-
PDA

عرض كامل الموضوع : لا أحد في البيت


صفحات : [1] 2

personita
12/11/2008, 13:29
صاحبي
أكتب إليك من جديد , وكل ما أتمناه
هو أن أضيع في كون عينيك، أن أدور في
بريقها، أن أتأرجح كلما أسدلت جفونك.

أنا وحيدة بالبيت، وبينما أنظر من خلال
النوافذ، فكري يقطع ، المرة تلو المرة، الفضاء
الذي بيننا كي يمدد جسدي بين دفئك، صيْفيَ الوحيد.

هائمةً في ليالي المياه العذبة والمالحةِ،
أفك خصلاتك، وأعض شفاهي. يتحدثون إلي..
لكن قلبي فقط يجيب نداءك ، صمتَك
المصطنع ، وقدماي لا زالت تلتصق بظهرك
مطالبةً بفضاءٍ يمكن أن نكون فيه إحساساً واحداً،
حياةً خاضعةً لنشوة الحب.
عد ثانية لتعليمي كل ليلة أننا معاً تحت
نفس النجمة. و عُدْ ثانيةً لإيقاظي بجسدك..
ذي العطر المقدس، باحثا عني بتلهف
وممزقاً من الرغبة.
أحبك

لا أحد في البيت


بييداد بونيت (كولومبيا)

ربيع الأحزان
13/11/2008, 12:43
اختيار جميل

ورقيق جدا

شكرا لكى:D

personita
13/11/2008, 14:30
اختيار جميل

ورقيق جدا

شكرا لكى:D


شكرا الك ربيع.. على تذوقك للقصيدة:D

قرصان الأدرياتيك
13/11/2008, 14:44
أأنتِ من تنقلين هذه الكلمات إلى العربيّة!

personita
13/11/2008, 14:57
أأنتِ من تنقلين هذه الكلمات إلى العربيّة!


أجل، أنا الناقلة.. هل من ضير؟ أو عتب على اللغة؟ :lol:

personita
16/11/2008, 22:07
قطي الأسود
يجهل أنه سيموت ذات يوم..
لا يتمسك بالحياة.. مثلي
يقفز من السطح
خفيفا كالهواء..
يصعد إلى شجرة التمرهندي،
بالكاد يخدشها بأظافره،
لا يخيفه عبور القناطر..
ولا الدرب المظلم،
و لا العقرب الغادر..
قطي الأسود يحب كل قطة يلتقي بها
و لا يسمح بـأن يقع
في شرك حب واحد
كما فعلت أنا..

كلاريبيل أليغريا
(نيكاراغوا)

قرصان الأدرياتيك
16/11/2008, 23:49
أجل، أنا الناقلة.. هل من ضير؟ أو عتب على اللغة؟ :lol:
لغتك جيّدة لكن هناك بضعة تعابير تجعل من لغة الجملة صعبة على ذهن القارئ الذي يحتاج إلى سلاسة أكثر!

أنا وحيدة بالبيت
الأفضل "في البيت".

كي يمدد جسدي بين دفئك، صيْفيَ الوحيد.
ألا تلاحظي أنَّ الجملة هذه ناقصة؟
استعمال "بين" يا صديقتي يكون بين شيئين، فاختاري حرفاً آخر بدلاً منه.
ولا تنسي إضافة أداة النداء إلى المنادى، هذا إذا كان "صيفي" منادىً!

هذا كانَ غيضاً من فيض... :p.

قبل أن أرحل من هنا أهنئك على ترجماتك :D.

هشام ابو شرار
17/11/2008, 02:30
الترجمة تحتاج الى حس شعري بعدي عن الاكاديميا ..اقرا كثير تستطيع ان تترجم بدون قاموس

personita
17/11/2008, 12:51
لغتك جيّدة لكن هناك بضعة تعابير تجعل من لغة الجملة صعبة على ذهن القارئ الذي يحتاج إلى سلاسة أكثر!

أنا وحيدة بالبيت
الأفضل "في البيت".

كي يمدد جسدي بين دفئك، صيْفيَ الوحيد.
ألا تلاحظي أنَّ الجملة هذه ناقصة؟
استعمال "بين" يا صديقتي يكون بين شيئين، فاختاري حرفاً آخر بدلاً منه.
ولا تنسي إضافة أداة النداء إلى المنادى، هذا إذا كان "صيفي" منادىً!

هذا كانَ غيضاً من فيض... :p.

قبل أن أرحل من هنا أهنئك على ترجماتك :D.


"Tradutore, traditore"
المترجم ما هو، بالنهاية، إلا خائن للنص، لذلك أنا لا أدعي الأمانة، و لا أرمي إلا لأن أكون أقل خيانة!
شكرا لإطلالتك، و فيضك اللغوي..

personita
17/11/2008, 13:00
الترجمة تحتاج الى حس شعري بعدي عن الاكاديميا ..اقرا كثير تستطيع ان تترجم بدون قاموس

عزيزي هشام، الترجمة تقتضي عدا الحس اللغوي العالي، إلماما كبيرا باللغتين، المترجَم عنها و المترجَم إليها، و مراسا طويلا، أتفق معك في أنه أحيانا "المنجد لا ينجد"، لكن القواميس هي أحد الأدوات الأساسية بالنسبة للمترجم.
شكرا:D

sona78
17/11/2008, 13:17
اختيار موفق للنص المترحم
بنتظار البقية ...... واكيد مع الوقت بيتحسن اسلوبك بالترجمة ( مع اني ما شفت انها ركيكة بالمرة بس نقد مدرسنا القرصان غالبا بيكون نقد بناء ومنهجي لهيك برايي بيستاهل وقفة :p)

:D

personita
17/11/2008, 13:52
اختيار موفق للنص المترحم
بنتظار البقية ...... واكيد مع الوقت بيتحسن اسلوبك بالترجمة ( مع اني ما شفت انها ركيكة بالمرة بس نقد مدرسنا القرصان غالبا بيكون نقد بناء ومنهجي لهيك برايي بيستاهل وقفة :p)

:D

شكرا، سونة، نقد القرصان "على العين و الراس"، و لكأنه "سيف الله المسلول" على المارقين من اللغة!:lol:

sona78
17/11/2008, 13:54
شكرا، سونة، نقد القرصان "على العين و الراس"، و لكأنه "سيف الله المسلول" على المارقين من اللغة!:lol:

اي والله معك جق 100% :cry:

personita
17/11/2008, 20:07
ليس من السهل
أن نغير عاداتِ، أصدقاء،
يوم اثنين، أو شرفة..
طقوس صغيرة مضت تصنعنا..
كما نحن الآن: حانتنا القديمة، بيرة لاثنين.
هناك أشياء لا تستطيع أن تجرها .. حقائب السفر:
السماء التي ترفعها ستارة النافذة..
رائحة تبغ لرغبة..
دروب قلوبنا المطروقة..
ليس من السهل أن نفك الحقائب،
ذات يوم، في مطر آخر..
و لا أن نغير قمراَ، هكذا.. بلا أي سبب..
أو ضبابا أو جريدة، أو أصواتا أو مصعدا..
و نخرجَ إلى شارع لم نتنبأ به أبدا..
مع عصافير أخرى لم تعد تسألنا..
مع قطط أخرى، لا تعرف اسمك..
و قُبَلِ أخرى.. لا تحدِس مجيئك!
ليس من السهل، الآن، أن نغير مفاتيح..
و ليس بأسهل.. كما تعلم..
أن نغير حبا.

آنخيليس مورا (اسبانيا)

sona78
18/11/2008, 00:43
جميل جدا يلي عم تختاريه للترجمة .....
والاخيرة مؤلمة للي عايش بالغربة عم يبحث عن صديق جديد
فعلا من الصعب تغيير العادات .......والاصعب تغيير حب

personita
18/11/2008, 11:04
جميل جدا يلي عم تختاريه للترجمة .....
والاخيرة مؤلمة للي عايش بالغربة عم يبحث عن صديق جديد
فعلا من الصعب تغيير العادات .......والاصعب تغيير حب

أجل، عزيزتي، ليس أصعب من أن نغير مفاتيح بيت أو قلب..
أنا أيضا أحببتها لأنها ببساطة اليومي و المعتاد، تقول الكثير مما لا يقال:D

personita
18/11/2008, 12:15
أستطيع أن أكتب الأبيات الأكثر حزنا هذه الليلة
أن أكتب مثلا : اللًيلة مليئة بالنجوم وترتجف الكواكب، زرقاء، على البعد
الريح هذه الليلة تدور في السماء وتغني..
أستطيع أن أكتب الأبيات الأكثر حزنا هذه الليلة
أنا أحببتها، و أحيانا، هي أيضا أحبتني..
في مثل هذه الليلة ضممتها بين ذراعي!
كم ليلة قبلتها تحت السماء اللامتناهية!
هي أحبتني.. وأحيانا كنت أحبها أنا أيضا
وكيف كان بوسعي ألاً أحب عينيها الواسعتين المتأملتين
أستطيع أن أكتب الأبيات الأكثر حزنا هذه الليلة
أن أفكر أني لا أملكها . أن أحسً أني قد فقدتها.


بابلو نيرودا (تشيلي)

personita
18/11/2008, 12:59
ما الشعر؟
تتساءلين بينما تغرزين في بؤبئي..
بؤبؤك الأزرق..
ما الشعر؟ و أنتِ من تسألين؟
الشعر... هو أنتِ



غوستابو أدولفو بيكر (اسبانيا)

قرصان الأدرياتيك
18/11/2008, 13:06
"Tradutore, traditore"
المترجم ما هو، بالنهاية، إلا خائن للنص، لذلك أنا لا أدعي الأمانة، و لا أرمي إلا لأن أكون أقل خيانة!
شكرا لإطلالتك، و فيضك اللغوي..
عزيزتي بيرسونيتا

أنا، وأعوذ بالله من كلمة أنا، لم أتّهمك بشي... حاشا وكلا، ومعاذ الله أن أفعل!

ليس لدينا النصّ الأصلي لنقوّم الترجمة، ولهذا فحقّ الأمانة محفوظٌ لديك فقط، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى، أنا لم أتكلّم عن الأمانة للنصّ ولا حتّى عن صعوبة نقل فكر الكاتب وتعابيره إلى لغة أخرى. تكلّمتُ عن لغة النصّ الجديد التي كان لها أن تكونَ أفضل.

باختصار أن تضعي حرف "الباء" بدلاً من "في" فهو أمرٌ يتعلّق بخصوصيّة العربيّة ولا يتعلّق بالترجمة والأمانة لها.

إليك مثالٌ آخر لإيضاح ما رمتُ إيضاحَه:
أنتِ كتبتِ: "وأعض شفاهي"
والصّحيح "أعضّ شفتيَّ أو على شفتيَّ" فللإنسان شفتان لا أكثر يا صديقتي. والمثنّى الموجود في العربيّة تفتقدُ إليه أكثر اللغات، ولهذا فعلينا أن ننتبه إلى نقل "الجمع" في تلك اللغات إلى لغتنا الحبيبة.
أرجو أن تكون الصّورة اتّضحتْ أكثر!

وأحييك على ما تبذلينه من جهود رائعة في هذا المجال، ورويداً رويداً تبلغين إن شاءَ الله الهدفَ، لتمتّعينا من حينٍ لآخر بما تسطّره يداك الرقيقتان.
مودّتي :D.

قرصان الأدرياتيك
18/11/2008, 13:08
اختيار موفق للنص المترحم
بنتظار البقية ...... واكيد مع الوقت بيتحسن اسلوبك بالترجمة ( مع اني ما شفت انها ركيكة بالمرة بس نقد مدرسنا القرصان غالبا بيكون نقد بناء ومنهجي لهيك برايي بيستاهل وقفة :p)
:D
شكرا، سونة، نقد القرصان "على العين و الراس"، و لكأنه "سيف الله المسلول" على المارقين من اللغة!:lol:
اي والله معك جق 100% :cry:
شكراً لمساندتك يا سونا العزيزة...
هذه بيرسونيتا والله تبغضني وتضطهدني سامحها الإله!
:D.

ارسلان
18/11/2008, 13:20
إلتمس للغة الشعر عذر تمردها على قواعد اللغة ومُسلماتها

مرآة الشعر لا تعكس الصورة الماثلة ولكنها تعكس ما وراء الصورة

وعليه فليس غريبا أن تجد للإنسان المعجون من صلصال الشعر " أكثر من شفتين"

personita
18/11/2008, 14:21
إليك مثالٌ آخر لإيضاح ما رمتُ إيضاحَه:
أنتِ كتبتِ: "وأعض شفاهي"
والصّحيح "أعضّ شفتيَّ أو على شفتيَّ" فللإنسان شفتان لا أكثر يا صديقتي. والمثنّى الموجود في العربيّة تفتقدُ إليه أكثر اللغات، ولهذا فعلينا أن ننتبه إلى نقل "الجمع" في تلك اللغات إلى لغتنا الحبيبة.
أرجو أن تكون الصّورة اتّضحتْ أكثر!

عُلِم قرصان! فعلا نقدك كان محصورا على النص المترجم، لكن كل ما لاحظته على النص يجد شرحَه في النص الأصلي، لذلك قلت أنني أردت أن أكون أمينة (ليس كل الأمانة) لكن ما استطعت إليه سبيلا. بطبيعة الحال، للإنسان شفتان لا أكثر ، لكن اللغة تبيح لنا صيغة الجمع أيضا في هذه الحالة، على سبيل المثال: "بين ريتا و عيوني بندقية" مع أننا نعلم أن ليس للإنسان أكثر من عينين اثنتين.
كلي "آذان صاغية" مع أننا نعلم أن ليس لللإنسان أكثر من أذنين..
ربما كانت صيغة المثنى أدق، لكن صيغة الجمع ليست خاطئة.
كان بودي أن أناقشك ملاحظاتك واحدة واحدة، لأن الحديث عن اللغة هو "ضعفي" وأنت يبدو أنك تستغل نقطة الضعف هذه،:lol: لأني أعشق الجدالات اللغوية و لا أمل أبدا منها، لكن أخشى أن نخرج
:Dعن سياق الموضوع، ما رأيك في أن نفتح موضوعا في قسم اللغة؟

هذه بيرسونيتا والله تبغضني وتضطهدني سامحها الإله!

:lol:سامح الإله هذه "الأنيسانة" التي لا شغل لها إلا "التحركش" بالقرصان، لماذا يا ترى؟
مودتي

personita
18/11/2008, 14:25
إلتمس للغة الشعر عذر تمردها على قواعد اللغة ومُسلماتها

مرآة الشعر لا تعكس الصورة الماثلة ولكنها تعكس ما وراء الصورة

وعليه فليس غريبا أن تجد للإنسان المعجون من صلصال الشعر " أكثر من شفتين"

شكرا، صديقي، لمرورك، قرب حرفي، و لغضبِك له..
فعلا للشعر شفاه لا تمل من ترتيل الكلام المنثور.. جزاء للمتذوقين!

قرصان الأدرياتيك
18/11/2008, 16:11
إلتمس للغة الشعر عذر تمردها على قواعد اللغة ومُسلماتها

مرآة الشعر لا تعكس الصورة الماثلة ولكنها تعكس ما وراء الصورة

وعليه فليس غريبا أن تجد للإنسان المعجون من صلصال الشعر " أكثر من شفتين"

بطبيعة الحال، للإنسان شفتان لا أكثر ، لكن اللغة تبيح لنا صيغة الجمع أيضا في هذه الحالة، على سبيل المثال: "بين ريتا و عيوني بندقية" مع أننا نعلم أن ليس للإنسان أكثر من عينين اثنتين.
كلي "آذان صاغية" مع أننا نعلم أن ليس لللإنسان أكثر من أذنين..
ربما كانت صيغة المثنى أدق، لكن صيغة الجمع ليست خاطئة.
أنا أوافقُ معكما إذا كان المعنى مجازيّاً، ولا يصحّ إن كانَ مادياً مباشراً! فأن يُقال "كلي آذان صاغية" فهو إشارة مجازيّة إلى أنّ صاحب القول يستمع إلى الآخر بكل ما فيه... ولا يعني أذنيه فيها بل الاستماع. وهكذا الأمرُ بالنسبة إلى "بين ريتا وعيوني بندقيّة". وفي كلّ الأحوال أخطاء الأدباء والكتّاب ليست معياراً نقيس به لغتنا وجمالها. فأما جملة "أعضّ شفتيَّ" فهي ترمي مباشرةً إلى شفتي الإنسان ولا مجاز فيها.

كان بودي أن أناقشك ملاحظاتك واحدة واحدة، لأن الحديث عن اللغة هو "ضعفي" وأنت يبدو أنك تستغل نقطة الضعف هذه،:lol: لأني أعشق الجدالات اللغوية و لا أمل أبدا منها، لكن أخشى أن نخرج عن سياق الموضوع، ما رأيك في أن نفتح موضوعا في قسم اللغة؟
أستغلّ ضعفَك!!! أحاولُ يا صديقتي أن أجمّلَ إبداعَك وأساعدك في أن تقودي خطواتك في مجال الترجمة لكي تبني صرحَك هذا على صخرٍ وليس على رمالٍ تطير مع أقلّ هبّة ريح! وإن كان هذا حقاً يزعجك فسأكفّ عنه منذ الآن. وكما قلتُ لأحدهم يوماً: أنتِ تتوجّهين إلى أبناءِ الضاد وعليكِ أن تفعلي ذلك بلغةٍ سليمةٍ جميلة، ويوماً من الأيّام ستنشرين شيئاً من نتاج ترجماتك هذه، وعندها لن ترحمك أقلام النقّاد!

ومهما قلتُ وعدتُ تبقين جميلةً لا يبدّد من جمالِك إزميل النقد والتعليق :D.

personita
23/11/2008, 22:20
منكم أنتم، يا من تقطعون تفاحة الموت..

بسرية حرب..
أطلب الإحسان
باسم إله
لم أومن أبدا به
باسم عدل
لا أثق به
باسم نظام للعالم
لا أحترمه

لكي تتخلوا عن حربكم،
أنا سأتخلى عن شكوكي
التي هي جزء مني
كما النور المُرّ ..
هو جزء من الخريف

و أكتب: رب، عدل، عالم
و أستعطفكم!

لويس كرثييا مونطيرو (اسبانيا)

قرصان الأدرياتيك
24/11/2008, 20:28
عزيزتي بيرسونيتا
تمتّعني ترجماتُك بمعانٍ عذبة جميلة تنسابُ في الفمِ مثلَ حلاوة الشّهدِ وطيبة العسل! أمّا بعدُ.

سبقَ لنا أن تحدّثنا عن النقدِ اللغويّ، وما زلتُ حتى اللحظة ألبّي نداءَك في الاستمرار، ولكنَّي لا أحبُّ أن أزعجَ صديقاً مهما بلغَ سموُّ الهدفِ... ولهذا قرّرتُ البارحة أن تكونَ هذه المرّة الأخيرةَ، ولا أعودُ من بعدُ إلى تعكيرِ سلامِ صفحاتك بضوضائي وثقل كلامي! وأرجو أن تعذريني فلكلٍّ منا أسبابُه والكريمُ مَن عَذَر!

لم أومن أبدا به

"لم أومن أبداً به"، والصّحيح "لم أومن به قطّ"، لأنَّ "أبداً" ظرفُ زمان للمستقبل، ويدلُّ على الاستمرار استناداً إلى الآية 23 من سورة التوبة "خالدينَ فيها أبداً". وقد يُقيّدُ الاستمرارُ بقرينةٍ كما جاءَ في الآية 27 من سورة المائدة: "قالوا يا موسى إنّا لن ندخلَها أبداً ما داموا فيها". وفي المعاجمِ تردُ "الأبدُ" بمعنى الدائم، والديمومة لا تصحُّ إلا في المستقبل. ولهذا يُقالُ "لا أفعلُه أبداً" و"لن أفعلُه أبداً"، فأمّا في الماضي فتأتي "قطُّ" محلّها ويُقال "ما فعلتُه قطُّ" و"لم أفعلْه قطُّ". والبعضُ يجيز الإبدالَ بين الظرفين مجازاً، والمجازُ على كثرته ضعفٌ بيّنٌ في اللغةِ، وعلينا أن نحذرَ عندَ هذا الحدّ!


وإذ لم أكتفِ في تأكيدِ بحثي عن "أبداً" بالسّابق عمدتُ إلى علمٍ من أعلامِ النحوِ هو جمال الدّين بن هشام سيبويه عصرِه، وهذا بعدَ أن خبرَ الدراسات النحويّة علماً وبحثاً وتصنيفاً، ولمسَ في كتبِ "أعاريب القرآن" ما يشتّت الفكر ويبدّد الغايات التعليميّة، بالتكثر والتكرار والاستطراد والخلافات المذهبيّة... عكفَ على الجانب الإعرابيّ من ميدانِ النحوِ، يستخلص عناصره الأساسيّة، ويصنفها في مسائل متميّزة متناسقة... وعقدَ لها عنواناً هو "الإعراب عن قواعد الإعراب" (راجع: شرح قواعد الإعراب لابن هشام، تحقيق د. فخر الدين قباوة، الطبعة الثالثة، دمشق 1996).

ولن آخذَ شيئاً من شرحِ محيي الدين الكافيحي، بل سأكتفي بنصّ ابن هشام الذي يقولُ فيه:
"وكذلك "أبداً" في نحوِ "لا أفعله أبداً"، تقولُ فيها: ظرفٌ لاستغراق ما يستقبل من الزّمان".


وقبلَ أن أنهي أذكّرك بأنَّ الأميرَ عُبيد الله الميكاليّ أخطأَ حينَ قالَ:
لكَ في المحاسنِ معجزاتٌ جمّةٌ ..... أبداً لغيرِك في الورى لمْ تُجمعِ.


ومثلُه أخطأ نزار حينَ قال:
"لم يحدثْ أبداً أن أحببتُ بهذا العمق... ".


تقبّلي مني التحيّة والتقدير والسّلامُ عليكِ :D.

personita
25/11/2008, 02:12
تمتّعني ترجماتُك بمعانٍ عذبة جميلة تنسابُ في الفمِ مثلَ حلاوة الشّهدِ وطيبة العسل!
جعل الله أيامك كلها ممتعة، و حلوة كحلاوة لسانك (عندما تريده أن يكون كذلك!);)

أمّا بعدُ.سبقَ لنا أن تحدّثنا عن النقدِ اللغويّ..
أما بعد، أيها "القرصان الطيب" (و قد استقيت هذا التعبير من قصيدة جميلة قد أترجمها فيما بعد)، و كما سبق و أن قلت، فأنا عندي من التواضع ما يجعلني أتقبل النقد بصدر رحب، عندما يكون النقد بهذه الفنية و بهذا التهذيب.. فهو لا يعكر أبدا صفائي، بل على العكس.
لكن ما قد يزعجني، هو أن يتحول الموضوع إلى "تعيير" علني بالضعف في اللغة، و نعت الخطأ المرتكب بالفادح الذي لا يرتكبه أصغر لغوي و لا أحقر كاتب. (و أعتقد أن الرسالة هنا قد وصلت). لأني لا أعتقد أن استعمالا كالذي نقدته في ترجمتي هو كاف لوصف لغتي بالضعيفة الهزيلة، و إن لم تشفع لي لغتك، فحسبي بنزار شفيعا للغتي، و أنا لا أعتقده باللغوي الصغير و لا بالكاتب الحقير.


"لم أومن أبداً به"، والصّحيح "لم أومن به قطّ"، لأنَّ "أبداً" ظرفُ زمان للمستقبل، ويدلُّ على الاستمرار ..
تعليلك هنا جد مقنع، و لا يدع فسحة للشك، لكن دع للاستعمال الدارج، خصوصا إذا وُجِد في الأدب، فسحة من الشرعية اللغوية، فاللغة بالنهاية هي مِلك لمتكلميها و القاعدة في الأصل لا تستسقى إلا من الاستعمال، و هذا يدخل في إطار التطور اللغوي، مع العلم أن هذا لا يعني أن نبرر كل خطأ نحوي أو إملائي، فقط أعني الاستعمالات التي تبنتها لغة الأدب (ليس لضعف بل لتطور في اللغة).

وقبلَ أن أنهي أذكّرك بأنَّ الأميرَ عُبيد الله الميكاليّ أخطأَ حينَ قالَ:
لكَ في المحاسنِ معجزاتٌ جمّةٌ ..... أبداً لغيرِك في الورى لمْ تُجمعِ.


ومثلُه أخطأ نزار حينَ قال:
"لم يحدثْ أبداً أن أحببتُ بهذا العمق... ".

"و خير الخطائين التوابون"، لكني مع ذلك لن أعلن أبدا توبتي..:lol:

أحاولُ يا صديقتي أن أجمّلَ إبداعَك..

جمَّل الله أيامك يا صديقي، لكنك، أحيانا تكون أقرب منك إلى "حنابلة" اللغة، و تقترب في نهجك من نهج التكفيريين، فيسِّر، يسَّر الله عليك!:p

تقبّلي مني التحيّة والتقدير والسّلامُ عليكِ .
و لك مني نفس التقدير و المودة (و صافية لبن قرصانو):D

قرصان الأدرياتيك
25/11/2008, 12:01
أما بعد، أيها "القرصان الطيب" (و قد استقيت هذا التعبير من قصيدة جميلة قد أترجمها فيما بعد)، و كما سبق و أن قلت، فأنا عندي من التواضع ما يجعلني أتقبل النقد بصدر رحب، عندما يكون النقد بهذه الفنية و بهذا التهذيب.. فهو لا يعكر أبدا صفائي، بل على العكس.وهل رأيتني يوماً أحضّرُ نقداً لا يعتمد على قاعدة متّفق عليها؟! وهل رأيتني أخرجُ عن التهذيبِ في نقدٍ لخاطرة أو قصّة أو ترجمة؟! وإذا كان جوابُك بالإيجابِ فأشيري أين وردَ ذلك!

لكن ما قد يزعجني، هو أن يتحول الموضوع إلى "تعيير" علني بالضعف في اللغة، و نعت الخطأ المرتكب بالفادح الذي لا يرتكبه أصغر لغوي و لا أحقر كاتب. (و أعتقد أن الرسالة هنا قد وصلت).رسالتك وصلت بثقلها وألمها وضعف حجّتها، لأنّي ويعرف الجميع، لم أعيّر أحداً في نقدي على الإطلاق! لا بصغر حجمه ولا بحقارته كما ادّعيتِ يا صديقتي، وإن كان من معترضٍ فأريني الأدلّة من صفحة المشاركات! فأمّا إن كنتِ تتحدّثين عن آخر محادثة على الميسينجر العام، فمن المؤسف أن ننقلَ محادثتنا ومداعباتنا هناك إلى العلن. وأنت تعرفين جيّداً أني كنت أمازحك، إذ لا يسع فقيراً باللغة مثلي أن يصف غيره بالحقارة والضعف. وإن كنتُ قد عرجتُ على الإشارة إلى بعض الضعف هنا وهناك فهذا لا يعني حكماً كاملاً كما قلتِ أعلاه.

لأني لا أعتقد أن استعمالا كالذي نقدته في ترجمتي هو كاف لوصف لغتي بالضعيفة الهزيلة، و إن لم تشفع لي لغتك، فحسبي بنزار شفيعا للغتي، و أنا لا أعتقده باللغوي الصغير و لا بالكاتب الحقير.إذن أزعجك في تلك المحادثة العابرة هذان الوصفان!!! ما عدتُ أعرفُ متى يُسمح لي بالمزاح ومتى لا يُسمح، وإن اعتقدتِ للحظةٍ أني كنتُ جاداً فقد أخطأتِ... وفي كلّ الأحوال تبتُ عن النقدِ والتوبة تقيني من سهام آتية! وذاك الوقت الذي كنتُ أصرفه في البحثِ والتصحيح سأصرفه في الشكر والمديح وأكتفي.

تعليلك هنا جد مقنع، و لا يدع فسحة للشك، لكن دع للاستعمال الدارج، خصوصا إذا وُجِد في الأدب، فسحة من الشرعية اللغوية، فاللغة بالنهاية هي مِلك لمتكلميها و القاعدة في الأصل لا تستسقى إلا من الاستعمال، و هذا يدخل في إطار التطور اللغوي، مع العلم أن هذا لا يعني أن نبرر كل خطأ نحوي أو إملائي، فقط أعني الاستعمالات التي تبنتها لغة الأدب (ليس لضعف بل لتطور في اللغة).وفي هذا أقفُ إلى جانبِ مجامعنا اللغوية الموجودة في دمشقَ والقاهرة وعمان والرباط مقابل أي دعوة لبناء لغة حديثة أساسها أخطاء الكتاب، فما بني على باطل باطل!!!
وإن رمنا تطوير اللغة فعلينا أن نتّبع خطوات من سبقونا إلى هذه التجربة كاليونان في اليونانيّة الحديثة واليهود في العبريّة، وهذان الشعبان لم يعتمدا قط على ما شاع في الاستعمال، بل على نحو وصرفٍ متينين لا يتركان مجالاً لأيّ شكٍّ أو تعيير.
وبدلاً من تقليد أخطاء الكتاب والأدباء أجد أنَّ تقليدهم في متانة السبك وحسن النظم وسلامة المبنى أفضل بألف مرّة وكرّة.

جمَّل الله أيامك يا صديقي، لكنك، أحيانا تكون أقرب منك إلى "حنابلة" اللغة، و تقترب في نهجك من نهج التكفيريين، فيسِّر، يسَّر الله عليك!:pشكراً لهذا الوصف!

و لك مني نفس التقدير و المودة (و صافية لبن قرصانو):Dإن شاءَ الله :D.

sona78
25/11/2008, 12:22
منكم أنتم، يا من تقطعون تفاحة الموت..

بسرية حرب..
أطلب الإحسان
باسم إله
لم أومن أبدا به
باسم عدل
لا أثق به
باسم نظام للعالم
لا أحترمه

لكي تتخلوا عن حربكم،
أنا سأتخلى عن شكوكي
التي هي جزء مني
كما النور المُرّ ..
هو جزء من الخريف

و أكتب: رب، عدل، عالم
و أستعطفكم!

لويس كرثييا مونطيرو (اسبانيا)




سلام بيرسونيتا
ترجماتك بتخليني احيانا اتفائل فعلا
خاصة هيدا المقطع.
عندي طلب فضولوي
يا ريت اذا ما فيها ثقلة بس تكتبي تاريح القصيدة او تاريح نشرها سواء بكتاب او جريدة
اكيد ما شرط بدقة كبيرة
لانو من الجميل معرفة وجود ادب ما تلوثت حتى الان بقذارات العالم
اكيد بنتظار الجديد دائما

personita
25/11/2008, 13:00
سلام بيرسونيتا
ترجماتك بتخليني احيانا اتفائل فعلا
خاصة هيدا المقطع.
عندي طلب فضولوي
يا ريت اذا ما فيها ثقلة بس تكتبي تاريح القصيدة او تاريح نشرها سواء بكتاب او جريدة
اكيد ما شرط بدقة كبيرة
لانو من الجميل معرفة وجود ادب ما تلوثت حتى الان بقذارات العالم
اكيد بنتظار الجديد دائما

عزيزتي سونة:
هذه القصيدة لشاعر أُكِنّ له الكثير من الاحترام و التقدير، و هو أستاذ بجامعة غرناطة باسبانيا، قالها بمناسبة إعلان أمريكا الحرب على العراق، في حشد احتجاجي ضد هذا الجور، و ضد تواطؤ حكومته (التي كانت حليفة لبوش آنذاك) مع أمريكا، حتى ضد رغبة الشعب الاسباني الذي عبر بشدة عن رفضه لهذا القرار، و الذي كان أحد الأسباب الرئيسية لسقوط حكومة اليمين سنة 2000.
يسعدني هذا الفضول الجميل منك:D

توم و جيري
25/11/2008, 13:01
حلوة كتير تسلم هالانامل ............

personita
25/11/2008, 13:05
حلوة كتير تسلم هالانامل ............

يسلمو عالمرور:D

توم و جيري
25/11/2008, 13:10
حلوة كتير يسلمو هالانامل وياريت اذا عندك قدرة تترجمي شوي من عند اخوانا بالبرازيل ........

personita
25/11/2008, 13:22
وهل رأيتني يوماً أحضّرُ نقداً لا يعتمد على قاعدة متّفق عليها؟! وهل رأيتني أخرجُ عن التهذيبِ في نقدٍ لخاطرة أو قصّة أو ترجمة؟! وإذا كان جوابُك بالإيجابِ فأشيري أين وردَ ذلك!


لا يا صديقي، و الحق يقال، أسلوبك بالنقد هنا دائما لبق و مهذب، و أنا كنت أقصد فعلا حديث الدردشة الجماعية.

رسالتك وصلت بثقلها وألمها وضعف حجّتها، لأنّي ويعرف الجميع، لم أعيّر أحداً في نقدي على الإطلاق! لا بصغر حجمه ولا بحقارته كما ادّعيتِ يا صديقتي، وإن كان من معترضٍ فأريني الأدلّة من صفحة المشاركات! فأمّا إن كنتِ تتحدّثين عن آخر محادثة على الميسينجر العام، فمن المؤسف أن ننقلَ محادثتنا ومداعباتنا هناك إلى العلن. وأنت تعرفين جيّداً أني كنت أمازحك، إذ لا يسع فقيراً باللغة مثلي أن يصف غيره بالحقارة والضعف. وإن كنتُ قد عرجتُ على الإشارة إلى بعض الضعف هنا وهناك فهذا لا يعني حكماً كاملاً كما قلتِ أعلاه.

آسفة إذن لسوء الفهم و لخلط الأمور!

وذاك الوقت الذي كنتُ أصرفه في البحثِ والتصحيح سأصرفه في الشكر والمديح وأكتفي.

قرصاني العزيز، إذا كنت فهمت أنني فقط أطرب للإطراء و المديح، فأنت مخطئ، لست أبدا كذلك، ليس المديح هو ما يصنع من الخطأ صوابا، و لا من القبح جمالا.. لذلك لن أسامحك إن فعلت!


شكراً لهذا الوصف!
لا شكر أيها "الحنبلي" :p

إن شاءَ الله :D
أتمنى أن تكون ال "إن شاء الله" نابعة من قلبك!:D

sona78
25/11/2008, 14:35
يسلمو بيرسونيتا ع التوضيح
صراحة غالبا بيزيد ( او بينقص ) احساسي بقصيدة ما لما بعرف شو مناسبتها
اكيد بناء علي كتبتيه زاد تقديري للقصيدة اضعاف مضاعفة
شكرا من القلب :D

personita
27/11/2008, 14:36
أبانا الذي في الأرض
يا من أحسه في شوكة صنوبر
في صدر العامل الأزرق
في الطفلة التي تطرز، مقوسة الظهر
و هي تلف الخيوط بإصبعها.
أبانا الذي في الأرض
في الأخدود
في البستان
في المنجم
في السينما
في النبيذ
في بيت الطبيب
أبانا الذي في الأرض
حيث مجدك و جحيمك
و حيث الليمبوس..
أبانا الذي في المقاهي
حيث المقتدرون يأخذون شرابهم
أبانا الذي في الأرض
جالسا، تقرأ، على مقعد من حديقة البرادو
أنت ذلك العجوز الذي يطعم العصافير
لب الخبز، بينما يتنزه..
أبانا الذي في الأرض
في الزيز، في القبلة
في السنبلة، في الصدر
في كل الطيبين..
أبانا الذي يسكن في أي مكان
يا إلها يدخل في أي فراغ..
أنت يا من يزيح القلق، يا من على الأرض
أبانا الذي نراه، نحن الذين من شأننا أن نراك،
فيما بعد..
أينما كان، أو هناك في السماء.


غلوريا فويرتيس (اسبانيا)

personita
27/11/2008, 14:38
أنا آكل

أنت تأكل

هو يأكل

نحن نأكل

أنتم تأكلون

هم لا يأكلون


غلوريا فويرتيس (اسبانيا)

personita
09/12/2008, 13:11
أنا أعرف أنني موجود
لأنكِ أنتِ من يتخيلني.
أنا طويل، لأنك تعتقدين أنني طويل، و نظيف
لأنك تنظرين إلي بعيون الطيبة،
بنظرة نظيفة.
فكركِ يجعلني ذكيا،
و برقتكِ البسيطة..
أنا أيضا بسيط و طيب
لكن إذا ما نَسيْتِني،
سأصير ميتا دون أن يعرف أحد.
سيرون حيا لحمي، لكن
سيكون رجلا آخر..
-مظلم، بليد و سيء- من يسكنه..

آنخيل كونثاليث (اسبانيا)

قرصان الأدرياتيك
09/12/2008, 18:23
أنا آكل
أنت تأكل
هو يأكل
نحن نأكل
أنتم تأكلون
هم لا يأكلون
غلوريا فويرتيس (اسبانيا)
سلامٌ عليكِ وبعد...
كانَ عليَّ أن أخبرَك بما انتابني عندما قرأتُ هذه القطعة التي اقتطعتِها لنا من فيضِ جمالِك وأدبِك، لكنّي آثرتُ أن أنتظرَ التّالية لأصطادَ في ضربةٍ واحدة عصفورين قُدّا من لغةٍ صنعتها يدُك الرّقيقة :p!
نعم... حالما قرأتُ السّابق تذكّرتُ دروسَ النّحوِ والصّرف في المدرسة الأولى، ورأيتني جالساً على مقعدٍ خشبيّ أرتدي عباءة طلائع البعث وأشدّ شعرَ البنات عندَ كلِّ غيظٍ يُشعلانه فيَّ... كنتُ هادئاً وصامتاً وفعّالاً لكنّي لم أرحمْ تلكَ الصّغيرات اللواتي كنَّ يزعجنني أحياناً، وما أن يلتفتْن ليهربنَ منّي كانت شعورُهم الأقرب إلى يديّ فأجرّه إلى الأرضِ دونَ رحمة :larg:.
في كلِّ الأحوال شذَّ السطرُ الأخير ليوقظني من سباتٍ أعادني إلى تلك الصّفوف، ويقول لي اقرأ! ثمَّ فكّر.
:D.

personita
09/12/2008, 19:22
سلامٌ عليكِ وبعد...
كانَ عليَّ أن أخبرَك بما انتابني عندما قرأتُ هذه القطعة التي اقتطعتِها لنا من فيضِ جمالِك وأدبِك، لكنّي آثرتُ أن أنتظرَ التّالية لأصطادَ في ضربةٍ واحدة عصفورين قُدّا من لغةٍ صنعتها يدُك الرّقيقة :p!

سلام على قرصان بحر لا يسبر له غور، و بعد..
الفيض فيضك يا صديق.. و ما صناعتي إلا غيض من جمال لغة وشعر نقلتهما برتوش عربية..

نعم... حالما قرأتُ السّابق تذكّرتُ دروسَ النّحوِ والصّرف في المدرسة الأولى، ورأيتني جالساً على مقعدٍ خشبيّ أرتدي عباءة طلائع البعث وأشدّ شعرَ البنات عندَ كلِّ غيظٍ يُشعلانه فيَّ... كنتُ هادئاً وصامتاً وفعّالاً لكنّي لم أرحمْ تلكَ الصّغيرات اللواتي كنَّ يزعجنني أحياناً، وما أن يلتفتْن ليهربنَ منّي كانت شعورُهم الأقرب إلى يديّ فأجرّه إلى الأرضِ دونَ رحمة :larg:.

يبدو أن قصة شغبك لها جذور في الطفولة.. و قصة عدائك للبنات كانت مذ كنت ذلك الولد الذي يشد شعر رفيقاته في الصف.
لم تخيب ظني، هكذا تخيلتك تماما و أنت طفل: مشروع قرصان! :lol::lol::lol:


في كلِّ الأحوال شذَّ السطرُ الأخير ليوقظني من سباتٍ أعادني إلى تلك الصّفوف، ويقول لي اقرأ! ثمَّ فكّر.
:D.
القصيدة درس بسيط في الصرف، بينما السطر الأخير لحاله هو درس في "الضمير"، مادة قد نرسب فيها أفواجا.. و قد يقضي بعضنا العمر دون أن يعرف لها معنى.. أو يُقضَّّ له مضجع..
هم لا يأكلون!!
لكننا تعلمنا كيف نصرِّف "أكل" في صيغة النفي و (لحسن الحظ) في صيغة الغائب!!


آنستني زيارتك:D

THE_unforgiven
09/12/2008, 19:24
اروع من الرائع .... :D

personita
09/12/2008, 19:51
اروع من الرائع .... :D

شكرا، عزيزي، باقة لعيونك:D

قرصان الأدرياتيك
09/12/2008, 20:01
كنتُ هادئاً وصامتاً وفعّالاً لكنّي لم أرحمْ تلكَ الصّغيرات اللواتي كنَّ يزعجنني أحياناً، وما أن يلتفتْن ليهربنَ منّي كانت شعورُهم الأقرب إلى يديّ فأجرّه إلى الأرضِ دونَ رحمة :larg:.

شعورهنّ... فأجرّها :larg:.

يعني أنّو الواحد يأنّث كل شي ويترك شي مهم بدون تأنيث معناتها هوّ... :p!
الله يرحمك يا قرصان عَ هالخطأ الجايف متلك.
راجعلك يا بيرسونيتتي العزيزة :D.

personita
09/12/2008, 20:11
شعورهنّ... فأجرّها :larg:.

يعني أنّو الواحد يأنّث كل شي ويترك شي مهم بدون تأنيث معناتها هوّ... :p!
الله يرحمك يا قرصان عَ هالخطأ الجايف متلك.
راجعلك يا بيرسونيتتي العزيزة :D.

هذا ما يسمى ب "النقد الذاتي"!! :lol::lol:

personita
22/12/2008, 14:49
آمل أن أشفى منكِ خلال أيام
علي أن أتوقف عن تدخينك، عن شربِك، عن التفكير بك
لعله ممكن.. إذا ما اتبعنا التعليمات الأخلاقية المعهودة..
أصفُ لي الوقت علاجا..و الإمساك و الوحدة..
ما رأيكِ أن أحبك لأسبوع واحد فقط؟
ليس كثيرا، و لا قليلا، بل هو كافٍ.
خلال أسبوع، نستطيع أن نجمع كل كلمات الحب
التي نُطِقَت على وجه الأرض
و بإمكاننا أن نحرقها.
سأدفئكِ بمشعلة الحب المحروق تلك،
و أيضا، بالصمت
لأن أفضل كلمات الحب
هي تلك التي توجد بين شخصين لا يقولان شيئا
يجب أن نُحرِق أيضا تلك اللغة الجانبية التدميرية لمن يُحبّ.
(أنتِ تعرفين كيف أقول لكِ أحبكِ..
عندما أقول: "كم الجو حار!"،
"اعطيني ماءً!"، "تجيدين القيادة؟"، "صرنا ليلا"..
بين الناس، في معزل عن ناسكِ و ناسي،
قلت لك: "تأخَّر الوقت"،
و أنتِ كنتِ تعلمين أنني أقول لكِ "أحبكِ")
أسبوع آخر.. لكي أجمع كل حب الزمن،
و أعطيه إياك، لكي تفعلي به ما شئتِ:
لكي تحتفظي به، أو تداعبيه، أو ترمي به إلى القمامة
لا جدوى من ذلك، هذا صحيح.
فقط أريد أسبوعا لكي أستوعب الأشياء،
لأن الأمر هو أشبه ما يكون بالخروج من مصحة عقلية
للدخول إلى "بانتيون"*


جَرْد آخَر للقصائد
خايمي سابينيس
(المكسيك)





* هيكل مكرس للآلهة

قرصان الأدرياتيك
26/12/2008, 02:53
آمل أن أشفى منكِ خلال أيام

علي أن أتوقف عن تدخينك، عن شربِك، عن التفكير بك



إذا ما قلتُه بصيغة المذكّر كان ما أعيشُه منذ أكثر من ثلاثة شهور!
لكنّي لا أستطيع...
هو يملأني... هو يدخّنني ويحرقني مثلما أحرقُ لفافاتي وأرميها بين الأمواج.
هو الذي يشغلُ تلافيف دماغي ويأخذ منها الكثير...
أرهقني بجلدِه اليوميّ لا بل شارف على قتلي وأنا تعبتُ تعبتُ.

شكراً لكِ يا بيرسونيتتي الجميلة، يا من تسوقين إلينا يوماً بعدَ يوم ثماراً لا نطولها بأذرعنا القصيرة.
:D.

personita
26/12/2008, 03:12
إذا ما قلتُه بصيغة المذكّر كان ما أعيشُه منذ أكثر من ثلاثة شهور!
لكنّي لا أستطيع...
هو يملأني... هو يدخّنني ويحرقني مثلما أحرقُ لفافاتي وأرميها بين الأمواج.
هو الذي يشغلُ تلافيف دماغي ويأخذ منها الكثير...
أرهقني بجلدِه اليوميّ لا بل شارف على قتلي وأنا تعبتُ تعبتُ.

شكراً لكِ يا بيرسونيتتي الجميلة، يا من تسوقين إلينا يوماً بعدَ يوم ثماراً لا نطولها بأذرعنا القصيرة.
:D.

لا أدري إن كنتُ قد حدستُ من هو ذلك الزائر الجاثم على صدرك كصخرة تثقل أنفاسك.. و تتلِفك يوما بعد يوم..
أمهله أسبوعا لا أكثر.. كما فعل الشاعر.. لأن ذلك الطفيلي لا يستحق العيش على أعصابك.. و أنت أذكى من أن تدعه يفعل.. أليس كذلك قرصاني العزيز؟
أريدك أقوى.. بل أريدك الأقوى:gem:

قرصان الأدرياتيك
26/12/2008, 12:09
لا أدري إن كنتُ قد حدستُ من هو ذلك الزائر الجاثم على صدرك كصخرة تثقل أنفاسك.. و تتلِفك يوما بعد يوم..
أمهله أسبوعا لا أكثر.. كما فعل الشاعر.. لأن ذلك الطفيلي لا يستحق العيش على أعصابك.. و أنت أذكى من أن تدعه يفعل.. أليس كذلك قرصاني العزيز؟
أريدك أقوى.. بل أريدك الأقوى:gem:
قد تكوني مصيبة... من يدري! أنا أم أنتِ؟! ربّما كلانا!
نعم يا صديقتي يجثمُ كصخرةٍ على صدري ويقطعُ أنفاسي... وقريباً، إن أعانني الإله، سأقطعُ أنفاسَه بيديَّ هاتين، وسألقي به، مع كلّ السنوات التي جلدني فيها، إلى مهاوي الجحيم.
تريدينني الأقوى؟! ها أنا ذا أشعرُ أوّلَ مرّة بأنّ مضطهدتي الأبديّة ترحمني وتكتبُ إليَّ من كلِّ قلبِها الحنون...
ومع ذلك فلن أرحمك في صفحة العربيّة :p:p:p:p:p.
أمازحك فلا تسخطي عليَّ :D.

personita
26/12/2008, 18:37
قد تكوني مصيبة... من يدري! أنا أم أنتِ؟! ربّما كلانا!
نعم يا صديقتي يجثمُ كصخرةٍ على صدري ويقطعُ أنفاسي... وقريباً، إن أعانني الإله، سأقطعُ أنفاسَه بيديَّ هاتين، وسألقي به، مع كلّ السنوات التي جلدني فيها، إلى مهاوي الجحيم.
تريدينني الأقوى؟! ها أنا ذا أشعرُ أوّلَ مرّة بأنّ مضطهدتي الأبديّة ترحمني وتكتبُ إليَّ من كلِّ قلبِها الحنون...
.

أرأيت كيف أن تلك المضطهِدة لها قلب يشفق.. حتى على أفضل مضطهَديها ؟:p

ومع ذلك فلن أرحمك في صفحة العربيّة :p:p:p:p:p.

من لا يَرحم لا يُرحم..:lol::lol::lol:

قرصان الأدرياتيك
26/12/2008, 20:58
من لا يَرحم لا يُرحم..:lol::lol::lol:
حسناً... يبدو أنَّ عليَّ مراجعة جيوشي وتحصيناتي وعتادي وعدّتي، وإن أنهيتُ امتحانها جميعاً وكانت على خير ما يُرام، فقولي: رحمةُ اللهِ عليكِ إلى الأبد. لأنّي واللهِ لن أتركَ لك حصناً قائماً وسأغزو قلاعك وأدكّ مدنك وأسقط لكِ كلَّ فارسٍ نصبته عندَ أبوابِها... وويلٌ لكلّ من يعتصمُ بكِ حينها!

يقولُ الجنرال الصينيّ صن تشو في مؤلّفه الشّهير "فنّ الحرب" في القرن الخامس ق. م. : "اعرف عدوَّك [:p] واعرف نفسَك، ولو خضتَ مئة حربٍ فسوف تكلّلها بمئة انتصار. وإن جهلتَ عدوَّكَ وعرفتَ نفسَكَ تساوتْ فرصُك بالنّصر بفرصِك في الهزيمة. وإن جهلتَ عدوَّكَ ونفسَك فكلّ معاركك هزائم لا محال".

وأنتِ لا تعرفيني بعد وتعرفين نفسك ففرصك متساوية، فأمّا أنا فأعرفك وأعرفُ نفسي فحروبي جميعها انتصارٌ في انتصار :p:p:p. :larg:.

لكن...
وبرغمِ ذلك...
جملتُك أعلاه أرعبتني فلا بُدَّ من إعادة الحساب... وحتّى عودتي إلى المدينة الخالدة روما، أتركُك بأمانٍ دون نقضِ عهد الصّلح والسّلام. استعدّي يا بنيّتي :p.

واعذريني إن أفسدتُ صفحتك هذه بكثرة أحاديثي...!
:D.