-
PDA

عرض كامل الموضوع : حنان


Kakabouda
16/11/2004, 10:15
تعودت كل ليلة أن امشي قليلا ، فأخرج لمدة نصف ساعة ثم اعود.. وفي خط سيري يوميا كنت أشاهد طفلة لم تتعدى السابعة من العمر.. كانت تلاحق فراشا اجتمع حول إحدى أنوار الإضاءة المعلقة في سور احد المنازل ... لفت انتباهي شكلها وملابسها .. فكانت تلبس فستانا ممزقا ولا تنتعل حذاءاً .. وكان شعرها طويلا وعيناها خضراوان .. كانت في البداية لا تلاحظ مروري .. ولكن مع مرور الأيام .. أصبحت تنظر إلي ثم تبتسم ..

في احد الأيام استوقفتها وسألتها عن اسمها فقالت حنان .. فسألتها أين منزلكم .. فأشارت إلى غرفة خشبية بجانب سور احد المنازل .. وقالت هذا هو عالمنا ، أعيش فيه مع أمي وأخي بدر.. وسألتها عن أبيها .. فقالت أبي كان يعمل سائقا في أحدى الشركات الكبيرة .. ثم توفي في حادث مروري .. ثم انطلقت تجري عندما شاهدت أخيها بدر يخرج راكضا إلى الشارع .. فمضيت في حال سبيلي .. ويوما مع يوم .. كنت كلما مررت استوقفها لأجاذبها أطراف الحديث .. سألتها : ماذا تتمنين ؟ قالت كل صباح اخرج إلى نهاية الشارع .. لأشاهد دخول الطالبات إلى المدرسة .. أشاهدهم يدخلون إلى هذا العالم الصغير .. مع باب صغير.. ويرتدون زيا موحدا ... ولا اعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور .. أمنيتي أن أصحو كل صباح .. لألبس زيهم .. واذهب وادخل مع هذا الباب لأعيش معهم وأتعلم القراءة والكتابة .. لا اعلم ماذا جذبني في هذه الطفلة الصغيرة .. قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبة .. وقد تكون عينيها .. لا اعلم حتى ألان السبب .. كنت كلما مررت مع هذا الشارع .. احضر لها شيئا معي .. حذاء .. ملابس .. ألعاب .. أكل .. وقالت لي في إحدى المرات .. بأن خادمة تعمل في احد البيوت القريبة منهم قد علمتها الحياكة والخياطة والتطريز .. وطلبت مني إن احضر لها قماشا وأدوات خياطه .. فأحضرت لها ما طلبت .. وطلبت مني في احد الأيام طلبا غريبا .. قالت لي : أريدك إن تعلمني كيف اكتب كلمة احبك.. ؟
مباشرة جلست أنا وهي على الأرض .. وبدأت اخط لها على الرمل كلمة احبك .. على ضوء عمود إنارة في الشارع .. كانت تراقبني وتبتسم .. وهكذا كل ليلة كنت اكتب لها كلمة احبك .. حتى أجادت كتابتها بشكل رائع .. وفي ليلة غاب قمرها ... حضرت إليها .. وبعد أن تجاذبنا أطراف الحديث .. قالت لي أغمض عينيك .. ولا اعلم لماذا أصرت على ذلك .. فأغمضت عيني .. وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضه .. وتختفي داخل الغرفة الخشبية .. وفي الغد حصل لي ظرف طاريء استوجب سفري خارج المدينة لأسبوعين متواصلين .. لم استطع أن أودعها .. فرحلت وكنت اعلم أنها تنتظرني كل ليله .. وعند عودتي .. لم اشتاق لشيء في مدينتي .. أكثر من شوقي حنان .. في تلك الليلة خرجت مسرعا وقبل الموعد وصلت المكان وكان عمود الإنارة الذي نجلس تحته لا يضيء.. كان الشارع هادئا .. أحسست بشي غريب .. انتظرت كثيرا فلم تحضر .. فعدت أدراجي .. وهكذا لمدة خمسة أيام .. كنت احضر كل ليلة فلا أجدها .. عندها صممت على زيارة أمها لسؤالها عنها .. فقد تكون مريضه .. استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية .. طرقت الباب على استحياء.. فخرج بدر .. ثم خرجت أمه من بعده .. وقالت عندما شاهدتني .. يا إلهي .. لقد حضرت .. وقد وصفتك كما انت تماما .. ثم أجهشت في البكاء .. علمت حينها أن شيئا قد حصل .. ولكني لا اعلم ما هو؟؟؟؟
عندما هدأت الأم سألتها ماذا حصل؟؟ أجيبيني أرجوك .. قالت لي : لقد ماتت حنان .. وقبل وفاتها .. قالت لي سيحضر احدهم للسؤال عني فأعطيه هذا وعندما سألتها من يكون ..قالت اعلم انه سيأتي .. سيأتي لا محالة ليسأل عني؟؟ أعطيه هذه ألقطعه .. فسالت أمها ماذا حصل؟؟ فقالت لي توفيت حنان .. في إحدى الليالي أحست ابنتي بحرارة وإعياء شديدين .. فخرجت بها إلى احد المستوصفان الخاصة القريبة .. فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لا أملكه .. فتركتهم وذهبت إلى احد المستشفيات العامة .. وكانت حالتها تزداد سوءا..فرفضوا إدخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى .. فعدت إلى المنزل .. لكي أضع لها الكمادات .. ولكنها كانت تحتضر .. بين يدي .. ثم أجهشت في بكاء مرير .. لقد ماتت .. ماتتحنان ..
لا اعلم لماذا خانتني دموعي .. نعم لقد خانتني .. لأني لم استطع البكاء .. لم استطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها .. لا اعلم كيف اصف شعوري .. لا أستطيع وصفه لا أستطيع .. خرجت مسرعا ولا أعلم لماذا لم اعد إلى مسكني ... بل أخذت اذرع الشارع .. فجأة تذكرت الشي الذي أعطتني إياه أم حنان ..
فتحته ... فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعه .. وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة أحبك .. وامتزجت بقطرات دم متخثرة ... يالهي .. لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمة .. وعرفت الآن لماذا كانت تخفي يديها في آخر لقاء .. كانت أصابعها تعاني من وخز الابره التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز .. كانت اصدق كلمة حب في حياتي .. لقد كتبتها بدمها .. بجروحها .. بألمها .. كانت تلك الليلة هي اجر ليلة لي في ذلك الشارع .. فلم ارغب في العودة إليه مرة أخرى.. فهو كما يحمل ذكريات جميله .. يحمل ذكرى الم وحزن .. يحمل ذكرى حنااانن احتفظت بقطعة القماش معي .. وكنت احملها معي في كل مكان اذهب إليه .. وبعدها بشهر .. وأثناء تواجدي في إحدى الدول .. وعند ركوبي لأحد المراكب في البحر الأبيض المتوسط .. أخرجت قطعة القماش من جيبي.. وقررت أن ارميها في البحر .. لا أعلم لماذا ؟؟ ولكن لأنها تحمل أقسى ذكرى في حياتي .. وقبل غروب الشمس .. امتزجت دموعي بدم حنان بكلمة أحبك .. ورفعت يدي عاليا .. ورميتها في البحر .. وأخذت ارقبها وهي تختفي عن نظري شيئا فشيئا .. ودموعي تسألني لماذا ؟؟ ولكنني كنت لا أملك جوابا ؟؟ حنان سامحيني .. فلم أعد أحتمل الذكرى ؟؟ حنان سامحيني .. فقد حملتني اكبر مما أتحمل؟؟ حنان سامحيني فأنا لا استحق الكلمات التي نقشتيها .. أسماء سامحيني

nana
16/11/2004, 12:21
هلء هيدي القصة عنجد حقيقية...؟

Espaniol
17/11/2004, 11:57
:cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry:

Zeina
17/11/2004, 13:16
هلأ البنت عنجد عمرها سبع سنين؟

أسماء سامحيني

ماذا تعني أسماء سامحيني؟

:( :( :(

Kakabouda
18/11/2004, 03:43
أول شي بوجه تحياتي لنانا و حنانن و زينة ..
هلأ القصة حقيقية 100% و صارت على أرض الواقع و بالنسبي للبنت كانت فعلاً ما بتتخطا السبع سنين ..
و يا ست زينة بالنسبي لأسماء سامحيني هاد شي خاص فيني ممكن مع الأيام تعرفيه ..
تقبلوا تحياتي :D

Zeina
18/11/2004, 06:48
أنت ليش حزايني هيك

اضحك تضحك الدنيا عليك

Kakabouda
18/11/2004, 06:59
أنت ليش حزايني هيك

اضحك تضحك الدنيا عليك

بكل بساطة هيك صار ...

Fares
27/11/2004, 18:13
بصراحة أنا أول ما قرأت القصة ما تفاعلت معها لأنني ما قدرت أتصور هالحكي في الحياة العملية..
بس لما ذكرKakabouda أنو هاي القصة حقيقية رجعت قرأتها مرة ثانية، وما زلت مدهوش!!!!

Atramez_Zeton
28/11/2004, 15:19
...............................

Dreamer
28/11/2004, 15:35
عند جد القصة ما طبيعية .. الواحد فينا ما بيعرف معاني الكلمات اللي يمكن منرددا كل يوم حتى يمر بهيك تجربة
انا لو كانت هالقصة صايرة معي ... يمكن انتحر :pos:

Kakabouda
11/12/2004, 13:35
شكراً على آرائكم الجميلة تجاه القصة ..
تحياتي للجميع دون استثناء .. :D :D

sweety RoRo
13/12/2004, 18:47
بصراحة أنا قريت القصة من يومين

و كل ما بدخل على المنتدى برجع بقراها

بس ما عم لاقي و لا أي تعليق يليق بهالقصة المؤثرة و خاصة انها واقعية و صايرة عن جد

شكرا ككبودا القصة مؤثرة جدا و رائعة

King RORO
14/12/2004, 02:32
لا اعلم لماذا خانتني دموعي .. نعم لقد خانتني .. لأني لم استطع البكاء .. لم استطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها .. لا اعلم كيف اصف شعوري .. لا أستطيع وصفه لا أستطيع

اكتر من معبرة
مشكور حبيبي جورج :D

Kakabouda
18/12/2004, 13:09
سويت رورو و كينغ رورو اللسان عاجز عن الشكر ..
تحياتي :D