-
PDA

عرض كامل الموضوع : دمشق يا جبهة المجد


سامي الحموي
13/06/2009, 17:22
مرحبا للكل في اغنية لميادة الحناوي من الحان الموسيقار صفوان بهلوان بعنوان دمشق يا جبهة المجد قلبت الدنيا عليها و ما لقيتا عرفتوها شي و هي القصيدة عكل حال :

دمشق يا جبهة المجد




شممتُ تربَكِ

لا زُلفى ولا مَلقا

وسِرتُ قصدَكِ لا خِبّاً

ولا مَذِقا

وما وجدتُ إلى لقياكِ منعطَفاً

إلا إليكِ

وما ألفيـتُ مُفْتَرَقا

كنتِ الطريقَ إلى هاوٍ

تـنازعهُ نفسٌ

تسدُ عليه دونَها الطُّرقا

وكان قلبي

إلى رؤياكِ باصِرَتي

حتى اتَّهمتُ عليكِ العينَ والحَدَقا

شممت تربك

أستافُ الصِّبا مَرِحاً

والشملَ مؤتَلِفاً والعقدَ مؤتَلِقـا

وسرتُ قصدك

لا كالمشتهي بلداً

لكنْ كَمَنْ يشتهي وجهَ من عشقا

قالوا "دمشق" و"بغداد"

فقلتُ هما فجرٌ على الغدِ

من أمسَيْهما انْبثقا

ما تعجبون؟

أمِنْ مَهْدينِ قد جُمعا؟

أم توأمينِ على عَهدَيْهِما اتفقا؟
أم صامدَينِ

يرُبّـان المصير معاً

حُبَّـاً

ويقتسمانِ الأمنَ والفُرَقا
يُهدهِدان لساناً واحداً ودماً صنواً

ومُعتقداً حُراً ومنطَلَقا
أقسمت بالأمة اسْتوصَى بها قدرٌ

خيراً

ولاءمَ منها الخَلق والخُلقا
من قال

أن ليس من معنى للفظتها بلا دمشقَ وبغدادٍ

فقد صدَقا
فلا رعى الله يوماً دُسّ بينهما

وقيعةٌ

ورعى يَوميهُما ووَقا
يا جلَّق الشام

والأعوام تجمع لي سبعاً وسبعين

ما التاما ولا افترقا
ما كان لي منهما يومانِ عشتهما

إلا وبالسؤر

من كأسيهما شرقا
يعاودان نفاراً كلَّما اصْطحبا

وينسيان هوىً كانا قد اغْتبقا
ورحت أطفو على موجَيهما

قلِقاً

أكاد أحسُد مرءاً فيهما غرقا
ياللشباب

يغارُ الحلمُ من شرةٍ

به وتحسد فيه الحنكةُ النزقا
وللبساطة

ما أغلى كنائزها

قارونُ يرخص فيها التبرَ والورِقا
تلمُّ كأسي ومن أهوى وخاطرتي

وما تجيْشُ

وبيتَ الشِّعر والورَقا
أيام نعكف بالحسنى

على سمرٍ نُساقط اللَّغو فيه

كيفما اتفقا
إذْ مِسكةُ الرَّبَواتِ الخضْرِ

توْسِعُنا بما تفتَّق من أنسامِها عَبِقا
إذ تسقط الهامةُ الإصباحُ يُرقِصُنا

وقاسيونُ علينا ينشر الشَّفَقا
نرعى الأصيل لداجي الليل

يسْلمنا

ومِن كُوى خفَراتٍ نَرْقب الغسقا
ومِن كُوى خفراتٍ

تسْتجِدُّ رؤىً

نشوانةً عن رؤىً مملولةٍ نسَقا
آهٍ على الحلو

في مُرٍ نغصُّ به

تقطَّرا عسلاً في السُّمِّ واصطفقا
يا جلق الشام

إنا خلقة عجب

لم يدر ما سِرُّها إلا الذي خلقا
إنا لنخنقُ في الأضلاع غربتـَنا

وإنْ تزلَّت على أحداقنا حَرَقا
معذَّبون وجنَّاتُ النَّعيم بنا

وعاطشون ونمري الجونة الغدقا
وزاحفون بأجسامٍ

نوابضُها تستامُ ذروة عليَّين مرتفقا
نغني الحياة ونستغني

كأن لنا رأدَ الضُّحى غلةً والصبحَ والفلقا
يا جلق الشام

كم من مطمَحٍ خلسٍ للمرء

في غفلة من دهره سُرقا
وآخرٍ سُلّ من أنياب ذي لبدٍ

وآخرٍ تحت أقدام له سُحقا
دامٍ صراعُ أخي شجوٍ

وما خلقا من الهموم

تعنِّيه وما اختلقا
يسعى إلى مَطمَحٍ حانتْ ولادتُه

في حينِ يحمِل شلْواً مطمَحاً شنقا
حرَّان حيران أقوى في مصامدة على السكوت

وخيرٌ منه إن نطقا
كذاك كلُّ الذين استودعوا مثُلاً

كذاك كلُّ الذين استرهنوا غلقا
كذاك كان وما ينفك ذو كلفٍ

بمن تعبَّد في الدنيا أو انْعتقا
دمشق عشتك

ريعاناً وخافقةً ولمّةً والعيونَ السودَ والأرقا
وها أنا

ويدي جلْدٌ

وسالفتي ثلجٌ

ووجهيَ عظمٌ كاد أو عرقا
وأنتِ لم تبرَحي

في النَّفس عالقةٌ

دمي ولحميَ والأنفاسَ والرَّمقا
تموِّجين ظلالَ الذِّكريات هوىً وتسعدين الأسى والهمَّ والقلقا
فخراً دمشق

تقاسمنا مراهقة

واليومَ نقتسمُ الآلامَ والرَّهقا
دمشق صبراً على البلوى

فكم صُهِرتْ سبائكُ الذَّهب الغالي فما احترقا
على المدى والعروق الطُّهر

يرفدنا نسغُ الحياة بديلاً عن دمٍ هُرِقا
وعند أعوادك الخضراءِ

بهجتُها كالسِّنديانة مهما اسَّاقطتْ ورقا
من العراق

من الأرض التي ائتلقتْ والشام

إلفاً فما ملاَّ ولا افترقا
يا جبهة المجد ألقتْ كربة ظللاً من الشحوب

عليها زدنها ألقا
مرَّت يدٌ بَرَّةٌ فوق العروق بها

تميط عنها الأسى والجهد والعرقا
كمثل أرضِكِ

تمتدُّ السَّماء بها مهمومة

ترقب الفجرَ الذي انطلقا
أسيانةً

كم تلقت بين أذرعها

نجماً هوى إثرَ نجمٍ صاعدٍ خفقا
مَصارعٌ تستقي الفادين تربتُها

في كل شهر مشى فادٍ بها وسقى
يا بنت أمِّ البلايا

عانقت نسباً أعلى وأكرمَ في الأنساب

معتنقا
راحتْ تمزِّق كلَّ الهازئين بها

وحولك اسَّاقَطَت

مهزوزةً مُزَقا
كنتِ الكفوءَ لها إذْ كنتِ مَعتَركاً لسوحها

فِرقاً جرارةً فِرقاً
تيمور خفَّ وهولاكو

وقد سَحقا كلَّ الدُّنى

وعلى أسوارِك انْسَحقا
ماكنتِ أعتى ولا أقوى سوى دُفَعٍ من الرجولات

كانت عندها لعقا
حبُّ الحياة تغشَّاه

فكان له صداقُها الذلَّ والإسفافَ والخرقا
تَخالَفَ الحكمَ فرداً

لا ضميرَ له إذا استدار

ولا ناهٍ إذا مرقا
ومُجمعين تواصَوا بينهم

شَرَعاً على الحفاظ وساووا أمرَهم طبقا
دمشق

كم في حنايا الصدر من غَصَصٍ

لو لم ندفْها بمُرِّ الصَّبر لاخْتنقا
صُبَّت ثلاثون لم تدرِ الصَّباحُ بها سود الليالي

ولم تكشف بها أفقا
هُنَّا عليها فشدَّتْنا بسلسلةٍ

من الكوارث لم تستكملِ الحلقا
جاعت لقحط مُفَادَاةٍ بها

وعدتْ واستنجدتْ صاعَها والمئزرَ الخلقا
ونحن نُطْعِمُها حلوَ البيان رُؤىً

والفخرَ مُتـَّشحاً

والوعدَ مرتزقا
شممت تربك لا زلفى ولا ملقا

وسرت قصدك لا خبا ولا مذقا