-
PDA

عرض كامل الموضوع : أعمال منصور الرحباني


butterfly
25/08/2009, 21:42
أربعة دواوين صدرت معاً ... منصور الرحباني شاعراً مفرداً بصيغة المثنى

محمد علي شمس الدين الحياة - 20/04/08//


نعرف منصور الرحباني، .....، لأن «الأخوين رحباني» هما عاصي ومنصور الرحباني، الشاعران المسرحيان . ولم يكن أحدهما قبل موت عاصي، يوقّع مسرحيةً أو قصيدة، منفرداً. إنهما «الأخوان...» لا ثالث لهما ولا رابع ولا أكثر ولا أقلّ... وكنتُ أسأل نفسي: كيف يكتب اثنان نصّاً واحداً، ولو أخوين، لأنني أعتبر أن الشعر خاص فردي قائم في ذات الذات المفردة ولا تقبل معها شريكاً ولا متلصصاً عليها ولا آخر في خلقها، فلو كان شاعر غير الشاعر لفسدت. ومع ذلك بقي اسم «الأخوين رحباني» مفرداً بصيغة المثنّى، ولا أحد يعرف حدود هذا من حدود ذاك، وكأن الشاعر فيهما قال: «لو مرّ سيف بيننا لم يكن/ يعلم هل أجرى دمي أم دمك» حتى مات عاصي وانفرد منصور من بعده بالحياة والكتابة... وقد واصل منصور العمل المسرحي والكتابة المسرحية وكتابة الشعر، انما بلا واسطة العقد، فيروز. وقد صدر لمنصور كتب شعريّة عدة، من بينها أربعة صدرت أخيراً دفعة واحدة، هي «القصور المائية» و «أسافر وحدي ملكاً» و «أنا الغريب الآخر» (بالفصحى) و «بحّار الشتي» (بالعامية)، في طبعتها الأولى 2007، من دون ذكر لدار نشر... ما يتيح النظر في شعرية منصور الرحباني، على حدة.

يكاد يستعيد منصور في قصائد كتبها الى عاصي، بالفصحى والمحكية، في مجموعة «القصور المائية»، ما سبق وقالته فيروز في تشابه الأخوين: «إنهما متشابهان كحبتي المطر»، فيسحب منصور هذا التشابه حتى حدود الموت. يعتبر منصور أنه عاش، من خلال الأخوين، حياةً كاملة، وقطف مجداً كاملاً غير منقوص، لقد «عاشه» عاصي، وحين مات عاصي «ماته» أيضاً... وكأنما عنى أحدهما الآخر حين قال: «كلاهما مرتحل في مطر نفسه»... لكنّ جملة كتبها منصور في رحيل عاصي، تكشف كم فعل الموت في حبة المطر فشقّها نصفين، قال في ديوان «أسافر وحدي ملكاً»: «يا عاصي: ثلاثون سنة ونحن نبارك الفرح، سأتفجّع الليلة بالمآسي، وكعويل أنبياء التوراة» (1982).

وقصائد منصور، في مجمل ما كتب، كأنها مراثٍ... أو كأنها إشارات سفينة تغرق... بل هو فيلسوف الموت الحزين المطمئن، الذي وهو يغرق، يرسم إشارة النصر بكفه على وجه المياه، لكي ينضمّ الى البحر العظيم الذي اسمه الحياة... فالحياة ليست نقيضة الموت بحسبانه، بل نقيضه العدم. وقصائد «القصور المائية»، سِيَر ومراثٍ، وفي السِيَر حبّ وشغف، نساء يأتين من أعماق أجسادهن، وفرح بالحياة، وبالأرض والعناصر، والتحولات، كأنه يستعيد قول طَرفة: «أوزّع جسمي في جسومٍ كثيرة» فيقول: «وكل ما لا يتوزّع في غيره، عقيماً يكون لـ «قصيدة التلاشي الإلهي). ومنصور المتأمّل بهدوء، من خلف حاجبيه الكثيفين، بالحب والمرأة وتحوّلات الجسد والعناصر، والحياة والموت، يحتفل أكثر ما يحتفل في هذا الديوان، بالموت والحكمة. يقول في قصيدة «موت الآباء»: «يجب أن يكون هناك موت»... «حفيدي الصغير كريم، هذا الصبي الحنون والمحب، لو شعر لحظة واحدة بأن من الممكن أن يبقى جده الى الأبد، فإن صراعاً فورياً سيبدأ بينه وبيني لإزالتي من طريقه. سيحاول قتلي بلعبته الصغيرة» (موت الآباء)... فيجب أن يموت الآباء، لكي يعيش هؤلاء البرابرة الصغار، لأنه لو سيطر الأسلاف، سيذبل بهاء العالم.

ومنصور الرحباني، حين يكتب الحب والطبيعة والموت، تحسّه وكأنه ينحدر من لدن نشيد الأناشيد... «اصعدي، الى الأعالي اصعدي، فالينابيع آتية على السحب، الرياح امتلأت ثلجاً حارقاً، ومكتملة الشهوات أنتِ» (من قصيدة «شغف»). وهو يقطف الحكمة المختصرة والدالّة. إن قصيدة «مسافات» هي اختزال للحكمة والمفارقة، الواصل لحد كتابة القصيدة – التعريف: «الطرائد تأتي حين لا ينتظرها الصيّاد»... «لولا الموت لأكل السأم الأرض»... «بالموت تبدأ المسافات»... «الدم حبر الحقيقة»... «السعادة قلقة أما الحزن فمطمئن»...

إن قصائد «القصور المائية» غير مؤرخة، وهي لجهة احتفالها بالموت، والسيرة، والحكمة، تظهر وكأنها عنب في كرم منصور، في أواخر أيلول: قليلة، صفراء، حزينة، ويغلب عليها التأمل أكثر مما يموّجها الحب والإنشاد... ولغتها بين العامية والفصحى، مع غلبة الفصحى الملطّفة، وهي ذات انسراح نثري وذات سرد وحكاية تنضح منها غنائية مرّة. ويجمعها بقصائد ديوان «أسافر وحدي ملكاً» خيط، ويفصلها عنها خيط آخر.

لعلّ منصور الرحباني، في قصائد «أسافر وحدي...» أقلّ تعريفاً للحكمة منه في «القصور المائية»، لأن قصائده هنا ليست محض مراثٍ. هو أكثر شفافيةً حين يقول «سأقصّ شريط النوم وأهرب»، أو يجسّد سطر الدمع» سطر الدمع يطول»، أو يعرّف الماء «الماء زمان فضي» و «عبادات متروكة»... لأن الزمن بالنسبة اليه كان في فورانه... ولم تكن الظلال تميل الى الزوال. يؤرخ الشاعر قصائده بين عامي 1982 و1988... وهي أعوام الاجتياح الإسرائيلي للبنان وصولاً الى بيروت، ومقاومة هذا الاجتياح، والأهوال. وتتوزع القصائد التي يرقمها الشاعر ولا يمنحها تسميات، على 34 مقطعاً، وهي بين الحرب والبحر، تبدأ بعبارة «يتقدّم صقر الليل/... الدبابات اجتازت وسط صراخٍ قَبَلي والموسومون بختم الموت انطلقوا» وهي تتصل باجتياح بيروت عام 1982، وتعرّج بعد ذلك على قصائد مائيّة، فيكون البحر فيها أيضاً، وجهاً من وجوه الماء.

في قصائد الحرب، تتكسر شعرية منصور الرحباني، وتلتجئ للوصف «صاعقة الخوف علينا/ وأنا كالأرنب مختبئ/ أحتال لأبقى»... «لكنّ الشاعر، في ما سميناه القصائد المائية، والقصائد الرعوية، يتلافى أهوال الحرب، ويعود شبيهاً بطفلٍ يقاوم الوحش الهاجم عليه بعينيه... فالشاعر الذي يقول «سأموت الليلة عن بيروت/ سأصلب في الحمراء»، من خلال بيان عادي موزون، هو الذي يقول في قصيدة رعويّة «الصيف الصيف هتفنا/ الطفل التموزيّ تغلغل في البلّوط وبين القمح...» (المقطع 10) ويصف ما يشبه طقساً من طقوس الحصاد والعبادة في الأساطير السورية القديمة... وهي أساطير العبادة التموزيّة: «الشعب/ صبايا الهيكل/ والآباء القديسون/ ونساء الرغبة والأطفال/ بالصنج وبالأبواق/ بلحن الجوقة/ فلنحضر ولنوقظ طفل الأرض»... كما أنّ الألق الشعري يزداد لمعاناً في القصائد المائية، وتلك التي تتعاطى مع البحر «تتحرّك فيَّ الأبراج المائيّة/ موسوم بالبحر أنا/ .../ أتكلّم لغةً لا يفهمها إلاّ الماء/...»... هذا وقصائد ديوان «أسافر وحدي ملكاً» موزونة على المستدرك للأخفش/ فعلن فعلن فعلن فعلن... الخ. لكأنّ ذلك يناسب سرعة إيقاع الحرب، وشفافية الماء، وحركة موج البحر. واللغة هادئة، بل تكاد تكون مشتقّة من العامية البسيطة، أكثر مما هي مشتقّة من بلاغة الفصحى. لغة بسيطة كالماء، في انسيابه وشفافيته.

هذا، فماذا قدّم لنا ديوان «أنا الغريب الآخر» لمنصور الرحباني؟ الكثير من قصائد هذا الديوان مؤرّخ. أقدم القصائد تعود الى عام 1965... ولعلّ معظمها مكتوب بين 1965 و1970. وهي قصائد غنائية في الحب والزمن والطفولة، وعناصر الطبيعة، على إيقاع عروضي هادئ ومتمادٍ هو «مفاعلن» يصبّ فيه الشاعر قصائده. إنه شعر تأملي، وكأنه مكتوب خارج حنجرة فيروز... أو كأنه مكتوب لا للغناء، بل ليقرأ ويثير التفكّر فيه. «حين رنين الساعة/ يعلن أن بعض ما نحنُ/ يموت نصف الليل» (من قصيدة «غريبة إلا معي») فهذا الشعر تأملي، وغير موسوم على الصوت... وإذا وصلنا الى قوله في قصيدة «يحدث في دمشق»: «يحدث في دمشق/ يحدث في مدينة الخفيّ في جزيرة النهار/ في مساكن الخريف/ لا أحد يعلم هذا اليوم/ يحدث أن يموت إنسان ويبقى سائراً على الرصيف»... فإنّ شعريّة مفارقة لمنصور الرحباني، تتحقق بين أيدينا، ويفترق فيها عن ذاته وعن عاصي في «الأخوين...»، حيث هنا، غير هناك، شاعر تأمّلي، لا يعوّل على الصوت في الإنشاد، والمعنى يميل الى ما تناوله شعراء الحداثة الأُوَل من معانٍ، بخاصّة صلاح عبدالصبور، كما أنّ فلسفة الشعر الملتصقة بالأخوين، وهي القائمة على الطفولة والدوران، والسحر الطالع من تحولات العناصر، واللعب مع الزمان والوقوف على أنفه كوقوف عصفور على أنف تمساح... وما شابه ذلك من شعر الأخوين في صوت فيروز. نلاحظ هنا في قصائد «أنا الغريب الآخر»، مفارقة منصور للأخوين...

الدواوين الثلاثة آنفة الذكر، معظمها الغالب بالفصحى... أما الديوان الرابع فبالمحكية وهو «بحّار الشتي»، وقصائده بلا تواريخ... هناك نَسَبٌ بين فصيح منصور المخفّف لجهة الكلمات والعبارة والملطّف الإيقاع، والذي يظهر كأنه الوجه الآخر للمحكيّة، إذ تطلع الكلمات من حقل الحياة العادية، ومن أفواه البشر لا من أفواه القواميس... إذن هناك نسب بين فصيح منصور ومحكيّاته. لكنه بالعامية، أقدر على إدارة القصيدة. يلعب في قصائده على دولاب الزمن، وسرياليته شديدة اللطف والإيحاء إذ يتكلم «عأرض الماحدا» وعن «جبل الثلج اللي اسمو النسيانْ/ اللي إسمو الزمان» وعن سقوطه من حاله «من حالي وقعت انكسرت»... وقصيدة «بحّار الشتي» بالذات التي يبدأها بهذا المطلع الذي تجتمع فيه مطالع كثيرة «يقبروني عيونك الخضر الوساعْ/ هل زيّحوا سهل البقاع، هلتوّ جوا بلونن حراج الدني/ وودّو حساسين الجرد صوب الضياع/ وهجّت سطيحات الضياع/ بوصيّك يا بدر السما/ لمّا بتمرق بالسما/ حيّد على بابا اركاعْ...»، كما في قصيدة «وجّك معبّي السهل»: «بعلمي تركتك قاعدة ببيروتْ/... لمّا عَ السهل طليت، ما لقيت غير وجّك معبي السهلْ»...

butterfly
25/08/2009, 21:52
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
أسافر وحدي ملكا ً ..
حصريا ً وبس عنا

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

:mimo:

ومثبت الموضوع ..
زيادة في نشاط هالشهر
صارت نص المكتبة مثبتة :lol:

butterfly
25/08/2009, 21:56
مقتطفات أنا بحبها من الكتاب

شمس ٌ ضائعة قالت لي :
أنوارك
تشرق فيك
أنوارك
فيك تغيب


كم كنت أحبك
ياربي
إنسانا ً مثلي
يتوجع

منحطم أنت شفافية ً
كإناء الشمس
ما أجمل أن يسكنك الآن
إنسان الضعف
العائد من منفاه
كم انت حميم ٌ
وقريب ٌ
من فرح الحق
ودمع الله

منصور الرحباني
أسافر وحدي ملكا ً
:akh:

رجل من ورق
25/08/2009, 22:01
ميمو فيني حط النصوص المسرحية لمنصور؟

butterfly
25/08/2009, 22:03
ميمو فيني حط النصوص المسرحية لمنصور؟
أي أي طبعا ً ، بيغنى الموضوع
:mimo:


عموما ً رح اتصل بكام مكتبة بالشام
شوف إذا عندن الديوانين تبع ريحة الشتي والقصورالمائية
لأنو ما لاقيتن حتى ورق

رجل من ورق
25/08/2009, 22:06
اتصلي بالنوري اللي عند الحجاز بزماناتي شايف كتير اعمال لمنصور عنده

butterfly
25/08/2009, 22:08
اتصلي بالنوري اللي عند الحجاز بزماناتي شايف كتير اعمال لمنصور عنده
أي ما انا رح أتصل فيه وبعالم المعرفة ، يعني بس ما قلت لأنو ما حلوة نعملن دعاية

:lol: فعليه ردي وردك رح ينحزفو هلق

butterfly
25/08/2009, 22:15
أي ما انا رح أتصل فيه وبعالم المعرفة ، يعني بس ما قلت لأنو ما حلوة نعملن دعاية

:lol: فعليه ردي وردك رح ينحزفو هلق




ع قولك عملتلن موضوع لحالن
المكتبات اللي بسوريا

:gem::lol:

مايسترو
26/08/2009, 04:35
ميمو...انت قديسة

zen
03/09/2009, 18:10
شكرااااااااااااا ميمو الفظيعة
:lol: