-
PDA

عرض كامل الموضوع : يحزُّ في نفسي ....


Rena
30/05/2008, 03:06
يحزُّ في نفسي ...
في كثير من الأحيان عندما أفتح عيني على هذه الدنيا أشعر بغصّة في حلقي ... بسكاكين تحضن قلبي ..
مذ كنت صغيرة كان حلمي في هذه الحياة أن أكبر ... وعندما كبرت وجدت نفسي بلا حلم وبلا أمل وبلا طموح ... وما كان في خيالي حلماً لم أعلم أنه أحد الكوابيس التي ستراودني في ظل الكآبة التي تلف العالم بأسره , ذلك الحزن من أين أتى ولماذا أتى ....؟!

يحزُّ في نفسي عندما أرجع بذاكرتي إلى الوراء قليلاً فأعدُّ المرات التي حاولت فيها الإنتحار فأجدها كثرة ولا تعد , وأوّلها عندما بلغت الثالثة عشرة من العمر ...يحزُّ في نفسي وأنا في تلك السنّ فكرت مجرد تفكير بالانتحار ....
يحزُّ في نفسي أنني لم أعش طفولتي كباقي الأطفال ... أنني وعيت على قبح الحياة باكراً ...
يحزُّ في نفسي تلك السذاجة التي تعتري عقلي الكبير في المواضع التي تتكلم عن الخيال والأحلام ...لطالما حلمت بعالمٍ أصنعه بنفسي لأعيش به مع أبي وأمي ... وأخوتي ... مع حبيبٍ يغمض لي عيني عن مأساوية هذا العالم ...
ولا أنسى ولن أنسى ذلك الحزن الذي يعشعش في قلبي وبين أضلعي عندما أحتاج المساعدة من حثالة البشر ....عندما تتدحرج دمعة من عيني لتسقط أرضاً ...لماذا ولأجل من هذه الدمعة ..!؟
وجدت نفسي وحيدة بين قوم يدّعون الفضيلة .... يتمسّكون بالتعصب وجاهلية القبيلة ...أدّعي وأحاول أن أوهم نفسي بأنني أبكي عليها ... نعم أبكي على نفسي ولماذا لا أبكي ...؟!! أحتاج لأن أبكي وأحتاج لروح تواسي روحي وتشفيها من آلامها وأمراضها وتعاستها ... نعم هي أحقُّ من غيرها لأن أبكي عليها ...
يحزُّ في نفسي أنني عندما أسير في أي بقعة من وطني أجد من يلقي عليّ التحية ويحزُّ في نفسي أكثر أنني لا أملك صديقاً واحداً لا أطلب غيره من هذه الدنيا ... صديقاً يستفقد غيابي ويبكي في جنازتي ويطلب لي الرحمة ويزرع حبقة بجانب قبري ...لأنه صديقي سيكون على دراية بأنني أحب الحبق ....


أحترف الحزن والانتظار .... عندما سمعت هذه الجملة بالصوت الفيروزي لأول مرة وجدت شعاري الذي سأتبناه في مستقبلي ...وجدت هذه الجملة تشبهني ...

الحزن .... نعم إنه الحزن .... هو الذي جعل جميع من يعرفني يهرب من وجودي ... لأنني احترفته وأمتلك أعلى الشهادات في تدريسه ... يهربون مني لأنني أحزن في فرحهم ... ولأنني أبكي في وقتٍ لا يستطيعون فيه إلاّ أن يضحكوا ...يكرهونني لأنني أجعلهم يشعرون بالخجل من أنفسهم لأنهم وبالرغم من ادعائهم الذكاء والعبقرية لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً لي ولحزني ...


الانتظار .....انتظرت طويلاً في محطاتٍ كثيرة ... قابلت الكثير في رحلتي ولكنني لم أجده ... ذلك الانسان الذي يرسم لي شعاع الأمل في نهاية كل نفق ...قناعتي في هذه الدنيا تجعلني أكتفي بوجوده من بين كل البشر ...قناعتي تجعلني أغني على نافذة غرفتي كل ليلة - إنت وأنا يا ريت عنّا كوخ - لربما لأنني كرهت حياة المجتمع المخملي وأقنعته ...
أريد لهذا الانسان أن أجده عندما أريد وكيفما أريد ... وما زلت أنتظر الرحمة الإلهية لكي تحلّ ولكنها بعيدة ....
في كثير من الأحيان أتمنى لو أنني أعود لإيماني لعلّ الايمان يجعلني أسلّم بالكثير الكثير من المصائب على أنها قضاء وقدر ...على أنها إرادة ومشيئة إلهية .. أحمل السُّلم بالعرض ...وسُلّمي طويلٌ طويلْ ...فما أتعس حياتي ....؟!

يقتلني موضوع الكرامة التي يطالبونني بالحفاظ عليها ...والتّمسّك بها والنضال لأجلها ... أين هي الكرامة مع بشرِعندما ترمي عظمةً في الشارع يركض الكل وراءها ...فتكتشف أنك تعيش مع الكلاب ...!! حتى وأنهم يأخذون القشور من الكلاب ...فلا الوفاء من شيمهم ولا الإخلاص من شيمهم فلماذا الكرامة ؟
يقولون لأجل السلام الداخلي .... ولكن أين هو السلام العالمي ليطالبون بالسلام الداخلي ..!!

يحزُّ في نفسي أن توبّخني الحشرة الناطقة كل يومٍ باسم الأخلاق و الفضيلة وانا أحني لها رأسي إظهاراً لاحترام الأكبر منّي سناًّ ...

يحزُّ في نفسي أني خسرت صديقاً بنيت عليه آمالاً وأحلاماً كبيرةٌ و واسعةٌ كمدى السماء ....صديقٌ حلمت بأن يصبح حبيباً يرغب بأن أصبح أماً لأطفاله ..... ذهب الصديق ....لماذا ..؟؟
لأن عقلي صغيرٌ صغيرْ ...وتفكيري محدود وسطحي وساذجة لأبعد الحدود ...
كنت قاسية فكسرني ....أصبحت ليّنة فعصرني ...ابتعدت عنه لكي أحفظ ماء وجهي وإذ بنبرة صوته تلاحقني لتقرّعني وتسألني : أيّتها الحمقاء من أنا لتتنازلي إلى هذه الدرجة ؟! هل أستحق هذه التضحية ؟! غباؤك سيقتلني ...
هو لا يعلم أنني كنت على استعدادٍ لأن أبيع العالم لأشتريه ...
هو لا يعلم أنني أدفع عمري وكنوز الأرض مقابل تلك الطمأنينة التي أحياني بها ...
وهو لا يعلم أيضاً كم جعلني أكره نفسي ...
فالشعور بأنك ماذوشيّ قاتلٌ قاتلْ وشعوره بأنه ساديّ يرضي غروره جداً ...
ذهب ولم يعد ... لا ألومه لأنني أرى نفسي بعينيه صغيرة ...لعلّه إن ذهب أنسى أنه كان لي في يومٍ من الأيام انسانٌ حجّمني ومزّقني وجعلني أكره أنوثتي التي بدأت أشكُّ بها ...
عندما منّ عليّ وقال لي : "أنت في دائرتي لأنني أريد ذلك " طرت فرحاً ...

ولكنني لم أكن أعلم أنني على محيط دائرة قطرها طويل المدى وأنني بعيدةٌ جداً عن المركز قدمٌ في الداخل وقدمٌ في الخارج ... لم يكن مكترثاً بالشيء الذي حرّكه بداخلي ... بالجانب الذي يلامس خصوصية روحي وشغفها ... شفافية أحاسيسي وقلقها .... بالرغبة بالاستسلام وأنت تحكم العالم بجبروتك ....
جذرني ... ربّعني .... كعّبني ...جعلني أدور حول نفسي360 درجة وما زال لا يعلم .... وإن لمّحت يسدُّ الطريق ... وإن صرّحت يقطّب حاجبيه وتعتريه الدّهشة من مبدأ - حلّي عنّي - ..!!

كنتُ معه مدّاً وجزر بالوقت الذي كان فيه حتى جزره شحيح المياه ...
ويحزُّ في نفسي خسارتك أنني فقدت التواصل الروحي معك أيها الصديق العزيز ...
وسيبقى يحزُّ في نفسي خسارتك في الوقت الذي اختصرت وجود العالم بوجودك ... وأحلام الفتيات بوجودك ...!!


سلامٌ على الدُّنيا لأنني لو لعبت القمار مُذ أن ولدت لما كانت خسارتي كخسارتي هذه .......!!

30/5/2008

MadMax
30/05/2008, 03:15
يحز في نفسي .... انو الي زمان ما قريتلك شي
اشتقنالك :D

Rena
30/05/2008, 03:20
يحز في نفسي .... انو الي زمان ما قريتلك شي
اشتقنالك :D
وأنا مشتاقتلك .....بس بتعرف ع كتر الضغط رح نصير جرّة غار ....:shock:

simsima57
30/05/2008, 03:49
هو لا يعلم أنني كنت على استعدادٍ لأن أبيع العالم لأشتريه ...
هو لا يعلم أنني أدفع عمري وكنوز الأرض مقابل تلك الطمأنينة التي أحياني بها ...
وهو لا يعلم أيضاً كم جعلني أكره نفسي ...
فالشعور بأنك ماذوشيّ قاتلٌ قاتلْ وشعوره بأنه ساديّ يرضي غروره جداً ...
ذهب ولم يعد ... لا ألومه لأنني أرى نفسي بعينيه صغيرة ...لعلّه إن ذهب أنسى أنه كان لي في يومٍ من الأيام انسانٌ حجّمني ومزّقني وجعلني أكره أنوثتي التي بدأت أشكُّ بها ...
عندما منّ عليّ وقال لي : "أنت في دائرتي لأنني أريد ذلك " طرت فرحاً ...

راااااااااااااااااااااااا ااااااااااااائعة الله يعطيكي الف عافية:D

وشم الجمال
30/05/2008, 14:53
رينا.....بالفعل يحز في نفسي اني منذ زمن لم أقرأ لكـ شيئا....

لا أعلم هل أواسيكي أم اواسيني لأني صورة منسوخة لأحلامك....

طفولتي كانت لحظات مقتطفة ....لأنها كانت منزوعة بدون رحيق.....استيقظت باكرا على صوت الحزن وعلى بكاء النائحات...استيقظت على الوجع وعلى اللاوجود...وعندما كبرت ظننت أني اعيش في المدينة الفضلى لأستيقظ على حين غرة وأنا في غابة لا ترحم...

لكن يبقى هناكـ أمل يسكنني لأن هناكت من يشبهني من يحلم بأحلامي .....الحزن طقوس نعيشها لأنها أوحد ما يشعرنا ان هناكـ انسانية ....سأنتظركـ على بوابة الفرح ....ولن اطيل الانتظار ...ارجوكـ امنحي بقاياكـ للفرح حتى لو كان سرابا....

رينا يحز في نفسي ان ننسى الفرح......رائعة رائعة رائعة بهواجسكت الانسانية رائعتي:mimo: