نيشان الاستقلال في ليبيا وتونس، ونيشان العرش في المغرب. والنيشان: الدريئة التي تستخدم للتدريب على الرمي، وقديما كانوا يستخدمون أعمدة حجرية للتدريب بالرمي عليها بالقوس والنشاب، ويطلق على العمود الحجري منها باللغة التركية اسم: نيشان طاش، وحتى أن أحد أحياء اسطنبول يسمى باسمها، وهو حي نيشان طاش.
والنيشان: النَّوْطُ: العِلاوة التي توضع بين العِدْلين يتعلقان بها. وكلُّ ما يتعلق بشيءٍ، فهو نوط. والنوط: الوِسامُ. يقال: مُنِحَ فُلانٌ نَوْطَ الجدارة. وهي كلمة مُحدثة.

5 : الصُّعْلُوك: الفقير الذي لا مال له , زاد الأزهري : ولا اعتماد . وقد تَصَعْلَكَ الرجل إذا كان كذلك;
و التَّصَعْلُكُ و صَعاليكُ العرب : ذُؤبانُها . وكان عُرْوة بن الوَرْد يسمى : عروة الصعاليك لأنه كان يجمع الفقراء في حظيرة فيَرْزُقُهم مما يَغْنَمُه .
وصَعاليك العرب: فُتَّاكُها.

6 : الصَّفِيقُ: من الناسِ: الوقِحُ الغليظ؛ يقال: عرفتُه صفيقًا في شبابه وكهولته، صفيقُ الوجه، أي فاقد الحياء. وثوب صَفِيق: مَتِين بَيِّن الصَّفاقة, وقد صَفُقَ صَقاقةً: كثُف نسجه, وأَصْفَقَه الحائك . وثوب صَفِيق وسَفِيق: جيّدُ النسج . والصَّفِيقُ: الجَلْدُ. والصَّفُوق: الصَّعُود المُنْكرة, وجمعها صَفائِقُ وصُفُقٌ. والصَّفّاق: الذي يَصْفِقُ على الأَمر العظيم, والأَفّاق: الذي يتصرف ويضرِب إِلى الآفاق. وصَفَقَ القومُ في البلاد: إِذا أَبْعَدُوا في طلب المرعى.
والصَّفْق: الضرب الذي يسمع له صوت, وكذلك التَّصْفِيقُ، ويقال: صَفَّقَ بيديه وصفَّح سواء. و صفَقَ رأْسَه يَصفِقه صفْقاً: ضربه,واصْطَفَقَ القومُ: اضطربوا. و تصافَقُوا: تبايعوا. وصَفَقَ يَده بالبيعة والبيع وعلى يده صَفْقاً: ضرب بيده على يده, وذلك عند وجوب البيع, والاسم منها: الصَّفْقُ، والصِّفِقَّى اسْماً; ويقال: رَبِحَت صَفْقَتُك, للشِّراء, و صَفْقةٌ رابحةٌ، وصَفْقةٌ خاسِرةٌ . وصَفَقْت له بالبيع والبيعة صَفْقاً أَي: ضربت يدي على يده.والصَّفْقةُ تكون للبائع والمشتري.
والصَّفُوق: الحجاب الممتنع من الجِبال, و الصُّفُقُ: الجمع.

7 : القَرْصُ: أخْذُكَ لَحْمَ الإنسانِ بإصْبَعَيْكَ حتى تؤلمَهُ، ولَسْعُ البَراغِيثِ، والقَبْض والقَطْعُ وبَسْطُ العَجينِ، والمِقْراصُ: السّكِّينُ المْعَقْرَبُ الرأسِ، والقُرْصُنة: نَعْتٌ من القَرْصِ كَسُمْعُنةٍ ونُظْرُنّةٍ، وتَقْريصُ العَجينِ: تَقْطيعُه.
والقَرْصَنَةُ: السَّطو على سفن البحار. والقُرْصَانُ: لصُّ البحر، مُحوِّل اتجاه سفينة أو طائرة، إمّا لسلب ما فيها وإما لغاية سياسيّة أو نحوها؛ والجمع: قَرَاصِنَةٌ.

8 : الغَنِيمَةُ: ما يؤخذ من المحاربين في الحرب قهرًا. والجمع: غَنائمُ. والمَغْنَمُ: الغنيمة، والجمع: مَغانِمُ.
غَنِمَ الشيءَ: غَنْمًا، وغَنِمَ يَغْنَمُ غُنْماً وغَنِيمَةً: فاز به وناله؛ واغْتَنَمَ الشيءَ: عَدَّه غنيمةً. و انتهز غُنْمَه. والغُنْمُ: الفوز بالشيء من غير مشقة. ويقال: "الغُنْم بالغُرْم": مقابَلٌ به: فالذي يعود عليه الغُنْمُ من شيء يتحمَّل ما فيه من غُرْم. والجمع: غُنُومٌ.

9 : الذِّئْبُ: كَلْبُ البَرِّ, والجمعُ: أَذْؤُبٌ في القليل, وذِئابٌ وذُؤْبانٌ، والأُنْثَى: ذِئْبَةٌ، يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ, وأَصْلُهُ الـهَمْز. ويقال لصعاليك العرب ولُصُوصِها: ذُوبانٌ لأَنهم كالذِّئابِ، وذُؤْبانُ العرب: لُصُوصُهم وصَعالِـيكُهمُ الذين يَتَلَصَّصون ويَتَصَعْلَكُونَ. وذِئابُ الغَضَى: أَخْبَثُ الذِّئابِ. وذَؤُبَ الرَّجلُ يَذْؤُبُ ذَآبَةً وذَئِبَ و تَذَأَبَ: خَبُثَ, وصار كالذِّئْبِ خُبْثاً ودَهاءً.

10 : مرمرَ الرجل مرمرةً: غضب. ومرمرَ الماءَ: جعلهُ يمرُّ على وجه الأرض. والعامَّة تقول: مرمرَ الشيءُ. أي: صار مُرًّا.
وتمرمر الرمل: مار. وجسم الجارية: اهتزَّ وترجرج. والعامَّة تستعملهُ بمعنى: تذمَّر وتشكَّى.

11 : كُنْهُ كلِّ شيءٍ: قَدْرُه ونِهايتُه وغايَتُه. والكُنْهُ: نهايةُ الشيء وحقيقته. والكُنْه: جوهر الشيء, والكُنْهُ: الوقتُ, تقول: تَكَلَّم في كُنْهِ الأَمر، أَي: في وقْتِه.
يقال: اعْرِفْه كُنْهَ المعرفةِ, وكُنْهُ كلِّ شيءٍ: وَقْتُه ووَجْهُه. تقول: بلَغْتُ كُنْهَ هذا الأَمر أَي: غايَته, وفعلت كذا في غير كُنْهِه.
قال الجوهري: لا يُشْتقُّ منه فِعْلٌ, وقولهم: لا يَكْتَنِهُه الوصفُ، بمعنى: لا يَبْلغ كُنْهَه, كلامٌ مُولَّد. وقال الأَزهري: اكْتَنَهْتُ الأَمرَ اكْتِناهاً: إذا بلَغْتَ كُنْهَه.
:aah:

الدغيم
21/12/2004, 04:27
عِيْدُ الْمِيْلاْد
شعر الدكتور محمود السيد الدغيم
لندن : الخميس 25 كانون الأول/ ديسمبر 2003م

أَتَى الْمِيْلاْدُ فِي الْعَهْدِ الثَّقِيْلِ
وَقَدْ جَاْرَ الْعَدُوُّ عَلَى الْخَلِيْلِ

وَفِيْ رَفَحَ الشَّهِيْدَةِ اقْتِحَاْمٌ
وَإِذْلاْلٌ مِنَ الْوَغْدِ الذَّلِيْلِ

وَآثَاْرُ الْحِصَاْرِ بِبَيْتِ لَحْمٍ
وَفِيْ حَيْفَاْ، وَيَاْفَاْ، وَالْجَلِيْلِ

وَفِي الْقُدْسِ الْحَزِيْنَةِ كُلُّ نَوْعٍ
مِنَ التَّنْكِيْلِ بِالشَّعْبِ النَّبِيْلِ

لِكُلِّ مَدِيْنَةٍ يُبْنَىْ جِدَاْرٌ
لِيَحْمِيَ بَعْضَ أَبْنَاْءِ السَّبِيْلِ

وَيَظْلِمَ أَهْلَنَاْ جَيْشٌ حَقُوْدٌ
وَيُزْعِجُنَاْ إِلَىْ أَمَدٍ طَوِيْلِ

وَأُخْوَتُنَاْ تَرَاْخَوْا عَنْ جِهَاْدٍ
وَغَطُّوْا فِيْ مَنَاْمٍ مُسْتَطِيْلِ

وَأَنْذَلُ قَاْدَةِ الأَعْرَاْبِ هَاْدُوْا
وَشَاْدُوْا بِالسَّلاْمِ الْمُسْتَحِيْلِ

وَقَدْ حَبَسُوا الْخُيُوْلَ، وَقَيَّدُوْهَاْ
كَمَاْ مَنَعُوا الْحِصَاْنَ عَنِ الصَّهِيْلِ

فَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ قَاْلُوْا - جَهَاْراً
- بَتَفْضِيْلِ الْحِمَاْرِ عَلَى الأَصِيْلِ

وَشَنُّوْا - فِيْ جَرَاْئِدِهِمْ - هُجُوْماً
عَلَىْ مَنْ لاْذَ بِالصَّبْرِ الْجَمِيْلِ

وَبِالإِرْهَاْبِ قَدْ قَرَنُوْا جِهَاْداً
وَغَاْلَوْا دُوْنَ تَقْدِيْمِ الدَّلِيْلِ

وَأَقْنِيَةُ الْفَضَاْءِ؛ تَفِيْضُ سُمًّا
لإِغْرَاْءِ الْمُكَاْفِحِ بِالرَّحِيْلِ

وَتَخْدِيْرِ الشُّعُوْبِ بِقَوْلِ زُوْرٍ
غَنِيٍّ بِالنِّفَاْقِ وَ بِالْعَوِيْلِ

لَهُمْ إِعْلاْمُهُمْ ، وَلَنَاْ جِهَاْدٌ
وَإِنْ وَصَفُوا الْمُجَاْهِدَ بَالْقَتِيْلِ

فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَثْنَىْ عَلَيْهِ
وَبَشَّرَهُ بِحَوْضِ السَّلْسَبِيْلِ

عَتَاْوِلَةُ النِّفَاْقِ؛ لَهُمْ فُنُوْنٌ
بِدَكِّ دَعَاْئِمَ الْمَجْدِ الأَثِيْلِ

فَبِالتِّلْفَاْزِ قَدْ جَاْدُوْا عَلَيْنَاْ
بِتَلْفِيْقِ الْمُنَاْفِقِ وَالدَّخِيْلِ

وَإِغْرَاْءِ الشَّبَاْبَ بِعَاْرِيَاْتٍ
وَ مَاْ يُطْلَىْ عَلَى الْخَدِّ الأَسِيْلِ

وَلَكِنَّ الشُّعُوْبَ لَهَاْ نِظَاْمٌ
يُحَلِّقُ فَوْقَ أَنْظِمَةِ الْعَمِيْلِ

وَلِلشَّعْبِ الْمُكَرَّمِ حَاْمِيَاْتٌ
سَيُغْنِيْهَا الْكَثِيْرُ عَنِ الْقَلِيْلِ

وَلَوْ كَثُرَ الأَعَاْدِيْ، وَاشْمَخَرُّوْا
وَجَاْؤُوْا بِالْقَصِيْرِ، وَبِالطَّوِيْلِ

سَتَبْقَى الْقُدْسُ نُوْراً فِيْ قُلُوْبٍ
بِهَاْ حُبُّ الْجِهَاْدِ بِلاْ مَثِيْلِ

وَخَيْرُ قُلُوْبِنَا انْقَلَبَتْ إِلَيْهَاْ
تَلُوْذُ بِظِلِّ مَسْجِدِهَا الظَّلِيْلِ

فَفِيْهَاْ قُبَّةُ الْفَضْلِ الْمُعَلَّىْ
حَبَاْهَا اللهُ بِالشَّرَفِ الْجَزِيْلِ

هُنَاْلِكَ صَخْرَةٌ جَذَبَتْ قُلُوْباً
فَمَاْلَتْ نَحْوَهَاْ مِنْ أَلَفِ مِيْلِ

وَعَاْدَتْ نَحْوَهَاْ فِيْ كُلِّ عِيْدٍ
وَلَمْ تَعْبَأْ بِأَعْبَاْءِ الرَّحِيْلِ

عاشق من فلسطين
21/12/2004, 14:02
رائعة كتير وانشاء الله كل عام وأنت بخير يا دكتور..
وبالمناسبة أنا قرأت مشاركاتك بموقع فلسطيني ....
وكانت رائعة ..
شكرا" على هذا العطاء وعلى هذه الدروس ...

الدغيم
24/12/2004, 06:20
أفراح الأعياد
لندن :الخميس 29 – 10 – 2004م
شعر الدكتور محمود السيد الدغيم


فَرِحَتْ شُعُوْبُ الأَرْضِ بِالأَعْيَاْدِ
فِي الْفِصْحِ وَالْغُفْرَاْنِ وَالْمِيْلاْدِ

وَتَجَمَّعَ الأَحْبَاْبُ فِيْ بُلْدَاْنِهِمْ
فِيْ مَوْطِنِ الآبَاْءِ وَالأَجْدَاْدِ

يَتَبَاْدَلُوْنَ مَحَبَّةً وَتَعَاْوُناً
وَيُشَنِّفُوْنَ السَّمْعَ بِالإِنْشَاْدِ

فَتُحَلِّقُ الأَوْطَاْنُ فِيْ عِزٍّ وَفِيْ
مَجْدٍ يَفُوْقُ بَقِيَّةَ الأَمْجَاْدِ

لَكِنَّ أَبْنَاْءَ الْعُرُوْبَةِ وَدَّعُوْا
بُلْدَاْنَهُمْ مِنْ شِدَّةِ الأَحْقَاْدِ

وَتَفَرَّقُوْا مَاْ عَاْدَ يَجْمَعُ شَمْلَهُمْ
فَرَحٌ وَلاْ حُزْنٌ بِيَوْمِ حِدَاْدِ

مُتَشَرِّدُوْنَ وَخَاْئِفُوْنَ وَعَيْشُهُمْ
رَهْنُ الْوَعِيْدِ، وَفُسْحَةِ الإِيْعَاْدِ

وَأَنَاْ كَغَيْرِيْ غَاْئِبٌ وَمُشَرَّدٌ
عَنْ مَوْطِنٍ وَمَحَبَّةٍ وَوِدَاْدِ

سَيْفٌ بِلاْ غِمْدٍ، بِغَيْرِ حَمَاْئِلٍ
وَمَوَاْطِنُ الأَسْيَاْفِ بِالأَغْمَاْدِ

صَدَأٌ يُحَاْصِرُنِيْ، وَيَشْرَبُ مِنْ دَمِيْ
وَيَلِجُّ بِالإِصْدَاْرِ وَالإِيْرَاْدِ

فَكَأَنَّ غُرْبَتَنَاْ جَحِيْمٌ مُطْلَقٌ
شَبَّتْ بِهَا النِّيْرَاْنُ دُوْنَ زِنَاْدِ

نَشْتَاْقُ لِلأَحْبَاْبِ فِيْ أَوْطَاْنِنَاْ
لاْ سِيَّمَاْ فِيْ مَوْعِدِ الأَعْيَاْدِ

لَكِنَّنَاْ نَخْشَى الْعُقُوْبَةَ دُوْنَمَاْ
ذَنْبٍ، وَنَرْهَبُ سَطْوَةَ الْجَلاَّدِ

وَنَخَاْفُ مِنْ ظُلْمِ الْحُكُوْمَةِ بَعْدَمَاْ
صَاْرَتْ ضَحِيَّةَ أَحْسَدِ الْحُسَّاْدِ

وَتَحَّصَنَتْ بِالْمُخْبِرِيْنَ وَأَصْبَحَتْ
تَسْتَأْصِلُ الأَحْرَاْرَ بِالأَوْغَاْدِ

فَتَبَاْعَدَ الأَحْرَاْرُ عَنْ أَوْطَاْنِهِمْ
وَتَجَرَّعُوْا سُماًّ مِنَ الإِبْعَاْدِ

وَالشَّوْقُ يَقْدَحُ فِي الْقُلُوْبِ زِنَاْدَهُ
وَالذِّكْرَيَاْتُ عَلَى الْقُلُوْبِ تُنَاْدِيْ

وَتُنَوِّعُ الأَصْوَاْتَ مِنْ بُلْدَاْنِنَاْ
وَتَجِيْءُ بِالآلاْفِ وَالآحَاْدِ

فَلِكُلِّ رُكْنٍ ذِكْرَيَاْتٌ جَمَّةٌ
فِيْ هَضْبَةٍ أَوْ سَاْحِلٍ أَوْ وَاْدِيْ

وَالذِّكْرَيَاْتُ عَلَى الْغَرِيْبِ مُنِيْرَةٌ
فِيْ لَيْلِهِ كَالْكَوْكَبِ الْوَقَّاْدِ

جَذَبَتْ قُلُوْبَ الْمُخْلِصِيْنَ لأَرْضِهِمْ
وَشُعُوْبِهِمْ، وَمَنَاْهِلِ الْوُّرَّاْدِ

لَمْ نُلْقِ فِيْ بِئْرِ شَرِبْنَاْ مَاْءَهُ
حَجَراً وَ لاْ كُنَّاْ عَلَى اسْتِعْدَاْدِ

كَيْ نَتْرُكَ الْوَطَنَ الْعَزِيْزَ لِغَاْصِبٍ
خَوْفاً مِنَ الإِبْرَاْقِ وَالإِرْعَاْدِ

لَكِنَّنَاْ كُنَّاْ، وَمَاْزِلْنَاْ عَلَىْ
وَعْدٍ لِيَوْمِ تَحَرُّرِ الأَنْجَاْدِ

حَتَّىْ نَعُوْدَ إِلَى الْبِلاْدِ أَعِزَّةً
وَنُحَرِّرَ الْمُنْقَاْدَ مِنْ مُقْتَاْدِ

لِتَفِيْضَ أَنْهَاْرُ الْمَحَبَّةِ بَيْنَنَاْ
حُباًّ وَنَهْنَأَ فِيْ رِحَاْبِ بِلاْدِ

وَيَعُوْدُ لِلْعِيْدِ الْمُضَمَّخِ بِالشَّذَىْ
فَرَحٌ يُبَرِّدُ لَوْعَةَ الأَكْبَاْدِ

وَتُوَدِّعُ اللَّيْلَ الْبَهِيْمَ بِلاْدُنَاْ
وَتَهُبُّ مِنْ غَيْبُوْبَةٍ وَرُقَاْدِ

تَصْحُوْ وَتَغْسِلُ بِالضِّيَاْءِ ظَلاْمَهَاْ
وَتُحَصِّنُ الأَمْجَاْدَ بِالأَطْوَاْدِ

وَتُغَرِّدُ الأَطْيَاْرُ فَوْقَ غُصُوْنِهَاْ
بِسَعَاْدَةٍ مَوْفُوْرَةِ الإِسْعَاْدِ

فِيْ رِيْفِ إِدْلِبَ وَالْمَعَرَّةِ بَعْدَمَاْ
طُوِيَتْ شِبَاْكُ الطَّاْمِعِ الصَّيَّاْدِ

وَيَعُوْدُ لِلشَّاْمِ الْحَبِيْبَةِ عِيْدُهَاْ
بِمَعِيَّةِ الأَجْدَاْدِ وَالأَحْفَاْدِ

وَتُزَغْرِدُ الأُمُّ الْحَزِيْنَةُ حَيْثُمَاْ
وُجِدَتْ بِلاْ خَوْفٍ وَلا اسْتِعْبَاْدِ

وَيُقَرِّرُ الْعَرَبُ الْكِرَاْمُ مَصِيْرَهُمْ
مِنْ عِنْدِ تَطْوَاْنٍ إِلَىْ بَغْدَاْدِ

الدغيم
24/12/2004, 06:22
رائعة كتير وانشاء الله كل عام وأنت بخير يا دكتور..
وبالمناسبة أنا قرأت مشاركاتك بموقع فلسطيني ....
وكانت رائعة ..
شكرا" على هذا العطاء وعلى هذه الدروس ...


تحية طيبة
أشكرك على التعليق ، وعلى متابعاتك
ولك أزكى تحياتي

عاشق من فلسطين
24/12/2004, 15:07
تحية طيبة
أشكرك على التعليق ، وعلى متابعاتك
ولك أزكى تحياتي

هذا أقل من واجبنا

عاشق من فلسطين
24/12/2004, 17:05
والله يا دكتور بوجود شعراء عظماء من أمثالك ...
أنا متأكد أنو الأستاذ الكبير ممدوح عدوان سينام مرتاحا" في مثواه الأخير...
أرجوك رجاء" خاصا" أن لا تبخل علينا بمثل هكذا كلمات ..
فأنا بجوع دائم اليها...

الدغيم
05/01/2005, 14:38
i lost you i missed : i made a : im lost the gangs: youre my :
المنفى
شعر ، د. محمود السيد الدغيم
لندن : 18 / 12 / 2004م

حَيَاْتُكَ تَمْثِيْلٌ، وَوَهْمٌ، وَمَسْرَحُ
وَعَيْشُكَ نَحْوَ الْهَمِّ، وَالْغَمِّ يَجْنَحُ

وَعِنْدَكَ ذِكْرَىْ مِنْ بِلاْدٍ حَبِيْبَةٍ
تَلُوْحُ كَبَرْقٍ فِي الْخَيَاْلِ، وَتَقْدَحُ

وَتَسْمَعُ قَصْفَ الشَّوْقِ بَعْدَ بُرُوْقِهَاْ
يُتَرْجِمُ أَشْوَاْقاً، وَيَبْكِيْ، وَيَشْرَحُ

وَيَنْقُلُ مِنْ أَهْلِ الْبِلاْدِ تَحِيَّةً
إِلَيْكَ، وَدَمْعُ الْعَيْنِ يَجْرِيْ، وَيَطْفَحُ(1)

وَقَلْبُكَ مَحْرُوْقٌ، وَعَقْلُكَ شَاْرِدٌ
تُعَاْنِيْ، وَفِيْ الآمَاْلِ وَالدَّمْعِ تَسْبَحُ

وَتَطْلُبُ قُرْبَ الدَّاْرِ بَعْدَ ابْتِعَاْدِهَاْ
وَجَيْشُ الأَفَاْعِيْ حَوْلَ حَوْلِكَ يَنْبَحُ(2)

هُنَاْلِكَ فِي الشَّاْمِ الْعَزِيْزَةِ مَعْشَرٌ
يُعَاْنُوْنَ مِنْ ظُلْمٍ يَخُبُّ(3)، وَيَجْمَحُ

وَيَطْغَىْ عَلَيْهِمْ مُسْتَبِدٌّ، وَفَاْسِدٌ
وَوَغْدٌ جَبَاْنٌ بِالنِّفَاْقِ مُوَشَّحُ(4)

يُصَوِّرُهُ الإِعْلاْمُ لِلشَّعْبِ مَوْئِلاً
وَيَحْسَبُ أَنَّ الشَّعْبَ يَنْسَىْ وَيَسْمَحُ

وَلَكِنَّ كُلَّ النَّاْسِ تَعْلَمُ أَنَّهُ
عَمِيْلٌ ضَلِيْلٌ فِي التَّآمُرِ يَرْزَحُ

يُهَرِّبُ مَاْلَ الأَهْلِ فِي اللَّيْلِ خِلْسَةً
وَيَكْشِفُ نُوْرُ الْفَجْرِ سِراًّ وَيَفْضَحُ

يُرِيْنَاْ عَمِيْلاً فَاْسِداً مُتَمَلِّقاً
يُحِيْطُ بِهِ فُحْشٌ، وَوَجْهٌ مُقَبَّحُ

وَيَمْنَحُهُ الأَعْدَاْءُ دَوْرَ مُهَرِّجٍ
يُهَاْنُ، وَرُغْمَ الذُّلِّ بِالدَّوْرِ يَفْرَحُ

يُصَمِّمُهُ الأَعْدَاْءُ قَلْباً وَقَاْلَباً
وَمِنْ تَاْفِهِ الإِعْلاْمِ بِالزَّيْفِ يُمْدَحُ

وَيُعْطِيْ لَهُمْ أَرْضاً، وَشَعْباً، وَيَرْتَمِيْ
وَيَلْحَسُ أَخْفَاْفَ الْعَدُوِّ، وَيَمْسَحُ

فَتَرْكُلُهُ الأَعْدَاْءُ رَكْلاً مُبَرِّحاً
وَتُلْحِقُ بِالأَوْطَاْنِ مَاْ هُوَ أَبْرَحُ(4)

وَتَسْرِقُ آمَاْلَ الْمُوَاْطِنِ عَنْوَةً
وَتَغْبِطُ مَنْ بَاْعَ الْبِلاْدَ وَتَنْصَحُ

وَتَسْمَحُ بِالْعُدْوَاْنِ فِيْ كُلِّ بُقْعَةٍ
وَعَنْ بَاْئِعِ الأَوْطَاْنِ تَعْفُوْ وَتَصْفَحُ

وَتُعْطِيْ لأَعْدَاْءِ الْمَوَاْطِنِ رَشْوَةً
وَتَجْمَعُ أَقْطَاْبَ الْكِفَاْحِ، وَتَطْرَحُ

فَتَتْرُكُ فِي الأَوْطَاْنِ طِرْحاً(5) مُنَاْفِقاً
وَتَطْرَحُ مِنْهَاْ كُلَّ مَنْ كَاْنَ يَكْدَحُ

فَفِيْ كُلِّ دَرْبٍ لِلُّصُوْصِ مَخَاْفِرٌ
وَفِيْ كُلِّ رُكْنٍ لِلْجَمَاْهِيْرِ مَذْبَحُ

وَذَاْبِحُ أَبْنَاْءِ الْبِلاْدِ مُغَاْمِرٌ
لَئِيْمٌ زَنِيْمٌ(6) فَاْجِرٌ يَتَبَجَّحُ

يُنَفِّذُ مَاْ يُمْلِيْ الْعَدُوُّ بِأَهْلِهِ
فَيَهْلَكُ شَعْبٌ وَالْبِلاْدُ تُطَحْطَحُ(7)

وَيَسْتَسْلِمُ الرِّعْدِيْدُ دُوْنَ تَمَرُّدٍ
وَيَخْضَعُ لِلْجَزَّاْرِ تَيْسٌ فَيُذْبَحُ

فَكُلُّ تُيُوْسِ الْعُرْبِ بَاْتُوْا بِمَسْلَخٍ
بِهِ الْحُرُّ يَشْقَىْ، وَالْمُقَاْمِرُ يَرْبَحُ

وَيَسْكَرُ مِنْ خَمْرِ الْخَبِيْثِ، وَيَنْحَنِيْ
ذَلِيْلاً، وَيَمْشِيْ خَاْئِفاً يَتَرَنَّحُ

وَيَرْضَعُ مِنْ ثَدْيِ الْمَذَلَّةِ عَلْقَماً
وَسُمًّا زُعَاْفاً(8)، وَالْمَذَلَّةُ تَفْدَحُ(9)

فَيَزْرَعُ أَضْغَاْناً، وَيَحْصُدُ فُرْقَةً
وَيُنْتِجُ بِالْعُدْوَاْنِ خِزْياً وَيَنْضَحُ

فَتَضْطَرِبُ الأَحْوَاْلُ فِيْ كُلِّ بُقْعَةٍ
وَتَسْرَحُ قُطْعَاْنُ الْقُرُوْدِ، وَتَمْرَحُ

وَلَكِنَّ عَدْلَ اللهِ يُنْهِيْ غِوَاْيَةً
وَيُثْقِلُ مِيْزَاْنَ الْهُدَاْةِ فَيَرْجَحُ

وَيُنْجِيْ بِلاْداً مِنْ غُوَاْةٍ أَذِلَّةٍ
وَتُشْرَعُ أَبْوَاْبُ الْبِلاْدِ، وَتُفْتَحُ

فَيَرْجِعُ مَنْفِيٌّ مَشُوْقٌ لأَرْضِهِ
عَزِيْزاً كَرِيْماً بَعْدَمَاْ كَاْنَ يَنْزَحُ

وَيَحْرُسُ أَوْطَاْناً أُبِيْحَتْ لِغَاْصِبٍ
وَيَلْجُمُ أَعَدَاْءً تَعِيْثُ وَتَسْرَحُ

فَيَنْفِرُ أَهْلُ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ بَعْدَمَاْ
تَطَاْوَلَ وَغْدٌ، وَالطُّغَاْةُ تَبَجَّحُوْا

وَيَبْدَأُ أَهْلُ الدِّيْنِ، وَالْمَجْدِ زَحْفَهُمْ
وَفَوْقَهُمُ الأَطْيَاْرُ بِالْحُبِّ تَصْدَحُ

فَيَسْقِيْ رِيَاْضَ الْعِزِّ غَيْثُ مَحَبَّةٍ
وَيَشْرَبُ وَرْدٌ بِالْوِدَاْدِ مَفَتَّحُ

وَتُصْبِحُ أَوْهَاْمُ الشَّرِيْدِ حَقِيْقَةً
وَتُلْغَىْ تَمَاْثِيْلٌ، وَيُقْفَلُ مَسْرَحُ

وَتَسْقُطُ أَصْنَاْمٌ، وَتُرْفَعُ رَاْيَةٌ
وَيَخْسَرُ وَغْدٌ، وَالْمُوَاْطِنُ يَرْبَحُ

وَيَرْجِعُ صَفْوُ الْعَيْشِ بَعْدَ مَرَاْرَةٍ
لِمَنْ ظَنَّ أَنَّ الظُّلْمَ لاْ يَتَزَحْزَحُ



هذه القصيدة من البحر الطويل
طويل له دون البحور فضائل
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

هوامش

1 : طَفَحَ الإِناءُ والنهر، يَطْفَحُ طَفْحاً، و طُفُوحاً: امْتَلأَ وارتفع حتى يفيض . وطَفَحه طَفْحاً و طَفَّحَه تَطْفِيحاً و أَطْفَحَه: مَلأَه حتى ارتفع . وطَفَحَ عَقْلُه : ارتفع . ورأَيته طافِحاً أَي: ممتلئاً.

2 : النَّبْحُ: صوت الكلب نَبَحَ الكلبُ، والظبي، والتيس، والحية: يَنْبِحُ و يَنْبَحُ نَبْحاَ و نَبِيحاً و نُباحاً بالضم, و نِباحاً بالكسر, و نُبُوحاَ و تَنْباحاً.
قال الأَزهري : التيس عند السِّفاد: يَنْبَحُ، والحية: تَنْبَحُ في بعض أَصواتها; وأَنشد:
يأْخُذُ فيه الحَيَّةَ النَّبُوحا
و النَّوابِحُ و النُّبُوحُ: جماعة النابح من الكلاب. قال أَبو خَيْرَةَ : النُّباحُ: صوت الأَسْوَدِ، يَنْبَحُ نُبَاحَ الجِرْو.

3 : الخَبَبُ ضَرْبٌ من العَدْوِ ; وقيل : هو مِثْلُ الرَّمَلِ ; وقيل : هو أَن يَنْقُل الفَرَسُ أَيامِنَه جميعاً , وأَياسِرَه جميعاً ; وقيل : هو أَن يُراوِحَ بين يديهِ ورجليهِ , وكذلك البعيرُ ; وقيل : الخَبَب السُّرْعَة ; وقد خَبَّت الدَّابَّة تَخُبُّ بالضَّمِّ , خَبّاً و خَبَباً و خَبِيباً و اخْتَبَّتْ

جمح : جَمَحَتِ المرأَةُ تَجْمَحُ جِماحاً من زوجها: خرجت من بيته إِلى أَهلها قبل أَن يطلقها، ومثله طَمَحَتْ طِماحاً.

وفرسٌ جَمُوح: إِذا لم يَثْنِ رأْسَه. و جَمَحَ الفرسُ بصاحبه جَمْحاً وجِماحاً: ذهب يجري جرياً غالباً واعْتَزَّ فارسَه وغلبه . وفرس جامِحٌ وجَمُوحٌ ، الذكر والأُنثى في جَمُوح سواء.
وكل شيءٍ مضى لشيء على وجهه، فقد جَمَحَ به. و الجَمُوحُ من الرجال: الذي يركب هواه فلا يمكن رَدُّه. وجَمَحَ إِليه أَي: أَسرع.

4 : بَرِحَ بَرَحاً و بُرُوحاً: زال. و البَراحُ: مصدر قولك بَرِحَ مكانَه أَي: زال عنه، وصار في البَراحِ. وقولهم: لا بَراحَ منصوب كما نصب قولهم لا رَيْبَ , ويجوز رفعه فيكون بمنزلة ليس.
و بَرَّحَ بنا فلان تَبْريحاً و أَبْرَحَ فهو مُبَرِّحٌ بنا و مُبْرِحٌ: آذانا بالإِلحاح, وفي التهذيب: آذاك بإِلحاح المشقة , والاسم: البَرْحُ و التَّبْريحُ، ويوصف به فيقال: أَمر بَرْحٌ.
والبَرْحُ: الشر والعذاب الشديد. وبرَّحَ به: عذبه. و التباريح: الشدائد, و تَبارِيحُ الشَّوْق: تَوَهُّجُه . ولقيت منه بَرْحاً بارِحاً أَي: شِدَّةً وأَذىً; وضربه ضرباً مُبَرِّحاً: شديداً, ولا تقل مُبَرَّحاً، وهذا أَبْرَحُ عليّ من ذاك أَي: أَشق وأَشدّ. وقَتَلُوهم أَبْرَحَ قتلٍ أَي: أَعجبه، والتبريح: قَتْلُ السَّوْءِ للحيوان مثل أَن يلقى السمك على النار حيّاً.

5 : طَرَحَ بالشيء، وطَرَحَه يَطْرَحُه طَرْحاً و اطَّرَحَه و طَرَّحه: رمى به. والطِّرْحُ: المطروحُ. والطَّرِيحُ: المطْرُوحُ. و المتروكُ لا حاجةَ لأحدٍ فيه، لقِلَّةِ الاعتداد به، أَو لحقارَتِهِ. والجمع: طَرْحَى.
والطِّرْحُ: هو السَّقْطُ و السُّقْطُ والسَّقْط , الذكر والأُنثى فيه سواء , ثلاث لغات، والكسرُ أَكثر: وهو الولد الذي يسقط من بطن أُمه قبل تَمامِه، ويقال: سقَط الولد من بطن أُمّه, ولا يقال وقع حين تَلِدُه. و أَسْقَطتِ المرأَةُ ولدها إِسْقاطاً، وهي مُسْقِطٌ: أَلقَتْه لغير تَمام من السُّقوطِ.


6 : أَصل الزَّنَمَةِ: العلامة. والزَّنِيمُ: الدَّعِيُّ في النَّسَب. و المُزَنَّمُ: الدَّعيُّ، وقال الفراء: الزَّنِيمُ: الدَّعِيُّ المُلْصَقُ بالقوم وليس منهم, وقيل: الزَّنِيمُ الذي يُعْرَفُ بالشر واللُّؤْم كما تعرف الشاة بزَنَمَتِها. وهو العبد زُنْماً و زَنْمَةَ و زُنْمَةً و زَنَمَةً و زُنَمَةً أَي قَدُّه قَدُّ العبد. وقال اللحياني : هو العبد زُنْمَةً وزَنْمَةً وزَنَمَةً وزُنَمَةً أَي حَقّاً. والزَّنِيمُ والمُزَنَّمُ : المُسْتَلْحَقُ في قوم ليس منهم لا يحتاج إِليه فكأَنه فيهم زَنَمَةٌ.

7 : طَحْطَحَ يُطَحْطِحُ طَحْطَحَةً : ضحك خفيفاً؛ طحطح للفكاهة. وطحطح القوم، وبهم، طحطحةً وطِحْطاحاً: أهلكهم وبدَّدهم؛ يقال: طحطحَ بهم الدَّهرُ: كسرهم وبدّدهم إِهلاكا.

8 : موت زُعافٌ وذُعافٌ وذُؤافٌ وزُؤاف: شديدٌ, و زَعَفَه يَزْعَفُه زَعْفاً وأَزْعَفَه: رَماه، أَو ضَرَبه، فمات مكانه سريعاً. وقد أَزْعَفْتُه: أَقْعَصْتُهُ, وكذلك ازْدَعَفْتُه وزَعَفَه يَزْعَفُه زَعْفاً: أَجْهَز عليه. وسمٌّ زُعافٌ, و المُزْعِفُ القاتِلُ من السّمّ.

9 : الفَدْحُ: إِثقالُ الأَمرِ والحِمْلِ صاحبَه. فَدَحَه الأَمرُ والحِمْلُ والدَّينُ، يَفْدَحُه فَدْحاً: أَثقله, فهو فادح؛ و الفادِحةُ: النازلة ؛ تقول : نزل به أَمرٌ فادح إِذا غاله وبَهَظه.
i lost you i missed : i made a : im lost the gangs: youre my :

عاشق من فلسطين
05/01/2005, 15:21
حلوة كتير..

الدغيم
06/01/2005, 05:59
عاشق من فلسطين
تحية طيبة
أشكرك على ما تفضلت به، وحلاوة القصيدة من حلاتك وحلاوة الطيبين

عاشق من فلسطين
06/01/2005, 15:06
عاشق من فلسطين
تحية طيبة
أشكرك على ما تفضلت به، وحلاوة القصيدة من حلاتك وحلاوة الطيبين



مشكور دكتور ودمت ذخرا" لهذا الوطن وأبناءه

الدغيم
10/01/2005, 10:03
تحية البلاد
شعر، د. محمود السيد الدغيم
لندن : يوم السبت 06 / 01/ 2005م

حَيِّ الْبِلاْدِ الَّتِي عُزَّتْ رَوَاْبِيْهَاْ
حِيْناً مِنَ الدَّهْرِ، وَاسْتَغْنَتْ مَغَاْنِيْهَاْ

وَشَاْهِدِ الْحُوْرَ فِيْ أَرْجَاْءِ جَنَّتِهَاْ
تُضْفِي جَمَاْلاً، بَدِيْعاً فِيْ نَوَاْحِيْهَاْ

وزُرْ بُيُوْتاً بِهَاْ دِيْنٌ، وَمَكْرُمَةٌ
مِنْ نِعْمَةِ اللهِ، وَالإِسْلاْمُ حَاْمِيْهَاْ

كَاْنَتْ مَنَاْرًا، وَكَاْنَ الْعَدْلُ رَاْئِدُهَاْ
بَيْنَ الشُّعُوْبِ، وَشَرْعُ اللهِ قَاْضِيْهَاْ

وَالْمُؤْمِنُوْنَ بِهَاْ ذُخْرٌ، وَلَوْ عَصَفَتْ
زَوَاْبِعُ الشَّرِّ، وَانْقَضَّتْ مَآسِيْهَاْ

لاْ يُرْجِفُوْنَ(1) إِذَاْ هَاْجَ(2) الطُّغَاْةُ، وَلاْ
يَسْتَسْلِمُوْنَ إِذَاْ دُكَّتْ(3) أَرَاْضِيْهَاْ

هُمْ حَرَّرُوْهَاْ مِنَ الطُّغْيَاْنِ، وَانْتَصَرُوْا
فَنَّوَّهَ(4) النَّاْسُ بِالتَّحْرِيْرِ تَنْوِيْهَاْ

وَقَاْمَ كُلُّ خَطِيْبٍ فَوْقَ مِنْبَرِهِ
يُوَحِّدُ اللهَ - حُرًّا - فِيْ بَرَاْرِيْهَاْ

تِلْكَ الْبِلاْدُ بِلاْدِيْ، حُبُّهَاْ قَدَرٌ
مُقَدَّرٌ مِنْ إِلَهِ الْكَوْنِ بَاْرِيْهَاْ

دَاْلَتْ(5)، وَمَاْ نَهَضَتْ؛ لَمَّاْ تَسَلَّمَهَاْ
قِرْدٌ، وَدُبٌّ بِنَاْرِ الشَّرِّ يُصْلِيْهَاْ

قَدْ هَزَّهُ الَحِقْدُ، فَامْتَدَّتْ أَذِيَّتُهُ
شَرْقاً، وَغَرْباً، وَصَبَّتْ فِيْ مَجَاْرِيْهَاْ

وَجَنَّدَ الْقِرْدُ - مِنْ أَقْرَاْدِهِ - زُمَرًا
وَزَجَّ كُلَّ خَسِيْسٍ فِيْ حَوَاْشِيْهَاْ(6)

وَحَاْرَبَ الدِّيْنَ، وَالأَخْلاْقَ قَاْطِبَةً
سِرًّا، وَجَهْرًا، وَمَاْ أَصْغَىْ لِدَاْعِيْهَاْ

فَهَلَّ(7) دَمْعُ كِرَاْمِ النَّاْسِ فِيْ زَمَنٍ
أَلْقَى الْحُكُوْمَاْتِ فِيْ أَيْدِيْ أَعَاْدِيْهَاْ

تِلْكَ الْحُكُوْمَاْتُ مِنْ إِنْتَاْجِ غَاْصِبِهَاْ
وَبَيْتُهُ الأَسْوَدُ الْمَلْعُوْنُ نَاْدِيْهَاْ(8)

شَرُّ الْبَرِيَّةِ مِنْ عُرْبٍ، وَمِنْ عَجَمٍ
وَمِنْ صُنُوْفِ رُعَاْعٍ(9) لاْ أُسَمِّيْهَاْ

قَدْ شَكَّلُوْهَاْ !! كَمَاْ يَحْلُوْ لِمُغْتَصِبٍ
فَالزُّوْرُ(10) أَوَّلُهَاْ، وَالذُّلُّ ثَاْنِيْهَاْ

وَالْفُحْشُ ثَاْلِثُهَاْ، وَالْبُخْلُ رَاْبِعُهَاْ
وَالْغَدْرُ خَاْمِسُهَاْ، وَالْجُبْنُ(11) بَاْقِيْهَاْ

فِيْهَاْ ثَلاْثَةُ أَثْلاْثٍ مُدَجَّنَةٍ(12)
ثُلْثٌ لُصُوْصٌ ، وَثُلْثٌ مِنْ زَوَاْنِيْهَاْ

وَطَعَّمُوْهَاْ(13) بِثُلْثٍ مِنْ سَمَاْسِرَةٍ
جَاْلُوْا، وَمَاْلُوْا إِلَىْ أَوْهَاْمِ وَاْشِيْهَاْ(14)

لاْ خَيْرَ فِيْهَاْ، وَلاْ عُرْفٌ يُهَذِّبُهَاْ
وَلاْ حَيَاْءٌ، وَلاْ دِيْنٌ يُزَكِّيْهَاْ

خَاْنَتْ لِتُنْتِجَ فِي الْبُلْدَاْنِ مَحْرَقَةً
وَتَسْرِقَ الْغَفْوَ مِنْ أَجْفَاْنِ غَاْفِيْهَاْ

قَدْ سَلَّمَتْ لِلأَعَاْدِيْ أَمْنَ أُمَّتِنَاْ
فَهَجَّنُوْهَاْ، وَعَاْنَتْ مِنْ ذَرَاْرِيْهَاْ(15)

وَحَلَّلَتْهَاْ تُيُوْسٌ حِيْنَمَاْ ضَعُفَتْ
فَهَرْوَلَ الدَّمْعُ يَجْرِيْ مِنْ مَآقِيْهَاْ

يَرْوِيْ رِوَاْيَةَ خَوَّاْنٍ، وَمُغْتَصِبٍ
يَقُوْلُ: يَاْ نَاْسُ !! حَاْمِيْهَاْ حَرَاْمِيْهَاْ

يَاْ نَاْسُ !! إِنَّ بُغَاْثَ(16) الْعَصْرِ قَدْ غَدَرُوْا
وَسَلَّمُوْا الأَرْضَ لِلْبَاْغِيْ بِمَاْ فِيْهَاْ

يَاْ نَاْسُ !! إِنَّ لُصُوْصَ الدَّاْرِ مَاْ حَرَسُوْا
أَرْضَ الْبِلاْدِ، وَلاْ شَاْدُوْا مَبَاْنِيْهَاْ

فَالْعِرْضُ، وَالأَرْضُ، وَالأَمْوَاْلُ سَاْئِبَةٌ
وَأُمَّةُ الْعُرْبِ !! ذِئْبُ الْغَرْبِ رَاْعِيْهَاْ

وَفِيْ الْقَطِيْعِ كِلاْبٌ - قَطُّ - مَاْ نَبَحَتْ
إِلاْ لِتُرْشِدَ ذِئْباً جَاْءَ يُؤْذِيْهَاْ

يَاْ لِلْكِلاْبِ !! الَّتِيْ سَاْءَتْ بِمَوْطِنِنَاْ
وَنَفَّذَتْ كُلَّ مَاْ يَهْوَاْهُ غَاْوِيْهَاْ

قَدْ مَاْدَتْ الأَرْضُ مِنْ أَفْعَاْلِكُمْ، وَهَوَىْ
نَجْمٌ، وَبَدْرٌ، فَمَاْ ضَاْءَتْ لَيَاْلِيْهَاْ

وَامْتَدَّ فِيْهَاْ ظَلاْمُ الْغَدْرِ إِذْ نَزَلَتْ
نَوَاْزِلُ(17) الدَّهْرِ، وَانْهَاْلَتْ(18) دَوَاْهِيْهَاْ

وَمَاْتَتِ الشَّمْسُ، وَاغْتِيْلَتْ أَشِعَّتُهَاْ
وَاهْتَزَّتِ الأَرْضُ، وَاخْتَلَّتْ رَوَاْسِيْهَاْ

وَأَصْبَحَ الرَّأْسُ مِثْلَ الذَّيْلِ فِيْ وَطَنٍ
تَعْدُوْ عَلَيْهِ الْعَوَاْدِيْ مِنْ عَوَاْدِيْهَاْ

وَطَاْعَةُ الذَّيْلِ - دُوْنَ الرَّأْسِ - مَهْزَلَةٌ
عُنْوَاْنُهَاْ ذِلَّةٌ، وَالْقَهْرُ تَاْلِيْهَاْ

فِيْ مَجْلِسِ النَّهْبِ : أَوْغَاْدٌ زَبَاْنِيَةٌ(19)
خَاْنُوا الشُّعُوْبَ الَّتِيْ احْتُلَّتْ كَرَاْسِيْهَاْ

فَكُلُّ قِرْدٍ - عَلَى الْكُرْسِيِّ - مُنْتَفِخٌ
وَالْكَرْشُ(20) بَاْرِزَةٌ ، تَعْلُوْا عَوَاْلِيْهَاْ

يُمُاْرِسُ الْخِزْيَ فِيْ أَيَّاْمِ دَوْلَتِهِ
وَيُخْضِعُ الأَرْضَ إِخْضَاْعاً لِغَاْزِيْهَاْ

وَيَشْرَئِبُ(21) إِذَاْ مَاْ طِفْلَةٌ عَطَسَتْ
أَوْ أَطْلَقَ الطِّفْلُ آهاً كَاْنَ يُخْفِيْهَاْ

أَوْ وَلْوَلَتْ - فِيْ لَيَاْلِي الْقَهْرِ - نَاْدِبَةٌ
ثَكْلَىْ تَنُوْحُ عَلَىْ أَغْلَىْ غَوَاْلِيْهَاْ

فَالْقِرْدُ - فِيْ مَجْلِسِ الأَوْغَاْدِ - مِهْنَتُهُ
ذُلُّ الشُّعُوْبِ الَّتِيْ ضَاْعَتْ أَمَاْنِيْهَاْ

وَالْقِرْدُ مِسْخٌ، وَلِلْقَرَّاْدِ مَصْلَحَةٌ
أَنْ يَعْبَثَ الْقِرْدُ فِيْ أَرْضٍ يُعَاْدِيْهَاْ

حَتَّىْ يَعِيْثَ فَسَاْداً فِيْ مَرَاْفِقِهَاْ
وَكَيْ يُهَجَّرَ عَنْهَاْ مَنْ يُوَاْلِيْهَاْ

وَهَكَذَاْ يَنْجَحُ الأَعْدَاْءُ فِيْ بَلَدٍ
سَوَّاْقُهَا الْقِرْدُ، وَالْقَرَّاْدُ حَاْدِيْهَاْ

كَأَنَّهَاْ مُهْرَةٌ ضَاْعَتْ، وَطَاْرَدَهَاْ
ضَبْعٌ، وَبَاْتَ ظَلاْمُ الَّليْلِ يُخْفِيْهَاْ

أَمَّا الْقُرُوْدُ !! فَلاْ ثَاْرَتْ، وَلاْ انْتَفَضَتْ
بَلْ طَأْطَأَتْ - كُلُّهَاْ - ذُلاًّ لِسَاْقِيْهَاْ

وَعَبَّتِ الذُّلَّ مِنْ أَقْدَاْحِهِ، وَمَشَتْ
حَسْبَ الْمُخَطَّطِ، والإِذْعَاْنُ كَاْسِيْهَاْ

إِذْ أَنَّهَاْ رُوِّضَتْ ذُلاً، فمَاْ رَفَضَتْ
ذُلَّ الطُّغَاْةِ، ولاْ سَرَّتْ مَسَاْعِيْهَاْ

وَهَرْوَلَتْ حَسْبَمَاْ يَهْوَىْ مُرَوِّضُهَاْ
فِيْ حَلْبَةِ "السِّرْكِ" قَفْزًا فِيْ مَنَاْحِيْهَاْ(22)

وَجَسَّدَ الرَّقْصُ، وَالتَّهْرِيْجُ مِهْنَتَهَاْ
فَالطَّبْلُ يَجْذِبُهَاْ، وَالسَّوْطُ يُثْنِيْهَاْ

وَمِهْنَةُ الْقِرْدِ، وَالْقَرَّاْدِ مُضْحِكَةٌ
عُنْوَاْنُهَا: السُّخْفُ، وَالتَّهْرِيْجُ هَاْدِيْهَاْ

تُخْزِي الْبِلاْدَ الَّتِيْ دَاْنَتْ لِسُلْطَتِهَاْ
حِيْنَ الْبَلاْءِ، فَلاْ وَصْفٌ يُدَاْنِيْهَاْ

مَنْ لِيْ بِلَجْمِ قُرُوْدٍ بَعْدَ مَاْ فَجَرَتْ
وَآزَرَتْهَاْ سَعَاْلَىْ(23) مِنْ سَعَاْلِيْهَاْ

لَعَلَّ أَرْضَ بِلاْدِيْ بَعْدَ مَاْ عَطِشَتْ
تُسْقَىْ، وَتَسْقِيْ عِطَاْشاً مِنْ سَوَاْقِيْهَاْ

وَيَلْمَعُ الْحَقُّ فِيْ بَدْوٍ، وَفِيْ حَضَرٍ
وَيَسْطَعُ الْعَدْلُ فِيْ أَعْلَىْ مَعَاْلِيْهَاْ

وَيُصْبِحُ الْخَيْرُ فِيْ بُلْدَاْنِنَاْ هَدَفاً
حَتَّىْ يَعُوْدَ إِلَى الأَوْطَاْنِ مَاْضِيْهَاْ

وَتُسْتَرَدُّ حُقُوْقٌ بَعْدَمَاْ سُلِبَتْ
مِنْ نِصْفِ قَرْنٍ عَلَىْ أَيْدِيْ مَوَاْلِيْهَاْ

فَتُحْرِزُ النَّصْرَ؛ فِيْ أَيَّاْمِ عِزَّتِهَاْ
وَتَجْتَنِي الْعَدْلَ؛ مِنْ أَسْمَىْ مَجَاْنِيْهَاْ

وَتَأْمُرُ النَّاْسَ – بِالْمَعْرُوْفِ - نَاْصِحَةً
وَالنُّوْرُ يَخْطِرُ – فِيْ وِجْدَاْنِهَاْ - تِيْهَاْ

وَتَفْرِضُ الْعَدْلَ فِيْ حِلٍّ وَفِيْ حَرَمٍ
وَلاْ تَعُوْدُ إِلَىْ شَنْآنِ(24) شَاْنِيْهَاْ

فَيَهْتُفُ الْغَاْئِبُ الْمُشْتَاْقُ مِنْ طَرَبٍ
رُغْمَ الشَّتَاْتِ وَآلاْمٍ يُقَاْسِيْهَاْ:

هَاْمَ الْفُؤَاْدُ بِأَرْضٍ قَدْ وُلِدْتُ بِهَاْ
يَاْ رَبِّ !! يَاْ رَبِّ !! تَسْقِيْنَاْ مَوَاْضِيْهَاْ(25)

نَحْنُ الْعِطَاْشُ إِلَىْ حُرِّيَةٍ أُسِرَتْ
ظُلْماً، وَمَاْ وَجَدَتْ جَيْشاً يُؤَاْخِيْهَاْ

عَسَىْ عُهُوْدُ سَرَاْةٍ مِنْ صَحَاْبَتِنَاْ
تَعُوْدُ أُمَّتَنَا الثَّكْلَىْ، فَتَشْفِيْهَاْ

وَتَحْرُسُ الشَّعْبَ - فِي الأَوْطَاْنِ - كَوْكَبَةٌ
تَسْعَىْ - إِلَى الدِّيْنِ وَالدُّنْيَاْ - مَسَاْعِيْهَاْ

تُهْدَىْ، وَتَهْدِيْ - إِلَى الإِصْلاْحِ - دَاْئِبَةً
لَيْلاً نَهَاْراً، وَنُوْرُ اللهِ هَاْدِيْهَاْ

فَيُرْفَعُ الظُّلْمُ عَنْ بَدْوٍ، وَعَنْ حَضَرٍ
سِرًّا وَجَهْرًا، وَيُعْصَىْ أَمْرُ عَاْصِيْهَاْ

وَتَنْهَضُ الْمَرْأَةُ الْفُضْلَىْ مُعَزَّزَةً
حَتَّىْ تُقَاْصِصَ نَذْلاً كَاْنَ يُشْقِيْهَاْ

وَتَسْتَرِدُ حُقُوْقاً، جَلَّ مُنْقِذُهَاْ
مِنْ بَعْدِ ذُلٍّ، وَعَزَّ اللهُ مُعْطِيْهَاْ

وَيُقْرَضُ الشِّعْرُ تَمْجِيْداً بِقَاْفِلَةٍ
سَاْرَتْ بِعَدْلٍ، فَنَاْجَتْهَاْ قَوَاْفِيْهَاْ

فِيْهَاْ بُيُوْتٌ ، بَنَاْهَا الْقَهْرُ مِنْ أَلَمٍ
مُذْ شَاْدَهَاْ الْعَدْلُ، وَالإِرْهَاْبُ يُثْنِيْهَاْ

إِنَّ الْقَصَاْئِدَ - لِلأَوْطَاْنِ - ذَاْكِرَةٌ
تُخَلِّدُ الذِّكْرَ، وَالأَجْيَاْلُ تَرْوِيْهَاْ

تَشُدَّ أَزْرَ جُيُوْشِ الْحَقِّ صَاْدِحَةً
كَيْ تَمْلأَ النَّاْسُ مِنْ أَمْنٍ أَيَاْدِيْهَاْ

وَيَهْرَعُ الْحُرُّ - مِنْ مَنْفَاْهُ - مُغْتَبِطاً
نَحْوَ الْبِلاْدِ الَّتِي اسْوَدَّتْ دَيَاْجِيْهَاْ

وَتَفْرَحُ الأَرْضُ، وَالسُّكَّاْنُ فِيْ بَلَدٍ
وَفِيْ رُبُوْعٍ سَقَاْهَاْ دَمْعُ هَاْوِيْهَاْ

وَيَنْشُرُ الْوَرْدُ عِطْراً فِيْ حَدَاْئِقِهَاْ
وَيُطْرِبُ الْحُوْرَ - بِالْحُسْنَىْ - حَوَاْرِيْهَاْ(26)

وَيَرْجِعُ الْغَاْئِبُ الْمَنْفِيُّ مِنْ سَفَرٍ
إِلَى الْبِحَاْرِ الَّتِيْ نَاْحَتْ مَرَاْفِيْهَاْ

فَتَسْتَعِيْدُ عُهُوْدَ الْعِزِّ ضَاْحِكَةً
بَعْدَ الْبُكَاْءِ الَّذِيْ أَدْمَىْ مَآقِيْهَاْ

وَيُصْبِحُ الشَّعْبُ - فِي الأَوْطَاْنِ - مُحْتَرَماً
حُرًّا، عَزِيْزاً، كَرِيْماً، فِيْ صَيَاْصِيْهَاْ(27)

يُعَاْنِقُ الأَرْضَ - عَنْ حُبٍّ - فَتَحْضُنُهُ
شَوْقاً وَتَرْقَىْ إِلَىْ أَعْلَىْ مَرَاْقِيْهَاْ

وَتَفْرِضُ الْحُبَّ فَرْضاً فِيْ مَنَاْهِجِهَاْ
رُغْمَ النِّفَاْقِ، وَلاْ تَخْفَىْ خَوَاْفِيْهَاْ

وَيَعْزِفُ الْوَرْدُ أَلْحَاْناً مُعَطَّرَةً
تَشْدُوْ، وَيَشْدُوْا مَعَ الأَطْيَاْرِ شَاْدِيْهَاْ

وَيُصْبِحُ الْعَيْشُ - فِيْ أَوْطَاْنِنَاْ - أَمْلاً
صْفُواً، وَيَصْفُوْ - بِنَهْرِ الْحُبِّ - صَاْفِيْهَاْ

وَلاْ يَعِيْثُ فَسَاْداً فِيْ مَنَاْكِبِهَاْ
قَزْمٌ تَعَمْلَقَ لَمَّاْ صَاْرَ وَاْلِيْهَاْ

بَلْ تَطْمَئِنُّ، وَلاْ تَخْشَىْ جَلاْوِزَةً
غَشُّوْا بِلاْداً، وَغَشَّتْهَاْ غَوَاْشِيْهَاْ

وَيَرْجِعُ الْعَدْلُ - بَعْدَ الْجَوْرِ - مُمْتَشِقاً
سَيْفَ الْقِصَاْصِ لِدَاْنِيْهَاْ، وَقَاْصِيْهَاْ

وَتَسْتَقِرُّ حَيَاْةُ النَّاْسِ قَاْطِبَةً
بَعْدَ الْهُمُوْمِ، وَيَكْفِي النَّاْسَ كَاْفِيْهَاْ

هذه القصيدة من البحر البسيط

1 : الزوْبَعَةُ: الإعصار؛ والجمع: زَوَابع. و المُتزَبِّعُ: المُعَرْبِدُ الذي يُؤْذِي الناس ويُشارُّهم; والتزَبُّعُ: التغير وسُوء الخُلُق وقِلَّة الاستقامة كأَنه من الزَّوْبَعةِ الرّيحِ المعروفة, و الزَّوابِعُ الدواهي. و الزَّوْبَعُ و الزَّوْبَعةُ ريح تدور في الأَرض لا تَقْصِد وجْهاً واحداً تحمل الغُبار وترتفع إِلى السماء كأَنه عمود , أُخِذَت من التَّزَبُّع, وصبيان الأَعراب يكنون الإِعصار أَبا زَوْبَعةَ، و زَوْبَعةُ اسم شيطان مارد أَو رئيس من رؤساء الجن; ومنه سمي الإِعصار زوبعة. ويقال أُمّ زَوْبَعة.

2 : هاجَتِ الأَرضُ تَهِيجُ هِياجاً، و هاجَ الشيءُ يَهِيج هَيْجاً وهِياجاً و هَيَجاناً و اهْتاجَ و تَهَيَّجَ: ثار لمشقة أَو ضرر. تقول: هاج به الدم، وهاجَه غيرُه و هَيَّجَه، يتعدَّى ولا يتعدَّى. ويقال: يومُنا يومُ هَيْجٍ أَي: يوم غَيْمٍ ومطرٍ.

3 : الدَّكُّ: هدم الجبل والحائط ونحوهما، دَكَّه يَدُكُّه دَكّاً، ودَكُّ الأرض: زلزلتها.

4 : ناه الشيءُ يَنُوهُ ارتفع وعلا; فهو: نائِهٌ، و نُهْتُ بالشيء نَوْهاً و نَوَّهْتُ به و نَوَّهْتُهُ تَنْوِيهاً: رفعته. و نَوَّهْتُ باسمه: رفعت ذكْرَهُ.

5 : دَالَ يَدُولُ دَوْلاً ودَوْلَةً. دال الدَّهْرُ: انتقل من حال إلى حالٍ؛ ودالت الأيّامُ: دارت؛ والله يُداوِلها بين الناس. و تَداولته الأَيدي : أَخذته هذه مرَّة وهذه مرَّة. ودالَ الثوبُ يَدُول أَي بَلِي.

6 : قال الله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) سورة البقرة ، الآية:65 وقوله تعالى: (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) سورة الأعراف ، الآية:166 وفي البيت اقتباس بسيط.

حَشْوُ البيت من الشِّعْر: أَجزاؤُه غير عروضه وضربه، وهو من ذلك. و الحَشْوُ من الكلام: الفَضْلُ الذي لا يعتمد عليه ، وكذلك هو من الناس . وحُشْوةُ الناس: رُذالَتُهم.
وحَشْوُ الإِبل وحاشِيَتُها: صِغارها، وكذلك حواشيها، واحدتها: حاشِيةٌ وقيل: صِغارها التي لا كِبار فيها، وكذلك من الناس .

7 : هَلَّ السحابُ بالمطر، وهَلَّ المطر هَلاًّ، و انْهَلَّ بالمطر انْهِلالاً، واسْتَهَلَّ: وهو شدَّة انصبابه.

8 : نَدَا القومُ نَدْوًا: اجتمعوا في النادي. وندا القومَ: جمعهم في النادي. ويقال: ما يَنْدُوهُم النادي: لا يسعُهم. وتَنَادَى القومُ: نادى بعضُهم بعضا. وتَنَادَى القوم: اجتمعوا في النادي. والنادِي: المنتدَى. وهو مكان مهيّأ لجلوس القوم فيه، والجمع: أَنْدِيَةٌ، ونوَادٍ.

9 : الرَّعُّ: السكون. و الرَّعاعُ: الأَحداثُ. و رَعاعُ الناس: سُقّاطُهم وسَفِلَتُهم وغوغاؤهم والرُّذال. والواحد: رَعاعة

10 : الزُّورُ جمع أَزْوَرَ من الزَّوَرِ: الميل . و الزَّيِّرُ من الرجال: الغضبانُ المُقاطِعُ لصاحبه، والزُّور: الكذب والباطل, وقيل: شهادة الباطل.
و التَّزْوِيرُ: تَزْيين الكذب. وسمع ابن الأَعرابي يقول: كل إِصلاح من خير أَو شر فهو تَزْوِيرٌ ومنه شاهد الزُّورِ: يُزَوَّرُ كلاماً.

11 : الجَبانُ من الرِّجالِ: الذي يَهاب التقدُّمَ على كلّ شيء، لَيْلاً كان أَو نهاراً; والجمع: جُبَناء شَبَّهوه بفَعِيل لأَنه مثلُه في العِدَّة والزيادة، والجُبْن والجَبان ، وهو ضِدُّ الشَّجاعة والشُّجاع ، والأُنثى: جَبان مثل حَصان ورَزَانٍ و جَبانةٌ، ونِساء جَباناتٌ، وقد جَبَنَ يَجْبُن و جَبُنَ جُبْناً و جُبُناً و جَبانةً، و أَجْبَنَه: وجده جَباناً أَو حَسِبَه إيّاه .

12 : التَّدْجينُ: مصدر: جعل الوحشيّ من الحيوان أنيساً؛ يُدَجِّنُ مدرّبو الحيوانات أسوداً ونموراً ودببا، وتدجين المتمردين، هو تجريدهم من العنف.

13 : طَعَّمَ الشَّجَرَةَ يُطَعِّمُها تَطْعِيماً : وصل بعضَ أغصانها بأغصانٍ من شجرةٍ أخرى لتثمرَ من النَّوع الجديد. وطعَّم الخشبَ وغيره بالصَّدفِ ونحوه: ركَّبه فيه للزَّخْرَفة والزِّينة؛ وطعَّم الجسمَ: حقنه بمصل واقٍ يُكسبه مناعة ضد المرض.

14 : وَشَّاه: نَمْنَمَه ونَقَشَه وحَسَّنه, و وَشى الكَذِبَ والحديثَ: رَقَمَه وصَوَّرَه. والنَّمَّامُ يَشي الكذبَ: يُؤَلِّفُه ويُلَوِّنه ويُزَيِّنه. و يقال: وَشى كلامَه: أَي كذب .
و الواشي و الوَشاءُ: النَّمَّام. وَوَشى به إِلى المخابرات وِشايةً أَي: سَعى سعاية فكتب بحقه تقريرا. والمفرد: واشٍ, وجمعه وُشاةٌ.

15 : الذُّرِّيَّة و الذِّرِّيَّةُ: نَسْلُ الثَّقَلَيْن. وجمعها: ذَراريُّ و الذَّرْءُ: عَدَد الذُّرِّيَّة.

16 : البُغاثُ: كلُّ طائر ليس من جوارح الطير; يقال: هو اسم للجنس من الطير الذي يُصادُ. وبَغاثُ الطير وبُغاثها: أَلائِمها وشِرارُها, وما لا يصيد منها, واحدتُها بَغاثة بالفتح, الذَّكر والأُنثى في ذلك سواء.

17 : النازِلة: الشديدة تنزِل بالقوم, وجمعها: النَّوازِل، والنازِلة: الشدَّة من شدائد الدهر تنزل بالناس.

18 : هَالَ عليه التُّرابَ هَيْلاً، وأَهالَه فانْهالَ، وهَيَّله فتَهَيَّل، ويذمّ الرجل فيقال : جُرْفٌ مُنْهالٌ، فإِنما يعني أَنه ليس له حَزْم ولا عَقْل; والهَيْل: ما لم ترفع به يدك، والحَثْيُ: ما رفعت به يَدَك. وهالَ الرملَ: دفعه فانْهال ، وكذلك هَيَّلَه فَتَهَيَّل. والهَيْل و الهَائل من الرمل: الذي لا يثبت مكانَه حتى يَنْهال فيسقط، وهِلْتُه أَنا; و انْهال عليه القوم: تتابعوا عليه وعَلَوْه بالشتم والضرب والقَهر.

19 : الزَّبانِية: الذين يَزْبِنون الناسَ، أَي يدفعونهم، والزَّبانِية الشُّرَطُ ورجال المخابرات والجلادون, وواحد الزَّبانية: زِبْنيٌّ , والزَّبانية: الغلاظ الشداد, واحدهم زِبْنية,وقيل: واحد الزبانية: زَبانيّ، وقيل: زابنٌ وقيل: زِبْنِيَة مثل عِفْرية. و الزِّبِّين: الدافع للأَخْبَثَينِ، البول والغائط; وقيل: هو الممسك لهما على كُرْه.

20 : الكَرِشُ لكل مُجْتَرٍّ: بمنزلة المَعِدة للإِنسان تؤنثها العرب, وفيها لغتان: كِرْش و كَرِش مثل كِبْد وكَبِد، وهي مؤنثة; والجمع: أَكْراش و كُرُوش. ورجل أَكْرَشُ: عظيم البطن, وقيل: عظيم المال.

21 : اشْرَأَبَّ الرجل للشيءِ، وإِلى الشيءِ، اشْرِئْباباً: مَدَّ عُنُقَه إِليه، وقيل: هو إِذا ارْتَفَعَ وعَلا؛ والاسم : الشُّرَأْبِـيبةُ، من اشْرَأَبَّ. وقالت أمُّ المؤمنين عائشة رضِي اللهُ عنهَا: "اشْرَأَبَّ النِّفاقُ، وارْتَدَّت العربُ" وكلُّ رافع رأْسه: مشرئبٌّ؛ وقيل : اشْرأَبَّ مأْخوذ من الـمَشْرَبة وهي الغُرْفةُ.

22 : المَنْحَاة: المسيل الملتوي، وطريق الساقية، والجمع: مناحٍ. وأهل المَنْحَاة: القوم البعداءُ الذين ليسوا بأقارب. والمَنْحاةُ: وطريقُ السَّانِيَةِ التي تستخدم في رفع المياه من البئر.

23 : السِّعْلاةُ والسِّعْلا: الغُولُ, وقيل: هي ساحرة الجِنِّ. واسْتَسْعَلَتِ المرأَةُ: صارت كالسِّعْلاة خُبْثاً وسَلاطَةً, ويقال ذلك للمرأَة الصَّخَّابة البَذِيَّة; قال أَبو عدنان: إِذا كانت المرأَة قبيحة الوجه، سيِّئة الخُلُق شُبِّهت بالسِّعْلاة, وقيل: السِّعْلاة أَخبث الغِيلان, وكذلك السِّعْلا, يُمَدُّ ويُقصَرُ, والجمع: سَعالى، و سَعالٍ، و سِعْلَياتٌ، والسَّعالى: هي جمع سِعْلاةٍ.

24 : الشَّنَآن، والشَّنْآنُ: البِغْضةُ. يقال: شَنِئْتُ الرجلَ أَي: أَبْغَضْته، وشَنَأْتُ: لغة رديئة، والشَّنُوءَة على فَعُولة: التَّقَزُّزُ من الشيءِ، وهو التَّباعدُ من الأَدْناس. ورجل فيه شَنُوءَةٌ و شُنُوءَةٌ أَي: تَقَزُّزٌ ، فهو مرة صفة ومرة اسم. والشَّناءَةُ مثل الشَّناعةِ: البُغْضُ. والشَّنَآنُ مصدر على فَعَلان كالنَّزَوانِ والضَّرَبانِ. وقرأَ عاصم: شَنْآن، بإسكان النون، وهذا يكون اسماً كأنه قال: ولا يَجْرِمَنَّكم بَغِيض قوم.

25 : الْمَاضي: الزَّمَانُ الذي ولَّى وانقضى، والماضي: السّيْفُ، والأسَد. والسيوف المَواضي أي: القَواطِع، والجمع: مَواضٍ.

26 : عاد إِليه، يَعُودُ عَوْدَةً، وعَوْداً: رجع. وعادَ العَلِيلَ، يَعُودُه عَوْداً، وعِيادة وعِياداً: زاره؛ ورجل عائدٌ: من قَوْم عَوْدٍ و عُوَّادٍ، ورجلٌ مَعُودٌ و مَعْوُود، الأَخيرة شاذة, وهي تميمية. وقيل العُوادَةُ من عِيادةِ المريض. وقَوْمٌ عُوَّادٌ وعَوْدٌ ؛ الأَخيرة اسم للجمع؛ وقيل: إِنما سمي بالمصدر. ونِسوةٌ عوائِدُ، وعُوَّدٌ، وهنَّ اللاتي يَعُدْنَ المريض, الواحدة: عائِدةٌ، يقال: هؤلاء عَودُ فلان، و عُوَّادُه، مثل زَوْرِه وزُوَّاره, وهم الذين يَعُودُونه إِذا اعْتَلَّ.

27 : الحَوارِيُّ: الناصح وأَصله الشيء الخالص ، وكل شيء خَلَصَ لَوْنُه، فهو حَوارِيٌّ. و الأَحْوَرِيُّ الأَبيض الناعم. والحَوَرُ: أَن يَشْتَدَّ بياضُ العين، وسَوادُ سَوادِها، وتستدير حدقتها، وترق جفونها ويبيضَّ ما حواليها; وقيل: الحَوَرُ شِدَّةُ سواد المُقْلَةِ، في شدّة بياضها، في شدّة بياض الجسد، ولا تكون الأَدْماءُ حَوْراءَ. وقيل للنساء: حُورُ العِينِ، لأَنهن شبهن بالظباء.
وقيل: الحواريون: خُلْصَانُ الأَنبياء ، عليهم السلام، وصفوتهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الزُّبَيْرُ ابن عمتي وحَوارِيَّ من أُمَّتِي" أَي: خاصتي من أَصحابي وناصري. وأَصحاب النبي، حواريون، وتأْويل الحواريين في اللغة الذين أُخْلِصُوا ونُقُّوا من كل عيب. وكلُّ مُبالِغٍ في نُصْرَةِ آخر: حوَارِيٌّ، والحَوارِيُّونَ: الأَنصار وهم خاصة أَصحابه.

28 : الصَّياصي: الحُصونُ. وكلُّ شيء امْتُنِع به وتُحُصِّنَ به, فهو صِيصةٌ، والصِّيصَة أَيضاً: الوَتِدُ الذي يقْلَع به التَّمْر, والصِّنّارةُ التي يُغْزَل بها ويُنْسَج. والصِّيصيةُ: شَوْكةُ الحائك التي يُسَوِّي بها السَّدَاةَ واللُحْمة; ومنه صِيصِيةُ الدِّيكِ: التي في رِجْله. و صَياصِي البقرِ: قُرونها وربما كانت تُرَكّبُ في الرِّماح مكانَ الأَسِنّة; وفي التهذيب: أَنه ذكر فتنة تكون في أَقطار الأَرض كأَنها صَياصِي بقرٍ أَي قُرونُها, واحدتُها: صِيصة بالتخفيف, شبَّه الفتنة بها لشدتها وصعوبة الأَمر فيها.

الدغيم
10/01/2005, 10:07
أشكرك وأرجو لفلسطين الحرية والتحرير من كل المجرمين

عاشق من فلسطين
10/01/2005, 13:36
أشكرك وأرجو لفلسطين الحرية والتحرير من كل المجرمين

كلنا نأمل ذلك :D
مشكور مرة تانية

الدغيم
11/01/2005, 17:45
بما أن التعديل صعب بعد مرور أكثر من ساعة، فإنني أضع القصيدة هنا بعد التعديل
آسف للإزعاج

تحية البلاد
شعر، د. محمود السيد الدغيم
لندن : يوم السبت 06 / 01/ 2005م



حَيِّ الْبِلاْدِ الَّتِي عُزَّتْ رَوَاْبِيْهَاْ
حِيْناً مِنَ الدَّهْرِ، وَاسْتَغْنَتْ مَغَاْنِيْهَاْ

وَشَاْهِدِ الْحُوْرَ فِيْ أَرْجَاْءِ جَنَّتِهَاْ
تُضْفِي جَمَاْلاً، بَدِيْعاً فِيْ نَوَاْحِيْهَاْ

وزُرْ بُيُوْتاً بِهَاْ دِيْنٌ، وَمَكْرُمَةٌ
مِنْ نِعْمَةِ اللهِ، وَالإِسْلاْمُ حَاْمِيْهَاْ

كَاْنَتْ مَنَاْرًا، وَكَاْنَ الْعَدْلُ رَاْئِدُهَاْ
بَيْنَ الشُّعُوْبِ، وَشَرْعُ اللهِ قَاْضِيْهَاْ

وَالْمُؤْمِنُوْنَ بِهَاْ ذُخْرٌ، وَلَوْ عَصَفَتْ
زَوَاْبِعُ الشَّرِّ، وَانْقَضَّتْ مَآسِيْهَاْ

لاْ يُرْجِفُوْنَ(1) إِذَاْ هَاْجَ(2) الطُّغَاْةُ، وَلاْ
يَسْتَسْلِمُوْنَ إِذَاْ دُكَّتْ(3) أَرَاْضِيْهَاْ

هُمْ حَرَّرُوْهَاْ مِنَ الطُّغْيَاْنِ، وَانْتَصَرُوْا
فَنَّوَّهَ(4) النَّاْسُ بِالتَّحْرِيْرِ تَنْوِيْهَاْ

وَقَاْمَ كُلُّ خَطِيْبٍ فَوْقَ مِنْبَرِهِ
يُوَحِّدُ اللهَ - حُرًّا - فِيْ بَرَاْرِيْهَاْ

تِلْكَ الْبِلاْدُ بِلاْدِيْ، حُبُّهَاْ قَدَرٌ
مُقَدَّرٌ مِنْ إِلَهِ الْكَوْنِ بَاْرِيْهَاْ

دَاْلَتْ(5)، وَمَاْ نَهَضَتْ؛ لَمَّاْ تَسَلَّمَهَاْ
قِرْدٌ، وَدُبٌّ بِنَاْرِ الشَّرِّ يُصْلِيْهَاْ

قَدْ هَزَّهُ الَحِقْدُ، فَامْتَدَّتْ أَذِيَّتُهُ
شَرْقاً، وَغَرْباً، وَصَبَّتْ فِيْ مَجَاْرِيْهَاْ

وَجَنَّدَ الْقِرْدُ - مِنْ أَقْرَاْدِهِ - زُمَرًا
وَزَجَّ كُلَّ خَسِيْسٍ فِيْ حَوَاْشِيْهَاْ(6)

وَحَاْرَبَ الدِّيْنَ، وَالأَخْلاْقَ قَاْطِبَةً
سِرًّا، وَجَهْرًا، وَمَاْ أَصْغَىْ لِدَاْعِيْهَاْ

فَهَلَّ(7) دَمْعُ كِرَاْمِ النَّاْسِ فِيْ زَمَنٍ
أَلْقَى الْحُكُوْمَاْتِ فِيْ أَيْدِيْ أَعَاْدِيْهَاْ

تِلْكَ الْحُكُوْمَاْتُ مِنْ إِنْتَاْجِ غَاْصِبِهَاْ
وَبَيْتُهُ الأَسْوَدُ الْمَلْعُوْنُ نَاْدِيْهَاْ(8)

شَرُّ الْبَرِيَّةِ مِنْ عُرْبٍ، وَمِنْ عَجَمٍ
وَمِنْ صُنُوْفِ رُعَاْعٍ(9) لاْ أُسَمِّيْهَاْ

قَدْ شَكَّلُوْهَاْ !! كَمَاْ يَحْلُوْ لِمُغْتَصِبٍ
فَالزُّوْرُ(10) أَوَّلُهَاْ، وَالذُّلُّ ثَاْنِيْهَاْ

وَالْفُحْشُ ثَاْلِثُهَاْ، وَالْبُخْلُ رَاْبِعُهَاْ
وَالْغَدْرُ خَاْمِسُهَاْ، وَالْجُبْنُ(11) بَاْقِيْهَاْ

فِيْهَاْ ثَلاْثَةُ أَثْلاْثٍ مُدَجَّنَةٍ(12)
ثُلْثٌ لُصُوْصٌ ، وَثُلْثٌ مِنْ زَوَاْنِيْهَاْ

وَطَعَّمُوْهَاْ(13) بِثُلْثٍ مِنْ سَمَاْسِرَةٍ
جَاْلُوْا، وَمَاْلُوْا إِلَىْ أَوْهَاْمِ وَاْشِيْهَاْ(14)

لاْ خَيْرَ فِيْهَاْ، وَلاْ عُرْفٌ يُهَذِّبُهَاْ
وَلاْ حَيَاْءٌ، وَلاْ دِيْنٌ يُزَكِّيْهَاْ

خَاْنَتْ لِتُنْتِجَ فِي الْبُلْدَاْنِ مَحْرَقَةً
وَتَسْرِقَ الْغَفْوَ مِنْ أَجْفَاْنِ غَاْفِيْهَاْ

قَدْ سَلَّمَتْ لِلأَعَاْدِيْ أَمْنَ أُمَّتِنَاْ
فَهَجَّنُوْهَاْ، وَعَاْنَتْ مِنْ ذَرَاْرِيْهَاْ(15)

وَحَلَّلَتْهَاْ تُيُوْسٌ حِيْنَمَاْ ضَعُفَتْ
فَهَرْوَلَ الدَّمْعُ مِنْ أَحْدَاْقِ بَاْكِيْهَاْ

يَرْوِيْ رِوَاْيَةَ خَوَّاْنٍ، وَمُغْتَصِبٍ
يَقُوْلُ: يَاْ نَاْسُ !! حَاْمِيْهَاْ حَرَاْمِيْهَاْ

يَاْ نَاْسُ !! إِنَّ بُغَاْثَ(16) الْعَصْرِ قَدْ غَدَرُوْا
وَسَلَّمُوْا الأَرْضَ لِلْبَاْغِيْ بِمَاْ فِيْهَاْ

يَاْ نَاْسُ !! إِنَّ لُصُوْصَ الدَّاْرِ مَاْ حَرَسُوْا
أَرْضَ الْبِلاْدِ، وَلاْ شَاْدُوْا مَبَاْنِيْهَاْ

فَالْعِرْضُ، وَالأَرْضُ، وَالأَمْوَاْلُ سَاْئِبَةٌ
وَأُمَّةُ الْعُرْبِ !! ذِئْبُ الْغَرْبِ رَاْعِيْهَاْ

وَفِيْ الْقَطِيْعِ كِلاْبٌ - قَطُّ - مَاْ نَبَحَتْ
إِلاْ لِتُرْشِدَ ذِئْباً جَاْءَ يُؤْذِيْهَاْ

يَاْ لِلْكِلاْبِ !! الَّتِيْ سَاْءَتْ بِمَوْطِنِنَاْ
وَنَفَّذَتْ كُلَّ مَاْ يَهْوَاْهُ غَاْوِيْهَاْ

قَدْ مَاْدَتْ الأَرْضُ مِنْ أَفْعَاْلِكُمْ، وَهَوَىْ
نَجْمٌ، وَبَدْرٌ، فَمَاْ ضَاْءَتْ لَيَاْلِيْهَاْ

وَامْتَدَّ فِيْهَاْ ظَلاْمُ الْغَدْرِ إِذْ نَزَلَتْ
نَوَاْزِلُ(17) الدَّهْرِ، وَانْهَاْلَتْ(18) دَوَاْهِيْهَاْ

وَمَاْتَتِ الشَّمْسُ، وَاغْتِيْلَتْ أَشِعَّتُهَاْ
وَاهْتَزَّتِ الأَرْضُ، وَاخْتَلَّتْ رَوَاْسِيْهَاْ

وَأَصْبَحَ الرَّأْسُ مِثْلَ الذَّيْلِ فِيْ وَطَنٍ
تَعْدُوْ عَلَيْهِ الْعَوَاْدِيْ مِنْ عَوَاْدِيْهَاْ

وَطَاْعَةُ الذَّيْلِ - دُوْنَ الرَّأْسِ - مَهْزَلَةٌ
عُنْوَاْنُهَاْ ذِلَّةٌ، وَالْقَهْرُ تَاْلِيْهَاْ

فِيْ مَجْلِسِ النَّهْبِ : أَوْغَاْدٌ زَبَاْنِيَةٌ(19)
خَاْنُوا الشُّعُوْبَ الَّتِيْ احْتُلَّتْ كَرَاْسِيْهَاْ

فَكُلُّ قِرْدٍ - عَلَى الْكُرْسِيِّ - مُنْتَفِخٌ
وَالْكَرْشُ(20) بَاْرِزَةٌ ، تَعْلُوْا عَوَاْلِيْهَاْ

يُمُاْرِسُ الْخِزْيَ فِيْ أَيَّاْمِ دَوْلَتِهِ
وَيُخْضِعُ الأَرْضَ إِخْضَاْعاً لِغَاْزِيْهَاْ

وَيَشْرَئِبُ(21) إِذَاْ مَاْ طِفْلَةٌ عَطَسَتْ
أَوْ أَطْلَقَ الطِّفْلُ آهاً كَاْنَ يُخْفِيْهَاْ

أَوْ وَلْوَلَتْ - فِيْ لَيَاْلِي الْقَهْرِ - نَاْدِبَةٌ
ثَكْلَىْ تَنُوْحُ عَلَىْ أَغْلَىْ غَوَاْلِيْهَاْ

فَالْقِرْدُ - فِيْ مَجْلِسِ الأَوْغَاْدِ - جَرَّأَهُ
ذُلُّ الشُّعُوْبِ الَّتِيْ ضَاْعَتْ أَمَاْنِيْهَاْ

وَالْقِرْدُ مِسْخٌ، وَلِلْقَرَّاْدِ مَصْلَحَةٌ
أَنْ يَعْبَثَ الْقِرْدُ فِيْ أَرْضٍ يُعَاْدِيْهَاْ

حَتَّىْ يَعِيْثَ فَسَاْداً فِيْ مَرَاْفِقِهَاْ
وَكَيْ يُهَجَّرَ عَنْهَاْ مَنْ يُوَاْلِيْهَاْ

وَهَكَذَاْ يَنْجَحُ الأَعْدَاْءُ فِيْ بَلَدٍ
سَوَّاْقُهَا الْقِرْدُ، وَالْقَرَّاْدُ حَاْدِيْهَاْ

كَأَنَّهَاْ مُهْرَةٌ ضَاْعَتْ، وَطَاْرَدَهَاْ
ضَبْعٌ، وَبَاْتَ ظَلاْمُ الَّليْلِ يُؤْوِيْهَاْ

أَمَّا الْقُرُوْدُ !! فَلاْ ثَاْرَتْ، وَلاْ انْتَفَضَتْ
بَلْ طَأْطَأَتْ - كُلُّهَاْ - ذُلاًّ لِسَاْقِيْهَاْ

وَعَبَّتِ الذُّلَّ مِنْ أَقْدَاْحِهِ، وَمَشَتْ
حَسْبَ الْمُخَطَّطِ، والإِذْعَاْنُ كَاْسِيْهَاْ

إِذْ أَنَّهَاْ رُوِّضَتْ ذُلاً، فمَاْ رَفَضَتْ
ذُلَّ الطُّغَاْةِ، ولاْ أَهْوَاْءَ سَاْعِيْهَاْ(22)

وَهَرْوَلَتْ حَسْبَمَاْ يَهْوَىْ مُرَوِّضُهَاْ
فِيْ حَلْبَةِ "السِّرْكِ" قَفْزًا فِيْ مَنَاْحِيْهَاْ(23)

وَجَسَّدَ الرَّقْصُ، وَالتَّهْرِيْجُ مِهْنَتَهَاْ
فَالطَّبْلُ يُطْرِبُهَاْ، وَالسَّوْطُ يُبْكِيْهَاْ

وَمِهْنَةُ الْقِرْدِ، وَالْقَرَّاْدِ مُضْحِكَةٌ
عُنْوَاْنُهَا: الْخَسْءُ(24)، وَالْمَخْسُوْسُ(25) بَاْنِيْهَاْ

تُخْزِي الْبِلاْدَ الَّتِيْ دَاْنَتْ لِسُلْطَتِهَاْ
حِيْنَ الْبَلاْءِ، فَلاْ وَصْفٌ يُدَاْنِيْهَاْ

مَنْ لِيْ بِلَجْمِ قُرُوْدٍ بَعْدَ مَاْ فَجَرَتْ
وَآزَرَتْهَاْ سَعَاْلَىْ(24) مِنْ سَعَاْلِيْهَاْ

لَعَلَّ أَرْضَ بِلاْدِيْ بَعْدَ مَاْ عَطِشَتْ
تُسْقَىْ، وَتَسْقِيْ عِطَاْشاً مِنْ سَوَاْقِيْهَاْ

وَيَلْمَعُ الْحَقُّ فِيْ بَدْوٍ، وَفِيْ حَضَرٍ
وَيَسْطَعُ الْعَدْلُ فِيْ أَعْلَىْ مَعَاْلِيْهَاْ

وَيُصْبِحُ الْخَيْرُ فِيْ بُلْدَاْنِنَاْ هَدَفاً
حَتَّىْ يَعُوْدَ إِلَى الأَوْطَاْنِ مَاْضِيْهَاْ

وَتُسْتَرَدُّ حُقُوْقٌ بَعْدَمَاْ سُلِبَتْ
مِنْ نِصْفِ قَرْنٍ عَلَىْ أَيْدِيْ مَوَاْلِيْهَاْ

فَتُحْرِزُ النَّصْرَ؛ فِيْ أَيَّاْمِ عِزَّتِهَاْ
وَتَجْتَنِي الْعَدْلَ؛ مِنْ أَسْمَىْ مَجَاْنِيْهَاْ

وَتَأْمُرُ النَّاْسَ – بِالْمَعْرُوْفِ - نَاْصِحَةً
وَالنُّوْرُ يَخْطِرُ – فِيْ وِجْدَاْنِهَاْ - تِيْهَاْ

وَتَفْرِضُ الْعَدْلَ فِيْ حِلٍّ وَفِيْ حَرَمٍ
وَلاْ تَعُوْدُ إِلَىْ شَنْآنِ(25) شَاْنِيْهَاْ

فَيَهْتِفُ الْغَاْئِبُ الْمُشْتَاْقُ مِنْ طَرَبٍ
رُغْمَ الشَّتَاْتِ وَآلاْمٍ يُقَاْسِيْهَاْ:

هَاْمَ الْفُؤَاْدُ بِأَرْضٍ قَدْ وُلِدْتُ بِهَاْ
يَاْ رَبِّ !! يَاْ رَبِّ !! تَسْقِيْنَاْ مَوَاْضِيْهَاْ(26)

نَحْنُ الْعِطَاْشُ إِلَىْ حُرِّيَةٍ أُسِرَتْ
ظُلْماً، وَمَاْ وَجَدَتْ جَيْشاً يُؤَاْخِيْهَاْ

عَسَىْ عُهُوْدُ سَرَاْةٍ مِنْ صَحَاْبَتِنَاْ
تَعُوْدُ(27) أُمَّتَنَا الثَّكْلَىْ، فَتَشْفِيْهَاْ

وَتَحْرُسُ الشَّعْبَ - فِي الأَوْطَاْنِ - كَوْكَبَةٌ
تَسْعَىْ - إِلَى الدِّيْنِ وَالدُّنْيَاْ - مَسَاْعِيْهَاْ

تُهْدَىْ، وَتَهْدِيْ - إِلَى الإِصْلاْحِ - دَاْئِبَةً
لَيْلاً نَهَاْراً، وَنُوْرُ اللهِ هَاْدِيْهَاْ

فَيُرْفَعُ الظُّلْمُ عَنْ بَدْوٍ، وَعَنْ حَضَرٍ
سِرًّا وَجَهْرًا، وَيُعْصَىْ أَمْرُ عَاْصِيْهَاْ

وَتَنْهَضُ الْمَرْأَةُ الْفُضْلَىْ مُعَزَّزَةً
حَتَّىْ تُقَاْصِصَ نَذْلاً كَاْنَ يُشْقِيْهَاْ

وَتَسْتَرِدُّ حُقُوْقاً، جَلَّ مُنْقِذُهَاْ
مِنْ بَعْدِ ذُلٍّ، وَعَزَّ اللهُ مُعْطِيْهَاْ

وَيُقْرَضُ الشِّعْرُ تَمْجِيْداً بِقَاْفِلَةٍ
سَاْرَتْ بِعَدْلٍ، فَنَاْجَتْهَاْ قَوَاْفِيْهَاْ

فِيْهَاْ بُيُوْتٌ ، بَنَاْهَا الْقَهْرُ مِنْ أَلَمٍ
مُذْ شَاْدَهَاْ الْعَدْلُ، وَالإِرْهَاْبُ يُثْنِيْهَاْ

إِنَّ الْقَصَاْئِدَ - لِلأَوْطَاْنِ - ذَاْكِرَةٌ
تُخَلِّدُ الذِّكْرَ، وَالأَجْيَاْلُ تَرْوِيْهَاْ

تَشُدُّ أَزْرَ جُيُوْشِ الْحَقِّ صَاْدِحَةً
كَيْ تَمْلأَ النَّاْسُ مِنْ أَمْنٍ أَيَاْدِيْهَاْ

وَيُهْرَعُ الْحُرُّ - مِنْ مَنْفَاْهُ - مُغْتَبِطاً
نَحْوَ الْبِلاْدِ الَّتِي اسْوَدَّتْ دَيَاْجِيْهَاْ

وَتَفْرَحُ الأَرْضُ، وَالسُّكَّاْنُ فِيْ بَلَدٍ
وَفِيْ رُبُوْعٍ سَقَاْهَاْ دَمْعُ هَاْوِيْهَاْ

وَيَنْشُرُ الْوَرْدُ عِطْراً فِيْ حَدَاْئِقِهَاْ
وَيُطْرِبُ الْحُوْرَ - بِالْحُسْنَىْ - حَوَاْرِيْهَاْ(28)

وَيَرْجِعُ الْغَاْئِبُ الْمَنْفِيُّ مِنْ سَفَرٍ
إِلَى الْبِحَاْرِ الَّتِيْ نَاْحَتْ مَرَاْفِيْهَاْ

فَتَسْتَعِيْدُ عُهُوْدَ الْعِزِّ ضَاْحِكَةً
بَعْدَ الْبُكَاْءِ الَّذِيْ أَدْمَىْ مَآقِيْهَاْ

وَيُصْبِحُ الشَّعْبُ - فِي الأَوْطَاْنِ - مُحْتَرَماً
حُرًّا، عَزِيْزاً، كَرِيْماً، فِيْ صَيَاْصِيْهَاْ(29)

يُعَاْنِقُ الأَرْضَ - عَنْ حُبٍّ - فَتَحْضُنُهُ
شَوْقاً وَتَرْقَىْ إِلَىْ أَعْلَىْ مَرَاْقِيْهَاْ

وَتَفْرِضُ الْحُبَّ فَرْضاً فِيْ مَنَاْهِجِهَاْ
رُغْمَ النِّفَاْقِ، وَلاْ تَخْفَىْ خَوَاْفِيْهَاْ

وَيَعْزِفُ الْوَرْدُ أَلْحَاْناً مُعَطَّرَةً
تَشْدُوْ، وَيَشْدُوْ مَعَ الأَطْيَاْرِ شَاْدِيْهَاْ

وَيُصْبِحُ الْعَيْشُ - فِيْ أَوْطَاْنِنَاْ - أَمَلاً
صَفْواً، وَيَصْفُوْ - بِنَهْرِ الْحُبِّ - صَاْفِيْهَاْ

وَلاْ يَعِيْثُ فَسَاْداً فِيْ مَنَاْكِبِهَاْ
قَزْمٌ تَعَمْلَقَ لَمَّاْ صَاْرَ وَاْلِيْهَاْ

بَلْ تَطْمَئِنُّ، وَلاْ تَخْشَىْ جَلاْوِزَةً
غَشُّوْا بِلاْداً، وَغَشَّتْهَاْ غَوَاْشِيْهَاْ

وَيَرْجِعُ الْعَدْلُ - بَعْدَ الْجَوْرِ - مُمْتَشِقاً
سَيْفَ الْقِصَاْصِ لِدَاْنِيْهَاْ، وَقَاْصِيْهَاْ

وَتَسْتَقِرُّ حَيَاْةُ النَّاْسِ قَاْطِبَةً
بَعْدَ الْهُمُوْمِ، وَيَكْفِي النَّاْسَ كَاْفِيْهَاْ

هذه القصيدة من البحر البسيط

1 : الزوْبَعَةُ: الإعصار؛ والجمع: زَوَابع. و المُتزَبِّعُ: المُعَرْبِدُ الذي يُؤْذِي الناس ويُشارُّهم; والتزَبُّعُ: التغير وسُوء الخُلُق وقِلَّة الاستقامة كأَنه من الزَّوْبَعةِ الرّيحِ المعروفة, و الزَّوابِعُ الدواهي. و الزَّوْبَعُ و الزَّوْبَعةُ ريح تدور في الأَرض لا تَقْصِد وجْهاً واحداً تحمل الغُبار وترتفع إِلى السماء كأَنه عمود , أُخِذَت من التَّزَبُّع, وصبيان الأَعراب يكنون الإِعصار أَبا زَوْبَعةَ، و زَوْبَعةُ اسم شيطان مارد أَو رئيس من رؤساء الجن; ومنه سمي الإِعصار زوبعة. ويقال أُمّ زَوْبَعة.

2 : هاجَتِ الأَرضُ تَهِيجُ هِياجاً، و هاجَ الشيءُ يَهِيج هَيْجاً وهِياجاً و هَيَجاناً و اهْتاجَ و تَهَيَّجَ: ثار لمشقة أَو ضرر. تقول: هاج به الدم، وهاجَه غيرُه و هَيَّجَه، يتعدَّى ولا يتعدَّى. ويقال: يومُنا يومُ هَيْجٍ أَي: يوم غَيْمٍ ومطرٍ.

3 : الدَّكُّ: هدم الجبل والحائط ونحوهما، دَكَّه يَدُكُّه دَكّاً، ودَكُّ الأرض: زلزلتها.

4 : ناه الشيءُ يَنُوهُ ارتفع وعلا; فهو: نائِهٌ، و نُهْتُ بالشيء نَوْهاً و نَوَّهْتُ به و نَوَّهْتُهُ تَنْوِيهاً: رفعته. و نَوَّهْتُ باسمه: رفعت ذكْرَهُ.

5 : دَالَ يَدُولُ دَوْلاً ودَوْلَةً. دال الدَّهْرُ: انتقل من حال إلى حالٍ؛ ودالت الأيّامُ: دارت؛ والله يُداوِلها بين الناس. و تَداولته الأَيدي : أَخذته هذه مرَّة وهذه مرَّة. ودالَ الثوبُ يَدُول أَي بَلِي.

6 : قال الله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) سورة البقرة ، الآية:65 وقوله تعالى: (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) سورة الأعراف ، الآية:166 وفي البيت اقتباس بسيط.

حَشْوُ البيت من الشِّعْر: أَجزاؤُه غير عروضه وضربه، وهو من ذلك. و الحَشْوُ من الكلام: الفَضْلُ الذي لا يعتمد عليه ، وكذلك هو من الناس . وحُشْوةُ الناس: رُذالَتُهم.
وحَشْوُ الإِبل وحاشِيَتُها: صِغارها، وكذلك حواشيها، واحدتها: حاشِيةٌ وقيل: صِغارها التي لا كِبار فيها، وكذلك من الناس .

7 : هَلَّ السحابُ بالمطر، وهَلَّ المطر هَلاًّ، و انْهَلَّ بالمطر انْهِلالاً، واسْتَهَلَّ: وهو شدَّة انصبابه.

8 : نَدَا القومُ نَدْوًا: اجتمعوا في النادي. وندا القومَ: جمعهم في النادي. ويقال: ما يَنْدُوهُم النادي: لا يسعُهم. وتَنَادَى القومُ: نادى بعضُهم بعضا. وتَنَادَى القوم: اجتمعوا في النادي. والنادِي: المنتدَى. وهو مكان مهيّأ لجلوس القوم فيه، والجمع: أَنْدِيَةٌ، ونوَادٍ.

9 : الرَّعُّ: السكون. و الرَّعاعُ والرُّعاعُ (بفتح الراء وضمِّها): الأَحداثُ. و رَعاعُ الناس: سُقّاطُهم وسَفِلَتُهم وغوغاؤهم والرُّذال الضُّعفاء الذين إِذا فَزِعوا طاروا. والواحد: رَعاعة.

10 : الزُّورُ جمع أَزْوَرَ من الزَّوَرِ: الميل . و الزَّيِّرُ من الرجال: الغضبانُ المُقاطِعُ لصاحبه، والزُّور: الكذب والباطل, وقيل: شهادة الباطل.
و التَّزْوِيرُ: تَزْيين الكذب. وسمع ابن الأَعرابي يقول: كل إِصلاح من خير أَو شر فهو تَزْوِيرٌ ومنه شاهد الزُّورِ: يُزَوَّرُ كلاماً.

11 : الجَبانُ من الرِّجالِ: الذي يَهاب التقدُّمَ على كلّ شيء، لَيْلاً كان أَو نهاراً; والجمع: جُبَناء شَبَّهوه بفَعِيل لأَنه مثلُه في العِدَّة والزيادة، والجُبْن والجَبان ، وهو ضِدُّ الشَّجاعة والشُّجاع ، والأُنثى: جَبان مثل حَصان ورَزَانٍ و جَبانةٌ، ونِساء جَباناتٌ، وقد جَبَنَ يَجْبُن و جَبُنَ جُبْناً و جُبُناً و جَبانةً، و أَجْبَنَه: وجده جَباناً أَو حَسِبَه إيّاه .

12 : التَّدْجينُ: مصدر: جعل الوحشيّ من الحيوان أنيساً؛ يُدَجِّنُ مدرّبو الحيوانات أسوداً ونموراً ودببا، وتدجين المتمردين، هو تجريدهم من العنف.

13 : طَعَّمَ الشَّجَرَةَ يُطَعِّمُها تَطْعِيماً : وصل بعضَ أغصانها بأغصانٍ من شجرةٍ أخرى لتثمرَ من النَّوع الجديد. وطعَّم الخشبَ وغيره بالصَّدفِ ونحوه: ركَّبه فيه للزَّخْرَفة والزِّينة؛ وطعَّم الجسمَ: حقنه بمصل واقٍ يُكسبه مناعة ضد المرض.

14 : وَشَّاه: نَمْنَمَه ونَقَشَه وحَسَّنه, و وَشى الكَذِبَ والحديثَ: رَقَمَه وصَوَّرَه. والنَّمَّامُ يَشي الكذبَ: يُؤَلِّفُه ويُلَوِّنه ويُزَيِّنه. و يقال: وَشى كلامَه: أَي كذب .
و الواشي و الوَشاءُ: النَّمَّام. وَوَشى به إِلى المخابرات وِشايةً أَي: سَعى سعاية فكتب بحقه تقريرا. والمفرد: واشٍ, وجمعه وُشاةٌ.

15 : الذُّرِّيَّة و الذِّرِّيَّةُ: نَسْلُ الثَّقَلَيْن. وجمعها: ذَراريُّ و الذَّرْءُ: عَدَد الذُّرِّيَّة.

16 : البُغاثُ: كلُّ طائر ليس من جوارح الطير; يقال: هو اسم للجنس من الطير الذي يُصادُ. وبَغاثُ الطير وبُغاثها: أَلائِمها وشِرارُها, وما لا يصيد منها, واحدتُها بَغاثة بالفتح, الذَّكر والأُنثى في ذلك سواء.

17 : النازِلة: الشديدة تنزِل بالقوم, وجمعها: النَّوازِل، والنازِلة: الشدَّة من شدائد الدهر تنزل بالناس.

18 : هَالَ عليه التُّرابَ هَيْلاً، وأَهالَه فانْهالَ، وهَيَّله فتَهَيَّل، ويذمّ الرجل فيقال : جُرْفٌ مُنْهالٌ، فإِنما يعني أَنه ليس له حَزْم ولا عَقْل; والهَيْل: ما لم ترفع به يدك، والحَثْيُ: ما رفعت به يَدَك. وهالَ الرملَ: دفعه فانْهال ، وكذلك هَيَّلَه فَتَهَيَّل. والهَيْل و الهَائل من الرمل: الذي لا يثبت مكانَه حتى يَنْهال فيسقط، وهِلْتُه أَنا; و انْهال عليه القوم: تتابعوا عليه وعَلَوْه بالشتم والضرب والقَهر.

19 : الزَّبانِية: الذين يَزْبِنون الناسَ، أَي يدفعونهم، والزَّبانِية الشُّرَطُ ورجال المخابرات والجلادون, وواحد الزَّبانية: زِبْنيٌّ , والزَّبانية: الغلاظ الشداد, واحدهم زِبْنية,وقيل: واحد الزبانية: زَبانيّ، وقيل: زابنٌ وقيل: زِبْنِيَة مثل عِفْرية. و الزِّبِّين: الدافع للأَخْبَثَينِ، البول والغائط; وقيل: هو الممسك لهما على كُرْه.

20 : الكَرِشُ لكل مُجْتَرٍّ: بمنزلة المَعِدة للإِنسان تؤنثها العرب, وفيها لغتان: كِرْش و كَرِش مثل كِبْد وكَبِد، وهي مؤنثة; والجمع: أَكْراش و كُرُوش. ورجل أَكْرَشُ: عظيم البطن, وقيل: عظيم المال.

21 : اشْرَأَبَّ الرجل للشيءِ، وإِلى الشيءِ، اشْرِئْباباً: مَدَّ عُنُقَه إِليه، وقيل: هو إِذا ارْتَفَعَ وعَلا؛ والاسم : الشُّرَأْبِـيبةُ، من اشْرَأَبَّ. وقالت أمُّ المؤمنين عائشة رضِي اللهُ عنهَا: "اشْرَأَبَّ النِّفاقُ، وارْتَدَّت العربُ" وكلُّ رافع رأْسه: مشرئبٌّ؛ وقيل : اشْرأَبَّ مأْخوذ من الـمَشْرَبة وهي الغُرْفةُ.

22 : الساعي: الذي يقومُ بأَمرِ أَصحابهِ عند السُّلْطانِ , والجمعُ السُّعاةُ. ويقال : فلان يَسْعَى على عِياله أَي يَتَصَرَّف لهم.
وسَعَى به سِعايَةً إلى الوَالي: وَشَى. وفي حديث ابن عباس أَنَّه قال: "السَّاعِي لغَيْرِ رِشْدَةٍ" ; أَراد بالسَّاعِي: الذي يَسْعَى بصاحبه إلى سُلطانهِ فيَمْحَلُ به ليُؤْذِيَه أَي أَنَّه ليسَ ثابتَ النَّسَبِ من أَبيه الذي يَنْتَمِي إليه ولا هُوَ وَلَدُ حَلالٍ. وفي حديث كعب : "السَّاعِي مُثَلِّثٌ" ; تأْويلُه أَنه يُهْلِك ثلاثةَ نَفَرٍ بسِعايتهِ: أَحَدُهم المَسْعِيُّ به, والثاني السُّلْطانُ الذي سَعَى بصاحبهِ إليه حتى أَهْلَكَه, والثالث هو السَّاعِي نفسهُ, سُمِّيَ مُثَلِّثاً لإهْلاكهِ ثلاثَةَ نَفَرٍ, والقَتَّاتُ، والساعِي، والماحِلُ واحدٌ.
والمُساعاةُ : الزِّنا، سَعَتِ الأََمَة : بَغَتْ. و سَاعَى الأَمَةَ: طَلَبَها لِلْبِغَاء, والمُساعاةُ: مُساعاةُ الأَمَة إذا ساعى بها مالِكُها فضَرَب عليها ضَريبَةً تُؤَدِّيها بالزِّنا, وفي الحديث: "لا مُساعاةَ في الإسْلامِ"


23 : المَنْحَاة: المسيل الملتوي، وطريق الساقية، والجمع: مناحٍ. وأهل المَنْحَاة: القوم البعداءُ الذين ليسوا بأقارب. والمَنْحاةُ: وطريقُ السَّانِيَةِ التي تستخدم في رفع المياه من البئر.

24 : الْخَسْءُ: الطرد، والخاسِئُ من الكِلاب والخَنازِير والشياطين: البعِيدُ الذي لا يُتْرَكُ أَن يَدْنُوَ من الإِنسانِ. والخاسِئُ: الـمَطْرُود. و خَسَأَ الكلبَ يَخْسَؤُه خَسْأً و خُسُوءًا فَخَسَأَ و انْخَسَأَ طَرَدَه.

25 : الخَسِيسُ: الدنيء. و الخَساسَةُ الحالة التي يكون عليها الخَسِيسُ، والخَساسَةُ مصدرُ، وخَسَّ الشيءُ يَخَسُّ و يَخِسُّ خِسَّةً و خَساسَةً و خُسُوسَةً وخِسَّة، فهو خسِيسٌ رَذُلَ. وشيء خَسِيسٌ و خُساسٌ و مَخْسُوسٌ تافه. ورجل مَخْسُوسٌ مَرْذُول. وقوم خِساسٌ أَرذال.
وخَسَّ نصيبَه يَخُسُّه , بالضم , أَي جعله خَسِيساً.

26 : السِّعْلاةُ والسِّعْلا: الغُولُ, وقيل: هي ساحرة الجِنِّ. واسْتَسْعَلَتِ المرأَةُ: صارت كالسِّعْلاة خُبْثاً وسَلاطَةً, ويقال ذلك للمرأَة الصَّخَّابة البَذِيَّة; قال أَبو عدنان: إِذا كانت المرأَة قبيحة الوجه، سيِّئة الخُلُق شُبِّهت بالسِّعْلاة, وقيل: السِّعْلاة أَخبث الغِيلان, وكذلك السِّعْلا, يُمَدُّ ويُقصَرُ, والجمع: سَعالى، و سَعالٍ، و سِعْلَياتٌ، والسَّعالى: هي جمع سِعْلاةٍ.

27 : الشَّنَآن، والشَّنْآنُ: البِغْضةُ. يقال: شَنِئْتُ الرجلَ أَي: أَبْغَضْته، وشَنَأْتُ: لغة رديئة، والشَّنُوءَة على فَعُولة: التَّقَزُّزُ من الشيءِ، وهو التَّباعدُ من الأَدْناس. ورجل فيه شَنُوءَةٌ و شُنُوءَةٌ أَي: تَقَزُّزٌ ، فهو مرة صفة ومرة اسم. والشَّناءَةُ مثل الشَّناعةِ: البُغْضُ. والشَّنَآنُ مصدر على فَعَلان كالنَّزَوانِ والضَّرَبانِ. وقرأَ عاصم: شَنْآن، بإسكان النون، وهذا يكون اسماً كأنه قال: ولا يَجْرِمَنَّكم بَغِيض قوم.

28 : الْمَاضي: الزَّمَانُ الذي ولَّى وانقضى، والماضي: السّيْفُ، والأسَد. والسيوف المَواضي أي: القَواطِع، والجمع: مَواضٍ.

29 : عاد إِليه، يَعُودُ عَوْدَةً، وعَوْداً: رجع. وعادَ العَلِيلَ، يَعُودُه عَوْداً، وعِيادة وعِياداً: زاره؛ ورجل عائدٌ: من قَوْم عَوْدٍ و عُوَّادٍ، ورجلٌ مَعُودٌ و مَعْوُود، الأَخيرة شاذة, وهي تميمية. وقيل العُوادَةُ من عِيادةِ المريض. وقَوْمٌ عُوَّادٌ وعَوْدٌ ؛ الأَخيرة اسم للجمع؛ وقيل: إِنما سمي بالمصدر. ونِسوةٌ عوائِدُ، وعُوَّدٌ، وهنَّ اللاتي يَعُدْنَ المريض, الواحدة: عائِدةٌ، يقال: هؤلاء عَودُ فلان، و عُوَّادُه، مثل زَوْرِه وزُوَّاره, وهم الذين يَعُودُونه إِذا اعْتَلَّ.

30 : الحَوارِيُّ: الناصح وأَصله الشيء الخالص ، وكل شيء خَلَصَ لَوْنُه، فهو حَوارِيٌّ. و الأَحْوَرِيُّ الأَبيض الناعم. والحَوَرُ: أَن يَشْتَدَّ بياضُ العين، وسَوادُ سَوادِها، وتستدير حدقتها، وترق جفونها ويبيضَّ ما حواليها; وقيل: الحَوَرُ شِدَّةُ سواد المُقْلَةِ، في شدّة بياضها، في شدّة بياض الجسد، ولا تكون الأَدْماءُ حَوْراءَ. وقيل للنساء: حُورُ العِينِ، لأَنهن شبهن بالظباء.
وقيل: الحواريون: خُلْصَانُ الأَنبياء ، عليهم السلام، وصفوتهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الزُّبَيْرُ ابن عمتي وحَوارِيَّ من أُمَّتِي" أَي: خاصتي من أَصحابي وناصري. وأَصحاب النبي، حواريون، وتأْويل الحواريين في اللغة الذين أُخْلِصُوا ونُقُّوا من كل عيب. وكلُّ مُبالِغٍ في نُصْرَةِ آخر: حوَارِيٌّ، والحَوارِيُّونَ: الأَنصار وهم خاصة أَصحابه.

31 : الصَّياصي: الحُصونُ. وكلُّ شيء امْتُنِع به وتُحُصِّنَ به, فهو صِيصةٌ، والصِّيصَة أَيضاً: الوَتِدُ الذي يقْلَع به التَّمْر, والصِّنّارةُ التي يُغْزَل بها ويُنْسَج. والصِّيصيةُ: شَوْكةُ الحائك التي يُسَوِّي بها السَّدَاةَ واللُحْمة; ومنه صِيصِيةُ الدِّيكِ: التي في رِجْله. و صَياصِي البقرِ: قُرونها وربما كانت تُرَكّبُ في الرِّماح مكانَ الأَسِنّة; وفي التهذيب: أَنه ذكر فتنة تكون في أَقطار الأَرض كأَنها صَياصِي بقرٍ أَي قُرونُها, واحدتُها: صِيصة بالتخفيف, شبَّه الفتنة بها لشدتها وصعوبة الأَمر فيها.

الدغيم
21/01/2005, 06:05
عيد الأضحى المبارك وصداه في الرسائل والقصائد وما فيها من التهاني والتعازي

محمود السيد الدغيم
باحث أكاديمي سوري في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية
بجامعة لندن: SOAS

يعود على المسلمين العيد، وليس لأمر فيه تجديد، فالأمّة التي غادرها سابقا، لم تغير طبائعها منذ خضوعها لقراصنة سايكس بيكو، فمنذ ذلك الوقت رهنت سيوفها في سوق المزاد العلماني، وبيعت السيوف إلى دُعاة الحداثة الذين تبرعوا بها لفطاحل العولمة، وارتدت السيوف إلى صدور أحفاد الذين رهنوها، وأولاد الذين تبرعوا بها، وبدلاً من الاحتفال بعيد الأضحى تحول الكثير من المسلمين إلى أضاحي ينحرها الجلادون بدماء باردة.

أما الأنظمة التي حكمت العالم قبل القرن العشرين الميلادي، فهي لم تستخدم أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الجرثومية لإبادة الهنود الحمر، ولم تقصف ناغازاكي وهيروشيما بالقنابل الذرية، ولم تعرف قنابل اليورانيوم المنضب أو المستنفذ، وما هو بمستنفذ، ولذلك فالأنظمة القديمة التي يسمونها بالبربرية هي أرحم من النظام العالمي الجديد الذي يهيمن على العالم الإسلامي وغير الإسلامي، ويجسد تسلطه قول مَن قال:

يدبر الملك من مصرٍ إلى عدَنٍ
إلى العراقِ فأرضِ الرُّومِ فالنُّوبِ

يعود العيد، ووكلاء الاستعمار، والنظام الأحادي القطب يلاحقون أبناء جلدتهم، ويجلدونهم ليبرهنوا على صدق الولاء لسيد العالم المعاصر، وأما نبلاء الأمة فلسان حالهم يقول:

كفى بك داء أن ترى الموتَ شافيا
وحسب المنايا أن يكُنَّ أمانيا
تَمَنَّيْتَها لما تمنيتَ أن ترَى
صديقا فأعيا أو عدوا مُداجيا

يعود العيد، وليس فيه من التهاني سوى ما تمَّ إقراره في سجلات المراسم، (والبروتوكولات) من نوع: استقبل وودَّع، فلا مكان للشعر الراقي، والنثر البياني عند الأعاجم لأنهم لا يتذوقونه، وهم متأثرون بحضارة البِطنة التي كرَّستها روما قبل الميلاد، والبطنةُ تُذهبُ الفِطنة، ولذلك تقاعد الأدباء والشعراء العرب، والتحقوا بطوابير العاطلين عن العمل.

المسلمون بين الماضي والحاضر

لقد أدرك المسلمون فضل يوم عرفة والحج والأضحى بقوة إيمانهم، ولم يكن لديهم مذياع ولا تلفاز ولا وسائل إعلام مكتوبة أو إليكترونية تشوِّه أفكارهم وتشوِيْها على نيران الحقد، وتوهمهم بأن الزيارة العظمى تكون إلى البيت الأبيض، والمزار المقدس هو قبة البهائية في حيفا، وليس قبة الصخرة في بيت المقدس الذي بارك الله حوله.

لقد آمن المسلمون القدماء أن يوم عرفة من الأيام الفضيلة، تجاب فيه الدعوات، وتقال فيه العثرات، ويباهي اللهُ تعالى فيه الملائكة بأهل
عرفات، لأن الله تعالى عظَّم أمره، ورفع على الأيام قدره، فكان يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران، وقد أخذ المسلمون هذه الحكم من كتاب الله وسُنة رسول الله، وصحابته الهادين المهديين، وقد جاء في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين! آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً.
قال عمر أي آيه؟
قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) سورة المائدة، الآية: 3.
قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة".

وقال محمد صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة، ويوم النحر،
وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب) حديث صحيح رواه أصحاب السّنن.

وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (اليوم الموعود: يوم القيامة،
واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة.) "رواه الترمذي وحسَّنه الألباني".

وللحج في القرآن الكريم سورة خاصة، وفيها ما يدل على عظمة المشاعر المقدسة، وعظمة إقامة الشعائر حيث يقول الله تعالى: "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" سورة الحج، الآية:32. وقال تعالى : ( فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ . ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) إلى أن قال تعالى: ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّر فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) سورة البقرة، الآيات: 198- 203 .

وما ينقص المسلمين في عصرنا هو تقوى القلوب التي ترتعد خوفا من أعداء الإسلام، وتتنازل عن حقوقها لكف جشع الطامعين الذين لا يشبعون، ولذلك تنتشر الأحزان بدلاً من الأفراح في بلاد المسلمين الذين كانوا يفرحون في أعيادهم ويتبادلون التهاني.

واحة المشاعر المقدسة1
منى
يتوجه الحجاج في يوم التروية من مكة المكرمة إلى منى التي تقع بين مكة المكرمة ومزدلفة على بعد 7كم شمال شرق المسجد الحرام، وبها يبيت الحجاج ليالي 9-11-12 من ذي الحجة لمن يتعجل وليلة 13 لمن يتأخر، ومنى مشعر داخل حدود الحرم، وبها رمى النبي إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح كبش الفداء بدل إسماعيل عليه السلام، ويوجد في وادي منى مسجد الخيف، وفيها الجمرات الثلاث، وبها تمت بيعة الأنصار، المعروفة ببيعة العقبة الأولى و الثانية، وفي منى نزلت سورة النصر، أثناء حجة الوداع.
سورة النصر
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)"

جاء في لسان العرب: مَنَى اللهُ الشيء: قَدَّرَه، وبه سميت مِنًى، ومِنًى بمكة، يُصرف ولا يصرف، سميت بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء، أَي يُراق، وقال ثعلب: هو مِن قولهم: مَنَى الله عليه الموت، أَي قدَّره، لأَن الهَدْيَ يُنحر هنالك. و امْتَنَى القوم، وأَمْنَوْا أَتوا مِنىً؛ قال ابن شميل: سمي مِنًى لأَن الكبش مُنِيَ به أَي: ذُبح، وقال ابن عيينة: أُخذ من المَنايا. وقال يونس: امْتَنَى القوم: إِذا نزلوا مِنًى. وقال ابن الأَعرابي: أَمْنَى القوم: إِذا نزلوا مِنًى. وقال الجوهري: مِنًى، مقصور، موضع بمكة، وهو مذكر، يصرف. ومِنًى: موضع آخر بنجد؛ قيل إِياه عنى الشاعر لبيد بقوله في معلقته:
عَفَتِ الدِّيارُ محَلُّها فَمُقامُها
بمِنًى ، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها

2
عرفة
تقع المشاعر المقدسة قرب مكة المكرمة، ومن المشاعر: عرفات، أو عرفة، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: "الحج عرفة" ، وتقع عرفة خارج حدود الحرم إلى الجنوب الشرقي من المسجد الحرام على بعد 22كم، ويؤدي إليها شارع المسجد الحرام، ومجمل مساحتها: 10,4 كم مربع، ويجتمع فيها الحجاج، وذلك في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة ويُصلُّون فيها صلاة الظهر وصلاة العصر قَصْراً وجمعاً، أي: جمع تقديم بأذان واحدٍ، وإقامتين، ويدعون بما تيسر تأسيًّا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويقال:سميت بذلك لتعارف آدم وحواء فيها، وقيل لأن جبريل عليه السلام عرَّف فيها إبراهيم عليه السلام المناسك ثم سأله هل عرفت؟
قال : نعم. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "فمن ثَمَّ سُمِّيت عرفة". وقيل: لأن الناس يعترفون فيها بذنوبهم، وقيل غير ذلك.

3
جبل الرحمة
يتكون جبل الرحمة من حجارة صلدة كبيرة، وهو جبل صغير، ويقع في شرق عرفات، بين الطريق رقم: 7 والطريق رقم: 8 ، وسطح الجبل مستو واسع، ويدور حوله حائط يبلغ ارتفاعه نحو 57سم، وفي منتصف الساحة دكة ترتف ما يقرب من نصف متر، وبأسفل هذا جبل الرحمة يقع مسجد الصخرات، وقناة مياه عين زبيدة زوج الخليفة العباسي هارون الرشيد يرحمهما الله، ويحيط بجبل الرحمة في السهل رشاشات المياه بارتفاع 4م لرش الماء وقت الوقوف بعرفة لتلطيف الجو، وتخفيف حرارة الشمس.
ويبلغ محيط جبل الرحمة 640م، وعرضه شرقا 170م، عرضه غربا 100م، طوله شمالا 200م وطوله جنوبا 170م، وارتفاعه عن سطح البحر 372م، وارتفاعه عن الأرض التي تحيط به مقدار 65 م.

4
مسجد الصخرات
يقع مسجد الصخرات في عرفات اسفل جبل الرحمة على يمين الصاعد إليه، وهو مرتفع قليلا عن الأرض، ويحيط به جدار قليل الارتفاع، وفي المسجد صخرات كبار، وقف عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم، عشية عرفة، وهو على ناقته القصواء.وروي في حديث جابر رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر، والعصر في موضع مسجد نمرة، ثم ركب حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص.
وفي هذا الموقف نزل عليه صلى الله عليه وسلم ..قوله تعالى: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" سورة المائدة، الآية: 3.
ويحيط بهذا الموقف جدار طوله من جهة القبلة: 13.3 متراً، والجدار الذي على
يمينه ويساره بطول ثمانية أمتار، أما الجدار المقابل للقبلة فدائري الشكل.

5
مسجد نمرة
يقال: نَمِرة، بفتح النون، وكسر الميم وسكونها، ونمرة جبيل يقع إلى الغرب من مسجد نمرة الذي أخذ اسمه من جبل نمرة. وقد نزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة بنمرة، وبعد زوال الشمس انتقل إلى بطن وادي عرنة، وخطب وصلى، ثم انتقل إلى موقفه في الصخرات، وبعد غروب الشمس تحرك منها إلى مزدلفة .

6
وادي عرنة
يعتبر وادي عرنة من أودية مكة المكرمة، والجزء المقدم من مسجد نمرة يقع في هذا الوادي، وهو خارج عن جبل عرفات، وداخل في الحل، وليس بمشعر، وهو حد فاصل بين الحل و الحرم.
بطن وادي عرنة ليس من عرفة، ولكنه قريب منه، ولقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وادي عرنة، وبعد ذلك بني المسلمون مسجداً في موضع خطبته وصلاته صلى الله عليه وسلم ببطن وادي عرنة، وذلك في أول عهد الخلافة العباسية، في منتصف القرن الثاني الهجري، وبعد ذلك حظي المسجد بتوسعات تمت على مرِّ التاريخ، وبعد اتساعه أصبحت مقدمة المسجد خارج عرفات، ومؤخرة المسجد في عرفات، وهناك لوحات إرشادية
تشير إلى ذلك لكي يعرف الحجاج مواقفهم.
حصلت التوسعة الكبرى لمسجد عرنة في العهد السعودي بتكلفة 237 مليون ريال، وصار طوله من الشرق إلى الغرب 340م، وعرضه من الشمال إلى الجنوب 240 م، ومساحته أكثر من 110 ألف متر مربع، وتوجد خلف المسجد مساحة مظللة تقدَّر مساحتها بـ 8000 مترمربع، ويستوعب المسجد نحو 350 ألف مصل، وله ست مآذن، وارتفاع كل مئذنة منها 60متراً، وله ثلاث قباب، وعشرة مداخل رئيسية تحتوي على 64 بابا، وفيه غرفة للإذاعة الخارجيـــة مجهزة لنقل الشعائر الدينية مباشرة بواسطة لأقمار الصناعية، وتتمّ فيه خطبة يوم عرفة.

7
وادي محسر
قال ابن الإمام ابن قيم الجوزية تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه: سُمِّيَ ذلك الوادي: محسر لأن فيل أبرهة الأشرم حسر فيه، أي: أعيي وانقطع عن الذهاب، وقال أيضا: وهو المكان الذي أهلك الله فيه الفيل وأصحابه، ويُسنُّ للحاجّ الإسراع في وادي محسر أثناء عودته من مزدلفة إلى منى، وقد أشير إلى حدوده بين منى والمزدلفة باللوحات الإرشادية المكتوب عليها وادي محسر، وهو من الحرم، وليس بمشعر.

8
مزدلفة
تقع مزدلفة بين منى و عرفة، وسميت بذلك لنزول الناس بها في زلف الليل،
أو لأن الناس يدفعون منها زلفة، أي جميعا، وتسمى: جمعا لاجتماع آدم عليه السلام مع حواء، وقيل سميت بذلك لاجتماع الحجاج بها، وقيل غير ذلك وغير ذلك.
وحدود مزدلفة من بعد وادي محسر إلى المأزمين، وهما جبلان متقابلان بينهما
طريق-بطول 4 كم وبضع مائة متر، ومساحة مزدلفة نحو 12.25كم مربع، وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع في حجة الوداع صلاة المغرب
والعشاء بالمزدلفة، وهو نازل عند قبلة المسجد، وقال صلى الله عليه وسلم: "وقفت ههنا وجمع كلها موقف" فهي مبيت الحجاج حين يهبطون من عرفة، بعد غروب الشمس في اليوم التاسع من ذي الحجة، ويصلون بها المغرب والعشاء، قصراً وجمعاً، جمع تأخير، بأذان واحد، وإقامتين، ويدعون الله عز وجل، ويتحركون منها إلى وادي منى بعد صلاة الفجر، ويجوز أخذ حصى الجمار منها وإلاّ فمن الطريق، أو من وادي منى.

9
مسجد المشعر الحرام
يقع مسجد المشعر الحرام في مزدلفة على قارعة الطريق رقم 5 الذي يفصل بين التل والمسجد، ويبعد مسجد المشعر الحرام في مزدلفة عن مسجد الخيف نحو 5 كم، وبينه وبين مسجد نمره 7كم.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عند قبلته، وقد تمت توسعته في العهد السعودي بتكلفة خمسة ملايين ريالا، وهو مسقف، وطوله من الشرق إلى الغرب 90 متراً، وعرضه 56متراً، ويستوعب أكثر من إثنى عشر ألف مصلٍ، وللمسجد منارتان بارتفاع 32متراً، وله مداخل في الجهات الشرقية والشمالية و الجنوبية.

10
الجمرات
ورد في الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أَنه سأَل الحُطَيْئَةَ عن عَبْسٍ ومقاومتها قبائل قيس فقال: يا أَمير المؤمنين كنا أَلف فارس كأَننا ذَهَبَةٌ حمراء لا نَسْتَجْمِرُ ولا نحالف، أَي: لا نسأَل غيرنا أَن يجتمعوا إِلينا لاستغنائنا عنهم.
والجَمْرَةُ : اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأَها من سائر القبائل; ومن هذا قيل لمواضع الجِمَارِ التي ترمى بِمِنًى: جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى منها جَمْرَةٌ، وهي ثلاث جَمَراتٍ .
و الجَمَراتُ و الجِمارُ: الحَصياتُ التي يرمى بها في الجمرات، واحدتها: جَمْرَةٌ، و المُجَمَّرُ: موضع رمي الجمار هنالك; قال حذيفة بن أَنس الهُذَليُّ:
لأَدْركُهْم شُعْثَ النَّواصي، كَأَنَّهُمْ
سَوابِقُ حُجَّاجٍ تُوافي المُجَمَّرا

وقال ابن منظور: سئل أَبو العباس عن الجِمارِ بِمِنًى فقال: أَصْلُها من جَمَرْتُه ودَهَرْتُه: إِذا نَحَّيْتَهُ. و الجَمْرَةُ واحدةُ جَمَراتِ المناسك، وهي ثلاث جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ. والجَمْرَةُ: الحصاة. و التَّجْمِيرُ رمْيُ الجِمارِ. وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى فسمي جَمْرَةً لأَنها تُرْمي بالجِمارِ، وقيل: لأَنها مَجْمَعُ الحصى التي ترمي بها من الجَمْرَة، وهي اجتماع القبيلة على من ناوأَها، وقيل: سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع; ومنه الحديث: "إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه".

وقيل: الجمرات: جمع جمرة، وهي الحصاة الصغيرة، وجمرات المناسك الثلاث بمنى هي:الجمرة الصغرى، والجمرة الوسطى، وجمرة العقبة، وهي عبارة عن أعمدة حجرية وسط أحواض ثلاث، تشكل علامات للأماكن التي ظهر بها الشيطان، ورماه سيدنا إبراهيم عليه السلام.

أما الأحواض التي حول الأعمدة فإنها بنيت بعد سنة 1292هـ لتخفيف الزحام،
ولجمع الحصى في مكان واحد، ومما يلاحظ أن حوض جمرة العقبة بني من جهة
واحدة، وذلك لأن هذه الجمرة كانت ملاصقة لجبيل صغير، ولما أزيل الجبيل لتوسعة الشارع بقي الحوض على شكل نصف دائرة، ونظرا لتزايد الحجاج بني دور علوي للجمرات بعد سنة 1383هـ، ومازالت الدراسات والأعمال مستمرة لبناء جسور أخرى، وقد تمت توسعته أكثر من مرة، والمسافة بين جمرة العقبة والجمرة الوسطى نحو 247متراً، وبين الجمرة الوسطى، والجمرة الصغرى نحو 200متر.

11
مسجد الخيف
الخَيْفُ: ما ارتفع عن موضع مَجرى السيلِ ومَسيلِ الماء، وانْحَدَرَ عن غِلَظِ الجبل, والجمع أَخْيافُ; قال قيسُ بن ذريح:
فَغَيْقَةُ فالأَخْيافُ, أَخْيافُ ظَبْيةٍ
بها مِنْ لُبَيْنَى مَخْرَفٌ ومَرابعُ
ومنه قيل: مسجد الخَيْفِ بمنًى لأَنه في خَيْفِ الجبل. قال ابن سيده: وخَيْفُ مكةَ: موضع فيها عند منًى, سمي بذلك لانحداره عن الغِلَظِ، وارتفاعه عن السيل. وفي الحديث: "نحن نازلون غَداً بخَيْفِ بني كِنانة" يعني: المُحَصَّب. ومسجدُ منًى يسمى: مسجد الخَيْف لأَنه في سَفْح جبل منى الجنوبي قريبا من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى في الانبياء من قبله، وروي عن يزيد بن الأسود رضي الله عنه قال: "شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته، فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف".
وقد حظي مسجد الخيف باهتمام وعناية خلفاء المسلمين على مر التاريخ،
وتمت توسعته في سنة 1407هـ/ 1987م بتكلفة 90 مليون ريال، وللمسجد أربع مآذن.

عيد الأضحى المبارك وأصداؤه عبر التاريخ

يأتي موسم الحج مع عيد الأضحى المبارك، وهو ثاني العيدين عند المسلمين وهما عيد الفطر، وموعده أول شهر شوال بعد صيام شهر رمضان، وعيد النحر، أي: الأضحى، وموعده في العاشر من شهر ذي الحجة، وفي نهاية ذي الحجة تنتهي أيام السنة الهجرية – القمرية، وتبدأ السنة التي تليها في أول شهر المحرم، وبهذا تنتهي السنة الحالية 1425 هـ، وتبدأ السنة الهجرية الجديدة 1426 هـ، وأول ما بدأ به محمد صلى الله عليه وسلم من العيدين، هو عيد الفطر، وذلك في سنة اثنتين من الهجرة/ 624م. وتلاه عيد الأضحى، ومنذ ذلك الوقت والمسلمون يحتفلون بهذين العيدين المباركين.

ومصطلح "عيد الأضحى " مركَّب من كلمتين، وينطوي على معنيين أحدهما لغوي، وثانيهما اصطلاحي، وهو العيد المشهور بعيد النحر المصادف في العاشر من ذي الحجة.
المعنى اللغوي للعيد
وأما المعنى اللغوي، فلكل كلمة من مصطلح: عيد الأضحى معناها الخاص بها، فكلمة العيد تأتي في مادة – عود: "والعود ثاني البدء، والعادَةُ: الدَّيْدَنُ يُعادُ إِليه, معروفة وجمعها: عادٌ وعاداتٌ وعِيدٌ؛ والعِيدُ: ما عاد إِليك من الشَّوْقِ والمرض ونحوه، وتَعَوَّدَ الشيءَ وعادَه وعاوَدَه مُعاوَدَةً وعِواداً واعتادَه واستعاده وأَعادَه، أَي: صار عادَةً له.
و العِيدُ عند العرب: الوقت الذي يَعُودُ فيه الفَرَح والحزن, وكان في الأَصل العِوْد، فلما سُكِّنت الواو، وانكسر ما قبلها صارت ياء, وقيل: قُلبت الواو ياء لِيَفْرُقوا بين الاسم الحقيقي، وبين المصدريّ.
ورجل عائدٌ: من قَوْم عَوْدٍ وعُوَّادٍ، الأَخيرة اسم للجمع؛ وقيل: إِنما سمي بالمصدر. ونِسوةٌ عوائِدُ و عُوَّدٌ، وهنَّ اللاتي يَعُدْنَ المريض, الواحدة عائِدةٌ. ورجلٌ مَعُودٌ ومَعْوُود، الأَخيرة شاذة, وهي لهجة تميمية، والعُوادَةُ: من عِيادةِ المريض.
ويقال: عاوَدَ فلانٌ ما كان فيه, فهو مُعاوِدٌ، والمُعاوِدُ: المُواظِبُ، وفي كلام بعضهم: الزموا تُقى اللَّهِ واسْتَعِيدُوها أَي: تَعَوَّدُوها. واسْتَعَدْتُه الشيء فأَعادَه: إِذا سأَلتَه أَن يفعله ثانياً. و المُعاوَدَةُ: الرجوع إِلى الأَمر الأَول؛ والمَعادُ: المَصِيرُ والمَرْجِعُ, والآخرة: مَعادُ الخلقِ.

و الاعتِيادُ في معنى التَّعوُّدِ, وهو من العادة. يقال: عَوَّدْتُه فاعتادَ، وتَعَوَّدَ والعِيدُ: ما يَعتادُ من نَوْبٍ وشَوْقٍ وهَمٍّ ونحوه. وما اعتادَكَ من الهمِّ وغيره, فهو: عِيدٌ؛ قال الشاعر يزيد بن الحكم الثقفي:

أَمْسَى بأَسْماءَ هذا القلبُ مَعْمُودَا
إِذا أَقولُ: صَحا, يَعْتادُهُ عِيدا
كأَنَّني , يومَ أُمْسِي ما تُكَلِّمُني
ذُو بُغْيَةٍ يَبْتَغي ما ليسَ مَوْجُوداً
كأَنَّ أَحْوَرَ من غِزْلانِ ذي بَقَرٍ
أَهْدَى لنا سُنَّةَ العَيْنَيْنِ والجِيدَا

وقال تأَبَّطَ شَرّاً:
يا عيدُ ما لَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ
ومَرِّ طَيْفٍ , على الأَهوالِ طَرَّاقِ

المعنى الاصطلاحي للعيد

وأما المعنى الاصطلاحي، فأصله أن العِيدَ: كلُّ يوم فيه جَمْعٌ, واشتقاقه من عاد يَعُود، كأَنهم عادوا إِليه؛ وقيل: اشتقاقه من العادة لأَنهم اعتادوه, والجمع: أَعياد لزم البدل, ولو لم يلزم لقيل: أَعواد كرِيحٍ وأَرواحٍ لأَنه من عاد يعود. و عَيَّدَ المسلمون: شَهِدوا عِيدَهم. وتحوَّلت الواو في العيد ياء لكسرة العين, وتصغير عِيد: عُيَيْدٌ، تركوه على التغيير كما أَنهم جمعوه أَعياداً، ولم يقولوا أَعواداً.
قال الجوهري في الصحاح: إِنما جُمِعَ أَعيادٌ بالياء للزومها في الواحد, ويقال للفرق بينه وبين أَعوادِ الخشب.
وقال ابن الأَعرابي: سمي العِيدُ عيداً لأَنه يعود كل سنة بِفَرَحٍ مُجَدَّد، وعادَ العَلِيلَ يَعُودُه عَوْداً وعِيادة وعِياداً: زاره؛ وقال أَبو ذؤيب الهذلي:

أَلا لَيْتَ شِعْرِي, هَلْ تَنَظَّرَ خالدٌ
عِيادي على الهِجْرانِ, أَم هوَ يائِسُ?

وبناء على ما ذكرناه يتضح لنا أن كلمة عيد هي من مادة: عود، وليست من مادة: وعد كما يتوهم البعض، وكلمة عيد نكرة، وهو مضافة تضاف إليها كلمة أخرى تحولها إلى معرفة تميز كل عيد عن سواه من الأعياد .
معنى الأضحى
أما كلمة الأضحى المرادفة للنحر، فلها معنيان أحدهما لغوي، والثاني اصطلاحي، والمعنى اللغوي هو الأصل، والمعنى الاصطلاحي على علاقة وثيقة بالمعنى اللغوي.

المعنى اللغوي للأضحى
ويعود المعنى اللغوي إلى الجذر: ضحا، ومنه الضَّحْوُ والضَّحْوَةُ والضَّحِيَّةُ: ارْتِفاعُ شمس النهار إلى ما قبل الظهر، والضُّحى أُنْثى، وتَصْغيرُها بغَيْر هاءٍ لِئَلاَّ يَلْتَبِسَ بتَصْغير ضَحْوَةٍ والضَّحاءُ ممدودٌ، إِذا امْتَدَّ النهارُ وكرَبَ أَن يَنْتَصِفَ؛ وقيل: الضُّحى: حينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَيَصْفو ضَوْءُها. والضَّحاء، بالفتح والمدّ: إِذا ارْتَفَعَ النَّهارُ، واشْتَدَّ وَقْعُ الشمس، وقيل : هُو إِذا عَلَتِ الشَّمْسُ إِلى رُبْعِ السَّماءِ فَما بَعْدَه.

والضَّحاء : ارْتِفاعُ الشَّمْس الأَعلى. والضُّحى ، مقصورة مؤَنثة : وذلك حينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ، فأَمّا الضَّحْوة: فهو ارتفاعُ أَول النَّهارِ، والضُّحى ، بالضَّمّ والقصر، فَوْقَه، وبه سُمِّيَتْ صلاة الضُّحى. وقيل: ضَحْوَةُ النَّهارِ: بعدَ طُلوعِ الشَّمْس، ثم بعده الضُّحى، وقد يقالُ: ضَحْوٌ لغة في الضُّحى، فمن أَنث الضحى: ذهب إِلى أَنها جمع ضَحْوَةٍ، ومن ذكَّر: ذهب إِلى أَنه اسمٌ على فُعَلٍ، مثل صُرَدٍ ونُغَرٍ، وهو ظرْف غير متمكن مثلُ سَحَر، تقول: لقِيتُه ضُحىً و ضُحَى إِذا أَرَدْتَ به ضُحى يَوْمِكَ لم تُنَوِّنْه.
ويقال : أَضْحَيْتُ بصَلاةِ الضُّحى أَي: صَلَّيْتُها في ذلك الوقتِ. والضَّحاءُ أَيضاً: الغَداءُ، وهو الطَّعامُ الذي يُتَغَدَّى به، سُمِّيَ بذلك لأَنه يُؤْكلُ في الضَّحاءِ، تقول: هم يَتَضَحَّوْن أَي: يَتَغَدَّوْنَ، والأَصلُ فيه: أَن العرَبَ كانوا يَسيرونَ في ظَعْنِهِمْ، فإِذا مَرُّوا بِبُقْعَةٍ من الأَرض فيها كَلأٌ وعُشْبٌ قال قائِلُهم: أَلا ضَحُّوا رُوَيْداً، أَي: ارْفُقوا بالإِبلِ حتى تَتَضَحَّى، أَي: تَنالَ من هذا المَرْعى، ثم وُضِعَتِ التَّضْحِيَة مكانَ الرِّفْقِ لتَصِلَ الإِبلُ إِلى المَنْزِل وقد شَبِعَتْ، ثم اتَّسَعَ فيه حتى قيل لكُلِّ مَنْ أَكَلَ وقتَ الضُّحى: هو يتَضَحَّى، أَي: يأَكُلُ في هذا الوقْتِ، كما يقال: يَتَغَدَّى ويتعشَّى في الغَداء والعَشاء.
وضَحَّيْتُ فلاناً أُضَحِّيه تَضْحِيَةً أَي: غَدَّيْتُه، والاسمُ: الضَّحاءُ على مِثالِ الغَداءِ والعَشاء، وهو ممدودٌ مذَكَّر. وضَحَّى فلان غنَمه أَي: رعاها بالضُّحى، وأَضْحَيْنا: صِرْنا في الضُّحى وبلغْناها، و أَضْحى يفعلُ ذلك أَي: صار فاعِلاً له وقتِ الضُّحى.

المعنى الاصطلاحي للأضحى
يقال: ضَحَّى بالشاةِ: ذَبَحها ضُحى النَّحْر، هذا هو الأَصل، وقد تُسْتَعمَل التَّضْحِيةُ في جميع أَوقات أَيام النَّحْر. وضَحَّى بشاةٍ من الأُضْحِيةِ، وهي شاةٌ تُذْبَحُ يومَ الأَضْحى، والضَّحِيَّة: ما ضَحَّيْت به، وهي الأَضْحاةُ، وجمعها أَضْحىً يذكَّر ويؤَنَّث، فمن ذكَّر ذهَبَ إِلى اليومِ؛ قال أَبو الغُولِ الطُّهَوي من البحر الوافر:

رَأَيْتُكمُ بني الخَذْواءِ لَمَّا
دَنا الأَضْحى وصَلَّلَتِ اللِّحامُ

تَولَّيْتُم بوِدِّكُمُ وقُلْتُمْ:
لَعَكٌّ منكَ أَقْرَبُ أَو جُذَامُ

و أَضْحىً: جَمْعُ أَضْحاةٍ مُنَوَّناً، وشاهِدُ التأْنيث قول الراجز:
يا قاسِمَ الخَيراتِ يا مَأْوى الكَرَمْ
قد جاءَتِ الأَضْحى وما لي من غَنَمْ

وقول شاعر آخر من البحر الطويل:

أَلا ليت شِعْري هلْ تَعُوْدَنَّ بعدَها
على الناس أَضْحى تجْمَعُ الناسَ، أَو فِطْرُ

يُسَمَّى اليومُ: أَضْحىً بجمع الأَضْحاةِ، التي هي الشَّاةُ، والإِضْحِيَّة والأُضْحِيَّة كالضَّحِيَّة. وقيل: الضَّحِية: الشاةُ التي تُذْبَحُ ضَحْوَةً، مثل غَدِيَّةٍ وعَشِيَّة، وفي الضَّحِيَّة أَربعُ لغاتٍ: أُضْحِيَّةٌ وإِضْحِيَّةٌ؛ والجمع: أَضاحيُّ، وضَحِيَّةٌ على فَعِيلة؛ والجمع: ضَحايا، وأَضْحاةٌ؛ والجمع: أَضْحىً، وبها سُمِّيَ يومُ الأَضْحى.

يوم التروية
يبدأ موسم الحج فعلياًّ بإحرام الحجيج يَوْم التّرْوِية: وهو يوْمٌ من أيام موسم الحج قبلَ يومِ عَرَفَةَ، وهو الثامن من ذي الحِجّة، سمي به لأَن الحُجّاج يتَرَوَّوْنَ فيه من الماء، وينهَضُون من أماكن إقامتهم قبل الحج إِلى مِنىً، وفي القديم لم تكن المياه متوفرة هنالك، ولذلك كانوا يتزوَّدون رِِيَّهم من الماء، أَي: يَسْقُون ويَسْتَقُون. وفي حديث ابن عمر: "كان يُلبِّي بالحَجِّ يومَ التَّرْوِيَةِ".

ويوم التروية له جذر لغوي هو: رَوِيَ من الماء، بالكسر، ومن اللَّبَن: يَرْوَى رَيّاً و رِوىً أَيضاً، و تَرَوَّى و ارْتَوَى: كله بمعنى، والاسم: الرِّيُّ أَيضاً، ويقال: شَرِبْت شُرْباً رَوِيّاً، ورَوِيَ النَّبْتُ وتَرَوَّى: تَنَعَّم. ونَبْتٌ رَيّانُ وشَجر رِواءٌ، قال الأَعشى:
طَرِيقٌ وجَبّارٌ رِواءٌ أُصولُه
عَلَيْهِ أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْرِ تَنْعَبُ

وماء رَوِيٌّ و رِوىً و رَواءٌ: كثير مُرْوٍ; قال الراجز:
تَبَشّرِي بالرِّفْهِ والماءِ الرِّوَى
وفَرَجٍ مِنْكِ قَرِيب قد أَتَى

وقال الحطيئة من البحر الوافر:
أَرَى إِبِلِي بِجَوْفِ الماءِ حَنَّتْ
وأَعْوَزَها بِه الماءُ الرَّواءُ

والماء الرِّوَى: الكثير، ويقال: رَوَّيْتُ رأْسِي بالدُّهْن، ورَوَّيْت الثَّرِيدَ بالدَّسم. والراويةُ: المَزادة فيها الماء، ويسمى البعير أَو البغل أَو الحمار الذي يُستقى عليه الماء: راوية، والرَّجل المستقي أَيضاً: راوية . وتسمية المَزادة راوية جائز على الاستعارة، وذلك كتسمية الشيء باسم غيره لقربه منه.

يوم النحر
ويترادف شرعياًّ اسم يوم الأضحى، ويوم النحر، وقد قدّمنا معنى الأضحى، وأما النحر، فجذره اللغوي: نحر، والنَّحْرُ: الصَّدْر. والنُّحُورُ الصدُور. وقيل: نَحْرُ الصدر أَعلاه, وقيل: هو موضعُ القلادة منه, وهو المَنْحَر, وجمعه: نُحور لا يُكَسَّر على غير ذلك. و نَحَره ينْحَره نَحْراً أَصاب نَحْرَه. ونَحَر البعيرَ ينحَره نحراً: طَعَنه في مَنْحَرِه حيث يبدو الحُلقوم من أَعلى الصدْر. والنَّحْرُ يكون في اللَّبَّة: مثلُ الذبح في الحلق. ورجل مِنْحار وهو للمبالغة: يوصف بالجود. ويقال : انْتَحر الرجلُ أي: نَحَر نفسه.

ويومُ النَّحر عاشر ذي الحجة يومُ الأَضحى لأَن البُدْنَ تُنحر فيه. والمنْحَر: الموضع الذي يُنحر فيه الهدْي وغيره. و تَناحَرَ القومُ على الشيء و انْتَحَرُوا: تَشاحُّوا عليه، فكاد بعضهم يَنْحَر بعضاً من شِدّة حِرْصِهم, وتناحَرُوا في القِتال.

وقوله تعالى: "إنَّا أعطيناكَ الكوثر، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" قيل: هو وضع اليمين على الشمال في الصلاة; وقال ابن سيده: وأَراها لغة شرعية, وقيل: معناه: وانْحَرِ البُدْن, وقال طائفة: أُمِرَ بنحر النُّسك بعد الصلاة, وقيل : أُمِرَ بأَن ينتصِب بنَحْره بإِزاء القبلة، وأَن لا يلتفتَ يميناً ولا شمالاً; وقال الفراء: معناه: استقبل القبلة بِنَحْرِك.
ولذلك استُخدم في المصطلح الشرعي "عيد الأضحى"، و"عيد النحر" في نفس المعنى لتشابه المعنى بين التضحية والنحر، وهو التذكية الشرعية التي ترمز إلى الفداء المشهور في قصة النبي إبراهيم وولده الذبيح عليهما السلام، وقد وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى: "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (108) سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111)" سورة الصافات.

قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ: عَنْ جَابِر الْجُعْفِيّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْل عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ " وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم" قَالَ: بِكَبْشٍ أَبْيَض أَعَيْن أَقْرَنَ قَدْ رُبِطَ بِسَمُرَةٍ، وقَالَ أَبُو الطُّفَيْل: وَجَدُوهُ مَرْبُوطًا بِسَمُرَةٍ فِي ثَبِير بجانب الصَّخْرَة الَّتِي بِمِنًى بِأَصْلِ ثَبِير، عِنْد الْمَنْحَر، قرب مكة المكرمة، وتلك الصخرة هِيَ الصَّخْرَة الَّتِي ذَبَحَ عَلَيْهَا إِبْرَاهِيم فِدَاءَ اِبْنه.
وقَالَ الْإِمَام أَحْمَد بن حنبل: حَدَّثَنَا سُفْيَان حَدَّثَنِي مَنْصُور، عَنْ خَاله مُسَافِع، عَنْ صَفِيَّة بِنْت شَيْبَة قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي اِمْرَأَة مِنْ بَنِي سُلَيْم: إِنَّهَا سَأَلَتْ عُثْمَان بن شيبة: لِمَ دَعَاك النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَ: قَالَ لِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنِّي كُنْت رَأَيْت قَرْنَيْ الْكَبْش حِين دَخَلْت الْبَيْت، فَنَسِيت أَنْ آمُرك أَنْ تُخَمِّرهُمَا، فَخَمِّرْهُمَا فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي أَنْ يَكُون فِي الْبَيْت شَيْء يَشْغَل الْمُصَلِّي" قَالَ سُفْيَان: لَمْ يَزَلْ قَرْنَا الْكَبْش مُعَلَّقَيْنِ فِي الْبَيْت حَتَّى اِحْتَرَقَ الْبَيْت فَاحْتَرَقَا، وإِنَّ قُرَيْشًا تَوَارَثُوا قَرْنَيْ الْكَبْش الَّذِي فُدِيَ بِهِ إِبْرَاهِيم خَلَفًا عَنْ سَلَف، وَجِيلا بَعْد جِيل إِلَى أَنْ بَعَثَ اللَّه رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

أيام التشريق
ويرتبط بعيد الأضحى مصطلح أيام التشريق، وأصله من شَرَّقْتُ اللحم: شَبْرَقْته طولاً، وشَرَرْته في الشمس ليجِفَّ لأن لحوم الأَضاحي كانت تُشَرَّق فيها في وادي مِنى، وهو أحد المشاعر المقدّسة قرب مكة المكرمة؛ و تَشْريق اللحم : تَقْطِيعُه وتقدِيدُه وبَسْطُه، ومنه سميت أيام التشريق.
وأيام التشريق: ثلاثة أَيام بعد يوم النحر، لأَن لحم الأَضاحي يُشَرَّق فيها للشمس، أَي: يُشَرَّر، وقيل: سميت بذلك لأَنهم كانوا يقولون في الجاهلية: "أَشْرِقْ ثَبِير كيما نُغِير"؛ والإِغارةُ: الدفع ، أَي كي ندفع للنحر وللنَّفْر؛
وقيل: سميت بذلك لأن الهَدْيَ والضحايا لا تُنْحَر حتى تَشْرُق الشمسُ، أَي: تطلع، وقيل: فيه قولان: يقال: سميت بذلك لأَنهم كانوا يُشَرِّقون فيها لُحوم الأَضاحي، وقيل: بل سميت بذلك لأَنها كلَّها أَيام تشريق لصلاة يومِ النحر، فصارت هذه الأيام تبعاً ليوم النحر، وكان أَبو حنيفة يذهب بالتَّشْرِيقِ إلى التكبير، ولم يذهب إليه غيره، وقيل: أَشْرِق: ادْخُلْ في الشروق.
وكانوا في الجاهلية لا يُفِيضون حتى تطلع الشمس، فخالفهم رسول الله، وفي الحديث النبوي: "مَنْ ذَبَح قبل التشريق فلْيُعِدْ" أَي مَن ضحّى قبل أَن يصلِّيَ صلاة العيد. ويقال لموضعها الْمُشَرَّق، يعني: المُصَلَّى الذي يُصَلَّى فيه صلاة العيد، ويقال لمسجد الخَيْف: المُشَرَّق. والمُشَرَّق: العيد ، سمي بذلك لأن الصلاة فيه بعد الشَّرْقةِ، أَي: الشمس، وقيل: المُشَرَّق: مُصَلَّى العيد بمكة، وقيل: مُصَلَّى العيد، ولم يقيد بمكة ولا غيرها، وقيل: مصلى العيدين، وقيل: المُشَرَّق: المصلّى مطلقاً؛ و هو من تشريق اللحم، وفي ذلك يقول الشاعر الأَخطل التغلبي:

وبالهَدايا إذا احْمَرَّتْ مَدارِعُها
في يوم ذَبْحٍ وتَشْرِيقٍ وتَنْخار

والتَّشْرِيق: صلاة العيد، وإنما أُخذ من شروق الشمس لأَن ذلك وقتُها.

وأُذُنٌ شَرْقاءُ: قُطِعت من أَطرافها، ولم يَبِنْ منها شيء. ومِعْزة شَرْقاء: انْشَقَّتْ أُذُناها طُولاً ولم تَبِنْ، وقيل: الشَّرْقاءُ: الشاة يُشَقُّ باطنُ أُذُنِها من جانب الأُذن شَقّاً بائناً، ويترك وسط أُذُنِها صحيحاً، وقيل: الشَّرْقاءُ: التي شُقَّت أُذناها شَقَّين نافذين، فصارت ثلاث قطع متفرقة. وشَرَقَتْ الشاة، أَشْرُقُها شَرْقاً، أَي: شَقَقْت أُذُنَها. و شَرِقت الشاةُ، بالكسر، فهي شاة شَرْقاء: بيّنَة الشَّرَقِ، وفي حديث عليّ، أن النبي، "نهى أن يُضَحَّى بِشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو جَدْعاء".
وفي نهاية أيام التشريق يكون الحجاج قد انتهوا من أداء فريضة الحج بكل ما فيها من طواف حول الكعبة، وسعي بين الصفا والمروة، ونحر والوقوف بالمشاعر المقدسة في منى وعرفة والمزدلفة، وما يتبع ذلك من رمي الجمار في العقبة.

الأصداء الأدبية لعيد الأضحى المبارك
تفاعل الناس من كافة الملل والنحل مع مناسبات الأعياد في ظروف الزمان والمكان المتنوعة، وتم التعارف على أن يوم العيد هو يوم فرحة، ولكن الظروف الخاصة قد تحول المناسبة إلى وضع آخر، فالغريب تهيج أشواقه لرؤية أهله في العيد، والشوق الزائد عن الحدَّ يورث الحزن، وبذلك تتحول فرحة العيد، وربما تداهم الأمة مصائب كبرى تحول فرحة العيد مأساة مضاعفة، وتنوع أحوال العيد يُنتِج تفاعُلاً إنسانياًّ يجسده الناس في أقوالهم وأفعالهم، وقد حفظت لنا كتب الأدب والتاريخ الكثير من الأقوال والأفعال التي حصلت في مناسبات الأعياد على مرّ الزمن.

ومن المشاهير بالتهاني الممزوجة بالتحريض الشعوبي إبراهيم بن هلال بن هرون الصابي الحراني، ومن أقواله يهنئ عضد الدولة البويهي بعيد الأضحى:

اسلمْ ودُمْ للرُّتبةِ العلياءِ
وتملَّ مُلككَ في أمَدِّ بقاءِ
واستقبلِ العيدَ الجديدَ بغبطةٍ
ومسرةٍ وزيادةٍ ونماءِ
وكفاك من نَحْرِ الأضاحي فيه ما
نحرَتْ يَمينُكَ مِن طلا الأعداءِ

وكتب وقال أبو إسحاق الصابي في قصيدة هنا بها صمصام الدولة البويهي بعيد الأضحى:

يا سنة البدر في الدياجـي
وغرَّة الشمس في الصباحِ
صمصام حربٍ وغيث سلمٍ
ناهيك في البأس والسماح
اسعدْ بفطرٍ مضى وأَضْحَىْ
وافاكَ باليُمن والنّجاحِ
وانْحَرْ أعادي بني بُوَيْهٍ
بالسيفِ في جُملةِ الأضاحي

ومن أقوال أبي إسحاق الصابي في التهنئة بعيد الأضحى:

يا سيداً أضحى الزما
ـن بأنسه منه ربيعا
أيام دهرِك لم تزَلْ
لِلنّاس أعياداً جَمِيعاً
حتى لأوشَكَ بينَها
عيدُ الحقيقة أن يضيعا

وقال أبو إسحاق الصابي يهنئ بعض الوزراء بالعيد:
إذا دعا الناسُ في ذا العيد بعضَهم
لبعضهم وتمادى القولُ واتَّسَعا
فصيَّر اللهُ ما مِنْ فضلِهِ سألوا
فيه لسيدِنا الأستاذ مُجتمعا
حتى يكونَ دُعائي قد أحاط له
بكلِّ ذلك مرفوعاً ومستمعا

وقال أبو إسحاق الصابي يهنئ المطهر بن عبد الله بمناسبة العيد:

عيد إليك بما تحب يعود
بطوالعٍ أوقاتهن سعودُ
مُتباركاتٍ كلّ طالعِ ساعةٍ
يوفي على ما قَبْلَه ويزيدُ
يأتيك من ثمر الْمُنى بغرائبٍ
مَعدومُها لكَ حاصِلٌ مَوجُودُ

وقد قال أحد الشعراء المتشائمين بمناسبة العيد أبياتاً رواها أبو الغنايم الحسن بن علي بن الحسن بن حماد المقري، قال أنشدني محمد بن علي الأديب، ولم يذكر قائله:

من سرَّهْ العيدُ الجديدُ
فما لقيتُ بهِ سُرورا
كان السُّرورُ يطيبُ لي
لو كان أحبابي حُضورا

وقال عبد الله بن الحسين بن أحمد بن الحجاج يصف بؤسه يوم العيد:

قالوا: أتى العيدُ فاستبشرْ به فرحاً
فقلتُ: مالي وما للعيدِ من فرحِ
قد كان ذا، والنوى لم تُمْسِ نازلةً
بعقوتيْ وغرابُ البينِ لم يصِحِ
أيامَ لَم يحترِقْ قربي البعاد ولم
يَعْدُ الشتاتُ على شملي، ولم يَرُحِ
فالآنَ بعدَك قلبي غيرُ مُتَّسِعٍ
لِما يُسِرُّ وصَدري غيرُ مُنشرح
ِ
العَقوَةُ: العَقَاةُ، أي: المكان المتّسع أمام الدار أو المحلّة أو نحوهما؛ ويقال: اجتمع أقاربه في عقوة الدار ليشاركوه في الفرحة، والجمع: عِقاءٌ.

وقال أبو الحسين، هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال بن الصابي الكاتب: أنشدنا جدي إبراهيم بن هلال الصابي لنفسه أبياتاً كتب بها إلى بعض الرؤساء في عيد الأضحى المبارك، لسنة سبعين وثلاثمائة للهجرة/ 980 م:

لا تزالُ كلُّ دعوةٍ مَسموعَهْ
من يدٍ ونحورٍ بها مرفوعَهْ
للرئيسِ الأستاذ في موسم الأضـ
ـحى وفي كلِّ موسمٍ مجموعَهْ
هذه جملة الدُّعاء الذي عمَّـ
ـتْ وضمَّت أصولَه وفروعَهْ
وقديماً أسْدَلَ اختصاري لِلفـ
ـظ ثُغوراً من المعاني وسِيعَهْ

وقال أبو الفرج عبد الواحد بن نصر الببغا يمدح بهاء الدولة بمناسبة يوم العيد:

أعلَت سعودَ بهاءِ الدولة الفلكُ
الأعلى فما فيه نجمٌ غيرُ مسعودِ
وقابل العيدُ منهُ حين قابلَهُ
من ملكِهِ كلَّ يومٍ منه في عيدِ
وليس يرضى مساعيك التي بهرَتْ
بأن يُهَنَّأَ موجودٌ بِمفقودِ

لقد أورد خليل بن أيبك الصفدي بعض التهاني في كتابه أعيان العصر وأعوان، ومن ذلك أشعار محمد بن عبد اللطيف بن يحيى بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن تميم بن حامد، أقضى القضاة تقي الدين أبو الفتح بن أبي البركات بن أبي زكريا الأنصاري الخزرجي السبكي الشافعي الذي قال:

مُنذ بعدتم فسروري بعيدْ
وبعدكم لم أتمتع بسعيدْ
وكيف يهوى العيدَ أو نزهةً
شهيدُ وَجْدٍ، ودُموعٍ تزيدْ
فالبحرُ من تيارِ دمعي لهِ
يبكي بهِ والعيدُ عيدُ الشهيدْ

وذكر عبد الرزاق البيطار في كتابه حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر ترجمة السيد محيي الدين باشا بن السيد الأمير عبد القادر بن السيد محيي الدين الجزائري الحسني المتصل نسبه إلى عبد القادر الجيلاني الحسني الذي قال:

أهنئكَ يا بدرَ السّيادة والفخرِ
بِعيدٍ سعيدٍ بعدَ ما نلتَ من أجرِ
فدُمْ مَلجأً للناسِ في العِلم والنّهى
يُهني بكم عِيد الضَّحية والفِطْرِ
فلا زلتَ يا مولاي ترفلُ دائماً
بثوبِ الْهَنا والعزِّ ما رجَّع القمري

ومن الاستتباع قول زكي الدين بن أبي الأصبع:

تَخَيَّلَ أَنَّ القِرْنَ وافاهُ سائِلاً
فَقابَلَهُ طَلقَ الأَسرَّةِ ذا بِشْرِ
ونَادَى فرِنْدَ السَّيْفِ دُونكَ نَحْرَهُ
فأحسنُ ما تُهْدَى اللآلي إلى النَّحْرِ

وقد أخذ الشاعر ابن نباتة المصري نُكتة النحر فقال:

تَهَنَّأ بعيدِ النَّحْرِ وابْقَ مُمَتَّعاً
بأَمثالهِ سَامِي العُلا نافِذ الأَمْرِ
تُقلِّدنا فيهِ قلائِدَ أَنعُمٍ
وأَحسنُ ما تبْدو القلائِدُ في النَّحْرِ

أورد الثعالب في رسائله باب التهاني، فذكر حَلَّ قول أبي تمام حبيب بن أوس الطائي في التهنئة بالقدوم من الحج حيث قال:

إما حججت فمقبولٌ ومبرورُ
موفَّرُ الحظِّ منك الذنبُ مغفورُ
قضيتَ من حجَّةِ الإسلام واجبَها
ثم انصرفتَ ومِنكَ السَّعي مشكورُ

شكراً شكراً يا سيدي أطال الله بقاءك فقد قصدت أكرم المقاصد. وشهدت اشرف المشاهد. وزرت البيت العتيق المعظم. وخدمت الركن والحطيم وزمزم. فوردت مشارع الجنة. وخيمت بمنازل الرحمة. وأديت القرض. وقضيت الفرض. وانقلبت إلى أهلك مسروراً موفوراً، فجعل الله حجّك مبروراً. وسعيك مشكوراً، وموازينك راجحة. وتجارتك رابحة. والبركات إليك غادية رائحة "

وذكر الثعالبي رسالة أخرى في حلِّ قول أبي الطيب المتنبي يهنئ سيف الدولة الحمداني التغلبي بالعيد:
هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده
وعيد لمن سما وضحا وعيدا
فذا اليوم في الايام مثلك في الورى
كما كنت واحداً كان أو حدا

وذكر الثعالبي الأدعية في التهنئة بالعيد في كتاب: سحر البلاغة وسر البراعة، ومما ورد فيه تهنئة قال فيها:
عاودتك السعود، ما عاد عيد واخضر عود. وعاد السرور إليك في هذا العيد، وجعله الله مبشراً بالجدّ السعيد، والخير العتيد، والعمر المديد، وجعلك الله من كل ما دعي ويدعى له في الأعياد، آخذاً بأكمل الحظوظ والأعداد، أفطِرْ وأكباد أعدائك تنفطر، والدنيا بعينيك تنظر، وبالسعود تبشر. أسعد الله سيدي بهذا العيد سعادة توفر من الخير أقسامه، وتقصر على النعمى أيامه، وتحقق آماله، وتزكي أعماله. جعل الله أيامه تواريخ وأعيادا، وجعل له السعادات آماداً وأمدادا.

وذكر الثعالبي دعاء يختص بعيد الأضحى فقال:

يا أكرم مَن أمسى وأضحى، سعدت بطلعة الأضحى. عرفك الله فيه من السعادات ما يربى على عدد من حج واعتمر، وسعى ونحر، وما يربي على عدد مَن حجَّ، وعجَّ وثجَّ. أسعد الله مولاي بهذا العيد سعادة تجمع به حظوظ الدنيا والآخرة، ومصالحَ العاجلة والآجلة، وجعل أعاديه كأضاحيه، وأولياءَه المسرورين المحبورين فيه، وقضى له بكفاية الْمُهمّ، والحياطة من السوء الملمّ.

وذكر الثعالبي الأدعية في التهنئة بالعيدين في كتاب: لباب الآداب، وجاء فيه:

عاودتك السُّعود، ما عاد عيد، واخضرَّ عودٌ، تقبَّلَ الله منكَ الفَرْض والسُّنة، واستقبل بكَ الخير والنعمة، عاد السرور إليك في هذا العيد، وجعله مبشراً بالجدِّ السعيد، والخير العتيد، والعمر المزيد، جعلك الله من كل ما دُعي ويدعى بهِ في الأعياد، آخذاً بأكمل الحظوظ، وأوفر الأعداد، أفطَر وأكبادُ الحُشاد تنفطر والدنيا بعينك تنظر، وبالسعود تبشر، كيف نهنئك بالعيد وأيامك كلها أعياد، ولياليك أعراس، وساعاتك تواريخ، وأوقاتُك مواقيت، يا أكرمَ من أمسى وأضحى، سعدت بهذا الأضحى، عرَّفك الله من السَّعادات ما يُرْبي على عَدَدِ من حَجَ واعتَمَر، وسعى ونَحَر، جعل الله أعاديك كأضاحيك.

وقال أحد الشعراء:
قالت: هنا العيد بالبشرى، فقلت لها:
العيد والبشر عندي يوم لقياك
الله يعلم أن الناس قد فرحوا
فيه وما فرحتي إلا برؤياك

وقال القشيري في الرسالة القشيرية القشيري: أنشد الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي، قال: أنشدني عبد الله بن إبراهيم ابن العلاء قال: أنشدني أحمد بن عطاء لبعضهم؛ وقيل: إن هذه الأبيات لأبي علي الروذباري الذي قال:
قالوا: غدا العيد ماذا أنت لا بسه?
فقلت: حلقة سلق حبه جرعا
فقرٌ وصبرٌ، هما ثوباي تحتَهُما
قلبٌ يرى إلفه الأعيادَ والْجُمَعا
أحرى الملابس إن تلقى الحبيب به
يوم التزاور في الوثب الذي خلعا
الدهر لي مأتم إن غبت يا أملـي
والعيد ما كنت لي مرأى ومُستمعا
اهتم الأدباء بأدب التهاني، وقد حظيت الأعياد بالكثير منها، وقد وصلنا الكثير منها في مصادر الأدب ومراجعه، فقد جاءت في معجم الأدباء لياقوت الحموي ترجمة: علي بن عبد الله بن محمد الهروي الذي قال مهنئاً أحد صدور الإسلام والمسلمين:

هنيئاً لك العيد المبارك ياصدر
وساعدك الإقبال واليمن والنصر
إذا ما أعاد العيد للناس نضرةً
فقد ألبس الأعياد من وجهك البشر
وإن نُشِرت أعلامُ دين محمدٍ
فذِكرك في أقصى البلاد له نشر
وإن أحرمَ الْحُجاجُ عن جلِّ حالهم
فأحرَمَ عمَّن دُونك الفضلُ والفخر
وإن كان لبى للزيارة مُحرِمٌ
فلبى إلى أوصافك النظم والنثر
وإن جمعوا فرضين ثَمَّ وقصَّروا
فللدين والدنيا بك الجمع والقصر
وإن ضحت الأقوام بالبُدْن سُـنةً
فضَحِّ بِمَن عاداك ما انفلقَ الفجرُ

ووردت في معجم الأدباء لياقوت الحموي ترجمة الحسين بن عبد الرحيم بن الوليد ابن عثمان بن جعفرٍ، أبي عبد الله الكلابي، المعروف بابن الزلازل الذي توفي سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائةٍ للهجرة، ومن شعره مهنئاً بعض الأمراء بالعيد:

عيد يُمْنٍ مُؤكّد بأمانِ
من تصاريف طارق الحدثانِ
جعل اللهُ عيدَ عامِكَ هذا
خيَرَ عيدٍ وذاك خيرَ التهاني
ثم لا زلت من زمانك في صَفْوٍ
ومن شُربِ صرفِهِ في أمانِ
آخذاً ذمَّةً من الدهر لا تُخْفَرُ
مَعقودةً بأوفى ضمانِ
نافذ الأمر عالي القدر محمودَ
المساعي مؤيد السلطانِ

وتحدث الثعالبي في يتيمة الدهر الثعالبي عن أبي الحسن محمد بن عبد الله بن محمد ، ابن سكرة، فقال الثعالبي: "شاعر متسع الباع، في أنواع الإبداع. فائق في قول الملح والظرف، أحد الفحول الأفراد، وكان يقال ببغداد: إن زماناً جاد بابن سكرة وابن الحجاج لسخي جداً. وما أشبههما إلا بجرير والفرزدق في عصريهما، فيقال: إن ديوان ابن سكرة يربى على خمسين ألف بيت(..) وقد أخرجت من عيون ملحه ما يجمع الحجول والغرر، ويمتع السمع والبصر. ومن ذلك قوله المحزن:

قد أتى العيد لا أتى فلقد أنهجَ المهجْ
ليس فيه لهاشمي سرورٌ ولا فرجْ
إنه عيدُ أهلِ قُمٍّ وقاشانٍ والكرجُ
يتلاقى بياضهم بقلوبٍ من السبجْ

وأورد الثعالبي ترجمة لابن خلاد القاضي الذي قال مهنئا ابن العميد بالعيد:

بأسعد طالعٍ عيَّدت يا مَن
بطلعته سعادة كلِّ عيدِ
فعِشْ ما شئت كيف تشاء والبسْ
جديدَ العمر في زمنٍ جديدِ
فقد شهدَتْ عقولُ الخلق طُراًّ
وحسبك بالبصائر من شهودِ
بأنَّ محاسن الدُّنيا جميعاً
بأفنية الرئيس ابن العميدِ

لقد شارك الكتاب والشعراء في التهنئة بعيد الأضحى، وغيره من الأعياد، ومناسبات الفرح والسرور، ومن كلام المتقدمين في هذا المجال قول أبي الحسين بن سعد: "كتابي والنحر؛ نَحَرَ اللهُ أعداءَ مولاي وحُسّادَ نعمته، وأمتعه بمواهبه وما عنده، وبارك له في أعياده ومتجدّد أيّامه، بركةً تنتظم السّعادات، وتتضمّن الخيرات، متصلةً غير منقطعة، وراهنةً غير فانية.

وقال القلقشندي في تهنئة المقرّ الأشرف الناصريّ محمد بن البارزيّ، كاتب السرّ الشريف المؤيّديّ بالممالك الإسلامية، في سنة ستّ عشرة وثمانمائة/ 1413 م، نظماً من البحر الطويل، وفي الأبيات تهنئة بعيدي الفطر والأضحى:

أيا كاتب السّرّ الشّريف ومن به
تميس نواحي مصر تيهاً مع الشّام
ومَن جلَّت الْجُلّى كتائبُ كتبه
ومن ناب عن وقع السّيوف بأقلام
تهنَّ بهذا الصّوم والعيد بعدَهُ
ومن بعدِهِ بالعيدِ والعامِ فالعامِ
وترقى رُقِيّ الشّمس في أوجِ سعدِها
وتبقى بقاءَ الدّهر في فيضِ إنعامِ

وصور المتنبي أحواله السيئة حينما كان في السجن بقصيدته الدالية الناضحة بالهجاء المقذع، والنقمة على مَنْ فرَضَ عليه الإقامة الجبرية، فقال يصوِّر حاله وأحوال السُّجناء:

عيدٌ بِأيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عِيدُ
بِما مَضَى أَم لأَمْرٍ فِيكَ تجدِيدُ
أَما الأَحِبةُ فالبَيَداءُ دُونَهُمُ
فَلَيتَ دُونَكَ بَيْدًا دونَها بِيدُ
لَولا العُلا لم تجِبْ بِي ما أَجُوبُ بِها
وَجناءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيدُودُ
وَكانَ أطْيَبَ مِنْ سيفِي مَعانَقَةً
أَشْباهُ رَونَقه الغِيدُ الأَمالِيدُ
لم يَتْرُكِ الدَهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كَبِدي
شَيْئاً تُتَيِّمهُ عَيْنٌ وَلا جِيدُ

واشتهر بعض الأدباء بأدب المديح والتهاني، وفي هذا السياق اشتهرت الكتابات التي دبجها شعراً ونثراً الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي الذي يقول مهنئاً بعيد النحر من البحر طويل:

تَهَنّ فَأيّامُ السّرورِ أواهل
وكلّ مخوفٍ عن جنابك راحلُ
ونجمُك من فوق الكواكب طالعٌ
ونجم امريءٍ يشنا سُمُوّكَ آفِلُ
تمتّع بعيد النّحر، وافاك خاضعاً
يُحقّقُ من دُنياك ما أنت آملُ

جعله الله أبركَ الأعياد وأسعدَها، وأيْمَنَ الأيّام وأمجدَها، وأجملَ الأوقات وألذّها وأرغدَها، ولا برح مَسروراً مُستبشراّ، مَنصوراً على الأعداء مُقتدراً، مَسعوداّ مَحموداً، مُعاناً بملائكة السَّماء مَعضوداً، مُهنّأً بالسّعود الجديدة، والجدُود السّعيدة، والقوّة والناصر، والعمر الطويل الوافر، " البحر طويل":

ولا زالت الأعياد لبسك بعدَهُ
فتخلع مخروقاً وتُعطى مُجدّدا
فذا اليوم في الأيّام مثلك في الورى
كما كُنتَ فيهم أوحداً كان أوحدا

وأعادَه على المولى صحّةً دائمة، وسلامةً ملازمة، وأصار عيدَه مُطيعاً لأوامره كسائر العبيد، وعيّدَه في كلّ يوم من المسّرة ببقائه لها كالعيد، والأيّام به ضاحكة المباسم، والأعوام جميلة المواسم، ومتّعنا بدوام حياته، واستجلاء جميل صفاته، واستحلاء مدائحه بإنشاد عفاته، وأراه نَحْرَ أعاديه، بين يديه كأضاحيه، وأصار الحجَّ إلى بابه غافراً سَيِّئات الإفلاس والإعدام، ومُبيحاً لِبْسَ الْمَخِيط مِن إنعامِهِ العامّ، ألبَسه الله مِن السعادة أجملَ حلّة، ومنحه مِن المكارم أجملَ خلّة.

ومن المصادفات النادرة أن تجتمع مناسبتان في يوم واحد، ومن أمثلة ذلك مناسبة يوم النيروز المجوسي الذي أدخله الفُرس معهم حينما احتلوا بغداد، وجرت احتفالاته منذ الاحتلال البويهي، ثم استمرت، ولما صادف يوم عيد النحر مع يوم النيروز قال الشاعر ابن الرومي يهنئ بالمناسبتين معاً:

عيدان: أضحى، ونوروز كأنهما
يومَاْ فِعالِك مِن بُؤسٍ وإنعامِ
كذاك يوماك: يومٌ سيبُهُ دِيَمٌ
على العُفاة، ويومُ سيفهُ دامي

وأورد المحبي ترجمة الأمير منجك بن محمد المنجكي، في كتاب نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة، وذكر في ترجمة الأمير أشعاره ومنها:

شمس الضُّحى، وأهِلَّة الأعيادِ
لضياء وجهك أحسدُ الحسَّادِ
وإذا شدا بك مُطربٌ في مجلسٍ
رقصتْ لك الأرواح في الأجسادِ
جرَّدت من سحر الجفون صوارماً
فأبت سوى الأكبادِ من أغمادِ

كما أورد المحبي ترجمة الحسين بن محمد المكنى: أبو طالب الزينبي، والملقب نور الهدى الذي روى عنه جماعة من الأكابر والحفاظ، وآخرُ من حدث عنه أبو الفرج ابن كليب، وقد مدحه أبو إسحاق الغزي بقصيدة، أولها:

جُفُونٌ يَصِحُّ السَّقْمُ فيها فتَسْقَمُ
ولَحْظٌ يُناجِيِه الضَّمِيرُ فَيفْهَمُ
مَعانِي جمالٍ في عِباراتِ خِلْقَةٍ
لها تَرْجُمانٌ صامِتٌ يتَكلَّمُ
وما زِلْتُ فِي الأعْيادِ أدْعُو مُخَفِّفـاً
عن السمع والداعِي مع البُعْدِ يَخْدُمُ
لِيَهْنِكَ أن الأكمَلَ افْتُرِعَتْ على
بَنانِ ابْنِهِ الأقْلاَمُ والمجدُ يبْسَمُ
وفاقَ، فَعِشْ حتى تَرَى الكَهْلَ منهمُ
بَنِيهِ له نَجْلٌ بنُعْماكَ يُقْسِمُ

هذه بعض نماذج التهاني التي دارت بين المسلمين في أعياده في السرّاء والضراء، ومن ناحية التأريخ فقد جرت العادة بين المسلمين بأن يقولوا في شهر المحرم: شهر الله، وفي شهر رجب: شهر رجب الفرد، أو الأصم أو الصب، وفي شعبان: شعبان المكرم، وفي شهر رمضان: شهر رمضان المعظم، وفي شوال: شوال المبارك، ويؤرخوا أول شوال: بعيد الفطر، وثامن ذي الحجة: بيوم التروية، وتاسعه: بيوم عرفة، وعاشره: بعيد النحر، وتاسع المحرم: بيوم تاسوعاء، وعاشره: بيوم عاشوراء، فلا يحتاجون أن يذكروا الشهر ولكن لا بد من ذكر السنة.

الكبير
21/01/2005, 14:25
كل عام وانت بخير دكتور
بس بعد اذنك ، أهذا موضوع أم مكتبة؟؟؟؟
يعني خير الكلام ما قل ودل

الدغيم
15/09/2006, 06:05
بداية
ملحمة الجزيرة العربية
شعر: د. محمود السيد الدغيم
المطلع
عبيُر الوردِ تنشُرُهُ الورودُ
وللمسعود حُقِقت الوعودُ
فسَعدٌ ذابحٌ[1] قبْلَ الْخبايا
وسعْدُ السَّعْدِ تتبعُهُ السُّعُودُ
ولِلأبطالِ في الصحراءَِ نجْدٌ
ونجدُ العِزِّ حيتها النُجودُ
وأُسُّ الخيرِ أسّسَهُ رجالٌ
تحلَّوا بالفضائلِ كيْ يسودوا
ذُرى العلياءِ تحميها العوالي
وتخفُقُ فوق ذُروتِها البُنودُ
وينتشِرُ الأمانُ بكُلِّ فَجٍّ
وتَحرُسُ كلّ رابيةٍ جنودُ
ويمتزِجُ النسيمُ بعِطرِ وردٍ
تَوَرَّدُ من نَضارَتِهِ الخُدُودُ
هُنا خيْلٌ وفُرسانٌ ومَجْدٌ
بعَهْدُ الخيرِ حيّتْهُ العُهودُ
نور الاسلام
هنا مَسْرى[2] رسولٍ منْ قُريْشٍ
لهُ تنقادُ كالغنمِ الأسودُ
أتى والجهْلُ ينتشِرُ انتشاراً
وتقْتُلُ طِفلَهَا الأمُّ الولودُ
ويُوئِدُ[3] طِفلةً - جهلاً - غشيمٌ
وتخشى طيشَ والدِها الْوَدُودُ
أبوها صار لِلْعاداتِ عبداً
ولم يعبَأ بأدْمُعِها الحقودُ
عُهودُ الجاهليّةِ في ظلامٍ
وظُلْمٍ لمْ يُخلِّدْهُ الخلودُ
ليالٍ مُظلماتٌ ذاتُ جَهْلٍ
وأهلُ الجهلِ عنْ مجدٍ قُعُوْدُ
أتى الاسلامُ نُوّرَتِ الليالي
وبان الصُّبحُ، وانهارت سُدودُ
وجاءَ الحقُّ فارتعدَتْ طُغاةٌ
ولمْ تُغْنِ الدُّروعُ، ولا الْجُلُوْدُ
وآلَ الظالِمونَ إلى زوالٍ
تُحدِّثُنا بما فعلوا وُفُودُ
وأعْلى رايةَ الإسلامِ جِيْلٌ
كريمُ الّنهْجِ، فاغتاظَ الحسودُ
وعاشَ الناسُ في خيرٍ وبِرٍّ
ودربُ الحقِّ تحميهِ الزُّنودُ
فأحمدُ والصّحابةُ[4] خيرُ قَرْنٍ
جِباهَهُمُ يُزيِّنُها الُّسجُوْدُ
عهد الخلفاء الراشدين
هُنا الصدِّيْقُ[5] لمْ يُذعنْ لِطاغٍ
وسارَ بِدربِهِ عُمَرُ[6] الشّهيْدُ
وذو النورينِ عُثمانُ[7] الْمُفدّى
كريمُ النّفسِ يُعطي ما يُريْدُ
ولِلأهوالِ والفتوى عليٌّ[8]
هصُورٌ صابرٌ بطلٌ عنيدُ
رسولُ اللّهِ ربّاهُمْ فسادوا
وسادَ العدْلُ، والرُّشْدُ الرشيدُ
أذاقُوا الرومَ[9] أنواعَ الرزايا
وخابَ الفُرْسُ[10] إذْ جَدَّ الْجديدُ
تكاتفَ جَمْعُهُمْ ليلاً نهاراً
وَوَحَّدَ أمرَهُمْ رأيٌ حَصِيدُ
فَكِسْرى[11] قدْ تَكَسَّرَ حين صالوا
وقيصرُ[12] غابَ قَصَّرَهُ النشيدُ
نِدَاءُ المُسْلِمِيْنَ[13]: اللّهُ أكْبر
تُردَّدُهُ مَعَ الْفِتْيانِ غِيْدُ
وخيبرُ[14] أصبحتْ خبراً قديماً
تناءتْ عنْ مرابِعِهَا الْيَهُوْدُ
فأُسْعِدَتِ الدِّيارُ بِعهدِ طُهْرٍ
وَقَرَّ بِساحِها الشّعبُ السّعيدُ

الدغيم
15/09/2006, 06:07
العهد الأموي
أُميةُ[15] من هُنا انطلَقتْ وصَالتْ
لها في كُلِّ مُعْتَرَكٍ صُعودُ
لها في الشامِ آثارٌ ومُلكٌ
ومجدٌ ليسَ يُلغيْهِ الحقُودُ
دُهاةُ الكونِ رهطٌ عبْشَمِيٌّ[16]
عزائِمُهُمْ على العادي حَديدُ
جُيوشُهُمُ الى اسْطَنْبولَ[17] سارتْ
وقادَ الجيشَ في الْجُلّى يَزيْدُ[18]
ورافقَهُ عبادِلَةٌ كِرامٌ
فلمْ تَصْمُدْ بِأوْجِهِهِمْ حُدودُ
وعُقْبةُ[19] صالَ مُقْتحِماً جَنوباً
وعَمرو[20] الشّهْمُ حيّتْهُ الوفودُ
لَهُ الأقباطُ[21] قدْ خَضَعوا جَميْعاً
وللأبطال قدْ عُقِدَتْ عُقُوْدُ
وموسى[22] لقّنَ الاسْبانَ درْساً
لهُ الأحياءُ والموْتَى شُهودُ
طَغى لُذَرِيْقُ[23] فاضْطَرَبَتْ صُروحٌ
وباء بِرُزْئِهِ العاصي الْكنودُ
فعالَجَهُ رِجالٌ منْ بلادٍ
لَهَاْ انْ تَبْخَلِ الأقْطارُ جُودُ
وابْنُ الْقاسِمِ[24] الْمِقْدامُ لمّا
رمى الْمُلْتانَ[25] فارقَها الْهُنُودُ
وأرضُ السّندِ[26] حرّرَها فأمْسَتْ
عروسَ الثّغْرِ تَحْميْها الْجُنودُ
ولِلْحجّاجِ[27] يومَ الْبأسِ كَرٌّ
وفَرٌّ ليسَ تَمْحُوْهُ الْعُهُوْدُ
بليغٌ ليس تُرْهِبُهُ الليالي
ولا تُلغي ارادَتَهُ القُيُوْدُ
العهد العباسي
هنا المنصورُ[28] والأحفادُ صالوا
فَنِعْمَ الْبَيْتُ والْقصْرُ الْمَشِيْدُ
بنو العباسِ[29] أفذاذٌ كِرامٌ
ورمزُ المجدِ هارونُ[30] الرشيدُ
فَفي بغدادَ قدْ سادوا وشادوا
ودرب الجدِّ جدّدَهُ الحفيدُ
وفي بغدادَ قدْ عُلِمَتْ عُلُوْمٌ
تَعلّمَها المُعلِّمُ والمُريْدُ
وكان الجهلُ في شرْقٍ وغربٍ
فزالَ الْجَهلُ واكْتَأبَ البليْدُ
تطوّرَتِ الْحضارةُ واشْمَخَرّتْ
وَواكَبها الْمُجَدِّدُ والْجديدُ
ولكنَّ المَغُوْلَ[31] بِها أطاحوا
وساعدهم على عَبَثٍ ! حريْدُ
فَذا ابْنُ الْعلْقَمِيِّ[32] سليلُ غدرٍ
وكمْ منْ غادِرٍ غَدْراً يُعيدُ
لقدْ صالَ المَغولُ على بلادٍ
فَلاقاهُمْ بِجالُوْتَ[33] الْعديدُ
منَ الأبْطالِ منْ عجَمٍ وعُرْبٍ
يقودُ جُمُوْعَهُمْ قُطُزُ[34] الْعنيدُ
فهذي الشامُ تزدهِرُ ابتهاجاً
وذي الدّلْتا تُزغرِدُ والصّعيدُ
وأطرافُ العراقِ بها سُرورٌ
ومجدٌ في جزيرَتِنا تليدُ
وأرضُ المسلمينَ بها بهاءٌ
بَهِيٌّ في مرابِعِها مديدُ
يصونُ المجدَ في الدُّنيا جِهادٌ
ويحفظُ رُكنَهُ جَهْدٌ جَهيدُ
----------------
القصيدة من البحر الوافر

الدغيم
15/09/2006, 06:09
----
الهوامش
[1] - السعود هي منازلُ ينزل بها القمر، وهي: سعدُ الذابِح وسعدُ بُلَع وسعد السُّعود وسعدُ الأَخْبِيَة، وهي في برجي الجدي والدلو، وستة لا ينزل بها القمر، وهي: سعد ناشِرَة وسعد المَلِك وسعْدُ البِهامِ وسعدُ الهُمامِ وسعد البارِع وسعد مَطَر،
[2] - إشارة إلى الإسراء الوارد ذكره في سورة الإسراء في قوله تعالى " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1) ".
[3] - قال الله تعالى : " وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9) " سورة التكوير.
[4] - ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏" ‏خَيْرُكُمْ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" ‏ ‏قَالَ ‏ ‏عِمْرَانُ بن حُصين ‏ ‏لا أَدْرِي ذَكَرَ ثِنْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا بَعْدَ قَرْنِهِ ‏" ‏ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ يَنْذِرُونَ وَلا يَفُونَ وَيَخُونُونَ وَلا يُؤْتَمَنُونَ وَيَشْهَدُونَ وَلا يُسْتَشْهَدُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ" صحيح البخاري: إثم من لا يفي بالنذر، الأيمان والنذور. الحديث: 6201.
[5] - إشارة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وخلافته من 15 ربيع الأول سنة 11 حتى 21 جمادى الثانية سنة 13 للهجرة/ 632 حتى سنة 634 للميلاد. وكان عمره 63 سنة و3 أشهر و10 ليالٍ.
[6] - الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب: بويع بعد أبي بكر الصديق ، واغتاله أبو لؤلؤة الفارسي المجوسي، ففارق الحياة في 26 ذي الحجة سنة 23 للهجرة/ 644 للميلاد، وخلافته 10 سنين و6 أشهر وأربعة أيام. وكان عمره 63 سنة.
[7] - عثمان بن عفان ذو النورين زوج بنتي رسول الله: بويع بالخلافة في 3 من شهر المحرم سنة 24 هـ/ 644 م، واغتاله المارقون المتمردون في 18 من ذي الحجة سنة 35 هـ/ 656 م، بعدما حوصر مدة أربعين يوما، وقطع عنه الماء، فكانت خلافته 12 سنة إلا 12 يوماً.
[8] - رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب: بويع بالخلافة في 25 ذي الحجة سنة 35 هـ/ 656 م، واغتاله عبد الرحمن بن ملجم الخارجي في 15 رمضان وتوفي في 17 منه سنة 40 هـ/ 661 م، وخلافته 4 سنين و9 أشهر، وبويع لابنه الحسن، فكانت أول وراثة للحكم في الإسلام، ثم تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان بعد بيعته بستة أشهر وأيام، وسميت سنة 41 هجرية/ 661م، بعام الجماعة لحصول إجماع المسلمين على خليفة واحد.
[9] - الروم: هم البيزنطيون الذي حكموا القسطنطينية منذ قسطنطين الأول حتى قسطنطين الحادي عشر حيث فتحها السلطان العثماني محمد الثاني (الفاتح) سنة 857 هـ/ 1453م.
[10] - الفرس المجوس: هم المجوس، وكانت عاصمتهم المدائن في العراق، وقد دالت دولتهم على أيدي المسلمين في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
[11] - كسرى: جمعها: أكاسرة، وهم ملوك الفُرس المجوس.
[12] - قيصر: جمعه: قياصرة ، وهم ملوك الروم الأرثوذكس.
[13] - النداء: الأذان . " ‏قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لا يَمْنَعَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ نِدَاءُ ‏ ‏بِلالٍ ‏ ‏أَوْ قَالَ أَذَانُهُ ‏ ‏مِنْ سَحُورِهِ فَإِنَّمَا يُنَادِي ‏ ‏أَوْ قَالَ يُؤَذِّنُ"
صحيح البخاري .
[14] - حصن خيبر: كان من حصون اليهود قرب المدينة المنورة.
[15] - بنو أمية : هم سلالة أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي، وقد آلت إليهم الخلافة منذ سنة 41 هـ حتى 15 ذي الحجة سنة 132 هـ/ 750م. ثم انتقلت الخلافة إلى بني العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.
[16] - النسبة إلى عبد شمس عبشمي، وإلى عبد الدار عبدري، وإلي عدي عدوي، وإلى عبد الله عبدلي، وإلى قريش قرشي.
[17] - اسطنبول كانت تسمى القسطنطينية، ثم سميت الآستانة، ومن أسمائها: فروق والبخراء وسان بولين.
[18] - أرسل الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان العبشمي القرشي الجيوش الإسلامية بقيادة الأمير يزيد بن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم، وحاصر القسطنطينية سنة (سنة 49 هـ = 669م) وشارك في الغزوة عدد كبير من الصحابة منهم العبادلة "عبد الله بن عمر" و"عبد الله بن عباس" و"عبد الله بن الزبير" و"أبو أيوب الأنصاري" و"سفيان بن عوف"، - رضي الله عنهم- وأرسلة معاوية حملة ثانية فاستمر الحصار من عام (54 هـ = 674م) إلى عام (60 هـ = 680م)، واستخدم البيزنطيون سلاح "النار الإغريقية" ز فلم تفتح القسطنطينية. وجاء الخليفة الأموي "سليمان بن عبد الملك" فأرسل جيشا بلغ نحو مائة ألف جندي، وزوده بنحو ألف وثمانمائة سفينة حربية، وجعل على رأسه أخاه "مسلمة بن عبد الملك". وانطلق مسلمة نحو القسطنطينية عام (98 هـ = 717م) فحاصرها مدة طويلة، ولكنها استعصت عليه، وعجز عن فتحها. وبدأ الحصار البحري لمدينة القسطنطينية في (19 من المحرم 99هـ = أول سبتمبر 717م) وعندما وصل إليها مسلمة بجيشه ضرب عليها حصارا شديدا قاسيا، واستمر حتى الشتاء. وأخذ المسلمون يهاجمون المدينة مستخدمين النفط، واستعانوا بسلاح جديد أشبه بالمدفع. وتوفي الخليفة سليمان بن عبد الملك، وتولى بعده الخليفة "عمر بن عبد العزيز"، وأرسل في (12 من المحرم 100 هـ = 15 من أغسطس 718م) يطلب من مسلمة العودة بجيوشه وأساطيله إلى الشام بعد حصار دام اثني عشر شهرًا كاملة.

الدغيم
15/09/2006, 06:10
----
الهوامش
[1] - السعود هي منازلُ ينزل بها القمر، وهي: سعدُ الذابِح وسعدُ بُلَع وسعد السُّعود وسعدُ الأَخْبِيَة، وهي في برجي الجدي والدلو، وستة لا ينزل بها القمر، وهي: سعد ناشِرَة وسعد المَلِك وسعْدُ البِهامِ وسعدُ الهُمامِ وسعد البارِع وسعد مَطَر،
[2] - إشارة إلى الإسراء الوارد ذكره في سورة الإسراء في قوله تعالى " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1) ".
[3] - قال الله تعالى : " وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9) " سورة التكوير.
[4] - ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏" ‏خَيْرُكُمْ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" ‏ ‏قَالَ ‏ ‏عِمْرَانُ بن حُصين ‏ ‏لا أَدْرِي ذَكَرَ ثِنْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا بَعْدَ قَرْنِهِ ‏" ‏ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ يَنْذِرُونَ وَلا يَفُونَ وَيَخُونُونَ وَلا يُؤْتَمَنُونَ وَيَشْهَدُونَ وَلا يُسْتَشْهَدُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ" صحيح البخاري: إثم من لا يفي بالنذر، الأيمان والنذور. الحديث: 6201.
[5] - إشارة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وخلافته من 15 ربيع الأول سنة 11 حتى 21 جمادى الثانية سنة 13 للهجرة/ 632 حتى سنة 634 للميلاد. وكان عمره 63 سنة و3 أشهر و10 ليالٍ.
[6] - الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب: بويع بعد أبي بكر الصديق ، واغتاله أبو لؤلؤة الفارسي المجوسي، ففارق الحياة في 26 ذي الحجة سنة 23 للهجرة/ 644 للميلاد، وخلافته 10 سنين و6 أشهر وأربعة أيام. وكان عمره 63 سنة.
[7] - عثمان بن عفان ذو النورين زوج بنتي رسول الله: بويع بالخلافة في 3 من شهر المحرم سنة 24 هـ/ 644 م، واغتاله المارقون المتمردون في 18 من ذي الحجة سنة 35 هـ/ 656 م، بعدما حوصر مدة أربعين يوما، وقطع عنه الماء، فكانت خلافته 12 سنة إلا 12 يوماً.
[8] - رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب: بويع بالخلافة في 25 ذي الحجة سنة 35 هـ/ 656 م، واغتاله عبد الرحمن بن ملجم الخارجي في 15 رمضان وتوفي في 17 منه سنة 40 هـ/ 661 م، وخلافته 4 سنين و9 أشهر، وبويع لابنه الحسن، فكانت أول وراثة للحكم في الإسلام، ثم تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان بعد بيعته بستة أشهر وأيام، وسميت سنة 41 هجرية/ 661م، بعام الجماعة لحصول إجماع المسلمين على خليفة واحد.
[9] - الروم: هم البيزنطيون الذي حكموا القسطنطينية منذ قسطنطين الأول حتى قسطنطين الحادي عشر حيث فتحها السلطان العثماني محمد الثاني (الفاتح) سنة 857 هـ/ 1453م.
[10] - الفرس المجوس: هم المجوس، وكانت عاصمتهم المدائن في العراق، وقد دالت دولتهم على أيدي المسلمين في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
[11] - كسرى: جمعها: أكاسرة، وهم ملوك الفُرس المجوس.
[12] - قيصر: جمعه: قياصرة ، وهم ملوك الروم الأرثوذكس.
[13] - النداء: الأذان . " ‏قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لا يَمْنَعَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ نِدَاءُ ‏ ‏بِلالٍ ‏ ‏أَوْ قَالَ أَذَانُهُ ‏ ‏مِنْ سَحُورِهِ فَإِنَّمَا يُنَادِي ‏ ‏أَوْ قَالَ يُؤَذِّنُ"
صحيح البخاري .
[14] - حصن خيبر: كان من حصون اليهود قرب المدينة المنورة.
[15] - بنو أمية : هم سلالة أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي، وقد آلت إليهم الخلافة منذ سنة 41 هـ حتى 15 ذي الحجة سنة 132 هـ/ 750م. ثم انتقلت الخلافة إلى بني العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.
[16] - النسبة إلى عبد شمس عبشمي، وإلى عبد الدار عبدري، وإلي عدي عدوي، وإلى عبد الله عبدلي، وإلى قريش قرشي.
[17] - اسطنبول كانت تسمى القسطنطينية، ثم سميت الآستانة، ومن أسمائها: فروق والبخراء وسان بولين.
[18] - أرسل الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان العبشمي القرشي الجيوش الإسلامية بقيادة الأمير يزيد بن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم، وحاصر القسطنطينية سنة (سنة 49 هـ = 669م) وشارك في الغزوة عدد كبير من الصحابة منهم العبادلة "عبد الله بن عمر" و"عبد الله بن عباس" و"عبد الله بن الزبير" و"أبو أيوب الأنصاري" و"سفيان بن عوف"، - رضي الله عنهم- وأرسلة معاوية حملة ثانية فاستمر الحصار من عام (54 هـ = 674م) إلى عام (60 هـ = 680م)، واستخدم البيزنطيون سلاح "النار الإغريقية" ز فلم تفتح القسطنطينية. وجاء الخليفة الأموي "سليمان بن عبد الملك" فأرسل جيشا بلغ نحو مائة ألف جندي، وزوده بنحو ألف وثمانمائة سفينة حربية، وجعل على رأسه أخاه "مسلمة بن عبد الملك". وانطلق مسلمة نحو القسطنطينية عام (98 هـ = 717م) فحاصرها مدة طويلة، ولكنها استعصت عليه، وعجز عن فتحها. وبدأ الحصار البحري لمدينة القسطنطينية في (19 من المحرم 99هـ = أول سبتمبر 717م) وعندما وصل إليها مسلمة بجيشه ضرب عليها حصارا شديدا قاسيا، واستمر حتى الشتاء. وأخذ المسلمون يهاجمون المدينة مستخدمين النفط، واستعانوا بسلاح جديد أشبه بالمدفع. وتوفي الخليفة سليمان بن عبد الملك، وتولى بعده الخليفة "عمر بن عبد العزيز"، وأرسل في (12 من المحرم 100 هـ = 15 من أغسطس 718م) يطلب من مسلمة العودة بجيوشه وأساطيله إلى الشام بعد حصار دام اثني عشر شهرًا كاملة.

الدغيم
15/09/2006, 06:11
[19] - عقبة بن نافع بن عبد القيس الأموي الفهري هو من كبار القادة العرب والفاتحين في صدر الإسلام، وقد فتح إفريقيا، وبنى مدينة القيروان بتونس. وتوفي عقبة في إحدى حروبه سنة 63 هـ في بلاد المغرب في مكان يعرف حتى الآن باسم سيدي عقبة.
[20] - عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم القرشي: فتح مصر، وتوفي فيها وله من العمر ثلاث و تسعون سنة ودفن في المقطم.
[21] - الأقباط: ملوك مصر قبل الإسلام، وأفضلهم المقوقس.
[22] - أبوعبد الرحمن موسى بن نصير بن عبد الرحمن بن زيد اللخمي (640-716 م/19 هـ-97 هـ) فاتح الأندلس.
[23] - لذريق هو رزريكو آخر ملوك القوط الألمان في إسبانيا .
[24] - ولد محمد بن القاسم الثقفي سنة 72هـ بمدينة الطائف، وقاد الجيش ففتح، السند والهند سنة 92هـ.
[25] - الملتان مدينة هندية فتحها محمد بن القاسم الثقفي.
[26] - السند: منطقة تمتد على ضفاف نهر السند الذي ينبع من باكستان.
[27] - وُلد أبو محمد الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل بن الحكم الثقفي في منازل ثقيف بمدينة الطائف، في عام الجماعة 41هـ. وبنى مدينة واسط العراقية وتولى أمور العراق في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان فتصدى للخوارج واستمرت ولايته في خلافة الوليد بن عبد الملك ، وكانت وفاته ليلة السابع و العشرين من رمضان عام 95هـ/ 714م، يرحمه الله . وتمثل عند احتضاره بهذين البيتين:
يا ربّ قد حلفَ الأعداءُ و اجتهدوا/ أيمَانَهم أنني من سَاكني النارِ
أيحلِفونَ على عَمياء وَيْحَهُمُ/ ما ظَنُّهم بعظيم العفوِ غفارِ
[28] - أبو جعفر عبد الله المنصور (712-775م) ثاني خلفاء بني العباس وقويهم وهو أسن من السفاح بعشر سنوات، و تولى الخلافة بعد وفاة أخيه العباس من سنة 754 حتى وفاته في 775 م .
[29] - العباسيون: ينتسبون إلى العباس بن عبد المطلب عمّ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
[30] - أمير المؤمنين هارون الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس، ولد سنة 148 هـ/ 765م، وخلافتة من سنة 170 حتى سنة 193 هـ/ 786 -809 م.
[31] - اجتاح المغول بغداد بقيادة هولاكو سنة 656 هـ / 1258 م، وكان معه مستشاره الشيعي نصير الشيطان الطوسي الذي تآمر مع الوزير ابن العلقمي الخائن. ثم انتقلت الخلافة العباسية إلى القاهرة.
[32] - الوزير الشيعي وهو محمد بن احمد العلقمي الذي اتفق مع النصير الطوسي، وملة الكفر المغولية ضد الخلافة الإسلامية بحجة الدفاع عن أنصار الإمام علي رضي الله عنه وشيعته. ومعروف أن الطوسي يسميه (الشيعة) أستاذ البشر والعقل الحادي عشر، و سلطان المحققين وأستاذ الحكماء والمتكلمين و أصله من طوس وهي من توابع مدينة قم الايرانية، وتآمر معهم المعتزلي عبد الحميد بن أبى الحديد ، اليد اليمنى لابن العلقمي، وشارح كتاب ( نهج البلاغه ) حيث ملأه بالأكاذيب التي شوهت تاريخ الاسلام.، وقد صار ابن العلقمي وزيرا لهولاكو بعدما قتل الخليفة العباسي المستعصم بالله.
[33] - عين جالوت: بعد سقوط بغداد والشام خرج قطز من مصر يوم الإثنين 15 من شعبان سنة 658 هـ - 1260م بجميع عسكر مصر ومن انضم إليهم من عساكر الشام ومن العرب والتركمان وغيرهم من قلعة الجبل في القاهرة، فاستعاد غزة من التتار، ثم التقى مع المغول في مكان يقع بين "بيسان" و"نابلس" يدعي: "عين جالوت" في غور الأردن، ودارت المعركة يوم الجمعة 25 رمضان سنة 658هـ- 6 أيلو/ سبتمبر1260م، وانتصر المسلمون، وكان قطز أمام جيشه يصرخ: "واإسلاماه.. واإسلاماه.. يا الله انصر عبدك قطز على التتار" وبعد المعركة بدأ المسلمون فورًا بمطاردة التتار، حتى دخل قطز دمشق في أواخر شهر رمضان المبارك، فاستقبله أهلها بالابتهاج. وامتدت المطاردة السريعة إلى قرب مدينة حلب.
[34] - قطز: سيف من سيوف الإسلام المماليك الأتراك.
انتهى
:yahoo:

ابن عرفج
22/09/2006, 03:31
قصيدة عصماء

أشكرك أخي الكريم على إيرادها

وهل بالإمكان أن تزودنا بمعلومات عن الدكتور محمود السيد الدغيم / وما هي جرجناز ؟؟

ألف تحية