-
PDA

عرض كامل الموضوع : حدث في عربستان... مسرحية على فصول


VivaSyria
18/10/2008, 18:52
المشهدُ الأوّل (في السّجن)

صوتُ قرقعة السّلاسل يدوّي والسجّانُ يدفعُ السّجينَ 13 بعصا غليظة مدبّبة برؤوسٍ حديديّة. يدخلان إلى مكتب العميد رئيس السّجن، ويضمُّ السجّانُ رجليه رافعاً التحيّة العسكريّة ويقول:

- هو ذا السّجين المطلوب يا سيّدي.
يرمقه العميد بنظرة لا مبالية، وينظرُ نحو السّجين بابتسامةٍ ماكرة ويقول:
- أهلاً بحضرة النائب! (نحوَ السجّان): مع السّلامة أنت.
السجّان: حاضرْ سيّدي. (ويضربُ الأرضَ برجلِه اليمنى ويخرج).

العميد: (مقترباً من السّجين 13 وواضعاً كفّيه خلفه وبلهجةٍ ساخرة) هل تشعرُ بالفرق يا سيادة الرّئيس؟! أيّهما أفضل كرسيّ البرلمان أم غرفة سجنك الحقيرة؟!

السّجين 13: (ويداه ورجلاه مقيّدتان بالسّلاسل) ... ! (لا إجابة).

العميد: أنتَ أكبر من الجواب (ويصفعه). أنتَ اليومَ لستَ سوى سجين حقير أسألك فتجيب.
السّجين 13: لا أنتَ ولا سجنك ولا هذه الصّفعة تستطيعون أن تغيّروني.

العميد: اخرس يا كلب (ويبصق في وجهِه) هنا تخضع لقواعدٍ وأعراف ستعتاد عليها منذ الآن، أوَ تظنُّ بأنّك في المجلس النيابيّ؟! لا توجد بين قواعدنا كلمة "لا" ولن يوجد صاحبُها إذا ردّدها أكثر من مرّة!

السّجين 13: ... (يرفع يديه المقيّدتين ليمسح الدّم الذي سال من فيه).

العميد: هنا أنا أتكلّم والجميع يصغون وينفّذون. لا زيارات ولا نزهات، ممنوع القراءة والكتابة، لديك وجبتان في اليوم. ستبقى في حبسِك الانفراديّ حتّى أجلٍ غير معروف. هل فهمت؟! (ويصرخ منادياً السجّان الذي يُعيد السّجين 13 إلى زنزانته، ثمَّ يهرع إلى طاولته ويرفع سمّاعة الهاتف الأحمر).

العميد: كما أمرتم سيّدي، عاملناه كما يليق بمقامِه.

- ...

العميد: لا تهتمّوا يا سيّدي، أعلمُ تماماً كيف يصير مواطناً صالحاً.

- ...

العميد: أشكركم على هذه الثّقة.

- ...

العميد: مع السّلامة سيّدي.

يتبع...

VivaSyria
18/10/2008, 18:54
المشهدُ الثّاني (في قصر الرّئيس)

في وسطِ قاعة خالية، إلا من شخصين، يرتفعُ عرشٌ مُذهَّب يجلس عليه الرّئيس وإلى يمينه يجلسُ نائبُه على طرفِ كرسيّه خائفاً.

الرّئيس: يُريدُ أن يعلّمني الديمقراطيّة هذا الوغد!

النائب: حاشاكم يا سيّدي الرّئيس، فالعلمُ والمعرفة عندكم.

الرئيس: أطلتُ صبري عليه كثيراً، وهو ما فتئ يتدخّل في ما لا شأن له فيه! وكأنّه المسؤول عن هذا الوطن!!! لا بل ووصلتْ وقاحته إلى حدّ تحريض النوّاب على مقرّرات الوزارة! من الجيّد أنّه نالَ جزاءَه قبل أن يقف في طريقِ خدمتي لهذا الشّعب، يا للسافل!

النائب: (يفركُ يديه ببعضهما) قرارُكم كان حكيماً وفي خدمة شعبنا يا سيّدي.

الرئيس: لا يفهمون إنّي أبذلُ من وقتي وجهدي في خدمتهم وكلّ بغيتي هي رفع شأنهم وشأن البلاد!

النائب: لا يستحقّون منكم هذا العطف يا سيّدي.

الرّئيس: ثلاثون عاماً وأنا أبني وأقودُ وأحارب الامبرياليّة والرجعيّة وأعداء الوطن والمحصّلة اعتراضات وتدخّلات... تعبتُ منهم!

النائب: لا أحد يستطيع أن يتعبكم يا سيّدي، أنتم أشيروا إلينا فقط وكلّ شيء يكون كما ترغبون.

الرّئيس: السّافل أرسلَ مذكّرة يذكّرني فيها بأنّ البرلمان هو صاحب القرار السياسيّ والديمقراطيّة هي مبدأ الحكم الأوّل، ثلاثون عاماً وأنا أتمرّس على الديمقراطيّة وأعلّمها بأقوالي في كتب التربية القوميّة وبأفعالي في الخدمة الوطنيّة، ويأتي واحدٌ مثل ذاك الكلب محاولاً أن ينقضَ ما بنيتُ طوال هذه السّنين.

النائب: معاذ الله يا سيّدي لا تحسبوه إلا ذبابة طفيليّة قذرة تبعدوه بمذبّتكم يا سيّدي!

الرئيس: (ملتفتاً إلى نائبه ببطء وهدوء) ما هي الديمقراطيّة يا نائبي العزيز؟!
ا
لنائب: هي ما علّمتمونا طوال هذه السّنين يا سيّدي.

الرّئيس: وما هو الوطن يا نائبي المخلص؟!

النائب: هو ما تعلّمناه منكم ومن أقوالكم يا سيّدي.

الرّئيس: وما هما؟!

النائب: الوطن والديمقراطيّة أنتم يا سيّدي.

الرّئيس: (يقف رافعاً رأسه وصدره بشموخ) هذا صحيح أنا الديمقراطيّة لا بل أنا الوطن.

يتبع...

boy freind
18/10/2008, 19:00
حلو حلو

متابع :D

رجل من ورق
18/10/2008, 19:22
بس لو تعدل الخط شنو مو شايفين شي

VivaSyria
18/10/2008, 22:07
بس لو تعدل الخط شنو مو شايفين شي

والله ياحبيب المشكل من عندك لأنو الخط واضح وكبير... بكل الأحوال رح غيرلك نوع الخط بالأجزاء الجاية.

The morning
18/10/2008, 22:56
هممممم ,
مـتابعه بـدون تعليق :p

Sun Shine Art
19/10/2008, 11:30
حلو ...:D...ناطره تكفي

Reemi
19/10/2008, 11:33
الله ينجينا من الآت :larg:

VivaSyria
19/10/2008, 17:43
المشهد الثّالث: (في قاعة المحكمة)



(هتافٌ: "محكمة"، ويقف الحاضرون)
القاضي: فليتفضّل ادّعاء النيابة.

النائب العام: سيّدي القاضي... إنَّ هذا المتّهم الماثل أمامكم قد أساءَ إلى الوطن والأمّة جمعاء إساءة بالغة، إذ طعنَ بأهمّ مبادئها ورموزها: أهانَ شخصّ الرّئيس، شتمَ الديمقراطيّة التي نستظلُّ بها، وخانَ الوطن. أُطالبُ يا سيّدي القاضي بعقوبة الخيانة العظمى أعني الإعدام. وشكراً! (يجلس).

المتَّهم (السجين 13): (من مكانِه يصيح) كلُّ من يريدُ الحقَّ جرّمتموه بالخيانة...

القاضي: سكوت، سكوت... (ويضربُ بمطرقة العدل).

المتّهم: محبّة الوطن صارت تهمة إضعاف الشّعور القوميّ...

القاضي: هل تخرس أم أخرجك من القاعة؟!
(يتطلّع محامي الدّفاع إلى موكّله ويرفّ بعينيه رغبةً في سكوتِه).

القاضي: محامي الدّفاع... هل لديكم ما تقولون؟!

محامي الدّفاع: (يقف وينظر حولَه بهلعٍ) لا شيء سيادة القاضي سوى طلبنا النّظر إلى الخدمات السابقة التي قدّمها موكّلي في سبيل رفع شأن أمّتنا وقضاياها القوميّة.

القاضي: هل هنالك من شهود؟!

النائب العام: نعم يا سيّدي.

القاضي: فليُنادى على الشاهد الأوّل.
(يأتي الشاهدُ الأوّل وهو عضوٌ من أعضاء البرلمان ويجلس في مكانِه)

النائب العام: أخبرني يا سيادة النّائب هل صحيح ما قيلَ إنَّ المتَّهم شتمَ الرّئيسَ القائد علناً وأهانَ مبدأ الديمقراطيّة السّائد في البلاد؟!

الشّاهدُ الأوّل: نعم صحيح.

النائب العام: هل صحيح أنَّ المتَّهم كان يكيل الاتّهامات إلى سيادة الرّئيس المفدّى ويدّعي أنّه ديكتاتور؟!

الشّاهد الأوّل: نعم صحيح.

النائب العام: أكتفي بهذا يا سيادة القاضي.

القاضي: (متوجّهاً نحو محامي الدّفاع) هل تودّون استجواب الشّاهد؟!

محامي الدّفاع: لا يا سيادة القاضي.

القاضي: شكراً يا سيادة النائب، هاتوا الشّاهد الثاني.
(يدخل الشّاهد الثاني وهو أحد الوزراء وصديق المتَّهم).

النائب العام: وردنا يا معالي الوزير أنّكم من أقرب المقرّبين إلى المتَّهم، فهل سمعتموه يوماً يحرّض على فتنةٍ أو ثورة؟!

الشاهد الثاني: نعم ولطالما كان يسعى في تمريغنا في وحول أفكارِه...

المتَّهم: يا لك من سافل حقير...

القاضي: أخرجوا المتَّهم من قاعة المحكمة...

المتَّهم: أنتم مجرّد دمى يلعبُ بها ديكتاتوركم المفدَّى...
(جلبة وضوضاء وحارسان يجرّان المتَّهم المقيَّد إلى الخارج)

المُتّهم: أنتم مثله... (عندَ الباب) لله درّك يا وطن... أستودعك الله!

القاضي: أكمل يا سيادة النائب.

النائب العام: أكتفي بالسؤال سيّدي القاضي (ويجلس).

القاضي: ومحامي الدّفاع؟!

محامي الدّفاع: لا شيء (ويجلس مخذولاً).

القاضي: شكراً يا معالي الوزير، يُمكنكم الذّهاب! (ويترك هذا قاعة المحكمة).
(يتكلّم القاضي مع معاونه الوحيد ثمَّ يقرأ الأوراق أمامه).

القاضي: نظراً إلى سلسلة الاتّهامات وسير الإجراءات القانونيّة يُجرَّم فلانٌ بن فلان بتهمة الخيانة العظمى ويُحكم عليه بالتالي: الإعدام شنقاً حتّى الموت.
(صياح: "محكمة" ويغادر الجميع).

_______________________________________


وأسدل الستار على مسرحية المحاكمة أو.... على المحاكمة المسرحية...

قد....يتبـع.

قرصان الأدرياتيك
19/10/2008, 22:26
السّلامُ على من اتّبعَ الهُدى... أمّا بعد.

"حدث في عربستان" قطعةٌ أدبيّة تنتمي إلى الأدب المسرحيّ، فالعناصرُ المسرحيّة تتّضحُ من خلال عرضِ المشاهد الواحد تلوَ الآخر، فالشخصيّات والحوار والشّرح المبسّط، بالإضافة إلى الفكرة السياسيّة المطروقة في أعمالٍ أدبيّة كثيرة، كلّ هذا يجعل منها مسرحاً سياسياً ساخراً!
ما يُضعفُها هو عدم تسليط الضّوء بما فيه الكفاية على المكان! إذ لا نرى إلا القليل من وصف السّجن أو القصر أو المحكمة. وقد يكونُ الأمرُ مقصوداً للاختصار الوارد فيها، والفكرة الوحيدة التي شملتها.
بعضُ الإشارات تتّضح من خلال تعابير وتراكيب اعتدنا على سماعها في سوريّة، وهذا ما يؤرّخ لها في زمانٍ معيّن، برغم الحذر من الإشارة بشكلٍ مباشر إليها.

في الحقيقة إنَّ الصّفة الأدبيّة أقلّ ما يُقال في مثل هذا النّوع، إذ إنَّ العرض التي صوّرها في هذه المشاهد السّريعة، يُمكّنها من أن تبلغ قامة العمل الفنّي بكامل أبعادِه، وخاصّة مع ذاكرة المشاهد أو القارئ المعتادة على مثل هذه الأعمال في بلاد القمع والقيد واستغلال الفكر بشكلٍ فاضح.

فيفا أراكَ تسرعُ الخطى في الولوج إلى هذا العالم الواسع، فاحذره لأنّه مليء بالحفر كنهر دجلة المُرعب. وإن لم تستند على أسس تقنيّة في كلّ نمطٍ أدبيّ فلا تلجه أكثر مما يجوز!

مع التحيّة والتشجيع :D.

مسطول على طول
20/10/2008, 02:58
التهجم على رموزنا الوطنية لابد أن تنال كهذا عقاب ... قياداتنا معروفة و نزيهه ووطنية كلنا لا نشك في نزاهتهم ومحاربتهم للفساد والمفسدين ولايحمونهم ماعاذ الله ، و أرجو من الجميع ان لا يكترثو إلى أسلوب كاتب المسرحية الذي يوحي لنا أن المتهم بريىء مما نسب الية لاوبل وتجراء "المتهم" أن يردد كلمة ديكتاتور في قاعة المحكمة (هزلت) والهجوم علي سيدتة بالشتم ومعاودت الفعل بالقاعة لاحول الله ... حكم الاعدم أقل شيىء بحق هل الخاين

المتَّهم: أنتم مجرّد دمى يلعبُ بها ديكتاتوركم المفدَّى...

وبما أنو التهمة الموجهة لهذا الخائن هي تهمة كبيرة هي الخيانة ، و الخيانة جريمة يعاقب عليها الله و القانون والشعب و الأجيال ، المطلوب منهم إثبات براءته وكلنا نلاحظ ونلمس الأسلوب الحضاري في المحاكمات العسكرية .. وعلى كل مواطن صالح بيسمع شي حدى عم يبث أفكار عن التغيير والاصلاح أن يبلغ عنة و التوجه إلى أقرب فرع

حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ... وحتى يتعلمو أسلوب النقد والديمقراطية

العدالة دائماً تنتضر وليخسأ الكاتب وزمرتة النرجسية المروجة لافكار الانبطاح والتزئبق

VivaSyria
20/10/2008, 10:14
sunShine شكراً عالدعم :D
مورنينغ شكراًعالمتابعه وبقدر عدم التعليق :lol:
ريمي اي والله الله يسترنا
قرصان هي مجرد محاولة صديقي أكيد بينقصها كتير... :D
مسطول على طول بالفعل ببلادنا ماعد عرفنا مين الخاين ومين الشريف... يمكن لأنو الوطنية صارت بتتفصل على قياس الحكام...

شكراً للكل

ayhamm26
21/10/2008, 18:41
هذا صحيح أنا الديمقراطيّة لا بل أنا الوطن.



لكن من قليل خربت سوريا , ما لانو هي هي فعلا طريقة تفكير رأس النظام (السابق والحالي)
و من حولن ,

وللاسف في ناس بسوريا انغسل مخها فما بقى تعرف الفرق بين الوطن والرئيس