-
PDA

عرض كامل الموضوع : الحديقة الأندلسيّة


yass
26/03/2009, 12:20
على مرّ لحظات هذيان ليليٍ
جلست أنقّب في كتبي الطبّية..
و في مخطوطات الوصفات..
و التعاويذ السحرية..
أبحث عن طريقة.. لأكون كالريح
متمرداً.. مبتسماً..
قادراً على ملامسة قمم الجبال..
و رؤية البسيطة رقعةً ممتدةً تحت أجنحته..
أريد أن أطير.. أن أعلو بناظري..
كي تزور روحي تلك الأرض الأندلسيّة..
بحثاً عن جنّة ..
بحثاً عن جمال السماء.. في الأرض
أريد أن أراها كما يراها الريح..
كي أستطيع أن أنقشها .. بريشتي
و أنحت تفاصيلها.. بأنامل معجبٍ مستسلمٍ
أريدها قطعةً فنّيةً.. أقدّمها لكِ هديّةً.. في أول أيام الربيع..
..

سآخذ ورقة من دفاتري..
و أبني بحروفي فيها حديقة أندلسيّة..
بعشب نديّ أخضر
و نافورة مثمّنة
و بلاط رخامي زهريّ اللون
و شتلات تحوي جميع أنواع ورود العالم..
سأضع تحت أشجارها مقعداً خشبياً جميلاً..
أجلس عليه.. و أرمي للحمام فتات ألحاني طعاماً..
عسى أن يرضى أن يكون لي زاجلاً..
و ينقل لكِ مخطوطات قصة كتبتُها..
قصة رجلٍ أندلسي..
ولد في قرطبة.. و مات على شط الفرات..
ترعرع في مرسيّة
و شاخ و هو يستمع إلى مقطوعات نسيم الشام
عاش أولى لحظات العشق تحت قناديل اشبيلية
و آخرها على عتبات الياسمين الدمشقي..
رجل ولد حبيباً.. و مات عاشقاً..
أندلسيٌ كقيثارة زرياب..
كقصر الحمراء..
كبرتقال الشرق..
كثلج جبل شلّير..
كأزقة ألبيسان
كجمال الزهراء.. و غيرة الزّاهرة..
أندلسيٌ لم يطلق زفرته الأخيرة.. بل أطلق عبارات حبّه
و كانت دائما هي .. الأولى
قرطبيّ ٌ سمّوه لعلم الروح مؤسساً..
و على أمواج الحب مبحّراً..
و في خطوط قصائد الجمال.. فنّاناً
رجلٌ جعل العشق علماً.. و الحالمين له تلاميذ..
علّمهم كيف الحب يكون...
و كيف الفجر يكون..
أخبرهم كيف يغازل القمر حدائق غرناطة تارةً..
و يرسلُ لحارات دمشق قبلات أشواقه تارةً أخرى..
أخبرهم أنه ليس خيانةً.. بل عشقاً لذات الحبيبة..
لامرأة متعددة الأزياء..
..

مجنونٌ.. كانوا يقولون..
و ما الحياة إلا لحظات جنون.. كان يردّ..
رجلٌ لم يجرؤ أحد بعده.. على رفع راية الجنون..
ساحرٌ.. صنع من الجنون سعادة..
علاّمة.. عندما استلقى على فراش الموت..
جمع طلاّبه.. ليلقي عليهم درسه الأخير..
و أوصاهم بالجنون..
فعشقٌ
و بعده عشقٌ مجنون..
فهكذا الحبّ يكون.. على الطريقة الأندلسيّة..



Yass

ربيع الأحزان
27/03/2009, 01:03
هكذا يكون الحب

زهرة إليك


:akh:

ooopss
27/03/2009, 02:00
رائعة جدا , وأكثر ..!

:akh: