-
PDA

عرض كامل الموضوع : يا نفس - لنسيب عريضة


وشم الجمال
26/07/2008, 17:48
يا نفسُ ، ما لكِ والأنينْ ؟
تتألَّميـنَ وتُؤلِميـنْ !
عذَّبْـتِ قلبـي بالحَنينْ
وكَتَمْتِـهِ ما تَقْصُدينْ

قـد نامَ أربابُ الغـرامْ
وتَدَثَّـروا لُحَفَ السـلامْ
وأَبَيْـتِ يا نفـسُ المنامْ
أفأنتِ وَحْـدَكِ تشعُرينْ

الليلُ مَـرَّ على سِـوَاكْ
أَفَمَا دَهَاهُـمْ ما دَهَـاكْ ؟
فَلِمَ التمـرُّدُ والعِـرَاكْ
ما سُـورُ جِسْمِي بالمَتِيـن

أَطْلَقْـتِ نَوْحَـكِ للظلامْ
إيَّـاكِ يَسمعكِ الأنَـامْ
فَيَظُـنَّ زَفْرَتَكِ النِّيَـامْ
بُوقَ النُّشُورِ ليومِ دِيـنْ

يا نَفْسُ مَا لَكِ في اضْطِرَابْ
كفريسةٍ بيـنَ الذئـابْ ؟
هَلاَّ رَجَعْتِ إلى الصَّوَابْ
وَبَدَلْتِ رَيْبَـكِ باليَقِينْ !

أَحَمَامَـةٌ بينَ الرِّيَـاحْ
قد سَاقَهَا القَـدَرُ المُتَاحْ
فَابْتَـلَّ بالمَطَـرِ الجَنَـاحْ
يا نَفْسُ مَا لَكِ تَرْجُفِينْ ؟

أَوَمَا لِحُزْنِكِ من بَـرَاحْ
حتَّى وَلَوْ أَزِفَ الصَّبَاحْ !
يَا لَيْتَ سَرّكِ لِي مُبَاحْ
فأَعِي صَدَى ما قد تَعِينْ !

أَسَبَتْـكِ أرْوَاحُ القَتَـامْ
فَأَرَتْكِ من خَلف اللِّثَـامْ
فطَمِعْتِ في ما لا يُرَامْ؟
يَا نَفْسُ , كم ذا تَطْمَحِينْ !

أَصَعِدْتِ في رَكْبِ لنُّزُوعْ
حتَّى وَصَلْتِ إلى الرُّبُوعْ
فأَتَاكِ أَمْـرٌ بالرُّجُـوعْ
أَعَلَى هُبُوطِكِ تَأْسَفِيـنْ ؟

أَمْ شَاقَكِ الذِّكْرُ القَدِيـمْ
ذِكْرُ الحِمَى قَبْلَ السَّدِيـمْ
فَوَقَفْتِ في سِجْنِ الأَدِيـمْ
نَحْوَ الحِمَـى تَتَلَفَّتِيـنْ ؟

أَأَضَعْتِ فِكْرَاً في الفَضَاءْ
فَتَبَعْتِـهِ فـوقَ الهَـوَاء
فَنَأَى وَغَلْغَلَ في العَـلاَءْ
فَرَجَعْتِ ثَكْلَى تَنْدُبِيـنْ ؟

أَسَلَكْتِ في قُطْرِ الخَيَالْ
دَرْبَـاً يَقُودُ إلى المُحَالْ
فَحَطَطْتِ رَحْلَكِ عِنْدْ آلْ
يَمْتَصُّ رَيَّ الصَّادِرِيـنْ

فَنَسيتِ قَصْـدَكِ والطِّلاَبْ
وَوَقَفْتِ يُذْهِلُكِ السَّرَابْ
وَهَرَقْتِ فَضْلاَتِ الوِطَابْ
طَمَعَـاً بِمَاءٍ تَأْمُلِيـنْ؟

حتَّى إذا اشْتَـدَّ الأوَامْ
وَالآلُ أَسْفَـرَ عَنْ رُكَامْ
غَيَّبْـتِ رَأْسَـكِ كَالنَّعَامْ
في رَمْـلِ قَلْبِي تَحْفرِينْ !

أَعَشِقْتِ مثلَكِ في السَّمَاءْ
أُخْتَـاً تَحِنُّ إلى اللِّقَاءْ
فَجَلَسْتِ في سِجْنِ الرَّجَاءْ
نَحْوَ الأعَالِي تَنْظُرِيـنْ ؟

لَوَّحْـتِ بِاليَـدِ والرِّدَاءْ
لِتَرَاكِ , لكنْ لا رَجَـاءْ
لم تَدْرِ أَنَّـكِ في كِسَاءْ
قَدْ حِيكَ مِنْ مَاءٍ وَطِيـنْ

أَتَحُـولُ دُونَكُمَا حَيَـاهْ
لَوْ كَـانَ يَبْلُوهَـا الإلهْ
لبَكَى عَلَى بَشَـرٍ بَـرَاهْ
رَحِمَاً يُصَارِعُهَا الجَنِيـنْ

يَا نَفْسُ ، أنتِ لكِ الخلودْ
ومَصِيرُ جسمي لِلُّحُـود
سَيَعِيثُ عَيْثَـكِ فيهِ دُودْ
فَدَعِي لَهُ مَا تَنْخَرِيـنْ

يَا نَفْسُ هلْ لَكِ في الفِصَالْ
فالجِسْمُ أَعْيَـاهُ الوِصَالْ
حَمَّلْتِـهِ ثِقَـلَ الجِبَـالْ
وَرَذَلْتِـهِ لا تَحْفِلِيـنْ

عَطَشٌ وَجُوعٌ وَاشْتِيَـاقْ
أَسَفٌ وَحُزْنٌ وَاحْتِـرِاقْ
يَا وَيْحَ عَيْشِي ! هَلْ تُطَاقْ
نَزَعَاتُ نَفْسٍ لا تَلِيـنْ !

والقَلْبُ , وَا أَسَفِي عَلَيـهْ !
كَالطِّفْلِ يَبْسُطُ لِي يَدَيـهْ
هَلاَّ مَدَدْتِ يَـدَاً إِلَيـهْ
كَالأُمَّهَـاتِ إلى البَنِيـنْ !

غَذَّيْتِـهِ مُـرَّ الفِطَـامْ
وَحَرَمْتِـهِ ذَوْقَ الغَـرَام
وَصَنَعْتِ شَيْخَاً مِنْ غُلامْ
يَحْبُو إلى بَابِ السِّنِيـنْ

فَغَدَا كَحَفَّـارِ القُبُـورْ
يَئِدُ العَوَاطِفَ في الصُّدُورْ
وَيَبِيتُ يَهْتِـفُ بِالثُّبُـورْ
يَشْكُو إليكِ , وَتَشْمَتِيـنْ

أَعْمَى تُطَاعِنُـهُ الشُّجُونْ
وَجِرَاحُـهُ صَارَتْ عُيُونْ
وَبِهَا يَرَى سُبُلَ المَنُـونْ
فَيَسِير سَيْـرَ الظافِرِيـنْ

حتَّى إذا اقْتَـرَبَ المُـرَادْ
تُطْلَـى رُؤَاهُ بالسَّـوَادْ
وَيَعُود مَكْفُوفَـاً يُقَـادْ
بِرَنِيـنِ عُكَّـازِ الحَنِيـنْ

يَتَلَمَّـسُ النُّـورَ البَعِيـدْ
بأنَامِـلِ الفِكْرِ الشَّرِيـدْ
وَيَسِيلُ مِنْ فَمِـهِ النَّشِيدْ
سَيْلَ الدِّمَاءِ مِنَ الطَّعِيـنْ

أَرَأَيْتَ بَيْـتَ العَنْكَبُوتْ
وَذُبَابَـةً فِيـهِ تَمُـوتْ !
رَقَصَتْ عَلَى نَغَمِ السُّكُوتْ
أَلَـمَاً فَلَمْ يُغْنِ الطَّنِيـنْ

فَكَذاكَ في شَـرَكِ الرَّجَاءْ
قَلْبِي يَلَـذُّ لَـهُ الغِنَـاءْ
مَا ذَاكَ شَدْوَاً , بَلْ رِثَـاءْ
يَبْكِي بِـهِ الأَمَلُ الدَّفِيـنْ

يَا نَفْسُ إنْ حُـمَّ القَضَا
وَرَجَعْتِ أنتِ إلى السَّمَا
وعَلَى قَمِيصِكِ مِنْ دِمَـا
قَلْبِي فَمَـاذَا تَصْنَعِيـنْ ؟

ضَحَّيْـتِ قَلْبِي للوُصُولْ
وَهَرَعْتِ تَبْغِيـنِ المُثُولْ
فَإذَا دُعِيتِ إلى الدُّخُولْ
فَبِأَيِّ عَيْـنٍ تَدْخُلِيـنْ !

وشم الجمال
26/07/2008, 17:55
كِفِّنُوهُ !
وادْفِنُوهُ !
أَسْكِنُوهُ
هُوَّةَ اللَّحْدِ العَمِيقْ .
وَاذْهَبُوا لاَ تَنْدِبُوهُ ، فَهْوَ شَعْبٌ
مَيِّتٌ لَيْسَ يُفِيقْ .

ذَلَّلُوهُ ،
قَتَّلُوهُ ،
حَمَّلُوهُ
فَوْقَ مَا كَانَ يُطِيقْ .
حَمَلَ الذُّلَّ بِصَبْرٍ مِنْ دُهُورٍ
فَهْوَ فِي الذُّلِّ عَرِيقْ .

هَتْكُ عِرْضٍ ،
نَهْبُ أَرْضٍ ،
شَنْقُ بَعْضٍ
لَمْ تُحَرِّكْ غَضَبَـهْ
فَلِمَاذَا نَذْرِفُ الدَّمْعَ جُزَافَـاً ؟
لَيْسَ تَحْيَا الحَطَبَـةْ !

لاَ ، وَرَبِّي
مَا لِشَعْبِ
دُونَ قَلْبِ
غَيْر مَوتٍ مِنْ هِبَـةْ
فَدَعُوا التَّارِيخَ يَطْوِي سِفْرَ ضُعْفٍ
وَيُصَفِّي كُتُبَـهْ .

وَلْنُتَاجِرْ
فِي المَهَاجِرْ
وَلْنُفَاخِرْ
بِمَزَايَانَا الحِسَانْ
مَا عَلَيْنَا إِنْ قَضَى الشَّعْبُ جَمِيعَاً ،
أَفَلَسْنَا فِي أَمَانْ

رُبَّ ثَارٍ ،
رُبَّ عَارٍ ،
رُبَّ نَارٍ ،
حَرَّكَتْ قَلْبَ الجَبَانْ
كُلُّهَا فِينَا وَلَكِنْ لَمْ تُحَرِّكْ
سَاكِنَاً إلاَّ اللِسَانْ

وشم الجمال
26/07/2008, 17:56
وَقَفْتُ وقد ضـاقَ بي
سبيـلُ المُنَى الساخِـرةْ
ولم يبـقَ من مَذْهَبـي
سوى كَـدَرِ الآخِـرَةْ
وقفتُ وحيـداً ضَلُـولاً
ضعيفـاً حليفَ الشَّجَنْ
أُريـدُ الصـلاةَ طويـلاً
لِمَنْ ؟ كِدْتُ أنسى لِمَنْ ؟
إلى مَنْ يُصـلِّي فتـى تَعَـوَّدَ غيرَ الصـلاةْ
وأَشْغَـلَ قلبـاً عَتَـا
وَضَـلَّ بغيـرِ الإلـه
أيَا مَنْ سنـاهُ اختفى
وراءَ حُـدودِ البَشَـرْ
نَسِيتُـكَ يومَ الصَّفَـا
فلا تَنْسَنِي في الكَـدَرْ
أيَا غافـراً أَرْحَمَـا
يَرَى ذلَّ أمْسِي وَغَـدْ
مَعَـاذَكَ أنْ تَنْقَمَـا
وحِلْمُـكَ مِلءُ الأَبَـدْ
مَرَاعِيـكَ خُضْـرُ المُنَى
هي المُشْتهى سَيِّـدِي !
وجِسْمِـي دَهَاهُ العَنَـا
حَنَانَيْـكَ ، خُـذْ بِيَدِي !

وشم الجمال
26/07/2008, 18:11
تلات قصائد رائعة جدا جدا لنسيب عريضة كتير حبيتها خاصة يا نفس لانها عم تعبر عن كتار وعن الم عم يحكي عن حالو يعني واحد وحالو

كمان الصلاة والقصيدة التالتة كتير حلوين وكل وحدة بتحكي عن جانب غير التانية بس جد قراب لقلبي بتمنى تحبوهن

Marooshe
26/07/2008, 18:31
يَا نَفْسُ هلْ لَكِ في الفِصَالْ
فالجِسْمُ أَعْيَـاهُ الوِصَالْ
حَمَّلْتِـهِ ثِقَـلَ الجِبَـالْ
وَرَذَلْتِـهِ لا تَحْفِلِيـنْ

عَطَشٌ وَجُوعٌ وَاشْتِيَـاقْ
أَسَفٌ وَحُزْنٌ وَاحْتِـرِاقْ
يَا وَيْحَ عَيْشِي ! هَلْ تُطَاقْ
نَزَعَاتُ نَفْسٍ لا تَلِيـنْ !

وجعي!!!


يا نفس...
اما عرفت ان المقتول بالجمال لا يحية الا ذلك الجمال
ومن اعماة النور فلا يبصر الا بذلك النور
وان من كفر فقد كفر
ولا يصيرة مؤمنا الا ذلك الكفر
(هرمس)

وشم الجمال
26/07/2008, 18:34
مروة...وهل خلق الشعر الا ليكون وجعا نحكيه فيحكينا؟؟؟كوني بخير...

verocchio
26/07/2008, 23:22
تلات قصائد رائعة جدا جدا لنسيب عريضة كتير حبيتها خاصة يا نفس لانها عم تعبر عن كتار وعن الم عم يحكي عن حالو يعني واحد وحالو

كمان الصلاة والقصيدة التالتة كتير حلوين وكل وحدة بتحكي عن جانب غير التانية بس جد قراب لقلبي بتمنى تحبوهن


أنا حبيتهم ...

وشم الجمال
27/07/2008, 08:33
أنا حبيتهم ...




ليس غريبا علينا أن نتفق يا صديقي.....

وأنا حبيتهم ايضا ........ولكن

الان أكثر