-
PDA

عرض كامل الموضوع : رجال الحسم


رجل من ورق
16/03/2009, 09:48
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

الموساد الإسرائيلي يختبئ هذه المرة في لبنان، بحلة عسكرية وسط دير القمر، يخطط وينفذ من قلب سرايا البلدية تحديداً. من يدخل السرايا، يجد في الزوايا أعلاماً إسرائيلية كبيرة، وعلى حيطانها صور تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية، وشعارات باللغة العبرية. على بوابة السرايا هناك من يخبرك بأن عدداً من الفنانين اللبنانيين والسوريين قد تم تجنيدهم في «الموساد»، فقد تخلت مايا نصري عن نغمة صوتها الرنان وخلعت نادين نجيم تاج الجمال، لتصبحا ضابطتين في الجيش الإسرائيلي، تنكلان في المقاومين العرب من دون شفقة. كذلك فعل الممثل السوري فايز قزق، ارتدى البزة العسكرية الإسرائيلية وجلس خلف مكتبه وبجانبه علم إسرائيلي كبير، يحوك المكائد ويُصدر الأوامر ويرفع صوته باللغة العبرية قائلاً: «اخياه يسرائِل» أي تحيا إسرائيل.
«القرف»، يجيب قزق لـ«السفير»، عند سؤاله عن شعوره وهو يمثل دور الضابط الإسرائيلي الظالم، ويكمل: «من الصعب أن يلعب المرء دور الجلاد وهو الضحية، لكن عليّ أن أتلبس الشخصية لأقدمها ببراعة فنياً وأوصل بالتالي صورة واقعية». أما نصري فتشعر بالفخر: «لأني أُظهر للعالم حقيقة العدو الإسرائيلي وظلمه». مشيرة إلى أن دورها في المسلسل دموي وإجرامي بامتياز «أقتل بدم بارد».
في مسلسل «رجال الحسم» الذي سيعرض رمضان المقبل، يدعي فنانونا الملتزمون بكل تأكيد بالقضية العربية «تلذذهم» بالقتل والتنكيل، لكنهم يتلبسون أدوارهم بإتقان ويتحولون إلى شخصيات عطشى إلى الدم العربي، مع ذلك هناك رجل واحد يستطيع أن يفرض وقاره عليهم، يضبط حركاتهم، فتصبح تعليماته أوامرَ مطاعة: المخرج السوري نجدت أنزور. يتحول ضجيج الممثلين والمساعدين والمصورين وصخبهم، إلى صمت في جزء من الثانية لمجرد أن يقول أنزور بملء حنجرته: «هدوء». الشخصية الودودة لأنزور قبل التصوير تحل محلها أخرى صارمة وهو يجلس مقابل شاشة صغيرة، لا يتردد بإعادة مشهد كامل من أجل كلمة أو نظرة.
يتناول العمل، الذي تبلغ كلفته 2.5 مليون دولار، للمرة الأولى، هزيمة العام 1967 في أجواء عسكرية. يعرض الحرب حينها، وآثارها السلبية على العرب، من خلال قصة شاب من الجولان (باسل خياط) خسر عائلته خلال الحرب فقرر الانتقام. يسافر إلى ألمانيا، ويتعرف إلى فتاة ألمانية أحبته وساعدته في العبور إلى إسرائيل، فيصبح جاسوساً يعمل لمصلحة بلده، كي ينفذ انتقامه المؤجل.
يثير هذا السيناريو تساؤلات عدة حوله، فهل هو إعادة لنص رأفت الهجان لكن بحبكات مختلفة؟ يجيب الكاتب فايز بشير: «أنا متأثر جداً برأفت الهجان نفسه وليس بالمسلسل، وأتمنى أن نحظى في العالم العربي على الكثير من أشباهه. النص محاولة تشجيعية لمثل هذه السيَر وأعتقد أن الأبطال كثر. أردت أن أُذَكّر بأن هذا العدو الجبار يمكن خرقه والانتصار عليه». من ناحية السيناريو، هل سنرى حوارات سبق أن شاهدناها في مسلسل الهجان؟ ينفي بشير ويفسر: «ركزت كثيراً على إبراز الفساد المتغلغل في الجهاز الإسرائيلي الداخلي، وذلك أحد أهم الأسباب التي تجعل أبطالنا قادرين على خرقه، ومسلسل الهجان لم يتطرق إلى هذه النقطة».
بدوره، لا يزال أنزور عند تقليد قديم يتبعه في ما خص مشاهد الحرب: «أستقدم دائماً خبراء إنكليز لتصوير مشاهد الحرب والقصف والدمار، وهم بارعون، يعملون في أهم الأعمال العالمية، ويجهّزون كل الأمور اللازمة، كما أنهم يدرّبون الممثلين بدقة. هذا إضافة إلى مساهمة الجيش السوري في إعارتنا بعض المعدات الخاصة بالجيش الإسرائيلي في المسلسل». وأما عن اختيار أماكن التصوير التي قيل انها ستشمل أكثر من مدينة في أوروبا يقول أنزور: «هذه السرايا شبيهة بالمباني القديمة في تل أبيب، وهذا ما نعرفه من مدينة يافا».
يشارك في التمثيل من لبنان إضافة إلى نجيم ونصري كل من وليد العلايلي، علي الزين ونيقولا معوّض، جاء اختيارهم بحسب انزور «للابتعاد عن النمطية في الدراما السورية، عبر التنويع بين الممثلين اللبنانيين والسوريين والاردنيين، ما يطوّر العلاقات ويفيد الدراما السورية واللبنانية. في المسلسل يتكلم الممثلون اللهجة السورية المحكية، ويُطعَّم الحديث ببعض العبارات العبرية، يترجمها الأسير السوري السابق صلاح سلمان قويقس الموجود في مكان التصوير. يعتبر الأخير أن هذا التطعيم مهم جداً «لأنه رسالة إلى العدو الإسرائيلي بأننا على علم بلغته وثقافته ومبادئه».
لا تهاون في التصوير مع المخرج أنزور، سواء في طريقة جلوس الممثل، أو حركة يديه، نظراته، تعابير وجهه، كلامه وصوته. لا يتردد في إعادة التصوير بسبب نظرة اعتبر انها «شاردة قليلا»، أو نبرة علت بعض الشيء، أو حركة جاءت على غير ما يريد. كذلك لا ينجو فريق التصوير نفسه من ملاحظاته الدقيقة. تُقطّع الجمل متيحة للكاميرا الانتقال من جهة إلى أخرى مع الاضاءة المناسبة قبل ان يستكمل المشهد.
يحضر الكاتب أثناء التصوير. يتابع المشاهد وأحياناً يجلس في مكان قريب يعدّل أحد المشاهد بعد الاتفاق مع انزور. عند سؤاله عن طبيعة التعديلات التي أجريت يقول: «حذف الحديث عن الأوضاع السياسية في سوريا ولبنان بسبب الرقابة».
القصة تحمل أكثر من تقاطع ويبدو ان شركة «الهاني للانتاج الفني» حرصت، بالاتفاق مع الكاتب، على ان يحمل النص بعداً سياسياً كما يقول ممثلها محمد منصور «خصوصاً بعد الحرب على غزة والظروف الحالية التي تمر بها فلسطين».
عند سؤال أنزور لماذا هذا التوجه في الأعمال الدرامية بعد فيلم «الشهيد الحي» الذي صور في الجنوب اللبناني؟ يجيب: «هذا واجب وطني ورسالة واضحة للعالم بأن العرب قادرون على تخطي هزيمتهم، والسير قدماً نحو النصر، لقد أُثبت ذلك، ونحن سنكمل الدرب».