-
PDA

عرض كامل الموضوع : ذكرى الاسراء والمعراج


Anonymous
01/09/2005, 09:54
يقول تعالى في سورة الاسراء :

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(1)

صدق الله العظيم

اقدم التهاني والتبريكات لاخواني واخواتي المسلمين بمناسبة الاسراء والمعراج ، وادعو الله ان يعيد هذه المناسبة الطيبة وجميعنا في صحة وعافية.

وبنفس الوقت اقدم التعازي لشعب العراق على هذه المصيبة والتي حلت على جسر الائمة ، ولا حول ولا قوة الا بالله.

أكد علماء الدين أن ذكري الاسراء والمعراج وقفة في حياة الرسول صلي الله عليه وسلم ودروس وعبر لأمته ..

حيث جاءت لتثبت التواصل بين الرسالات وتؤكد علي عالمية الاسلام.

قالوا إن إمامه المصطفي صلي الله عليه وسلم بالرسل أفضل تكريم للرسول الكريم ومكافأة له علي ما عاناه في نشر الدعوة الاسلامية..حول هذه الذكرى العطرة والدروس المستفادة منها كان هذا التحقيق :

يقول د. عبد الحكم الصعيدي الأستاذ بجامعة الأزهر إن اختيار الله سبحانه وتعالي مبدأ رحلة الاسراء والمعراج من بيت الله الحرام حيث مسقط رأس النبي صلي الله عليه وسلم وموطن إقامته الي حيث المسجد الأقصي .. لأن هذين المسجدين تربطهما علاقة قوية .. فالأول هو بيت الله الحرام والثاني هو البيت الذي بارك الله حوله .. وهناك حكمة يمكن التماسها أيضا ألا وهي أن المسجد الأقصي كان مركز الدائرة بالنسبة لأنبياء بني اسرائيل فأراد الله سبحانه وتعالي أن يشهد الرسل جميعا بيعة رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذه البقعة التي يعرفونها ويألفونها.

تأكد ذلك حينما قدم جبريل رسول الله صلي الله عليه وسلم لكي يصلي إماما بهذه الكوكبة من المصطفين الأخيار .. وبعد أن فرغ الجميع من أداء الصلاة قام كل واحد منهم يثني علي الله بما هو أهله الي أن انتهي الأمر الي كلمة رسول الله صلي الله عليه وسلم وهي كلمة جامعة مانعة جعلت أبا الأنبياء ابراهيم عليه السلام يقول لهم جميعا /"بهذا فضلكم محمد/" وانتهت هذه الجلسة المباركة بهذه المراسم الطيبة.

أكد د. الصعيدي أنه بعد هذه المراسم بدأت رحلة المعراج بعد ذلك حيث رأي من آيات ربه ما رأي ومن بين ما رأي ذلك المشهد الذي يبين للدنيا أهمية الكلمة وأثرها في الاجتماع البشري .. فقد رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم كمية من الدخان خرجت من ثقب من الأرض ثم ما لبثت أن تحولت الي ثور عظيم .. فجاء هذا الثور لكي يدخل من هذا الثقب فلم يستطع بذلك سبيلا فسأل الرسول جبريل عن هذا فقال : هذا مثل الرجل من أمتك يتكلم الكلمة فتحدث أثرها بين الناس فيحاول أن يعيدها مرة أخري فلا يقدر.

ولقد كانت هذه الرحلة بالروح والجسد معا رغم أنف أعداء الدين الذين يشكون في ذلك بدليل قول الله تعالي /"سبحان الذي أسري بعبده ليلا/" فكلمة العبد لا تطلق الا علي الانسان روحا وجسدا وهذا موطن استغراب أهل مكة وإلا لو كانت الرحلة مناما لما كان ذلك أمرا مستغربا لأن آحاد الناس يرون في منامهم أنهم صعدوا الي السماء أو وصلوا الي أطراف الدنيا فإذا أخبروا أحدا بذلك فلا يعترض عليهم ويقول هذه سبحات روح.

ولقد تأكدت الرحلة بالروح والجسد من مرور النبي صلي الله عليه وسلم علي قافلة قريش وهي عائدة من طريق الشام .. وقد ضل منهم بعير فرده إليهم وعطش أحدهم فلم يجد ماء فسقاه النبي صلي الله عليه وسلم .. ولقد أخبر هؤلاء عند عودتهم بأنه قد فعل معهم هذا .. والأدلة علي أنها كانت بالروح والجسد كثيرة ووفيرة والأحاديث في ذلك مستفيضة.

دلالات مهمة
يقول د. محمد داود أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة قناة السويس إن الاسراء والمعراج حدث من أخطر الأحداث في حياة الدعوة الاسلامية .. ولذلك اختصه الله بالذكر في سورة من سور القرآن أطلق عليها اسم /"الاسراء/" والمتأمل لهذا الحدث يجد دلالات مهمة تتصل بواقع الأمة فالظروف والأحداث التي حدث فيها الاسراء كانت شبيهة بالمحنة المعاصرة والظروف المريرة التي تمر بها الأمة .. فجاء الاسراء والمعراج درس الأمل وعبور المحنة حين نلوذ بالله عز وجل وننصف القرآن من أنفسنا ونحيي هدي سنة رسول الله فينا لأن الله عز وجل حين ذكر حدث الاسراء والمعراج في سورة الاسراء ربطه بالدروس والعبر فتري ان السورة بعد آيات الاسراء ذكرت بني اسرائيل وأن تحول قيادة الأمم سيتحول منهم الي خير أمة أخرجت للناس وتأكد ذلك من إمامة رسول الله صلي الله عليه وسلم للأنبياء في بيت المقدس.

الدلالة الثانية أن الله ذكر بعد ذلك في سورة الاسراء عوامل نهضة الأمم وبعث الحضارة وذلك من أول قوله تعالي /"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم/" ليرغب الأمة ويحثها علي الأخذ بأسباب الحضارة وعوامل النهضة ودواعي القوة.

أكد ان الدلالة الثالثة ان سورة الاسراء ذكرت بعد ذلك عوامل انهيار الأمم وأسباب انحدارها وضعفها وذلك من أول قوله تعالي : /"وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا/" وما بعدها من آيات .. وفي هذا تحذير لأمة القرآن ان تقع في عوامل الضعف وأسباب الانهيار وعليها أن تحذر من كل ألوان الفساد وأسبابه لأنه من أقوي عوامل انهيار الأمم .

كل هذه الهدايات الربانية في حدث الاسراء والمعراج تحث أمة القرآن أن تستيقظ من غفلتها وتأخذ بأسباب الحضارة والتقدم وأن تحذر من أسباب الانهيار والفساد وتلوذ بالله عز وجل فإننا لن ندرك النصر بالمعاصي ولن ندرك النصر بالتهاون والتخاذل وما يعقلها الا العالمون.

حساب النفس
تقول د. آمنة نصير الأستاذ بجامعة الأزهر إنه عندما تأتي أيام شهر رجب ومافيها من ضوء الاسراء والمعراج ينير للإنسان المسلم الكثير من الاتجاهات وشحذ العزيمة وبأنه مهما طال الانسان من حالة التردي أو الضعف لابد أن ينظر إلي الأمام .. بمعني أننا نعيد حساب النفس ونرتب قواعد الضعف ثم الصدق مع النفس ومع الله بالاتجاه اليه سبحانه في مثل هذه المواقف لكي يخرج الأمة من أزمتها.

لعلنا في تقليب ذكري الاسراء والمعراج أن تكون حافزا لنا في الاتجاه الي الطريق الصحيح سواء في أداء العمل أو في حسن الدعاء الي الله بنية خالصة لوجهه الكريم .

أكدت د. آمنة أنه في ليلة الاسراء كان فيها من المعجزات الكثير بدءا من مكة الي بيت المقدس ولعل عند ذكرنا لبيت المقدس أن نستعيد الطريق الصحيح في استعادة ثالث الحرمين وأولي القبلتين ومسراه صلي الله عليه وسلم لأن تحرير الأقصي مسئولية المسلمين جميعا وليس الفلسطينيين وحدهم.

تطالب الأمة العربية ان تتكاتف وتتوحد لاستعادة البيت السليب .. قبلة الرسول صلي الله عليه وسلم الأولي ومسراه عند عروجه للقاء ربه.

هذا أول درس لابد لنا أن نقف أمامه كثيرا ونفكر في إعادة وتنشيط العقل العربي والاسلامي في البحث الجيد عن كيفية الخروج من هذا المأذق والسبيل إلي تحرير بيت المقدس.

قالت إن اسراءه صلي الله عليه وسلم في السموات العلا وما شاهده الي أن انتهي بوصوله الي سدرة المنتهي عندما قال له جبريل لو خطوت معك لاحترقت .. فهذا أفضل تكريم للرسول صلي الله عليه وسلم .

لعل أمتنا تدرك في تكريم نبيها كيف ترقي وتسمو بفكرها وبتوحدها .. فتذكر هذه المناسبات الهدف منها أن نقتدي بها ونستفيد منها ..

الى اللقاء